العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

ما حكم سجود الشكر في المذهب ؟ !!!

إنضم
16 نوفمبر 2008
المشاركات
142
التخصص
هندسة كهرباء
المدينة
غريان
المذهب الفقهي
مالكي
besm3.gif



علمائنا الافاضل إستشكل علي حكم سجود الشكر فقد قرأت ان الإمام كرهه ولكني وجدت أحاديث كثيرة وايضا افعال الصحابة ( والعمل عندنا دليل قوي ) على جواز سجود الشكر , فبارك الله فيكم


ما حكم سجود الشكر عند علمائنا وماهي ادلتهم وردودهم على ادلة الجمهور ؟
 
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
871
الكنية
أبو الأمين
التخصص
أصول الفقه
المدينة
باريس
المذهب الفقهي
أصول مالكية
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته

جاء في المدونة ج1 ص 197 : قال ابن القاسم وسألت مالكا عن سجود الشكر يبشر الرجل ببشارة فيخر ساجدا؟ فكره ذلك.

و في . البيان والتحصيل : ج 1 ص 393 ، 394 نقلا عن أحد الإخوة : قال محمد بن رشد : " نهى مالك رحمه الله عن سجود الشكر في هذه الرواية مثل ما له في المدونة من كراهة ذلك ، والوجه في ذلك ، أنه لم يره مما شرع في الدين فرضاً ولا نفلاً ، إذ لم يأمر بذلك النبي عليه السلام ، ولا فعله ولا أجمع المسلمون على اختيار فعله ، والشرائع لا تثبت إلا من أحد هذه الوجوه . واستدلاله على أن رسول الله لم يفعل ذلك ولا المسلمون بعده بأن ذلك لو كان لنقل صحيح إذ لا يصح أن تتوفر دواعي المسلمين على ترك نقل شريعة من شرائع الدين وقد أمروا بالتبليغ . وهذا أيضاً من الأصول ، وعليه يأتي إسقاط الزكاة من الخضر والبقول مع وجوب الزكاة فيها بعموم قول النبي : (( فيما سقت السماء والعيون والبعل العشر وفيما سقي بالنضح نصف العشر)) لأنا أنزلنا ترك نقل أخذ النبي الزكاة منها كالسنة القائمة في أن لا زكاة فيها . وكذلك ننزل ترك نقل السجود عن النبي في الشكر كالسنة القائمة في أن لا سجود فيها . وقد أباح السجود فيها الشافعي ومحمد بن الحسن ، واحتج لهما من نصر قولهما بما قص الله تعالى علينا من سجود داوود عليه السلام بقوله : ﴿فخر راكعاً وأناب ﴾ وهذا لا دليل فيه ، إذ ليست سجدة شكر وإنما هي سجدة توبة ، ولا يصح قياس سجدة الشكر على سجدة التوبة إلا بعد التسليم لإباحة سجدة التوبة ، ونحن لا نسلم ذلك ، بل نقول إن شرعنا مخالف لشرع داوود في إباحة السجدة عند التوبة من الذنب بمثل الدليل الذي استدللنا به في المنع من سجود الشكر، وبالله التوفيق " اهــ


و قال الأخ : وذكر القاضي أبو الحسن بن القصار أنه قال : لا بأس به . وبه أخذ ابن حبيب شرح التلقين : ج 2 ص 806 .

و جاء في الإعتصام للشاطبي :

