العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

تهذيب الفروق للقرافي

إنضم
2 يونيو 2009
المشاركات
77
الجنس
ذكر
التخصص
أصول الفقه - أعلام الغرب الإسلامي
الدولة
المملكة المغربية
المدينة
مراكش
المذهب الفقهي
مالكي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أما بعد فهذه محاولة متواضعة لتهذيب بعض الفروق في كتاب الفروق للإمام البحر أبو العباس أحمد بن ادريس الصنهاجي القرافي (ت684هـ).
فبالله التوفيق:

الفرق 4: بين "إن" و "لو" الشرطين .


إن تتعلق بمعدوم مستقبل : إن دخلت الدار فأنت طالق فإن وقع خلاف ذلك أول.
لو تتعلق بالماضي : لو جئتني أمس أكرمتك اليوم / لو جئتني أمس أكرمتك أمس المعلق والمعلق عليه ماضيان.
وقع الإشكال في أربعة عشر مسألة:

المسألة 1 : p إن كنت قلته فقد علمته i المائدة 5 : حيث الشرط والجزاء ماضيان:
والجواب من وجهين :
أ-قول بعض المفسرين إن ذلك وقع منه في الدنيا وأن سؤال الله تعالى له في قوله تعالى p أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله i قبل أن يدعى ذلك عليه. فيكون التقدير إن أكن أقوله فأنت تعلمه. فهما مستقبلان لا ماضيان . (وهو قول ضعيف)
ب- قيل أن سؤال الله تعالى له يكون يوم القيامة. فيكونان مستقبلين لا ماضيين . وهو المشهور.
ويؤكد القول الأول :أن السؤال كان في الدنيا من الآية نفسها قول تعالى p إذ قال الله يا عيسى ابن مريم i المائدة 5.
فصيغة إذ للماضي وقال للماضي، فإذا أخبر الله محمد e بهذين اللفظين الماضيين دل ذلك على تقديم هذا القول في زمن عيسى عليه السلام في الدنيا. والقول الثاني يتأول هذين اللفظين بالمستقبل ويقول لما كان خبر الله تعالى واقعا في المستقبل قطعا صار من جهة تحققه يشبه الماضي، أصل الجملة (إن أكن أقوله فقد علمته) لتنزيل المستقبل منزلة الماضي لتحقق وقوعه كما أخبر.
والظاهر أن القاعدة يخرج منها أخبار الله عز وجل، فتدخل إن على الماضي في الشرط وفي الجواب لأنه سبحانه مالك المستقبل.
فائدة جميلة جليلة :
ما يقع في المستقبل الحقائق العشر فكلها ترتبط بمستقبل معدوم:
"إن" الشرط, الأمر و النهي, الدعاء, الوعد والوعيد، الترجي والتمني، والإباحة.
سئل الشيخ عز الدين بن عبد السلام عن قوله e لما قيل له كيف نصلي عليك فقال: ) قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم ( الحديث.
قال: قاعدة العرب تقتضي أن المشبه بالشيء يكون أخفض رتبة منه، وأعظم أحواله أن يكون شبهه، نحن نعلم أن إحسان الله تعالى لنبيه محمد e أعظم من إحسانه لإبراهيم عليه السلام وتشبيهه به يقتضي خلاف ذلك.
- أجاب رحمه الله بقوله التشبيه وقع بين المجموعين. مجموع المعطى لرسول الله e ولآله ومجموع المعطى لإبراهيم ولآله وأل إبراهيم عليه السلام أنبياء. وآل محمد e ليسوا أنبياء. فعطية إبراهيم تقسم عليه وعلى آله وعطية محمد e كذلك. فيكون الفاضل لرسول الله e أعظم من الفاضل لإبراهيم عليه السلام. فيكون رسول الله أفضل من إبراهيم عليه السلام.
واستدرك القرافي على شيخه بقوله إن الدعاء لا يتعلق إلا بمعدوم مستقبل كسائر أنواع الطلب وقولنا اللهم صل: دعاء، فلا يتعلق إلا بعطية لم تعط لرسول الله e معدومة. والواقع قبل دعائنا مواهب ربانية لرسول الله e من خيري الدنيا والآخرة لم يدركها أحد من الأنبياء . ونحن نطلب له زيادة على ذلك مثل المواهب الحاصلة لإبراهيم عليه السلام.

