العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

حوار الشهر: تغيير خلق الله وجراحة التجميل: رؤية جديدة

د. أيمن علي صالح

:: متخصص ::
إنضم
13 فبراير 2010
المشاركات
1,023
الكنية
أبو علي
التخصص
الفقه وأصوله
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
الشافعي - بشكل عام
ملاحظة : هذا الموضوع قيد البحث والنقاش، وستنشر خلاصته ونتائجه بعد الانتهاء. (الفريق العلمي)


تغيير خلق الله وجراحة التجميل: رؤية جديدة



د. أيمن صالح



21-3-2011م


ملاحظة هامة: هذا بحث سريع بقصد المذاكرة والتباحث مع أهل العلم وطلابه، وليس هو فتوى أو قولا محققا.


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله ومن والاه، وبعد:
فالسائد بين الفقهاء المعاصرين هو تحريم ما لم تدع إليه الحاجة من "جراحة التجميل". وذلك بناء على أن جراحة التجميل من "تغيير خلق الله" وهو لا يجوز إلا استثناء لعلاج أو لإزالة عيب يتسبب في ضرر مادي أو معنوي جسيم.
وضابط التغيير المحرم الذي يُستنبط من مجموع النصوص الواردة في هذا الشأن هو، كما قاله د. صالح الفوزان: "إحداث تغيير دائم في خِلْقةٍ معهودة"
ثم قال موضِّحا:
((وفيما يلي بيان أبرز قيود هذا الضابط :
"تغيير": هذا التغيير إما أن يكون بإضافة كالحقن التجميلي والترقيع ونحوهما، وإما أن يكون بإزالة بعض أنسجة الجسم كشفط الدهون، وإما أن يكون بتعديل مظهر بعض الأعضاء بتكبيرها أو تصغيرها أو شدّها.
"دائم": المراد أن أثره يمكث مدّة طويلةً كالأشهر أوالسنوات، ولا يلزم أن يدوم مدى الحياة، وهذا قيد يخرج التغيير المؤقَّت الذي لا يدوم أثره أكثر من عدّة أيام.
"خِلْقةٍ معهودةٍ": أي الخِلْقة المعتادة التي جرت السنة الكونية بمثلها، فالمعتاد مثلاً في كبار السن وجود التجاعيد في وجوههم، أما الصغار فإن وجودها بشكل مشوَّه يُعد خِلْقةً غير معتادة ولا معهودة، وتقييد التغيير بحدوثه في الخلقة (العضو) يعني أن التغيير يظهر على العضو، وليس بإضافة شيء خارجي إليه.
وهذا القيد (خِلْقة معهودة) يتناول التغيير لعدّة دوافع :
1ـ تغيير الخلقة المعهودة لطلب زيادة الحسن كالوشم والنمص والتفليج وما يُلحق بها من الجراحات التجميلية التي تُجرى لخِلقة معتادة في عرف أوساط الناس. وهذا أشهر دوافع التغيير المحرم للخِلْقة كما سيتبين في الأبواب القادمة.
2ـ تغييرها للتعذيب كفقء الأعين وقطع الآذان ونحو ذلك.
3ـ تغييرها للتنكّر والفرار من الجهات الأمنية.
ويخرج بهذا القيد تغيير الخِلْقة غير المعهودة كما في علاج الأمراض والإصابات والتشوّهات والعيوب الخَلْقية أو الطارئة التي ينشأ عنها ضرر حسي أو نفسي، كما أنه لا يتناول التغيير المأذون فيه شرعاً كالختان وإقامة العقوبات الشرعية)) انتهى من هنا.
ومن الشرح يظهر لنا أن الفوزان لا يقصد بالتغيير الدائمِ المؤبَّدَ، وكذا لا يُدْرِجُ فيه ما ورد النص بالإذن به كالحدود والوسم ونحوها؛ لذلك يمكننا تعديل الضابط ليكون أكثر دقة وإفصاحا عن مراده بالقول ضابط التغيير المحرم على رأي الفوزان هو:
"إحداث تغيير طويل البقاء نسبيا على خلقة معهودة لزيادة الحسن أو لغرض غير مشروع"
فهل يستقيم هذا الضابط على السَّبْر؟
يَرِدُ على هذا الضابط اعترضان أساسان:
أحدهما : على قيد "طول البقاء"، فقد رأى الشيخ تحريم ما يدوم أشهر وسنوات دون ما يبقى أياما. وهذا غريب؛ إذِ النمص الذي ورد النص بحرمته لا يدوم أشهر. والحناء وصبغ الشعر الذي ورد النص بجوازه قد يدوم أشهر. ووصل الشعر، وهو محرم بالنص، قد يدوم أشهر كثيرة. وبناء على هذا المعيار قد يباح نفخ الشفاه المؤقَّت، ويحرم تركيب الأسنان وتقويمها بقصد التجميل لأنه يدوم طويلا.
والثاني : على قيد "الخلقة غير المعهودة"، فبناء عليه أجاز الشيخ إزالة العيوب والتشوهات الخلقية أو الطارئة بسبب المرض والحرق ونحوه. وهذا يصتدم مباشرة مع تحريم وصل الشعر، إذ الوارد أنه في امرأة عروس مرضت فتمعط شعرها، وهو يدل على عدم الإذن حتى في حالة العيب طارئ. وبناء عليه لم ير الشيخ جواز تغيير العيوب التي تنشأ عن كبر السن وعن الولادات المتكررة لأنها معتادة.
وإذا كان هذا الضابط كذلك فهل هناك ضوابط أخرى مقترحة أو يمكن اقتراحها؟
هناك ضابط يمكن استنباطه من اجتهادات الطبري في هذه المسألة وهو:
"الأصل أن كل تغيير للخلقة لغرض التجميل محرم إلا ما ورد الشرع باستثنائه".
وبناء عليه يحرم على المرأة عند الطبري: "تغيير شي مِنْ خَلْقِهَا الَّذِي خَلَقَهَا اللَّهُ عَلَيْهِ بِزِيَادَةٍ أَوْ نُقْصَانٍ، الْتِمَاسَ الْحُسْنِ لِزَوْجٍ أَوْ غَيْرِهِ، سَوَاءً فَلَجَتْ أَسْنَانَهَا أَوْ وَشَرَتْهَا، أَوْ كَانَ لَهَا سِنٌّ زَائِدَةٌ فَأَزَالَتْهَا أَوْ أَسْنَانٌ طِوَالٌ فَقَطَعَتْ أَطْرَافَهَا. وَكَذَا لَا يَجُوزُ لَهَا حَلْقُ لِحْيَةٍ أَوْ شَارِبٍ أَوْ عَنْفَقَةٍ إِنْ نَبَتَتْ لَهَا، لِأَنَّ كُلَّ ذَلِكَ تَغْيِيرُ خَلْقِ اللَّهِ. قَالَ عِيَاضٌ: وَيَأْتِي عَلَى مَا ذَكَرَهُ أَنَّ مَنْ خُلِقَ بِأُصْبُعٍ زَائِدَةٍ أَوْ عُضْوٍ زَائِدٍ لَا يَجُوزُ لَهُ قَطْعُهُ وَلَا نَزْعُهُ، لِأَنَّهُ مِنْ تَغْيِيرِ خَلْقِ اللَّهِ تَعَالَى، إِلَّا أَنْ تَكُونَ هَذِهِ الزَّوَائِدُ تُؤْلِمُهُ فَلَا بَأْسَ بِنَزْعِهَا عند أبي جعفر وغيره" أهـ من القرطبي
وأما على رأي الفقهاء الذين استثنوا نمص اللحية والشارب ونحو ذلك من التحريم، فيصلح لهم الضابط الآتي:
"الأصل أن كل تغيير للخلقة لغرض التجميل محرم إلا ما لم يكن معهودا"
وهذا نوع استثناء من عموم الأحاديث الناهية عن النمص والوشر والفلج والوصل والوشم، ولا دليل عليه إلا بالقول: إن ما أبيح هنا هو من قبيل النادر الشاذ الذي لا يستبعد استثناؤه من عموم الأدلة الناهية بضربٍ من الاستحسان كالحاجة والحرج وربما بما دون ذلك.
ولكن يرد على هذا الاستثناء حديث تحريم الوصل، فقد كان في وضع نادر طارئ غير معهود (عروس صغيرة السن تمعط شعرها نتيجة المرض)، ومع هذا فلم يأذن به النبي صلى الله عليه وسلم. واستثناء صورة سبب الورود من العموم لا يجوز لأنه يشملها قطعا كما هو مقرر في الأصول.

