العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

السلسلة الأولى (5 مجالس): تعليقات مقتضبة على إحكام الأحكام لابن دقيق العيد

منيب العباسي

:: متخصص ::
إنضم
17 يناير 2010
المشاركات
1,204
التخصص
----
المدينة
---
المذهب الفقهي
---
الحمد لله الذي لا يؤدى شكرُ نعمة من نعمه إلا بنعمة منه , توجِبُ على مؤدِّى ماضي نعمه بأدائها :نعمةً حادثة يجب عليه شكره بها..ولا يبلغ الواصفون كنه عظمته الذي هو كما وصف نفسه وفوق ما يصفه به خلقه..*

أما بعد فهذه شذرات أتناول فيها بالتعقيب..على شرح للإمام ابن دقيق العيد في إحكامه ..

(التي تشبه تفريغ الأشرطة في عصرنا فقد كان يملي وابن الأثير يدون حتى استخرج لنا من درره هذا المجلد القيم )وفك ما يتصور استغلاقه من عباراته..كل ذلك على سبيل الوجازة ..

ولا أعد بالوفاء حتى نهاية الكتاب ..ولكن حسبي أني فتحت الباب ولعله أن يتعاقب عليه بالتعليق من بعدي إذا اخترمتني المنية..أو طرأ على عليّ طاريء..
ولا أزعم خلوص النية في ذلك..حيث لم أقصد الإفادة ابتداء..
بل قصدت التعلّم بالتعليم وترسيخ الفهم بالتفهيم..وأرحب بالاعتراضات من أي جهة جاءت..
أما الإفادات المكمّلة فأنعم بها وأكرم..

وأول من أثارني لدراسة الكتاب الشيخ الشنقيطي حيث قال:هذا الكتاب لا يفهم إلا على يد شيخ ..

والله المستعان وعليه التكلان
--------
*من مقدمة الإمام الشافعي في "الرسالة"..وهي عبارة بليغة فيها إدهاش
تدل على رشاقة قلم الإمام وتضلعه من اللغة كما تدل على زكاة نفسه
وعلو كعبه في مقام خفض الجناح والتواضع لله عز وجل
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
رد: تعليقات مقتضبة على إحكام الأحكام لابن دقيق العيد

رد: تعليقات مقتضبة على إحكام الأحكام لابن دقيق العيد

بارك الله فيك،

إذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجسام

وتعظم في عين الصغير صغارها، وتصغر في عين العظيم العظائم
يُكَلِّفُ سَيفُ الدَولَةِ الجَيشَ هَمَّهُ وَقَد عَجَزَت عَنهُ الجُيوشُ الخَضارِمُ

لدي اقتراح في هيئة التعليقات؛ ربما حملت الموضوع على أجنحة الإثار، أفتأذن لي؟ فأنت صاحب الدرس، و أحق بمفتاحه.
 
التعديل الأخير:

منيب العباسي

:: متخصص ::
إنضم
17 يناير 2010
المشاركات
1,204
التخصص
----
المدينة
---
المذهب الفقهي
---
رد: تعليقات مقتضبة على إحكام الأحكام لابن دقيق العيد

رد: تعليقات مقتضبة على إحكام الأحكام لابن دقيق العيد

تفضل يا شيخ أبا فراس فمثلك يحتفى برأيه ويحتفل بقلمه,وجزيت خيرا على اهتمامك
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
رد: تعليقات مقتضبة على إحكام الأحكام لابن دقيق العيد

رد: تعليقات مقتضبة على إحكام الأحكام لابن دقيق العيد

جزاك الله خيرا
رغبة في الاستفادة العامة من هذا الدرس "الصعب"، و"الطويل"، الذي في الغالب لا يستمر، وإذا لم ينقطع الطالب انقطع الأستاذ؛ وكأني بالأستاذ هنا يحضر لعملية الانسحاب!
أقول:
- يكون الدرس عبارة عن سلسلة من "النقولات المختارة" من كتاب إحكام الأحكام"، والتعليق عليها بما يناسب.
- يكون إلقاء الدرس متعدد الأشكال، فيكون تارة، بالنقل المجرد ثم التعليق عليه، ويكون تارة بالمطارحة والمباحثة، ويكون تارة بإبراز موضع الاستشكال، ومحاولة طرح الحلول له.
- بهذه الطريقة يتشجع "الدارس" للمرر، وربما للجلوس، فالدرس فيه من المرونة واللطافة والحماس ما يشجع على ذلك.
- وبهذه الطريقة فلو استمر الدرس عشرة مجالس لكان كاملاً مكملا، وهكذا، لأنه لا التزام فيه إلا بالتعليقات المختارة من كتاب إحكام الأحكام.
- ويمكن لصاحب الدرس، أن يصنف التعليقات، فيقول مثلاً: التعليقات الخاصة بمسائل دلالات الألفاظ، ويجعلها سلسلة من عدة حلقات، ثم التعليقات الخاصة بالمعاني والأخيلة، ثم طائفة من الإشكالات المغاليق لابن دقيق العيد.
وهكذا
ما رأيك يا أبا القاسم؟
 

منيب العباسي

:: متخصص ::
إنضم
17 يناير 2010
المشاركات
1,204
التخصص
----
المدينة
---
المذهب الفقهي
---
رد: تعليقات مقتضبة على إحكام الأحكام لابن دقيق العيد