والظاهر والله أعلم: أن المشبه يكون دون المشبه به لكن لابد أن نضيف أن هذه المسألة ليست دائما مطردة، فأحيانا يستعملون العكس للفت الأنظار والوقوف على المشبه فلا يلزم من التشبيه أن يكون المشبه أنقص من المشبه به والدليل على ذلك قوله تعالى p الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح i الآية. فإذا طبقنا هذا المقياس في الصلاة على النبي e لم يبق إشكال.

يتبع إن شاء الله
 
إنضم
2 يونيو 2009
المشاركات
77
الجنس
ذكر
التخصص
أصول الفقه - أعلام الغرب الإسلامي
الدولة
المملكة المغربية
المدينة
مراكش
المذهب الفقهي
مالكي
المسألة2: p ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم i لقمان -27-
قاعدة "لو" إذا دخلت على ثبوتين عادا نفيين. أو على نفيين عادا ثبوتين. والثبوت نفي.
مثال : (لو جاءني زيد لأكرمته) فهما ثبوتان عادا نفيين: فما جاءك ولا أكرمته.
إذا تقررت هذه القاعدة يلزم أن تكون كلمات الله نفدت وليس كذلك, لأن "لو" دخلت هنا على ثبوت أولا ونفي أخيرا فيكون الثبوت الأول نفيا وهو كذلك فإن الشجر ليست أقلاما ويلزم أن النفي الأخير ثبوت فتكون نفدت وليس كذلك .
والظاهر والله أعلم أن الآية سيقت في بيان علم الله وعلمه عز وجل علم ذاتي فهناك سبب آخر غير الأشجار لأن بقاء كلمات الله له سبب آخر هو أنها تابعة لذات الله.
ونظير هذه الآية قوله e ) نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه( يقتضي أنه خاف وعصى. والعصيان مع الخوف: أقبح. فيكون ذلك ذما لكن الحديث سيق للمدح.
القول الأول: قال ابن عصفور : "لو" في الحديث بمعنى "إن" لمطلق الربط. و"إن" لا يكون ثبوتها نفيا ولا نفيها ثبوتا فيرتفع الإشكال.
القول الثاني: قال شمس الدين الخسروشاهي :"لو" في أصل اللغة لمطلق الربط وإنما اشتهرت في العرف في انقلاب ثبوتها نفيا وبالعكس ,و "لو" في الحديث إنما وردت بمعناها اللغوي.
القول الثالث: قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام: قد يكون للشيء الواحد سبب واحد فينتفي عند انتفائه. وقد يكون له سببان لا يلزم من عدم أحدهما عدمه لأن السبب الثاني يخلفه السبب الأول.
مثاله زوج هو ابن عم (لو لم يكن زوجا لورث) أي بالتعصيب .
قال العز بن عبد السلام في الحديث أن صهيبا t اجتمع في حقه سببان يمنعانه من المعصية: الخوف والإجلال. فلو انتفى الخوف في حقه لانتفى العصيان للسبب الآخر.
وقال غيرهم: بأن الجواب محذوف تقديره: (لو لم يخف الله عصمه الله ) ودل على ذلك قوله: لم يعصه.
ضعف القرافي الأقوال الثلاثة الأولى وقال أن "لو" أصلها أن تستعمل للربط بين شيئين كما أنها تستعمل لقطع الربط بين الجواب والشرط ولتبين أن الجواب لا يترتب على شرطه فيكون جوابا لسؤال محقق أو متوهم وقع فيه ربط فتقطعه أنت لاعتقادك بطلان ذلك الربط.
ففي الحديث : لما كان الغالب على الناس أن يرتبط عصيانهم بعدم خوفهم وأن ذلك في الأوهام قطع رسول الله e هنا الربط وقال :) لو لم يخف الله لم يعصه( .وقال القرافي بقطع الربط في الآية كذلك.
ويمكن القول بأن إدراك القطع بين فعل الشرط وجوابه لم نعتمد على اللفظ "لو" ولكن المعتمد في ذلك مراعاة السياق ويدرك أيضا بالواقع.
كما أن قاعدة "لو" ليست مطردة.
 

