العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

دروس سهلة في علم البلاغة للمبتدئين (علم المعاني)

صفاء الدين العراقي

::مشرف ملتقى المذهب الشافعي::
إنضم
8 يونيو 2009
المشاركات
1,647
الجنس
ذكر
التخصص
.....
الدولة
العراق
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله محمد وعلى آله وصحبه وسلم.أما بعد...فهذه دروس موجزة في علم البلاغة تشتمل على زبدة ما في مائة المعاني والبيان مع زيادات أسأل الله أن ينفع بها وأن يتمها على خير.
الدرس الأول الفصاحة
الفصاحة لغة تدل على الظهور والبيان، يقال: "أفصحَ الصبحُ" إذا أضاء. و"أفصح الصبيُّ" إذا بان كلامه وفُهِم.وتقع في الاصطلاح وصفا للكلمة، والكلام، والمتكلم فيقال: كلمة فصيحة، وكلام فصيح، ومتكلم فصيح.ففصاحة الكلمة: سلامتها من: تنافر الحروف، ومخالفة القياس، والغرابة.فتنافر الحروف: وصف في الكلمة يوجب ثقلها على اللسان. فيعسر النطق بها ولا ترتاح لسماعها الأذن.مثاله: (الهِعْخِع) لنبات أسود تأكله الإبل، فحروفه لما اجتمعت وتقاربت في المخرج- إذْ هي حروف حلقية- تنافرت ولم تتلائم فعسر النطق بها. ومثل مُسْتَشْزِر أي مرتفع.ومخالفة القياس: كون الكلمة غير جارية على القانون الصرفي.مثل: فك الإدغام في موضع يجب فيه الإدغام مثل: الأَجْلَل، والفصيح هو الأَجلُّ أي الأعظم، ومثل: جمع الكلمة جمعا لا تقره قواعد الصرف كجمع بُوق على بوقات والفصيح أبواق.والغرابة: كون الكلمة غير ظاهرة المعنى لكونها غير مأنوسة الاستعمال عند العرب الفصحاء.مثل: تَكَأكَأَ أي اجتمعَ، وافْرَنْقَعَ أي انصرف، فليس كل كلمة لها معنى في اللغة يفصح استعمالها وإن كانت مهجورة غير متداولة.وفصاحة الكلام: سلامته من: تنافرِ الكلمات، وضعفِ التأليف، والتعقيدِ، مع فصاحة كلماته في نفسها.فتنافر الكلمات: وصف في الكلام يوجب ثقله على اللسان. فيعسر النطق به ولا ترتاح لسماعه الأذن.كقول الشاعر:وقَبرُ حَرْبٍ بمكانٍ قَفْرُ... وليسَ قربَ قَبْرِ حَرْبٍ قبرُفالشطر الثاني من البيت ثقيل بسبب اجتماع كلمات متكررة متقاربة المخرج، مع أن كل كلمة لوحدها فصيحة.وضعف التأليف: كون الكلام غيرَ جارٍ على القانون النَّحْوِي المشهور بين النحاة. مثل: عود الضمير على متأخر لفظا ورتبة، وقد استقر عند النحاة أن ذلك لا يجوز كأن يقال: ضَرَبَ غلامُهُ زيدًا، فغلامه فاعل وضميره يعود على زيدٍ المتأخر في النطق والمتأخر في الرتبة لأنه مفعول به ورتبته متأخرة عن الفاعل، والفصيح: ضربَ زيدًا غُلامُهُ.