رد: تعليقات مقتضبة على إحكام الأحكام لابن دقيق العيد

سأحاول العمل بما نصحتم يا شيخ فؤاد ,والنية أصلا ليست متوجهة لشرح الكتاب على طريقة شرح المتون التي توضع للحفظ في مباديء العلوم ولكن قد قلت في المقدمة:
"وفك ما يتصور استغلاقه من عباراته..كل ذلك على سبيل الوجازة .."
فذا هو المقصود بمعنى أني أتصور مبتدئا أراد قراءة الكتاب وأقدر ما الذي سيشكل عليه أثناء القراءة ,فأختار من كلامه ما أظنه مستصعبا وأعلق على المستغلق بالشرح والبيان
أما المباحثة وإثارتها مع القراء فإني أعتذر عن ذلك لأنها تتطلب نفسا طويلا
وتشغل عن المقصود ,فربما تباحثنا في شيء أخذ شهرا ,وهو جزئية واحدة
وهدفي الأساس التيسير على القاريء بحيث يستغني عن الشيخ ويفهم عبارة المصنف بالحد الأدنى المطلوب..
شكر الله لكم وبارك فيكم على التشجيع والإثراء والنصح
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
رد: تعليقات مقتضبة على إحكام الأحكام لابن دقيق العيد

رد: تعليقات مقتضبة على إحكام الأحكام لابن دقيق العيد

طيب، هل بالإبمكان جعلها كسلسلة، كل سلسلة تلتزم بعدد مجالسها، فكل سلسلة تكون مثلا من خمسة مجالس، وهكذا.
 

منيب العباسي

:: متخصص ::
إنضم
17 يناير 2010
المشاركات
1,204
التخصص
----
المدينة
---
المذهب الفقهي
---
رد: تعليقات مقتضبة على إحكام الأحكام لابن دقيق العيد

رد: تعليقات مقتضبة على إحكام الأحكام لابن دقيق العيد

أبشر السلسلة الأولى من خمسة مجالس ,وهذا أوان الشروع بالمقصود
ولك أن تعدل العنوان ليكون متفقا مع اقتراحك الكريم الرائع فتقول مثلا
المجالس الخمس الاولى من التعليق على المشكل من الإحكام ونحو ذلك
ثم إذا نفخ الله فيّ روحا أخرى من النشاط ,خصصنا له موضوعا آخر
وهكذا
 

انبثاق

:: مخضرم ::
إنضم
5 يونيو 2010
المشاركات
1,228
التخصص
الدراسات الإسلامية..
المدينة
بريدة
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: تعليقات مقتضبة على إحكام الأحكام لابن دقيق العيد

رد: تعليقات مقتضبة على إحكام الأحكام لابن دقيق العيد

جزى الله الجميع خير الجزاء
 

منيب العباسي

:: متخصص ::
إنضم
17 يناير 2010
المشاركات
1,204
التخصص
----
المدينة
---
المذهب الفقهي
---
رد: تعليقات مقتضبة على إحكام الأحكام لابن دقيق العيد

رد: تعليقات مقتضبة على إحكام الأحكام لابن دقيق العيد

(المجلس الأول-الحديث الأول ) :-
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امريء ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه.

يتميز شرح ابن دقيق العيد في كلامه عن فقه الحديث بأنه يقحم الأصول مع شيء من الكلام على الإسناد ويتعرض للخلاف..وهكذا ينبغي أن يكون العلماء لأن الشريعة كل متكامل لا ينبغي فصله إلى تخصصات متباينة غريب بعضها عن بعض ..