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,136
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
بارك الله فيك أخي الكريم مصطفى ...
ونفع الله بك؛ وجعلك مباركاً ...
تضرب بسهم في هذا العلم؛ وشكراً لك على الترتيب والتهذيب.
 
إنضم
2 يونيو 2009
المشاركات
77
الجنس
ذكر
التخصص
أصول الفقه - أعلام الغرب الإسلامي
الدولة
المملكة المغربية
المدينة
مراكش
المذهب الفقهي
مالكي
المسألة3: p وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا i البقرة 23
نص النحاة والأصوليون على أن "إن" لا يعلق عليها إلا مشكوك فيه فلا تقول ( إن غربت الشمس فأتني )، بل: (إذا غربت الشمس فأتني )، و"إذا" يعلق عليها المشكوك والمعلوم أما "إن" فلا يعلق عليها إلا المشكوك.
ومقتضى هذه القاعدة أن يتعذر وردوها في كتاب الله مضافة إلى الله تعالى لأنها تقتضي التشكيك، فإن الله تعالى بكل شيء عليم كما في الآية السابقة. فالخطاب مع أهل الكفر، والله تعالى يعلم أنهم في ريب وهم يعلمون ويجزمون أنهم في ريب ومع ذلك فالتعليق (إن كنتم) حسن. والجواب عن هذا السؤال: أن الخصائص الإلهية لا تدخل في الأوضاع العربية.
"إن" تفيد الشك لكن ورودها في القرآن الكريم لا لتدل على الشك. قال تعالى: p وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين i. هذا الأسلوب يسمى عدم المواجهة ويستعمل عندما يريد المخاطِب استمالة المخاطَب. وأن يترك له مجالا ليفكر في وضعيته ويسمى أسلوب عدم المكافحة أو أسلوب عدم الكفاح.
ف"أو" تستعمل للشك، لكنها هنا وردت لغرض آخر وهو: أسلوب عدم المواجهة، فخرجت من الشك لأسباب بلاغية وهذا من آداب الخطاب: "ترك الصورة دون تقرير الحقائق".
وكذلك الشأن بالنسبة ل "إن" فالله تعالى استعملها ليترك لهم المجال ليفكروا في هذا القرآن، فتجنب أسلوب المواجهة قُصِد منه عدم التنفير، فتستعمل "إن" في مطلق الربط لاستمالة المخاطب وتغيير قناعاته إلى قناعاتك، لأن فطرة الإنسان خيرة فكل ما يأتي بعدها من شر فهو عارض وطارئ، فهو لا يرضى حينما تصفه بالسارق أو السكران لأنه يرجع إلى ذلك الرصيد الخير من الفطرة.
 
إنضم
2 يونيو 2009
المشاركات
77
الجنس
ذكر
التخصص
أصول الفقه - أعلام الغرب الإسلامي
الدولة
المملكة المغربية
المدينة
مراكش
المذهب الفقهي
مالكي
المسألة الرابعة :
الإشكال الذي يرد على "لو" حينما يستعملها الله U في أمور تتعلق به مثل قوله U: pولو شئنا لآتينا كل نفس هداها .i
ف"لو" تتعلق بالمستقبل ولكن مشيئة الله تتعلق بالأزل، فهذا هو الإشكال: أي أن ما دخلت عليه "إن" أو "لو" يعتبر من العلم المقدر المفروض الذي لم يقع.
والجواب: أن تعلق إرادة الله تعالى وعلمه بالأشياء قسمان : قسم واقع، وقسم مقدر مفروض ليس واقعا.
فالواقع أزلي لا يمكن جعل شيء منه شرطا البتة. وجميع المعلق عليه من تعلق صفات الله تعالى إنما هو مفروض مقدر لا أنه واقع والفرض والتقدير أمر متوقع في المستقبل ليس أزليا فلذلك حسن التعليق فيه على الشرط.
فإن قلت بل هذا التقدير أزلي والله تعالى يعلم في الأزل أنه لو شاء لجعلنا ملائكة، فيكون التقدير أزليا فيمتنع تعليقه .
قال القرافي: علمنا حاضر ومعلومنا مستقبل. المقصود في الآية ومثيلاتها: p إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا i
والظاهر أن المقصود تلهيب المشاعر وإثارتها ولفت الانتباه للبحث عن الحقيقة فسميت "إن التلهيبية" والأسلوب أسلوب الإثارة. فالله U عبر ب "إن يعلم" أي مع المضارع لتعرف بأن علم الله محيط بك ولست خارجا عن دائرة علمه U .
 
