العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

السرقات العلمية .. ظاهرة العصر

د.محمود محمود النجيري

:: مشرف سابق ::
إنضم
19 مارس 2008
المشاركات
1,171
الكنية
أبو مازن
التخصص
الفقه الإسلامي
المدينة
مصر
المذهب الفقهي
الحنبلي
السرقات العلمية .. ظاهرة العصر

بقلم الكاتب: عصام تليمة


انتشرت في الآونة الأخيرة عدة ظواهر غير صحية في مجال البحث العلمي، والمجال الدعوي الإسلامي، ومن هذه الظواهر ظاهرة السرقات العلمية بأشكالها وألوانها كافة، والعجيب في الأمر أن هذه الظاهرة استفحلت واستشرت في البلاد العربية الإسلامية، في مقابل أننا نرى الغرب في بحوثه ودراساته يحرص الدارس كل الحرص على إبراز المراجع، ويدون في مراجعه المقابلات الشخصية والوثائق، وتجد في كتب بعض الغربيين في مقدمة الدراسة شكرا خاصا لكل من ساهم، وليس شكرا عاما، بل يذكر كل من ساهم ولو بكلمة، وأحيانا تجد في المقدمة الشكر لعاملة الآلة الكاتبة التي طبعت له البحث، على الرغم من أن التي كتبت على الآلة الكاتبة أو على جهاز الحاسوب (الكمبيوتر) لم تقم بعمل فكري، إنما هو عمل عضلي محض، ليس فيه إعمال فكر ولا إبداع، وقد تقاضت أجرا على ما بذلت، ولكنه خلق الشكر لكل من أسدى له خدمة ساهمت في خروج بحثه.

وكم أكبر عالما كالشيخ عبدالفتاح أبي غدة رحمه الله، الذي عزا حديثا بالخطأ إلى الإمام مسلم، وقلده في ذلك الشيخ عبدالوهاب عبداللطيف في تحقيقه لتدريب الراوي، حتى عبر الشيخ أبو غدة عن ذلك قائلا: وهذا من تقليد الساهي للساهي!! ودله أحد طلبة العلم على خطئه في عزو الحديث للإمام مسلم، وأنه في غير صحيح مسلم، ولم يكن الشيخ أبو غدة يعرف طالب العلم، ولم تسعفه ذاكرته في تذكره، فكتب يعترف في تحقيقه لأحد الكتب تصويب هذا الطالب له، هاتفا بطالب العلم أن يتعرف إليه، حتى يشير إلى نسبة الفضل له في التصويب.


صور للسرقات العلمية


وللسرقات العلمية صور مختلفة، كلها تصب في خانة واحدة، هي خانة اللصوصية العلمية، مهما كان المبرر مقبولا أو غير مقبول.
1- النقل بدون عزو إلى القائل.
2- الاقتباس الكامل للفكرة دون الإشارة إلى صاحبها.
3- النقل الكامل دون عزو.
4- الكتابة الكاملة وشراء ما يُكتب: وهذه حالة استشرت عند أصحاب الثراء في عالمنا العربي والإسلامي، أو أصحاب النفوذ والمناصب العلمية، وقد يكون مقابل ما يكتب ماديا، أو معنويا، بالترغيب أو الترهيب، وكلاهما وسيلة من وسائل سرقة الجهود العلمية.

أسباب انتشارها

1- غياب الوازع الديني: فبلا ضمير حي يقظ، يجعل صاحبه يتذكر وقوفه بين يدي الله عز وجل يحدث ما يحدث، ويأتي الخلل الخلقي، الذي يؤدي بصاحبه إلى سرقة جهود الآخرين.
2- العجز والتكاسل العلمي.
3- حب التنافس في كثرة المؤلفات.
4- عدم وجود رادع دنيوي.
5- إحساس السارق بأنه لن يكشفه أحد بحكم موقعه ونفوذه.
6- التناقض الشديد في السلوك: فهناك من الكتاب من تأتمنه على أموال الدنيا، ولا تستطيع أن تأتمنه على معلومة لك، أو فكرة انقدحت في ذهنك، وتخشى من البوح بها أمامه، وهذا من أكبر الدلالة على التناقض في السلوك، فهو أمين في الجانب المادي، غير مؤتمن على الجانب العلمي.


