العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

دروس في علم المناظرة سهلة وواضحة.

صفاء الدين العراقي

::مشرف ملتقى المذهب الشافعي::
إنضم
8 يونيو 2009
المشاركات
1,649
الجنس
ذكر
التخصص
.....
الدولة
العراق
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي

#للوصول إلى الفهرس اضغط#
هنا
# للوصول إلى الدروس على هيئة بي دي إف اضغط #
هنا
تم الانتهاء من شرح الكتاب كاملا بتاريخ 26-3-2012


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد...
فهذه دروس في علم المناظرة شرعت بالكتابة فيها وضعتها على متن آداب البحث للشيخ العلامة طاش كبرى زاده، وهي معتمدة اعتمادا كاملا على ما سبق شرحه في الواضح.
والله أسأل أن يعيننا على الإتمام على خير إنه سميع مجيب.


بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة

المناظرة: مسائل يبحث فيها عن أحوال وظائف المتناظرين من حيث كونها مقبولة أو مردودة.
وفائدتها: حفظ الذهن عن الخطأ في المناقشات.
بمعنى أن الإنسان باعتبار كونه مفكرا لا بد أن يحمل آراء واعتقادات معينة فيها من الاختلاف والتعدد الشيء الكثير، وبما أنه اجتماعي بطبعه فلا بد أن تحصل بين الناس مناقشات ومناظرات كل طرف منهم يحاول أن يثبت صحة رأيه، فكان لا بد من وضع ضوابط تحكم المناقشات حتى لا تحيد عن الهدف الذي من أجله انعقدت وهو ظهور الحق والصواب وتتحول إلى مصارعة فمن أجل ذلك وضعوا علم المناظرة.

ثم إن المناقشة والمناظرة تقتضي وجود عنصرين رئيسين هما:
1- موضوع تجري حوله المناظرة، مثل حرمة الغناء.
2- شخصان يتناظران: أحدهما يتبنى صحة القضية ويدافع عنها وآخر ينفيها ويهاجمها.
فزيد من الناس يدافع عن رأي وقضية ما كحرمة الغناء، وعمرو يهاجم ذلك الرأي، فلزيد وظيفة ودور يقوم به، ولعمرو وظيفة ودور آخر.

وعلم المناظرة يعطيكَ مجموعة من القواعد والمسائل التي تتحدث عن الطرق والوسائل التي يمكن أن يستعملها كل من المتناظرين للدفاع عن رأيه أو الهجوم على رأي صاحبه ويبين لك أن هذه الطريقة في النقاش مقبولة سائغة أو مردودة لا يجوز استعمالها.

مثال: قال زيدٌ: هذا الآية تدل على الوجوب والدليل عليه هو أنها أمر- وكل أمر يدل على الوجوب.
فيقول له عمرو: فقوله تعالى: ( فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا) أمر ولم يدل على الوجوب بل على الندب.
فهنا أبطل عمرو دعوى زيد بأن كل أمر يدل على الوجوب بالنقض بأن أثبت تخلف الدليل وعدم اطراده فقد وجد لفظ الأمر ولم يوجد معه الوجوب.
فهذا النقض يسمى بالنقض المشهور لأنه هو الذائع المعروف فحينئذ نقول:
( النقض المشهور وظيفة مقبولة ) فهذه مسألة من مسائل علم المناظرة.

مثال: قال زيد هذا الشخص يجب قتله، والدليل على ذلك أنه قد قتل شخصا مكافئا له عمدا عدوانا- وكل من قتل شخصا مكافئا له عمدا عدوانا يجب قتله.
فيقول له عمرو هذا منقوض بالذي ينفذ القصاص على القاتل فإنه يقتل شخصا مكافئا له عمدا ومع هذا لا يجب قتله.فهذا النوع من النقض يسمى بالنقض المكسور وهو أن يترك من دليل الخصم بعض الأوصاف المؤثرة.فهنا عمرو ترك من استدلال زيد كلمة عدوان وهي لها مدخل وتأثير في ثبوت القصاص لأن من ينفذ القصاص لم يقتل عدوانا بل نفذ حكم الله.
( فهذا النقض المكسور وظيفة مردودة ) لا يجوز ارتكابها لأنها نوع مغالطة وهذه مسألة أخرى من مسائل علم المناظرة.