إنضم
2 يونيو 2009
المشاركات
77
الجنس
ذكر
التخصص
أصول الفقه - أعلام الغرب الإسلامي
الدولة
المملكة المغربية
المدينة
مراكش
المذهب الفقهي
مالكي
المسألة الخامسة :
فيها قضايا حول "حيث" و"أين" فهما من ظروف المكان وهذه الصيغ تترتب عليها قواعد فقهية بخلاف "متى" فتستعمل للزمان (لاستغراق الزمان ).
الإشكال: الصيغ )حيث – أين – متى ( للعموم ولكنها تقتضي طلقة واحدة وليس أكثر من تطليقة واحدة. والجواب مبني على قاعدة وهي أن التعليق ينقسم إلى أربعة أقسام :
القسم الأول: تعليق عام على عام. نحو "كلما دخلت الدار فأنت طالق "
علق جميع الطلقات على جميع الدخلات فلا جرم لزم لكل دخلة طلقة .
القسم الثاني : تعليق مطلق على مطلق: نحو: (إن دخلت الدار فأنت طالق ) / (إذا دخلت الدار فأنت طالق ) علق مطلق الطلاق على مطلق الدخول فإذا وجد مطلق الدخول لزم مطلق الطلاق وأنحلت يمينه .
"إذا" تدل على الزمان بدلالة المطابقة وتكون ظرفية غالبا وأما الشرط يعرض لها. كقوله تعالى p والليل إذا يغشى i فقد استعملت هنا ظرفا مجردا عارية عن الشرط .
وأما "إن" فتدل على الشرط مطابقة وعلى الزمان التزاما عكس "إذا". و"إذا" كلما كانت شرطا كانت ظرفا, وكلما كانت ظرفا لا يلزم أن تكون شرطا فبينهما عموم وخصوص من وجه .
القسم الثالث : تعليق مطلق على عام (نحو متى وأين وحيث). فهذه من صيغ العموم في الزمان والمكان نحو: "أنت طالق أبدا". فإنه يلزم طلقة واحدة، فكأنه قال أنت طالق في جميع الأزمنة أوفي جميع البقاع طلقة واحدة. وهذه الصيغ أبلغ صيغ العموم ومع ذلك لو صرح بها لم تلزمه إلا طلقة واحدة.
القسم الرابع: تعليق عام على مطلق. معناه التزام جميع الطلاق في زمن فرد, فهذا القسم الحكم فيه أن يلزم من ذلك العموم ثلاث ويسقط ما عداها، كما لو قال لها "أنت طالق طلقات لا نهاية لها (في العدد) إن دخلت الدار" فقد صرح بالعموم مع الإطلاق في الزمان .
أما الفرق بين كلما ومتى ما وأينما وحيثما أن "ما" في الجميع زمانية، فمعنى قوله "كلما دخلت الدار فأنت طالق" : كل زمان تدخلين الدار فأنت طالق في ذلك الزمان فيتكرر الطلاق في تلك الظروف توفية باللفظ ومقتضاه حتى يحصل في كل زمان طلقة .
متى ما : متى للزمان المبهم لا للمعين، فيمنع السؤال بها عن متعين كقولنا متى تطلع الشمس لأن زمن طلوع الشمس متعين .
أما "حيثما" و"أينما" فهو مكان أضيف إلى الزمان وتقديره: "مكان-زمان دخولك الدار أنت طالق فيه" ولا يفهم منه التكرار فتطلق في جميع ذلك المكان طلقة واحدة.
 
