العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

ظاهرة الحشو في الدراسات الشرعية

د. نعمان مبارك جغيم

:: أستاذ أصول الفقه المشارك ::
إنضم
4 سبتمبر 2010
المشاركات
197
الجنس
ذكر
التخصص
أصول الفقه
الدولة
الجزائر
المدينة
-
المذهب الفقهي
من بلد يتبع عادة المذهب المالكي

ظاهرة الحشو في الدراسات الشرعية


هذه بعض النقائص الفنية التي شاعت في الدراسات الشرعية، وهي في الواقع ليست دائما من تقصير الباحث، بل كثيرا ما تكون نتيجة التأثر بالبيئة العلمية التي يعيش فيها الباحث، وقد تكون أحيانا من تأثير المشرف، الذي هو بدوره كان متأثرا بالبيئة التي تكوّن فيها.

أولا: الإعجاب بالكمّ

كثيرا ما تجد الطالب يسأل الأستاذ، إذا طُلِب منه كتابة بحث، كم عدد الصفحات المطلوب؟ ما الحد الأدنى من عدد الصفحات المطلوب كتابتها؟ وكثيرا ما تجد طالب الدراسات العليا يتباهى بأن رسالته جاءت في كذا من الصفحات، أو في مجلدين، على سبيل التباهي بكِبَر الحجم. وتسمع أحيانا من شخص يقول: لقد حقق فلان كتاب كذا في كذا مجلّد على سبيل الإعجاب بكثرة عدد المجلدات التي أخرج فيها تلك المخطوطة. وإذا نظرت في تلك الأبحاث الضخمة وجدت الحشو يغلب فيها على الكلام المفيد وما هو من صميم الموضوع.
ومما يدفع الباحث إلى الحشو اعتقاده أن كِبَر حجم بحثه يدل على قوته وثرائه وعلى عِظَم جُهدِ الباحث فيه، وأن صِغَر الحجم يدل على عكس ذلك. ومن العوامل المساعدة على ذلك ما تشترطه بعض الجامعات من تحديد حدٍّ أدنى لحجم الرسالة الجامعية، فيلجأ الطالب، إذا لم تكن المادة العلمية الجادة وافية بذلك النصاب، إلى الحشو حتى يستوفي النصاب المطلوب.
ويزيد البعض شرطا آخر هو التوازن بين مباحث الرسالة من حيث الحجم. وقد يحصل أن يكون هناك تفاوت كبير في فصول البحث، بحكم أن بعض العناصر تحتاج كلاما قليلا، في حين أن البعض الآخر يحتاج نفسا طويلا في البحث والمناقشة، وعندها يكون الطالب بالخيار بين أن يبخس الموضوع الطويل حقه في البحث حتى لا يزيد حجمه كثيرا عن حجم المبحث الصغير، أو أن يمطط الموضوع القصير ويحشوه بحشوات تنفخه إلى درجة التورّم المرضي. وغالبا ما يختار الطالب خيار الحشو؛ لأنه يوافق هوى الإعجاب بالحجم الكبير.
كما تجد هذا لدى بعض الدوريات الصادرة باللغة العربية، حيث تشترط حدا أدنى من الصفحات في البحوث التي تنشرها يقدر بخمس عشرة صفحة أو يزيد أو ينقص. فإذا أضفنا هذا الشرط إلى ما هو منتشر من ثقافة الحشو وقلة الجدِّية في كتابة البحوث، تكون النتيجة أنك تجد بحثا قُدِّم لإحدى الدوريات عن "الوسائل والمقاصد" يتكون من حوالي ثلاثين صفحة، منها ما يقارب خمس عشرة صفحة حشو لا علاقة له بالموضوع. والأسوأ من ذلك أني تلقيت بحثا للتحكيم من إحدى الدوريات، وكان البحث يتكون من حوالي ثلاثين صفحة، لم أجد فيه أكثر من خمس صفحات تستحقّ الإثبات، أما ما عداها فهو حشو لا داعي له.
ولا شك أن نية الجهات التي تشترط نصابا معينا من الصفحات نيّة حسنة، فهم يقصدون من وراء ذلك دفع الباحث إلى تناول الموضوع بشمولية وعمق، ولكن بعض الباحثين يأخذ بالشكل ولا يلتفت إلى الجوهر، فيكون تركيزه على عدّ الصفحات أثناء الكتابة لا على عمق البحث وشموليته.
والأصل أن يتم تقييم البحث بناء على المضمون لا على الحجم. ففي الرسائل الجامعية يُنظر في الموضوع الذي يتقدم به الطالب: هل يصلح أن يكون بحثا للماجستير أو للدكتواره من حيث الجهد الفكري المطلوب من الطالب في كل مرحلة من تلك المرحلتين أم لا؟ فإذا كان الموضوع المعروض لا يناسب حجم الجهد الفكري المطلوب من الطالب في هذه المرحلة، يرفض الموضوع. أما إذا كان الموضوع يناسب الجهد الفكري المطلوب في تلك المرحلة، فيُقبل الموضوع بغضّ النظر عن عدد الصفحات التي سيكون فيها البحث. ثم بعد ذلك يكون المطلوب من الباحث أن يعطي كل عنصر حقه من البحث دون بخس ودون حشو (وهذه مهمة المشرف في التحقّق من ذلك)، ولا يهم أن تكون الفصول متوازنة في الحجم أو غير متوازنة، كما لا يهم أن يكون حجم البحث كبيرا أو صغيرا؛ لأن الغرض من البحث هو مضمونه لا حجمه.
وكذلك الحال في الدوريات، فالمفترض النظر إلى مضمون المقال المقدم، فإذا كانت الفكرة تستحق البحث والنشر، وكان الباحث قد تناولها بعمق وأعطاها حقها من البحث بمنهج سليم، فالمقال يستحق النشر حتى ولو كان في بضع صفحات. فرب باحث قدير يكتب في صفحات معدودة كتابة مركّزة ما يسوِّد به غيره عشرات الصفحات؛ وهذه هي البلاغة، وخير الكلام ما قلّ ودلّ. ولماذا تضييع الورق وإرهاق القارئ بقراءة صفحات كثيرة من أجل تحصيل فكرة يمكن تقديمها بشكل وافٍ في صفحة أو بضع صفحات.
ومن مظاهر الحشو ما نجده عند بعض محققي المخطوطات، حيث يكتب المحقق حاشية على متن المخطوطة تفوق أحيانا حجم متن المخطوطة بمرات، يعرض فيها آراء الأصوليين في كل مسألة تقريبا من مسائل المخطوط. وهذا أمر لا داعي له في تحقيق المخطوط، لأن الغرض من التحقيق إخراج متن المخطوط للقارئ بشكل سليم. أما تعليقات المحقق فينبغي أن تقتصر على التعريف بعَلَم غير معروف يلتبس اسمه بغيره، وشرح لفظ غريب، والمقارنة بين نسخ المخطوط حيث توجد اختلافات. أما وضع حاشية بآراء الأصوليين في المسألة فليس من مهمته، وهو عمل لا يعدو أن يكون إهدارا لوقته، وزيادة في تكاليف طبع الرسالة/ الكتاب. والمعلوم أنه ينبني على الزيادة في الحجم الزيادة في تكاليف شراء الكتاب، هذا فضلا عن إهدار آلاف الصفحات في شيء لا داعي له، وما ينتج عن ذلك من قطع مئات الأشجار دون حاجة.
وههنا مثال لهذا، فقد حصلت مرة على نسخة إلكترونية من كتاب قواطع الأدلة لابن السمعاني، وأردت طباعة تلك النسخة لعدم وجود نسخة ورقية وحاجتي لقراءة آراء هذا الأصولي الجليل، ولكني اكتشفت أن النسخة المحققة جاءت في ما يزيد على ألفين وست مائة صفحة (2600) منها (100) صفحة للدراسة عن المؤلف والكتاب، و(127) صفحة للفهارس، وما يزيد على نصف كل صفحة حاشية من المحقق في ذكر آراء الأصوليين في المسألة. وكان بالإمكان إخراج الكتاب في بضع مئات من الصفحات، لا تصل بالتأكيد إلى خمس الحجم الذي أُخرج فيه. وعندها أحجمت عن الطباعة لأنها تكلفني من الورق قرابة ما استعمله لسنة في الاستعمال الاعتيادي. وتصور كم كلّف المطبعة التي طبعته؟ وكم من الموارد تسبب في إهداره؟ وكم كلّف القارئ الذي كان بإمكانه الحصول على نسخة من الكتاب على أكمل وجه بأقل من خمس تكلفته الحالية؟