ومسألة التجميل لا شك مهمة جدا لعموم البلوى بها لا سيما في هذا الزمن، وفي الوقت نفسه هي مشكلة جدا، ولذلك كثرت أقوال الفقهاء فيها وخلافاتهم، وما من ضابط يذكر وعلة تورد إلا ويرد عليهما من المسائل والنصوص ما ينقضهما. قال القرطبي بعد أن أورد طرفا من أحاديث النمص والوشر والفلج والوشم:
"وَاخْتُلِفَ فِي الْمَعْنَى الَّذِي نُهِيَ لِأَجْلِهَا، فَقِيلَ: لِأَنَّهَا مِنْ بَابِ التَّدْلِيسِ. وَقِيلَ: مِنْ بَابِ تَغْيِيرِ خَلْقِ اللَّهِ تَعَالَى، كَمَا قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ، وَهُوَ أَصَحُّ، وَهُوَ يَتَضَمَّنُ الْمَعْنَى الْأَوَّلَ. ثُمَّ قِيلَ: هَذَا الْمَنْهِيُّ عَنْهُ إِنَّمَا هُوَ فِيمَا يَكُونُ بَاقِيًا، لِأَنَّهُ مِنْ بَابِ تَغْيِيرِ خَلْقِ اللَّهِ تَعَالَى، فَأَمَّا مالا يَكُونُ بَاقِيًا كَالْكُحْلِ وَالتَّزَيُّنِ بِهِ لِلنِّسَاءِ فَقَدْ أَجَازَ الْعُلَمَاءُ ذَلِكَ مَالِكٌ وَغَيْرُهُ"

وما أراه هنا: هو أن تغيير خلق الله تعالى لا يحرم لمجرَّد أنه تغيير، وإنما يحرم منه:



  1. ما يترتب عليه اعتقادٌ شركي لقوله تعالى:( ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام) وهي البحيرة التي كانوا يقطعون أذنها ويحرمونها إذا جاءت بخمسة أبطن وكان الخامس ذكرا تقربا إلى أوثانهم،
  2. أو كان فيه ضرر لعموم الأدلة المحرمة للضرر،
  3. أو تشويه لنهيه، صلى الله عليه وسلم، عن المثلة،
  4. أو دخل في حدِّ الإسراف، لعموم الأدلة المحرمة للسرف،
  5. أو قصد به الوصول إلى غرض محرم، كتجمل المرأة لغير زوجها وذلك لأن الأعمال بالنيات والأمور بمقاصدها.
وما خلا هذه الأمور من تغيير لخلق الله تعالى في الجماد أو النبات أو الحيوان أو الإنسان يجري على أصل الإباحة.
وأما قوله تعالى: من قول الشيطان (ولآمرنهم فليغيرن خلق الله)، وهو أقوى الأدلة في تحريم تغيير الخلق عموما، فليس المقصود به ما قد يتبادر إلى الذهن من تغيير الخلق الظاهر بل ـ وكما هو رأي جمهور المفسرين ـ المقصود هو تغيير الفطرة الحنفيية التي خلق الله الناس عليها إلى الشرك والكفر وعبادة غير الله تعالى. ويكون معنى هذه الآية كمعنى قوله تعالى: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) وكما في حديث أَبَي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، وَيُنَصِّرَانِهِ، أَوْ يُمَجِّسَانِهِ، كَمَا تُنْتَجُ البَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ، هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ» ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ}، رواه البخاري. وكما في حديث عياض بن حمار رضي الله عنه:"َإِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ، وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ، وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانًا، [وفي رواية عند النسائي وغيره وأمرتهم أن يغيرو خلقي] وَإِنَّ اللهَ نَظَرَ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ، فَمَقَتَهُمْ عَرَبَهُمْ وَعَجَمَهُمْ، إِلَّا بَقَايَا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ..." رواه مسلم.
وأما التعليل بتغيير الخِلْقة، كما في حديث علقمة عن ابن مسعود: «لَعَنَ اللَّهُ الوَاشِمَاتِ وَالمُوتَشِمَاتِ، وَالمُتَنَمِّصَاتِ وَالمُتَفَلِّجَاتِ، لِلْحُسْنِ المُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ» فَبَلَغَ ذَلِكَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي أَسَدٍ يُقَالُ لَهَا أُمُّ يَعْقُوبَ، فَجَاءَتْ فَقَالَتْ: إِنَّهُ بَلَغَنِي عَنْكَ أَنَّكَ لَعَنْتَ كَيْتَ وَكَيْتَ، فَقَالَ: وَمَا لِي أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَنْ هُوَ فِي كِتَابِ اللَّهِ، فَقَالَتْ: لَقَدْ قَرَأْتُ مَا بَيْنَ اللَّوْحَيْنِ، فَمَا وَجَدْتُ فِيهِ مَا تَقُولُ، قَالَ: لَئِنْ كُنْتِ قَرَأْتِيهِ لَقَدْ وَجَدْتِيهِ، أَمَا قَرَأْتِ: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} ؟ قَالَتْ: بَلَى، قَالَ: فَإِنَّهُ قَدْ نَهَى عَنْهُ، قَالَتْ: فَإِنِّي أَرَى أَهْلَكَ يَفْعَلُونَهُ، قَالَ: فَاذْهَبِي فَانْظُرِي، فَذَهَبَتْ فَنَظَرَتْ، فَلَمْ تَرَ مِنْ حَاجَتِهَا شَيْئًا، فَقَالَ: لَوْ كَانَتْ كَذَلِكَ مَا جَامَعْتُهَا. متفق عليه، فهو مشكِلٌ حقَّا، والذي يظهر لي أنه من تعليل ابن مسعود رضي الله عنه، اجتهاداً منه؛ لأنه ليس في رواية الحديث ما يدل صراحة على رفع جميع ألفاظ الحديث إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، بل المتيقن رفعه هو اللعن فحسب. ويؤيد ذلك أن الثابت عن النبي، صلى الله عليه وسلم، عن غير صحابي هو اللعن أو النهي مجردا دون التعليل بالتغيير أو غيره، بل حتى في بعض روايات الحديث التي صرح فيها ابن مسعود برفع الحديث إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، لم يذكر فيها التعليل بالتغيير، كما في رواية أحمد بسند حسنه ابن حجر وقال الأرناؤوط: إسناده قوي، عن مسروق: أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ، فَقَالَتْ: أُنْبِئْتُ أَنَّكَ تَنْهَى عَنِ الْوَاصِلَةِ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَتْ: أَشَيْءٌ تَجِدُهُ فِي كِتَابِ اللهِ، أَمْ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: أَجِدُهُ فِي كِتَابِ اللهِ، وَعَنْ رَسُولِ اللهِ، فَقَالَتْ: وَاللهِ لَقَدْ تَصَفَّحْتُ مَا بَيْنَ دَفَّتَيِ الْمُصْحَفِ، فَمَا وَجَدْتُ فِيهِ الَّذِي تَقُولُ قَالَ: فَهَلْ وَجَدْتِ فِيهِ: {مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} ، قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَى عَنْ النَّامِصَةِ وَالْوَاشِرَةِ وَالْوَاصِلَةِ وَالْوَاشِمَةِ إِلَّا مِنْ دَاءٍ "، قَالَتِ الْمَرْأَةُ: فَلَعَلَّهُ فِي بَعْضِ نِسَائِكَ؟ قَالَ لَهَا: ادْخُلِي، فَدَخَلَتْ ثُمَّ خَرَجَتْ، فَقَالَتْ: مَا رَأَيْتُ بَأْسًا، قَالَ: مَا حَفِظْتُ إِذًا وَصِيَّةَ الْعَبْدِ الصَّالِحِ: {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ}. ومن فوائد هذه الرواية أنها وردت بلفظ النهي وهو أخف من اللعن الوارد في رواية علقمة، كما أنه لا يشتمل على ذكر علة تغيير خلق الله تعالى كما في رواية علقمة، ثم فيه التصريح بالجزء المرفوع من الرواية الأخرى وهو لا يشتمل على ذكر التغيير.

