العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

نعمة الفراسة

أم عبد الله السرطاوي

:: نائبة فريق طالبات العلم ::
إنضم
13 يونيو 2010
المشاركات
2,308
التخصص
شريعة/ هندسة
المدينة
***
المذهب الفقهي
الحنبلي
إنضم
8 يونيو 2010
المشاركات
562
التخصص
فقه
المدينة
عمان، ولكني مقيم بالكويت
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: نعمة الفراسة

* قال ابن القيم في كتاب الروح ذاكرا لصور من الفراسة والنظر بعين الله :
كان رسول الله يرى أصحابه في الصلاة وهم خلفه كما يراهم أمامه .
ورأى بيت المقدس عيانا وهو بمكة .
ورأى قصور الشام وأبواب صنعاء ومدائن كسرى وهو بالمدينة يحفر الخندق .
ورأى أمراءه بمؤتة وقد أصيبوا وهو بالمدينة .
ورأى النجاشي بالحبشة لما مات، وهو بالمدينة، فخرج إلى المصلى فصلى عليه .
ورأى عمر سارية بنهاوند من أرض فارس هو وعساكر المسلمين وهم يقاتلون عدوهم فناداه يا سارية الجبل .
ودخل عليه نفر من مذحج فيهم الأشتر النخعي، فصعد فيه البصر وصوبه، وقال أيهم هذا، قالوا : مالك بن الحارث، فقال : ماله قاتله الله، إني لأرى للمسلمين منه يوما عصيبا .
ودخل عمرو بن عبيد على الحسن، فقال : هذا سيد الفتيان إن لم يحدث .
وقيل : أن الشافعي ومحمد بن الحسن جلسا في المسجد الحرام، فدخل رجل، فقال محمد : أتفرس أنه نجار، فقال الشافعي : أتفرس أنه حداد، فسألاه، فقال : كنت حدادا، وأنا اليوم أنجر .
ودخل أبو الحسن البوشنجي والحسن الحداد على أبي القاسم المناوى يعودانه، فاشتريا في طريقهما بنصف درهم تفاحا نسيئة، فلما دخلا عليه قال : ما هذه الظلمة، فخرجا، وقالا : ما علمنا لعل هذا من قبل ثمن التفاح، فأعطيا الثمن ثم عادا إليه، ووقع بصره عليهما، فقال : يمكن الإنسان أن يخرج من الظلمة بهذه السرعة، أخبراني عن شأنكما . فأخبراه بالقصة، فقال : نعم،كان كل واحد منكما يعتمد على صاحبه في إعطاء الثمن، والرجل مستح منكما في التقاضي .
وكان بين زكريا النخشي وبين امرأة سبب قبل توبته، فكان يوما واقفا على رأس أبي عثمان الخيري فتفكر في شأنها، فرفع أبو عثمان إليه رأسه وقال ألا تستحي .
* وكان شاه الكرماني جيد الفراسة لا نخطىء فراسته وكان يقول من غض بصره عن المحارم وأمسك نفسه عن الشهوات وعمر باطنه بدوام المراقبة وظاهرة بإتباع السنة وتعود أكل الحلال، لم تخطىء فراسته . ص 463 .
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,489
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: نعمة الفراسة

ورأى بيت المقدس عيانا وهو بمكة . ورأى قصور الشام وأبواب صنعاء ومدائن كسرى وهو بالمدينة يحفر الخندق . ورأى أمراءه بمؤتة وقد أصيبوا وهو بالمدينة . ورأى النجاشي بالحبشة لما مات، وهو بالمدينة، فخرج إلى المصلى فصلى عليه .

