العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

نصيحة في تصنيف الناس وتلقيبهم.

مجمول

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
2 ديسمبر 2008
المشاركات
777
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
حنبلي
يجد الناظر في شبكة الإنترنت اهتمام كثير من الناس بتصنيف الناس وتلقيبهم: سلفي، صوفي، وهابي، أشعري،،، اهتمامٌ يجرّ أذياله في كثير من الأحيان إلى الدخول في النيات والعقائد، ولم يبقَ إلا الحكم على مصائرهم عند الله تعالى، ويشتد الأمر إن كان هذا المُصنّف من الأموات الذين أفضوا إلى ما قدموا.

وقعْتُ على مقطع صوتي لمعالي الشيخ د. صالح بن حميد -حفظه الله- مُفيد في هذا الموضوع، أحببتُ المشاركة به، تفضلوا:

http://www.ibnhomaid.af.org.sa/node/948
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
رد: نصيحة في تصنيف الناس وتلقيبهم.


  • عندما أقرأ عشرات النصوص القرآنية، وعشرات النصوص النبوية في الحض على الاتباع والاجتماع وذم الانقسام والاختلاف لا أشك لحظة واحدة أن بعض الناس قد اغتر بعقيدته "المفصلة"، التي ذهب يقسم الناس على ضوئها: علماءهم وعوامهم طوائفهم وأفرادهم إلى أهل سنة محضة يمثلها حضرته، ومن دان بعقيدته، وإلى أهل أهواء يمثلها من لم يمتثل إلى الإملاءات المرسومة المتلقاة من مشايخه تقليدا وإملاء.
  • إن الرد على الباطل، وبيان مآخذ أهل الأهواء، والتخذير من أئمة الزيغ لا يعني تفتيت "المسلمين" إلى أحزاب وطوائف؛ فإن هذا هو ما حذر منه الشارع، لاسيما أن أكثر المنتسبين إلى هذه الطوائف في محل العذر، وإنما الشأن في الرؤوس.
  • إن جماعة من أهل السنة وفقوا إلى "الحق" الذي حققه السلف، ودونوه في مختصراتهم، لكنهم وقعوا بعد ذلك في الإفراط في "اعتباره"، من خلال المجازفة في الحكم على المخالفين.
  • إن الانحراف عن معايير الوحي في اعتبار "أهل السنة"، و"أهل الأهواء" إلى معايير المتأخرين من التحديد بالطوائف والفرق والأسماء أوجب إدراج أهل الأهواء في أهل السنة، أو أهل السنة في أهل الأهواء، كل ذلك عن جهلٍ وتقليد واغترار.
  • إن الانقسام والاختلاف أو إبرازه وإظهاره في كل مناسبة أو بغير مناسبة، ليخالف مقصود الشارع، وهذا من العلم الظاهر في الوحي.
  • إن واجب النهي عن المنكر لا يجوز أن يكون سبباً في زيادة انقسام الناس على ما هم فيه من انقسام وربما يكون هذا المنكر الذي حققه يقينا يربو بأضعاف مضاعفة من المنكر الذي رام إنكاره.
  • بيان "الحق"، والعدل مع "الخلق" لا تتلقى بالتقليد والتلقي، لا يحققها على وجهها إلا ورثة الأنبياء ممن أوتوا فقها في الوحيين وحذقاً بمناهج الأئمة، ثم حكمة وبصيرة.
  • صفاء العقيدة ينتج صفاء السلوك، والانحراف في السلوك يعني خللاً في العقيدة، ومن هنا نعرف علاقة المعاصي بالمعتقد.

 

متولى أمين حلوة

:: مشارك ::
إنضم
31 مايو 2010
المشاركات
248
الجنس
ذكر
التخصص
طب الأطفال
الدولة
saudia
المدينة
الأحساء - الهفوف
المذهب الفقهي
غير متمذهب
رد: نصيحة في تصنيف الناس وتلقيبهم.

كما أنه لا يصلح أن نتخير مجموعة من نخبة "أهل السنة والجماعة" لنجعل مقالاتهم معياراً لواقعٍ "مختلف فيه".