آثار هذه الظاهرة


1- تصيب الباحثين بالسلبية واليأس والإحباط.
2- تقضي على ملكة البحث العلمي النزيه وتجعل الباحث لا يبالي من أين أتى بالمعلومة، ولا مصدرها، وتنشئ عقليات هشة علميا، متهرئة فكريا، ويكون نتاجها أن تكون الأمة فراغا من كل عقلية بحثية.
3- تقتل موهبة الإبداع والتنافس، فمن ملك المال فقد ملك العلم أيضا، وإن كان بالشراء والبيع، مما يزهد الباحثين النابهين في التفوق والتنافس والإبداع.
4- تجعل المجتمع يستمرئ السرقة ويتعود عليها.


حكمها الشرعي


هي بلا شك محرمة حرمة يقينية، وهي في الحقيقة جريمة دينية، وخلقية، كما أنها تجمع بين عدة جرائم معا، فهي:
1- سرقة: وإن كانت سرقة من نوع آخر، غير سرقة المال، إلا أنها أخطر، إذ المال يعوض، أما الفكرة التي سرقت، فقد صارت في حوزة لصها وسارقها بلا عودة لصاحبها.
2- نسبة ما ليس له إلى نفسه: كما أنها تنسب فضلا ليس له فيه أدنى دور أو حق.
3- استغلال حاجة طلبة العلم.
4- خداع الناس والقراء: كما أن هذه الجريمة تجمع إليها جريمة خداع الناس وإيهامهم أن هذا الكاتب رجل مبرز، وكاتب همام.


واجبنا نحو هذه الظاهرة


1- واجب شرعي: ويكون ببيان موقف الشرع من أمثال هؤلاء، وأن نبدأ معهم بالنصح لهم، في سرية تامة، ملتزمين آداب النصيحة، فمن عاد عن غيه، وانتهى عن سرقته، ورد الحقوق لأهلها، وجب علينا الستر عليه، وإلا ففضحه بين الناس بما فعل وارتكب يصير أمرًا شرعيا لا وزر فيه، وهذه هي وظيفة العلماء والمختصين، وكل ذي حس ديني وبصيرة.
2- واجب قانوني: فلابد من السعي لإصدار قانون يحاسب من يمارس السرقة العلمية.
3- واجب شعبي: ويكون بمقاطعة كتابات من يعرف عنهم السرقة العلمية، ويثبت عليهم ذلك، ولفظ كل من بنى كتاباته على السطو العلمي من المجتمع العلمي والشعبي.

منقول من مجلة الوعي الإسلامي (العدد : 532)
 
التعديل الأخير:

طارق موسى محمد

:: متفاعل ::
إنضم
5 أغسطس 2009
المشاركات
411
الإقامة
الاردن
الجنس
ذكر
التخصص
محاسبة
الدولة
الاردن
المدينة
الزرقاء
المذهب الفقهي
الحنفي
رد: السرقات العلمية .. ظاهرة العصر

بارك الله بك لبحث هذا الأمر
 

أم عبد الله

:: متابع ::
إنضم
3 مايو 2009
المشاركات
43
التخصص
لغة
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
ـــــــــ
رد: السرقات العلمية .. ظاهرة العصر

ما رأيك فيمن يطلب من الباحث نسخة إلكترونية من الرسائل العلمية سواء كان ذلك في الماجستير أم الدكتوراة؟
وأود استشارتك هل يمكن أن ترسل نسخ من الرسائل العلمية للزملاء للمساعدة والاستفادة منها؟
وجزيت خيرا
 
إنضم
4 فبراير 2008
المشاركات
157
التخصص
دراسات عربية وإسلامية
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: السرقات العلمية .. ظاهرة العصر