هل هذه فراسة أم معجزات؟؟
 
إنضم
8 يونيو 2010
المشاركات
562
التخصص
فقه
المدينة
عمان، ولكني مقيم بالكويت
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: نعمة الفراسة

هل هذه فراسة أم معجزات؟؟
سأنقل عبارة ابن القيم بالضبط ، فإنه ـ بعدما ذكر حديث "ما تقرب إلي عبدي بمثل ما افترضتُ عليه" .. الحديث ـ قال : فأخبر سبحانه أن تقرب عبده منه يفيد محبته له، فإذا أحبه قرب من سمعه وبصره ويده ورجله، فسمع به، وأبصر به، وبطش به، ومشى به، فصار قلبه كالمرآة الصافية تبدو فيها صور الحقائق على ما هي عليه، فلا تكاد تخطئ له فراسة، فإن العبد إذا أبصر بالله، أبصر الأمر على ما هو عليه، فإذا سمع بالله سمعه على ما هو عليه، وليس هذا من علم الغيب ، بل علام الغيوب قذف الحق في قلب قريب منه، مستبشر بنوره، غير مشغول بنقوش الأباطيل والخيالات والوساوس التي تمنعه من حصول صور الحقائق فيه .
وإذا غلب على القلب النور ، فاض على الأركان، وبادر من القلب إلى العين، فكشف بعين بصره بحسب ذلك النور،
وكان رسول الله يرى أصحابه في الصلاة وهم خلفه كما يراهم أمامه .
ورأى بيت المقدس عيانا وهو بمكة .
.... إلخ . هذا كلام ابن القيم ، فالله أعلم .
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,489
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: نعمة الفراسة

أخي الكريم:
بارك الله فيكم أعلم أن هذا من كلام ابن القيم وليس من كلامكم
ولكن أليس هذا يدعم مزاعم الصوفية من أن الشيخ قد يعلم عن تلميذه أمورا غيبية بفراسته
أليس هذا الكلام وأمثاله هو ما يجعل المريد - كما يسمونه- يصدق ما يقوله أستاذه أو شيخه حتى لو ادعى علم الغيب لأن عنده فراسة
أظن - وإن كنت لم أبحث في الموضوع ولست على اطلاع واسع فيه - بأن فرقاً بين الفراسة وما حدث لعمر بن الخطاب عندما نادى سارية
وفرق بين الفراسة ووصف الرسول عليه السلام للمسجد الأقصى أو رؤيته لقصور كسرى....
والله تعالى أعلم
 

أم عبد الله السرطاوي

:: نائبة فريق طالبات العلم ::
إنضم
13 يونيو 2010
المشاركات
2,308
التخصص
شريعة/ هندسة
المدينة
***
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: نعمة الفراسة

بأن فرقاً بين الفراسة وما حدث لعمر بن الخطاب عندما نادى سارية وفرق بين الفراسة ووصف الرسول عليه السلام للمسجد الأقصى أو رؤيته لقصور كسرى.... والله تعالى أعلم


قال شيخ الإسلام في كتابه الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان: "وَإِنْ كَانَ الرَّجُلُ خَبِيرًا بِحَقَائِقِ الْإِيمَانِ الْبَاطِنَةِ فَارِقًا بَيْنَ الْأَحْوَالِ الرَّحْمَانِيَّةِ وَالْأَحْوَالِ الشَّيْطَانِيَّةِ فَيَكُونُ قَدْ قَذَفَ اللَّهُ فِي قَلْبِهِ مِنْ نُورِهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (28) سورة الحديد، وَقَالَ تَعَالَى : {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} (52) سورة الشورى، فَهَذَا مِنْ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ جَاءَ فِيهِمْ الْحَدِيثُ الَّذِي رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : «اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ »
----
حقق الكتاب الشيخ علي بن نايف الشحود -وفقه الله - وعلّق على هذا الحديث فذكر معنى الفراسة وما يشملها فقال - في الحاشية - :
"سنن الترمذى (3419 ) والمعجم الكبير للطبراني (7369 ) ومسند الشاميين(2042) وغيرهم من طرق حسن لغيره
وفي تحفة الأحوذي - (ج 7 / ص 456)
( اِتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ ) الْفِرَاسَةُ بِالْكَسْرِ ، اِسْمٌ مِنْ قَوْلِك : تَفَرَّسْت فِي فُلَانٍ الْخَيْرَ ، وَهِيَ عَلَى نَوْعَيْنِ ، أَحَدُهُمَا : مَا يَدُلُّ عَلَيْهِ ظَاهِرُ الْحَدِيثِ ، وَهُوَ مَا يُوقِعُهُ اللَّهُ فِي قُلُوبِ أَوْلِيَائِهِ فَيَعْلَمُونَ بِذَلِكَ أَحْوَالَ النَّاسِ بِنَوْعٍ مِنْ الْكَرَامَاتِ وَإِصَابَةِ الْحَدْسِ وَالنَّظَرِ وَالظَّنِّ وَالتَّثَبُّتِ . وَالنَّوْعُ الثَّانِي : مَا يَحْصُلُ بِدَلَائِلِ التَّجَارِبِ وَالْخُلُقِ وَالْأَخْلَاقِ تُعْرَفُ بِذَلِكَ أَحْوَالُ النَّاسِ أَيْضًا . وَلِلنَّاسِ فِي عِلْمِ الْفِرَاسَةِ تَصَانِيفُ قَدِيمَةٌ وَحَدِيثَةٌ ، كَذَا فِي النِّهَايَةِ وَالْخَازِنِ . وَقَالَ الْمَنَاوِيُّ : اِتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ ، أَيْ اِطِّلَاعَهُ عَلَى مَا فِي الضَّمَائِرِ بِسَوَاطِعِ أَنْوَارٍ أَشْرَقَتْ عَلَى قَلْبِهِ ، فَتَجَلَّتْ لَهُ بِهَا الْحَقَائِقُ .
( فَإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ ) أَيْ يُبْصِرُ بِعَيْنِ قَلْبِهِ الْمَشْرِقِ بِنُورِ اللَّهِ تَعَالَى . وَأَصْلُ الْفِرَاسَةِ : أَنَّ بَصَرَ الرُّوحِ مُتَّصِلٌ بِبَصَرِ الْعَقْلِ فِي عَيْنَيْ الْإِنْسَانِ فَالْعَيْنُ جَارِحَةٌ وَالْبَصَرُ مِنْ الرُّوحِ ، وَإِدْرَاكُ الْأَشْيَاءِ مِنْ بَيْنِهِمَا ، فَإِذَا تَفَرَّغَ الْعَقْلُ وَالرُّوحُ مِنْ أَشْغَالِ النَّفْسِ أَبْصَرَ الرُّوحُ وَأَدْرَكَ الْعَقْلُ مَا أَبْصَرَ الرُّوحُ ، وَإِنَّمَا عَجَزَ الْعَامَّةُ عَنْ هَذَا لِشُغْلِ أَرْوَاحِهِمْ بِالنُّفُوسِ وَاشْتِبَاكِ الشَّهَوَاتِ بِهَا فَشُغِلَ بَصَرُ الرُّوحِ عَنْ دَرْكِ الْأَشْيَاءِ الْبَاطِنَةِ وَمَنْ أَكَبَّ عَلَى شَهَوَاتِهِ وَتَشَاغَلَ عَنْ الْعُبُودِيَّةِ حَتَّى خَلَّطَ عَلَى نَفْسِهِ الْأُمُورَ وَتَرَاكَمَتْ عَلَيْهِ الظُّلُمَاتُ ، كَيْفَ يُبْصِرُ شَيْئًا غَابَ عَنْهُ
( ثُمَّ قَرَأَ )رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { إِنَّ فِي ذَلِكَ لِآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ }
قَالَ اِبْنُ عَبَّاسٍ : لِلنَّاظِرِينَ ، وَقَالَ قَتَادَةُ : لِلْمُعْتَبَرِينَ ، وَقَالَ مُقَاتِلٌ : لِلْمُتَفَكِّرِينَ ، وَقَالَ مُجَاهِدٌ : لِلْمُتَفَرِّسِينَ .الْخَازِنُ : وَيُعَضِّدُ هَذَا التَّأْوِيلَ مَا رُوِيَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : اِتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ إِلَخْ ."

