السلسة السابعة : (7) مجالس في شرح عبارة ابن دقيق العيد في الإحكام

[منيب العباسي]

6 - الْحَدِيثُ السَّادِسُ : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ( إذَا شَرِبَ الْكَلْبُ فِي إنَاءِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْسِلْهُ سَبْعًا)وَلِمُسْلِمٍ(أُولَاهُنَّ بِالتُّرَابِ) وَلَهُ فِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَالَ( إذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فِي الْإِنَاءِ فَاغْسِلُوهُ سَبْعًا وَعَفِّرُوهُ الثَّامِنَةَ بِالتُّرَابِ)
------------
بيان اختلاف ألفاظ الحديث:
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم"إذا شرب الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبعا" أخرجه البخاري عن أبي هريرة وفي مسلم وغيره رواية بلفظ"سبع مرات"
ولمسلم"طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرات أولاهن بالتراب " وفي لفظ لمسلم زيادة "فليرقه" وفي رواية عبد الله بن مغفل المزني عند مسلم والنسائي وغيرهما : "إذا ولغ الكلب في الإناء فاغسلوه سبع مرات وعفروه الثامنة في التراب" وعند الترمذي وفي رواية للشافعي عن أبي هريرة" أولاهن أو أخراهن بالتراب " ورواه البزار وغيره : " فليغسله سبع مرات إحداهن بالتراب" وعند أبي دواد رواية بلفظ "السابعة بالتراب " وأخرج الدارقطني عن أبي هريرة بلفظ " يغسله ثلاثا أو خمسا أو سبعا" (!)
تعليقات عامة على الروايات:-

-رواية "أولاهن بالتراب" هي الصحيحة ورواية "إحداهن" في إسنادها الجارود بن يزيد وهو متروك
-رواية "أولاهن أو أخراهن" شك من الرواي
-تميزت رواية عبد الله بن مغفل بقيد "وعفروه الثامنة بالتراب"
-لفظ "فليرقه" عند مسلم تفرد بها علي بن مسهر وأشار الإمام مسلم إلى إعلالها على طريقته
وقال النسائي: لا أعلم أحدا تابع علي بن مسهر على قوله: "فليرقه"
-رواية "أولاهن بالتراب " مرجحة بالأحفظية والأكثرية كما قال ابن حجر على رواية "السابعة بالتراب" التي عند أبي داود..وهذا واضح
- قال الدارقطني عن رواية" ثلاثًا أو خمساً أو سبعاً" : تفرد به عبد الوهاب عن إسماعيل وهو متروك
-هذا حديث خصب بالفوائد الحديثية إذا درست رواياته على التفصيل ,وفيه يظهر الرواية بالمعنى والشذوذ والاختلاف بين الوقف والرفع وغير ذلك ,وهو مما يظهر حسنة الإسلام واختصاص الأمة المحمدية بعلم الإسناد
وقد وضعت الروايات لأن لها تأثيرا على الترجيح الفقهي , ولأن الباب إذا لم تجمع طرقه لا يفهم على حقيقته

 

[منيب العباسي]