مسألة عن مكانة الحديث :-
هذا الحديث لا يكاد يوجد كتاب من كتب السنة إلا وهو مروي فيه
وهو لم يصح إلا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد روي عن أبي سعيد الخدري من طريق نوح بن حبيب عن عبد المجيد بن أبي رواد عن مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء عنه به..قال ابن أبي حاتم :باطل لا أصل له إنما هو عن مالك عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم التيمي عن علقمة بن وقاص عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم
ومنشأ الغلط من ابن أبي رواد..
وكذلك روي عن أبي هريرة وأنس وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم
ولا يصح منها شيء..
وقد اتفق المحدثون على صحة الحديث وجلالة قدره مع كونه من الغرائب..
فربما جاء من لا يفهم في الحديث شيئا فاعترض فقال :محمد بن إبراهيم التيمي قال فيه أحمد يروي مناكير..ثم قال :هل يعقل أن يكون حديث بهذه المثابة وقد قاله الرسول على المنبر..ثم لايرويه إلا عمر؟!..فهذا تسمعه وأشباهه ممن لا خلاق له في العلم..
-كلام بعض أهل العلم في أهميته:-
قال عبد الرحمان بن مهدي :لو صنفت الأبواب لجعلت حديث عمر في الأعمال بالنية في كل باب..وقال :ينبغي لمن أراد أراد أن يصنف كتابا أن يبدأ بحديث "الأعمال بالنيات".. وهو ما صنعه البخاري حيث افتتح به كتابه أشبه بالخطبة له.
وقال الإمام الشافعي فيما أخرجه البيهقي :هذا الحديث ثلث العلم و يدخل في سبعين بابا في الفقه
(قلت) : إما أن يكون قصد بالسبعين التكثير نظير قوله تعالى"إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم"..وإما أنه قصد العدد وإذا كان الثاني فلابد أن يكون المقصود أبوابا كلية
وقال الإمام أحمد:أصول الإسلام على ثلاثة أحاديث :حديث عمر"الأعمال بالنيات" وحديث عائشة"من أحدث في أمرنا.." وحديث النعمان بن بشير "الحلال بين والحرام بين"..وفي تفسير كون حديث عمر ثلث الإسلام وجهان :-
الأول –أن يقال لا يخلو أن تكون الأعمال :اعتقادا أو قولا أو عملاظاهرا
وحديث عمر يتعلق بالنية ومحلها القلب فهذا جانب الاعتقاد
الثاني-أن الإسلام عبارة عن فعل مأمورات وترك محظورات واتقاء شبهات..ولابد في تحقيق ذلك من أمرين:-
1-موافقة السنة..وهذا مستفاد من حديث عائشة رضي الله عنها
2-أن يقصد به وجه الله تعالى وهذا مدلول حديث عمر
وقد ورد شبه ذلك من الكلام على أصول الإسلام مختزلة في بضعة أحاديث على لسان غير واحد من الأكابر..وثم تغاير بينهم فثم من يجعلها أربعة..ويختلفون في تحديد الأصول الكلية التي تختصر الإسلام..لكنهم اتفقوا على إدخال حديث "إنما الأعمال بالنيات"
قال المعافري الأندلسي:
عمدة الدين عندنا كلماتٌ...أربعٌ من كلام خير البريّة
اتق الشبهات وازهد ودع..ما ليس يعنيك واعملنّ بنيّة
قوله :اتق الشبهات كناية عن حديث النعمان بن بشير "الحلال بين والحرام بين"
وقوله "ازهد"..يقصد به حديث "ازهد ما في أيدي الناس"
ودع ماليس يعنيك يعني حديث "من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه"..وهذا مرسل
واعملنّ بنية..واضح

فائدة:قال الشيخ البسام في تعليقه على الحديث:من قصد في جهاده الغنيمة وحدها لم يأثم ولكن لا يعطى أجر المجاهد..
وفيه نظر لأن الجهاد عبادة محضة فيجب أن تكون لله أصالة..ثم إذا صاحبه نوايا أخرى لا بأس بشرط ألا يكون منها ذكر الناس ومدحهم ونحوه ,ولكن ينقص ذلك من أجره بحسبه..أشبه مالو حج المرء لا يبتغي بذلك إلا التجارة يكون آثما مفرطا محروما

-----------
-يقول العلامة ابن دقيق العيد رحمه الله: (كلمة "إنما " للحصر على ما تقرر في الأصول فإن ابن عباس رضي الله عنهمت فهم الحصر من قول النبي صلى الله عليه وسلم "إنما الربا في النسيئة" وعورض بدليل آخر يقتضي تحريم ربا الفضل ولم يعارض في فهمه للحصر )
--------

التعليق:كان ابن عباس يذهب إلى أن الربا المحرم هو النسيئة وحده وأما ربا الفضل فلا
فيجوز عنده أن تبيع مُدَّ تمرٍ بمدّين من تمر وحجته في ذلك ما في الصحيح عن ابن عباس
أن أسامة بن زيد حدثه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "إنما الربا في النسيئة"..فهذا معنى كلام ابن دقيق العيد في كون ابن عباس فهم الحصر من هذه الكلمة "إنما" بأمارة أنه كان لا يرى الربا في غير النسيئة
ثم يقول إن الصحابة لم يعارضوه في الفهم =أي لم يقولوا له :من أين لك أن هذا اللفظ يدل على اختصاص ربا النسيئة بالتحريم؟..ولكن عارضوه بأدلة خارجية..ويعني بذلك حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه وفيه قال النبي صلى الله عليه وسلم :الذهب بالذهب والفضة والبر بالبر والشعير بالشعير والتمر بالتمر والملح بالملحمثلا بمثل سواء بسواء يدا بيد فإذا اختلفت هذه الأصناف فبيعوا كيف شئتم إذا كان يدا بيد (وفي الباب عن أبي سعيد الخدري )

فائدة:قد يروي ابن عباس وغيره من الصحابة أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسمعها منه وإنما سمعها من صحابي آخر..وهذا لا يضر باتفاق المحدثين لاتفاقهم على عدالة الصحابة

يتبع إن شاء الله تعالى
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

منيب العباسي

:: متخصص ::
إنضم
17 يناير 2010
المشاركات
1,204
التخصص
----
المدينة
---
المذهب الفقهي
---
رد: تعليقات مقتضبة على إحكام الأحكام لابن دقيق العيد

رد: تعليقات مقتضبة على إحكام الأحكام لابن دقيق العيد

سؤال الدرس: ما الدليل الذي هو نص في الباب على أن من يجاهد للأجر والذكر فلا شيء له؟
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
رد: السلسلة الأولى (5 مجالس): تعليقات مقتضبة على إحكام الأحكام لابن دقيق العيد

بارك الله فيكم، ونفع بكم، لقد خرجت من هذا المجلس مسروراً ومستفيدا، فشكر الله لك، وأنعم عليك، وزادك من فضله.
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,490
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: تعليقات مقتضبة على إحكام الأحكام لابن دقيق العيد

رد: تعليقات مقتضبة على إحكام الأحكام لابن دقيق العيد

سؤال الدرس: ما الدليل الذي هو نص في الباب على أن من يجاهد للأجر والذكر فلا شيء له؟

الحديث الذي رواه أبو داوود في سننه:{ سأله صلى الله عليه وسلم رجل ، فقال : يا رسول الله ، الرجل يريد الجهاد في سبيل الله وهو يبتغي عرضا من أعراض الدنيا ، فقال : لا أجر له فأعظم ذلك الناس وقالوا للرجل : عد لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإنك لم تفهمه ، فقال : يا رسول الله رجل يريد الجهاد في سبيل الله ، وهو يبتغي عرضا من عرض الدنيا ، فقال : لا أجر له فقالوا للرجل : عد لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له الثالثة ، فقال : لا أجر له } .
 

صلاح الدين

:: متخصص ::
إنضم
6 ديسمبر 2008
المشاركات
713
الإقامة
القاهرة
الجنس
ذكر
الكنية
الدكتور. سيد عنتر
التخصص
أصول الفقه
الدولة
مصر
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
المذهب الحنفي
رد: السلسلة الأولى (5 مجالس): تعليقات مقتضبة على إحكام الأحكام لابن دقيق العيد

عن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري رضي الله عنه قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة ، ويقاتل حمية ويقاتل رياء ، أي ذلك في سبيل الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله متفق عليه .
 

منيب العباسي

:: متخصص ::
إنضم
17 يناير 2010
المشاركات
1,204
التخصص
----
المدينة
---
المذهب الفقهي
---
رد: السلسلة الأولى (5 مجالس): تعليقات مقتضبة على إحكام الأحكام لابن دقيق العيد

شكر الله لكم يا شيخ أبا فراس أدبك الجم وتواضعك الفخم
أختي المكرمة أم طارق أحسنتم وثم رواية أوضح وأدل على المقصود وهي رواية النسائي عن أبي أمامة رضي الله عنه أنه سئل صلى الله عليه وسلم :أرأيت رجلا غزا يلتمس الأجر والذكر ,ماله فقال:لا شيء له -أعادها ثلاثا-ثم قال :إن الله تعالى لا يقبل من العمل إلا ماكان خالصا وابتغي به وجه
أخي الفاضل الحبيب صلاح الدين ,ما جئت به عظيم وصحيح لكنه يخالف المطلوب قليلا
المجلس الثاني
----
قال الحافظ ابن دقيق العيد بعد ما سبق "ومعنى الحصر فيها إثبات الحكم للمذكور ونفيه عما عداه , وهل نفيه عما عداه بمقتضى موضوع اللفظ أو هو من طريق المفهوم؟ فيه بحث"
----
ولم يناقش هذا البحث إنما أشار إليه كما ترى..(انظر الكتاب.)
فهو يقول معنى الحصر المستفاد من كلمة "إنما" :إثبات الحكم للمذكور ونفيه عما عداه..وذلك
كقول الله تعالى "إنما إلهكم الله " ففيه إثبات استحقاق العبودية لله..ونفي ذلك عما عداه
ثم قال :وهل هذا النفي بمقتضى موضوع اللفظ؟ أم هو من طريق المفهوم..
أي هل استفدنا النفي الذي في معنى الحصر في كلمة إنما..من دلالة اللفظ نفسه وهو النطق
أم من المفهوم والفحوى ؟ وبيان الفرق بين المفهوم واللفظ يتضح بالمثال
لو قال قائل :لا تذهب إلى السوق..فالسامع استفاد النهي من اللفظ وهو ما تدل عليه: لا, الموضوعة للنهي
بخلاف ما لو قال:ذهابك للسوق يغضبني..فمفهوم الخطاب هنا أنه يدعوه لعدم الذهاب..
وبمثال أقرب لموضوع البحث..
لو قلت :لا إله إلا الله..هذا أسلوب حصر بالاتفاق ..وهو مستفاد من اللفظ..
لأنه نفى جنس الآلهة كلها..ثم أثبت إلهاً واحداً وهو الله تعالى..
فحاصل سؤاله:هل "إنما" تدل على هذا الحصر بدلالة منطوقها..كما في جملة الاستثناء المنفية السابقة
أم هي دالة على الحصر من طريق آخر وهو ما يفهم من فحوى الجملة حين تصدر بها "إنما"؟