والشيخ ابن القيم -رحمه الله- ذكر أنواع الفراسة في مدارج السالكين أنها على ثلاثة أنواع
أوجزه كالتالي:
"و الفراسة ثلاثة أنواع : إيمانية وهي المتكلم فيها في هذه المنزلة وسببها : نور يقذفه الله في قلب عبده يفرق به بين الحق والباطل والحالي والعاطل والصادق والكاذب
وحقيقتها : أنها خاطر يهجم على القلب ينفي ما يضاده يثب على القلب كوثوب الأسد على الفريسة لكن الفريسة فعيلة بمعنى مفعولة وبناء الفراسة كبناء الولاية والإمارة والسياسة وهذه الفراسة على حسب قوة الإيمان فمن كان أقوى إيمانا فهو أحد فراسة ... الخ
الفراسة الثانية : فراسة الرياضة والجوع والسهر والتخلي فإن
النفس إذا تجردت عن العوائق صار لها من الفراسة والكشف بحسب تجردها وهذه فراسة مشتركة بين المؤمن والكافر ولا تدل على إيمان ولا على ولاية وكثير من الجهال يغتر بها وللرهبان فيها وقائع معلومة وهي فراسة لا تكشف عن حق نافع ولا عن طريق مستقيم بل كشفها جزئي من جنس فراسة الولاة وأصحاب عبارة الرؤيا والأطباء ونحوهم ...الخ
الفراسة الثالثة : الفراسة الخلقية وهي التي صنف فيها الأطباء
وغيرهم واستدلوا بالخلق على الخلق لما بينهما من الارتباط الذي اقتضته حكمة الله كالاستدلال بصغر الرأس الخارج عن العادة على صغر العقل وبكبره وبسعة الصدر وبعد ما بين جانبيه : على سعة خلق صاحبه واحتماله وبسطته وبضيقه على ضيق ..الخ" انتهى


.. فالأولى هي النعمة والتي يختص بها النبيون والأولياء ... ففيها معنى الكرامة
أما الثانية وهي التي يمارسها أهل البدع من الصوفية خاصة ويأخذون بها ليتجلى لهم الكشف حقيقة أو عبر الرؤى، ويكون فيها التدليس من الشيطان والاستدراج

وللفائدة:
أذكر من هذا قصة طريفة سمعتها من شيختي أم عبد الله دلال سنوبر الشامية - شافاها الله وعافاها- وهي من تلاميذ الشيخ الألباني - رحمة الله عليه-
أن امرأة شكت حال أخيها لها - أي لشيختي- حيث كان يلازم غرفته أياما حتى صارت أسابيعَ، فإذ به ينسى غلق الباب ذات يوم فتفتح هي الباب لتتفاجأ به
مغطى بلحاف وهو قاعد تحت اللحاف، فوجدته يمسك صورة فوتوغرافية لشيخه ويقول: هُو هُو هُو بشكل متكرر
فاستاء لقطع خلوته، وقال: انظري ماذا فعلتِ؟ الآن سأعود من البداية! فاستفسرت منه؟
فقال: قال لي شيخي أني إذا استمريت هكذا فإن الحجب ستنكشف لي وأصل كما وصل شيخي...
وتقول صاحبة القصة أن أخاها لم يعد عقله كالسابق
!

وكانت شيختي - حفظها الله - في شرحها لمدارج السالكين ترد على كثير من شبهات الصوفية .. خاصة المنتشرة الآن في الأردن كأمثال الطباعيات
حيث يذكرن أنهن بعد جلسة الذكر والتغبير يشممن رائحة المسك والطيب وبعضهن يرين أضواء خضراء أو وردية
فيستبشرن أن هذا من رؤية المصطفى أو حضوره المجلس - صلى الله عليه وسلم -

فتقول: إن الطيب إما خدعة وخفة يد في أن يرش أحدهم الطيب فيتوهم الآخرون ذلك، أو حقيقة في أن يستدرجهم الشيطان بهذا
وأيضا مثل ذلك الأضواء!