ثانيا: التعريف بالمصطلحات

التعريف بالمصطلحات الواردة في البحث من المقدمات اللازمة في البحث، إذا كان في عنوان البحث مصطلحات تحتاج إلى تحديد معانيها. والمراد بهذا بيان مفهوم المصطلحات الواردة في عنوان البحث وحدودها؛ أي بيان مفهوم المصطلحات الغامضة التي لم تصل مرتبة الشيوع بين المشتغلين بالعلم، أو بيان حدود المصطلحات التي لها معاني متعددة ولها امتدادات متداخلة في فنون متعددة، فيبيِّن الباحث المعنى الذي يقصده في بحثه هذا، والحدود التي سيتناول فيها هذا المصطلح. أما إذا كانت المصطلحات واضحة ومحددة، فإنه لا يبقى لهذا العنصر لزوم، وينبغي تجاوزه. وقد رأيت في رسالة للدكتوراه عن حقوق الإنسان في الإسلام كيف أن صاحبها سوّد حوالي ثمان صفحات تحت عنوان: تعريف الإنسان! وضيّع وقته ووقت الممتحن ثم وقت القارئ.
ومن القضايا التي لها علاقة بهذا الجانب، ما نجده في عامة الرسائل في العلوم الشرعية من تضخم الفصل/الباب التمهيدي بسبب حشوه بمادة مكرورة وليست ذات صلة وثيقة بصلب البحث. ففضلا عن تسويد صفحات كثيرة في تعريف المصطلحات الواضحة، نجد تضخما في التعريفات اللغوية، حيث تجد الباحث يسرد في صفحات ما هو مكرر وما لا علاقة له بالمعنى الاصطلاحي. والأصل أن التعريف اللغوي إنما تدعو إليه الحاجة لربطه بالتعريف الاصطلاحي إذا كان بينهما اختلاف، ويكفي فيه نقل المعاني اللغوية من أمهات كتب اللغة، أو من أحدها إذا كان الوارد في تلك الكتب متشابها. وكذلك التعريفات الاصطلاحية يكون النقل فيها من مصادر متعددة مقبولا إذا كان هناك اختلافات في التعريفات لها أثر في مفهوم المصطلح المعرَّف، أما إذا كان التعريف متفقا عليه فيكفي نقل تعريف واحد. أما الإكثار من النقل من تلك الكتب فهو عين الحشو.
ومن مظاهر تضخم الفصل التمهيدي تناول موضوعات ذات صلة ضعيفة بصلب البحث، وذكرها لا يزيد في صلب البحث كما أن حذفها لا يُنقص منه. ومن أمثلة ذلك ذلك ما وقع لي في بحث الماجستير، حيث أني لما رجعت إلى ذلك أثناء كتابة هذه الورقة اكتشفت أني قد سوّدت حوالي (35) صفحة في تعريفات العلة والمناقشات الواردة عليها، والتفريق بين العلة والسبب والشرط والعلامة. وقد كان الموضوع عن قوادح العلة بعنوان: "طرق إبطال العلة"، وكان يكفيني بضع صفحات في التعريف بالعلة مع التركيز على جانب الخلاف بين العلماء في العلة المستنبطة وفي شروطها، وما يترتب على ذلك من قدح في عِلل بعضهم بعضا، ولكني كنت ضحية بيئة الحشو.