فقد تبين لكَ أن علم المناظرة هو مسائل يبين فيها الوظائف المقبولة والمردودة للمتناظرين.
فوظائف المتناظرين هي: الاعتراضات والأجوبة التي تحدث بين المتناظرين، وتسمى بالأبحاث الكلية لأنها قواعد كلية تنطبق على الأبحاث الجزئية التي تتعلق بموضوع معين.

مثال: النقض المشهور بحث كلي ينطبق على كل النقوضات الجزئية مثل نقض كل أمر يدل على الوجوب في المثال السابق.
مثال: النقض المكسور بحث كلي ينطبق على كل النقوضات المكسورة مثل نقض كل من قتل شخصا مكافئا له يجب قتله في المثال السابق.

وتسمى الوظيفة المقبولة مثل النقض المشهور بالوظيفة الموجَّهَة.
وتسمى الوظيفة غير المقبولة مثل ذلك النقض المكسور بالوظيفة غير الموجَّهَة.
ومعنى كونها موجهة أنها تتوجه إلى كلام الخصم وتدفعه فهي مجدية ومقبولة في المناظرة.
وأما غير الموجهة فبعكسه لا تتوجه إلى كلام الخصم ولا تدفع كلامه فهي غير مجدية وغير مقبولة في المناظرة.

ثم إن الفرق بين المنطق والمناظرة هو أن المنطق يبحث فيه عن أحوال التعريف والدليل أي يعرفك طريقة رفع المجهول، وأما علم المناظرة فيعرفك الطريق الصحيح للمناظرة حول التعريف والدليل.
فالمنطق يعلمك أحوال التعريف والدليل، والمناظرة تعلمك الاعتراضات التي يمكن أن تتوجه على التعريف والدليل، وكذا الأجوبة الممكنة عنها.
تنبيه: يسمى هذا العلم أيضا بآداب البحث والمناظرة.

( أسئلة )

1- في ضوء ما تقدم ما هو علم المناظرة وما هي فائدته ؟
2- ما هي أركان المناظرة ؟
3- ما الفرق بين المنطق والمناظرة ؟

 

صفاء الدين العراقي

::مشرف ملتقى المذهب الشافعي::
إنضم
8 يونيو 2009
المشاركات
1,649
الجنس
ذكر
التخصص
.....
الدولة
العراق
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي
رد: دروس في علم المناظرة سهلة وواضحة.

( الدرس الثامن في علم المناظرة )

المعارضة

قد علمتَ أن وظائف السائل ثلاثة: المنع، والنقض، والمعارضة، وقد مضى الكلام مفصلا على المنع والنقض فلنختمها بالمعارضة.
والمعارضةُ- كما عرفتَ - مقابلة دليل الخصم بدليل يبطل مدعاه.
فالمعارضة تهاجم نفس القضية المستدل عليها، بخلاف النقض فهو يهاجم نفس الدليل، بعبارة أخرى المعارضة تهاجم المدلول، والنقض يهاجم الدليل.

وبالتأمل في تعريف المعارضة يتضح أن لها ثلاثة أركان لا تتحقق بدونها وهي:
1- أن يقيم المعلل دليلا على مدعاه.
2- أن يقابل السائل دليل المعلل بدليل آخر.
3- أن تكون نتيجة ذلك الدليل الآخر يخالف مدعى المعلل.

فلو ادعى المعلل دعوى ولم يقم عليها الدليل بعدُ فلا يجوز أن يهاجمها السائل بغير المنع أي يطلب عليها الدليل سواء بلا سند أو مع السند، فلا تنقض ولا تعارض لعدم وجود الدليل، فالمعارضة تأتي بعد أن يستدل الخصم على ما ادعاه لا قبل ذلك.
ولو استدل المعلل على دعواه وأدعى السائل بطلان تلك الدعوى من غير أن يقابل الدليل بدليل فلا يقبل وتكون مكابرة مردودة.

مثال: قال المعلل: ذلك الشاخص إنسان، فهذه دعوى مجردة من الدليل لا سبيل لمهاجمتها بغير المنع.
فقال السائل: أمنع، أو قال أمنع لم لا يجوز أن يكون فرسا.
فقال المعلل: ذلك الشاخص ناطق- وكل ناطق إنسان- فذلك الشاخص إنسان. ( دليل أصل الدعوى ).
فهنا يتأتى أن نهاجم الدليل بنقضه وإثبات تخلفه إن أمكن ذلك ووجدنا لذلك سبيلا.
أو نقابل هذا الدليل بدليل آخر ينتج خلاف أصل الدعوى وهي ذلك الشاخص إنسان.
فيقول السائل: ذلك الشاخص فرس، وليس إنسانا والدليل عليه: إنه صاهل- وكل صاهل فرس. فهذه معارضة صحيحة حيث استدل المعلل أولا على دعواه ( ذلك الشاخص إنسان )، ثم استدل السائل بدليل آخر أنتج ( ذلك الشاخص فرس ) وهذه النتيجة تخالف دعوى الخصم فتحققت أركان المعارضة.