--
إذا تقرر محل النزاع الذي قال فيه ابن دقيق العيد :فيه بحث
فهذا أوان تجلية الأمر باختصار:
أصل الخلاف :
1-هل (إنما) عبارة عن تركيب من "إنّ" المثبتة, و(ما) النافية؟ أعني هل "ما" في قوله "إنما" نافية في الأصل؟..هذا قول الرازي وجماعة..وهو ضعيف..فكيف يجتمع الإثبات والنفي في صدر واحد معا؟
وقد شنعوا عليه فقال السكاكي مثلا:ليس الحصر في إنما من جهة أن "ما" للنفي كما يفهمه من لا وقوف له على علم النحو..
2-أم أنها كلمة واحدة بسيطة* لا مركبة..خصصت بهذا المعنى الذي هو الإثبات والنفي في أصل الوضع؟..ويشبه سابقه
3-أم أن "ما" زائدة كافّة كما عليه جماهير النحاة؟..وعليه فهي لا تفيد الحصر ؟وغاية مما تفيده زيادة توكيد على قاعدة:زيادة المبنى تفيد زيادة المعنى
وجنح إلى هذا القول الآمدي والطوفي
4-أم هي دالة على معنى "ما وإلا" بالمفهوم؟
فعلى القول الأول تدل على الحصر بالمنطوق..وكذلك القول الثاني*
{ودلالة المنطوق هي ما تؤخذ من اللفظ سواء بالمطابقة أو التضمن أو الالتزام..كما في قول الله تعالى "ولا تقل لهما أفّ"..
منطوق اللفظ يدل على تحريم التأفف..ولكن بالمفهوم :يحرم التعرض لهما بالضرب من باب أولى..وكقوله"ولا تؤتوا السفهاء أموالكم" *تدل بطريق المفهوم على تحريم إيتائهم ما مضرته أبلغ من إفساد الأموال كتوليتهم أمور الناس مثلا

ثم اعلم هديث للحق أن المنطوق قسمان
1-صريح
2-وغير صريح
فإذا اعتبرت بدلالة المطابقة والتضمن..كان المنطوق صريحاً..وإذا أخذت بدلالة اللزوم..كان المنطوق غير صريحاً..
مثال ذلك :
الحكيم-يدل على ذات الله وصفة الحكمة بالمطابقة, وعلى الحكمة وحدها أو الذات وحدها بدلالة التضمن ,ويدل على الحياة مثلا أو العلم بدلالة اللزوم
بقي أن يقال:ما الفرق بين المنطوق غير الصريح والمفهوم؟
الفرق:أن الأول متعلق بنفس اللفظ..لا من قرائن خارجية}
وعلى الثالث:كيف استفدنا الحصر منها والحال أن "ما" زائدة كافة..وعليه جماهير النحاة , قال أبو حيان الأندلسي: وإذا فهم من "إنما حصر فإنما هو من السياق يعني:لا أن "إنما" تدل عليه بالوضع
ولكن نقل الأزهري عن أهل اللغة عن أهل اللغة: أنها تقتضي إيجاب شيء ونفي غيره.
وجه الإشكال :أن كون "ما" زائدة فهي لا تفيد شيئا مؤسسًا..كـ"ما" النافية مثلا..أو الاستفهامية..أو غير ذلك
ولهذا ذهب كثير من النحويين -خلافا للأصوليين-إلى أنها لا تفيد الحصر..وأن الحصر إنما يستفاد بالقرائن التي تحف الجملة
وهؤلاء قالوا إنها تفيد زيادة التوكيد في إثبات الشيء المثبت ..على اعتبار أن ما زائدة..وزيادة المبنى تدل على زيادة المعنى
وقد اعترض الزركشي على استدلال ابن دقيق العيد المذكور في فهم دلالة الحصر من "إنما" بحديث ابن عباس وفهمه وعدم معارضة الصحابة له في فهمه , لأن الحديث روي أيضا بلفظ :لا الربا إلا في النسيئة..(وهذه مخرجة في البخاري)
ولكن الحافظ ابن حجر رد عليه استدراكه فقال ما معناه:بل هذه الرواية تعضد ما ذهب إليه ابن دقيق العيد..ويدل على أن مفاد الصيغتين واحد(وهما :"النفي المستثنى منه" وصيغة "إنما")..
فكيف خفي هذا على الزركشي؟!
الجواب: مراده بأنه على تقديم رواية الاستثناء والقصة واحدة,لا يكون فيها دلالة على اقتضاء "إنما" الحصر,على اعتبار ترجيح الرواية "لا ربا إلا.."
يعني أن رواية "إنما" قد تكون بالمعنى
ولكن قد ورد في كتاب الله استعمال الصيغتين في نفس المعنى كما في قوله تعالى "إنما على رسولنا البلاغ المبين"..وفي آية أخرى"وما على الرسول إلا البلاغ المبين" وأشار إلى ذلك ابن حجر..فورود الروايتين نظير هاتين الآيتين..مما يعضد قوله
قال الحافظ:وأوضح من هذا حديث "إنما الماء من الماء"فإن الصحابة الذين ذهبوا إليه -أي ذهبوا للعمل بمدلوله-لم يعارضهم الجمهور في فهم الحصر منه وإنما عارضهم في الفهم من أدلة أخرى كحديث "إذا التقى الختانان".انتهى
فالصحيح أنها تفيد الحصر وإن كانت مركبة من "إن" وما الكافة الزائدة..لأنها تدل على معنى على الحصر لكونها بمعنى ما وإلا..ومن الأدلة القوية على ذلك:صحة مجيء الضمير المنفصل (مثل هو ,أنا..)منفصلا عنها , كما في قولك:
إنما يجاهد في سبيل الله هو..سواء بسواء كقولك:ما يجاهد في سبيل الله إلا هو..وهذا يدل على كون (إنما) تتضمن معنى (ما وإلا)..ومنه قول الفرزدق:
أنا الذائد الحامي الذمار وإنما...يدافع عن أحسابهم أنا أومثلي
وكذلك يدل على كونها للحصر اتفاق المفسرين على هذا في المواضع التي فيها "إنما"
وهل الحصر بالمفهوم أم مستفاد من منطوق إنما؟
هذا ما أثاره ابن دقيق العيد وقال :فيه بحث..
5-والراجح إن شاء الله أن دلالة الحصر هنا منطوق غير صريح..
على اعتبار أنه ثبت جواز مجيء إنما بمعنى ما وإلا كما تقدم..
وتقدم الفرق بين المفهوم والمنطوق غير الصريح..فالأول لايكون مستمدا من لفظ الجملة ..
بمعنى أنه لا ذكر له مباشرا ولا غير مباشر..(اذكر مثال الضرب والتأفيف) بخلاف الثاني فيكون في الجملة شيء له تعلق باللفظ
لكنه لا يكون ذكرا مباشرا(لأنه منطوق غير صريح)
وبكلمة موجزة:دلالة المنطوق (بنوعيه) ما دل عليه اللفظ إما بالمطابقة وإما بالتضمن وإما باللزوم
ودلالة المفهوم :مادل عليه اللفظ لكن ليس عن طريق هذه الدلالات الثلاث
بقي أن يقال إن بعض أهل العلم أشار إلى أن الحصر مستفاد من تعريف الجزئين..في قوله:الأعمال..بالنيات
وليس من إنما..وتعريف الجزئين مقتض للحصر كما هو معلوم..كما في قولك :الرجل أنت..أي ليس الرجل إلا أنت..
وهذا وإن كان صحيحا لكنه لا ينفي دلالة إنما على الحصر..وقد يقال في تأويل كونها للحصر :أن "إن" المثبتة تفيد التوكيد..فإذا اتصلت بها "ما" الزائد..زاد معنى التوكيد زيادة أفادت ذلكم الحصر
كما لو قلت:إن الله هو الغني الغني ,فينطبع في الذهن مع اجتماع المؤكدات أنه لا غني الغنى الحقيقي الكامل سواه
وعندي أن أمن قوى الأدلة على إفادتها الحصر قول الله تعالى "إنما إلهكم الله" ونظائره في الكتاب والسنة مما تقل فيه دلالة التوكيد وحدها عن الوفاء بالمقصود, لأنه سيق مساق الرد على القائلين بتعدد الآلهة

