الإشكالات الفقهية (7): نسخ في باب الأخبار!!

[د. فؤاد بن يحيى الهاشمي]

الإشكالات الفقهية (7): نسخ في باب الأخبار!!

قال الله تعالى: {ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا إن في ذلك لآية لقوم يعقلون}
​

المسكر حرام بالإجماع؛ فكيف يمن الله عز وجل على عباده بما هو محرم؟ فإن ادعيت النسخ؛ فهل يدخل النسخ في باب الأخبار؟

المأمول الجواب على قدر الإشكال، ومحاولة قراءة كلام أهل العلم، وتلخيصها، وذكر الاتجاهات العامة في الجواب من غير إثقال الموضوع بالنقولات المطولات.​

 

[سيدي محمد ولد محمد المصطفى ولد أحمد]

رد: الإشكالات الفقهية (7): نسخ في باب الأخبار!!

الخمر كانت جائزة بالبراءة الأصلية كما ينص عليه شراح المراقي عند قوله :
وما من البراءة الأصليهْ....... قد أخذت فليست الشرعيهْ

وأنه كان جائزا بالبراءة لا بالشرع
لعل هذا مما يفيد في تخفيف الموضوع إن كان ثقيلا عليكم (ابتسامه)
فنسخ
والله أعلم

 

[فهد بن عبدالله القحطاني]

رد: الإشكالات الفقهية (7): نسخ في باب الأخبار!!

قد اشار الشنقيطي في الأضواء الى هذا الايراد , وأجاب عليه .

 

[د. فؤاد بن يحيى الهاشمي]

رد: الإشكالات الفقهية (7): نسخ في باب الأخبار!!

قد اشار الشنقيطي في الأضواء الى هذا الايراد , وأجاب عليه .

أي أخي الموفق، هات خلاصته، أخشى ألا يكون منعك شرطي بعدم إثقال الموضوع بالنقولات!

 

[د. فؤاد بن يحيى الهاشمي]

رد: الإشكالات الفقهية (7): نسخ في باب الأخبار!!

لعل هذا مما يفيد في تخفيف الموضوع إن كان ثقيلا عليكم (ابتسامه)

بارك الله فيكم، المقصود من هذه السلسلة في الإشكالات وحلها هو تنمية الملكة الفقهية والمذاكرة مع أمثالكم من أعيان طلبة العلم، من أجل المساهمة في صناعة "العقل الفقهي" فيكون مؤصلاً بالعلم مبدعاً بالتناول.
وفي الاقتصار على نقل المطولات خروج عن هذا الهدف، وكأن صاحبه يقول: دونكم الإمام، وما تريدون أكثر من ذلك؟!
ولو كان المقصود البحث عن "التحقيق" أو "التحرير" لكان ذلك وجيها، لكن المقصود هاهنا بالأساس هو تنمية الملكة الفقهية وتهيئة فقيه النفس، وتدريج الطالبين في منازل المتفقهين.

 

[أبو عبد الله المصلحي]

رد: الإشكالات الفقهية (7): نسخ في باب الأخبار!!

للعلماء في تفسير السكر ثلاثة اتجاهات:
الاتجاه الأول:
السكر هو الخمر.
ووجه أصحاب هذا القول ذكر الخمر في معرض الامتنان بما يأتي :
القول الأول:
أن هذه السورة مكية وتحريم الخمر نزل في سورة المائدة فكان نزول هذه الآية في الوقت الذي كانت الخمر فيه غير محرمة.
القول الثاني:
أنه لا حاجة إلى التزام هذا النسخ وذلك لأنه تعالى ذكر ما في هذه الأشياء من النافع وخاطب المشركين بها والخمر من أشربتهم فهي منفعة في حقهم، ثم إنه تعالى نبه في هذه الآية أيضا على تحريمها وذلك لأنه ميز بينها وبين الرزق الحسن في الذكر فوجب أن لا يكون السكر رزقا حسنا.
الاتجاه الثاني:
أن السكر هو النبيذ وهو عصير العنب والزبيب والتمر إذا طبخ حتى يذهب ثلثاه ثم يترك حتى يشتد وهذا قول الإمام أبي حنيفة رحمه الله.
ولا إشكال عنده في الآية لان النبيذ عنده حلال ما لم يسكر بل انه احتج بها على مذهبه ؛ لأنه تعالى ذكره في معرض الإنعام والمنة. وقد وردت الأحاديث بتحريم الخمر وهذا يقتضي أن يكون السكر شيئا غير الخمر.
الاتجاه الثالث:
أن السكر هو الطعام. قاله أبو عبيدة .
ينظر لذلك كله: التفسير الكبير للرازي ج20/ص55-56.
الخلاصة:
لانسخ في الاية عند أصحاب الاتجاه الثاني والثالث، والقول الثاني من الاتجاه الأول.
يوجد نسخ في الاية عند أصحاب القول الأول هم جمهرة أهل العلم.
ملاحظة:
هذه هي المسالة المشهورة بين أبي حنيفة والجمهور في تفسير الخمر. وقد خالف بقوله هذا جمهور علماء الأمة سلفا وخلفا وهو من شذوذ الآراء. وللائمة ردود كثيرة طويلة.
والصحيح هو القول الأول وهو النسخ.
واذكر كلاماً لمصطفى زيد في كتابه النسخ في القران الكريم لكن لاتطاله يدي الآن.
والذي اعرفه أن الخبر إذا ورد في صيغة الامتنان يخرج من دائرة الجملة الخبرية الى دائرة الجملة الإنشائية، ولا أنشط لذكر المصدر.
والعلم عند الله تعالى.

