رد: ماهو المنهج الأمثل في ترجمة الأعلام في الهامش؟
الترتيب إنما يجب بين الاسم واللقب فلا يجوز ذكر اللقب قبل الاسم فلا نقول : تقي الدين أحمد بن عبد الحليم بل يجب أن نقول أحمد بن عبد الحليم تقي الدين إلا في حالة واحدة وهي أن يكون اللقب أشهر من الاسم كالمسيح عيسى بن مريم وكالسفاح عبد الله أول خلفاء بني العباس ففي هذه الحالة يجوز التقديم والتأخير ولا يجب الترتيب بينهما . ما ذكر هنا هو قول أكثر النحويين وهو ما ذكره ابن عقيل في شرح ألفية ابن مالك وخالف ابن مالك في المسألة إذ يرى ابن مالك أن اللقب يجب تأخيره مع الاسم ومع الكنية أيضاً
قال صلاح الدين الصفدي في مقدمة كتابه الوافي:
(... إذ قد عرفت العلم والكنية واللقب فسردها يكون على الترتيب:
تقدم اللقب على الكنية، والكنية على العَلَم
ثم النسبة: إلى البلد، ثم إلى الأصل، ثم إلى المذهب في الفروع، ثم إلى المذهب في الاعتقاد.
ثم إلى العِلم، أو الصناعة، أو الخلافة، أو السلطنة، أو الوزارة، أو القضاء، أو الإمرة، أو المشيخة، أو الحج، أو الحرفة، كلها مقدم على الجميع.
فتقول في الخلافة: أمير المؤمنين، الناصر لدين الله، أبو العباس، أحمد، السامري -أن كان ولد بسر من رأي-، البغدادي -فرقا بينه وبين الناصر الأموي، صاحب الأندلس- الشافعي، الأشعري -إن كان يتمذهب في الفروع بفقه الشافعي، ويميل في الاعتقاد إلى أبي الحسن الأشعري-، ثم تقول: القرشي، الهاشمي، العباسي.
وتقول في السلطنة: السلطان، الملك، الظاهر، ركن الدين، أبو الفتح، بيبرس، الصالحي -نسبة إلى أستاذه الملك الصالح-، التركي، الحنفي، البُنْدُقْدَار، أو السلاح دار.
وتقول في الوزراء: الوزير، فلان الدين، أبو كذا، فلان -وتسرد الجميع كما تقدم-، ثم تقول: وزير فلان.
وتقول في القضاة كذلك: القاضي، فلان الدين -وتسرد الباقي كما تقدم-.
وتقول في الأمراء كذلك: الأمير، فلان الدين، وتسرد الباقي إلى أن تجعل الآخر وظيفته التي كان يعرف بها قبل اللمرة مثل: الجاشنكير، أو الساقي، أو غيرهما.
وتقول في أشياخ العلم: العلامة، أو الحافظ، أو المسند -في مَن عُمّر وأكثرَ الرواية-، أو الإمام، أو الشيخ، أو الفقيه، وتسرد الباقي إلى أن تختم الجميع ﺑ: الأصولي، أو النحوي، أو المنطقي.
وتقول في أصحاب الحرف: فلان الدين، وتسرد الجميع إلى أن تقول الحرفة: أما البزاز، أو العطار، أو الخياط.
فإن كان النسب إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه قلت: القرشي التيمي البكري؛ لأن قريشا أعم من أن يكون تيميا، والتيمي أعم من أن يكون من ولد أبي بكر رضي الله عنه.
وإن كان النسب إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه قلت: القرشي العدوى العمري.
وإن كان النسب إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه قلت: القرشي الأموي العثماني.
وإن كان النسب إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه قلت: القرشي الهاشمي العلوي.
وإن كان النسب إلى طلحة رضي الله عنه قلت: القرشي التيمي الطلحي.
وإن كان النسب إلى الزبير رضي الله عنه قلت: القرشي الأسدي الزبيري.
وإن كان النسب إلى سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قلت: القرشي الزهري السعدي.
وإن كان النسب إلى سعيد رضي الله عنه قلت: القرشي العدوي السعيدي، إلا أنه ما نُسِب إليه فيما [أ]علم.
وإن كان النسب إلى عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه قلت: القرشي الزهري العوفي، من ولد عبدالرحمن بن عوف.
وإن كان النسب إلى أبي عبيدة بن الجراح قلت: القرشي من ولد أبي عبيدة، على أنه ما أعقب.
هذا الذي ذكرته ههنا هو القاعدة المعروفة والجادة المسلوكة المألوفة عند أهل العلم وإن جاء في هذا الكتاب –أي كتاب الوافي للصفدي- في بعض التراجم ما يخالف ذلك من تقديم وتأخير فإنما هو سبق من القلم وذهول من الفكر وإنما قررت هذه القاعدة ليرد ما خالف الأصل إليها وبالله التوفيق.
(تنبيه) كلما رفعت في أسماء الآباء والنسب وزدت انتفعت بذلك وحصل لك الفرق فقد حكى أبو الفرج المعافى بن زكريا النهرواني قال حججت في سنة وكنت بمنى أيام التشريق فسمعت مناديا ينادي يا أبا الفرج فقلت لعله يريدني ثم قلت في الناس كثير ممن يكنى أبا الفرج فلم أجبه ثم نادى يا أبا الفرج المعافى فهممت بإجابته ثم قلت قد يكون اسمه المعافى وكنيته أبا الفرج فلم أجبه فنادى يا أبا الفرج المعافى بن زكريا فلم أجبه فنادى يا أبا الفرج المعافى بن زكريا النهرواني فقلت لم يبق شك في مناداته إياي إذ ذكر كنيتي واسمي واسم أبي وبلدي فقلت هأنذا فما تريد فقال لعلك من نهروان الشرق فقلت نعم فقال نحن نريد نهروان الغرب فعجبت من اتفاق ذلك انتهى.