والله أعلم
---
*استعمال كلمة بسيط بمعنى السهل لغة فيه نظر ,إلا بتأويل معين
لأن البسيط بمعنى المبسوط
*بين القوسين استطراد لتوضيح جملة من المصطلحات
*يحسن بطالب العلم ألا يجمد على أمثلة الأصوليين التي يتواترون على تردادها فهذا تسكير للعقل



 

منيب العباسي

:: متخصص ::
إنضم
17 يناير 2010
المشاركات
1,204
التخصص
----
المدينة
---
المذهب الفقهي
---
رد: السلسلة الأولى (5 مجالس): تعليقات مقتضبة على إحكام الأحكام لابن دقيق العيد

سؤال الدرس:لماذا عد الحافظ ابن حجر مثال "إنما الماء من الماء" أوضح مع كون ما ذكره من انتفاء المعارضة في فهم دلالة الحصر متحقق في حديث "إنما الربا في النسيئة"؟
 

منيب العباسي

:: متخصص ::
إنضم
17 يناير 2010
المشاركات
1,204
التخصص
----
المدينة
---
المذهب الفقهي
---
رد: السلسلة الأولى (5 مجالس): تعليقات مقتضبة على إحكام الأحكام لابن دقيق العيد

المجلس الثالث
ثم يقول ابن دقيق العيد :
إذا ثبت أنها للحصر فتارة تقتضي الحصر المطلق وتارة تقتضي حصرا مخصوصا ويفهم ذلك بالقرائن والسياق
إلى أن يقول:فإذا وردت لفظة إنما فاعتبرها فإن دل السياق والمقصود من الكلام على حصر مخصوص :فقل به وإن لم يدل على الحصر في شيء مخصوص فاحمل الحصر على الإطلاق
-------------
قسم المملي رحمه الله الحصر إلى حقيقي أو مطلق..وإلى حصر نسبي أو مخصوص
واستدل للثاني بآيتين وحديث..أما الآية فقول الله تعالى"إنما أنت منذر" قال معقبا:ولا ينحصر في ذلك بل له أوصاف كثيرة جميلة..ولكن مفهوم الكلام حصره في النذارة لمن لا يؤمن..والآية الأخرى قوله تعالى :"إنما الحياة الدنيا لعب ولهو" فهو لهو بالنسبة لمن آثرها لكنها مزرعة للآخرة لمن أحسن الحراثة فيها بما يرضي الله عز وجل..
واستدل لهذا النوع بحديث "إنما أنا بشر"..وهذا الحديث أخرجه البخاري وعامة أهل السنن من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن زينب بنت أم سلمة عن أمها أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم ولفظ البخاري:إنما أنا بشر وإنكم تختصمون إلي ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي نحو ما أسمع فمن قضيت له بحق أخيه شيئا فلا يأخذه فإنما أقطع له قطعة من النار..وهو حديث جليل القدر كما ترى وفيه فوائد عالية وموطن الشاهد فيه"إنما أنا بشر" ومعلوم أن للنبي وغير النبي صفات كثيرة غير البشرية فهذا حصر إضافي مخصوص بحسب السياق الذي قيل فيه ,والتقدير إذن :بالنظر لقدراتي ما أنا إلا بشر ,ونحو ذلك
وهذا بين
وقد أخطا الزركشي في فهم كلام ابن دقيق العيد خطأ غريبا..و نسب إليه أنه لا يقول بإفادة "إنما" الحصر..وإنما بالسياق والقرائن.., مع أن* ابن دقيق العيد صدر كلامه بقول صريح:إنما للحصر على ما تقرر في الأصول..إلخ,ومنشأ خطأ الزركشي أنه لم يراع السياق الذي قال فيه ابن دقيق العيد ما سبق..لأن كلامه هنا مصدر بقوله:إذا ثبت أنها للحصر..إلخ..فهو انتهى من تقرير أنها للحصر ثم شرع يبين نوعي الحصر:-
فبين أن الحصر تارة يكون حصرا مطلقا..وهو الأصل حتى تأتي قرينة تدل على أنه مخصوص..
ثم مثل ابن دقيق العيد للحصر المطلق بحديث الباب "إنما الأعمال بالنيات"..
وقد نازع في هذا المتأخرون على اعتبار أن المقصود بالأعمال :ما كان في العبادات..
أما العادات فأخرجوها من هذا..وعامة كلام السلف يدل على خلافه..كما قال الحافظ ابن رجب
قال حنبل بن إسحاق فيما يرويه عن الإمام أحمد:أحب لكل من عمل عملا من صلاة أو صيام أو صدقة أو نوع من أنواع البر أن تكون النية متقدمة
