العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

المقاصد في عصر التابعين

إنضم
29 مايو 2010
المشاركات
159
التخصص
مقاصد الشريعة
المدينة
حلب
المذهب الفقهي
شافعي
المقاصد في عصر التابعين
وهذا العصر هو امتداد لعصر الصحابة , حيث أفاد التابعون من نهج الصحابة وشربوا من معينهم وتتلمذوا على أيديهم وكانوا بحق الورثة الحاملين لمسالك الصحابة وطرقهم في الفتوى وفهم النصوص " وبذلوا جهودهم ورجعوا إلى مصادر التشريع واستمدوا من نصوص الشريعة وروحها وما أقامه الشارع من علاقات ودلائل وأحكام تعالج واقعهم وظروفهم " .

ومن المؤكد أن قضايا جديدة قد ظهرت على الواقع في عصر التابعين لم تكن ظهرت في عصر الصحابة , فعالجها التابعون بالمنهج الذي استقوه من الصحابة وهو الرجوع إلى نصوص الكتب وسنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم , وإلا راعوا المصلحة والمقاصد المنسجمة مع المبادئ العامة والأساسية وكليات القرآن والسنة النبوية .

ومن الأعلام البارزة في هذا العصر وممن يشار إليهم عند البحث عن المقاصد ابراهيم النخعي وهو أحد الأئمة المعروفين بالفقه والرأي " وكان الفقهاء يجتمعون في المسجد يتذاكرون فإن جاءهم شيء ليس فيه رواية رموا إبراهيم بأبصارهم " .
وكان النخعي يرى ان أحكام الشرع معقولة المعنى مشتملة على مصالح العباد وان أحكام الله تعالى لها غايات وحكم ومصالح راجعة إلينا " .

ويتضح أن كلمة مصلحة بدأت تظهر بشكل واضح أكثر من ذي قبل لتعبر عن مقصد من مقاصد التشريع يعد أن كانت في عصر الصحابة تأخذ الشكل التطبيقي المباشر في اجتهاداتهم وفتاواهم دون ذكرها صراحة .

ومع استمرار تنزيل المقاصد في التفريعات الفقهية في عصر التابعين وظهور مسائل مثل تضمين الصناع والتسعير وغيرها مما روعي فيه المصلحة ومقاصد الشريعة والعدل , بدأ فقه الرأي يتشكل في مدرسة متكاملة لها معالمها , يلجأ فيها لإعمال المقاصد والمصلحة والتيسير ورفع الحرج .
وقد ظهرت هذه المدرسة في العراق بعيدا – مكانيا - عن رواية الحديث , في واقع ظهرت فيه حوادث كثيرة جديدة لم يجد الفقهاء فيها نصا من الوحيين فتحتم عليهم إعمال الرأي واستحضار المقاصد التي أسس لها القرآن والسنة , وإذا كان على رأس هذه المدرسة إبراهيم النخعي ومنهجه الذي أثر عنه فإن هناك أيضا شريح القاضي الذي دعاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه في رسالة مشهورة معروفة إلى وجوب القضاء بالنص و إن لم يجد فبفتاوى الصالحين من قبل .

ثم ظهرت بعد ذلك كتب ومؤلفات بدت فيها المقاصد بشكل واضح وصريح لفظا ومعنى مثل مقاصد الصلاة للحكيم الترمذي وهو غير الترمذي صاحب السنن ومثل الفروق الفقهية وإثبات العلل لأبي الفضل مسلم بن علي الدمشقي و الإعلام بمناقب الإسلام لأبي الحسن العامري ذكر فيه الضرورات الخمس .
 
أعلى