أخي الكريم ما دليل الحرمة
ومن خلال بحثي رأيت كثيرا من العلماء ينقل بعضهم عن بعض دون إشارة ومن أبرز الأمثلة وأصرحا العيني من الحافظ ابن حجر
أنا لا أقول بها لكن لا يظهر لي وجه الحرمة لاسيما في البحث الشرعي الذي يقموم على هضم النفس أصالة وذكرها جوازا وعند أمن فتنة النفس والله أعلم
فيا ليتني جمعت لك نماذج من علماء كبار
ولعل -أقول لعل- الحافظ ابن حجر أو غيره ممن هو في منزلته نفسه صنع بعض هذا
 
إنضم
19 ديسمبر 2007
المشاركات
83
الإقامة
مدينة سيدي بلعباس الجزائر
الجنس
ذكر
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
أصول الفقه المقارن
الدولة
الجزائر
المدينة
بلعباس
المذهب الفقهي
المالكية و الحنابلة
رد: السرقات العلمية .. ظاهرة العصر

1- النقل بدون عزو إلى القائل.

لكن هذا ليس على إطلاقه فقد كان من منهج المتقدمين في التأليف في مواضع من تصانيفهم النقل للكلام بحروفه و ليس سرقة مثل ما صنع الشيخ العلامة صديق حسن خان رحمه الله تعالى على سبيل المثال في كتابه البديع " الحطة في ذكر الصحاح الستة " فقد نقل فصولا من كلام ابن خلدون في مقدمته و لم يعدّ منه سرقة و حاشاه و كذلك ابن أبي العز و قل مثلهما ابن كثير رحمة الله على الجميع و لعل ذلك مرجعه إلى النشاط " كنا إذا نشطنا أسندنا و إذا مللنا ....." و من الخطأ كما قال الشيخ صالح بن عبد الله العصيمي أن نحكم على المتقدمين في تصنيفاتهم بالقواعد المنهجية التي درج عليها الأكاديميون الآن و الله الموفق .
 

مجتهدة

:: متميز ::
إنضم
25 أبريل 2008
المشاركات
931
التخصص
فقه وأصول..
المدينة
000000
المذهب الفقهي
حنبلية على اختيارات الشيخ ابن عثيمين-رحمه الله-.
رد: السرقات العلمية .. ظاهرة العصر

شكراً ياشيخ على هذا النقل الموفق، لكن الا تشعر هذه السرقات (المسروق منه) بجودة ماكتب؟؟ وأن فيما يصنف مطمعاً؟؟

أخي الكريم ما دليل الحرمة
(كل المسلم على المسلم حرام)
 

د.محمود محمود النجيري

:: مشرف سابق ::
إنضم
19 مارس 2008
المشاركات
1,171
الكنية
أبو مازن
التخصص
الفقه الإسلامي
المدينة
مصر
المذهب الفقهي
الحنبلي

علي محمد زينو

:: متابع ::
إنضم
9 نوفمبر 2009
المشاركات
56
التخصص
الحديث الشريف وعلومه
المدينة
دمشق
المذهب الفقهي
شافعي
رد: السرقات العلمية .. ظاهرة العصر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لعل فاعل ذلك يدخل تحت قوله تعالى: {لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [آل عمران: 188].
وتحت قول صلى الله عليه وسلم: «المتشبع بما لم يعطي كلابس ثوبي زور». [متفق عليه].

وإنّ شيوعَ نحوٍ من هذا الصنيع في مصنفات متأخّري العلماء مما يُمضُّ، ولكننا نحسن بهم الظنّ، ونلتمس لهم ألف عذرٍ.
ولكنّه لا يحسن أن يكون من شأن طالب العلم أن يقع ـ وهو يدري أو لا يدري ـ في الكذب الأقرع.
فإن كتب شيئاً قيلَ له ـ بلسان الحال ـ: هذا إبداعُك؟
فكان جوابُه ـ باللسان نفسه ـ: نعم.
وهو ليس كذلك؛ بل وُسعُ غيرٍ استفرَغَهُ صاحبُه فَسَطَا عليه.
حلّاني الله وإياكم بحلية التقوى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 

انبثاق

:: مخضرم ::
إنضم
5 يونيو 2010
المشاركات
1,228
التخصص
الدراسات الإسلامية..
المدينة
بريدة
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: السرقات العلمية .. ظاهرة العصر