واللهَ أسألُ أن يقبضنا إليه غير مفتونين
اللهم آمين
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,489
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: نعمة الفراسة

بارك الله فيك أختي أم عبدالله
كعادتك فهمتِ مقصودي فأسهبت في التوضيح وكفيت ووفيت
ولكن ما ذكرتِهِ أكد ما قلت وأوجد استفسارات أخرى:

فكيف يمكن أن نفرق بين من يرى بنور الله ومن يلبس عليه الشيطان؟
أو دعيني أقول:
إذا جاء أحدهم وقال فراستي تجعلني أراكم وأنتم خلفي كما حدث لرسول الله صلى الله عليه وسلم (كما يقول الصوفية)
أو يقول فراستي تجعلني أعرف ما تفكر فيه كما حدث لأبي عثمان الخيري
فما الذي يجعلني أصدقه أو أكذبه
وإذا سلمنا بالفكرة من أصلها وهي أن الفراسة هي نور الله الذي يجعل الشخص يرى أموراً خفية فما الذي يجعلنا نفرق بين النوعين الأول والثاني اللذين ذكرهما ابن القيم
كيف يمكن لنا أن نقول بأن ما يراه الصوفية حقيقة وهي استدراج من الشيطان؟
وإذا سلمنا لهم بأن ما يرونه صحيحاً فكيف نقنعهم بأنه من الشيطان وليس من نور الله؟

هل وضحت فكرتي؟؟؟
 
إنضم
8 يونيو 2010
المشاركات
562
التخصص
فقه
المدينة
عمان، ولكني مقيم بالكويت
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: نعمة الفراسة

أو يقول فراستي تجعلني أعرف ما تفكر فيه كما حدث لأبي عثمان الخيري
فما الذي يجعلني أصدقه أو أكذبه
الواقع والقرائن هما ما يجعلنا نصدق ونكذب، كمن يمشي على الماء، فقد يكون ساحرا، وقد تكون كرامة أجراها الله على يد هذا العبد الصالح، كما حصل للصحابة، فالحكم والله أعلم يكون بالقرائن، فالصالحون تجري على أيديهم الكرمات بفضل من الله، والفاجرون يجري على أيديهم السحر والدجل والشغوذة للاستدراج، والله أعلم .

 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,489
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: نعمة الفراسة

الواقع والقرائن هما ما يجعلنا نصدق ونكذب، كمن يمشي على الماء، فقد يكون ساحرا، وقد تكون كرامة أجراها الله على يد هذا العبد الصالح، كما حصل للصحابة، فالحكم والله أعلم يكون بالقرائن، فالصالحون تجري على أيديهم الكرمات بفضل من الله، والفاجرون يجري على أيديهم السحر والدجل والشغوذة للاستدراج، والله أعلم .

بارك الله فيكم
ومن القرائن التي أفهمها أن صاحب الكرامة لا يعرف وقوعها حتى تحدث له بفضل الله ويراها الناس ويحدثوا بها
أما صاحب الشعوذة والسحر والكذب ينبئ بما سيفعل أو ما سيحدث وكأنه يعلم الغيب
أليس كذلك؟؟
 
إنضم
25 مارس 2011
المشاركات
1,035
الكنية
أبو محمد
التخصص
فقه
المدينة
مكة المكرمة والشمال
المذهب الفقهي
أصول المذهب الأحمد
رد: نعمة الفراسة

جزاكم الله خيرا
نِعْمت الفِراسة. نَعِمت...ينظر: غريب الحديث لابن الجوزي (2/ 421
قال في النهاية في غريب الأثر :
فرس : ( س ) فيه [ اتَّقُوا فِراسَة المؤمن فإنه يَنْظر بنور اللّه ]
يقال بمعْنَيَيْن أحَدُهما: ما دَلَّ ظاهر الحديث عليه وهو ما يوُقِعُه اللّه تعالى في قُلوب أوليائه فيَعْلَمون أحوال بعض الناس بنوع من الكرامات وإصابة الظَّنّ والحَدْس.

والثاني : نَوع يُتَعَلَّم بالدلائل والتجارب والخَلْق والأخلاق فَتُعْرف به أحوالُ الناس وللنَّاس فيه تَصانيفُ قَديمة وحَدِيثة
- ومنه الحديث [ أفْرَسُ الناسِ ثلاثةٌ ] كَذا وكذا وكَذا : أي أصْدَقُهم فِرَاسَةً
( ه ) ومنه [ أنه عَرض يَوْما الخَيْل وعنده عُيَيْنَة بن حصْن فقال له : أنا أعْلَم بالخَيْل مِنك فقال : وأَنا أَفْرَسُ بالرّجال مِنْك ] أي أَبْصَرُ وأَعْرَف . ورجُل فارسٌ بالأمْر : أَي عالِم به بَصِير
( ه ) وفيه [ عَلِّموا أولادَكم العَوْم والفَرَاسَة ] الفَراسَة بالفتح : رُكوب الخَيْل ورَكُضها من الفُروسِيَّة . اهـ.