وليس المراد هو مخالفة قواعد النحو الأساسية كرفع الفاعل ونصب المفعول به كأن يقول قائل ضربَ زيدٍ عمرًا فهذا فاسد من أصله ولا يوصف بأنه غير فصيح، وأما عود الضمير على متأخر لفظا ورتبة فإنه وإن كان غير حسن لكنه ليس بممتنع كامتناع جر الفاعل.والتعقيد نوعان: لفظي ومعنوي.فالتعقيد اللفظي: أن يكون الكلام خفيَّ الدلالة بسبب التقديم والتأخير أو الفصل بين الكلمات المتلازمة.مثل: ما قرأَ إلا واحدًا سليمٌ معَ كتابًا أخيه. فإن هذا الكلام غير فصيح لتعقيده الشديد. والتركيب الصحيح: ما قرأ سليمٌ مع أخيه إلا كتابا واحدًا.والتعقيد المعنوي: أن يكون الكلام خفي الدلالة بسبب استعمال مجازات وكنايات لا يفهم المراد منها.مثل: "نشر الحاكم ألسنته في المدينة" مريدا جواسيسه. فهذا غير فصيح لأن كلمة اللسان تطلق أحيانا ويراد بها اللغة، ولا يعرف استعمالها للجاسوس فيكون في الكلام تعقيد معنويّ والصواب أن يقال: نشر الحاكم عيونَه.ومثل أن يكنّى عن الفرح والسرور بجمود العين فيقال: بعد الحزن والفراق جمدت عيني أي فرحتُ، فإن جمود العين يكنى به عن بخل العين بالدمع وقت البكاء والحزن ولا يعهد إرادة الفرح به.ثم بعد سلامة الكلام من العيوب الثلاثة: تنافر الكلمات، وضعف التأليف، والتعقيد لا بد أن تكون الكلمات المفردة في نفسها فصيحة ليس فيها تنافر الحروف، والمخالفة للقياس الصرفي، والغرابة؛ لأن فصاحة الكلمة شرط في فصاحة الكلام.وفصاحة المتكلم: ملكة يُقتدر بها على التعبير عن المقصود بكلام فصيح في أي غرض كانَ. فلا يكون المتكلم فصيحا حتى يكون ذا ملكة -أي صفة راسخة في النفس- يتمكن بها من إنشاء الكلام الفصيح الخالي من تلك العيوب في أي غرض وفي أي موقف أراد كالمدح والهجاء والوعظ، ولا يوصف الشخص بها لإتيانه أحيانا ببعض الكلام الفصيح من غير حيازة الملكة.
( أسئلة )​
1- ما هي الفصاحة لغة واصطلاحا؟2- ما معنى فصاحة الكلمة والكلام والمتكلم؟3- مثل بمثال من عندك لكلمة فصيحة وأخرى غير فصيحة.
( ت 1 )​
بيّن سبب عدم فصاحة الكلمات الآتية:( الظِّشُ - اِطْلَخَمَّ - مَوْدَدَة - النُّقَاخ )
( ت 2 )​
بين سبب عدم فصاحة الكلام الآتي:( كريم متى أَمْدَحْهُ أَمْدَحْهُ والورى...معي وإذا ما لمتُه لمتُه وحدي - سَكَنَ صاحبُها الدارَ ( يقصد: سكن الدارَ صاحبُها ) - كيف يكون حليفَك النجاحُ وأبوك وكسول أنت غبي ( يقصد: كيف يكون النجاح حليفَك وأبوك غبي وأنت كسول ) - من لم يظلم الناس يظلم ( يقصد: من لم يحافظ على حقوقه تؤخذ منه ))
 
