العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

مسألة صحة الاقتداء مع فوات فضيلة الجماعة

رياض صالح على

:: متابع ::
إنضم
18 مارس 2010
المشاركات
69
الكنية
أبوصالح
التخصص
دراسات إسلامية
المدينة
غيل باوزير
المذهب الفقهي
شافعي
مسألة صحة الاقتداء مع فوات فضيلة الجماعة
هذه المسألة أعرضها على المشايخ الكرام ليفيدونا حولها ...
قال الإمام السيوطي في فرسالة بسط الكف في إتمام الصف :
ولنذكر الآن ما وقع في كتب المذهب من المكروهات التي لا فضيلة معها .
فأول ما صرحوا بذلك في مسألة المقارنة . قال الرافعي رحمه الله في الشرح : قال صاحب "التهذيب " وغيره : ذكروا أنه يكره الإتيان بالأفعال مع الأمام وتفوت به فضيلة الجماعة .
وكذا قال النووي في "الروضة " و " وشرح المهذب" ، وابن الرفعة في " الكفاية" .
قال الزركشي في " الخادم" : " الكلام في هذه المسألة في شيئين :
أحدهما في كون المقارنة مكروهة . والثاني : تفويتها فضيلة الجماعة .
فأما الأول فقد صرح بالكراهة البغوي وتابعه الرويان . وكلام الإمام وغيره يقتضي أنه خلاف الأوى . وأما الثاني فعبارة " التهذيب" : إذا أتى بالأفعال مع الأمام يكره ، وتفوت به فضيلة الجماعة ، ولكن تصح صلاته .
وقال ابن الاستاذ : في هذا نظر ؛ فإنه حينئذ ينبغي أن يجري الخلاف في صحة صلاته إلا أن يقال تفوته فضيلة الأولوية ، مع أن حكم الجماعة عليه .
قال الفزاري : في كلام البغوي نظر ؛ فإنه حكم بفوات فضلة الجماعة ، وحكم بصحة الصلاة ، وذلك تناقض . وتبعه السبكي ، وسحاب " المهمات" ، والبارزي في " توضيحه الكبير " .
قال الزركشي هذا كله مردود ؛ فإن الصحة لا تستلزم الثواب بدليل الصلاة في الثوب الحرير ، والدار المغصوبة ، وإفراد يوم الجمعة بالصوم ، والحم بانتفاء فضيلة الجماعة لا يناقض حصولها ، بدليل ما لو صلى بالجماعة في أرض مغصوبة ، فلاقتداء صحيح ، وهو في جماعة لا ثواب فيها . قال : ومما يشهد لانفكاك ثواب الجماعة المسبوق يدرك الإمام بعد الركوع من الركعة الأخيرة ، فإنه في جماعة قطعاً ، لأن اقتداءه صحيح بلا خلاف ، وإلا بطلت صلاته . ومع ذلك اختلفوا في حصول الفضلة له ، وقال: وكذلك كل صلاة لا تستحب فيها الجماعة ، كصلاة العراة جماعة ، فإنه يصح الاقتداء ، ومع ذلك لا ثواب فيها؛ لأنها غير مطلوبه . قال والحاصل إن النووي نفى فضلة الجماعة ؛ أي ثوابها ، ولم يقل بطلت الجماعة فدل على أن الجماعة باقية ، وأنه في حكم المقتدي ؛ لأنه يتحصل عنه السهو وغيره . قال : والعجب من هؤلاء المشايخ كيف غفلوا عن هذا ، وتتابعوا على هذا الفساد ، وأن فوات الفضلة يستلزم الخروج على المتابعة ، وهذا عجب من القول مع وضوح أنه لا تلازم بينهما؛ لما قلناه من بقاء الجاعة وصحة الاقتداء مع انتفاء الثواب فيما لا يحصى .
 

رياض صالح على

:: متابع ::
إنضم
18 مارس 2010
المشاركات
69
الكنية
أبوصالح
التخصص
دراسات إسلامية
المدينة
غيل باوزير
المذهب الفقهي
شافعي
لقد نقلت النص السابق من كتاب : بسط الكف في إتمام الصف
وهذه نسخة من الكتاب
 

المرفقات

  • بسط الكف في إتمام الصف.zip
    64.3 KB · المشاهدات: 0
أعلى