يقال فرس فراسة وفروسة إذا حذق بأمر الخيل . الفاء مفتوحة . فأما الفراسة ( بالكسر ) فمن التفرس . الفائق في غريب الحديث (3/ 114)
والفراسة تكون في باب الحرب وفي باب القضاء,وفي الجنايات ؛ لأجل الوصول للحق وبطرقه ووسائله المشروعة, والتي ليس فيها ضرر . والبعض يسميها... في هذه الأمور حيلة , أو خدعة , أو دهاء.
 

أم عبد الله السرطاوي

:: نائبة فريق طالبات العلم ::
إنضم
13 يونيو 2010
المشاركات
2,308
التخصص
شريعة/ هندسة
المدينة
***
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: نعمة الفراسة

وإذا سلمنا بالفكرة من أصلها وهي أن الفراسة هي نور الله الذي يجعل الشخص يرى أموراً خفية فما الذي يجعلنا نفرق بين النوعين الأول والثاني اللذين ذكرهما ابن القيم كيف يمكن لنا أن نقول بأن ما يراه الصوفية حقيقة وهي استدراج من الشيطان؟ وإذا سلمنا لهم بأن ما يرونه صحيحاً فكيف نقنعهم بأنه من الشيطان وليس من نور الله؟ هل وضحت فكرتي؟؟؟
نعم أختي أم طارق
وضحت
وللتفريق:
ما ذكره الاخ الفاضل جزاه الله خيرا عن الواقع والقرائن، فالعقيدة الصحيحة والمنهج السليم يشهدان بهذا
لكن لربما ابتلي العبد الصالح واُختبر في هذا!
وأيضا ما ذكرتِه وفقك الله .. فالصالحون لا يُحدثون بل أحيانا يُعلم عنهم ذلك ويُنقل وهم لا يعلمون بخلاف غيرهم

أما الصوفية وزعمهم الكرامات...هذا إن استطعت إقناعهم أنها استدراج!
ومما أعلم أن قراءة القرآن وقتذاك تدحض هذا الزعم إن كان حاصلا وقتها
والقصص في هذا واقعة وحقيقة.

الواقع والقرائن هما ما يجعلنا نصدق ونكذب
أحسن الله إليكم
ومن القرائن التي أفهمها أن صاحب الكرامة لا يعرف وقوعها حتى تحدث له بفضل الله ويراها الناس ويحدثوا بها أما صاحب الشعوذة والسحر والكذب ينبئ بما سيفعل أو ما سيحدث وكأنه يعلم الغيب أليس كذلك؟؟
بلى، هذا ما أعلمه أيضا
والفراسة تكون في باب الحرب وفي باب القضاء,وفي الجنايات ؛ لأجل الوصول للحق وبطرقه ووسائله المشروعة, والتي ليس فيها ضرر . والبعض يسميها... في هذه الأمور حيلة , أو خدعة , أو دهاء.
أحسن الله إليكم
وهذا هو ما تحدث عنه الشيخ الحويني - حفظه الله - في هذه المحاضرة.. عن هذه الفراسة التي تلزم القاضي والفقيه.
 
إنضم
8 يونيو 2010
المشاركات
562
التخصص
فقه
المدينة
عمان، ولكني مقيم بالكويت
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: نعمة الفراسة

قال ابن القيم في كتاب الروح :ان اشتبه عليك ولي الشيطان فاكشفه في ثلاثة مواطن : في صلاته، ومحبته للسنة وأهلها ونفرته عنهم، ودعوته إلى الله ورسوله وتجريد التوحيد والمتابعة وتحكيم السنة، فزنه بذلك لا تزنه بحال ولا كشف ولا خارق ولو مشى على الماء وطار في الهواء 447 .
 
أعلى