العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

تقصد المشقة وهل الأجر على قدرها ؟

إنضم
3 نوفمبر 2008
المشاركات
195
التخصص
الفقه
المدينة
غزة
المذهب الفقهي
شافعي
هذا نقاش قديم مع بعض المشايخ بعد أن نقل عن أبي العباس ابن تيمية وأبي إسحاق الشاطبي وغيرهما من أهل العلم المحققين ما يُفهم منه أن الأجر ليس على قدر المشقة وأن تقصد المشقة في العبادة غير مشروع
وكلام هؤلاء العلماء معروف للباحثين قلتُ مباحثا ومذاكرا:

ومما يدل على أن الأجر على قدر المشقة عدة أمور :
منها حديث عائشة في العمرة : :"ولكنها على قدر نفقتك أو نصبك" عند الحاكم "إن لك من الأجر على قدر نصبك ونفقتك"
قال أحمد كما في المغني : المكي كلما تباعد في العمرة كان أعظم لأجره
ومن قال أنه خاص في العمرة فقد أبعد ولأي معنى تخصص عن غيرها
قال الكرماني معلقا : والمعني أن ثواب العبادة يكثر يكثرة النصب أو النفقة

ومنها كون المشقة تحقق الابتلاء والابتلاء من مقاصد الشارع

ومنها حديث بني سلِمة عندما أرادوا أن يقتربوا من المسجد فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : دياركم تكتب آثاركم
قال ابن حبان :ذكر البيان بأن الأبعد فالأبعد في إتيان المساجد أعظم أجرا من الأقرب فالأقرب لكتبة الله جل وعلا آثار من أتى المسجد للصلوات
ثم ذكر الحديث

ومنها حديث " أعظم الناس أجرا في الصلاة أبعدهم فأبعدهم ممشى والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام أعظم أجرا من الذي يصلي ثم ينام "
لأن الأبعد يبذل مشقة أكثر ولأن في الانتظار مشقة
ولا يعترض على الأول بأن الأجر إنما كان لكثرة الخطى لأن من كثرت خطاه قد بذل مشقة ومجهودا أكثر ممن قلت خطاه ولأن كون الأجر ترتب على كثرة الخطى لا يلزم منه عدم ترتبه على كثرة المشقة لاحتمال ترتبه على كلايهما

ومنها أن الأصل المتقرر في العقول أن العبد الذي يبذل مجهودا أكثر من غيره ووقع في مشقة أكثر من غيره من أجل سيده كان مستحقا لأجر أكثر ممن هو أقل منه جهدا ومشقة والمنقول لا يخالف المعقول وما استثني من هذا كليلة القدر ونحوها فللتدليل على فضيلة تلك الليلة على غيرها أو لأشياء أخرى وجدت فيها أو تكريما للأمة وتفضيلا بها على غيرها

ومنها في صحيح مُسْلِم عَن أُبِي بْن كعب ، قَالَ : كَانَ رَجُل لا أعلم رجلاً أبعد من المسجد مِنْهُ ، وكان لا تخطئه صلاة . قَالَ : فَقِيلَ لَهُ - أو قُلتُ لَهُ - : لَوْ اشتريت حماراً تركبه فِي الظلماء أو الرمضاء ؟ قَالَ : مَا يسرني أن منزلي إلى جنب المسجد ، إني أريد أن يكتب لِي ممشاي إلى المسجد ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي .
فَقَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - "قَدْ جمع الله لَكَ ذَلِكَ كله "

وهذا كالصريح فيما نحن فيه
فهذا الصحابي تقصد المشقة مع مقدرته على تخفيفها بشرائه بعيرا أو نحوه

ومنها حديث " أثقل الصلوات على المنافقين .....ولو تعلمون ما فيهما ..." ...
قال في عون المعبود :"لو تعلمون ما فيهما من الأجر والثواب الزائد لأن الأجر على قدر المشقة ا.هـ
ومعلوم أن الفجر والعشاء تحتاج جهدا أكثر من غيرها لأنها وقت الكسل والنوم