إنضم
2 يونيو 2009
المشاركات
77
الجنس
ذكر
التخصص
أصول الفقه - أعلام الغرب الإسلامي
الدولة
المملكة المغربية
المدينة
مراكش
المذهب الفقهي
مالكي
المسألة التاسعة : قال تعالى p ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله i
الإشكال : كيف يستدل على شيء بالتعليق وليس فيه شيء يدل على التعليق ؟
وجه استدلال جميع الفقهاء بهذه الآية: اشتراط المشيئة عند النطق بالأفعال.
لكن الآية ليس فيها ما يدل على التعليق لا مطابقة ولا التزاما، لأن إلا للاستثناء لا للتعليق.
والجواب: أن في الآية حذفا والمحذوف هو المستثنى منه. وتقدير الآية: ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا في حال من الأحوال إلا معلقا بأن يشاء الله.
 
إنضم
2 يونيو 2009
المشاركات
77
الجنس
ذكر
التخصص
أصول الفقه - أعلام الغرب الإسلامي
الدولة
المملكة المغربية
المدينة
مراكش
المذهب الفقهي
مالكي
المسألة العاشرة : قال تعالى p واشكروا نعمة الله إن كنتم إياه تعبدون i
قد يذكر الشرط للتعليل دون التعليق وضابطه أمران :
-المناسبة
-وعدم انتفاء المشروط عند انتفاء الشرط فيعلم أنه ليس بشرط.
والشكر واجب مع العبادة ومع عدمها, ليدل على عدم التعليق. ومعنى الكلام أنكم موصوفون بصفة تحث على الشكر وتبعث عليه وهي العبادة والتذلل .
أمثلة : - قال رسول الله e ) من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ( معناه أن تصديق الوعد والوعيد في ذلك حاث عليه وإلا فالكفار يؤمرون بإكرام الضيف مع عدم هذا الشرط.
- أطعني إن كنت ابني.
 
إنضم
2 يونيو 2009
المشاركات
77
الجنس
ذكر
التخصص
أصول الفقه - أعلام الغرب الإسلامي
الدولة
المملكة المغربية
المدينة
مراكش
المذهب الفقهي
مالكي
المسألة الحادية عشر : قال تعالى p يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول i
قال جماعة من أرباب علم البيان وأهل التفسير إن الوقف عند قوله تعالى (لستن كأحد من النساء) ويبدأ بالشرط ويكون جواب ما بعده وهو قوله (فلا تخضعن بالقول) دونما قبله.
بل حكم الله تعالى بتفضيلهن على النساء مطلقا من غير الشرط وهو أبلغ في مدحهن .
 
إنضم
23 أبريل 2010
المشاركات
572
التخصص
علوم قانونية
المدينة
بشار
المذهب الفقهي
مالكي
جزاك الله خيرا
ألا يمكنك جمع هذه المعلومات في ملف واحد للتحميل
وشكرا

 
إنضم
2 يونيو 2009
المشاركات
77
الجنس
ذكر
التخصص
أصول الفقه - أعلام الغرب الإسلامي
الدولة
المملكة المغربية
المدينة
مراكش
المذهب الفقهي
مالكي
بارك الله فيك أخي بدر الدين، سأعمل على طلبك في مستقبل الايام.
 
إنضم
2 يونيو 2009
المشاركات
77
الجنس
ذكر
التخصص
أصول الفقه - أعلام الغرب الإسلامي
الدولة
المملكة المغربية
المدينة
مراكش
المذهب الفقهي
مالكي
المسألة الثانية عشر : قال تعالى p وإن يكذبوك فقد كذبت رسل من قبلك i فاطر-4-
يجوز حذف جواب الشرط إن كان في الكلام ما يدل عليه، فيجعل الدليل نفس الجواب وليس هو الجواب فإن تكذيب من قبله لا يتوقف على هذا الشرط بل سبق وتقدم .
ومما يدل على أن الجواب محذوف أن الماضي لا يعلق على المستقبل. وتقدير الكلام: وإن يكذبوك فتسل فقد كذبت رسل من قبلك.
 