ثالثا: دراسة البيئة
لقد صار من الشائع في الدراسات الشرعية المتعلقة بمنهج عالم من العلماء أو بتحقيق مخطوطة أن يفتتح الباحث عمله بدراسةٍ نظرية عن صاحب الكتاب أو المنهج، تجد فيها تعريفا مستفيضا به، وهو في الغالب تكرار لما هو موجود وشائع في كتب التراجم. ولو أن الباحث ركّز على الجوانب المجهولة من حياة ذلك العالم وأعماله العلمية لكان الأمر مفيدا، ولكن تكرار المعلومات العامة الشائعة عن ذلك العالم بإسهاب لا يعدو أن يكون حشوا لا داعي له. ومما يزيد الأمر سوءا أن يكتب المحقق فصولا مطولة يسرد فيها الأحداث التاريخية التي عاصرته، وغالبا ما يكون ذلك السرد دون ربط لها بحياة المؤلف وأعماله العلمية، ودون بيان أثرها في فكره وأعماله، ويزيد بعضهم فصلا في تلك المقدمات عن عقيدة المؤلف ينقِّب فيها عن موقفه من آيات الصفات (وهي القضية التي صيَّرها البعض عنوان عقيدة الإنسان)، وقد يخوض فيها فيما ليس من شأنه وما ليس له علاقة بموضوع البحث.
إن الحديث عن الحالة السياسة والاقتصادية والاجتماعية والفكرية يكون من لوازم البحث إذا كان لتلك الجوانب أو لأحدها أثر في فكر الشخص الذي تتم دراسته، أما إذا لم يكن لها أو لأحدها أثر حقيقي في فكر ذلك الشخص فإن إقحامها لا يعدو أن يكون حشوا. وإذا رأى الباحث ضرورة الحديث عن تلك الجوانب فلابد أن يكون التركيز على بيان أثر تلك البيئة في فكر الشخص، ولا يكتفى بمجرد السرد، وأن يبيِّن الباحث ذلك التأثير في ثنايا البحث عند الحديث عن العنصر الذي يعتقد أنه تأثر فيه ببيئته، فذلك يكون أبلغ وأنفع. أما عقد دراسة مطولة في بداية البحث للحديث عن الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية فإنه، حتى وإن كانت له علاقة بأفكار الشخص، فإنه إما أن يكون مبتورا أو أن يكون مكرورا، حيث يضطر الباحث إلى أن يعيد الحديث عنه عندما يصل إلى ذلك العنصر في ثنايا البحث.
وههنا مثال، وهو رسالة دكتوراه بعنوان: علم أصول الفقه في القرن الخامس الهجري: دراسة تاريخية وتحليلية. خصص فيها الباحث الباب الأول لـ"الحالة السياسية والعلمية للعالم الإسلامي في القرن الخامس الهجري"، وبلغ حجم هذا الباب (110) صفحات (من ص35 إلى ص145) طوّف فيه في مشارق العالم الإسلامي ومغاربه، وجمع أشياء هي في مجملها معلومات عامة موجودة في مظانها من الكتب، وإهمالها لا ينقص من قيمة الموضوع، وذكرها لا يزيد في موضوع الكتاب، بل يزيد في حجمه فقط.

رابعا: الفهارس

ومما شاع في بعض الأماكن جعل الفهارس من لوازم البحث: فهناك فهرس للآيات، وفهرس للأحاديث، وفهرس للأعلام، وفهرس للأماكن، وفهرس للأبيات الشعرية، وفهرس للمصطلحات، وفهرس للقبائل، وفهرس للأمثال، وفهرس للآثار، وفهرس للمراجع، وفهرس للموضوعات. ولا شك أن فهرس المراجع والموضوعات لازمان لا يستغني البحث عنهما. وإذا كانت في البحث مسائل فإن وضع فهرس لتلك المسائل يسهّل على من يريد الرجوع إلى مسألة بعينها. كما أن فهرس الأحاديث لبحث متخصص في الحديث، وفهرس للآيات في بحث يتحديث عن تفسير آيات من القرآن الكريم، وفهرس للأبيات الشعرية في بحث عن شعر شخص من الأشخاص، قد يكون لها ما يبررها. أما ما عدا هذا مثل فهرس الأماكن، والأعلام، والآيات، والأحاديث، والأبيات الشعرية في بحث ليس متخصصا في هذه المجالات فإنه لا طائل من ورائه.