التعديل الأخير:

صفاء الدين العراقي

::مشرف ملتقى المذهب الشافعي::
إنضم
8 يونيو 2009
المشاركات
1,647
الجنس
ذكر
التخصص
.....
الدولة
العراق
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي
رد: دروس سهلة في علم البلاغة للمبتدئين (علم المعاني)

الدرس الثامن عشر تتمة الكلام على الإنشاءرابعا: التمني وهو: طلب الأمر المستحيل أو ما فيه عسر. مثل: ليتَ الشبابَ يعودُ، ومثل قول الفقير: ليتَ لي مالا.والأداة الأصلية للتمني هي: (ليتَ)، وقد يتمنى مجازا بغيرها من الأدوات وهي:1- لو مثل قوله تعالى:(فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين).2- هل مثل قوله تعالى:(فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا).3- لعلَّ مثل قوله تعالى: ( قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت).خامسا: النداء وهو: طلب الإقبال بحرف نائب مناب أدعو. مثل: يا زيدُ فمعناه يازيدُ أقبل.وقد يحذف حرف النداء ويكون مقدرا كقوله تعالى:(يوسفُ أعرض عن هذا) أي يا يوسفُ، ومثل قولك: أيها الناس أي يا أيها الناس.وقد يخرج النداء عن معناه الأصلي الذي هو طلب الإقبال إلى معان منها:1- الاختصاص وهو هنا: تخصيص الشيء من بين أمثاله بما نسب إليه. مثل قولك: "اللهم ساعدنا على النصرِ أيُّها الجنودُ" فقولك:"أيها الجنود" تقصد به نحن الجنود الذين نطلب المساعدة على النصر فلم تناد أحدا وتطلب إقباله بل تقصد نفس المتكلم ومن معه طالبا تخصيصكم بالنصر، ومثل: نحنُ -أيتها الأمهاتُ- نربي الأجيالَ.2- الإغراء أي التحريض كقولك لمن أقبل يتظلم ويشتكي "يا مظلومُ"، فليس الغرض منه، حقيقة النداء الذي هو طلب الإقبال؛ لأن الإقبال حاصل، فلا معنى لطلبه، إنما المراد إغراء المخاطب وحثه على زيادة التظلم، أي زد من الشكوى فإن مخاطبته بالمظلوميه يغريه على الزيادة.وقوع كل من الخبر والإنشاء موضع الآخرأولا: وقوع الخبر في موضع الإنشاء بأن تكون الجملة خبرية لفظا لكنها إنشائية في المعنى ويكون لأغراض منها:1- التفاؤل بحصول الخبر؛ كقولك عن ميت: رحمهُ الله أي اللهم ارحمه تفاؤلا بحصول الرحمة.2- إظهار الحرص على وقوع الخبر؛ كقولك عن ميت: رحمه الله إظهارا للحرص فالمثال يصلح للأمرين.ثانيا: وقوع الإنشاء موضع الخبر بأن تكون الجملة إنشائية لفظا خبرية معنى مثل قوله تعالى:(قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد) أي وأمر بإقامة وجوهكم عند كل مسجد، فوضع الإنشاء وأراد الخبر للتأكيد على أمر الصلاة.تنبيه: الأمر والنهي والاستفهام والتمني يجوز أن يقدر بعدها شرط إذا كان ما بعدها يصلح أن يكون جزاءً لذلك الشرط وحينئذ يكون المضارع مجزوما.مثل: ادرس تنجح، التقدير: إن تدرس تنجح.ومثل: لا تدنُ من الأسد تسلم، التقدير: إن لا تدنُ من الأسدِ تسلمْ.ومثل: أينَ بيتكَ أزرْكَ، التقدير: إنْ تعرفّني بيتكَ أزرْكَ.ومثل: ليتَ لي مالًا أنفقهْ في سبيل، التقدير: إن يكن لي مال أنفقهْ في سبيل الله.ويجوز أن لا يقدر بعدها الشرط ويكون المضارع مرفوعا مثل: ادرسْ تنجحُ.وقد اختلف النحاة في الجازم فقيل هو شرط مقدر، وقيل: الجازم هو نفس الطلب أي نفس الأمر والنهي والاستفهام والتمني من غير حاجة إلى تقدير شرط.
 