ثم لا فرق بين أن تحصل المعارضة على أصل الدعوى كما سبق في المثال السابق ، أو أن تحصل المعارضة على مقدمة من مقدمات الدليل بعد الاستدلال عليها.

مثال: قال المعلل: ذلك الشاخص إنسان، والدليل عليه: إن ذلك الشاخص ناطق- وكل ناطق إنسان.
فقال السائل: أمنع الصغرى لم لا يكون راغيا ( صفة الجمل ).
فقال المعلل: الدليل على الصغرى: إن ذلك الشاخص ضاحك- وكل ضاحك ناطق- فذلك الشاخص ناطق.
فقال السائل: ذلك الشاخص راغ وليس بناطق، والدليل عليه: إن ذلك الشاخص له سنام- وكل ما له سنام فهو راغ- فذلك الشاخص راغ.
فهنا لم تتجه المعارضة على أصل الدعوى وهي ( ذلك الشاخص إنسان ) وإنما اتجهت على مقدمة أقيم عليها الدليل وهي ( إن ذلك الشاخص ناطق ).
فتحصل أن المعارضة إما أن تتجه على أصل الدعوى ويسمونها بالمعارضة في الدعوى أو في الدليل.
أو تتجه على مقدمة من مقدمات دليل أقيم عليها الدليل ويسمونها بالمعارضة في المقدمة أو في العلة.

مثال: قال المعلل: المسيح إلهٌ، والدليل عليه: إنه خلق من غير أب- وكل من خلق من غير أب فهو إله.
فقال السائل: المسيح عبد لله: والدليل عليه: إنه حملته أمه وأنجبته- وكل من كان شأنه كذلك فهو عبد لله.
فهذه معارضة متجهة على أصل الدعوى قابل فيها السائل دليل المعلل بدليل آخر أنتج له خلاف دعوى المعلل؛ فدعواه هي ( المسيح إلهٌ ) ودعوى السائل ( المسيح عبد لله ) وهما متنافيان ولا يتأتى اجتماعهما.

مثال: قال المعلل: المسيح إلهٌ، والدليل عليه: إنه خلق من غير أب- وكل من خلق من غير أب فهو إله.
فقال المعلل: أمنع الكبرى.
فقال السائل: الدليل عليها هو: كل من خلق من غير أب فقد خرق الطبيعة- وكل من خرق الطبيعة فهو إله.
فقال السائل: كل من خلق من غير أب فهو عبد لله وليس إلها، والدليل عليها هو: كل من خلق من غير أب فقد وجِد بعد أن لم يكن موجودا- وكل من وجد بعد أن لم يكن موجودا فهو عبد لله.
فهذه معارضة متجهة على مقدمة من دليل الخصم، وقد أقام المعلل عليها دليلا، ثم عارض السائل دليله بدليل منتج لخلاف تلك المقدمة.

والخلاصة هي: إن فكرة المعارضة أن يدعي المعلل دعوى ويقيم عليها الدليل، فيقوم السائل بتجاهل دليله وعدم التعرض له، ومهاجمة نفس الدعوى بواسطة إقامة دليل آخر ينتج ما ينافي ويمانع تلك الدعوى.

( أسئلة )


1- في ضوء ما تقدم ما هي أركان المعارضة؟
2- ما هي أقسام المعارضة؟
3- مثل بمثال لكل قسم من أقسام المعارضة؟

( تمارين )