د.محمود الفاضل:
أظن الفطر تستقبح مثل هذا.
لكن المشكلة:
ما ضابط هذا؟
هل الضابط هو النقل النصي؟
أم الاستفادة من الفكرة عموما (وهو بهذا المعنى يصيبني بالحرج الشديد،إذ ما أقوله على وجه العموم مستفاد من مجموع أشخاص وكتب،دمجت ما استفدته منهم واستنتجت منه،
ولست أستنكف من نسبة القول لقائله،لكن هذا يطيل الحديث ويجعله ممجوجا!) فما العمل يا دكتور؟
شكرا لكم.
 

د. أيمن علي صالح

:: متخصص ::
إنضم
13 فبراير 2010
المشاركات
1,023
الكنية
أبو علي
التخصص
الفقه وأصوله
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
الشافعي - بشكل عام
رد: السرقات العلمية .. ظاهرة العصر

للسيوطي رسالة الفارق بين المصنف والسارق، أظنها موجودة على الشبكة، لعلها تفيد في هذا المقام.

ومن وجهة نظري ينبغي التفريق بين حكمين مختلفين:
الأول: حكم فعل السرقة العلمية نفسه
والثاني: حكم استياء المسروق منه وتذمره وغضبه على من سرقوا منه.
أما الأول فحكمه التحريم في كل حال ولا مسوغ لذلك بفعل من فعله من القدماء لأنه مصادم لدليل التشبع بما لم يعط، وهو يدخل في الكذب والتلبيس والتدليس والغش وتحريم ذلك ثابت مقرر.
أما الثاني فيختلف حكمه بحسب الفكرة والكتابة المسروقة: إن كانت في أمر دنيوي فللمسروق منه أن يستاء ويتذمر بل ويقاضي السارق، لأن الأفكار مال في هذا الزمان يشرى ويباع. وإن كانت في أمر ديني، يقصد به وجه الله تعالى في الأصل، فلا يجوز الاستياء والتذمر والتقاضي. وهو قادح في الإخلاص لأن المفروض أنك تكتب لنشر العلم الديني في حد ذاته لا لأن تذكر به، فإن غضبت من حيث نسب إلى غيرك دل على شائبة حب الذكر لديك. قال الشافعي: وددت أن ينقل عني هذا العلم ولا ينسب إلي منه شيء.
وهذا لا يعني تسويغ السرقة في العلوم الدينية دون غيرها بل السرقة حرام كما أسلفنا في النقطة الأولى والمبحوث هنا هو حكم آخر يتعلق بالمسروق منه لا بالسارق، والله أعلم.
 
إنضم
4 فبراير 2008
المشاركات
157
التخصص
دراسات عربية وإسلامية
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: السرقات العلمية .. ظاهرة العصر

شكراً ياشيخ على هذا النقل الموفق، لكن الا تشعر هذه السرقات (المسروق منه) بجودة ماكتب؟؟ وأن فيما يصنف مطمعاً؟؟


(كل المسلم على المسلم حرام)
بارك الله فيك كلامك في بدء النظر سليم لكن لو أمعنا النظر في إدخالك السرقة العلمية فيه لتبين لنا عدم صحته، وذلك أن النبي قد بين بالمقصود بحرمة المسلم على المسلم في تكملة الحديث: دمه وعرضه وماله وهذه الثلاثة تنبني على وصف مشترك بينها لا يتوفر في السرقة العلمية وهو "الخصوصية" أما العلم فالأصل في الشيوع لذلك درئ الحد عن سرقة الكتب والمصاحف لمظنة الشيوع
وكما ذكرتُ آنفا أن الأصل في العلم هو إخفاء الذات
((وربما)) يَدعم كلامي: سياقة أحاديث النبي دون عزو أو تخريج هل من غضاضة في ذلك. هل يشترط أن أقول إني نقلتها من كتاب كذا ؟ ((ربما))
لكن لا شك أن ذلك مخالف للأدب والعرف