شيخنا الحبيب ! لست مجادلاً ، بل مستفصلاً ، فإنى لما استقرأت التاريخ وجدت النبي صلى الله عليه و سلم اختار أفضل الناس بعده " و ظهرت ثمرة هذا الاختيار عملياً في حرب الردة ، فهو اختيار علمي له ثمرة عملية و كذلك مسألتنا" ثم أبا بكر رضي الله عنه فعل نفس الشيئ ، ثم عمر رضي الله عنه جعل الخيرة في الستة و لم يجعلها مشاعاً..و وجدت القرآن ناطقاً بالأمر بسؤال أهل الذكر دون من سواهم ، و وجدت السنة مصرحة بانحصار الحق في طائفة لا تزال قائمة بأمر الله ، و وجدت السنة تحصر الإصابة في الاجتهاد في واحد من الأقوال ، و وجدت الناس في دنياهم يتخيرون ، يتخيرون في كل شيئ ، في أطبائهم و في مدرسيهم و حتى في مأكولاتهم و مطعوماتهم ، فإذا كان الإنسان ينتخب لطعامه و شرابه الأفضل ، أفلا يصح منه الانتخاب لدينه ، الأتقى و الأورع و الأعلم ، حتى المقلد الأعمى مأمور باتباع من يثق في دينه و علمه ، و هذا نوع تخير و انتخاب..
ثم من طائفة الناس نتخير طلاب العلم و منهم نتخير العلماء ومنهم نتخير كبار العلماء "الأكابر" لأن السنة نطقت بأن البركة مع الأكابر و البركة في الدين مفهوم كيف قبل أن يكون مفهوم كم..
و من هنا ، وجدت أن الانتخاب ضرورة ، لأن ترك التخير يفضي إلى التحير ، و شيوع الحق و عدم انحصاره و تمايزه يفضي إلى تفرقه و ضياعه ، فإن الله جعل الحق مع الأنبياء صلوات الله عليهم ، و جعل الحق مع الصحابة رضوان الله عليهم ، و جعل الحق مع الأئمة من أمتنا عبر العصور ، و لولا حصر الله الحق في طائفته ، لكان للناس على ربهم حجة يوم القيامة ، يقولون : يا ربنا لم نعرف مع من الحق و تركتنا هملاً سدى فتحيرنا ..فلابد للناس من مرجعية تعصمهم من الضلال و الزيغ ، و لولا ضرورة ذلك لصح خلو الزمان عن أهل الحق ، و هو غير مسلَّم..

و مجموع الحق في مجموع أهل السنة ، لا يمكن خروج الحق عن مجموع أهل السنة ، و لذلك أُمرنا ألا نتكلم في مسألة ليس لنا فيها إمام ، صيانة لسياج الشريعة من الهدم ، و حفظاً للعقيدة من الاندراس..و هذه القاعدة من مقتضيات قوله تعالى " إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون"..

ألا نرى جميعاً شيخي الفاضل في مصر : مجمع البحوث الإسلامية ؟ و لجان الفتوى ؟ و في المملكة حرسها الله هيئة كبار العلماء و ينتخب منها اللجنة الدائمة؟

الحاصل أن التخير و الانتخاب أمر ضروري و واجب ، و مثال ذلك : إذا تكلم مثلى في علم الفرائض و تكلم الشيخ هشام ، فلمن يسمع ؟ و بقول من يؤخذ؟

فضرورة التخير دلت عليها مقدمات صحيحة ، و دل على إبطالها لوازم فاسدة..

ثم إن الناس أكثرهم مطبقون القاصي منهم و الدانى ، المخالف منهم و المؤالف ، مثلاً على تمكن الشيخ الألباني من علوم الحديث و السنة الشريفة ، اللهم إلا من بعض شنشنات نعرفها ممن يُتفق على مخذوليتهم..

و بالمثل فإن كل من شم رائحة العلم يشهد للشنقيطى بتمكنه التام من علم الأصول و التفسير و اللغة و العقيدة ، و كذا الشيخ العثيمين من مثله في بقاع الأرض في علم الأصول ؟، و أما إمام أهل السنة و الجماعة الشيخ ابن باز فأقل ما يقال عنه أنه كان أفقه أهل الدنيا في عصره..