رد: السلسة السابعة : (7) مجالس في شرح عبارة ابن دقيق العيد في الإحكام

الْمَسْأَلَةُ الْخَامِسَةُ : اخْتَلَفَتْ الرِّوَايَاتُ فِي غَسْلة التَّتْريبِ، فَفِي بَعْضِهَا " أُولَاهُنَّ " 1وَفِي بَعْضِهَا " أُخْرَاهُنَّ " وَفِي بَعْضِهَا " إحْدَاهُنَّ " وَالْمَقْصُودُ عِنْدَ الشَّافِعِيِّ وَأَصْحَابِهِ : حُصُولُ التَّتْرِيبِ فِي مَرَّةٍ مِنْ الْمَرَّاتِ 2، وَقَدْ يُرَجَّحُ كَوْنُهُ فِي الْأُولَى 3: بِأَنَّهُ إذَا تَرَّبَ أَوَّلًا ، فَعَلَى تَقْدِيرِ أَنْ يَلْحَقَ بَعْض الْمَوَاضِعِ الطَّاهِرَةِ رَشَاش بَعْضِ الْغَسَلَاتِ لَا يَحْتَاجُ إلَى تَتْرِيبِهِ ، وَإِذَا أُخِّرَتْ غَسْلَةُ التَّتْرِيبِ ، فَلَحِقَ رَشَاش مَا قَبْلَهَا بَعْض الْمَوَاضِعِ الطَّاهِرَةِ : اُحْتِيجَ إلَى تَتْرِيبِهِ ، فَكَانَتْ الْأُولَى أَرْفَقَ بِالْمُكَلَّفِ . فَكَانَتْ أَوْلَى . 4
[FONT=&quot]
[/FONT]
-----------التعليق-------
1-وهي الرواية الصحيحة المحفوظة كما تقدم في طليعة الحديث عن هذا الحديث, وهذا الاختلاف في الروايات هنا مرجعه إلى تفاوت الإتقان في الحفظ,
2-رواية "إحداهن بالتراب" أخرجها الشافعي فلهذا ليس غريبا أن يكون من فقهه في الأمر تبعا لذلك :أنه تجزيء أي واحدة من الغسلات بالتراب..كما قال المصنف "والمقصود عند الشافعي..إلخ"
وهذا موضع يبين سببا من أسباب اختلاف الفقها التي نبه عليه ابن تيمية في "رفع الملام"
3-هذا ترجيح عقلي بالنظر والتعليل وجنسه معتبر أو مشروع مالم يخالف النصوص ومالم يكن مشتملاً على تكلفات ما أنزل الله بها من سلطان كما تراه لبعض متأخري الفقهاء
4-يعني بهذا رحمه الله : هب أن لديك وعاء كبيراً ولغ فيه كلب ,فثم مواضع طاهرة من الوعاء لم تبلغها لحسات الكلب
فلو بدأ بالغسل بالماء ستنتقل النجاسة للمواضع التي لم تنجس وتتلوث بذلك لأن الماء سائل..فيلزم أن يمرر عليها التراب حتى يتحقق الأمر النبوي..بخلاف مالو بدأ بالتراب وعفر الإناء به ..ثم جعل يرش الماء, فلا يشق عليه تتبع كل موضع لأن الإناء قد تعفر به
وشيء آخر في ترجيح البداءة بالتراب :أنه المناسب والطبيعي من جهة أن الماء سيزيل التراب ويزيل معه نجس الكلب ..فلا يبلغ الغسلة السابعة إلا والوعاء قد تطهر من النجس وتنظف من أي أثر للغبار وما شابه.وهذا ينسجم مع قاعدة رفع الحرج والتيسير على العباد

سؤال الدرس:أعرب ما تحته خط..(وهذا سيكشف عن الفهم)

 

[بشرى عمر الغوراني]

رد: السلسة السابعة : (7) مجالس في شرح عبارة ابن دقيق العيد في الإحكام

لم يجب أحد ..لا بأس..الحمدلله على كل حال..

لو كنتُ أعرف؛ لأجبتُ..

 

[بشرى عمر الغوراني]

رد: السلسة السابعة : (7) مجالس في شرح عبارة ابن دقيق العيد في الإحكام

سؤال الدرس:أعرب ما تحته خط..(وهذا سيكشف عن الفهم)

وجدتُ أنّ "بعض" : مفعول به، و"رشاش" فاعل، في كلتا الجملتين!

 

[منيب العباسي]

رد: السلسة السابعة : (7) مجالس في شرح عبارة ابن دقيق العيد في الإحكام

أحسنت كلامك صحيح بارك الله فيك ..وإن رمت الفهم والاستفادة فعودي على السلسلة من اولها وحياكم الله بأي سؤال

 

[بشرى عمر الغوراني]

رد: السلسة السابعة : (7) مجالس في شرح عبارة ابن دقيق العيد في الإحكام

أحسنت كلامك صحيح بارك الله فيك ..وإن رمت الفهم والاستفادة فعودي على السلسلة من اولها وحياكم الله بأي سؤال

أجبتُ تلك الإجابة بعد تردد كبير، وظننتُه خطأً!
فالحمد لله أنني وُفّقتُ للجواب الصحيح
يبدو أنني بدأتُ أفهم شيئاً من ابن دقيق العيد (ابتسامة)

أما بالنسبة للعودة إلى أول السلسلة، فهو أمر شاق عليّ، وكنتُ أتمنى لو كانت الشروحات والأسئلة مختصة بالأبواب التي أدرسها حالياً، وهي باب البيوع وما يتعلق بها، وباب النكاح والطلاق..
جزاكم الله خيراً حضرة الأخ الفاضل

 

[منيب العباسي]