ومع ذلك أنا اقول بالكراهة الشديدة لظهر بعض المفاسد المناسبة للكراهة وهي التي ذكرتها سيادتك سالفا
والله أعلم
 

د.محمود محمود النجيري

:: مشرف سابق ::
إنضم
19 مارس 2008
المشاركات
1,171
الكنية
أبو مازن
التخصص
الفقه الإسلامي
المدينة
مصر
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: السرقات العلمية .. ظاهرة العصر

د.محمود الفاضل:
أظن الفطر تستقبح مثل هذا.
لكن المشكلة:
ما ضابط هذا؟
هل الضابط هو النقل النصي؟
أم الاستفادة من الفكرة عموما (وهو بهذا المعنى يصيبني بالحرج الشديد،إذ ما أقوله على وجه العموم مستفاد من مجموع أشخاص وكتب،دمجت ما استفدته منهم واستنتجت منه،
ولست أستنكف من نسبة القول لقائله،لكن هذا يطيل الحديث ويجعله ممجوجا!) فما العمل يا دكتور؟
شكرا لكم.
[font=&quot]الضابط[/font][font=&quot]، يختلف قديما عنه حديثا.[/font]
[font=&quot]في[/font][font=&quot] القديم،[/font][font=&quot] درج علماؤنا على النقل، نصا وتلخيصا، من باب نشر العلم، يشيرون إلى المصدر أحيانا، ولا يشيرون في أحيان أخرى. وكان هذا عرفا بينهم[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]وأما في[/font][font=&quot] عصرنا،[/font][font=&quot]عصر الطباعة والرقم، فإن كل ناقل، يجب أن ينسب القول لقائله، ويحدد مصدره[/font][font=&quot]. [/font][font=&quot]فإن نقله نصا، وضعه بين علامتي تنصيص. وإن تصرف فيه بالاختصار وغيره،[/font][font=&quot]أنهاه بحاشية تبين مكانه[/font][font=&quot].[/font][font=&quot]
[/font][font=&quot]فالأمانة العلمية[/font][font=&quot]، هي نسبة الفضل لأهله، والقول لصاحبه، وتمييزه عن جهد الباحث وآرائه الشخصية، وإلا عد متعديا وسارقا[/font][font=&quot].[/font][font=&quot]
[/font][font=&quot]وهناك[/font][font=&quot] طالبة،[/font][font=&quot] رقمت بحثا لي على الكمبيوتر، بفصه ونصه، وقدمته مشروعا لتخرجها، وحين عاتبتها في ذلك، أسمعتني ما يسوء[/font][font=&quot].[/font][font=&quot]
[/font][font=&quot]فهذه سرقة علمية سافرة.[/font]
[font=&quot]وهناك[/font][font=&quot] باحث آخر[/font][font=&quot]،[/font][font=&quot] نقل مقالتين لي منشورتين بمجلة الوعي الإسلامي، من أول كلمة إلى آخر كلمة[/font][font=&quot]. [/font][font=&quot]وأقام عليهما فصلا كاملا من كتابه، ولم يشر لى بكلمة واحدة، ولا لمجلة[/font][font=&quot]الوعي الإسلامي. فهذه خيانة للأمانة.[/font]
[font=&quot]وفي[/font][font=&quot] موضع ثالث[/font][font=&quot]، أخذ صحافي مقالة لى منشورة بمجلة الوعي الإسلامي، وأدرجها بسذاجة عجيبة ضمن تحقيق صحفي. فهذه سرقة واضحة[/font][font=&quot].[/font][font=&quot]
[/font][font=&quot]و[/font][font=&quot]طالب العلم[/font][font=&quot]،[/font][font=&quot] حين يستعين بالمصادر والمراجع، يعزو إليها، ولا يقلل هذا العزو من شأنه،[/font][font=&quot]على ألا يكثر منه، ولا يلجأ إليه إلا لضرورة، ولا ينقل إلا أسطرا معدودة[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]وأما ما يكتبه الطالب بعبارته، بعد هضمه لمراجع كثيرة في الموضوع، فلا حاجة به إلى ذكر مراجعه إلا لهدف خاص، كأن يكون ما انتهى إليه مستنكرا أو مستغربا عند بعض الناس.[/font]
 
التعديل الأخير:

انبثاق

:: مخضرم ::
إنضم
5 يونيو 2010
المشاركات
1,228
التخصص
الدراسات الإسلامية..
المدينة
بريدة
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: السرقات العلمية .. ظاهرة العصر

جزاكم الله خيرالجزاء ورفع قدركم في الدارين.
 