خامسا: التعريف بالأعلام
مما يرد في مناهج البحث أن من لوازم البحث التعريف بالأعلام عند تحقيق المخطوطات أو كتابة البحوث العلمية، والمراد بهذا في الأصل التعريف بالأسماء الواردة في البحث بكنية أو نسبة يشترك فيها عادة أكثر من عالم، مع عدم ذكر اسم ذلك العالم، فيحتاج الأمر إلى تعريف بذلك العالم دفعا للالتباس وبيانا للشخص المقصود في هذا الموضع. أو قد يرد اسم علم من الأعلام غير مشهور في هذا الفن، فيُحتاج إلى التعريف به لبيان من هو وما نسبته إلى هذا الفن ومشاركته فيه. أما أن يصير الباحث إلى التعريف بجميع الأعلام الواردة، حتى التي يعرفها المبتدئ في هذا الفن (مثل إمام الحرمين الجويني، والغزالي، والسرخسي، والبزدوي، وغيرهم)، كما شاع في بعض الأماكن، فإنه من باب تحصيل الحاصل، وإهدار الطاقات، وتضييع الورق والحبر.
 

بشرى عمر الغوراني

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
29 مارس 2010
المشاركات
2,121
الإقامة
لبنان
الجنس
أنثى
الكنية
أم أنس
التخصص
الفقه المقارن
الدولة
لبنان
المدينة
طرابلس
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: ظاهرة الحشو في الدراسات الشرعية

جزاكم الله خيراً حضرة الأخ الفاضل
كلامكم أصاب كبد الحقيقة, وفقأ عين الواقع..
وكثير مما ذكرتم، أتساءل عنه في سرّي, وكنتُ أعتزم أن أستفسر عنه الدكتور المشرف على بحثي، منها: التعريف بالأعلام، فهل يعقل أن أترجم لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها؟!
 

أم عبد الله السرطاوي

:: نائبة فريق طالبات العلم ::
إنضم
13 يونيو 2010
المشاركات
2,308
التخصص
شريعة/ هندسة
المدينة
***
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: ظاهرة الحشو في الدراسات الشرعية

وإذا كانت في البحث مسائل فإن وضع فهرس لتلك المسائل يسهّل على من يريد الرجوع إلى مسألة بعينها. كما أن فهرس الأحاديث لبحث متخصص في الحديث، وفهرس للآيات في بحث يتحديث عن تفسير آيات من القرآن الكريم، وفهرس للأبيات الشعرية في بحث عن شعر شخص من الأشخاص، قد يكون لها ما يبررها. أما ما عدا هذا مثل فهرس الأماكن، والأعلام، والآيات، والأحاديث، والأبيات الشعرية في بحث ليس متخصصا في هذه المجالات فإنه لا طائل من ورائه.
أحسن الله إليكم ونفع بقلمكم شيخنا الفاضل
وقالوا كثيرا: الفهارس تخدم البحث!
وأرى رأيكم -رفع الله قدركم - فالبحث يتخصص في أمر ما فيلزم فهرسة ما يخدم ذلك فقط!
ويا ليت تصحح منهجية البحوث العلمية لدى المؤسسات التعليمية...
 
إنضم
11 مارس 2010
المشاركات
68
التخصص
الفقه الإسلامي وأصوله
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: ظاهرة الحشو في الدراسات الشرعية

جزاك ربي خيرا ونفع بك
كلام يُثلج القلب فوالله إنها معاناة للباحث وتقيد والله المستعان
أضف إلى ماذكرت أستاذي الفاضل
من الحشو : إضافة بطاقة الكتاب عند أول مرة يرجع إليها الباحث ، وفي المرات الأخرى إضافة ( مرجع سابق ) بعد اسم المصدر
وخاصة عندما تذكر آراء في مسألة مختلف فيها ، تجد المتن سطرين والحاشية باقي الصفحة لذكر اسماء المراجع .
فلا يعقل مثل هذا دام أن الباحث يضيف قائمة المصادر في آخر البحث .

جزاكم الباري خيرا
 
إنضم
21 نوفمبر 2010
المشاركات
298
التخصص
الفقه المالكي وأصوله
المدينة
وهران
المذهب الفقهي
المالكي
رد: ظاهرة الحشو في الدراسات الشرعية

سلمت يداك شيخنا الفاضل, وفتح الله عليكم وبكم
لقد حققت ونقحت, أعاننا الله بالأخذ بما تنصحون به
ومما تعلمته من أهل الفضل كلام ابن عاشور: من أن الزيادة فضول ينزه عنه العقلاء, لكونه قد يشوش على النظر،
و يكلفه مؤنة درك المحترزات الزائدة..، وهذا كله يفوت عنه المهمات..و الله أعلم
 
إنضم
30 يناير 2012
المشاركات
4
الكنية
أبو عبد الله
التخصص
اقتصاد إسلامي
المدينة
دمشق
المذهب الفقهي
شافعي
رد: ظاهرة الحشو في الدراسات الشرعية