 

[د. فؤاد بن يحيى الهاشمي]

رد: الإشكالات الفقهية (7): نسخ في باب الأخبار!!

الخمر كانت جائزة بالبراءة الأصلية كما ينص عليه شراح المراقي عند قوله :
وما من البراءة الأصليهْ....... قد أخذت فليست الشرعيهْ

وأنه كان جائزا بالبراءة لا بالشرع
لعل هذا مما يفيد في تخفيف الموضوع إن كان ثقيلا عليكم (ابتسامه)
فنسخ
والله أعلم

بين الشنقيطي في أضواء البيان أن هذه الآية منسوخة بآية «المائدة» كما هو مذهب الجمهور.

​

ثم تعقب صاحب مراقي السعود من جزمه أن أن تحريم الخمر ليس نسخا لإباحتها الأولى ; بناء على أن إباحتها الأولى إباحة عقلية، والإباحة العقلية ليست من الأحكام الشرعية ; فرفعها ليس بنسخ.

وسبب خطأ صاحب المراقي هو أن إباحة الخمر قبل التحريم دلت عليها هذه الآية الكريمة: {ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا}، وما دلت على إباحته آية من كتاب الله لا يصح أن يقال: إن إباحته عقلية، بل هي إباحة شرعية منصوصة في كتاب الله، فرفعها نسخ.

ثم بين رحمه الله: أنه يصح كلام صاحب المراقي على القول بأن معنى السكر في الآية: الخل أو الطعم أو العصير ; فتحريم الخمر ليس نسخا لإباحتها، وإباحتها الأولى: عقلية.

ثم أشار إلى بحثه المسألة في كتابه: "دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب"
​

 

[سيدي محمد ولد محمد المصطفى ولد أحمد]

رد: الإشكالات الفقهية (7): نسخ في باب الأخبار!!

بين الشنقيطي في أضواء البيان أن هذه الآية منسوخة بآية «المائدة» كما هو مذهب الجمهور.​

ثم تعقب صاحب مراقي السعود من جزمه أن أن تحريم الخمر ليس نسخا لإباحتها الأولى ; بناء على أن إباحتها الأولى إباحة عقلية، والإباحة العقلية ليست من الأحكام الشرعية ; فرفعها ليس بنسخ. ​

وسبب خطأ صاحب المراقي هو أن إباحة الخمر قبل التحريم دلت عليها هذه الآية الكريمة: {ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا}، وما دلت على إباحته آية من كتاب الله لا يصح أن يقال: إن إباحته عقلية، بل هي إباحة شرعية منصوصة في كتاب الله، فرفعها نسخ. ​

ثم بين رحمه الله: أنه يصح كلام صاحب المراقي على القول بأن معنى السكر في الآية: الخل أو الطعم أو العصير ; فتحريم الخمر ليس نسخا لإباحتها، وإباحتها الأولى: عقلية. ​

ثم أشار إلى بحثه المسألة في كتابه: "دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب"
نصه : ( تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا ) "يدل على إباحة الخمر شرعا فرفع هذه الإباحة المدلول عليها بالقرآن رفع حكم شرعي فهو نسخ بلا شك ولا يمكن أن تكون إباحتها عقلية إلا قبل نزول هذه الآية كما هو ظاهر "​