و سواء رأينا هذا مبالغة و تضخيماً "لمن لم يتقن قراءة تراث هؤلاء" ، فنحن نقول تنزلاً : هؤلاء نخبة من أى وجه يكون ، وجه العلم ، وجه الدعوة ، وجه الفقه ، وجه السنة..

المهم : الانتخاب أمر دل عليه الواقع و نطق به القرآن و السنة..

بعض القراء قد يفهم من المطارحات أن أهل السنة أهل تشتيت و تفريق للمسلمين ، و هذا غاية في الخطأ ، لأن أهل السنة في هذا المجال هم فقط في مقام رد الفعل لا الفعل نفسه..

و رحم الله أحد السلف أظنه يحي بن معين لما سألوه عن أبيه بكى و قال : إن الله يحب الحق أبي ضعيف..فهل يقال له قد فرقت شملك و أضعفت أهلك و ..و..؟

كلا ، لأن القوة و الضعف منوطان بالحق ، و الحق لابد له من رجال متمايزين عن غيرهم..

و الوسط ليس نقطة بين نقطتين ، ليس الإنصاف انتصافاً طولياً ، نضع نقط في وسط الخط و نقول هذا هو الوسط و هذا هو الإنصاف.." و كذلك جعلناكم أمة وسطاً " أى عدولاً..فالوسط و الاتحاد و الحق و العدل و العلم و الانتقاء كلها و غيرها ألفاظ مجملة لابد من عرضها على ميزان الشريعة و على لغة أهل الشرع ، حتى لا يدعى مدعٍ ما ليس له

و كل يدعى وصلاً لليلى --- و لكن ليلى لا تقر لهم بذاك..

و أما الكتاب في التصنيف بين الظن و اليقين لوالدنا و شيخنا الدكتور بكر فهو ليس بمعزل عن كتابيه الآخرين ، ((الرد على المخالف من أصول الإسلام)) و ((حكم الانتماء للجماعات))، و الشيخ رحمه الله لم يكن بمعزل عن إخوانه و مشايخه من العلماء الآخرين كابن باز و الألباني و العثيمين و غيرهم من أساطين العلم و الفقه و السنة..فلا يقال هذا هو أوسط الآراء حتى ينضم له ما كتبه في باقي كتبه و حتى ينضم له باقي أقول العلماء الآخرين ، و إلا فهذا انتخاب على غير إنصاف..و لا أقول أن أخانا الغالي و شيخنا ضرغام يقول بالاقتصار على كتاب الشيخ بكر في التصنيف ، لكن هذه قضية معروضة للجميع يقرؤها الكل من خارج و من داخل ، فلابد من التجلية..

إن كل شر حصل في بلاد المسلمين فليس لأهل السنة فيه نصيب إلا تصحيحه ، بل المضادون لأهل السنة هم سبب الفرقة بدعواتهم للانتساب إلى ألوية ما أنزل الله بها من سلطان..فلا نتصور يوماً ما أن أهل السنة حصل من منهجهم الحق أدنى شر..و أهل السنة مع كل ما يقومون به من واجب حفظ الدين و من واجب البيان و النصيحة ، فليسوا ظالمين لأحد و لا غير منصفين ، بل رفقاء رحماء حتى فيمن يضادهم ، و كان الإمام أحمد رضي الله عنه يدعو للخليفة الذي يعذبه و يسجنه..و هم مع قياهم التام بتلك الواجبات ، لم يسلموا من أذى المناوئين و تهمهم الباطلة بالعمالة و الخيانة ، و لو قرأ المنصف كتابات و مناصحات إمام كابن باز للملوك و الرؤساء لعلم بطلان تلك الاتهامات من أقرب طريق يكون..