ثم وقفت على كلام للسعدي رحمه الله في قواعد تفسير لقرآن قال :
القاعدة الثالثة والخمسون: من قواعد القرآن: أنه يبين أن الأجر والثواب على قدر المشقة في طريق العبادة، ويبين مع ذلك أن تسهيله لطريق العبادة من منته وإحسانه، وأنها لا تنقص من الأجر شيئاً.
ثم تكلم على القاعدة وذكر الجهاد وما يترتب عليه من أجر مع ما فيه من مشقة
وعلّق الشيخ ابن عثيمين قائلا:
" خلاصة هذه القاعدة أن الأجر على قدر المشقة، وفيها أيضا بيان المنة على العباد بتسهيل الطاعات، وأن تسهيل الطاعات من آثار رحمته"
فقول بعض الأكابر من أهل العصر : "هذه العبارة من أقاويل الصوفية" فيه ما فيه


نعم هذا ليس بمطرد فهو منقوض بليلة القدر وغيرها لكن لا يلزم من كونه غير مطرد عدم مشروعية تقصد المشقة في العبادة بعيدا عن الصوفية كما تقدم
لأن هذا مبني على كون الأجر ليس على قدر المشقة لكن ثبت في الشرع أن الأجر على قدر المشقة أحيانا بل لعله غالبا كما ثبت فيه أن بعض العبادات أقل مشقة من غيرها لكن أكثر أجرا كليلة القدر
وإنما يصح الاستدلال على ذلك إذا لم يكن الأجر على قدر المشقة في الشريعة مطلقا أو غالبا والله أعلم

وقلتُ معلقا على حديث الماهر في القرآن والذي يقرؤه وهو عليه شاق:
لكن الحديث في نظري ليس دليلا على أن الأجر ليس على قدر المشقة لوجهين:
الأول : أن هذا الماهر إنما فضل على ذاك المتتعتع لأنه كان في بداية أمره يتتعتع ثم أتقن القراءة حتى أصبح ماهرا فهو قد أخذ أجرين عندما كان يتتعتع وأخذ غيره عندما أصبح ماهرا ومعلوم أن ترقيه من درجة التتعتع إلى درجة المهارة تحتاج إلى مشقة فكان له فوق الأجرين أجر آخر أو أجور لكونه مرّ في مشقتين مشقة التتعتع ومشقة التمهر
وبذلك ينعكس الدليل على صاحبه
الوجه الثاني : أن يقال لا يلزم من كونه أفضل منه أن يكون أكثر أجرا منه كما لا يلزم من كونه أكثر أجرا منه أن يكون أفضل منه .

لكن يشكل على ماتقدم جميعا حديث " وإنما مثلكم ومثل اليهود والنصارى كمثل رجل استأجر أجيرا "

فما رأي الإخوة والمشايخ الكرام
 

أكاديمية مجهدة

:: متابع ::
إنضم
4 نوفمبر 2010
المشاركات
36
التخصص
الفقه
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
المالكي
رد: تقصد المشقة وهل الأجر على قدرها ؟

جزاك الله خيرا ..طرح مهم حقاً ، ولقد استوقفني نص في هداية الراغب في باب صلاة الجماعة : ( وأبعد مسجدين أولى من أقرب لحديث "أعظم الناس أجرا في الصلاة أبعدهم فأبعدهم ممشى") والأمر مشكل حقا .
 

د. أريج الجابري

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
13 مارس 2008
المشاركات
1,145
الكنية
أم فهد
التخصص
أصول الفقه
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
المذهب الحنبلي
رد: تقصد المشقة وهل الأجر على قدرها ؟

بارك الله فيكم.
لتوسيع دائرة النقاش
قد يقول قائل :كيف أجمع بين هذا وبين قاعدة " المشقة تجلب التيسير"؛ فقد يعترض قائل أن مبنى الشريعة على اليسر؛ فإذا قصدت المشقة خالفتُ مقصد الشارع من التكليف!.
وقد يقول آخر أيضاً وهو: أنه إذا قلنا تَقصُّد المشقة أكثر أجراً؛ فلمَ لم يعلق الشارع العلة على المشقة في بعض الأحكام كالسفر مثلاً ؟! خاصةً وأنها غير منضبطة؛ فقد يكون في الفعل مشقة عند شخص تختلف عن الشخص الآخر؛ فكيف يرتبط الأجر في هذه الحالة؟؟ أو بمعنى آخر كيف أعلم أن هذه المشقة أشد من تلك؟؟
دائماً أسمع كذلك في الحج أن من حج من غير الحملات وتكبد المشاق في الحج أكثر أجراً ممن التحق بإحدى هذه الحملات حتى أصبح اختيار الحملة الأكثر مشاقاً على غيرها لذات السبب!
 

بشرى عمر الغوراني

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
29 مارس 2010
المشاركات
2,121
الإقامة
لبنان
الجنس
أنثى
الكنية
أم أنس
التخصص
الفقه المقارن
الدولة
لبنان
المدينة
طرابلس
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: تقصد المشقة وهل الأجر على قدرها ؟

دائماً أسمع كذلك في الحج أن من حج من غير الحملات وتكبد المشاق في الحج أكثر أجراً ممن التحق بإحدى هذه الحملات حتى أصبح اختيار الحملة الأكثر مشاقاً على غيرها لذات السبب!

عجيب هذا القول!
أيُحدِثُ المرء الفوضى وله أجر؟!
 

د. أيمن علي صالح

:: متخصص ::
إنضم
13 فبراير 2010
المشاركات
1,023
الكنية
أبو علي
التخصص
الفقه وأصوله
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
الشافعي - بشكل عام
رد: تقصد المشقة وهل الأجر على قدرها ؟

قد يفرق بين حالين: حال قصد المشقة وتحريها وحال عروض المشقة دون تحر أو قصد لها، فالحال الأولى لا اختصاص للمشقة فيها بمزيد فضل بخلاف الحال الثانية
وعليه فمن كان بيته بعيدا عن المسجد وهو يتعنى الذهاب إلى المسجد في كل الصلوات فأجره أكثر ممن هو قريب. ولكن من قصد بناء أو سكنى بيت بعيد عن المسجد لا لغرض إلا ليزيد من مشقة إتيانه المسجد فهذا قصد للمشقة لذاتها فلا يندب، ومثله من كان عنده للمسجد طريقان فسلك الأبعد منهما تكثيرا للخطى فهذا كذلك ليس أجره بأكثر فيما لو سلك الطريق الأقصر، وهذا مع مخالفته لظاهر الحديث إلا أنه يمكن إخراجه من عمومه بضرب من الاستصلاح الدال على عدم قصد الشارع للمشقة في حد ذاتها كما أسهب الشاطبي في بيانه.
وهذا الأصل مضطرد في كل عبادة لم تكن المشقة فيها مقصودة لذاتها كما في صلاة الجماعة والحج وغير ذلك. ومن هنا كان مذهب الجمهور أن الحج ماشيا ليس خيرا من الحج راكبا، وقال النبي فيمن صام في السفر: إن الله لغني عن تعذيب هذا نفسه. وقال صلى الله عليه وسلم: الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة (صحح إسناده ابن حجر)
أما ما ورد عن بعض الصحابة من تحري بعض الأعمال للمشاق كما في حديث الأعرابي المذكور أعلاه أو كما روي عن أبي موسى أنه كان يتحرى الأيام الطويلة شديدة القيظ فيصومها، فهو اجتهاد منهم رضي الله عنه لا يصمد أما النصوص والله أعلم.
 

سلوى

:: متابع ::
إنضم
21 نوفمبر 2010
المشاركات
51
التخصص
أصول فقه
المدينة
الخرطوم بحري
المذهب الفقهي
لا يوجد
رد: تقصد المشقة وهل الأجر على قدرها ؟

بارك الله فيكم وأثابكم خيراً
دائماً أسمع كذلك في الحج أن من حج من غير الحملات وتكبد المشاق في الحج أكثر أجراً ممن التحق بإحدى هذه الحملات حتى أصبح اختيار الحملة الأكثر مشاقاً على غيرها لذات السبب!

المطلوب من المكلف أن يقصد العمل الذي يترتب عليه الأجر، وأن يحتمل المشقة الطبيعية الملازمة للعمل، فإن عجز عن تحمل المشقة فله الأخذ بالتيسير وعندها نقول أن المشقة تجلب التيسير. أما أن يقصد المكلف المشقة نفسها من حيث هي مشقة لاعتقاده أن الأكثر مشقة أعظم أجرا فهو اجتهاد منه خاطئ وبدخوله في المشقة يكون قد خالف أمر الشارع لأن الله سبحانه وتعالى يقول: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ اليُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ) وكذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التبتل، وردّ من نذر أن يصوم قائماً في الشمس، فكل من يظن أنه يقصد المشقة لعظم أجرها اجتهاده خاطئ وهو يأثم لمخالفته النصوص الشرعية والمقصد الشرعي الذي يدعو لجلب المصالح ودرء المفاسد. والله تعالى أعلم
 

أكاديمية مجهدة

:: متابع ::
إنضم
4 نوفمبر 2010
المشاركات
36
التخصص
الفقه
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
المالكي
رد: تقصد المشقة وهل الأجر على قدرها ؟

د.أيمن ..، سلوى كلامكم عين العقل .
بقي أن تدعموه بنصوص الفقهاء ..لازلنا بحاجة لها .
 
