السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
جاء في المدونة ج1 ص 197 : قال ابن القاسم وسألت مالكا عن سجود الشكر يبشر الرجل ببشارة فيخر ساجدا؟ فكره ذلك.
و في . البيان والتحصيل : ج 1 ص 393 ، 394 نقلا عن أحد الإخوة : قال محمد بن رشد : " نهى مالك رحمه الله عن سجود الشكر في هذه الرواية مثل ما له في المدونة من كراهة ذلك ، والوجه في ذلك ، أنه لم يره مما شرع في الدين فرضاً ولا نفلاً ، إذ لم يأمر بذلك النبي عليه السلام ، ولا فعله ولا أجمع المسلمون على اختيار فعله ، والشرائع لا تثبت إلا من أحد هذه الوجوه . واستدلاله على أن رسول الله لم يفعل ذلك ولا المسلمون بعده بأن ذلك لو كان لنقل صحيح إذ لا يصح أن تتوفر دواعي المسلمين على ترك نقل شريعة من شرائع الدين وقد أمروا بالتبليغ . وهذا أيضاً من الأصول ، وعليه يأتي إسقاط الزكاة من الخضر والبقول مع وجوب الزكاة فيها بعموم قول النبي : (( فيما سقت السماء والعيون والبعل العشر وفيما سقي بالنضح نصف العشر)) لأنا أنزلنا ترك نقل أخذ النبي الزكاة منها كالسنة القائمة في أن لا زكاة فيها . وكذلك ننزل ترك نقل السجود عن النبي في الشكر كالسنة القائمة في أن لا سجود فيها . وقد أباح السجود فيها الشافعي ومحمد بن الحسن ، واحتج لهما من نصر قولهما بما قص الله تعالى علينا من سجود داوود عليه السلام بقوله : ﴿فخر راكعاً وأناب ﴾ وهذا لا دليل فيه ، إذ ليست سجدة شكر وإنما هي سجدة توبة ، ولا يصح قياس سجدة الشكر على سجدة التوبة إلا بعد التسليم لإباحة سجدة التوبة ، ونحن لا نسلم ذلك ، بل نقول إن شرعنا مخالف لشرع داوود في إباحة السجدة عند التوبة من الذنب بمثل الدليل الذي استدللنا به في المنع من سجود الشكر، وبالله التوفيق " اهــ
و قال الأخ : وذكر القاضي أبو الحسن بن القصار أنه قال : لا بأس به . وبه أخذ ابن حبيب شرح التلقين : ج 2 ص 806 .
و جاء في الإعتصام للشاطبي :
ولذلك مثال فيما نقل عن مالك بن أنس في سماع أشهب و ابن نافع هو غاية فيما نحن فيه ، وذلك أن مذهبه في سجود الشكر الكراهية وأنه ليس بمشروع ، وعليه بنى كلامه . قال في العتبية : وسئل مالك عن الرجل يأتيه الأمر يحبه فيسجد لله عز وجل شكراً ؟ فقال لا يفعل هذا مما مضى من أمر الناس . قيل له : إن أبا بكر الصديق رضي الله عنه ـ فيما يذكرونه ـ سجد يوم اليمامة شكراً لله . أفسمعت ذلك قال : ما سمعت ذلك وأنا أرى أنهم قد كذبوا على أبي بكر . وهذا من الضلال أن يسمع المرء الشيء فيقول : هذا لم تسمعه مني . قد فتح الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى المسلمين بعده . أفسمعت أن أحداً منهم فعل مثل هذا ؟ إذ ما قد كان في الناس وجرى على أيديهم سمع عنهم فيه شيء ، فعليك بذلك فإنه لو كان لذكر ، لأنه من أمر الناس الذي قد كان فيهم ، فهل سمعت أن أحداً منهم سجد ؟ فهذا إجماع . وإذا جاءك أمر لا تعرفه فدعه ـ تمام الرواية ـ وقد احتوت على فرض سؤال والجواب بما تقدم . اهــ
المصدر
و جاء في التاج و الإكليل ج2 ص 79 :
( وَكُرِهَ سُجُودُ شُكْرٍ ، أَوْ زَلْزَلَةٍ ) ابْنُ عَرَفَةَ : فِي جَوَازِ السُّجُودِ لِلشُّكْرِ وَكَرَاهَتِهِ وَمَنْعِهِ ثَلَاثُ رِوَايَاتٍ .
رَوَى الْإِبَاحَةَ ابْنُ الْقَصَّارِ وَمِنْ الْعَارِضَةِ مَا نَصُّهُ : وَقَدْ بَيَّنَّا أَنْوَاعَ السُّجُودِ مِنْهُ سُجُودُ الْآيَاتِ كَمَا رُوِيَ عَنْ أَبِي مَيْمُونَةَ سَجَدَ لَمَّا بَلَغَهُ صَوْتُ مَيْمُونَةَ ، { وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذَا جَاءَهُ أَمْرُ سُرُورٍ خَرَّ سَاجِدًا لِلَّهِ شُكْرًا } .
قَالَ أَبُو عِيسَى : وَالْعَمَلُ عَلَيْهِ عِنْدَ أَكْثَرِ الْعُلَمَاءِ وَلَمْ يَرَهُ مَالِكٌ .
قَالَ ابْنُ الْعَرَبِيِّ : وَلِمَ لَمْ يَرَهُ وَالسُّجُودُ لِلَّهِ دَائِمًا هُوَ الْوَاجِبُ فَإِذَا وُجِدَ أَدْنَى سَبَبٍ لِلسُّجُودِ فَلْيَغْتَنِمْ .
وَمِنْ الْمُدَوَّنَةِ : أَنْكَرَ مَالِكٌ السُّجُودَ فِي الزَّلَازِلِ .
وَقَالَ فِي الْعُتْبِيَّةِ : هُوَ ضَلَالٌ مُجْمَعٌ عَلَى تَرْكِهِ . اهــ
هذه رسالة مختصرة في سجود السهو
رساله فى سجود الشكر
و الله أعلم