وأما ما يقال من أن عادات أهل الإيمان عبادات وعبادات أهل الغفلة عادات..ففيه نظر
لأن العبادة هي ما أمر الشارع به..وماكان مباحا من جنس العادات لا يتحول اسمه إلى عبادة..ولكن يؤجر صاحبه على نيته الحسنة وفرق بين الأمرين..والله أعلم
قوله:فاعتبرها*..إلخ :يعني اعتد بها مقصودا بها الحصر المطلق حتى ترد قرينة تدل على إرادة الحصر المخصوص
فلو أردنا إعمال قاعدته ,خذ مثلا قوله تعالى" إنما الصدقات للفقراء والمساكين.." فهذه بادي الأمر:مما يدل على أن "إنما" تفيد الحصر لاتفاق العلماء على حصر الزكاة في هذه الأصناف الثمانية
فنعتبرها كما قال ابن دقيق العيد حاصرة حصرا مطلقا,وليس من قرينة في السياق ولا من الخارج تصرف الحصر من الإطلاق إلى التقييد (إلا بالنظر للفظ صدقة ,وأنه مطلق يشمل الزكاة الواجبة وغيرها)
ونتيجة ذلك أن يكون تقدير الكلام:ما الزكاة الواجبة مشروعة إلا لهؤلاء (الفقراء..وابن السبيل)
**
ولا يظن أن كون الحصر مخصوصا ينافي دلالة الحصر أو يعكر عليه,لأن الاستثناء بعد نفي =حصرٌ اتفاقاً ,ومع هذا دل الدليل على جواز كونه مفيدا للحصر المخصوص كما في قوله تعالى"وأن ليس للإنسان إلا ما سعى" وقد دل الدليل على أن الإنسان ينفعه دعاء ولده
فيقال هنا:هذه أفادت حصرا مخصوصا باعتبار تمحض الثواب القطعي له في الأمور التي سعى بها بنفسه-مخلصا- وعلى هذا لايكون دعاء الولد-مثلا- موسعا لدلالة الحصر لانفكاك جهة ما وقع عليه الحصر عن جهة نفع الولد لأبيه
بمثابة قولك:إنما أحب الله ورسوله ثم عقبت:وكذلك أحب أمي وأبي وزوجي,فدلالة الحصر واقعة على الحب العظيم الكامل من جميع الوجوه
وهذا مخدوش في حق الوالدين ونحوهما
أو يقال إن الحصر في الآية على إطلاقه على معنى ليس للعبد في خزانة ثوابه على جهة الاستحقاق إلا ما قدمه هو فلا يمنع دخول ما ملكه الله إياه من نفع غيره له
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ظاهر الآية حق لا يخالف بقية النصوص‏ فإنه قال‏:‏ ‏"‏ليس للإنسان إِلَّا ما سعى‏"‏ وهذا حق، فإنه إنما يستحق سعيه، فهو الذي يملكه ويستحقه‏‏ كما أنه إنما يملك من المكاسب ما اكتسبه هو‏.‏ وأما سعي غيره، فهو حق، وملك لذلك الغير، لا له، لكن هذا لا يمنع أن ينتفع بسعي غيره، كما ينتفع الرجل بكسب غيره‏.‏ انتهى
كما لو قلت:ليس لك إلا راتبك ثم أعطيته هدية,فالمعنى :ليس لك في الأصل إلا الراتب ,والهدية قبل أن أعطيك لي لا لك لأنك لم تعمل مقابلها,فملكتكها فكان استثناء لا يبطل العموم لأن مورده شيء آخر
وإنما يكون لك استحقاقاً ما يكون مقابل جهد منك لا فضلا مني
هذا إذا عددنا اللام في قوله تعالى"للإنسان" للاستحقاق,فإن كانت للملك كان الحصر مخصوصاً وقد تنازع العلماء في دلالة هذه الآية ,إذ ليس النفع الواصل للعبد مقصورا على ولد صالح يدعو له أو يتصدق عنه فيقال هذا من سعيه فيزول الإشكال بهذا,بل دلت النصوص على انتفاع العبد بامور أخرى كدعاء الملائكة وعموم المؤمنين كما في صلاة الجنازة وغير ذلك
-----
*"مع أن" ..هكذا لم أجد أحدا في عصر الاستشهاد بكلام العرب استعملها..
*الاعتبار في اللغة القياس والاتعاظ"فاعتبروا يا أولي الأبصار" ثم استعمله المتأخرون بمعنى الاعتداد
ففي جوازها في كلام العرب محل نظر وإن كان يستعملها عامة المتأخرين كلهم..نحويين وغيرهم..أكابر وأصاغر..
**يمكن تجاوز ما بعد النجمتين وهو المعلم بالأخضر المزرقّ ,وعدم قراءته دون إخلال بالمقصود من شرح عبارة ابن دقيق العيد
 