و قد قال تعالى : "لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب و المشركين منفكين حتى تأتيهم البينة"
وقال تعالى
"وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ" مع نظائر تلك الآيات ،، فهذا شأن العلم حين يحل بدار قوم ، يفرقهم ، و ليس العيب في العلم ، إنما العيب فيمن أعرضوا عنه..و هكذا اهل السنة هم أهل العلم ، يجمعون الناس على العلم و الهدى ، فمن الناس من يقبل و يستجيب و منهم العكس ، فعلى من تكون اللائمة؟ و هل يقال أن أهل السنة هم السبب في الفرقة ؟ كلا و حاشا ..

و التشنيع على أهل الحق بتسببهم في التفريق أمر قديم صدره أهل قريش حين ادعوا زوراً على نبينا صلى الله عليه و سلم بأنه فرق بينهم و بين ذويهم..، فتلك دعوى مصدرة منهم..

و مرة بعد مرة ، أقول : لنجعل المعيار هم كبارنا من أئمة العلم و الفضل الذين سقت لحضراتكم فتاواهم ، و ما سيقت فتاواهم إلا لأنهم أهل لذلك من جهة ، و من جهة لأنهم عندهم الميزان العلمي ، و لأنهم أهل إنصاف و توسط و عدالة ، و لأنهم كانوا على علم بمسارين ، مسار الجماعات و مسار الواقع الإسلامي..

و أتمنى أن يكون كلامى مأخوذاً في إطار ابن لكم شيخنا الفاضل أبي فراس..
و لا أقول إلا أننا متفقون ، و الشيخ منيب ليس ببعيد عنا جميعاً لا في نيته و لا في توجهه ، و الله أسأل أن يطهر قلوبنا بأن نشبع من كلام الله و كلام رسول الله صلى الله عليه و سلم و بأن نستنير بنور أفضل الخلق بعد الأنبياء و هم الصحابة رضي الله عنهم

__________

و أما كون الواقع مختلفاً فيه ، فنعم من حيث تشتت الناس و تفرقهم لإخوانى و تبليغي و غيره ، لكن ماذا يفعل السُني إذا جاءه الصوفي يقول له أنت مجسم و كافر و مشرك و لا تحب الأولياء؟ و يقول له أنت وهابي و أنا صوفي و الصوفية هى الحق و لازم عليك اتباعي ؟هذا من جهة حصوله فليس بمختلف فيه ، لأننا نشاهدهم جميعاً يعلنون انتساباتهم الباطلة ، فهم متفقون على انتحال غير مذهب السلف ، لأنهم لا يمكنهم نسبة أنفسهم للسلف لا وجوداً و لا مطابقةً ، أعني : أن قبل وجود مؤسس الإخوان و التبليغ ، لم يكن لهم وجود ، فهم مقطوعون النسبة للسلف..لأن السُني لا ينتسب لاسم و شعار و تحزب جديد غير ما كان عليه القدماء من الصحابة..و مدار كل تلك المسائل عائد على لفظة واحدة : الإسناد ، فلو انحلت و تجلت لنا تلك الكلمة لزال كثير من الإشكالات..و فرقان ما بين أهل السنة و ما بين غيرهم ، هو تلك الكلمة التى يدخل تحتها الكثير من التفصيلات..

المهم : أن الواقع الجماعاتي لم يختلف على أحكامه العلماء الكبار ، و لم يختلف عليه أصحابه من حيث إعلانهم و جهرهم و فخرهم بانتساباتهم المحدثة..يعني يأتى الرجل يدعونى للانتساب إلى جماعة الإخوان فأختلف فيه؟ ما أستطيع تصور المسألة هكذا.. إنما يقال هذا في حق من ينفي الانتساب و يقول لا ، لست إخوانيا ، حينئذ يكون العرض و المقابلة..

و يا شيخي الكريم فؤاد و كل شيوخنا الأفاضل ، يعلم الله أن لو قد رأيناكم و عايناكم رأى العين لقد نقبل رؤوسكم محبة و تقديراً و تراحماً ، و ما هى إلا رحم ، و إن فرقت بيننا البلدان..

أقول قولى والله تعالى أعلم و هو سبحانه ، يغفر لي زللى و خللى و تقصيري..

 
أعلى