صفاء الدين العراقي

::مشرف ملتقى المذهب الشافعي::
إنضم
8 يونيو 2009
المشاركات
1,647
الجنس
ذكر
التخصص
.....
الدولة
العراق
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي
رد: دروس سهلة في علم البلاغة للمبتدئين (علم المعاني)

الدرس التاسع عشر الفصل والوصلالوصل: عطف جملة على أخرى بالواو.والفصل: ترك عطف جملة على أخرى.مثال: "زيدٌ عالمٌ وعمرٌو جاهل" هذا وصل لعطف الجملة الثانية على الأولى بواسطة الواو.مثال: "أحسنتُ إلى الفقيرِ، أعطيتُه دينارًا" هذا فصل لإن الجملة الثانية لم تعطف على الأولى.ولكل من الفصل والوصل مواضع:أولا: مواضع الفصل: يجب الفصل في مواضع:1- أن يكون بين الجملتين اتحاد تام بأن تكون الثانية بدلا من الأولى، أو بيانا لها، أو توكيدا لها. ويقال حينئذ: إن بين الجملتين كمال الاتصال.مثال البدل: "أحسنتُ إلى الفقيرِ، أعطيته دينارًا" فالجملة الثانية:"أعطيته دينارًا" بدل من الجملة الأولى:"أحسنتُ إلى الفقير".ومثال البيان: قوله تعالى: (فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ) فالجملة الثانية: "قال يا آدم.." هي بيان وتفسير للجملة الأولى "فوسوس إليه الشيطان".ومثال التوكيد: إنما الدنيا فناءُ... ليسَ للدنيا ثبوتُ.فالجملة الثانية "ليس للدنيا ثبوت" هي بمعنى الجملة الأولى، فتكون تأكيدا لها في المعنى.وسبب الفصل أن أن العلاقة بين الجملتين قوية لا تحتاج إلى ربط بحرف العطف.2- أن تكون الجملة الثانية بمثابة جواب عن سؤال مقدر نشأ من الجملة الأولى. ويقال في هذا الموضع إن بين الجملتين شبه كمال الاتصال.مثل قوله تعالى: ( ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون) فجملة "إنهم مغرقون" واقعة في جواب سؤال مقدر ناشئ عن الجملة الأولى أي: لماذا لا أخاطبك في الذين ظلموا ؟ فتأتي الإجابة "إنهم مغرقون" ويسمى استئنافا بيانيا.3- أن يكون بين الجملتين تباين تام بأن يختلفا خبرا وإنشاءً، أو بأن لا يكون بينهما مناسبة في المعنى. ويقال إن بين الجملتين كمال الانقطاع.مثال الاختلاف في الخبر والإنشاء: "سقَطَ المهملُ في الامتحانِ، ليتَكَ تتعظُ". ومثال عدم المناسبة: "عليٌّ كاتبٌ، الحمامُ طائرٌ" فإنه لا مناسبة في المعنى بين كتابة علي وطيران الحمام.ثانيا: مواضع الفصل: يجب الفصل في موضعين:1- إذا اتفقت الجملتان خبرا أو إنشاء وكانت بينهما مناسبة. ويقال حينئذ إن بين الجملتين توسط في الكمال. إذْ ليس بينهما كمال اتصال ولا كمال انفصال.مثل قوله تعالى: (جاءَ الحق، وزهقَ الباطلُ) فالجملتان متفقتان في كونهما خبريتين، والمناسبة بينهما ظاهرة وهي التضاد والتقابل في المعنى.2- إذا اختلفت الجملتان خبرا وإنشاءً وأوهم الفصل خلاف المقصود. مثل: لو سألك سائل: هل برأ عليٌّ من المرض؟ فقلت: "لا وشفاهُ الله". فقولك"لا" أي لم يبرأ وهذه جملة خبرية، وقولك"شفاهُ الله" هذه جملة دعائية إنشائية، ولكن ترك الواو يوهم الدعاء عليه فلذا زيدت.
 