ولذلك مثال فيما نقل عن مالك بن أنس في سماع أشهب و ابن نافع هو غاية فيما نحن فيه ، وذلك أن مذهبه في سجود الشكر الكراهية وأنه ليس بمشروع ، وعليه بنى كلامه . قال في العتبية : وسئل مالك عن الرجل يأتيه الأمر يحبه فيسجد لله عز وجل شكراً ؟ فقال لا يفعل هذا مما مضى من أمر الناس . قيل له : إن أبا بكر الصديق رضي الله عنه ـ فيما يذكرونه ـ سجد يوم اليمامة شكراً لله . أفسمعت ذلك قال : ما سمعت ذلك وأنا أرى أنهم قد كذبوا على أبي بكر . وهذا من الضلال أن يسمع المرء الشيء فيقول : هذا لم تسمعه مني . قد فتح الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى المسلمين بعده . أفسمعت أن أحداً منهم فعل مثل هذا ؟ إذ ما قد كان في الناس وجرى على أيديهم سمع عنهم فيه شيء ، فعليك بذلك فإنه لو كان لذكر ، لأنه من أمر الناس الذي قد كان فيهم ، فهل سمعت أن أحداً منهم سجد ؟ فهذا إجماع . وإذا جاءك أمر لا تعرفه فدعه ـ تمام الرواية ـ وقد احتوت على فرض سؤال والجواب بما تقدم . اهــ المصدر


و جاء في التاج و الإكليل ج2 ص 79 :



( وَكُرِهَ سُجُودُ شُكْرٍ ، أَوْ زَلْزَلَةٍ ) ابْنُ عَرَفَةَ : فِي جَوَازِ السُّجُودِ لِلشُّكْرِ وَكَرَاهَتِهِ وَمَنْعِهِ ثَلَاثُ رِوَايَاتٍ .
رَوَى الْإِبَاحَةَ ابْنُ الْقَصَّارِ وَمِنْ الْعَارِضَةِ مَا نَصُّهُ : وَقَدْ بَيَّنَّا أَنْوَاعَ السُّجُودِ مِنْهُ سُجُودُ الْآيَاتِ كَمَا رُوِيَ عَنْ أَبِي مَيْمُونَةَ سَجَدَ لَمَّا بَلَغَهُ صَوْتُ مَيْمُونَةَ ، { وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذَا جَاءَهُ أَمْرُ سُرُورٍ خَرَّ سَاجِدًا لِلَّهِ شُكْرًا } .
قَالَ أَبُو عِيسَى : وَالْعَمَلُ عَلَيْهِ عِنْدَ أَكْثَرِ الْعُلَمَاءِ وَلَمْ يَرَهُ مَالِكٌ .
قَالَ ابْنُ الْعَرَبِيِّ : وَلِمَ لَمْ يَرَهُ وَالسُّجُودُ لِلَّهِ دَائِمًا هُوَ الْوَاجِبُ فَإِذَا وُجِدَ أَدْنَى سَبَبٍ لِلسُّجُودِ فَلْيَغْتَنِمْ .
وَمِنْ الْمُدَوَّنَةِ : أَنْكَرَ مَالِكٌ السُّجُودَ فِي الزَّلَازِلِ .
وَقَالَ فِي الْعُتْبِيَّةِ : هُوَ ضَلَالٌ مُجْمَعٌ عَلَى تَرْكِهِ . اهــ


هذه رسالة مختصرة في سجود السهو
رساله فى سجود الشكر


و الله أعلم
 
إنضم
21 فبراير 2010
المشاركات
456
الإقامة
الإمارات العربية المتحدة
الجنس
ذكر
الكنية
أبو حاتم
التخصص
أصول الفقه ومقاصد الشريعة
الدولة
الإمارات العربية المتحدة
المدينة
أبوظبي
المذهب الفقهي
المذهب المالكي
قال الشاطبي رحمه الله في الاعتصام: " مذهبه في سجود الشكر الكراهية وأنه ليس بمشروع وعليه بنى كلامه قال في العتبية : وسئل مالك عن الرجل يأتيه الأمر يحبه فيسجد لله عز و جل شكرا ؟ فقال لا يفعل هذا مما مضى من أمر الناس قيل له : إن أبا بكر الصديق رضي الله عنه ـ فيما يذكرونه ـ سجد يوم اليمامة شكرا لله أفسمعت ذلك قال : ما سمعت ذلك وأنا أرى أنهم قد كذبوا على أبي بكر وهذا من الضلال أن يسمع المرء الشيء فيقول : هذا لم تسمعه مني قد فتح الله على رسول الله صلى الله عليه و سلم وعلى المسلمين بعده أفسمعت أن أحدا منهم فعل مثل هذا ؟ إذ ما قد كان في الناس وجرى على أيديهم سمع عنهم فيه شيء فعليك بذلك فإنه لو كان لذكر لأنه من أمر الناس الذي قد كان فيهم فهل سمعت أن أحدا منهم سجد ؟ فهذا إجماع وإذا جاءك أمر لا تعرفه فدعه"
وقال في الموافقات : " ومن ذلك سجود الشكر إن فرضنا ثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ فإنه لم يداوم عليه مع كثرة البشائر التي توالت عليه، والنعم التي أفرغت عليه إفراغا؛ فلم ينقل عنه مواظبة على ذلك، ولا جاء عن عامة الصحابة منه شيء إلا في الندرة مثل كعب بن مالك؛ إذ نزلت توبته فكان العمل على وفقه تركا للعمل على وفق العامة منهم".