فإن قيل: إذا أبطلتَ علة "تغيير الخلق" في النهي عن النمص والوشر والوصل والوشم، فما هي علة التحريم إذن؟
فالجواب قال الشيخ الطاهر بن عاشور رحمه الله تعالى في تفسيره بعد أن ذكر شيئا من أصناف التغيير المحرم: "وَلَيْسَ مِنْ تَغْيِيرِ خَلْقِ اللَّهِ التَّصَرُّفُ فِي الْمَخْلُوقَاتِ بِمَا أَذِنَ اللَّهُ فِيهِ وَلَا مَا يَدْخُلُ فِي مَعْنَى الْحُسْنِ فَإِنَّ الْخِتَانَ مِنْ تَغْيِيرِ خَلْقِ اللَّهِ وَلَكِنَّهُ لِفَوَائِدَ صِحِّيَّةٍ، وَكَذَلِكَ حَلْقُ الشَّعْرِ لِفَائِدَةِ، دَفْعِ بَعْضِ الْأَضْرَارِ، وَتَقْلِيمُ الْأَظْفَارِ لِفَائِدَةِ تَيْسِيرِ الْعَمَلِ بِالْأَيْدِي، وَكَذَلِكَ ثَقْبُ الْآذَانِ لِلنِّسَاءِ لِوَضْعِ الْأَقْرَاطِ وَالتَّزَيُّنِ، وَأَمَّا مَا وَرَدَ فِي السُّنَّةِ مِنْ لَعْنِ الْوَاصِلَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ فَمِمَّا أَشْكَلَ تَأْوِيلُهُ. وَأَحْسَبُ تَأْوِيلَهُ أَنَّ الْغَرَضَ مِنْهُ النَّهْيُ عَنْ سِمَاتٍ كَانَتْ تُعَدُّ مِنْ سِمَاتِ الْعَوَاهِرِ فِي ذَلِكَ الْعَهْدِ، أَوْ مِنْ سِمَاتِ الْمُشْرِكَاتِ، وَإِلَّا فَلَوْ فَرَضْنَا هَذِهِ مَنْهِيًّا عَنْهَا لَمَا بَلَغَ النَّهْيُ إِلَى حَدِّ لَعْنِ فَاعِلَاتِ ذَلِكَ. وَمِلَاكُ الْأَمْرِ أَنَّ تَغْيِيرَخَلْقِ اللَّهِ إنّما يكون إِنَّمَا إِذَا كَانَ فِيهِ حَظٌّ مِنْ طَاعَةِ الشَّيْطَانِ، بِأَنْ يُجْعَلَ عَلَامَةً لِنِحْلَةٍ شَيْطَانِيَّةٍ، كَمَا هُوَ سِيَاقُ الْآيَةِ وَاتِّصَالُ الْحَدِيثِ بِهَا. وَقَدْ أَوْضَحْنَا ذَلِكَ فِي كِتَابِي الْمُسَمَّى: النَّظَرُ الْفَسِيحُ عَلَى مُشْكِلِ الْجَامِعِ الصَّحِيحِ" .
والأصح من هذا في نظري أنه ليس شرطا أن تنتظم الأفعالَ الأربعة جميعَها علِّةٌ واحدة، فنقول: النمص والوصل حُرِّم للتدليس على الناظرين، ومنهم الخُطَّاب والخاطِبات، وعليه فيحرم ذلك على غير ذات الزوج إلا أن تكون من القواعد، ويحل للمتزوجة بإذن زوجها كما هو رأي بعض الفقهاء. وأما التفليج والوشر فيحتمل التدليس كما قال النووي (لأن الفلج من سمات صغار السن)، ويحتمل الضرر لأن نحت السن يأكل طبقته التاجية فيجعله عرضة للتسوس والخراب السريع، وأما الوشم فلارتباطه بعادات شركية، أو لأضراره الكثيرة لا سيما في العصور القديمة (انظر هنا).
فإذا تقرر ما سبق فإن ما أراه ضابطا موجزا للتغيير المحرم هو:
"كل تغيير كان فيه شرك أو ضرر أو تشويهٌ أو تدليس أو إسراف أو قصدٌ محرم"
وفي ضوء هذا الضابط، يحرم على غير المزوجة أن تفعل فعلا تجميليا تدليسيا، بأن تخفي عيبا يظهر لزوجها المحتمل فيما بعد، ويدخل في هذا النمص والوصل ونحوه مما لا يتميز لدى الناظر كونه طبيعيا أو اصطناعيا، وكذا يحرم الصبغ بالسواد لنفس العلة، وكذا عدسات العيون الملونة التي يظنها الرائي طبيعية، ويجوز التجمل بما يظهر للناظر كونه إضافة غير أصلية كأحمر الشفاه والاكتحال ونحو ذلك.
وفي ضوء هذا الضابط تجوز الهندسة الوراثية (تغيير للخلق على المستوى الجيني) للنبات والحيوان والإنسان بشرط تيقن عدم وجود ضرر منها كما ذهب إليه المجمع الفقهي
وفي ضوء ذلك لا يحرم على العزباء والمتزوجة كليهما إصلاح عيب بالجراحة التجميلية إصلاحا دائما (كإزالة شامة أو بقعة داكنة في وجهها أو جسدها، أو عمل تقويم لأسنانها)، لأن الإزالة الدائمة لا تتضمن تدليسا وتغريرا.
وفي ضوء ذلك قد يفتى بإباحة عمليات التجميل التي تجريها المرأة لإزالة التجاعيد من الوجه الناتجة عن كبر السن إذا كان ذلك بإذن الزوج، قياسا على النمص والوصل بإذن الزوج كما قال به بعض الفقهاء.