مجتهدة

:: متميز ::
إنضم
25 أبريل 2008
المشاركات
931
التخصص
فقه وأصول..
المدينة
000000
المذهب الفقهي
حنبلية على اختيارات الشيخ ابن عثيمين-رحمه الله-.
رد: السرقات العلمية .. ظاهرة العصر

[font=&quot] [/font][font=&quot]وهناك[/font][font=&quot] طالبة،[/font][font=&quot] رقمت بحثا لي على الكمبيوتر، بفصه ونصه، وقدمته مشروعا لتخرجها، وحين عاتبتها في ذلك، أسمعتني ما يسوء[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]فهذه سرقة علمية سافرة.[/font]
[font=&quot]وهناك[/font][font=&quot] باحث آخر[/font][font=&quot]،[/font][font=&quot] نقل مقالتين لي منشورتين بمجلة الوعي الإسلامي، من أول كلمة إلى آخر كلمة[/font][font=&quot]. [/font][font=&quot]وأقام عليهما فصلا كاملا من كتابه، ولم يشر لى بكلمة واحدة، ولا لمجلة[/font][font=&quot]الوعي الإسلامي. فهذه خيانة للأمانة.[/font]
[font=&quot]وفي[/font][font=&quot] موضع ثالث[/font][font=&quot]، أخذ صحافي مقالة لى منشورة بمجلة الوعي الإسلامي، وأدرجها بسذاجة عجيبة ضمن تحقيق صحفي. فهذه سرقة واضحة[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot].[/font]

النائحة الثكلى ليست كالناحية المستأجرة!
 

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,140
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
رد: السرقات العلمية .. ظاهرة العصر

أما الثاني فيختلف حكمه بحسب الفكرة والكتابة المسروقة: إن كانت في أمر دنيوي فللمسروق منه أن يستاء ويتذمر بل ويقاضي السارق، لأن الأفكار مال في هذا الزمان يشرى ويباع. وإن كانت في أمر ديني، يقصد به وجه الله تعالى في الأصل، فلا يجوز الاستياء والتذمر والتقاضي. وهو قادح في الإخلاص لأن المفروض أنك تكتب لنشر العلم الديني في حد ذاته لا لأن تذكر به، فإن غضبت من حيث نسب إلى غيرك دل على شائبة حب الذكر لديك. قال الشافعي: وددت أن ينقل عني هذا العلم ولا ينسب إلي منه شيء.
وهذا لا يعني تسويغ السرقة في العلوم الدينية دون غيرها بل السرقة حرام كما أسلفنا في النقطة الأولى والمبحوث هنا هو حكم آخر يتعلق بالمسروق منه لا بالسارق، والله أعلم.
حياكم الله يا دكتور أيمن وبارك فيكم.
أشكل علي ما لونته بالأخضر.
فمسألة قصد وجه الله كيف الاطلاع عليها؟ وكيف تكون ضابطاً؟
والأمر الآخر أشكل عليَّ كونكم أستاذ أكاديمي؛ وللصنعة ضوابطها!
- فهل تجيز لأحد أن يتسلط على رسالتك في الماجستير والدكتوراه وأبحاث الترقية بتمامها؛ ليغير اسم مؤلفها من د. أيمن علي صالح إلى د. فلان بن فلان الفلاني؟!
أرجو أن تكون إجابتكم -شيخنا- وفق الرسم المنهجي العلمي الذي سلكته في البحث العلمي، وعليه تربي طلابك.
واستفساري هذا دونته حقيقة لأنه جرَّ عندي إشكالات كبرى.
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
رد: السرقات العلمية .. ظاهرة العصر