عيّن نوع المعارضة من حيث كونها متجهة على أصل الدعوى أو المقدمة وبيّن انطباق أركان المناظرة عليها :
1- قال المعلل: أكثر الناس شاكرون لله، والدليل عليه: أكثر الناس يقولون الحمد لله شكرا لنعم الله- وكل من كان شأنه كذلك فهو شاكر لله.
فقال السائل: أكثر الناس ليسوا شاكرين الله، والدليل عليه: أكثر الناس يعصون الله بنعمه- وكل من كان شأنه كذلك فهو ليس شاكرا الله؟
2- قال المعلل: هذا الماء طهور، والدليل عليه: إن هذا الماء باق على أصل خلقته- وكل ماء باق على أصل خلقته فهو طهور، والدليل على الصغرى: إن هذا الماء لم تخالطه نجاسة- وكل ماء لم تخالطه نجاسة فهو باق على أصل خلقته.
فقال السائل: إن هذا الماء ليس باقيا على أصل خلقته، والدليل عليه: إن هذا الماء خالطه طاهر غير مطهر فغيّره كثيرا- وكل ماء شأنه كذلك فهو ليس باقيا على أصل خلقته؟
 

أم عبد الله السرطاوي

:: نائبة فريق طالبات العلم ::
إنضم
13 يونيو 2010
المشاركات
2,308
التخصص
شريعة/ هندسة
المدينة
***
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: دروس في علم المناظرة سهلة وواضحة.

( أسئلة )

1- في ضوء ما تقدم ما هي أركان المعارضة؟
ثلاثة أركان:
1- استدلال المعلل بدليل على دعواه
2- استدلال السائل بدليل متوجه على أصل الدعوى أو على إحدى مقدمتي دليل المعلل
3- تنافي وتعارض استدلالي المعلل والسائل

2- ما هي أقسام المعارضة؟
قسمين:
1- معارضة في الدعوى أو في الدليل: وهي متجهة على أصل الدعوى
2- معارضة في المقدمة أو العلة: وهي متجهة على أحد مقدمات الدليل التي أقيم عليها

3- مثل بمثال لكل قسم من أقسام المعارضة؟
(معارضة في الدعوى)
قال المعلل: هذا الشكل مربع والدليل: أنه بأربعة أضلاع - وكل شكل بأربعة أضلاع فهو مربع
فقال السائل: بل الشكل مَعِينا والدليل: أنه بأربعة أضلاع زواياه ليست قائمة (90 درجة) - وكل شكل هكذا صفته فهو معين

(معارضة في المقدمة)
قال الإمامي الإثنا عشري (المعلل): علي هو الأحق بالخلافة والدليل: أنه تزوج فاطمة الزهراء ابنة الرسول - وكل من تزوج ابنة نبيه فهو خليفته
قال السني (السائل): كل من تزوج ابنة نبي لا يلزم أن يكون خليفته والدليل: أن عثمان تزوج ابنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم - وكل من تزوج ابنتين للرسول فهو أحق ممن تزوج ابنة واحدة.

أرجو أن تكون الأمثلة طريقتها صحيحة


( تمارين )

عيّن نوع المعارضة من حيث كونها متجهة على أصل الدعوى أو المقدمة وبيّن انطباق أركان المناظرة عليها :
1- قال المعلل: أكثر الناس شاكرون لله، والدليل عليه: أكثر الناس يقولون الحمد لله شكرا لنعم الله- وكل من كان شأنه كذلك فهو شاكر لله.
فقال السائل: أكثر الناس ليسوا شاكرين الله، والدليل عليه: أكثر الناس يعصون الله بنعمه- وكل من كان شأنه كذلك فهو ليس شاكرا الله؟
معارضة متجهة على أصل الدعوى، وأركان المناظرة منطبقة: دليل المعلل ودليل السائل، وتنافيهما

2- قال المعلل: هذا الماء طهور، والدليل عليه: إن هذا الماء باق على أصل خلقته- وكل ماء باق على أصل خلقته فهو طهور، والدليل على الصغرى: إن هذا الماء لم تخالطه نجاسة- وكل ماء لم تخالطه نجاسة فهو باق على أصل خلقته.
فقال السائل: إن هذا الماء ليس باقيا على أصل خلقته، والدليل عليه: إن هذا الماء خالطه طاهر غير مطهر فغيّره كثيرا- وكل ماء شأنه كذلك فهو ليس باقيا على أصل خلقته؟

المعارضة متجهة على مقدمة الدليل الصغرى
واكتملت أركان المعارضة بدليل المعلل ودليل السائل، وتنافيهما
 

صفاء الدين العراقي

::مشرف ملتقى المذهب الشافعي::
إنضم
8 يونيو 2009
المشاركات
1,649
الجنس
ذكر
التخصص
.....
الدولة
العراق
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي
رد: دروس في علم المناظرة سهلة وواضحة.