جزاك الله خيرا فضيلة الدكتور أرى أن يكون هذا الكلام جزءا مادة تدرس لطلاب الكليات في منهجية البحث العلمي في مبحث تقنيات البحث العلمي.
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,490
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: ظاهرة الحشو في الدراسات الشرعية

فهناك فهرس للآيات، وفهرس للأحاديث، وفهرس للأعلام، وفهرس للأماكن، وفهرس للأبيات الشعرية، وفهرس للمصطلحات، وفهرس للقبائل، وفهرس للأمثال، وفهرس للآثار، وفهرس للمراجع، وفهرس للموضوعات
أذكر أنني سألت المشرف على رسالتي عن هذه الفهارس ما إن كانت ضرورية
فقال -جزاه الله خيرا- أنه يرى بأنها أصبحت تشبه (الاكسسوارات) للرسائل العلمية فهدفها تزيين الرسالة لا أكثر
ولكن الكثير من المناقشين يحاسبون عليها ، كما أنها تدرس في منهجية البحث العلمي على أنها من لوازم الرسائل العلمية
 
إنضم
19 ديسمبر 2008
المشاركات
45
التخصص
هندسة مدنية
المدينة
الشارقة
المذهب الفقهي
الحنفي
رد: ظاهرة الحشو في الدراسات الشرعية

جزاكم الله خيرا على كلامكم الطيب ، ونفعنا الله بعلمكم
هناك في الجانب الاخر ظاهرة مضادة لظاهرة الحشو , وهي ظاهرة التجاهل او مرور الكرام او عدم الاكتراث ,فقد يستشهد الكاتب بحديث نبوي او قول ماثور , وقد يتضمن هذا الحديث كلمة غريبة , او اسم لشخص او مدينة غير مشهورة، وبدون شرحها يضيع القارئ او يذهب لغير ما اريد له، نظرا لعدم توفر ادوات البحث عند الجميع
-مثال لذكر بعضهم عند تحديد بلدة او مكان تقع في بلاد ماوراء النهر ( وهل يقصد به نهر سيحون او جيحون او الفرات او النيل.)
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل وتقبلوا خالص التحية
.
 

د. أيمن علي صالح

:: متخصص ::
إنضم
13 فبراير 2010
المشاركات
1,023
الكنية
أبو علي
التخصص
الفقه وأصوله
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
الشافعي - بشكل عام
رد: ظاهرة الحشو في الدراسات الشرعية

ما رأيكم في التوسع في تخريج الأحاديث لا سيما في الرسائل التي ليس موضوعها علم الحديث؟
فمن الناس من يذكر كل المواطن التي ذكر فيها الحديث مع ذكر الكتاب والباب إن كانا، وهذا يأخذ قدرا معقولا من حجم الحواشي.
كثيرون يكتفون بالبخاري ومسلم إذا كان فيهما أو في أحدهما، وإلا نظروا إلى أصحاب الكتب الأخرى ولم يستقصوا
وكثيرون يستقصون في التخريج ومع هذا لا يذكرون درجة الحديث لا نقلا عن أهل الحديث ولا اجتهادا منهم
شخصيا أرى أن الهدف الأساس من التخريج ينبغي أن يرتكز على صحة الحديث ولا يصار إلى ذكر غير البخاري ومسلم إلا لحاجة كأن يكون لفظ الرواية في المتن ليس عند أحدهما مثلا. وإذا لم يكن الحديث في البخاري ومسلم فلا حاجة إلى الاستقصاء في التخريج بل يكفي ذكر مرجع أو مرجعين ولا حاجة لذكر الكتاب والباب ولكن لا بد من بيان درجة الحديث نقلا عن المختصين ما أمكن. والله أعلم.
 

الدارسة

:: متابع ::
إنضم
21 يناير 2012
المشاركات
6
الكنية
ام مايد
التخصص
شريعة
المدينة
دبي
المذهب الفقهي
شافعي
رد: ظاهرة الحشو في الدراسات الشرعية

بارك الله فيكم ونفع بكم الأمة
 

د. نعمان مبارك جغيم

:: أستاذ أصول الفقه المشارك ::
إنضم
4 سبتمبر 2010
المشاركات
197
الجنس
ذكر
التخصص
أصول الفقه
الدولة
الجزائر
المدينة
-
المذهب الفقهي
من بلد يتبع عادة المذهب المالكي
رد: ظاهرة الحشو في الدراسات الشرعية

جزاك الله أخي
أنا أوافقك أخي تماما في هذا.
فإنما تكون الحاجة إلى الاستقصاء (1) إذا كان الحديث غير ثابت الصحة فيكون الاستقصاء من لوازم البحث في حكم الحديث، (2) أو في حالة كون البحث متخصصا في الحديث، (3) أو في حال اختلاف الألفاظ في مختلف الروايات اختلافا يؤثر فيما يُفهم من الحديث.
 

طليعة العلم

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
25 أبريل 2010
المشاركات
670
التخصص
فقه
المدينة
في السعودية
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: ظاهرة الحشو في الدراسات الشرعية

أحسن الله اليكم .. ونفع بكم .. وزادكم علما ..

ولكن لدي استفسار هنا :
ما نجده في عامة الرسائل في العلوم الشرعية من تضخم الفصل/الباب التمهيدي
طيب اذا كان بحث الطالب عبارة عن مشكلة .. وسيوضح في بحثه كيف تطبق الأحكام الشرعية لمن أصابته هذه المشكلة ..
فاذا ذكر - في الفصل التمهيدي - أسباب المشكلة وأنواعها وآثارها ونحو ذلك .. ثم تطرق الى الأحكام الشرعية في الفصل الأول ..
فهل يعتبر هذا من الحشو في الفصل التمهيدي؟
خاصة أنه طلب منه أن يبدأ في الأحكام الشرعية من الفصل الأول .