أؤكد مرة أخرى أن هذا النظر السريع في المسألة إنما أردت به المذاكرة وليس هو من قبيل الفتوى بل بغرض التباحث مع أهل العلم
بانتظار تعليقاتكم
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

أسامة أمير الحمصي

:: مطـًـلع ::
إنضم
20 مارس 2010
المشاركات
103
التخصص
هندسة
المدينة
حمص
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: حوار الشهر: تغيير خلق الله وجراحة التجميل: رؤية جديدة

من ترقق حواجبها تعتبر وجود الحواجب عيب, و لذا تسمي هذه العملية تنظيف,,, و تستنكر على من لم تفعل ذلك,,,
 

أسامة أمير الحمصي

:: مطـًـلع ::
إنضم
20 مارس 2010
المشاركات
103
التخصص
هندسة
المدينة
حمص
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: حوار الشهر: تغيير خلق الله وجراحة التجميل: رؤية جديدة

اقتراح لمشروع القرار:
كل تغيير لا يتميز أهو من الخلقة الاصلية ام لا فيه شرك أو ضرر أو تشويهٌ أو تدليس أو إسراف أو قصدٌ محرم أو اقترن بوصف الخلقة الاصلية بأنها معيبة فهو محرم
وفي ضوء هذا الضابط،

يحرم على المرأة أن تفعل فعلا تجميليا تدليسيا يظهرها في سن اضغر من سنها او يُخفي عيبا يظهر فيما بعد، ويدخل في هذا النمص والوصل الصبغ السواد و العدسات الملونة ونحوه مما لا يتميز لدى الناظر كونه طبيعيا أو اصطناعيا،
ويجوز التجمل بما يظهر للناظر كونه إضافة غير أصلية كأحمر الشفاه والاكتحال ونحو ذلك.
وفي ضوء هذا الضابط تجوز الهندسة الوراثية (تغيير للخلق على المستوى الجيني) للنبات والحيوان والإنسان بشرط تيقن عدم وجود ضرر منها كما ذهب إليه المجمع الفقهي
وفي ضوء ذلك لا يحرم على العزباء والمتزوجة كليهما إصلاح عيب بالجراحة التجميلية إصلاحا دائما (كإزالة شامة أو بقعة داكنة في وجهها أو جسدها، أو عمل تقويم لأسنانها)، لأن الإزالة الدائمة لا تتضمن تدليسا وتغريرا.
الأفعال التغييرية إزاء النصوص ثلاثة أضرب:
فالنمص يحرم لما فيه من التدليس على الناظر

والوصل لما فيه من التدليس على الناظر
والوشم يحرم لما فيه من الضرر
والتفليج يحرم لما فيه من التدليس على الناظر
والتمثيل ووسم الحيوان في الوجه يحرم لما فيه من الضرر
والصبغ بالسواد يحرم لما فيه من التدليس
الختان يجب لوجود السبب و انتفاء المانع,

ونتف الإبط يجب لوجود السبب و انتفاء المانع
وحلق العانة يجب لوجود السبب و انتفاء المانع
وقص الشارب يجب لوجود السبب و انتفاء المانع
وحلق الشعر يجوز لعدم المانع
خضاب الشعر والأيدي يجوز الا أن يكون في ذلك تدليس,,
وثقب الآذان يجوز لعدم المانع
ووسم الحيوان في غير الوجه يجوز لوجود السبب و انتفاء المانع،
الزينة بالكحل والتعطر وتصفيف الشعر وقصه يجوز لكونهاتغيوتغيير الخلق للعلاج والمداواة ( دفع الألم أو الأذى الحسي أو تحسين وظيفة العضو).
الضرب الثالث: أفعال لم يتطرق إليها النص: منها نتف شعر الساقين واليدين للمرأة، إزالة شعر اللحية والشارب للمرأة، ثقب الأنف أو غيره للأقراط، الرموش الاصطناعية، العدسات، طلاء الأظافر، الشعر الاصطناعي من غير وصل، زراعة الشعر، زراعة الأسنان وتركيبها، وتقويمها (تقويم الأسنان يختلف عن الوشر اختلافا جوهريا)، تبيض الأسنان، لحم الشفة الأرنبية المشقوقة، بتر الإصبع الزائدة، عمليات التجميل البنائية، كتعويض الجلد المحروق وعمليات التجميل التحسينية وهي أنواع كثيرة جدا وبعضها يستلزم الحقن بمواد صناعية وبعضها الآخر يستلزم الجراحة والتخدير، وبعضها يكون ظاهريا فقط دون جراحة أو حقن كعمليات تقشير البشرة السطحية.
 

أسامة أمير الحمصي

:: مطـًـلع ::
إنضم
20 مارس 2010
المشاركات
103
التخصص
هندسة
المدينة
حمص
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: حوار الشهر: تغيير خلق الله وجراحة التجميل: رؤية جديدة

اقتراح للقرار الختامي:
كل تغيير خلقة معهودة فيه شرك أو ضرر (خاصة ما كان من اضافة متصلة غير معتادة او ازالة لشيء منا للجسم مما هو معتاد وجوده, فمثل هذا مظنة للضرر) أو تشويهٌ أو تدليس ( بعدم تميز العمر بسببه ,او لكونه تغيراً مؤقتاً لا يتميز) أو إسراف (بترك ما هو اولى منه, و المبالغة فيما يمكن الاقتصاد فيه) أو تشبه (بفسقة او كفرة) او شهرة او قصد محرم (و أما ما سبق فلا يشترط فيه القصد) أو اقترن بوصف الخلقة الاصلية بأنها معيبة (باستنكار ابقاء الخلقة الاصلية) فهو محرم
وفي ضوء هذا الضابط، يحرم على المرأة أن تفعل فعلا تجميليا تدليسيا يظهرها في سن اضغر من سنها او يُخفي عيبا يظهر فيما بعد، ويدخل في هذا النمص والوصل الصبغ السواد و العدسات الملونة ونحوه مما لا يتميز لدى الناظر كونه طبيعيا أو اصطناعيا،
ويجوز التجمل بما يظهر للناظر كونه إضافة غير أصلية كأحمر الشفاه والاكتحال ونحو ذلك.
وفي ضوء هذا الضابط تجوز الهندسة الوراثية (تغيير للخلق على المستوى الجيني) للنبات والحيوان والإنسان بشرط تيقن عدم وجود ضرر منها كما ذهب إليه المجمع الفقهي
وفي ضوء ذلك لا يحرم على العزباء والمتزوجة كليهما إصلاح عيب بالجراحة التجميلية إصلاحا دائما (كإزالة شامة أو بقعة داكنة في وجهها أو جسدها، أو عمل تقويم لأسنانها)، لأن الإزالة الدائمة لا تتضمن تدليسا وتغريرا الا ان يكون ذلك يمس التدليس في العمر.
فالنمص يحرم لما فيه من التدليس على الناظر
والوصل لما فيه من التدليس على الناظر
والوشم يحرم لما فيه من الضرر
والتفليج يحرم لما فيه من تدليس العمر على الناظر (سواء كان بالتقويم او بالوشر)
والتمثيل ووسم الحيوان في الوجه يحرم لما فيه من الضرر
والصبغ بالسواد يحرم لما فيه من التدليس
و من التغيرات التي لا تتعارض مع الضابط الختان , ونتف الإبط ,وحلق العانة ,وقص الشارب, وحلق الشعر , وخضاب الشعر والأيدي , وثقب الآذان, ووسم الحيوان في غير الوجه , الزينة بالكحل والتعطر وتصفيف الشعر وقصه يجوز لكونها تغيراً متميزاً , و نتف شعر الساقين واليدين للمرأة , إزالة شعر اللحية والشارب للمرأة, ثقب الأنف أو غيره للأقراط، و طلاء الأظافر
وتغيير الخلق للعلاج والمداواة ينطبق عليها الضابط, فليس كل وسيلة للعلاج و مداواة جائزة,