 
إنضم
16 نوفمبر 2008
المشاركات
142
التخصص
هندسة كهرباء
المدينة
غريان
المذهب الفقهي
مالكي
قيل له : إن أبا بكر الصديق رضي الله عنه ـ فيما يذكرونه ـ سجد يوم اليمامة شكرا لله أفسمعت ذلك قال : ما سمعت ذلك وأنا أرى أنهم قد كذبوا على أبي بكر



بارك الله فيكم شيخنا ,

ولكن هل يمكن ان نقول ان إنكار الإمام يعني ان الحديث الصحيح لم يبلغه وايضا ذكروا ان علي رضي الله عنه سجد هو الاخر .

وما تعليقككم على هذا

وأما قول أبي حنيفة ومالك والنخعي ومن قال بكراهة سجود الشكر واحتجاجهم على ذلك بأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كانت تأتيه أنباء النصر على المشركين فلا يسجد وكان يستسقي فيسقى ولا يسجد.

فالجواب أن هذه السجدة سنة والسنة إنما تفعل أحيانا وتترك أحيانا أخرى، وقد ثبت فعله ـ والحمد لله ـ فلا يحتج بتركه. ولو أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يترك هذه السجدة لكان هذا ـ لا سيما في الصلاة ـ أشبه بالواجب وليس من قائل به.


مصدر اللإقتباس الأخير
 
إنضم
10 يونيو 2009
المشاركات
395
التخصص
فقه واصوله
المدينة
قرطبة الغراء
المذهب الفقهي
المالكي -اهل المدينة-
فالجواب أن هذه السجدة سنة والسنة إنما تفعل أحيانا وتترك أحيانا أخرى، وقد ثبت فعله ـ والحمد لله ـ فلا يحتج بتركه. ولو أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يترك هذه السجدة لكان هذا ـ لا سيما في الصلاة ـ أشبه بالواجب وليس من قائل به.
هذا مردود عندنا بصلاة الفجر والوتر فسقط الاعتراض
 
إنضم
10 يونيو 2009
المشاركات
395
التخصص
فقه واصوله
المدينة
قرطبة الغراء
المذهب الفقهي
المالكي -اهل المدينة-
ولكن هل يمكن ان نقول ان إنكار الإمام يعني ان الحديث الصحيح لم يبلغه وايضا ذكروا ان علي رضي الله عنه سجد هو الاخر .
القول بعدم معرفة الامام للحديث قول ساقط وضعيف الحجية وذلك لكثرة ما روى الامام من الاحاديث
ثم ان الامام كان اذا اخبره تلاميذه ببعض الحديث نظر فيه وغير اجتهاده فيه كحديث تخليل الاصابع حيث قال فيه بالاستحباب

و قال الأخ : وذكر القاضي أبو الحسن بن القصار أنه قال : لا بأس به . وبه أخذ ابن حبيب شرح التلقين : ج 2 ص 806 .

ينسب كثير من الشيوخ القول بسنية السجود للحافظ ابن القصار والذي اراه ان الحافظ خرج عدم الكراهة لا الاستحباب من نصوص الامام ، اذ المعروف ان الامام مالك رحمه الله متسامح و موسع في الاحكام مراعاة لاحوال المكلفين
وفقكم الله
 
أعلى