صفاء الدين العراقي

::مشرف ملتقى المذهب الشافعي::
إنضم
8 يونيو 2009
المشاركات
1,647
الجنس
ذكر
التخصص
.....
الدولة
العراق
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي
رد: دروس سهلة في علم البلاغة للمبتدئين (علم المعاني)

الدرس العشرون الإيجاز والإطناب والمساواةكل ما يجول في الصدر من المعاني يمكن أن يعبر عنه بثلاث طرق:المساواة وهي: تأدية المعنى المراد بعبارة مساوية له.والإيجاز وهو: تأدية المعنى المراد بلفظ أقل من اللفظ الذي وضع له مع وفائها بالغرض. والإطناب وهو: تأدية المعنى المراد بلفظ زائد لفائدة.مثال المساواة أن تقول لصاحبٍ لك: إذا احتجتَ مساعدةً فأخبرني. فهنا الألفاظ بقدر المعاني فإذا حاولت أن تسقط كلمة لكان إخلالا، ولو زدت كلمة لجاءت الزيادة فضلا.مثال: قال الله تعالى: "وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله".ومثال الإيجاز أن تقول لصاحبك: إذا احتجت فأخبرني. فهنا حذف المفعول به لدلالة المقام عليه.مثال: قال الله تعالى: " وسئل القرية" أي أهلها.ومثال الإطناب أن تقول لصاحبك: إذا احتجتَ أي مساعدة ليلا أو نهارا فاعلمني على الفور.مثال: قال الله تعالى على لسان زكريا عليه السلام: "قالَ ربّ إني وهنَ العظمُ مني واشتعلَ الرأسُ شيبا" أي كبرتُ. وأصله: رب إني كبرت أو شختُ. فإن لم تكن في الزيادة فائدة سمي حشوا وتطويلا( ) وكان الكلام معيبا.ثم الإيجاز ينقسم إلى قسمين:أولا: إيجاز قِصَر وهو: أن يتضمن الكلام القليل معاني كثيرة من غير حذف.كقوله تعالى: " ولكم في القصاص حياة" فقد تضمنت كلمة حياة من المعاني الكثيرة وأن القصاص هو السبيل لحفظ الحياة الشيء الكثير مما جعل العلماء يفيضون في استخراج معانيها.ومثله قوله صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات" متفق عليه.ثانيا: إيجاز حذف وهو: ما كان بحذف دل عليه دليل. كما في قوله تعالى"وسئل القرية".والإطناب يحصل بعدة أمور منها:1- التوشيع وهو: الإيضاح بعد الإبهام. كما في قولهم: ( العلم علمان: علم الأبدان وعلم الأديان). فإن عبارة (علمان) مبهمة وجيء بما بعدها إيضاحا لها.2- التكرار لداع بلاغي كالتأكيد وتمكين المعنى في نفس السامع، كقوله تعالى: (هيهات هيهات لما توعدون).3- الاعتراض وهو: الإتيان بجملة لا محل لها من الإعراب في أثناء الكلام لغرض.كقوله تعالى: (ويجعلون للهِ البنات-سبحانه- ولهم ما يشتهون) فقوله تعالى: "سبحانه" جملة معترضة للتنزيه.4- التذييل وهو: تعقيب الجملة بجملة أخرى تشتمل على معناها توكيدا لها.كقوله تعالى: "وقل جاءَ الحقّ وزهقَ الباطل إنَّ الباطلَ كانَ زَهُوقًا" فجملة "إن الباطل كان زهوقا" جيء بها لتوكيد جملة "وزهق الباطل" وهي توافقها في المعنى.
 

صفاء الدين العراقي

::مشرف ملتقى المذهب الشافعي::
إنضم
8 يونيو 2009
المشاركات
1,647
الجنس
ذكر
التخصص
.....
الدولة
العراق
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي
رد: دروس سهلة في علم البلاغة للمبتدئين (علم المعاني)

وبهذا تم لنا علم المعاني. نكتفي بهذا القدر وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
 
إنضم
24 نوفمبر 2012
المشاركات
24
الجنس
ذكر
الكنية
-
التخصص
-
الدولة
الكويت
المدينة
الكويت
المذهب الفقهي
غير معروف
رد: دروس سهلة في علم البلاغة للمبتدئين (علم المعاني)

جزاكم الله خيراً شيخنا، وبارك فيكم وفي أوقاتكم وأعماركم.
 
أعلى