أما أن يصير الباحث إلى التعريف بجميع الأعلام الواردة
رأيت في بعض المناقشات أنهم يخطئون الطالب اذا لم يعرف بجميع الأعلام .. لأنه يجب عليه أن يسير على منهجية واحدة في بحثه
سواء كان العالم مشهوراً أو غير مشهور .
 
إنضم
21 فبراير 2010
المشاركات
456
الإقامة
الإمارات العربية المتحدة
الجنس
ذكر
الكنية
أبو حاتم
التخصص
أصول الفقه ومقاصد الشريعة
الدولة
الإمارات العربية المتحدة
المدينة
أبوظبي
المذهب الفقهي
المذهب المالكي
رد: ظاهرة الحشو في الدراسات الشرعية

ممتع كعادتك يا دكتور نعمان.
 

أم يسار

:: متابع ::
إنضم
29 سبتمبر 2011
المشاركات
3
التخصص
الشريعة الإسلامية
المدينة
قسنطينة
المذهب الفقهي
المالكي
رد: ظاهرة الحشو في الدراسات الشرعية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته<br>مشكور يا دكتور على هذه المداخلة، لقد أثلجت بها الصدور. فكثير من الأساتذة الذين يشرفون على البحوث أو يناقشون الرسائل المقدمة;يرهقون الطلبة بما لا طائل منه في إعداد الباحث وتدريبه على البحث، ويلزمونهم بما ذكرت وبما هو أكثر من ذلك. حتى جعلوا من البحث مجرد مودة أو تقاليد شكليةن يقوم فيها الطالب بأعمال وهو لا يدرك أهميتها في بحثه، وهل هي ضرورية لإنجازه، وإنما تقتصر همته على إرضاء مشرفه، أو تجنب ملاحظات لجان المناقشة التي تعود على سماعها في المناقشات التي حضرها من قبل. أما أن يعي ما الذي يحتاج إليه بحثه من أعمال منهجية تدعم حلوله التي قدمها في الإجابة على إشكالاته، فهذا أمر لم نصل إليه بعد<br>أما عن ملاحظتكم;حول مسألة توازن البحث، فنرى أن مسألة التوازن مطلوبة في البحث حقيقة، إلا أن الواجب على الباحث، ليس;مخادعة القارئ بالزيادة غير المفيدة في المباحث صغيرة الحجم، وإنما المقصود منها هو إجادة تقسيم المباحث بحيث تكون معالجتها، في النهاية، في حجم متقارب لا متساو بالضرورة. وهذا هو ما يعبر عنه بعض الباحثين بمقولة شهيرة، مفادها أن عدم التوازن في الشكل ينبئ عن عدم توازن في المضمون. وهو أمر تؤكده طبيعة الشياء، وإن كان هذا الأمر قد يكون فيه استثناءات، والاستثناء يؤكد القاعدة، كما يقولون. أرجو لكم التوفيق ونفع الله بكم.
 

فتاة الإسلام

بانتظار تفعيل البريد الإلكتروني
إنضم
3 فبراير 2010
المشاركات
5
التخصص
شريعة(أصول الفقه)
المدينة
دمشق
المذهب الفقهي
حنفي
رد: ظاهرة الحشو في الدراسات الشرعية

جزاكم الله خيرا حضرة الدكتور
وأسألكم هل يصح في تحقيق رسالة الماجستير أن لا يكون هناك مخطوط أما أنه لزاما ،مثل كتاب أصول السرخسي
وشكرا
 
إنضم
19 أكتوبر 2010
المشاركات
55
الكنية
أبو أحمد
التخصص
العام:(الفقه و أصول الفقه)، الخاص:(السياسة الشرعية و الأنظمة- الدراسات القضائية)
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الحنفي، و الدراسة: الفقه المقارن
رد: ظاهرة الحشو في الدراسات الشرعية

بارك الله فيكم و أحسن إليكم
كلام جميل و مقترح طيب لكن :
هل هذه الظاهرة المشار إليها خاصة بالدراسات الشرعية أم هي متطلبات أكاديمية فرضتها البحث العلمي المعاصر في جميع الدراسات الشرعية و غير الشرعية في المؤسسات العلمية و المراكز البحثية ؟
هل هو متطلب إشرافي أم جعل المشرفَ النظام الأكاديمي أن يعامل الطالب هكذا ؟
هل الطالب عند ما يأتي بكل ما أشير إليه لا يستفيد منه هو أولا و لا القارئ ثانيا حتى لو كان من العوام ؟ إذ كيف المشرفون و اللجان الأكاديمية تواطأت عليها ؟
هل التعامل في الرسائل العلمية و التحقيقية بما أشير إليها ألزم بها الطالب عشوائيا أم بعد دراسة القضية أم هو مجرد تقليد ؟؟ أسئلة لعلها تحتاج الإجابة في مثل هذه القضايا .
و هل هناك أمثلة في جامعة ما قبلت مثل هذا الاقتراح و فرضت على المشرف عدم توجيه الطالب أو إلزامه بالاجتناب كنموذج يحتذى به ؟
و لعلي أرى أن الطالب في مثل هذه المرحلة العلمية و بهذه الطريقة تتحذق و تتدرب و له كامل الحرية بعد تجاوزه لهذه المرحلة أن يختار منهجا حرا في تحقيقاته و مؤلفاته و بحوثه .
و الله أعلم سبحانه و تعالى .
 