و تحرم الرموش الاصطناعية لعدم التميز و التدليس, و العدسات,
الشعر الاصطناعي من غير وصل لا يجوز لأجل عدم التميز و التدليس
زراعة الشعر جائزة, زراعة الأسنان وتركيبها جائزة
وتقويمها يجوز الا ان يكون في ذلك تفليج
و الوشر يحرم للضرر
و تبيض الأسنان جائز , و يجوز لحم الشفة الأرنبية المشقوقة،
و يجوز بتر الإصبع الزائدة
و يحرم ازالة التجاعيد الطبيعية,
و تحرم العمليات التجميلة التي لا يُراد منها الا التشبه بالفسقة,
وكل عمليات التجميل البنائية، وعمليات التجميل التحسينية ينظر في كل حالة بالضابط المذكور,,, فما كان فيه تشبه بالفاسقات و الكفرة فيمنع, و ما كان فيه ازالة او اضافة لشيء من الجسم مما يسبب ضراراً فيُمنع , و ما يُعد تدليساً للعمر او تغيراً لخلقة بشكل لا يتميز لزمن مؤقت فيمنع, و ما كان مخالفاً للاعراف و شهرة فيمنع,,,
 
إنضم
22 يونيو 2008
المشاركات
1,566
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
أبوظبي
المذهب الفقهي
الحنبلي ابتداءا
رد: حوار الشهر: تغيير خلق الله وجراحة التجميل: رؤية جديدة

بعض التعليقات -باختصار- على ما سبق:
كون التفليج مظنة صغر سن المرأة انتهى -في نظري- بوجود شهادات الميلاد في زماننا ! فلا يخطب رجل امرأة إلا بإثبات تلك الوثائق :)
تعليل تحريم التغيير الحسي بـعلة "تغيير خلق الله" يرد عليه سؤال: ما الحكمة من تحريم تغيير خلق الله إذن ؟
وذلك أن النصوص الواردة في النمص والوشم ووو ... هي أمثلة على تغيير خلق الله (كما يقرره القائلون به) ،، فتعليق تحريم النمص -مثلا- بتغيير خلق الله أشبه بتعليق تحريم النمص بالنمص (يعني ظاهرية) وإلا فما معنى ذلك ؟؟
تعليل تحريم التغيير الحسي بأمور أخرى (الضرر-التدليس ...) معلوم الحكمة ،، فكله يعود لحفظ النفس وحقوق الآخرين وغير ذلك ،،،ينبغي التفرقة بين تغيير أصل خلقة الله (ما كان مصاحبا الولادة) وبين تغيير أمر طارئ بعد ذلك (وقد أشارت أم طارق إلى هذا ) ،،، والسبب أن ما كان من أصل الخلقة فهو من الله ،، وما طرأ بعد ذلك فهو من كسب الإنسان ،،
التفرقة بين التغيير الدائم والمؤقت ،، أو التفرقة بين التغيير إلى أصل معهود أو غير معهود ،،، يحتاج إلى مستند منطقي واضح لأسباب كثيرة:
أغلب التغييرات صارت مؤقتة في زماننا، بل حتى التي يقال عنها الدائمة يمكن استبدالها بغيرها وجعلها جزءا من الجسم (حقيقية) ،،
الأصل المعهود من غيره لا يضبط في بعض الأمور مثل النمص ،،
أن تلك التفرقة تعود بالمسألة إلى أمرين: قضية التدليس، وقضية المثلة ،،، فصار النص عندهم مخصصا بهذا، فعادوا إلى ما نازعوا فيه ،، أليس كذلك ؟
في لفظ حديث معاوية في الصحيحين قوله: "إن النبي صلى الله عليه وسلم سمى الوصل زورا" إشارة قوية إلى تعليق معنى التحريم به ،، فإذا ثبت ذلك في الوصل ،، كان له أثر في بقية الأمور (وخصوصا في حديث المتمعطة الذي طال الكلام حوله) ،،،
البعض لم يحرر معنى التدليس بوضوح ،، ومعناه -في نظري- هو إخفاء عيب موجود ،، وليس إزالة للعيب من أساسه ،،،
الموضوع لم يستوف جميع أركانه بعد ،، فنحن بحاجة إلى التالي:
استيفاء أقوال المفسرين (وخصوصا الصحابة) حول الآيتين الواردتين في الموضوع، وتحرير الأقوال في ذلك ،،
تخريج مستقصى لأحاديث التغييرات الحسية المنهي عنها (وخصوصا حديث ابن مسعود) لبيان الألفاظ الصحيحة الثابتة، ومن ثم ترجيح الوقف أو الرفع ،،،
استيفاء أقوال الفقهاء في تعليل التغييرات الحسية المنهي عنها، والصور التي أجازوها منها وغير ذلك ،،،
البحث عن توصيف دقيق -إن أمكن- لهذه التغييرات الحسية في عرف المجتمع العربي من خلال أشعار العرب أو تواريخ تلك الحقبة وما أشبه ذلك ،،،
 

أسامة أمير الحمصي

:: مطـًـلع ::
إنضم
20 مارس 2010
المشاركات
103
التخصص
هندسة
المدينة
حمص
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: حوار الشهر: تغيير خلق الله وجراحة التجميل: رؤية جديدة

بالنسبة للتفريق بين التغير المؤقت و الدائم, فالدائم هو ما لا يزول وحده, و المؤقت هو ما يزول وحده,,,
بالنسبة لتدليس العمر, فالفعل يُسمى تدليساً حتى ولو لم تنوي ذلك و حتى لو كان بالامكان الوصول الى عمرها,,, و الرجل و المرأة يحبان ان يظهرا بأصغر من سنهما ولا علاقة لهذا الامر بالخطبة,,, و الوثائق في سوريا تزور :), و لذا فالتفلج مثله مثل صبغ الشعر بالسواد,,, لا علاقة للنهي بهل ينوي الخطبة ام لا,
 