(معارضة في المقدمة)
قال الإمامي الإثنا عشري (المعلل): علي هو الأحق بالخلافة والدليل: أنه تزوج فاطمة الزهراء ابنة الرسول - وكل من تزوج ابنة نبيه فهو خليفته
قال السني (السائل): كل من تزوج ابنة نبي لا يلزم أن يكون خليفته والدليل: أن عثمان تزوج ابنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم - وكل من تزوج ابنتين للرسول فهو أحق ممن تزوج ابنة واحدة.
في هذا المثال نظر لأن أركان المعارضة لم تتحقق فإن المعلل لم يستدل على الكبرى بعد فقد هوجمت بالمعارضة قبل الاستدلال عليها فالمفروض أن يوجّه إليها المنع ثم إذا استدل على الكبرى صحت المعارضة حينئذ.
 

أم عبد الله السرطاوي

:: نائبة فريق طالبات العلم ::
إنضم
13 يونيو 2010
المشاركات
2,308
التخصص
شريعة/ هندسة
المدينة
***
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: دروس في علم المناظرة سهلة وواضحة.

في هذا المثال نظر لأن أركان المعارضة لم تتحقق فإن المعلل لم يستدل على الكبرى بعد فقد هوجمت بالمعارضة قبل الاستدلال عليها فالمفروض أن يوجّه إليها المنع ثم إذا استدل على الكبرى صحت المعارضة حينئذ.
جزاكم الله شيخنا خيرا على هذا التنبيه وإلا لما فطنت له.
 
إنضم
21 نوفمبر 2010
المشاركات
298
التخصص
الفقه المالكي وأصوله
المدينة
وهران
المذهب الفقهي
المالكي
رد: دروس في علم المناظرة سهلة وواضحة.

[FONT=&]1[/FONT][FONT=&]- في ضوء ما تقدم ما هي أركان المعارضة؟
- أن يقيم المعلل دليلا على مدعاه.
[FONT=&]- أن يقابل السائل دليل المعلل بدليل آخر.[/FONT]
[FONT=&]- أن تكون نتيجة ذلك الدليل الآخر يخالف مدعى المعلل.[/FONT][/FONT]
[FONT=&]2- ما هي أقسام المعارضة؟[/FONT]
- إما أن تتجه على أصل الدعوى, ويسمونها بالمعارضة في الدعوى أو في الدليل.
- وإما أن تتجه على إحدى المقدمات, ويسمونها بالمعارضة في المقدمة أو في العلة.
[FONT=&]3- مثل بمثال لكل قسم من أقسام المعارضة؟
أ) يقول المعلل: العالم قديم, لأنه لا يفنى من مادته شيء, وكل ما كان كذلك فهو قديم.
يقول السائل: أمنع الدعوى, لم لا يكون حادثا, فالعالم متغير وكل متغير حادث, فالعالم حادث.
ب) يقول المعلل: العالم قديم, لأنه لا يفنى من مادته شيء, وكل ما كان كذلك فهو قديم.
يقول السائل: أمنع الصغرى, فأجرام العالم ونجومه وأشهبه ينطفئ منها الكثير ومازال وكل من كان كذلك فهو متغير وكل متغير حادث.
[/FONT]
 
إنضم
21 نوفمبر 2010
المشاركات
298
التخصص
الفقه المالكي وأصوله
المدينة
وهران
المذهب الفقهي
المالكي
رد: دروس في علم المناظرة سهلة وواضحة.