د. نعمان مبارك جغيم

:: أستاذ أصول الفقه المشارك ::
إنضم
4 سبتمبر 2010
المشاركات
197
الجنس
ذكر
التخصص
أصول الفقه
الدولة
الجزائر
المدينة
-
المذهب الفقهي
من بلد يتبع عادة المذهب المالكي
رد: ظاهرة الحشو في الدراسات الشرعية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التحقيق لابد أن يكون قائما على مخطوط، ويكون المخطوط لم يُحقَّق بعد، أو حُقِّق ولكن بطريقة غير وافية لسبب ما، فيكون ذلك المخطوط في حاجة إلى تحقيق آخر. أما حالة كتاب أصول السرخسي فهو محقق ولا يحتاج إلى تحقيق إلا إذا عثر شخص على مخطوط فيه زيادة على ما هو مطبوع، فهنا يكون للتحقيق داع. وبالمناسبة ففي أصول السرخسي سقط في موضع لا أتذكر رقم الصفحة الآن، وهو سقط فيه انقطاع واضح في المعنى، وهو موجود في جميع النسخ التي اطلعت عليها من الكتاب.
وإذا أردت أن يكون موضوع رسالتك واحدا من المخطوطات المحققة مثل أصول السرخسي، فلا تجعليه تحقيقا، بل اجعليه دراسة للكتاب، فهو يستحق أن يكون موضوع بحث تتناولين فيه دراسة منهج السرخسي، ومقارنة مضمون كتابه بكتب الأصول الحنفية التي سبقته أو عاصرته، وتدرسين فيه الاختيارات التي اختارها ونسبها إلى المذهب في حين خالفه فيها غيره من سابقيه، أو هي محل شك في كونها حقًّا رأي أئمة المذهب، وغيرها من المسائل.
 

د. نعمان مبارك جغيم

:: أستاذ أصول الفقه المشارك ::
إنضم
4 سبتمبر 2010
المشاركات
197
الجنس
ذكر
التخصص
أصول الفقه
الدولة
الجزائر
المدينة
-
المذهب الفقهي
من بلد يتبع عادة المذهب المالكي
رد: ظاهرة الحشو في الدراسات الشرعية

(ولكن لدي استفسار هنا :
طيب اذا كان بحث الطالب عبارة عن مشكلة .. وسيوضح في بحثه كيف تطبق الأحكام الشرعية لمن أصابته هذه المشكلة ..
فاذا ذكر - في الفصل التمهيدي - أسباب المشكلة وأنواعها وآثارها ونحو ذلك .. ثم تطرق الى الأحكام الشرعية في الفصل الأول ..
فهل يعتبر هذا من الحشو في الفصل التمهيدي؟ خاصة أنه طلب منه أن يبدأ في الأحكام الشرعية من الفصل الأول .)

إذا كان البحث من هذا النوع فلابد من عرض المشكلة أولا قبل الحديث عن علاجها، ولكن بشرط أن لا يسترسل الطالب في الحديث عما ليس له علاقة قوية بموضوعه فيطوف مشرقا ومغربا في كل ما له شبه صلة من قريب أو بعيد بالموضوع، وليقتصر على ما هو محتاج إليه لبيان كيفية علاج المشكلة.

(رأيت في بعض المناقشات أنهم يخطئون الطالب اذا لم يعرف بجميع الأعلام .. لأنه يجب عليه أن يسير على منهجية واحدة في بحثه
سواء كان العالم مشهوراً أو غير مشهور .)

نعم، هذا موجود وهو من أخطاء المشرفين والمناقشين التي نشأوا عليها طلابا ومارسوها مشرفين ومناقشين، وهو أمر قائم على التقليد ينبغي كسره. ولذلك أشرت إلى أن المشكلة ليست من الطالب فقط، بل كثيرا ما تكون من هيئة التدريس التي نشأت على عقلية الحشو. والمفروض أن لا يكون هناك أصلا تعريف بالأعلام في البحوث التي لا تتعلق بعلم الحديث وملحقاته، وإنما يكون التعريف بالأعلام في تلك البحوث إذا اقتبس الباحث نصا فيه إشارة إلى اسم علم من الأعلام بطريقة لا يتبين معها من هو المقصود فيحتاج إلى بيان من هو، أو إذا ورد مثل هذا في مخطوط أثناء تحقيقه فيحتاج إلى بيان، وما يشبه هذا من المواضع التي تحتاج إلى بيان.
وأنا لست مع فكرة تقسيم الأعلام إلى مشهورين لا يُعرَّف بهم، وغير مشهورين يُعرَّف بهم، بل أرى أنه لا داعي للتعريف بأحد، إلا إذا اقتضى الأمر بيان خفي كما أشرت سابقا، أو إذا كان البحث في علم الرجال. والله أعلم
 

د. نعمان مبارك جغيم

:: أستاذ أصول الفقه المشارك ::
إنضم
4 سبتمبر 2010
المشاركات
197
الجنس
ذكر
التخصص
أصول الفقه
الدولة
الجزائر
المدينة
-
المذهب الفقهي
من بلد يتبع عادة المذهب المالكي
رد: ظاهرة الحشو في الدراسات الشرعية