إنضم
22 يونيو 2008
المشاركات
1,566
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
أبوظبي
المذهب الفقهي
الحنبلي ابتداءا
رد: حوار الشهر: تغيير خلق الله وجراحة التجميل: رؤية جديدة

بالنسبة للتفريق بين التغير المؤقت و الدائم, فالدائم هو ما لا يزول وحده, و المؤقت هو ما يزول وحده,,,
بالنسبة لتدليس العمر, فالفعل يُسمى تدليساً حتى ولو لم تنوي ذلك و حتى لو كان بالامكان الوصول الى عمرها,,, و الرجل و المرأة يحبان ان يظهرا بأصغر من سنهما ولا علاقة لهذا الامر بالخطبة,,, و الوثائق في سوريا تزور :), و لذا فالتفلج مثله مثل صبغ الشعر بالسواد,,, لا علاقة للنهي بهل ينوي الخطبة ام لا,
لم أطلب تعريفا للتغيير الدائم أو المؤقت ،، إنما طلبت مستندا صحيحا لذلك ،، وأظن الفرق الواضح ،،، يعني بحسب تعريفك: لماذا فارقت بين الذي يزول لوحده والذي لا يزول لوحده ؟؟ هذا هو السؤال ،،
التدليس مرتبط بالغير فلا يحرم لذاته ،، بل إنه أصلا إنما يفعل للغير ،، والحكمة من تحريمه حفظ حقوق الناس ،، ولا حرج إن فعل المرء فعلا يظهره بأصغر من سنه بشرط ألا يترتب على هذا تغرير بأحد ،،
 

أسامة أمير الحمصي

:: مطـًـلع ::
إنضم
20 مارس 2010
المشاركات
103
التخصص
هندسة
المدينة
حمص
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: حوار الشهر: تغيير خلق الله وجراحة التجميل: رؤية جديدة

لم أطلب تعريفا للتغيير الدائم أو المؤقت ،، إنما طلبت مستندا صحيحا لذلك ،، وأظن الفرق الواضح ،،، يعني بحسب تعريفك: لماذا فارقت بين الذي يزول لوحده والذي لا يزول لوحده ؟؟ هذا هو السؤال ،،
صل ع الرسول,,, انت القائل:
أغلب التغييرات صارت ماؤقتة في زماننا، بل حتى التي يقال عنها الدائمة يمكن استبدالها بغيرها وجعلها جزءا من الجسم (حقيقية) ،،
فكان ذكري للفرق بين الامرين رداً على هذه النقطة,,, فلا علاقة بامكانية الاستبدال بالديمومة من عدمها,,, وبس,,,
و اما المستند فهو في كون التغير المؤقت غير المميز ملازم للتدليس,,,
التدليس مرتبط بالغير فلا يحرم لذاته ،،
طيب؟
بل إنه أصلا إنما يفعل للغير ،،
التدليس أخو الكذب, فهو مذموم دائماً حتى لو تم بلا قصد ,,,,
والحكمة من تحريمه حفظ حقوق الناس ،،
طيب
ولا حرج إن فعل المرء فعلا يظهره بأصغر من سنه بشرط ألا يترتب على هذا تغرير بأحد ،،
والنهي عن صبغ الشعر بالسواد؟
و النهي عن وصل الشعر؟
أما كان بامكان النبي صلى الله عليه وسلم أن يوجهها الى وصل الشعر مشروطاً باخبار الزوج؟
أنت حالياً تقول: كل فعل يُعد من مظاهر التدليس في العمر يجوز بشرط ابراز شهادة الميلاد لبيان العمر! أما كان بامكان النبي صلى الله عليه وسلم ان يقول: التفلج حلال بشرط الاخبار عن العمر الحقيقي!
اظن هذه الحلول ايسر على النبي من لعن الفاعل!
 
إنضم
22 يونيو 2008
المشاركات
1,566
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
أبوظبي
المذهب الفقهي
الحنبلي ابتداءا
رد: حوار الشهر: تغيير خلق الله وجراحة التجميل: رؤية جديدة

صل ع الرسول,,,
اللهم صل على نبي الرحمة وشفيع الأمة، وسلم تسليما كثيرا، وعلى آله أجمعين ،،
اما المستند فهو في كون التغير المؤقت غير المميز ملازم للتدليس,,,
أحسنت ،، هذا هو المستند الذي سألتُ عنه ،، وكنت أريد الإجابة ممن يجعل العلة في التحريم "تغيير خلق الله" فإذا أعادها للتدليس فسيكون هو المعتمد لا غير ،،
التدليس أخو الكذب, فهو مذموم دائماً حتى لو تم بلا قصد ,,,,
لم أتكلم عن القصد مطلقا ،، إنما قلت: "مرتبط بالغير" ،، يعني يا أخي لو واحد كذب على نفسه ،، هل يؤثم ؟!!! الكذب يحرم لغيره لذا أبيح إذا كان إصلاحا ونحو ذلك ،، ومثله التدليس ،،
أما كان بامكان النبي صلى الله عليه وسلم أن يوجهها الى وصل الشعر مشروطاً باخبار الزوج؟
الرسول صلى الله عليه وسلم تكلم عن الحالة التي رآها أمامه -وكانت دون إخبار الزوج- والناس إنما يفعلونه لذلك ،، ولا يليق به أن يبين شيئا متعارفا عليه ،،
أنت حالياً تقول: كل فعل يُعد من مظاهر التدليس في العمر يجوز بشرط ابراز شهادة الميلاد لبيان العمر! أما كان بامكان النبي صلى الله عليه وسلم ان يقول: التفلج حلال بشرط الاخبار عن العمر الحقيقي!
اظن هذه الحلول ايسر على النبي من لعن الفاعل!
بل أقول أن التدليس في العمر يعتمد على الحالة ،، وقد ضربتَ مثالا للصبغ بالسواد: ألا ترى العلماء الذي حرموه، أجازوه في الحرب والجهاد ؟؟ فلماذا كانت هذه المفارقة !!
 
إنضم
22 يونيو 2008
المشاركات
1,566
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
أبوظبي
المذهب الفقهي
الحنبلي ابتداءا
رد: حوار الشهر: تغيير خلق الله وجراحة التجميل: رؤية جديدة

حلقة النقاش الإلكترونية الأولى: تغييــر خلــق اللـه ضوابطه وتطبيقاته المعاصرة
http://www.islamfeqh.com/News/NewsItem.aspx?NewsItemID=1454
جار الاستفادة منه ،،،
 
إنضم
22 يونيو 2008
المشاركات
1,566
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
أبوظبي
المذهب الفقهي
الحنبلي ابتداءا
رد: حوار الشهر: تغيير خلق الله وجراحة التجميل: رؤية جديدة