إنضم
2 يونيو 2009
المشاركات
77
الجنس
ذكر
التخصص
أصول الفقه - أعلام الغرب الإسلامي
الدولة
المملكة المغربية
المدينة
مراكش
المذهب الفقهي
مالكي
المسألة الثالثة عشر : قال تعالى p إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا i
جرت عادة الفقهاء والأصوليين بحمل العموم على عمومه دون سببه.
قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام: يجب أن يستثنى من ذلك ما إذا كان السبب شرطا كما في الآية؛ فالأوابون عام في كل أواب ماضيا أو حاضرا أو مستقبلا، فيجب في هذا العموم أن يتخصص بنا لأن القاعدة الشرعية أن صلاحنا لا يكون سببا للمغفرة في حق غيرنا من الأمم، فيتعين أن يكون التقدير إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين منكم غفورا .
 
إنضم
2 يونيو 2009
المشاركات
77
الجنس
ذكر
التخصص
أصول الفقه - أعلام الغرب الإسلامي
الدولة
المملكة المغربية
المدينة
مراكش
المذهب الفقهي
مالكي
المسألة الرابعة عشر : قال تعالى p فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة i -المائدة 89-
جرت عادة الفقهاء في الكفارات هل هي على التخيير أو على الترتيب أن يقال إذا ورد النص بصيغة "أو" فهي على التخيير كقوله تعالى p فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة iالمائدة 89 وإن كان النص بصيغة "من" الشرطية فهي على الترتيب كقوله تعالى p فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين فمن فلم يستطع فإطعام ستين مسكينا i المجادلة 4 . ولا تكاد تجد فقيها ينازع في هذا.
قال القرافي : هذا غير صحيح وأورد مثالا مضادا وهو قوله تعالى p فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان i البقرة 282. فقد أجمعت الأمة على أن عدم الرجلين ليس شرطا في شهادة النساء فتستفيد أن الصيغة لا تقتضي الترتيب وأنه لا يلزم من عدم الشرط عدم المشروط. فبين أن الصيغة لا تقضي الترتيب إلا بعد أن تحتف بها القرائن.
 
إنضم
2 يونيو 2009
المشاركات
77
الجنس
ذكر
التخصص
أصول الفقه - أعلام الغرب الإسلامي
الدولة
المملكة المغربية
المدينة
مراكش
المذهب الفقهي
مالكي
المسألة الرابعة عشر : قال تعالى p فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة i -المائدة 89-
جرت عادة الفقهاء في الكفارات هل هي على التخيير أو على الترتيب أن يقال إذا ورد النص بصيغة "أو" فهي على التخيير كقوله تعالى p فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة iالمائدة 89 وإن كان النص بصيغة "من" الشرطية فهي على الترتيب كقوله تعالى p فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين فمن فلم يستطع فإطعام ستين مسكينا i المجادلة 4 . ولا تكاد تجد فقيها ينازع في هذا.
قال القرافي : هذا غير صحيح وأورد مثالا مضادا وهو قوله تعالى p فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان i البقرة 282. فقد أجمعت الأمة على أن عدم الرجلين ليس شرطا في شهادة النساء فتستفيد أن الصيغة لا تقتضي الترتيب وأنه لا يلزم من عدم الشرط عدم المشروط. فبين أن الصيغة لا تقضي الترتيب إلا بعد أن تحتف بها القرائن.
 
إنضم
2 يونيو 2009
المشاركات
77
الجنس
ذكر
التخصص
أصول الفقه - أعلام الغرب الإسلامي
الدولة
المملكة المغربية
المدينة
مراكش
المذهب الفقهي
مالكي
الفرق5: بين قاعدتي الشرط والاستثناء في الشريعة ولسان العرب .