رد: السلسة السابعة : (7) مجالس في شرح عبارة ابن دقيق العيد في الإحكام

[FONT=&quot]الْمَسْأَلَةُ السَّادِسَةُ : الرِّوَايَةُ الَّتِي فِيهَا { وَعَفِّرُوهُ الثَّامِنَةَ بِالتُّرَابِ } تَقْتَضِي زِيَادَةَ مَرَّةٍ ثَامِنَةٍ ظَاهِرًا1 ، وَبِهِ قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ ، وَقِيلَ : لَمْ يَقُلْ بِهِ غَيْرُهُ ، وَلَعَلَّهُ الْمُرَادُ بِذَلِكَ مِنْ الْمُتَقَدِّمِينَ2 . وَالْحَدِيثُ قَوِيٌّ فِيهِ ، وَمَنْ لَمْ يَقُلْ بِهِ : احْتَاجَ إلَى تَأْوِيلِهِ بِوَجْهٍ فِيهِ اسْتِكْرَاهٌ3
-----------
[/FONT]هذه رواية عبدالله بن مغفل المزني صحابي فقيه فهو أحد العشرة الذين أرسلهم عمر إلى البصرة يفقهون الناس , وقوله "ظاهرا" لأن الروايات الأخر نصت على التسبيع ونصت أن واحدة من الغسلات بالتراب
2-قال به أيضا الإمام أحمد في رواية حرب الكرماني عنه , وأخرج رواية عبدالله بن مغفل في المسند ونقل عن الشافعي أنه قال : هو حديث لم أقف على صحته .
3-الوجه الذي استكرهه هو ما رجحه النووي فقال : ( وأما رواية وعفروه الثامنة بالتراب فمذهبنا ومذهب الجماهير أن المراد اغسلوه سبعا واحدة منهن بتراب مع الماء فكأن التراب قائم مقام غسلة فسميت ثامنة لهذا )ومعنى كلامه أن يكون التراب مع الماء في إحدى الغسلات السبع فصار في حكم غسلتين لا ختلاف جنس الماء عن التراب وتعبير ابن دقيق باستكراه هذا الجمع مقصوده أنه متكلف, ولهذا مشى جماهير الفقهاء على ترجيح رواية أبي هريرة ونفى ابن عبد البر علمه بأحد من المتقدمين قال بظاهر رواية ابن مغفل ..
سؤال الدرس : أذكر بعض أسباب تعدد الروايات عن الإمام أحمد في المسألة ..

 

[أم طارق]

رد: السلسة السابعة : (7) مجالس في شرح عبارة ابن دقيق العيد في الإحكام

سؤال الدرس : أذكر بعض أسباب تعدد الروايات عن الإمام أحمد في المسألة .

في البداية: أقول جزاك الله خيراً أستاذنا الفاضل على هذه الدروس . نفعنا الله بكم وبعلمكم
أما عن أسباب تعدد الروايات عن الإمام أحمد في المسألة الواحدة فهي عديدة، منها:
1- أنه لم يدون مذهبه، حيث قام مذهبه على الرواية عنه، ولذلك تعددت الروايات."قاله الشيخ الشنقيطي"
2- "وقال الشيخ الشنقيطي كذلك": أن السبب الثاني في تعدد الروايات سعة علمه، فإنه تأخر عن الأئمة من إخوانه، ولذلك أطلع على أقوالهم وتارة يقول بقول قائل ثم يرجع إلى قول غيره ثم يرجع إلى قول ثالث ثم تستبين له سنة، فيقول بقول خارج عن أقوال الثلاثة، لاستبانة السنة وصحتها عنده، ثم تستبين عنده سنة تقتضي التفصيل فيفصل، ثم يتورع ويتوقف فتتعدد عنه الرواية من فقهه رحمه الله وكثرة ورعه.
3- وقيل: أنه قد يعدل عن رايه فيأتي من ينقل عنه القول الأول الذي عدل عنه ولذلك يروى القولان في الموضع الواحد.
4- وقيل: أن الإمام أحمد كان يروي أقوال الصحابة وأحيانا يختار منها وأحيانا يتركها بدون إختيار فينقل الرواة عنه هذه الآراء على أنها آراءه وأقواله

 

[منيب العباسي]

رد: السلسة السابعة : (7) مجالس في شرح عبارة ابن دقيق العيد في الإحكام

أحسنت أختي أم طارق أحسن الله إليك وجزاك خيرا ولعلي أزيد عليها إن شاء الله تعالى وإلى سلسلة جديدة قريباً إن شاء الله تعالى

 

[بشرى عمر الغوراني]

رد: السلسة السابعة : (7) مجالس في شرح عبارة ابن دقيق العيد في الإحكام

أحسنت أختي أم طارق أحسن الله إليك وجزاك خيرا ولعلي أزيد عليها إن شاء الله تعالى وإلى سلسلة جديدة قريباً إن شاء الله تعالى

بارك الله بكم
وجزاكم الله خيراً
بانتظار تلك السلسلة