رد: أصـول الفقـه سـؤال وجـواب
جواب السؤال الثاني /
من طلب التصنيف من الامام الشافعي ؟ هل من ترجمة يسيره له بسطرين مثلا ؟
أبو سعيد عبدالرحمن بن مهدي بن حسان العنبري البصري ، الإمام الحافظ،المتقن،الثقة،الورع ، ولد سنة 135 ، وتوفي 198
---انظر:تذكرة الحفاظ(1/329)
قال علي بن المديني رحمه الله: قلت لمحمد بن إدريس الشافعي:أجب عبدالرحمن بن مهدي عن كتابه ، فقد كتب إليك يسألك ، وهو متشوق إلى جوابك ، قال : فأجابه الشافعي ، وهو كتاب الرسالة التي كتبت عنه في العراق ، وإنما هي رسالته إلى عبدالرحمن بن مهدي .اهـ
---انظر: الانتقاء لابن عبدالبر(ص72-73)، طبقات الشافعية الكبرى(2/112)
وأرسل الإمام الشافعي الكتاب إلى ابن مهدي مع الحارث بن سريج النقال الخوارزمي ثم البغدادي ، ولذلك سمي "النقال"
ويذكر بعض الباحثين أن الأسباب التي دعت الإمام الشافعي رحمه الله إلى التدوين نوعان:
أسباب خاصة / وهي ما ذكرت من طلب ابن مهدي رحمه الله
أسباب عامة / وهي الحالة التي كان عليها هذا العلم قبل الإمام الشافعي رحمه الله
إذ ظهرت أصول جديدة للفقه ، ووقع النزاع فيها بين العلماء ما بين مستدل بها ومنكر لها .
مع ما كان عليه الحال من فساد اللسان العربي بسبب الاختلاط والفتوحات الإسلامية وانتشار العجمة في أوساط المسلمين
وبعد الناس عن عهد النبوة مما أدى إلى ضعف المدارك عن فهم مقاصد الشريعة
فكأن الإمام الشافعي رحمه الله أراد أن يضع للعلماء قوانين للاستنباط ومناهج للنظر يرجعون إليها عند الاجتهاد والفتيا
وعند قول ابن خلدون رحمه الله في مقدمته:"وكان أول من كتب فيه (أي أصول الفقه) الإمام الشافعي رحمه الله ،أملى فيه رسالته المشهورة ، تكلم فيها في الأوامر والنواهي والبيان والخبر والنسخ وحكم العلة المنصوصة من القياس" علق الشيخ أ.د.محمد حسين الجيزاني بقوله:
هيأ الله للإمام الشافعي رحمه الله ظروفا لم تتهيأ لغيره ، جعلته أهلا لتأصيل هذا العلم:
- تربى مع هذيل في البادية ، وحفظ عنهم اللغة والأشعار والأنساب (القوة في اللغة)
- تعلم التفسير وعلوم القرآن على أيدي تلاميذ ابن عباس رضي الله عنهما في مكة (اكتسب علوم القرآن)
- تعلم السنة على يد الإمام مالك رحمه الله في المدينة . فقد رأى الإمام مالك في الشافعي الذكاء وتفرس فيه الفقه والفطنة ، فجعله من تلاميذه المقربين ، فقرأ عليه الموطأ ومروياته (اكتسب علم الحديث والفقه)
- وبذلك جمع بين العلم بالكتاب والسنة واللغة العربية
- ارتحل إلى العراق ، والتقى بمحمد بن الحسن ، وتعلم منه (وبذلك جمع بين مذهب أهل الحديث ومذهب أهل الرأي)
- فكان له الأولوية رحمه الله في تدوين هذا العلم وتأسيسه.
قلت: وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء .