العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

حوار الشهر: تغيير خلق الله وجراحة التجميل: رؤية جديدة

د. أيمن علي صالح

:: متخصص ::
إنضم
13 فبراير 2010
المشاركات
1,023
الكنية
أبو علي
التخصص
الفقه وأصوله
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
الشافعي - بشكل عام
ملاحظة : هذا الموضوع قيد البحث والنقاش، وستنشر خلاصته ونتائجه بعد الانتهاء. (الفريق العلمي)


تغيير خلق الله وجراحة التجميل: رؤية جديدة



د. أيمن صالح



21-3-2011م


ملاحظة هامة: هذا بحث سريع بقصد المذاكرة والتباحث مع أهل العلم وطلابه، وليس هو فتوى أو قولا محققا.


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله ومن والاه، وبعد:
فالسائد بين الفقهاء المعاصرين هو تحريم ما لم تدع إليه الحاجة من "جراحة التجميل". وذلك بناء على أن جراحة التجميل من "تغيير خلق الله" وهو لا يجوز إلا استثناء لعلاج أو لإزالة عيب يتسبب في ضرر مادي أو معنوي جسيم.
وضابط التغيير المحرم الذي يُستنبط من مجموع النصوص الواردة في هذا الشأن هو، كما قاله د. صالح الفوزان: "إحداث تغيير دائم في خِلْقةٍ معهودة"
ثم قال موضِّحا:
((وفيما يلي بيان أبرز قيود هذا الضابط :
"تغيير": هذا التغيير إما أن يكون بإضافة كالحقن التجميلي والترقيع ونحوهما، وإما أن يكون بإزالة بعض أنسجة الجسم كشفط الدهون، وإما أن يكون بتعديل مظهر بعض الأعضاء بتكبيرها أو تصغيرها أو شدّها.
"دائم": المراد أن أثره يمكث مدّة طويلةً كالأشهر أوالسنوات، ولا يلزم أن يدوم مدى الحياة، وهذا قيد يخرج التغيير المؤقَّت الذي لا يدوم أثره أكثر من عدّة أيام.
"خِلْقةٍ معهودةٍ": أي الخِلْقة المعتادة التي جرت السنة الكونية بمثلها، فالمعتاد مثلاً في كبار السن وجود التجاعيد في وجوههم، أما الصغار فإن وجودها بشكل مشوَّه يُعد خِلْقةً غير معتادة ولا معهودة، وتقييد التغيير بحدوثه في الخلقة (العضو) يعني أن التغيير يظهر على العضو، وليس بإضافة شيء خارجي إليه.
وهذا القيد (خِلْقة معهودة) يتناول التغيير لعدّة دوافع :
1ـ تغيير الخلقة المعهودة لطلب زيادة الحسن كالوشم والنمص والتفليج وما يُلحق بها من الجراحات التجميلية التي تُجرى لخِلقة معتادة في عرف أوساط الناس. وهذا أشهر دوافع التغيير المحرم للخِلْقة كما سيتبين في الأبواب القادمة.
2ـ تغييرها للتعذيب كفقء الأعين وقطع الآذان ونحو ذلك.
3ـ تغييرها للتنكّر والفرار من الجهات الأمنية.
ويخرج بهذا القيد تغيير الخِلْقة غير المعهودة كما في علاج الأمراض والإصابات والتشوّهات والعيوب الخَلْقية أو الطارئة التي ينشأ عنها ضرر حسي أو نفسي، كما أنه لا يتناول التغيير المأذون فيه شرعاً كالختان وإقامة العقوبات الشرعية)) انتهى من هنا.
ومن الشرح يظهر لنا أن الفوزان لا يقصد بالتغيير الدائمِ المؤبَّدَ، وكذا لا يُدْرِجُ فيه ما ورد النص بالإذن به كالحدود والوسم ونحوها؛ لذلك يمكننا تعديل الضابط ليكون أكثر دقة وإفصاحا عن مراده بالقول ضابط التغيير المحرم على رأي الفوزان هو:
"إحداث تغيير طويل البقاء نسبيا على خلقة معهودة لزيادة الحسن أو لغرض غير مشروع"
فهل يستقيم هذا الضابط على السَّبْر؟
يَرِدُ على هذا الضابط اعترضان أساسان:
أحدهما : على قيد "طول البقاء"، فقد رأى الشيخ تحريم ما يدوم أشهر وسنوات دون ما يبقى أياما. وهذا غريب؛ إذِ النمص الذي ورد النص بحرمته لا يدوم أشهر. والحناء وصبغ الشعر الذي ورد النص بجوازه قد يدوم أشهر. ووصل الشعر، وهو محرم بالنص، قد يدوم أشهر كثيرة. وبناء على هذا المعيار قد يباح نفخ الشفاه المؤقَّت، ويحرم تركيب الأسنان وتقويمها بقصد التجميل لأنه يدوم طويلا.
والثاني : على قيد "الخلقة غير المعهودة"، فبناء عليه أجاز الشيخ إزالة العيوب والتشوهات الخلقية أو الطارئة بسبب المرض والحرق ونحوه. وهذا يصتدم مباشرة مع تحريم وصل الشعر، إذ الوارد أنه في امرأة عروس مرضت فتمعط شعرها، وهو يدل على عدم الإذن حتى في حالة العيب طارئ. وبناء عليه لم ير الشيخ جواز تغيير العيوب التي تنشأ عن كبر السن وعن الولادات المتكررة لأنها معتادة.
وإذا كان هذا الضابط كذلك فهل هناك ضوابط أخرى مقترحة أو يمكن اقتراحها؟
هناك ضابط يمكن استنباطه من اجتهادات الطبري في هذه المسألة وهو:
"الأصل أن كل تغيير للخلقة لغرض التجميل محرم إلا ما ورد الشرع باستثنائه".
وبناء عليه يحرم على المرأة عند الطبري: "تغيير شي مِنْ خَلْقِهَا الَّذِي خَلَقَهَا اللَّهُ عَلَيْهِ بِزِيَادَةٍ أَوْ نُقْصَانٍ، الْتِمَاسَ الْحُسْنِ لِزَوْجٍ أَوْ غَيْرِهِ، سَوَاءً فَلَجَتْ أَسْنَانَهَا أَوْ وَشَرَتْهَا، أَوْ كَانَ لَهَا سِنٌّ زَائِدَةٌ فَأَزَالَتْهَا أَوْ أَسْنَانٌ طِوَالٌ فَقَطَعَتْ أَطْرَافَهَا. وَكَذَا لَا يَجُوزُ لَهَا حَلْقُ لِحْيَةٍ أَوْ شَارِبٍ أَوْ عَنْفَقَةٍ إِنْ نَبَتَتْ لَهَا، لِأَنَّ كُلَّ ذَلِكَ تَغْيِيرُ خَلْقِ اللَّهِ. قَالَ عِيَاضٌ: وَيَأْتِي عَلَى مَا ذَكَرَهُ أَنَّ مَنْ خُلِقَ بِأُصْبُعٍ زَائِدَةٍ أَوْ عُضْوٍ زَائِدٍ لَا يَجُوزُ لَهُ قَطْعُهُ وَلَا نَزْعُهُ، لِأَنَّهُ مِنْ تَغْيِيرِ خَلْقِ اللَّهِ تَعَالَى، إِلَّا أَنْ تَكُونَ هَذِهِ الزَّوَائِدُ تُؤْلِمُهُ فَلَا بَأْسَ بِنَزْعِهَا عند أبي جعفر وغيره" أهـ من القرطبي
وأما على رأي الفقهاء الذين استثنوا نمص اللحية والشارب ونحو ذلك من التحريم، فيصلح لهم الضابط الآتي:
"الأصل أن كل تغيير للخلقة لغرض التجميل محرم إلا ما لم يكن معهودا"
وهذا نوع استثناء من عموم الأحاديث الناهية عن النمص والوشر والفلج والوصل والوشم، ولا دليل عليه إلا بالقول: إن ما أبيح هنا هو من قبيل النادر الشاذ الذي لا يستبعد استثناؤه من عموم الأدلة الناهية بضربٍ من الاستحسان كالحاجة والحرج وربما بما دون ذلك.
ولكن يرد على هذا الاستثناء حديث تحريم الوصل، فقد كان في وضع نادر طارئ غير معهود (عروس صغيرة السن تمعط شعرها نتيجة المرض)، ومع هذا فلم يأذن به النبي صلى الله عليه وسلم. واستثناء صورة سبب الورود من العموم لا يجوز لأنه يشملها قطعا كما هو مقرر في الأصول.

ومسألة التجميل لا شك مهمة جدا لعموم البلوى بها لا سيما في هذا الزمن، وفي الوقت نفسه هي مشكلة جدا، ولذلك كثرت أقوال الفقهاء فيها وخلافاتهم، وما من ضابط يذكر وعلة تورد إلا ويرد عليهما من المسائل والنصوص ما ينقضهما. قال القرطبي بعد أن أورد طرفا من أحاديث النمص والوشر والفلج والوشم:
"وَاخْتُلِفَ فِي الْمَعْنَى الَّذِي نُهِيَ لِأَجْلِهَا، فَقِيلَ: لِأَنَّهَا مِنْ بَابِ التَّدْلِيسِ. وَقِيلَ: مِنْ بَابِ تَغْيِيرِ خَلْقِ اللَّهِ تَعَالَى، كَمَا قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ، وَهُوَ أَصَحُّ، وَهُوَ يَتَضَمَّنُ الْمَعْنَى الْأَوَّلَ. ثُمَّ قِيلَ: هَذَا الْمَنْهِيُّ عَنْهُ إِنَّمَا هُوَ فِيمَا يَكُونُ بَاقِيًا، لِأَنَّهُ مِنْ بَابِ تَغْيِيرِ خَلْقِ اللَّهِ تَعَالَى، فَأَمَّا مالا يَكُونُ بَاقِيًا كَالْكُحْلِ وَالتَّزَيُّنِ بِهِ لِلنِّسَاءِ فَقَدْ أَجَازَ الْعُلَمَاءُ ذَلِكَ مَالِكٌ وَغَيْرُهُ"

وما أراه هنا: هو أن تغيير خلق الله تعالى لا يحرم لمجرَّد أنه تغيير، وإنما يحرم منه:



  1. ما يترتب عليه اعتقادٌ شركي لقوله تعالى:( ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام) وهي البحيرة التي كانوا يقطعون أذنها ويحرمونها إذا جاءت بخمسة أبطن وكان الخامس ذكرا تقربا إلى أوثانهم،
  2. أو كان فيه ضرر لعموم الأدلة المحرمة للضرر،
  3. أو تشويه لنهيه، صلى الله عليه وسلم، عن المثلة،
  4. أو دخل في حدِّ الإسراف، لعموم الأدلة المحرمة للسرف،
  5. أو قصد به الوصول إلى غرض محرم، كتجمل المرأة لغير زوجها وذلك لأن الأعمال بالنيات والأمور بمقاصدها.
وما خلا هذه الأمور من تغيير لخلق الله تعالى في الجماد أو النبات أو الحيوان أو الإنسان يجري على أصل الإباحة.
وأما قوله تعالى: من قول الشيطان (ولآمرنهم فليغيرن خلق الله)، وهو أقوى الأدلة في تحريم تغيير الخلق عموما، فليس المقصود به ما قد يتبادر إلى الذهن من تغيير الخلق الظاهر بل ـ وكما هو رأي جمهور المفسرين ـ المقصود هو تغيير الفطرة الحنفيية التي خلق الله الناس عليها إلى الشرك والكفر وعبادة غير الله تعالى. ويكون معنى هذه الآية كمعنى قوله تعالى: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) وكما في حديث أَبَي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، وَيُنَصِّرَانِهِ، أَوْ يُمَجِّسَانِهِ، كَمَا تُنْتَجُ البَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ، هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ» ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ}، رواه البخاري. وكما في حديث عياض بن حمار رضي الله عنه:"َإِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ، وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ، وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانًا، [وفي رواية عند النسائي وغيره وأمرتهم أن يغيرو خلقي] وَإِنَّ اللهَ نَظَرَ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ، فَمَقَتَهُمْ عَرَبَهُمْ وَعَجَمَهُمْ، إِلَّا بَقَايَا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ..." رواه مسلم.
وأما التعليل بتغيير الخِلْقة، كما في حديث علقمة عن ابن مسعود: «لَعَنَ اللَّهُ الوَاشِمَاتِ وَالمُوتَشِمَاتِ، وَالمُتَنَمِّصَاتِ وَالمُتَفَلِّجَاتِ، لِلْحُسْنِ المُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ» فَبَلَغَ ذَلِكَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي أَسَدٍ يُقَالُ لَهَا أُمُّ يَعْقُوبَ، فَجَاءَتْ فَقَالَتْ: إِنَّهُ بَلَغَنِي عَنْكَ أَنَّكَ لَعَنْتَ كَيْتَ وَكَيْتَ، فَقَالَ: وَمَا لِي أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَنْ هُوَ فِي كِتَابِ اللَّهِ، فَقَالَتْ: لَقَدْ قَرَأْتُ مَا بَيْنَ اللَّوْحَيْنِ، فَمَا وَجَدْتُ فِيهِ مَا تَقُولُ، قَالَ: لَئِنْ كُنْتِ قَرَأْتِيهِ لَقَدْ وَجَدْتِيهِ، أَمَا قَرَأْتِ: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} ؟ قَالَتْ: بَلَى، قَالَ: فَإِنَّهُ قَدْ نَهَى عَنْهُ، قَالَتْ: فَإِنِّي أَرَى أَهْلَكَ يَفْعَلُونَهُ، قَالَ: فَاذْهَبِي فَانْظُرِي، فَذَهَبَتْ فَنَظَرَتْ، فَلَمْ تَرَ مِنْ حَاجَتِهَا شَيْئًا، فَقَالَ: لَوْ كَانَتْ كَذَلِكَ مَا جَامَعْتُهَا. متفق عليه، فهو مشكِلٌ حقَّا، والذي يظهر لي أنه من تعليل ابن مسعود رضي الله عنه، اجتهاداً منه؛ لأنه ليس في رواية الحديث ما يدل صراحة على رفع جميع ألفاظ الحديث إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، بل المتيقن رفعه هو اللعن فحسب. ويؤيد ذلك أن الثابت عن النبي، صلى الله عليه وسلم، عن غير صحابي هو اللعن أو النهي مجردا دون التعليل بالتغيير أو غيره، بل حتى في بعض روايات الحديث التي صرح فيها ابن مسعود برفع الحديث إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، لم يذكر فيها التعليل بالتغيير، كما في رواية أحمد بسند حسنه ابن حجر وقال الأرناؤوط: إسناده قوي، عن مسروق: أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ، فَقَالَتْ: أُنْبِئْتُ أَنَّكَ تَنْهَى عَنِ الْوَاصِلَةِ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَتْ: أَشَيْءٌ تَجِدُهُ فِي كِتَابِ اللهِ، أَمْ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: أَجِدُهُ فِي كِتَابِ اللهِ، وَعَنْ رَسُولِ اللهِ، فَقَالَتْ: وَاللهِ لَقَدْ تَصَفَّحْتُ مَا بَيْنَ دَفَّتَيِ الْمُصْحَفِ، فَمَا وَجَدْتُ فِيهِ الَّذِي تَقُولُ قَالَ: فَهَلْ وَجَدْتِ فِيهِ: {مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} ، قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَى عَنْ النَّامِصَةِ وَالْوَاشِرَةِ وَالْوَاصِلَةِ وَالْوَاشِمَةِ إِلَّا مِنْ دَاءٍ "، قَالَتِ الْمَرْأَةُ: فَلَعَلَّهُ فِي بَعْضِ نِسَائِكَ؟ قَالَ لَهَا: ادْخُلِي، فَدَخَلَتْ ثُمَّ خَرَجَتْ، فَقَالَتْ: مَا رَأَيْتُ بَأْسًا، قَالَ: مَا حَفِظْتُ إِذًا وَصِيَّةَ الْعَبْدِ الصَّالِحِ: {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ}. ومن فوائد هذه الرواية أنها وردت بلفظ النهي وهو أخف من اللعن الوارد في رواية علقمة، كما أنه لا يشتمل على ذكر علة تغيير خلق الله تعالى كما في رواية علقمة، ثم فيه التصريح بالجزء المرفوع من الرواية الأخرى وهو لا يشتمل على ذكر التغيير.

فإن قيل: إذا أبطلتَ علة "تغيير الخلق" في النهي عن النمص والوشر والوصل والوشم، فما هي علة التحريم إذن؟
فالجواب قال الشيخ الطاهر بن عاشور رحمه الله تعالى في تفسيره بعد أن ذكر شيئا من أصناف التغيير المحرم: "وَلَيْسَ مِنْ تَغْيِيرِ خَلْقِ اللَّهِ التَّصَرُّفُ فِي الْمَخْلُوقَاتِ بِمَا أَذِنَ اللَّهُ فِيهِ وَلَا مَا يَدْخُلُ فِي مَعْنَى الْحُسْنِ فَإِنَّ الْخِتَانَ مِنْ تَغْيِيرِ خَلْقِ اللَّهِ وَلَكِنَّهُ لِفَوَائِدَ صِحِّيَّةٍ، وَكَذَلِكَ حَلْقُ الشَّعْرِ لِفَائِدَةِ، دَفْعِ بَعْضِ الْأَضْرَارِ، وَتَقْلِيمُ الْأَظْفَارِ لِفَائِدَةِ تَيْسِيرِ الْعَمَلِ بِالْأَيْدِي، وَكَذَلِكَ ثَقْبُ الْآذَانِ لِلنِّسَاءِ لِوَضْعِ الْأَقْرَاطِ وَالتَّزَيُّنِ، وَأَمَّا مَا وَرَدَ فِي السُّنَّةِ مِنْ لَعْنِ الْوَاصِلَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ فَمِمَّا أَشْكَلَ تَأْوِيلُهُ. وَأَحْسَبُ تَأْوِيلَهُ أَنَّ الْغَرَضَ مِنْهُ النَّهْيُ عَنْ سِمَاتٍ كَانَتْ تُعَدُّ مِنْ سِمَاتِ الْعَوَاهِرِ فِي ذَلِكَ الْعَهْدِ، أَوْ مِنْ سِمَاتِ الْمُشْرِكَاتِ، وَإِلَّا فَلَوْ فَرَضْنَا هَذِهِ مَنْهِيًّا عَنْهَا لَمَا بَلَغَ النَّهْيُ إِلَى حَدِّ لَعْنِ فَاعِلَاتِ ذَلِكَ. وَمِلَاكُ الْأَمْرِ أَنَّ تَغْيِيرَخَلْقِ اللَّهِ إنّما يكون إِنَّمَا إِذَا كَانَ فِيهِ حَظٌّ مِنْ طَاعَةِ الشَّيْطَانِ، بِأَنْ يُجْعَلَ عَلَامَةً لِنِحْلَةٍ شَيْطَانِيَّةٍ، كَمَا هُوَ سِيَاقُ الْآيَةِ وَاتِّصَالُ الْحَدِيثِ بِهَا. وَقَدْ أَوْضَحْنَا ذَلِكَ فِي كِتَابِي الْمُسَمَّى: النَّظَرُ الْفَسِيحُ عَلَى مُشْكِلِ الْجَامِعِ الصَّحِيحِ" .
والأصح من هذا في نظري أنه ليس شرطا أن تنتظم الأفعالَ الأربعة جميعَها علِّةٌ واحدة، فنقول: النمص والوصل حُرِّم للتدليس على الناظرين، ومنهم الخُطَّاب والخاطِبات، وعليه فيحرم ذلك على غير ذات الزوج إلا أن تكون من القواعد، ويحل للمتزوجة بإذن زوجها كما هو رأي بعض الفقهاء. وأما التفليج والوشر فيحتمل التدليس كما قال النووي (لأن الفلج من سمات صغار السن)، ويحتمل الضرر لأن نحت السن يأكل طبقته التاجية فيجعله عرضة للتسوس والخراب السريع، وأما الوشم فلارتباطه بعادات شركية، أو لأضراره الكثيرة لا سيما في العصور القديمة (انظر هنا).
فإذا تقرر ما سبق فإن ما أراه ضابطا موجزا للتغيير المحرم هو:
"كل تغيير كان فيه شرك أو ضرر أو تشويهٌ أو تدليس أو إسراف أو قصدٌ محرم"
وفي ضوء هذا الضابط، يحرم على غير المزوجة أن تفعل فعلا تجميليا تدليسيا، بأن تخفي عيبا يظهر لزوجها المحتمل فيما بعد، ويدخل في هذا النمص والوصل ونحوه مما لا يتميز لدى الناظر كونه طبيعيا أو اصطناعيا، وكذا يحرم الصبغ بالسواد لنفس العلة، وكذا عدسات العيون الملونة التي يظنها الرائي طبيعية، ويجوز التجمل بما يظهر للناظر كونه إضافة غير أصلية كأحمر الشفاه والاكتحال ونحو ذلك.
وفي ضوء هذا الضابط تجوز الهندسة الوراثية (تغيير للخلق على المستوى الجيني) للنبات والحيوان والإنسان بشرط تيقن عدم وجود ضرر منها كما ذهب إليه المجمع الفقهي
وفي ضوء ذلك لا يحرم على العزباء والمتزوجة كليهما إصلاح عيب بالجراحة التجميلية إصلاحا دائما (كإزالة شامة أو بقعة داكنة في وجهها أو جسدها، أو عمل تقويم لأسنانها)، لأن الإزالة الدائمة لا تتضمن تدليسا وتغريرا.
وفي ضوء ذلك قد يفتى بإباحة عمليات التجميل التي تجريها المرأة لإزالة التجاعيد من الوجه الناتجة عن كبر السن إذا كان ذلك بإذن الزوج، قياسا على النمص والوصل بإذن الزوج كما قال به بعض الفقهاء.


أؤكد مرة أخرى أن هذا النظر السريع في المسألة إنما أردت به المذاكرة وليس هو من قبيل الفتوى بل بغرض التباحث مع أهل العلم
بانتظار تعليقاتكم
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
إنضم
31 مارس 2009
المشاركات
1,277
الإقامة
عدن
الجنس
ذكر
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
لغة فرنسية دبلوم فني مختبر
الدولة
اليمن
المدينة
عدن
المذهب الفقهي
شافعي

د. أيمن علي صالح

:: متخصص ::
إنضم
13 فبراير 2010
المشاركات
1,023
الكنية
أبو علي
التخصص
الفقه وأصوله
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
الشافعي - بشكل عام
رد: حوار الشهر: تغيير خلق الله وجراحة التجميل: رؤية جديدة

بالإشارة إلى مشاركة أخي وضاح جزاه الله خيرا آنفا سأجيب عنها باختصار في هذه النقاط:
أولا: بالنسبة للآية، فظاهر صنيع المفسرين في آية التغيير أن الأقوال فيها مختلفة لا متنوعة، كما جهر به مجاهد، ولا يلزم من قال قولا في الآية أن ينفي ما عداه لأنه لا ينسب لساكت قول. فمن قال بأن المقصود بخلق الله دين الله، وربط ذلك بآية "لا تبديل لخلق الله"، ظاهر قوله أن هذا كل المقصود لا بعضه. نعم ما روي عن ابن عباس من التفسير بالخصاء مرة والدين مرة أخرى فيحتمل العموم وما ذكره تمثيل بأفراده، ويحتمل أنهما قولان: ناسخ ومنسوخ أو راجح ومرجوح، وما ذهب إليه كبار أصحابه كمجاهد وسعيد ابن جبير يرجح القول بأنه دين الله والله أعلم.
أما عكرمة فليس بمنزلة مجاهد وسعيد فقها وتفسيرا وعدالة، وما أوردتُه من نقل عن الشيخ شاكر فهو لأجل بيان هذا المقصد لا لتضعيف روايته عن ابن عباس رضي الله عنهما.
الجمع بين التغيرين الحسي والمعنوي في الآية لا أراه يصح إلا على مذهب من يجوز حمل اللفظ على حقيقته ومجازه في الوقت نفسه، وهو ما لا أميل إليه، لا سيما أن قرينة السياق في الآية من أوضح الأدلة على أن المقصود الدين لا الخصاء ونحوه ولا سيما أيضا أنه قد اتفق المفسرون على أن تحريم تبتيك آذان الأنعام الوارد في الآية أنما قصد به الشرك (البحيرة) لا مجرد فعل التبتيك.
ثانيا: بالنسبة لحديث ابن مسعود فألفاظه مختلفة كثيرا ما بين رواية علقمة ومسروق وغيرهم، وحتى رواية علقمة من طريق الثقات فيها اختلاف. إذ ورد: "لعن الله" و"لعن عبد الله" و"لعن رسول الله" و"سمعت رسول الله لعن" و"نهى رسول الله"، ثم ورد اختلاف في جواب ابن مسعود للمرأة: و"ما لي لا ألعن من لعن رسول الله"، وورد: و"ما لي لا أقول ما قاله رسول الله"، و"سمعت رسول الله ينهى عنه". وثمة اختلافات أخرى كثيرة في سياق القصة. وهذا إن دل على شيء فعلى أن الرواة، كما هو الشائع، رووا الحديث بالمعنى لأن القصة واحدة واحتمال تعددها بعيد جدا، والوقوف على اللفظ الحقيقي الذي قاله ابن مسعود، مع كل هذا الخلاف، ربما يكون متعذرا.
ومن الخطأ المنهجي من وجهة نظري الاستدلال باختلاف ألفاظ حديث ما على معنى من المعاني التي تحتملها بعض رواياته، لأن احتمال أن تكون الرواية المستدل بها من قبيل تصرف الرواة باللفظ احتمال بالغ.
والأصح منهجا هنا أن تجمع ألفاظ الحديث من جميع طرقه ثم يؤخذ بالمتفق عليه منها ولا يعول كثيرا على المعاني الدقيقة التي تلزم عن بعض ألفاظها غير المتفق عليها، ولذا كان العلماء يقولون إذا لم تجمع الحديث من كافة طرقه لم تفقهه، لأنك إذا جمعته ظهر لك بوضوح تصرف الرواة في المعاني حتى الثقات منهم، والأمثلة على هذا كثيرة. نعم يحاول الشراح كابن حجر والنووي دائما الجمع بين الروايات، ولو على نحو متكلف، كل هذا لتجنب تخطئة الثقات أو توهيمهم أو القول بتصرفهم باللفظ. وقد انتقد الحافظ العلائي النووي لسلوكه هذا المنهج وأورد نماذج من الجمع المتكلف للنووي بين الروايات.
والحاصل أني أتفق معك بأن الحديث ظاهر نوعا ما في رفع التعليل بتغيير الخلقة، لكنه ليس نصا في ذلك. وأن القول بعدم الرفع تأويل يحتاج إلى دليل. وأدلتي، وقد لهجت بها كثيرا، أصول كلية وأدلة جزئية كثيرة في الموضوع تصب في مشروعية التغير التجميلي الخالي من المفسدة أو ما تضمن مفسدة يسيرة مغتفرة (كثقب الأذن)، ولولا هذه الأدلة لما أشكل حديث ابن مسعود على من أشكل عليه من العلماء ولما خالف ظاهره من خالفه من الفقهاء. والذي يبدو لي أن لا أحد من الفقهاء يقول بظاهر حديث ابن مسعود إلا الطبري وابن حزم. وأما الباقون فأعملوا في الحديث آلات التخصيص والتأويل، ومنهم القائلون بأن المقصود بتغيير الخلقة هو تغيير الخلقة المعهودة، لأن إضافة قيد "المعهودة" أو "الأصلية" لا يوجد في الآية ولا في الحديث، وينافيه أيضا ما تفضلتم بذكره من حديث المرأة التي تمرط شعرها بسبب المرض. فهذا عيب غير معهود بسبب طارئ.
ثالثا: قولكم بارك الله فيكم:
ثم التغيير كيف كان منه ما هو على سبيل التداوي ، ومنه ما هو على سبيل التجمل وغيره مما لا يقصد به التداوي. كما أن نفس المغير منه ما هو من جنس المرض ومنه ما هو على خلافه.
ربما يناقضه قولكم:
أما الصور المنهي عنها فهي كل تغيير في أصل الخلقة ليس فيه لا جلب نفع ولا دفع ضرر إلا بمقدار التجمل ، ولم يأذن به رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في حديث التي تمرط شعرها
فالمرأة تمرط شعرها بسبب المرض ومع هذا لم يأذن به صلى الله عليه وسلم. ثم ينبغي أن تحدد ما هو المرض وما هو التداوي، لأنك قد عددت "الشرم" مرضا مع أنه ليس كذلك بل هو عيب وراثي وعددت الثآليل أو قل الشامات على الوجه وحب الشباب مرضا، مع أنه ليس مؤلما ولا يسبب أذى حسيا للإنسان، ومن يسعى في إزالته إنما يقصد أن يبدو بصورة حسنة لا أكثر، وكذا قل في إزالة آثار الحروق للتجميل لا لدفع الألم أو تحسين وظيفة العضو أو غير ذلك من أغراض التداوي.
رابعا: قولكم بارك الله فيكم:
والحرج النفسي في تلك العروس الصغيرة التي أرادت أن تتأيم لزوجها مع إذنه وعلمه بالعيب أصلاً في غاية الظهور ، لا أدري لم لم تتعرضوا له حفظكم الله بالجواب المزيل لما فيه من إشكال.
أجبت عنه في الرد على مشاركات إخوة سواكم بارك الله فيكم فتأملوه
خامسا: قولكم بارك الله فيكم:
لذا أنا التزم النظر في الصور الجزئية كما هي وإلحاقها بأقرب الصور التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بها قياساً عليها.
لعله من الأجدى هنا التحرر من القياس على أصل خاص، والنظر إلى القضية نظرة مقاصدية تستغرق جوانب التشريع كله. والأصل الكلي العام (كقصد الشارع إلى طلب التجمل عموما) قد يربو على الدليل الجزئي الخاص والله أعلم.

جزاكم الله خيرا على مباحثتكم النافعة فقد أفدتم كثيرا وعذرا على الاختصار وعدم مراجعة ما كتبته في هذه المشاركة تنظيما وتدقيقا وتوضيحا وتحريرا
 
إنضم
31 مارس 2009
المشاركات
1,277
الإقامة
عدن
الجنس
ذكر
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
لغة فرنسية دبلوم فني مختبر
الدولة
اليمن
المدينة
عدن
المذهب الفقهي
شافعي
رد: حوار الشهر: تغيير خلق الله وجراحة التجميل: رؤية جديدة

بارك الله فيكم يا دكتور أخشى أن الأخوة قد ملوني ، بل بعض المشاركات تكاد تكون صريحة في ذلك ، فإن كان الأخوة لا يرون بأساً بالاستمرار فعلنا وإلا فقد استحييت من إضافة مشاركة أخرى في الموضوع
 

د. أيمن علي صالح

:: متخصص ::
إنضم
13 فبراير 2010
المشاركات
1,023
الكنية
أبو علي
التخصص
الفقه وأصوله
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
الشافعي - بشكل عام
رد: حوار الشهر: تغيير خلق الله وجراحة التجميل: رؤية جديدة

بارك الله فيكم يا دكتور أخشى أن الأخوة قد ملوني ، بل بعض المشاركات تكاد تكون صريحة في ذلك ، فإن كان الأخوة لا يرون بأساً بالاستمرار فعلنا وإلا فقد استحييت من إضافة مشاركة أخرى في الموضوع
لن نمل حتى تمل، لكن تجنب التكرار لما استمر فيه الخلاف
واستميحكم عذرا بأني مغادر مكتبي الآن
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,490
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: حوار الشهر: تغيير خلق الله وجراحة التجميل: رؤية جديدة

لا داعي -في نظري- لتحديد فترة إغلاق الموضوع ،، حين نظن أن المشاركات بدأت تدور في نفس الدائرة علمنا أن النقاش قد استوى وبلغ أقصاه ،،،
وقد قمت باستخلاص جميع مشاركات الإخوة حتى الساعة في معاقد مختصرة ونقاط مركزة ،،،
هو كذلك إذن،،
وجزاكم الله خيراً على التلخيص
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,490
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: حوار الشهر: تغيير خلق الله وجراحة التجميل: رؤية جديدة

بارك الله فيكم يا دكتور أخشى أن الأخوة قد ملوني ، بل بعض المشاركات تكاد تكون صريحة في ذلك ، فإن كان الأخوة لا يرون بأساً بالاستمرار فعلنا وإلا فقد استحييت من إضافة مشاركة أخرى في الموضوع
لا لم نمل بارك الله فيكم
ما دام عندكم الجديد والمفيد
مداخلاتكم مميزة، وفي لب الموضوع
فإن كان عندكم المزيد نحن بانتظاره
ولكننا متشوقون للخروج بالضوابط المتفق عليها في هذه المسألة

حتى ننشرها،،،
 

محمد بن عبدالله بن محمد

:: قيم الملتقى الشافعي ::
إنضم
15 مايو 2008
المشاركات
1,245
الإقامة
المملكة العربية السعودية
الجنس
ذكر
الكنية
أبو منذر
التخصص
اللغة العربية
الدولة
المملكة العربية السعودية
المدينة
الشرقية
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: حوار الشهر: تغيير خلق الله وجراحة التجميل: رؤية جديدة

أصبت قصدي جزاك الله خيرا، وبسبب العجلة لم أنتبه إلى الاشتراك في اللفظ، وإن كان السياق كاشفا لما قصدته
بارك الله فيكما، والذي ألبس علي هو
الفلج إذا كان للتدليس (تصغير السن) فهو حرام أيا كانت وسيلته تقويما كان ذلك أو وشرا. أما الوشر (نحت السن) لأجل الحسن فهو ضرر محض لا مسوغ له
فلما وضعتَ (تصغير السن) و(نحت السن) بين قوسين كان فيه إيحاء على المشابهة بينهما
أما قولكم بارك الله فيكم: بأن صورة الوشم ليست من الصور المعفو عنها من الدماء فهو غريب؛ لأنه يقتضي عدم صحة صلاة الواشم، ولا أظن أن أحدا قاله.

قال القاضي زكريا: (وإن خاط جرحه, أو داواه بنجس فكالجبر بعظم نجس) فيما مر (وكذا الوشم) وهو غرز الجلد بالإبرة حتى يخرج الدم, ثم يذر عليه الصدأ الآتي بيانه (وهو حرام مطلقا) لخبر الصحيحين ... ولأنه (يتنجس فيه الصدأ), وهو ما يحشى به المحل من نيلةٍ, أو نحوها ليزرق به, أو يخضر (بالغرز) أي بسبب الدم الحاصل بغرز الجلد بالإبرة (فتجب إزالته ما لم يخف) ضررا يبيح التيمم, فإن خافه لم تجب إزالته ولا إثم عليه بعد التوبة، قال الزركشي: هذا كله إذا فعل برضاه، وإلا فلا تلزمه إزالته ....

وقال في فصل الجبر بعظم نجس: (وإن جبره) به (وثَم طاهرٌ يصلح) للجبر من غير آدمي (حرم) لتعديه (وأُجبر على نزعه إن لم يخف ضررا يبيح التيمم ولو اكتسى لحما) لحمله نجاسة تعدى بحملها مع تمكنه من إزالتها ... (ولا مبالاة بألمه) في الحال إذا لم يخف منه في المآل، (وتبطل صلاته معه) لحمله نجاسة في غير معدنها لا ضرورة إلى تبقيتها ... (وإن خاف الضرر) المبيح للتيمم (صحت صلاته) ولا يلزمه النزع للضرر الظاهر (وفي صحة إمامته وجهان)...

أنا لم أقل بأن الفلج هو نفسه الوشر لغة، وإنما أن الفلج الذي كانت تنشده النساء في عهد النص إنما كان عن طريق برد الأسنان وتحديدها، فالوشر وسيلة للفلج، وما ورد في روايات ابن مسعود من ذكر الفلج محمول على ما كان بطريق الوشر دون سواه، لثلاثة قرائن: أحدها: روايات الصحابة الآخرين لأحاديث تحريم هذه الأفعال حيث ذكروا الوشر ولم يذكروا الفلج، ولم يجمع أحد بين الوشر والفلج قط. ثانيها: رواية مسروق لنفس الحديث عن ابن مسعود حيث استبدل الفلج بالوشر، فدل على أن لفظ الحديث عن النبي واحد وأن تغاير ألفاظ الرواة بين الفلج والوشر تصرف بالمعنى لا أنهما أمران مختلفان. ثالثها: أن العادة العملية المقارنة هي أنه لم تكن وسيلة للفلج إلا الوشر، والأصل كما قلت أن تتقيد العمومات بالعادات العملية والقولية المقارنة لها، وهذا وحده كاف في تخصيص تحريم الفلج بما كان طريقه الوشر، فكيف مع ما انضاف إليه من القرائن المتقدمة، ومع ما ذكرناه من الفروق المناسبة بين التغيير عن طريق الضغط (تقويم الأسنان) والتغيير عن طريق الوشر (نحت الأسنان). والله أعلم
يبقى لدي أسئلٌة: لو وَضَعت امرأةٌ اليومَ تقويمًا بقصد التفريق بين أسنانها، فهل هذا محرم أم غير محرم؟، فإن كان محرما فهل التحريم بنص الحديث، أم بالقياس على الوشر؟، وهل هناك فرق بين امرأة مشوهة الأسنان أرادت تعديلها وتحسينها بالتفريق، وامرأةٍ سوية الخلقة؟
 
إنضم
16 مارس 2011
المشاركات
15
الكنية
ابوعبدالله
التخصص
شريعة
المدينة
الخرطوم
المذهب الفقهي
مالكي
رد: حوار الشهر: تغيير خلق الله وجراحة التجميل: رؤية جديدة

لا والله بل مشاركاتكم مفيدة جدا لكن فقط نود الخروج بنقاط 1،2 ،ثلاثة يعني واضحة ومختصرة . وياوضاح ابدا بل أنا أعتبر مشاركتك من أفضل المشاركات لأنها فيها المفيد والجديد في البحث وأنا فقط داعبتك بالنفس الاصولي والحديثي وهذا كلام حق ومازلت كذلك فلاتفهمني خطأ بورك فيك أخي الحبيب . أما دكتور أيمن فهو يرد على المشاركين ولاملل في ذلك .
 
إنضم
31 مارس 2009
المشاركات
1,277
الإقامة
عدن
الجنس
ذكر
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
لغة فرنسية دبلوم فني مختبر
الدولة
اليمن
المدينة
عدن
المذهب الفقهي
شافعي
رد: حوار الشهر: تغيير خلق الله وجراحة التجميل: رؤية جديدة

أنا ما قصدت الإساء أبداً لأي حد ، بل أنا شاكر لكم حسن ظنكم أسأل الله أن يثيبكم
لكني أظن أن الملل كان له سببه الذي يبرره ، أي أن الموضوع طال جداً وحين قارب الأخوة الأفاضل على الوصول إلى منتهاه والخروج بنتائج أو ضوابط مستفادة من الحوار في الموضوع حينها فقط تنبهت أنا للموضوع وبدأت أتكلم فيه ، فقلت لعل الأخوة ملو الإطالة في الموضوع. من دون أن يخطر في بالي أني أسيء إلى أحد وأعتذر إن حصلت مني إساءة.
وقد كنت أجبت على آخر مشاركة للدكتور بجواب مطول ثم لم أستحسنه من أجل ما ذكرته أستاذتنا الفاضلة حين قالت
لا لم نمل بارك الله فيكم ما دام عندكم الجديد والمفيد
فلما نظرت إلى جوابي إذا به تكرار وتأكيد لما سبق وناقشناه هو الآن أمامي لا أدري ما أفعل به.
ولعل من الصواب الانتهاء إلى هنا ويحكم الأخوة على ما كُتِبَ ويستخلصوا منه القواعد والضوابط ويفيدونا بها بدلاً من التكرار الممل حقاً الذي لم يعد يحتوي على جديد ، وإن كنت أرجوا أنه يحتوي على المفيد.
والله أعلم
 

د. أيمن علي صالح

:: متخصص ::
إنضم
13 فبراير 2010
المشاركات
1,023
الكنية
أبو علي
التخصص
الفقه وأصوله
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
الشافعي - بشكل عام
رد: حوار الشهر: تغيير خلق الله وجراحة التجميل: رؤية جديدة

(وتبطل صلاته معه) لحمله نجاسة في غير معدنها لا ضرورة إلى تبقيتها

لا أدري إن كان يمكن تخريج قول عند الشافعية ببطلان الصلاة مع الوشم بالقياس على الجبيرة النجسة أم لا؟!
لكن تعليلهم بأنها نجاسة في غير معدنها ولا ضرورة إلى تبقيتها قد يجعل من الصعب إلحاق الوشم بها.
على كل حال لو صح الإلحاق يمكن القول بأن الوشم عند الشافعية لا تصح الصلاة معه إذا لم يكن ثَمَّ ضرر في إزالته، وهذا ينبني على قولهم بنجاسة الدم مطلقا حتى ما كان منه في العروق، والله أعلم.
وينبغي هنا أن نذكِّر بأن الوشم كان شائعا في الجاهلية، ولا يبعد أن بعض الصحابيات كن موشومات فقد ثبت ذلك لأسماء رضي الله عنها في يدها، وتعلل الطبري بأن ذلك كان في الجاهلية، ولم يؤثر عن أحد من السلف الأمر بإزالته فضلا عن إبطال الصلاة معه، لعله للضرر غير المنفك عادة عند إزالته في زمنهم.
ولبعض الحنابلة تعليلٌ بالنجاسة أيضا لحكم تحريم وصل الشعر بشعر الآدمي، وذلك تفريعاً على قولٍ مرجوحٍ بنجاسته.
ولعل هذا هو مذهب عطاء أيضا؛ لأنه أجاز وضع الشعر المستعار على الرأس دون وصل، ولكنه أمر بنزعه عند الصلاة، وهذا قد يشير إلى أنه رأى بأن العلة في التحريم هي النجاسة لا غير، لأنه لا فرق في علة التدليس التي قال بها الأكثرون أن يكون الشعر موصولا أو موضوعا دون وصل.

يبقى لدي أسئلٌة: لو وَضَعت امرأةٌ اليومَ تقويمًا بقصد التفريق بين أسنانها، فهل هذا محرم أم غير محرم؟، فإن كان محرما فهل التحريم بنص الحديث، أم بالقياس على الوشر؟، وهل هناك فرق بين امرأة مشوهة الأسنان أرادت تعديلها وتحسينها بالتفريق، وامرأةٍ سوية الخلقة؟
أرجو أن نلاحظ أن تقويم الأسنان يختلف عن غيره من أفعال التجميل من حيث هو مجرد عملية ضغط مستمر لوقت طويل على الأسنان لإحداث عملية تحريك للسن من مكان لآخر، وهذا الضغط يستمر لسنوات في العادة بحسب مدى التغيير المراد إحداثه.
إذن هو عملية تجميلية تستغل القوانين الطبيعية، وهو في هذا أقرب شبها إلى حال الرجل أو المرأة التي تمارس الرياضة لإزالة ترهلات الجلد أو تقوم بالحمية لتعديل قوامها وتخفيف بطنها وأردافها وكذا الرجل الذي يمارس رياضة كمال الأجسام أو السباحة لإبراز عضلاته وامتشاق جسده ــ منه إلى عمليات التجميل والتزيين التي لا تستغرق إلا ساعات في أطول أحوالها.
وآفته، أي التقويم، التكلفةُ المادية الباهظة نسبيا، ثم الكلفة والمشقة التي يحدثها وضع جهاز التقويم في الفم على مدى سنوات في الغالب، والحاجة المتكررة لتنظيفه وزيارة الطبيب لتعديل مستوى الضغط مع الوقت.
وفي ضوء هذا وبناء على الضوابط التي ذكرناها لا أراه جائزا استعمال التقويم لإحداث تغييرات تجميلية للأسنان إلا إذا كانت الأسنان معيبةً عرفا، لكثرة تضامها أو تراكبها أو تباعدها أو بروزها الزائد ونحو ذلك، وسواء أكان ذلك بإبعاد الأسنان عن بعضها أو بتقريبها من بعضها.
أما استعماله من غير وجود ما هو عيب خلقي أو حادث لمجرد اتباع موضة معينة مثلا أو التشبه بمشهور أو مشهورة ونحو ذلك من الأسباب الضعيفة فلا يجوز.
وأنا حتى الآن لا أفهم ما هو الجمال في فلج الأسنان!!! وكذا أنا مُتَشكِّكٌ في "التدليس" الذي قد يحدِثه الفلج، كما ذكره أبو عبيد عن بعضهم وتبعه عليه الآخرون، إذ الصِّغار أسنانهم في العادة لا تختلف تراصَّا وتفرُّقا عن الكبار، ومن كانت أسنانه متفرقة وهو صغير كَبُر وهي كذلك، لأن الأسنان لا تكبر وحدها بل يكبر معها الفَكُّ كلُّه، وكذا من كانت أسنانُه متراصَّة وهو صغير كبر كذلك، فأين التدليس؟! وكيف يكون؟!
وهذه فرصة لسؤال الإخوة والأخوات قراء هذه المشاركة هل ثمة عرف في بلدكم أو سمعتم به بأن الأسنان المتفرقة أجمل من المرصوصة أو لا؟
وللحق فقد كنت أسمع من كبار نساء بلدي إذا ما أردن وصف امرأة بالجمال قلن: "عيون زُرْق وأسنان فُرْق"، ولا أدري ما أصل هذه المقالة.
ويبدو أن للندرة والتميز دوراً في إحداث الأعراف الجمالية، فالعيون الزرق في بلادنا أقل نسبيا من العيون الأخرى وكذا تفرق الأسنان نادر. وهنا، حيثُ أُقِيم في جنوب شرق آسيا يحبون العيوان الواسعة حبا جما كما يعشقون الشعر المجعَّد ويعتبرونه قمة الجمال، لندرة هذه الصفات في بلادهم، ولله في خلقه شؤون.
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,490
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: حوار الشهر: تغيير خلق الله وجراحة التجميل: رؤية جديدة

إذا ما أردن وصف امرأة بالجمال قلن: "عيون زُرْق وأسنان فُرْق"،
عفوا يا دكتور: هذه المقولة ليست لمدح الجميلة ، وإنما تطلق على من تكون عينها حارة (أي تصيب بالعين)
 

د. أيمن علي صالح

:: متخصص ::
إنضم
13 فبراير 2010
المشاركات
1,023
الكنية
أبو علي
التخصص
الفقه وأصوله
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
الشافعي - بشكل عام
رد: حوار الشهر: تغيير خلق الله وجراحة التجميل: رؤية جديدة

عفوا يا دكتور: هذه المقولة ليست لمدح الجميلة ، وإنما تطلق على من تكون عينها حارة (أي تصيب بالعين)
ما دخل الأسنان بالموضوع إذن
أنا لست متأكدا بأنها وصف للجمال ولكن هذا ما هو في ذاكرتي.
على كل نحتاج إلى مزيد تأكيد في المقصود من العبارة من بقية الإخوة والأخوات لعل هناك أعراف متباينة ما بين بلد وآخر. سبحان الله.
 

محمد بن عبدالله بن محمد

:: قيم الملتقى الشافعي ::
إنضم
15 مايو 2008
المشاركات
1,245
الإقامة
المملكة العربية السعودية
الجنس
ذكر
الكنية
أبو منذر
التخصص
اللغة العربية
الدولة
المملكة العربية السعودية
المدينة
الشرقية
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: حوار الشهر: تغيير خلق الله وجراحة التجميل: رؤية جديدة

[/B قال:
د. أيمن علي صالح;71741]لا أدري إن كان يمكن تخريج قول عند الشافعية ببطلان الصلاة مع الوشم بالقياس على الجبيرة النجسة أم لا؟!
لسنا بحاجة إلى تخريج، بل هو صريح عباراتهم ببطلان الصلاة كالجبر بعظم نجس، قال في النهاية للرملي: فعلم من ذلك أنّ مَن فعل الوشم برضاه في حالة تكليفه ولم يخف من إزالته ضررا يبيح التيمم منع ارتفاع الحدث عن محله؛ لتنجسه, وإلا عذر في بقائه وعفي عنه بالنسبة له ولغيره وصحت طهارته, وإمامته. وحيثُ لم يعذر فيه ولا في ماء قليلا أو مائعا أو رطبا نجسه كذا أفتى به الوالد رحمه الله تعالى

[/B قال:
د. أيمن علي صالح;71741]وهذا ينبني على قولهم بنجاسة الدم مطلقا حتى ما كان منه في العروق
بل مبني على النجاسة التي ظهرت أثناء وخز الإبرة، واختلاطِها بالنيلة ونحوها

[B قال:
د. أيمن علي صالح;71741]وآفته، أي التقويم، التكلفةُ المادية الباهظة نسبيا
لو كانت امرأة تملك مليارا، وقيمت التقويم مثلا ألف ريال فهل هذا جائز؟!
[B قال:
د. أيمن علي صالح;71741]ثم الكلفة والمشقة التي يحدثها وضع جهاز التقويم في الفم على مدى سنوات في الغالب، والحاجة المتكررة لتنظيفه وزيارة الطبيب لتعديل مستوى الضغط مع الوقت
هل هذه الكلفة تحرم؟!.
[B قال:
د. أيمن علي صالح;71741]وفي ضوء هذا وبناء على الضوابط التي ذكرناها لا أراه جائزا استعمال التقويم لإحداث تغييرات تجميلية للأسنان[/B].
هل هذا التحريم بنص الحديث أم بالقياس على الوشر؟، علما بأن مقصودي التقويم بقصد التفريق.
 

محمد بن عبدالله بن محمد

:: قيم الملتقى الشافعي ::
إنضم
15 مايو 2008
المشاركات
1,245
الإقامة
المملكة العربية السعودية
الجنس
ذكر
الكنية
أبو منذر
التخصص
اللغة العربية
الدولة
المملكة العربية السعودية
المدينة
الشرقية
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: حوار الشهر: تغيير خلق الله وجراحة التجميل: رؤية جديدة

وأنا حتى الآن لا أفهم ما هو الجمال في فلج الأسنان!!! وكذا أنا مُتَشكِّكٌ في "التدليس" الذي قد يحدِثه الفلج، كما قاله النووي وتبعه عليه الآخرون، إذ الصِّغار أسنانهم في العادة لا تختلف تراصَّا وتفرُّقا عن الكبار، ومن كانت أسنانه متفرقة وهو صغير كَبُر وهي كذلك، لأن الأسنان لا تكبر وحدها بل يكبر معها الفَكُّ كلُّه، وكذا من كانت أسنانُه متراصَّة وهو صغير كبر كذلك، فأين التدليس؟! وكيف يكون؟! وهذه فرصة لسؤال الإخوة والأخوات قراء هذه المشاركة هل ثمة عرف في بلدكم أو سمعتم به بأن الأسنان المتفرقة أجمل من المرصوصة أو لا؟ وللحق فقد كنت أسمع من كبار نساء بلدي إذا ما أردن وصف امرأة بالجمال قلن: "عيون زُرْق وأسنان فُرْق"، ولا أدري ما أصل هذه المقالة. ويبدو أن للندرة والتميز دوراً في إحداث الأعراف الجمالية، فالعيون الزرق في بلادنا أقل نسبيا من العيون الأخرى وكذا تفرق الأسنان نادر. وهنا، حيثُ أُقِيم في جنوب شرق آسيا يحبون العيوان الواسعة حبا جما كما يعشقون الشعر المجعَّد ويعتبرونه قمة الجمال، لندرة هذه الصفات في بلادهم، ولله في خلقه شؤون.
كان صلى الله عليه وسلم أفلج الثنيتين إذا تكلم رؤي كالنور يخرج من بين ثناياه، وكفى به دليلا على أنه من صفات الجمال
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,490
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: حوار الشهر: تغيير خلق الله وجراحة التجميل: رؤية جديدة


كان صلى الله عليه وسلم أفلج الثنيتين إذا تكلم رؤي كالنور يخرج من بين ثناياه، وكفى به دليلا على أنه من صفات الجمال
جزاكم الله خيرا يا أستاذ محمد
أول مرة أسمع بهذه الصفة لحبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
أسأل الله أن يمتعنا جميعاً برؤيته حول حوضه، وفي رياض جنانه
آمين،،،
 

أسامة أمير الحمصي

:: مطـًـلع ::
إنضم
20 مارس 2010
المشاركات
103
التخصص
هندسة
المدينة
حمص
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: حوار الشهر: تغيير خلق الله وجراحة التجميل: رؤية جديدة

http://www.youtube.com/watch?v=fxpFh2DrNWA
المقطع اعجبني , وفيه اشارات لطيفة الى أن التغير في خلق الله يجب ان يكون لحاجة والا فالأصل فيه المنع, و لا يجوز ان يكون السبب في ذلك أن الخلقة الاصلية المعهودة "عيب" لان ذلك مُعارض للقاعدة النبوية "كل خلق الله حسن",,,
فمن غير خلق الله هو من يُسأل لماذا فعلت ذلك, و ليس من ترك الخلقة على الأصل,,,
و هذا فيه اشارة اخرى الى الربط بين تغير خلق الله و تغير دين الله, فالاصل في الامرين المنع, و لعل في ذلك تربية للمسلم من خلال عدم التغير الظاهر الا لسبب الى عدم التغير الباطن الا بدليل,,,
 

د. أيمن علي صالح

:: متخصص ::
إنضم
13 فبراير 2010
المشاركات
1,023
الكنية
أبو علي
التخصص
الفقه وأصوله
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
الشافعي - بشكل عام
رد: حوار الشهر: تغيير خلق الله وجراحة التجميل: رؤية جديدة

لان ذلك مُعارض للقاعدة النبوية "كل خلق الله حسن",,,
التجميل والتزيين لا ينافي هذه القاعدة، ولا نزاع في أن خلق الله حسن، وأن الله أحسن كل شيء خلقه، وإنما القضية هي: هل من الممكن أن نجعل خلق الله يبدو أحسن قليلا مما هو عليه في أصل الخلقة أم لا؟ وهذا المبدأ تستند إليه قاعدة التزيين كله، لأن التزيين هو إضافة تحسين إلى صورة المرء الظاهرة أمام الناس. فحسن خلق الله لا ينافي إمكانية إضافة
القليل من التحسين إليه، ولو لم يكن هذا جائزا لما جاز للمرأة، لكي تبدو أكثر جمالا، أن تضع الكحل على عينها والصبغ على شعرها والحلية في يدها...الخ؛ لأن هذا ينافي قاعدة أن خلق الله تعالى الأصلي في ذاته حسن إذا فهمناها بأنها تعني أنه لا يقبل مزيد تحسين.
ولا تنس أيضا أن الأمراض والتشوهات والحوادث التي تصيب صورة الإنسان وبدنه في حياته أو حتى ما يكون منها كامنا في جيناته الوراثية كل ذلك من خلق الله وقدره لحِكَمٍ قد نعرفها وقد لا نعرفها، وقد أجاز لنا إزالتها بل أمرنا بذلك أمر ندب أو إيجاب. وهذا يدل على أن قاعدة "كل خلق الله حسن" لا تنافي مشروعية التغيير من حيث الأصل. وإذا حرم التغيير في بعض الأفعال التجميلية فلمعنى آخر قد يتضمنه هذا التغيير، وهذا ما حاولنا السعي إليه في هذا الموضوع ومناقشاته التي، رغمَ طولها، لم، وربما لن، توصلنا إلى ثلج اليقين في المسألة.
 

د. أيمن علي صالح

:: متخصص ::
إنضم
13 فبراير 2010
المشاركات
1,023
الكنية
أبو علي
التخصص
الفقه وأصوله
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
الشافعي - بشكل عام
رد: حوار الشهر: تغيير خلق الله وجراحة التجميل: رؤية جديدة

عفوا يا دكتور: هذه المقولة ليست لمدح الجميلة ، وإنما تطلق على من تكون عينها حارة (أي تصيب بالعين)
بالفعل هذا ما وجدته لدى تصفح الإنترنت، وما كنت أعلم هذا من قبل، وللمقولة رواية ثانية : عيون بُرق وسنان فرق
لكن هذا لا ينفي أن الناس في بلادنا يستملحون العيون الزرقاء
وما أنا متردد فيه هو تفرق الأسنان هل هو مستملحٌ هذه الأيام أم لا، وهل ثمة من يتفلجن هذه الأيام للحسن كمن يزججن حواجبهن لذلك أم لا؟
أما العرب قديما فلا شك كانوا يستملحون تفرق الأسنان (فلج الأسنان) وقد كثر في أشعارهم ذكر الدَّعَج والزَّجَج والفَلَج، الدعج في العيون اتساعها وشدة سواد سوادها ونقاء بياضها، والزجج في الحاجبين: دقتهما وطولهما، والفلج في الأسنان: تفرقها غير الفاحش.
 

د. أيمن علي صالح

:: متخصص ::
إنضم
13 فبراير 2010
المشاركات
1,023
الكنية
أبو علي
التخصص
الفقه وأصوله
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
الشافعي - بشكل عام
رد: حوار الشهر: تغيير خلق الله وجراحة التجميل: رؤية جديدة

هل هذا التحريم بنص الحديث أم بالقياس على الوشر؟، علما بأن مقصودي التقويم بقصد التفريق.
إذا كان التقويم لمجرد التفريق، وكان العرف يعد التفريق جمالا، فهذا نص قوله صلى الله عليه وسلم: "المتفلجات للحسن"، ولذا فهو يحرم بالنص.
أما التقويم لسبب آخر غير التفليج مما يعد جمالا كإعادة رصف الأسنان إذا كانت متراكبة، أو دفعها إلى الخلف إذا كانت بارزة فهذا يحتمل حكمُه أمرين:
أحدهما: أن ينظر لكل حالة بحسبها، فإذا كان العيب على خلاف الخلقة المعهودة فهذا يجوز تعديله بالتقويم أو الوشر أو قلع السن إن احتيج إليه وإلا لم يجز. وهذا مبناه على حمل تغيير الخلقة المحرم على ما خالف المعهود في الخلقة الأصلية، والصورة العامة للإنسان، وأن التغيير في مثل هذه الحالات ليس تغييرا للخلقة على وجه الحقيقة بل هو رد لها إلى أصلها.
والثاني: أن يُجاز ذلك مطلقا إذا كان بالتقويم فقط دون وشر أو قلع (لا يوجد ضرر ولا أذى). وهذا اعتمادا على أن التقويم تغيير طبيعي في الجسم (ليس فيه إزالة أو إضافة أو ضرر) فأشبه من يضع مشدا على بطنه الكبيرة لكي يشدها مع الوقت، أو من يمارس الرياضة لتجميل قوامه.
لو كانت امرأة تملك مليارا، وقيمت التقويم مثلا ألف ريال فهل هذا جائز؟!
ما يعد إسرافا وما لا يعد لا يتوقف على معيار حال المنفق يسارا وإعسارا فحسب بل له ضوابط أخرى موضوعية، وفي الملتقى موضوع مخصص في هذا الشأن ما زال محلا للنقاش.
ومما أراه أن إنفاق المال الكثير لسبب تافه (كاتباع الموضة الجارية، أو لمجرد تقليد الغير، أو المباهاة أمام الصديقات والجارات) وهي أكثر أسباب إكثار النساء من العمليات التجميلية هذه الأيام، هو من الإسراف حتى بفرض يسار المرأة.
هل هذه الكلفة تحرم؟!.
إدخال الكلفة على النفس، وهي المشقة والعنت لغير منفعة أو لمنفعة تافهة، لا شك مذموم شرعا، والفصل بين ما هو مكروه ومحرم في هذا من العسر بمكان. والرأي لدي هو أن ننظر في الكلفة البدنية المعتادة في الأفعال التجميلية المشروعة، كالتعطر والتكحل والخضاب، وحلق العانة، وثقب الأذن، فما لم يزد من الأفعال التجميلية غير المنصوص عليها كلفة على أقصى ما في الأفعال الجائزة من كلفة وأذى بدني ومشقة فهو جائز وما زاد قليلا فهو مكروه وما زاد كثيرا فهو حرام، وتحديد القليل والكثير في ذلك ليس سهلا، ولكن لا شك نقول: إن إعمال مشرط طبيب التجميل في بدن المرأة أو الرجل دون داعٍ موضوعيٍّ قويٍّ هو من الكلفة المحرمة.
وفيما يتعلق بالتقويم والكلفة والمشقة فيه فلا أدري؟ نترك ذلك لمن جربوه، ولكن مشقته على صاحبه لا شك غير معتادة، وإن لم يكن هناك ما يسوغها فهي من التكلف في الزينة والتحسين ومجاوزة الحد في ذلك وهو ما نهينا عنه: (خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا).
 

أسامة أمير الحمصي

:: مطـًـلع ::
إنضم
20 مارس 2010
المشاركات
103
التخصص
هندسة
المدينة
حمص
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: حوار الشهر: تغيير خلق الله وجراحة التجميل: رؤية جديدة

وما أنا متردد فيه هو تفرق الأسنان هل هو مستملحٌ هذه الأيام أم لا، وهل ثمة من يتفلجن هذه الأيام للحسن كمن يزججن حواجبهن لذلك أم لا؟
أما العرب قديما فلا شك كانوا يستملحون تفرق الأسنان (فلج الأسنان) وقد كثر في أشعارهم ذكر الدَّعَج والزَّجَج والفَلَج، الدعج في العيون اتساعها وشدة سواد سوادها ونقاء بياضها، والزجج في الحاجبين: دقتهما وطولهما، والفلج في الأسنان: تفرقها غير الفاحش.
سألت قريبتي و هي طبيبة أسنان عن الأمر, فقالت أن كثيراً من النساء يفرقن بين اسنانهن او يقاربن بين اسنانهن تجملاً في عيادتها,اما بحف السن او باضافة كسوة للسن او بالتقويم,,
 
أعلى