عبدالباقى بن السيد بن عبدالهادى
:: متخصص ::
- إنضم
- 26 أغسطس 2009
- المشاركات
- 130
- التخصص
- التاريخ والحضارة الإسلامية
- المدينة
- القاهرة
- المذهب الفقهي
- الظاهرى
إخوانى الكرام من خلال الاحتكاك المستمر بكتب التاريخ الإسلامى وخلافه وقفت على أمور عدة كان لها آثار سلبية على المؤرخ ذاته عند تدوينه للوقائع الخاصة بالدول او بالاشخاص .
وقد ادى هذا بدوره إلى تزييف الكثير من الحقائق والبعد بها عن المصداقية .
وهو ما رأيناه واضحا فى تاريخ معاوية بن أبى سفيان الصحابى الجليل ، وابنه يزيد ، بل رايناه فى تاريخ بنى امية جملة .
ورايناه فى شخص ابن حزم إذ إن فقهاء المالكية عمدوا إلى تزييف حقائق وقعت بين ابن حزم والباجى ، بل بين ابن حزم وغيره .
وراينا هذا الأمر واضحا بشأن تاريخ دولة الموحدين التى حاول فقهاء المالكية ان يجردوها من مذهبها الرسمى ومنهجها القويم الذى اتخذته وارتضته وهو الظاهرى .
وراينا ذلك فى شخص السلطان عبدالحميد الثانى الذى قاوم اليهود ، وراح مخالفوه من العملاء يصفونه بالاستبداد والظلم والتعدى .
وهناك الدولة العثمانية التى ظلمت ظلما بينا بسبب تاثر الكتاب الذين كتبوا عنها بما كان يروجه الانجليز وغيرهم فراح المؤرخون يتهمون هذه الدولة بالرجعية ، وبالتخلف ، وبالقضاء على العروبة والإسلام .
لا أريد ان اطيل عليكم إخوانى الكرام لأدخل فى صلب الموضوع ، وهو العوامل المؤثرة فى التدوين التاريخى ، ويأتى فى مقدمتها :
أولا : الاستبداد السياسي
معروف يا سادة ان كل دولة لها من المؤرخين ما يدونون وجهة نظرها ، ويخافون ان يمسوا شيئا من مساوئها وإلا فالتنكيب سيكون حليفهم ، وربما طارت الراس من فوق الجسد .
ولقد عبر العلامة الذهبى عن هذه القضية بقوله " ما زال هذا الأمر فى كل دولة قائمة ، يصف المؤرخ محاسنها ، ويغض عن مساوئها ، وذلك خوفا من السيف والضرب" (1)
ويخبرنا أحد الرواة بحادثة تؤكد اثر الاستبداد السياسى فى التدوين التاريخى ، وفى قلب الموازين وطمس الحقائق .
يقول محمد بن المعافى عن طاووس " دخل جدى على هرثمة بن أعين - والى الموصل- فقال له يا شيخ كم سنك؟
قال أدركت خمسة من ائمة بنى أمية
فقال له : يا شيخ وبنو أمية عندك أئمة؟
- وكان بيده عمود حديد يقلبه- فقال فرايت الموت فقلت ( أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون) القصص آية 41.
هنا سرى عن الأمير وكان قد تغير وجهه (2)
وما أخفى الكواكبى اسمه عن كتابه " طبائع الاستبداد" إلا بسبب الاستبداد ، ومخافة القتل او التنكيب ن واكتفى بكتابة الرحالة ك على الكتاب .
والأمثلة كثيرة على ما سنبين لاحقا .
يتبع إن شاء الله
ــــــــــــــــــــــ
(1) نقلا عن السخاوى ، الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ ، ص121.
(2) أنظر : محمد بن عبدالهادى الشيبانى ، مواقف المعارضة فى عهد يزيد بن معاوية، ص27.
وقد ادى هذا بدوره إلى تزييف الكثير من الحقائق والبعد بها عن المصداقية .
وهو ما رأيناه واضحا فى تاريخ معاوية بن أبى سفيان الصحابى الجليل ، وابنه يزيد ، بل رايناه فى تاريخ بنى امية جملة .
ورايناه فى شخص ابن حزم إذ إن فقهاء المالكية عمدوا إلى تزييف حقائق وقعت بين ابن حزم والباجى ، بل بين ابن حزم وغيره .
وراينا هذا الأمر واضحا بشأن تاريخ دولة الموحدين التى حاول فقهاء المالكية ان يجردوها من مذهبها الرسمى ومنهجها القويم الذى اتخذته وارتضته وهو الظاهرى .
وراينا ذلك فى شخص السلطان عبدالحميد الثانى الذى قاوم اليهود ، وراح مخالفوه من العملاء يصفونه بالاستبداد والظلم والتعدى .
وهناك الدولة العثمانية التى ظلمت ظلما بينا بسبب تاثر الكتاب الذين كتبوا عنها بما كان يروجه الانجليز وغيرهم فراح المؤرخون يتهمون هذه الدولة بالرجعية ، وبالتخلف ، وبالقضاء على العروبة والإسلام .
لا أريد ان اطيل عليكم إخوانى الكرام لأدخل فى صلب الموضوع ، وهو العوامل المؤثرة فى التدوين التاريخى ، ويأتى فى مقدمتها :
أولا : الاستبداد السياسي
معروف يا سادة ان كل دولة لها من المؤرخين ما يدونون وجهة نظرها ، ويخافون ان يمسوا شيئا من مساوئها وإلا فالتنكيب سيكون حليفهم ، وربما طارت الراس من فوق الجسد .
ولقد عبر العلامة الذهبى عن هذه القضية بقوله " ما زال هذا الأمر فى كل دولة قائمة ، يصف المؤرخ محاسنها ، ويغض عن مساوئها ، وذلك خوفا من السيف والضرب" (1)
ويخبرنا أحد الرواة بحادثة تؤكد اثر الاستبداد السياسى فى التدوين التاريخى ، وفى قلب الموازين وطمس الحقائق .
يقول محمد بن المعافى عن طاووس " دخل جدى على هرثمة بن أعين - والى الموصل- فقال له يا شيخ كم سنك؟
قال أدركت خمسة من ائمة بنى أمية
فقال له : يا شيخ وبنو أمية عندك أئمة؟
- وكان بيده عمود حديد يقلبه- فقال فرايت الموت فقلت ( أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون) القصص آية 41.
هنا سرى عن الأمير وكان قد تغير وجهه (2)
وما أخفى الكواكبى اسمه عن كتابه " طبائع الاستبداد" إلا بسبب الاستبداد ، ومخافة القتل او التنكيب ن واكتفى بكتابة الرحالة ك على الكتاب .
والأمثلة كثيرة على ما سنبين لاحقا .
يتبع إن شاء الله
ــــــــــــــــــــــ
(1) نقلا عن السخاوى ، الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ ، ص121.
(2) أنظر : محمد بن عبدالهادى الشيبانى ، مواقف المعارضة فى عهد يزيد بن معاوية، ص27.