- العادة أن السرقة العلمية تثثير حفيظة "المسروق منه"، وهو معنىً جبلي فطر الإنسان عليه، فهو تعدي على "الحق" بإضافته إلى غير صاحبه، وتعدي على "شخصه" بسلبه ما قمصه الله، وإن في رضاه بذلك منقصة شديدة في "غيرته".
- عبارة الشافعي ليست في "السرقة"، وإنما هي في عدم النسبة، بأن يستفيد الناس من علمه من دون أن ينسبوه إليه.
وهي مرحلة - كما يقول صديقي الشيخ عبد الرحمن قائد- من الصفاء النادر، فقد أطلقها وهو يغلب جانب النظر إلى "الثواب الأخروي"، حتى غيَّب فيها "شخصه".
- المراتب الراقية النادرة لا ينبغي أن تكون ناموساً تحدد به القضايا الكبرى، فقضية الإخلاص لا يصلح أن تربط بمقولة لا تعرف لغير الشافعي، وهي تعد من نوادر الزمان، ومن روائع الإمام.
وأخيراً: لا تعارض بوجهٍ من الوجوه بين "الإخلاص" ومراتبه الراقية، وبين المطالبة بالحقوق الشخصية ولو كانت في أدنى مراتبها؛ ومتى تَعَارَض حقُّ الله بحق عباده، وهو الذي كفله لهم؟
 
التعديل الأخير:

منيب العباسي

:: متخصص ::
إنضم
17 يناير 2010
المشاركات
1,204
التخصص
----
المدينة
---
المذهب الفقهي
---
رد: السرقات العلمية .. ظاهرة العصر

وهي مرحلة - كما يقول صديقي الشيخ عبد الرحمن قائد- من الصفاء النادر،
هذه جملة جميلة..تنم بطريق الإيماء على ما نحن فيه من نسبة الشيء لصاحبه مع كون النسبة ها هنا مما يسع فيها عدم التصريح بذكر القائل ..لوضوحه وتقرره بداهة وليس من مبتكرات العقول العزيزة
 

سيدي محمد ولد محمد المصطفى ولد أحمد

:: قيم الملتقى المالكي ::
إنضم
2 أكتوبر 2010
المشاركات
2,243
التخصص
الفقه المقارن
المدينة
كرو
المذهب الفقهي
مالكي
رد: السرقات العلمية .. ظاهرة العصر

جزاكم الله خيرا
أذكر هنا فائدة ذكرها عبدالفتاح أبو غدة في بعض كتبه
قال في شرح النخبة للقارئ حكي أن بعض العلماء صنف كتابا في ثلاثين سنة ثم هذبه أحد تلاميذه ورتبه في ثلاث سنوات فصار أحسن فأراد به الاستحسان من أهل المجلس فعرض عليهم الكتابين فقال له بعض الظرفاء : إنما صنفت أنت هذا الكتاب في ثلاث وثلاثين سنة !
فلولا مصنفه لما بلغته .اهـ
وهذا الأمر يغفل عنه كثير من من يهذبون الكتب أو يعملون عليها عملا فيجمعون بعض المسائل التي لم يذكرها المصنف ويعترضون عليه بقصر الباع مثلا في عدم ذكر بعض الأمور أو عدم تحريرها
وينسون أن الناقد بصير والحي قد يغلب ألف ميت
وأنهم لو لم يجدوا هذه المصنفات لقمة سائغة لما أتوا بطائل
فكان الأحرى بمن هذب كتابا أو عمل عليه جهدا في ناحية معينة
أن يعتبر للمصنف قدم السبق وأنه أعني المحقق أوالمهذب بان على قاعدة قبله وإنما دوره هو تكميل هذا البناء وتطويره لا أن يعتبر أنه هو المجيد في هذا الشيء ولو كان كما قال المعري :
فإني وإن كنت الأخير زمانه == لآت بما لم تستطعه الأوائل
 

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,140
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
رد: السرقات العلمية .. ظاهرة العصر