منيب العباسي

:: متخصص ::
إنضم
17 يناير 2010
المشاركات
1,204
التخصص
----
المدينة
---
المذهب الفقهي
---
رد: السلسلة الأولى (5 مجالس): تعليقات مقتضبة على إحكام الأحكام لابن دقيق العيد

تصويب
جاء في كلامي عن سبق قلم
:غير صريحا!
وقد نسبت عبدالرحمن بن مهدي بالخطأ لمشيخة البخاري
بل هو من شيوخ الإمام أحمد بل ومن شيوخ عبدالله بن المبارك!,فكأن ذهني ذهب إلى الحميدي أثناء هذه اللحظة
ونبهني عليه أحد الفضلاء فجزاه الله خيرا
فأرجو من المشرف الموقر حذف كلمة :وهو من شيوخ رجال البخاري
والله الموفق
 

منيب العباسي

:: متخصص ::
إنضم
17 يناير 2010
المشاركات
1,204
التخصص
----
المدينة
---
المذهب الفقهي
---
رد: السلسلة الأولى (5 مجالس): تعليقات مقتضبة على إحكام الأحكام لابن دقيق العيد

أخطأت ثانية ,أرجو حذف "وهو من شيوخ البخاري" وليس فيها كلمة (رجال!)
والحمد لله رب العالمين
 
إنضم
23 مارس 2008
المشاركات
677
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
برمنجهام
المذهب الفقهي
شافعي
رد: تعليقات مقتضبة على إحكام الأحكام لابن دقيق العيد

رد: تعليقات مقتضبة على إحكام الأحكام لابن دقيق العيد

الحديث الذي رواه أبو داوود في سننه:{ سأله صلى الله عليه وسلم رجل ، فقال : يا رسول الله ، الرجل يريد الجهاد في سبيل الله وهو يبتغي عرضا من أعراض الدنيا ، فقال : لا أجر له فأعظم ذلك الناس وقالوا للرجل : عد لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإنك لم تفهمه ، فقال : يا رسول الله رجل يريد الجهاد في سبيل الله ، وهو يبتغي عرضا من عرض الدنيا ، فقال : لا أجر له فقالوا للرجل : عد لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له الثالثة ، فقال : لا أجر له } .

هذا الحديث في سنده جهالة وقد ضعفه الإمام ابن المديني وغيره من النقاد الكبار.
 
إنضم
23 مارس 2008
المشاركات
677
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
برمنجهام
المذهب الفقهي
شافعي
رد: تعليقات مقتضبة على إحكام الأحكام لابن دقيق العيد

رد: تعليقات مقتضبة على إحكام الأحكام لابن دقيق العيد

شكر الله لك هذه الشذرات المباركات يا شيخ منيب...

قال عبد الرحمان بن مهدي :لو صنفت الأبواب لجعلت حديث عمر في الأعمال بالنية في كل باب..وقال :ينبغي لمن أراد أراد أن يصنف كتابا أن يبدأ بحديث "الأعمال بالنيات"..


وبالفعل عمل الأئمة بوصية الإمام عبدالرحمن بن مهدي ، فبدأ به الإمام البخاري كما في أول الجامع وبدأ به الإمام النووي كما في الأربعين النووية، وبدأ به المقدسي كما في أول العمدة أصل الإحكام هنا، وابن رجب كما في الخمسين تكملة الأربعين النووية، وبدأ به الجلال السيوطي في أول الجامع الصغير.

رحم الله ابن مهدي ورحم الله جميع أئمتنا..
ملحوظة:
للأمير الصنعاني تعليقات وتعقيبات نافعة جدا أصولية وغيرها على "الإحكام" كما في حاشيته" العدة" كما تعرف، ليت أنك تعرج عليها أو على بعضها على الأقل أثناء تعليقاتك..
 
التعديل الأخير:
أعلى