[FONT=&]عيّن نوع المعارضة من حيث كونها متجهة على أصل الدعوى أو المقدمة وبيّن انطباق أركان المناظرة عليها :[/FONT]
[FONT=&]1- [/FONT]
[FONT=&]قال المعلل: أكثر الناس شاكرون لله، والدليل عليه: أكثر الناس يقولون الحمد لله شكرا لنعم الله- وكل من كان شأنه كذلك فهو شاكر لله.[/FONT]
[FONT=&]فقال السائل: أكثر الناس ليسوا شاكرين الله، والدليل عليه: أكثر الناس يعصون الله بنعمه- وكل من كان شأنه كذلك فهو ليس شاكرا الله؟[/FONT]
المعارضة موجه على الدعوى.
الأركان:
- دليل المعلل: أكثر الناس يقولون الحمد لله شكرا لنعم الله- وكل من كان شأنه كذلك فهو شاكر لله.
- المقابل للدليل: أكثر الناس يعصون الله بنعمه- وكل من كان شأنه كذلك فهو ليس شاكرا الله.
- مخالفة النتيجة لدعوى المعلل: أنهم ليسوا شاكرين لله.
[FONT=&]2- قال المعلل: هذا الماء طهور، والدليل عليه: إن هذا الماء باق على أصل خلقته- وكل ماء باق على أصل خلقته فهو طهور، والدليل على الصغرى: إن هذا الماء لم تخالطه نجاسة- وكل ماء لم تخالطه نجاسة فهو باق على أصل خلقته.[/FONT]
[FONT=&]فقال السائل: إن هذا الماء ليس باقيا على أصل خلقته، والدليل عليه: إن هذا الماء خالطه طاهر غير مطهر فغيّره كثيرا- وكل ماء شأنه كذلك فهو ليس باقيا على أصل خلقته؟
المعارضة موجه على المقدمة الصغرى.
الأركان:
- دليل المعلل: إن هذا الماء لم تخالطه نجاسة- وكل ماء لم تخالطه نجاسة فهو باق على أصل خلقته.
- المقابل للدليل: إن هذا الماء ليس باقيا على أصل خلقته، والدليل عليه: إن هذا الماء خالطه طاهر غير مطهر فغيّره كثيرا- وكل ماء شأنه كذلك فهو ليس باقيا على أصل خلقته.
- مخالفة النتيجة لدعوى المعلل: أي أن الماء الذي خالطه غير الطهور لا يبقى طهور.
[/FONT]
 

صفاء الدين العراقي

::مشرف ملتقى المذهب الشافعي::
إنضم
8 يونيو 2009
المشاركات
1,649
الجنس
ذكر
التخصص
.....
الدولة
العراق
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي
رد: دروس في علم المناظرة سهلة وواضحة.


3- مثل بمثال لكل قسم من أقسام المعارضة؟
أ) يقول المعلل: العالم قديم, لأنه لا يفنى من مادته شيء, وكل ما كان كذلك فهو قديم.
يقول السائل: أمنع الدعوى, لم لا يكون حادثا, فالعالم متغير وكل متغير حادث, فالعالم حادث.
ب) يقول المعلل: العالم قديم, لأنه لا يفنى من مادته شيء, وكل ما كان كذلك فهو قديم.
يقول السائل: أمنع الصغرى, فأجرام العالم ونجومه وأشهبه ينطفئ منها الكثير ومازال وكل من كان كذلك فهو متغير وكل متغير حادث.
حياك الله أخي.
هنالك مشاكل في المثالين وهي:
المثال الأول فيه مشكلتان:
1- أنك منعت الدعوى وهي مدلل عليها فلا معنى للمنع فإذا أردت أن تمنع فامنع مقدمات الدليل لا الدعوى نفسها، بمعنى أنه حينما يقول المعلل: زيد قائم، يمكن أن تمنع هذه الدعوى أي تطلب الدليل عليها فإذا استدل عليها فلا يحق لك أن تقول أمنع دعوى زيد قائم لأن المنع طلب الدليل وهو قد أقام الدليل فتمنع ماذا!.
أما إذا منعت الصغرى أو الكبرى فهو لم يقم عليهما الدليل فمنعك سليم حينئذ.
2- أنك خلطت بين المنع والمعارضة وهذا غصب لا يجوز- كما سيأتي- لأنك قلتَ: أمنع الدعوى أي أطلب الدليل عليها ثم بدلا من أن تسكت وتنتظره كي يقيم الدليل أقمت أنت الدليل وهذا لا يجوز.
فالطريق الصحيح أن تقول: العالم حادث وليس بقديم ثم تقيم الدليل، أي تحذف المنع والسند ليصح مثال المعارضة في الدعوى.
والمثال الثاني: فيه مشكلتان أيضا:
1- نفس المشكلة الثانية في المثال الأول وهي أنك منعت ثم أقمت الدليل وهذا غير سليم كما بيناه.
2- أنك هاجمت صغرى دليل المعلل وهم لم يقم الدليل عليها فكان عليك أن تكتفي بالمنع حتى إذا قام الدليل على الصغرى عارضت الصغرى وأقمت دليلا ينافيها.
وأنت تذكر أن أركان المعارضة أولها أن يقيم المعلل دليلا وهنا قد أقام دليلا على نفس الدعوى ولم يقم دليلا على الصغرى فلو أنك عارضت الدعوى نفسها لكان أمرك سليما لأنك تعارض قضية مستدل عليها ولكنك عارضت الصغرى وهي قضية لم يقم المعلل دليلا عليها بعد فاتضح أن أي قضية تمنع لا بد أن يقام الدليل عليها نفسها كي تصح المعارضة فيها.
 