بارك الله فيك كلامك في بدء النظر سليم لكن لو أمعنا النظر في إدخالك السرقة العلمية فيه لتبين لنا عدم صحته، وذلك أن النبي قد بين بالمقصود بحرمة المسلم على المسلم في تكملة الحديث: دمه وعرضه وماله وهذه الثلاثة تنبني على وصف مشترك بينها لا يتوفر في السرقة العلمية وهو "الخصوصية" أما العلم فالأصل في الشيوع لذلك درئ الحد عن سرقة الكتب والمصاحف لمظنة الشيوع
بارك الله فيك كلامك في بدء النظر سليم لكن لو أمعنت النظر في دخول السرقة العلمية في حرمة مال المسلم؛ لتبين لك صحته؛ إذ يتعلق بالتأليف والنشر اليوم حقوق من جملتها الحقوق المالية!
 

د.محمود محمود النجيري

:: مشرف سابق ::
إنضم
19 مارس 2008
المشاركات
1,171
الكنية
أبو مازن
التخصص
الفقه الإسلامي
المدينة
مصر
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: السرقات العلمية .. ظاهرة العصر

ومن وجهة نظري ينبغي التفريق بين حكمين مختلفين:
الأول: حكم فعل السرقة العلمية نفسه
والثاني: حكم استياء المسروق منه وتذمره وغضبه على من سرقوا منه.
أما الأول فحكمه التحريم في كل حال ولا مسوغ لذلك بفعل من فعله من القدماء لأنه مصادم لدليل التشبع بما لم يعط، وهو يدخل في الكذب والتلبيس والتدليس والغش وتحريم ذلك ثابت مقرر.
أما الثاني فيختلف حكمه بحسب الفكرة والكتابة المسروقة: إن كانت في أمر دنيوي فللمسروق منه أن يستاء ويتذمر بل ويقاضي السارق، لأن الأفكار مال في هذا الزمان يشرى ويباع. وإن كانت في أمر ديني، يقصد به وجه الله تعالى في الأصل، فلا يجوز الاستياء والتذمر والتقاضي. وهو قادح في الإخلاص لأن المفروض أنك تكتب لنشر العلم الديني في حد ذاته لا لأن تذكر به، فإن غضبت من حيث نسب إلى غيرك دل على شائبة حب الذكر لديك. قال الشافعي: وددت أن ينقل عني هذا العلم ولا ينسب إلي منه شيء.
وهذا لا يعني تسويغ السرقة في العلوم الدينية دون غيرها بل السرقة حرام كما أسلفنا في النقطة الأولى والمبحوث هنا هو حكم آخر يتعلق بالمسروق منه لا بالسارق، والله أعلم.
قول الإمام الشافعي، معناه فيما أظن: حبه لأن يؤتي الله الآخرين مثل ما آتاه الله من العلم، وألا يكون هذا العلم قاصرا عليه ومنتسبا له.
وهذا غير التصنيف والمؤلفات، فإن مصنفات الشافعي تنسب إليه. وكذا مصنفات غيره من الأئمة. ولو فتحنا لكل أحد أن يأخذ مصنفا لغيره، فينسبه لنفسه، لكانت الدنيا فوضى، ولصح في العقول نسبة الأبناء إلى غير آبائهم.
وأما الإخلاص، فأضيف إلى جانب ما ذكره المشاركون: أنه لا معنى للتشكيك في إخلاص من يدافع عن مؤسسة علمية تتعرض للسرقة، وخصوصا إن كان منتسبا إليها. فإنه لا يدافع عن نفسه حتى يتهم في دينه. وإنما يدافع عن كيان قائم ومؤسسة لها الشخصية الاعتبارية الممتدة التي لا ترتبط بحياة الأفراد ولا بموتهم.
وإذا كان المرء أمينا على مؤسسة، فمن الخيانة لله ولرسوله أن يضيع حقوقها. نعم. إن له أن يتنازل عن حق نفسه. لا عن حق غيره.
ويزيد الأمر وضوحا أن تكون هذه المؤسسة خيرية عملها لله تعالى: لا مكاسب، ولا مغانم دنيوية.
وإذا كان هذا مقام المسروق منه. فما مقام السارق، إن طولب بالحق؟
 
أعلى