يشترك الشرط والاستثناء في أن كل واحد منهما فضلة، بمعنى أنه ليس بأحد طرفي الإسناد.
ويتباينان في ثلاثة أحكام:
· الحكم الأول: لا يجوز تأخير النطق بالشرط في الزمان، خلافا لابن عباس في التعليق على مشيئة الله تعالى. ويجوز تأخير النطق بالاستثناء في الزمان على قول لابن عباس وغيره. وإن حكى ابن رشد الإجماع عل عدم جواز ذلك .
فائدة: الاستثناء يجوز فيه التأخير لأن المقصد لا يتأثر بالتأخير, والشرط عكس ذلك .
· الحكم الثاني: لا يجوز أن يرفع الاستثناء جميع المنطوق به ويبطل حكمه، (مثال: له عندي عشرة إلا عشرة). ويجوز أن يدخل الشرط في كلام يبطل جميعه (مثال: انتن طوالق إن دخلتن الدار. فلا تدخل واحدة منهن فيبطل جميع الطلاق فيهن. ولولا هذا الشرط لعم الحكم الجميع).
· الحكم الثالث: الشرط يعم جميع الجمل المنطوق بها، بخلاف الاستثناء على قول أبي حنيفة يرى أن الاستثناء يكون أقرب وقوته لا تتعدى ما قبله[1] .

[1] - إذا تعاقب الاستثناء في جملة فهو يرجع إلى جميعها فيسقط حتى الجلد في قصة المغيرة مع هؤلاء الذين شهدوا على زناه، وقال ابن القصار: " الذي يدل عليه مذهب مالك أن يكون الاستثناء راجعا إلى ما تقدم إلا أن تقوم دلالة على المنع منه". وبه قال الشافعي وابن حزم.
وشروط الاستثناء لكي يعود على الجميع: 1 – العطف.
2 – أن يكون العطف بالواو وليس بثم.
3 – ألا يتخلل بين الجملتين المعطوفتين كلام طويل وإلا فيعود إلى أقرب مذكور.
ويرى أبو حنيفة أن الاستثناء يعود على أقرب مذكور. وهو رأي المعتزلة.
 
إنضم
17 نوفمبر 2009
المشاركات
439
التخصص
باحث إسلامي
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
مستقل
فائدة جميلة جليلة :
سئل الشيخ عز الدين بن عبد السلام عن قوله
لما قيل له كيف نصلي عليك فقال: قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم .. الحديث .. قال السائل: قاعدة العرب تقتضي أن المشبه بالشيء يكون أخفض رتبة منه، وأعظم أحواله أن يكون شبهه، نحن نعلم أن إحسان الله تعالى لنبيه محمد e أعظم من إحسانه لإبراهيم عليه السلام وتشبيهه به يقتضي خلاف ذلك.

- أجاب [سلطان العلماء] رحمه الله بقوله : التشبيه وقع بين المجموعين. مجموع المعطى لرسول الله
ولآله ومجموع المعطى لإبراهيم ولآله .. وأل إبراهيم عليه السلام أنبياء, وآل محمد ليسوا أنبياء .. فعطية إبراهيم تقسم عليه وعلى آله, وعطية محمد كذلك .. فيكون الفاضل لرسول الله أعظم من الفاضل لإبراهيم عليه السلام .. فيكون رسول الله أفضل من إبراهيم عليه السلام

واستدرك [الإمام] القرافي على شيخه بقوله إن الدعاء لا يتعلق إلا بمعدوم مستقبل كسائر أنواع الطلب وقولنا اللهم صل: دعاء، فلا يتعلق إلا بعطية لم تعط لرسول الله معدومة. والواقع قبل دعائنا مواهب ربانية لرسول الله من خيري الدنيا والآخرة لم يدركها أحد من الأنبياء .. ونحن نطلب له زيادة على ذلك مثل المواهب الحاصلة لإبراهيم عليه السلام [ فيجتمع لرسول الله من المواهب ما أعطاه الله إياه ممن لم يلحقه فيه نبي, وما أعطاه الله لإبراهيم كذلك ].

والمشبه يكون دون المشبه به .. هذه المسألة ليست دائما مطردة .. فأحيانا يستعملون العكس للفت الأنظار والوقوف على المشبه فلا يلزم من التشبيه أن يكون المشبه أنقص من المشبه به .. والدليل على ذلك قوله تعالى "
الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح" .. فإذا طبقنا هذا المقياس في الصلاة على النبي لم يبق إشكال.

بارك الله فيكم .. فائدة جليلة نفيسة .. رحمَ الله الإمامين الكبيرين وشكرَ لك
 
أعلى