صفاء الدين العراقي

::مشرف ملتقى المذهب الشافعي::
إنضم
8 يونيو 2009
المشاركات
1,649
الجنس
ذكر
التخصص
.....
الدولة
العراق
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي
رد: دروس في علم المناظرة سهلة وواضحة.

( الدرس التاسع )

أقسام المعارضة

قد علمتَ أن المعارضة هي: مقابلة دليل الخصم بدليل يبطل مدعاه، وأنها تنقسم بحسب ما تتوجّه إليه إلى معارضة في الدعوى، ومعارضة في المقدمة.
ثم هي تنقسم قسمة أخرى بحسب مشابهته لدليل المعلل إلى ثلاثة أقسام:
1- معارضة في القلب.
2- معارضة بالمثل.
3- معارضة بالغير.

فأما المعارضة في القلب فهي: أن يتحد دليل المعلل والسائل في الصورة والمادة معا.
مثال: قال المعلل: العفو عن المسيء حسنٌ، والدليل عليه: العفو عن المسيء يردعه عن إساءته- وكل ما يردع المسيء عن إساءته حسن- فالعفو عن المسيء حسن.
فقال السائل: عقاب المسيء حسنٌ، والدليل عليه: عقاب المسيء يردعه عن إساءته- وكل ما يردع المسيء عن إساءته حسنٌ- فعقاب المسيء حسن.
فهنا دليل المعلل والسائل متحدان في صورة الدليل أعني من نفس الشكل وهو هنا الشكل الأول من القياس الاقتراني ومن نفس الضرب وهو هنا: موجبة كلية+ موجبة كلية.
ومتحدان في المادة أعني هنا الحد الأوسط وهو يردع المسيء عن إساءته.
فهذه معارضة بالقلب أي أن السائل قلب عليه دليله واستدل به لصالحه، وهنالك اختلاف في وجهات النظر كما هو ظاهر فالمعلل يرى أن العفو يردعه عن إساءته لأنه سيحمله على الحياء من العودة فيكون حسنا، والسائل يرى أن العقاب يردعه عن إساءته لأنه سيحمله على الخوف من العودة فيكون حسنا.

مثال: قال المعتزلي المعلل: رؤية الله يوم القيامة مستحيلة عقلا، والدليل عليه: رؤية الله يوم القيامة منفية بقوله ( لا تدركه الأبصار )- وكل رؤية شأنها كذلك فهي مستحيلة عقلا- فرؤية الله يوم القيامة مستحيلة عقلا.
فيقول السني السائل: رؤية الله يوم القيامة جائزة عقلا ، والدليل عليه: رؤية الله يوم القيامة منفية بقوله ( لا تدركه الأبصار )- وكل رؤية شأنها كذلك فهي جائزة عقلا- فرؤية الله يوم القيامة جائزة عقلا.
فهنا اتحد الدليلان صورة بأن كانا من النفس الشكل والضرب إذ كلاهما من الشكل الأول ومن نفس الضرب، وهما متحدان مادة إذ الحد الأوسط هنا واحد وهو: منفية بقوله ( لا تدركه الأبصار ).
وقد يبدو للوهلة الأولى هذا الأمر غريبا فكيف يتأتى الاستدلال بنفس الدليل وهو الحد الأوسط على دعوتين متناقضتين، ولكن تزول الغرابة إذا علمنا اختلاف اللحاظ الذي لاحظه كل خصم من الدليل فالمعتزلي فسر الإدراك الوارد بقوله ( لا تدركه ) بالرؤية فقال بما أن الرؤية منفية عن الله فيعني أنها مستحيلة والسني فسر الإدراك بالإحاطة بالمنظور إليه ونفي الإحاطة يدل على أن أصل الرؤية بلا إحاطة جائز.