بعد قراءة جميع المشاركات أرى أننا إلى الآن لم نطرق حقيقة الخلاف ،،،
فبعيدا عن النصوص الواردة في خصوص الموضوع (مؤقتا)، والخلاف في رفعها أو وقفها، وفي تفسيرها، وفي العلة من التحريم أو عدمه، هذه بعض التأملات والتساؤلات التي تحتاج إلى تحرير:
• التغييرات الحسية لابد من ارتباطها بأحد أمرين:
o إما سبب دافع.
o أو أمر مصاحب.
• من المتفق عليه أنها إذا صاحبها أمرا منهيا عنه صارت حراما [مثل: الإسراف- الضرر-التشبه بالكفار- التشبه بالجنس الآخر-التنجس-التعذيب].
• ومن المتفق عليه أيضا أنها إذا كانت لسبب محرم أو غير معتبر شرعا كانت حراما [مثل: الاعتقاد الشركي أو البدعي-التدليس أو التغرير المشتمل على ضياع حق].
فتنحصر صورة الخلاف في التغيير الحسي بهدف التجمل، دون سبب محرم أو أمر مصاحب منهي عنه.
حقيقة النزاع: هل التغيير الحسي مرتبط بأمر محرم، ملازم له لا ينفك عنه ؟
• وذلك أن الحكمة من النهي عن تغيير خلق الله -إن رجحنا كونه حسيا- هي اشتماله على معنى الاستدراك على فعل الله أي الصورة التي خلقها، بمعنى أنه فيه شيء من الاعتراض على خلقة الله أو التسخط وعدم الرضا بقسمته.
فالسؤال الآن: هل يتصور المبيحون خلو ذهن الفاعل من هذا الاعتقاد ؟ وكيف يكون ذلك ؟
 
إنضم
22 يونيو 2008
المشاركات
1,566
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
أبوظبي
المذهب الفقهي
الحنبلي ابتداءا
رد: حوار الشهر: تغيير خلق الله وجراحة التجميل: رؤية جديدة

من درر ابن تيمية:
"تغيير ما خلق الله عليه عباده من الدين تغيير لخلقه والخصاء وقطع الأذن أيضا تغيير لخلقه
ولهذا شبه النبي صلى الله عليه و سلم أحدهما بالآخر في قوله : [ كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء ؟ ]"
درء تعارض العقل والنقل (4/ 286)

 
إنضم
22 يونيو 2008
المشاركات
1,566
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
أبوظبي
المذهب الفقهي
الحنبلي ابتداءا
رد: حوار الشهر: تغيير خلق الله وجراحة التجميل: رؤية جديدة

إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان (1/ 107)
جمع عليه الصلاة و السلام بين الأمرين : تغيير الفطرة بالتهويد والتنصير وتغيير الخلقة بالجدع وهما الأمران اللذان أخبر إبليس أنه لابد أن يغيرهما فغير فطرة الله بالكفر وهو تغيير الخلقة التي خلقوا عليها وغير الصورة بالجدع والبتك فغير الفطرة إلى الشرك والخلقة إلى البتك والقطع فهذا تغيير خلقة الروح وهذا تغيير خلقة الصورة
 

د. أيمن علي صالح

:: متخصص ::
إنضم
13 فبراير 2010
المشاركات
1,023
الكنية
أبو علي
التخصص
الفقه وأصوله
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
الشافعي - بشكل عام
رد: حوار الشهر: تغيير خلق الله وجراحة التجميل: رؤية جديدة

• فتنحصر صورة الخلاف في التغيير الحسي بهدف التجمل، دون سبب محرم أو أمر مصاحب منهي عنه. • حقيقة النزاع: هل التغيير الحسي مرتبط بأمر محرم، ملازم له لا ينفك عنه ؟ • وذلك أن الحكمة من النهي عن تغيير خلق الله -إن رجحنا كونه حسيا- هي اشتماله على معنى الاستدراك على فعل الله أي الصورة التي خلقها، بمعنى أنه فيه شيء من الاعتراض على خلقة الله أو التسخط وعدم الرضا بقسمته. فالسؤال الآن: هل يتصور المبيحون خلو ذهن الفاعل من هذا الاعتقاد ؟ وكيف يكون ذلك ؟

لا أعتقد أن الأمر له علاقة بالاعتقاد بحد ذاته، إذ لو كان كذلك لكان كل تغيير محرما، فالصبغ تغيير (غَيِّروا هذا بشيء)، وثقب الأذن تغيير، وحلق الشعر وقصه تغيير...الخ، هذا في الإنسان، وفي الحيوان الجمهور على إباحة الخصاء، والوسم في غير الوجه جائز وكذا تقليد الشعائر، وكل هذا تغيير لخلق الله، وهو يستبطن بالضرورة "عدم الرضا التام بالصورة التي خلق الله الأشياء عليها". ثم إن التغيير للعلاج ولتحسين أداء العضو ولإزالة العيوب سواء أكانت وراثية أو مكتسبة كله من تغيير خلق الله، لأن الله تعالى هو خالق العيب وخالق المرض وخالق الحادث.
وهذا كله يدلنا على أن التغيير ليس محرما في حد ذاته، وإنما لمفسدة تلزم عنه وإنها قد تنفك عنه أحيانا، أو قد يوجد من المصلحة ما يغمر هذه المفسدة ويرجح عليها حتى مع فرض بقائها.
مأخذ المسألة في نظري، أن هناك أفعالا مباحة من التغيير باتفاق وهناك أفعال محرمة باتفاق،
فالفعل التجميلي، محل البحث، هل يلحق بما حرم أم بما أبيح
وهذا وارد حتى مع التسليم بعموم الآية في التغييرين المعنوي والحسي على مبدأ جواز تخصيص العموم بالقياس
 
إنضم
22 يونيو 2008
المشاركات
1,566
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
أبوظبي
المذهب الفقهي
الحنبلي ابتداءا
رد: حوار الشهر: تغيير خلق الله وجراحة التجميل: رؤية جديدة