إنضم
16 أبريل 2010
المشاركات
187
التخصص
إنجليزية
المدينة
تلمسان
المذهب الفقهي
مالكي
رد: تقصد المشقة وهل الأجر على قدرها ؟

يقول الإمام أبو زهرة رحمه الله في كتابه أصول الفقه في باب الرخصة والعزيمة
وان هناك رخصة فعل ورخصة ترك وهناك منطقة وسط هي الاختيار فمن شاء أخذبما فيه مشقة كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقد حدث أن بعض العلماء ترخصوا في فتنة خلق القرآن والإمام أحمد رحمه الله أخذ بما فيه مشقة
ومن الواضح البين ان الذي يقرا القرآن وهو عليه شاق أكثر أجرامن الذي يقرأ القرآنوهو يشعر بالراحة لأن الأول ليس له فيه حظ من حظوظ النفس وبالتالي دواعي ترك قراءة القرآن الكريم أقوى.اما الثاني فإنه يجد راحة في ذالك ومدافعة الهوى فيه أقل
تقصد المشقة يكون فيه أجر إذا لم يؤدي إلى ضرر
وقاعدة المشقة تجلب التيسيرلها حالات خاصة لا يمكن تعميمها في الحياة اليومية بخلاف تقصد المشقة قد يصبح أمرا اعتيادياكمن يلزم نفسه بأوراد يومية طويلة قد تكون فيها بعض المشقة
 

بشرى عمر الغوراني

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
29 مارس 2010
المشاركات
2,121
الإقامة
لبنان
الجنس
أنثى
الكنية
أم أنس
التخصص
الفقه المقارن
الدولة
لبنان
المدينة
طرابلس
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: تقصد المشقة وهل الأجر على قدرها ؟

يقول الإمام أبو زهرة رحمه الله في كتابه أصول الفقه في باب الرخصة والعزيمة
وان هناك رخصة فعل ورخصة ترك وهناك منطقة وسط هي الاختيار فمن شاء أخذبما فيه مشقة كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقد حدث أن بعض العلماء ترخصوا في فتنة خلق القرآن والإمام أحمد رحمه الله أخذ بما فيه مشقة

وهل في أمور الفتنة وردّها رخص؟!
أم أن الواجب على العالم المؤمن أن يردّها، ولا يُرخّص له أبداً في السكوت عنها؟!
وهل من سكتَ عن فتنة خلق القرآن ولم يُنكر ليس آثماً؟
فما معنى أن يكون العلماء هم الموقّعين عن الله إذن؟! أيصحّ لهم أن يُوقّعوا زوراً!
 
إنضم
16 أبريل 2010
المشاركات
187
التخصص
إنجليزية
المدينة
تلمسان
المذهب الفقهي
مالكي
رد: تقصد المشقة وهل الأجر على قدرها ؟

ألم تقرأ أخي الكريم قصة خلق القرآن الكريم وما ورد فيها من تفاصيل
ربما اخذت مصطلح الفتنة مفصولا عن السياق
القصة وما فيها انه كانت هناك مشقة لمن يقول بعدم خلق القرآن الكريم
وقد ترخص بعض العلماء في المسألة من باب ان الحالات الاستشنائية لها احكام استثنائية
 
إنضم
1 يناير 2011
المشاركات
8
الكنية
أبو عبدالله
التخصص
شريعة
المدينة
حائل-بقعاء
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: تقصد المشقة وهل الأجر على قدرها ؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أسعد الله أوقاتكم بكل خير
بودي أن أنقل لكم كلام الشيخ محمد العثيمين رحمه الله يقول (المشقة إن كانت من لازم فعل العمل فإنك تؤجر عليها وإن كانت من فعلك فإنك لا تؤجر عليها بل ربما تأثم عليها).
وأيضا أنقل كلاما لفضيلة الشيخ الدكتور محمد الشنقيطي حفظه الله:(القاعدة في الشرع أن ما كان تعبه أكثر فأجره أعظم,لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الصحيح (ثوابك على قدر نصبك).
 
