مصطفى بن الحو حداني
:: متخصص ::
- إنضم
- 2 يونيو 2009
- المشاركات
- 77
- الجنس
- ذكر
- التخصص
- أصول الفقه - أعلام الغرب الإسلامي
- الدولة
- المملكة المغربية
- المدينة
- مراكش
- المذهب الفقهي
- مالكي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أما بعد فهذه محاولة متواضعة لتهذيب بعض الفروق في كتاب الفروق للإمام البحر أبو العباس أحمد بن ادريس الصنهاجي القرافي (ت684هـ).
فبالله التوفيق:
إن ← تتعلق بمعدوم مستقبل : إن دخلت الدار فأنت طالق ◄ فإن وقع خلاف ذلك أﱢول.
لو ← تتعلق بالماضي : لو جئتني أمس أكرمتك اليوم / لو جئتني أمس أكرمتك أمس ◄ المعلق والمعلق عليه ماضيان.
وقع الإشكال في أربعة عشر مسألة:
المسألة 1 : p إن كنت قلته فقد علمته i المائدة 5 : حيث الشرط والجزاء ماضيان:
والجواب من وجهين :
أ-قول بعض المفسرين إن ذلك وقع منه في الدنيا وأن سؤال الله تعالى له في قوله تعالى p أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله i قبل أن يدعى ذلك عليه. فيكون التقدير إن أكن أقوله فأنت تعلمه. فهما مستقبلان لا ماضيان . (وهو قول ضعيف)
ب- قيل أن سؤال الله تعالى له يكون يوم القيامة. فيكونان مستقبلين لا ماضيين . وهو المشهور.
◄ ويؤكد القول الأول :أن السؤال كان في الدنيا من الآية نفسها قول تعالى p إذ قال الله يا عيسى ابن مريم i المائدة 5.
فصيغة إذ للماضي وقال للماضي، فإذا أخبر الله محمد e بهذين اللفظين الماضيين دل ذلك على تقديم هذا القول في زمن عيسى عليه السلام في الدنيا. والقول الثاني يتأول هذين اللفظين بالمستقبل ويقول لما كان خبر الله تعالى واقعا في المستقبل قطعا صار من جهة تحققه يشبه الماضي، أصل الجملة (إن أكن أقوله فقد علمته) لتنزيل المستقبل منزلة الماضي لتحقق وقوعه كما أخبر.
والظاهر أن القاعدة يخرج منها أخبار الله عز وجل، فتدخل إن على الماضي في الشرط وفي الجواب لأنه سبحانه مالك المستقبل.
فائدة جميلة جليلة :
ما يقع في المستقبل الحقائق العشر فكلها ترتبط بمستقبل معدوم:
"إن" الشرط, الأمر و النهي, الدعاء, الوعد والوعيد، الترجي والتمني، والإباحة.
سئل الشيخ عز الدين بن عبد السلام عن قوله e لما قيل له كيف نصلي عليك فقال: ) قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم ( الحديث.
قال: قاعدة العرب تقتضي أن المشبه بالشيء يكون أخفض رتبة منه، وأعظم أحواله أن يكون شبهه، نحن نعلم أن إحسان الله تعالى لنبيه محمد e أعظم من إحسانه لإبراهيم عليه السلام وتشبيهه به يقتضي خلاف ذلك.
- أجاب رحمه الله بقوله التشبيه وقع بين المجموعين. مجموع المعطى لرسول الله e ولآله ومجموع المعطى لإبراهيم ولآله وأل إبراهيم عليه السلام أنبياء. وآل محمد e ليسوا أنبياء. فعطية إبراهيم تقسم عليه وعلى آله وعطية محمد e كذلك. فيكون الفاضل لرسول الله e أعظم من الفاضل لإبراهيم عليه السلام. فيكون رسول الله أفضل من إبراهيم عليه السلام.
واستدرك القرافي على شيخه بقوله إن الدعاء لا يتعلق إلا بمعدوم مستقبل كسائر أنواع الطلب وقولنا اللهم صل: دعاء، فلا يتعلق إلا بعطية لم تعط لرسول الله e معدومة. والواقع قبل دعائنا مواهب ربانية لرسول الله e من خيري الدنيا والآخرة لم يدركها أحد من الأنبياء . ونحن نطلب له زيادة على ذلك مثل المواهب الحاصلة لإبراهيم عليه السلام.
والظاهر والله أعلم: أن المشبه يكون دون المشبه به لكن لابد أن نضيف أن هذه المسألة ليست دائما مطردة، فأحيانا يستعملون العكس للفت الأنظار والوقوف على المشبه فلا يلزم من التشبيه أن يكون المشبه أنقص من المشبه به والدليل على ذلك قوله تعالى p الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح i الآية. فإذا طبقنا هذا المقياس في الصلاة على النبي e لم يبق إشكال.