لكن هذا محتمل والله أعلم حيث أنه لم يرد دليل على أنهم لم يشربوا الخمر إلا بعد نزول الآية
بل ورد عن قتادة ما يعكر على ما ذهب إليه العلامة محمد الأمين رحمه الله وذلك فيما رواه النحاس في الناسخ والمنسوخ أن سعيدا روى عن قتادة قال نزلت هذه الآية ( ومن ثمرات النخيل ...) والخمر يومئذ حلال ثم أنزل الله تعالى تحريمها في سورة المائدة فهذا يدل على أنها كانت مباحة قبل نزول آية الامتنان فلم يبق إلا أنها كانت مباحة بالأصل
كما أن ابن العربي رحمه الله كان لا يرى أن الامتنان في الآية بالخمر حيث قال في الناسخ والمنسوخ:وإذا قلنا أن المنة وقعت بالخمر فحينئذ يكون النسخ ولا أقول به ولا أصوب لقائله فإنه لو أراد الخمر لصرح باسمها .....إلى أن قال : ولم يكن السكر محللا في ملة فسكت الله عنه مدة في صدر الإسلام لفساد جميعه ودعاء قليله إلى كثيره فسكت عنه إلى أن رأوا فساده واستدعوا تحريمه فجاء كما أرادوا ..إلى أخر كلامه ولولا شرطكم بعدم الإثقال لنقلته كاملا
وهناك بعض العلماء المحققين يصرح أن الامتنان كان بالخمر منهم العلامة الزرقاني صاحب مناهل العرفان فقد قال في كلامه على الحكمة من النسخ "تلك الحكمة تتجلى فيما إذا كان الحكم الناسخ أصعب ... إلى أن قال لو لم يتألفهم ويتلطف بهم إلى درجة أنه يمتن عليهم بها أول الأمر كأنه يشاركهم في شعورهم وإلى حد أنه أبى تحريمها عليهم في وقت استعدت فيه بعض الأفكار لتسمع كلمة تحريمه حين سألوه ( يسألونك عن الخمر والميسر ..)
والله أعلم

 

[سيدي محمد ولد محمد المصطفى ولد أحمد]

رد: الإشكالات الفقهية (7): نسخ في باب الأخبار!!

بارك الله فيكم، المقصود من هذه السلسلة في الإشكالات وحلها هو تنمية الملكة الفقهية والمذاكرة مع أمثالكم من أعيان طلبة العلم، من أجل المساهمة في صناعة "العقل الفقهي" فيكون مؤصلاً بالعلم مبدعاً بالتناول.
وفي الاقتصار على نقل المطولات خروج عن هذا الهدف، وكأن صاحبه يقول: دونكم الإمام، وما تريدون أكثر من ذلك؟!
ولو كان المقصود البحث عن "التحقيق" أو "التحرير" لكان ذلك وجيها، لكن المقصود هاهنا بالأساس هو تنمية الملكة الفقهية وتهيئة فقيه النفس، وتدريج الطالبين في منازل المتفقهين.

بارك الله فيكم على هذه الجهود جعلها الله في ميزان حسناتكم

 

[متولى أمين حلوة]

رد: الإشكالات الفقهية (7): نسخ في باب الأخبار!!

الخبر إذا تضمن حكما شرعيا جاز نسخه..قاله ابن العربي

---------------------------------

(وأما السكر فإنه قال فيه تتخذون منه سكرا فنسب إليهم اتخاذ السكر ولم يحسنه وقال ورزقا حسنا فحسنه)..قاله الشاطبي
ثم قال
(فالامتنان بالأصل الذي وقع فيه التصرف لا بنفس التصرف كالامتنان بالنعم الأخرى الواقع فيها التصرف فإنهم تصرفوا بمشروع وغير مشروع ولم يؤت بغير المشروع قط على طريق الامتنان به كسائر النعم بل قال تعالى قل أرأيتم ما أنزل الله من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا الآية فتفهم هذا)انتهى

و بارك الله في الجميع

 

[انبثاق]

رد: الإشكالات الفقهية (7): نسخ في باب الأخبار!!

جزاكم الله خيرا..

 

[د. فؤاد بن يحيى الهاشمي]

رد: الإشكالات الفقهية (7): نسخ في باب الأخبار!!

للعلماء في تفسير السكر ثلاثة اتجاهات:
الاتجاه الأول:
السكر هو الخمر.
ووجه أصحاب هذا القول ذكر الخمر في معرض الامتنان بما يأتي :
القول الأول:
أن هذه السورة مكية وتحريم الخمر نزل في سورة المائدة فكان نزول هذه الآية في الوقت الذي كانت الخمر فيه غير محرمة.
القول الثاني:
أنه لا حاجة إلى التزام هذا النسخ وذلك لأنه تعالى ذكر ما في هذه الأشياء من النافع وخاطب المشركين بها والخمر من أشربتهم فهي منفعة في حقهم، ثم إنه تعالى نبه في هذه الآية أيضا على تحريمها وذلك لأنه ميز بينها وبين الرزق الحسن في الذكر فوجب أن لا يكون السكر رزقا حسنا.
الاتجاه الثاني:
أن السكر هو النبيذ وهو عصير العنب والزبيب والتمر إذا طبخ حتى يذهب ثلثاه ثم يترك حتى يشتد وهذا قول الإمام أبي حنيفة رحمه الله.
ولا إشكال عنده في الآية لان النبيذ عنده حلال ما لم يسكر بل انه احتج بها على مذهبه ؛ لأنه تعالى ذكره في معرض الإنعام والمنة. وقد وردت الأحاديث بتحريم الخمر وهذا يقتضي أن يكون السكر شيئا غير الخمر.
الاتجاه الثالث:
أن السكر هو الطعام. قاله أبو عبيدة .
الخلاصة:
لانسخ في الاية عند أصحاب الاتجاه الثاني والثالث، والقول الثاني من الاتجاه الأول.
يوجد نسخ في الاية عند أصحاب القول الأول هم جمهرة أهل العلم.
.

بارك الله فيكم، ونفع بعلمكم، طريقتك في تناول المسألة _ يا أستاذي- هي خلاصة ما أردتُ الوصول إليه من هذا الموضوع وما فيه من إشكال.
ويمكن تناول الأجوبة بطريقة أخرى:
فيقال مثلاً:
هناك مسلكان:
المسلك الأول: النسخ، وبه قال ابن عباس وجمهور المفسرين:
وذلك لأن تفسير السكر بما يسكر هو المشهور في اللغة.
وجاز النسخ في الآية مع كونه خبرا والأخبار لا تنسخ:
بسبب أن الخبر في الآية تضمن حكماً شرعيا، والأحكام تتبدل وتنسخ، سواء جاءت بخبر أو أمر، ولا يرجع النسخ إلى نفس اللفظ، وإنما يرجع إلى ما تضمنه اللفظ، والذي لا يدخله النسخ هي الأخبار التي تخبر عن وجود حقيقي أو عن إعطاء ثواب فضلا من الله، فهذا الذي لا يدخله النسخ، وقد صحح نسخ الأخبار عن الأحكام الشرعية ابن العربي وأبو عبد الله القرطبي وآخرون.
المسلك الثاني: أنه لا نسخ في الآية، ويكون المعنى على أحد الوجوه التالية:
- أنه خبر معناه الاستفهام بمعنى الإنكار، أي أتتخذون منه سكرا اعتداء منكم وتدعون رزقا حسنا الخل والزبيب والتمر.
- أن المراد بـ {السكر} الخل بلغة الحبشة.
- أن السكر بمعنى العصير الحلو الحلال، وسمي سكرا لأنه قد يصير مسكرا.
- أن السكر بمعنى الطعم، أو ما يحل لك من النخيل والعنب، وهذه طريقة الإمام الطبري.

 

[د. فؤاد بن يحيى الهاشمي]

رد: الإشكالات الفقهية (7): نسخ في باب الأخبار!!

الخبر إذا تضمن حكما شرعيا جاز نسخه..قاله ابن العربي

بارك الله فيكم، وأحسن إليكم، ما نقلتم عن ابن العربي هو خلاصة الجواب، ويمكن أن نستفيد من ذهاب ابن عباس رضي الله عنهما جمهور المفسرين إلى النسخ في هذه الآية أنه لا مانع لديهم من النسخ في الأخبار إذا تضمنت أحكاما، والله أعلم.