لا أعتقد أن الأمر له علاقة بالاعتقاد بحد ذاته، إذ لو كان كذلك لكان كل تغيير محرما، فالصبغ تغيير (غَيِّروا هذا بشيء)، وثقب الأذن تغيير، وحلق الشعر وقصه تغيير...الخ، هذا في الإنسان، وفي الحيوان الجمهور على إباحة الخصاء، والوسم في غير الوجه جائز وكذا تقليد الشعائر، وكل هذا تغيير لخلق الله، وهو يستبطن بالضرورة "عدم الرضا التام بالصورة التي خلق الله الأشياء عليها". ثم إن التغيير للعلاج ولتحسين أداء العضو ولإزالة العيوب سواء أكانت وراثية أو مكتسبة كله من تغيير خلق الله، لأن الله تعالى هو خالق العيب وخالق المرض وخالق الحادث.
وهذا كله يدلنا على أن التغيير ليس محرما في حد ذاته، وإنما لمفسدة تلزم عنه وإنها قد تنفك عنه أحيانا، أو قد يوجد من المصلحة ما يغمر هذه المفسدة ويرجح عليها حتى مع فرض بقائها.
مأخذ المسألة في نظري، أن هناك أفعالا مباحة من التغيير باتفاق وهناك أفعال محرمة باتفاق،
فالفعل التجميلي، محل البحث، هل يلحق بما حرم أم بما أبيح
وهذا وارد حتى مع التسليم بعموم الآية في التغييرين المعنوي والحسي على مبدأ جواز تخصيص العموم بالقياس
إن لم يكن الاعتقاد هو مبنى التحريم عند المحرمين، فما هو إذن ؟
أما الرد عليهم فيكون كما ذكرتم، من اشتمال التغييرات المباحة على نفس المعنى العقدي -إن صح التسليم به-
ولابد لهم من ربطه بالمأخذ العقدي، أو يقفون على ظاهره دون معرفة معناه (يعني سيكونون ظاهرية) ،،
بل ولو كان التغيير الحسي هو المقصود في الآية أو الحديث، فلأنه وافق طاعة أو حظا للشيطان فيحرم من هذا الجانب، لا من جانب كونه تغييرا فقط ،،،
ثم إن الأصل في التجميل الإباحة -إن لم يكن الاستحباب- لقوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله جميل يحب الجمال" ،،
وهذه هي الخلاصة:
بعد قراءة جميع المشاركات أرى أننا إلى الآن لم نطرق حقيقة الخلاف ،،،
فبعيدا عن النصوص الواردة في خصوص الموضوع (مؤقتا)، والخلاف في رفعها أو وقفها، وفي تفسيرها، وفي العلة من التحريم أو عدمه، هذه بعض التأملات والتساؤلات التي تحتاج إلى تحرير:
• التغييرات الحسية لابد من ارتباطها بأحد أمرين:
o إما سبب دافع.
o أو أمر مصاحب.
• من المتفق عليه أنها إذا صاحبها أمرا منهيا عنه صارت حراما [مثل: الإسراف- الضرر-التشبه بالكفار- التشبه بالجنس الآخر-التنجس-التعذيب].
• ومن المتفق عليه أيضا أنها إذا كانت لسبب محرم أو غير معتبر شرعا كانت حراما [مثل: الاعتقاد الشركي أو البدعي-التدليس أو التغرير المشتمل على ضياع حق].
• فتنحصر صورة الخلاف في التغيير الحسي بهدف التجمل، دون سبب محرم أو أمر مصاحب منهي عنه.
• حقيقة النزاع: هل التغيير الحسي مرتبط بأمر محرم، ملازم له لا ينفك عنه ؟
• وذلك أن الحكمة من النهي عن تغيير خلق الله -إن رجحنا كونه حسيا- هي اشتماله على معنى الاستدراك على فعل الله أي الصورة التي خلقها، بمعنى أنه فيه شيء من الاعتراض على خلقة الله أو التسخط وعدم الرضا بقسمته.
فالسؤال الآن: هل يتصور المبيحون خلو ذهن الفاعل من هذا الاعتقاد ؟ وكيف يكون ذلك ؟
 

الزهراء

:: مطـًـلع ::
إنضم
4 يوليو 2010
المشاركات
143
الإقامة
الرياض
الجنس
أنثى
الكنية
أم عبدالرحمن
التخصص
فقه
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
من أهل السنة والجماعة
رد: حوار الشهر: تغيير خلق الله وجراحة التجميل: رؤية جديدة

استفسار:
هل يزداد كبر الأسنان كلما تقدمت المرأة في العمر ؟ أي هل هناك حجم لأسنان امرأة في العشرين ،وحجم للثلاثينية .....وهلم جرا
وهل إذا فلجت أربعينية أسنانها بقدر أسنان العشرينية تبدو كأنها امرأة في العشرين ؟ ألا توجد علامات أخرى في الهيئة غير الأسنان تظهر العمر ؟
وهل علة تحريم التفليج هو التدليس في السن فقط ؟
 
إنضم
22 يونيو 2008
المشاركات
1,566
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
أبوظبي
المذهب الفقهي
الحنبلي ابتداءا
رد: حوار الشهر: تغيير خلق الله وجراحة التجميل: رؤية جديدة

مما يؤيد التفصيل المذكور أعلاه التأمل التالي:
أمر الشيطان أتباعه بتبتيك آذان الأنعام كان تحقيقا لعقيدة فاسدة وشرعة باطلة لم يحكمها إلا الهوى ،،، وكذا أمره بتغيير خلق الله فليس له إلا حالتين:
أن يكون حسيا فيكون شبيها بتبتيك آذان الأنعام ،، يعني لابد من احتوائه على أمر عقدي ،،،
وإما أن يكون معنويا فيكون معناه تغيير الدين أو الفطرة ،،
 
إنضم
22 يونيو 2008
المشاركات
1,566
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
أبوظبي
المذهب الفقهي
الحنبلي ابتداءا
رد: حوار الشهر: تغيير خلق الله وجراحة التجميل: رؤية جديدة

استفسار:
هل يزداد كبر الأسنان كلما تقدمت المرأة في العمر ؟ أي هل هناك حجم لأسنان امرأة في العشرين ،وحجم للثلاثينية .....وهلم جرا
وهل إذا فلجت أربعينية أسنانها بقدر أسنان العشرينية تبدو كأنها امرأة في العشرين ؟ ألا توجد علامات أخرى في الهيئة غير الأسنان تظهر العمر ؟
وهل علة تحريم التفليج هو التدليس في السن فقط ؟
التفليج فيه ضرر ،، لأنه قديما كان عن طريق وشر السن ،،،
ما أعرفه أن التفليج معيار جمال أيضا ،،
 
إنضم
22 يونيو 2008
المشاركات
1,566
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
أبوظبي
المذهب الفقهي
الحنبلي ابتداءا
رد: حوار الشهر: تغيير خلق الله وجراحة التجميل: رؤية جديدة

للتأمل: جميع التغييرات الحسية المنهي عنها كانت تقع في الرأس أو الوجه:
النمص: نتف شعر الوجه أو الجبين أو الحاجب ،،
الوشر أو التفليج: في الأسنان ،،
الوصل: في الشعر ،،
الوشم: في الوجه -كما ذكره بعض رواة الحديث - مع أنه قد يقع في غيره ،،

هل يستفاد من هذا شيئا ما ؟
هل يشبه هذا النهي عن وسم الحيوان في وجهه ؟
هل يشبه النهي عن ضرب الوجه ؟
 

الزهراء

:: مطـًـلع ::
إنضم
4 يوليو 2010
المشاركات
143
الإقامة
الرياض
الجنس
أنثى
الكنية
أم عبدالرحمن
التخصص
فقه
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
من أهل السنة والجماعة
رد: حوار الشهر: تغيير خلق الله وجراحة التجميل: رؤية جديدة

التفليج فيه ضرر ،، لأنه قديما كان عن طريق وشر السن ،،، ما أعرفه أن التفليج معيار جمال أيضا ،،
وهل التفليج اليوم فيه ضرر ؟؟
التفليج معيار جمال !!!! جميع الإعلانات الدعائية لما يخص الأسنان هي لإسنان متراصة
السؤال هو : ماهو السن المعتبر الذي كان الفقهاء يخشون بالتفليج التدليس فيه ؟ بالتأكيد هو السن الذي تكون فيه الأسنان صغيرة الحجم أصلاً
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,490
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: حوار الشهر: تغيير خلق الله وجراحة التجميل: رؤية جديدة

للتأمل: جميع التغييرات الحسية المنهي عنها كانت تقع في الرأس أو الوجه:

وهل كان في زمن التنزيل تغييرات غير هذه المذكورة فأبيحت؟ (إذا استثنينا سنن الفطرة والناظر إليها يجدها للنظافة قبل كل شيء)
 
أعلى