إنضم
3 نوفمبر 2008
المشاركات
195
التخصص
الفقه
المدينة
غزة
المذهب الفقهي
شافعي
رد: تقصد المشقة وهل الأجر على قدرها ؟

مباحثة أيضا:
أمامك ماء بارد وآخر دافيء فبأيهما تتوضأ؟
إن قلت بالدافيء تركت العمل بأحاديث إسباغ الوضوء على المكاره
وإن قلت بالبارد فقد تقصدت المشقة (يعني العمل الأشق) لتكفر السيئات عملا بالأحاديث والآثار
 
إنضم
4 فبراير 2010
المشاركات
785
التخصص
شريعة
المدينة
------
المذهب الفقهي
اهل الحديث
رد: تقصد المشقة وهل الأجر على قدرها ؟

ناقش هذه المسالة الشيخ الباحسين في كتابه رفع الحرج في الشريعة الاسلامية باسهاب.
فمن شاء فليرجع اليه.
وقد علقت على كلامه وتعقبته في مواضع
ثم اعدت قرائته وحررت بعض التعليقات في سنة 1996.
ونسختي طبعة جامعة البصرة 1981.
وبعضها فقد ضمن ما فقد في حوادث الايام.
 
إنضم
3 نوفمبر 2008
المشاركات
195
التخصص
الفقه
المدينة
غزة
المذهب الفقهي
شافعي
رد: تقصد المشقة وهل الأجر على قدرها ؟

ما خلاصة ما خرجت به أفدنا أفادك الباري؟
 
إنضم
4 فبراير 2010
المشاركات
785
التخصص
شريعة
المدينة
------
المذهب الفقهي
اهل الحديث
رد: تقصد المشقة وهل الأجر على قدرها ؟

[align=justify]
ما خلاصة ما خرجت به أفدنا أفادك الباري؟

خلاصة ذلك:
ان قاعدة الاجر على قدر المشقة قاعدة صحيحة.
وانه لايجوز القصد الى المشقة.
ولاتنافي بين الامرين.
لوجوه:
الاول: ان قاعدة الاجر على قدر المشقة ليست من الاحكام التكليفية بل الوضعية ومعلوم ان المكلف غيرمخاطب بتحصيل الاحكام الوضعية.
الثاني: ان القاعدة اعلاه من الاحكام الاخروية لاتعلق لها بالتكليف اي ان الشارع اخبرنا بان الاجر في الاخرة يزداد كلما زادت المشقة ولم يكلفنا بالقصد الى تحصيل المشاق كما ان الاجر يزداد بالعبادة مع الامراض والابتلاءات ولم يكلفنا بالقصد الى تحصيل الامراض والابتلاءات.
الثالث: التفريق بين القصد الى العمل الذي فيه مشقة كبيرة وبين القصد الى المشقة عينها، فيجوز الاول دون الثاني، فان قيل: ان تجويز القصد الى العمل يلزم منه تجويز القصد الى المشقة؟ فالجواب: لايلزم ذلك، فان القصد الى العمل هو القصد الاصلي الاول، والقصد الى المشقة قصد تابع، ولا تلازم بين المقاصد الاصلية والمقاصد التابعة.
الرابع: ان المقاصد التابعة قد لا يجوز ان تكون اصلية، مثل التجارة في الحج، مقصد تابع جائز، لكن لو صار هو المقصد الاصلي لبطلت العبادة، ويعبر العلماء عن ذلك بقولهم: يجوز تبعا ما لايجوز استقلالا.
وعليه: يجوز القصد الى العمل الذي فيه مشقة كبيرة ويكون القصد الى المشقة بالقصد الثاني التابع.
اما ان يكون القصد الاول الاصلي متوجها الى المشقة فهذا هو الممنوع.
فتكون صياغة المسالة هكذا:
يجوز القصد الى العمل الذي فيه مشقة اكبر ولا يجوز القصد الى المشقة.
هذا ما يحضرني الان.
والله اعلم.
[/align]
 
التعديل الأخير:
أعلى