 

[أبو عبد الله المصلحي]

رد: الإشكالات الفقهية (7): نسخ في باب الأخبار!!

بارك الله فيكم، ونفع بعلمكم، طريقتك في تناول المسألة _ يا أستاذي- .[/b]

رفع الله قدركم
لست استاذا لكم
بل نحن اخوة اقران في طلب العلم.

 

[متولى أمين حلوة]

رد: الإشكالات الفقهية (7): نسخ في باب الأخبار!!

بارك الله فيكم، وأحسن إليكم، ما نقلتم عن ابن العربي هو خلاصة الجواب، ويمكن أن نستفيد من ذهاب ابن عباس رضي الله عنهما جمهور المفسرين إلى النسخ في هذه الآية أنه لا مانع لديهم من النسخ في الأخبار إذا تضمنت أحكاما، والله أعلم.

و فيكم يبارك الله شيخنا الحبيب

 

[بنت من السويس]

رد: الإشكالات الفقهية (7): نسخ في باب الأخبار!!

لإشكالات الفقهية (7): نسخ في باب الأخبار!!

قال الله تعالى: {ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا إن في ذلك لآية لقوم يعقلون}
المسكر حرام بالإجماع؛ فكيف يمن الله عز وجل على عباده بما هو محرم؟ فإن ادعيت النسخ؛ فهل يدخل النسخ في باب الأخبار؟

المأمول الجواب على قدر الإشكال، ومحاولة قراءة كلام أهل العلم، وتلخيصها، وذكر الاتجاهات العامة في الجواب من غير إثقال الموضوع بالنقولات المطولات.

قرأت لبعض اهل العلم ان هذا ليس من باب الامتنان بل هو انكار وتعريض لهم مثلما تقول لصغيرك اعطيتك النقود فانفقتها فى كذا وكذا ( مما لايفيد ) وقال صاحب هذا القول ان هذه الآية اول مراتب تحريم الخمر فهذه الأية بالتعريض لاتخاذهم من الثمرات مسكرا ثم ويسالونك عن الخمر والميسر ثم لاتقربوا الصلاة وانتم سكارى ثم آية المائدة بالتحريم
وعلى هذا القول فلا اشكال والله تعالى اعلم

 

[رشيد لزهاري حفوضة]

رد: الإشكالات الفقهية (7): نسخ في باب الأخبار!!

يا أخي فؤاد ليس في ما أنزل الله تعالى إشكالات إلا لمن لا يعلمون أو لمن كانت الإشكالات في قلوبهم...
و هذا النص القرآني يمثل اول مرحلة من مراحل تحريم الخمر...
فقد قال سبحانه:
- تتخذون منه سكراً ...دون وصف للسكر(أي دون مدح و هو لا يمدح و لا ذم و هو لم يحرم بعد ...)
- و رزقاً حسناً ...فوصف الرزق و الذي هو العنب و الزبيب و التمر بالحسن ...
و هذا ذم ضمني للسكر ...
كما قال تعالى في الربا
و ما آتيتم من ربا لتربوا في أموال الناس فلا يربو عند الله
و ما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون
فمدح الزكاة ذم للربا...
و ليس ثم نسخ و لا ما ادعي في الموضوع
و بعدها مباشرة بدأ عقلاء الصحابة يفهمون إشارة القرآن و صاروا يتحرجون من الخمر و يسألون عنها حتى نزل قول الله تعالى :"و يسألونك عن الخمر و الميسر قل فيهما إثم كبير و منافع للناس و إثمهما أكبر من تفعهما"
و حتى ههنا لم تحرم الخمر و لكنه تعالى بيّن أن فيها-مع الميسر- إثماً كبيراً و هو ههنا الضرر لأنه ورد في الحديث عن مساويء الخمر و مما يدعم هذا أنه قال في مقابلة ذلك وو منافع للناس) و ما يقابل المنافع هو المضار ...
و ليس الإثم بمعنى الذنب لأنه لا حساب على المرء على تناول ما لم يرد دليل بتحريمه
و بعد هذا نزل تحريمها عند أوقات الصلوات تمهيداً لتحريمها (لا تقربوا الصلاة و أنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون)..
ثم نزل التحريم المطلق :"إنما الخمر و الميسر .....فاجتنبوه ...فهل انتم منتهون"
فالموضوع يندرج ضمن التدرج في تحريم الخمر و لا علاقة له بالنسخ
...