بارك الله فيكم و أحسن إليكم
كلام جميل و مقترح طيب لكن :
هل هذه الظاهرة المشار إليها خاصة بالدراسات الشرعية أم هي متطلبات أكاديمية فرضتها البحث العلمي المعاصر في جميع الدراسات الشرعية و غير الشرعية في المؤسسات العلمية و المراكز البحثية ؟
هل هو متطلب إشرافي أم جعل المشرفَ النظام الأكاديمي أن يعامل الطالب هكذا ؟
هل الطالب عند ما يأتي بكل ما أشير إليه لا يستفيد منه هو أولا و لا القارئ ثانيا حتى لو كان من العوام ؟ إذ كيف المشرفون و اللجان الأكاديمية تواطأت عليها ؟
هل التعامل في الرسائل العلمية و التحقيقية بما أشير إليها ألزم بها الطالب عشوائيا أم بعد دراسة القضية أم هو مجرد تقليد ؟؟ أسئلة لعلها تحتاج الإجابة في مثل هذه القضايا .
و هل هناك أمثلة في جامعة ما قبلت مثل هذا الاقتراح و فرضت على المشرف عدم توجيه الطالب أو إلزامه بالاجتناب كنموذج يحتذى به ؟
و لعلي أرى أن الطالب في مثل هذه المرحلة العلمية و بهذه الطريقة تتحذق و تتدرب و له كامل الحرية بعد تجاوزه لهذه المرحلة أن يختار منهجا حرا في تحقيقاته و مؤلفاته و بحوثه .
و الله أعلم سبحانه و تعالى .
.

الذي رأيته أن هذه الظاهرة منتشرة في كثير من الدراسات الشرعية وتليها بعض الدراسات الصادرة باللغة العربية في العلوم الإنسانية والاجتماعية، أما دراسات العلوم التجريبية والتطبيقية فأظنها محدودة جدا فيها.
ولا أظن هذا الحشو متطلبات أكاديمية فرضها البحث العلمي، ولا متطلب إشرافي، فهو أمر قائم على التقليد، وكون الكثير تواطأ عليها لا يعني أنها من متطلبات البحث العلمي، بل قد يكون التواطؤ قائما على التقليد والتحرج من كسر المألوف.
أما كونها فيها فائدة ولو لعوام الناس، فليس كل ما فيه فائدة يُحشر في كل مكان وجدنا متَّسعا لحشره فيه، بل لكل شيء موضعه.
أما كونها مرحلة تدريب للطالب، فهي كذلك، ولكن الأولى أن ندربه على الطريق السليم للبحث لا على الإعجاب بالمظهر الكمي والحشو، لأن هذا سيجعله بعد ذلك مشرفا أو مناقشا يفرض على الطلاب ثقافة الحشو. وقد ذكرت أن المشكلة ليست في الطلاب فقط، بل في كثير من البحوث التي يكتبها أساتذة جامعيون يكون معظمها الحشو والاستطراد. ولا أقول هذا تخمينا بل عن تجربة فيما كنت استقبله من بحوث في إحدى الدوريات، وما أراه في الكتب المطبوعة.
 

د. نعمان مبارك جغيم

:: أستاذ أصول الفقه المشارك ::
إنضم
4 سبتمبر 2010
المشاركات
197
الجنس
ذكر
التخصص
أصول الفقه
الدولة
الجزائر
المدينة
-
المذهب الفقهي
من بلد يتبع عادة المذهب المالكي
رد: ظاهرة الحشو في الدراسات الشرعية

ما رأيكم في التوسع في تخريج الأحاديث لا سيما في الرسائل التي ليس موضوعها علم الحديث؟
فمن الناس من يذكر كل المواطن التي ذكر فيها الحديث مع ذكر الكتاب والباب إن كانا، وهذا يأخذ قدرا معقولا من حجم الحواشي.
كثيرون يكتفون بالبخاري ومسلم إذا كان فيهما أو في أحدهما، وإلا نظروا إلى أصحاب الكتب الأخرى ولم يستقصوا
وكثيرون يستقصون في التخريج ومع هذا لا يذكرون درجة الحديث لا نقلا عن أهل الحديث ولا اجتهادا منهم
شخصيا أرى أن الهدف الأساس من التخريج ينبغي أن يرتكز على صحة الحديث ولا يصار إلى ذكر غير البخاري ومسلم إلا لحاجة كأن يكون لفظ الرواية في المتن ليس عند أحدهما مثلا. وإذا لم يكن الحديث في البخاري ومسلم فلا حاجة إلى الاستقصاء في التخريج بل يكفي ذكر مرجع أو مرجعين ولا حاجة لذكر الكتاب والباب ولكن لا بد من بيان درجة الحديث نقلا عن المختصين ما أمكن. والله أعلم.

جزاك الله أخي
أنا أوافقك أخي تماما في هذا.
فإنما تكون الحاجة إلى الاستقصاء (1) إذا كان الحديث غير ثابت الصحة فيكون الاستقصاء من لوازم البحث في حكم الحديث، (2) أو في حالة كون البحث متخصصا في الحديث، (3) أو في حال اختلاف الألفاظ في مختلف الروايات اختلافا يؤثر فيما يُفهم من الحديث.
 
أعلى