يتبع إن شاء الله
أما بعد فهذه محاولة متواضعة لتهذيب بعض الفروق في كتاب الفروق للإمام البحر أبو العباس أحمد بن ادريس الصنهاجي القرافي (ت684هـ).
فبالله التوفيق:
الفرق 4: بين "إن" و "لو" الشرطين .
إن ← تتعلق بمعدوم مستقبل : إن دخلت الدار فأنت طالق ◄ فإن وقع خلاف ذلك أﱢول.
لو ← تتعلق بالماضي : لو جئتني أمس أكرمتك اليوم / لو جئتني أمس أكرمتك أمس ◄ المعلق والمعلق عليه ماضيان.
وقع الإشكال في أربعة عشر مسألة:
المسألة 1 : p إن كنت قلته فقد علمته i المائدة 5 : حيث الشرط والجزاء ماضيان:
والجواب من وجهين :
أ-قول بعض المفسرين إن ذلك وقع منه في الدنيا وأن سؤال الله تعالى له في قوله تعالى p أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله i قبل أن يدعى ذلك عليه. فيكون التقدير إن أكن أقوله فأنت تعلمه. فهما مستقبلان لا ماضيان . (وهو قول ضعيف)
ب- قيل أن سؤال الله تعالى له يكون يوم القيامة. فيكونان مستقبلين لا ماضيين . وهو المشهور.
◄ ويؤكد القول الأول :أن السؤال كان في الدنيا من الآية نفسها قول تعالى p إذ قال الله يا عيسى ابن مريم i المائدة 5.
فصيغة إذ للماضي وقال للماضي، فإذا أخبر الله محمد e بهذين اللفظين الماضيين دل ذلك على تقديم هذا القول في زمن عيسى عليه السلام في الدنيا. والقول الثاني يتأول هذين اللفظين بالمستقبل ويقول لما كان خبر الله تعالى واقعا في المستقبل قطعا صار من جهة تحققه يشبه الماضي، أصل الجملة (إن أكن أقوله فقد علمته) لتنزيل المستقبل منزلة الماضي لتحقق وقوعه كما أخبر.
والظاهر أن القاعدة يخرج منها أخبار الله عز وجل، فتدخل إن على الماضي في الشرط وفي الجواب لأنه سبحانه مالك المستقبل.
فائدة جميلة جليلة :
ما يقع في المستقبل الحقائق العشر فكلها ترتبط بمستقبل معدوم:
"إن" الشرط, الأمر و النهي, الدعاء, الوعد والوعيد، الترجي والتمني، والإباحة.
سئل الشيخ عز الدين بن عبد السلام عن قوله e لما قيل له كيف نصلي عليك فقال: ) قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم ( الحديث.
قال: قاعدة العرب تقتضي أن المشبه بالشيء يكون أخفض رتبة منه، وأعظم أحواله أن يكون شبهه، نحن نعلم أن إحسان الله تعالى لنبيه محمد e أعظم من إحسانه لإبراهيم عليه السلام وتشبيهه به يقتضي خلاف ذلك.
- أجاب رحمه الله بقوله التشبيه وقع بين المجموعين. مجموع المعطى لرسول الله e ولآله ومجموع المعطى لإبراهيم ولآله وأل إبراهيم عليه السلام أنبياء. وآل محمد e ليسوا أنبياء. فعطية إبراهيم تقسم عليه وعلى آله وعطية محمد e كذلك. فيكون الفاضل لرسول الله e أعظم من الفاضل لإبراهيم عليه السلام. فيكون رسول الله أفضل من إبراهيم عليه السلام.
واستدرك القرافي على شيخه بقوله إن الدعاء لا يتعلق إلا بمعدوم مستقبل كسائر أنواع الطلب وقولنا اللهم صل: دعاء، فلا يتعلق إلا بعطية لم تعط لرسول الله e معدومة. والواقع قبل دعائنا مواهب ربانية لرسول الله e من خيري الدنيا والآخرة لم يدركها أحد من الأنبياء . ونحن نطلب له زيادة على ذلك مثل المواهب الحاصلة لإبراهيم عليه السلام.
والظاهر والله أعلم: أن المشبه يكون دون المشبه به لكن لابد أن نضيف أن هذه المسألة ليست دائما مطردة، فأحيانا يستعملون العكس للفت الأنظار والوقوف على المشبه فلا يلزم من التشبيه أن يكون المشبه أنقص من المشبه به والدليل على ذلك قوله تعالى p الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح i الآية. فإذا طبقنا هذا المقياس في الصلاة على النبي e لم يبق إشكال.
يتبع إن شاء الله