وأما المعارضة بالمثل فهي: أن يتحد دليل المعلل والسائل في الصورة ويختلفا في المادة.
مثال: قال المعلل: العفو عن المسيء حسنٌ، والدليل عليه: العفو عن المسيء يردعه عن إساءته- وكل ما يردع المسيء عن إساءته حسن- فالعفو عن المسيء حسن.
فقال السائل: عقاب المسيء حسنٌ، والدليل عليه: عقاب المسيء يحقق العدل- وكل ما يحقق العدل حسن- فعقاب المسيء حسنٌ.
فهنا اتحد الدليلان صورة فهما من الشكل الأول ومن ضرب واحد، ولكن اختلفا في المادة أي في الحد الأوسط فهو في الأول يردع المسيء عن إساءته، وفي الثاني يحقق العدل.
فهذه معارضة بالمثل لتماثل الدليلين صورة فقط.

مثال: قال المعلل: رؤية الله يوم القيامة مستحيلة عقلا، والدليل عليه: رؤية الله يوم القيامة منفية بقوله ( لا تدركه الأبصار )- وكل رؤية شأنها كذلك فهي مستحيلة عقلا- فرؤية الله يوم القيامة مستحيلة عقلا.
فقال السائل: رؤية الله يوم القيامة جائزة عقلا، والدليل عليه: رؤية الله يوم القيامة ثابتة بقوله ( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة )- وكل رؤية شأنها كذلك فهي جائزة عقلا- فرؤية الله يوم القيامة جائزة عقلا.
فهذه معارضة بالمثل لاتحاد الدليلين صورة فهما قياسان اقترانيان من الشكل الأول ومن نفس الضرب واختلافهما مادة لاختلاف الحد الأوسط فيهما إذْ هو في الدليل الأول: منفية بقوله ( لا تدركه الأبصار) وهو في الدليل الثاني: ثابتة بقوله ( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ).

وأما المعارضة بالغير فهي: أن يختلف دليل المعلل والسائل في الصورة سواء اختلفا في المادة أو اتحدا.
فهي لها نوعان:
أ- أن يختلف دليل المعلل والسائل في الصورة والمادة معا.
ب- أن يختلف دليل المعلل والسائل في الصورة ويتحدا في المادة.

مثال: قال المعلل: العفو عن المسيء حسنٌ، والدليل عليه: العفو عن المسيء يردعه عن إساءته- وكل ما يردع المسيء عن إساءته حسن- فالعفو عن المسيء حسن.
فقال السائل: العفو عن المسيء ليس بحسن، والدليل عليه: لو كان العفو عن المسيء حسنا لما شرعت العقوبات- لكن العقوبات قد شرعت- فالعفو عن المسيء ليس بحسن.
فهذه معارضة بالغير لأن الدليلين مختلفان صورة ومادة؛ لأن صورة الدليل الأول قياس اقتراني من الشكل الأول، وصورة الدليل الثاني قياس استثنائي، وهما مختلفان مادة أيضا لأن المكرر في الدليل الأول يردع المسيء عن إساءته، والمكرر في الدليل الثاني شرعت العقوبات.

مثال: قال المعلل: رؤية الله يوم القيامة مستحيلة عقلا، والدليل عليه: رؤية الله يوم القيامة منفية بقوله ( لا تدركه الأبصار )- وكل رؤية شأنها كذلك فهي مستحيلة عقلا- فرؤية الله يوم القيامة مستحيلة عقلا.
فقال السائل: رؤية الله يوم القيامة جائزة عقلا، والدليل عليه: لو لم تكن رؤية الله يوم القامة جائزة عقلا لما كانت منفية بقوله ( لا تدركه الأبصار )- لكنها منفية- فرؤية الله يوم القيامة جائزة عقلا.
فهذه معارضة بالغير لاختلاف الدليلين صورة فالأول اقتراني والثاني استثنائي، وقد اتحدا هنا مادة لأن المكرر في الدليل الأول هو منفية بقوله لا تدركه الأبصار، والمكرر في الثاني هو أيضا منفية بقوله لا تدركه الأبصار.

فتلخص مما تقدم أن المعارضة إن اتحد فيها دليل المعلل والسائل صورة ومادة فهي معارضة بالقلب، وإن اتحدا صورة فقط فهي معارضة بالمثل، وإن اختلفا صورة فهي معارضة بالمثل سواء اختلفا مع ذلك بالمادة أو اتحدا.

( أسئلة )

1- في ضوء ما تقدم ما هي أقسام المعارضة من حيث مشابهتها لدليل الخصم؟
2- كيف يتحقق الاختلاف في الصورة والمادة بالنسبة لدليل المعلل؟
3- مثل بمثال من عندك لكل قسم من أقسام المعارضة؟

( تمارين )

بين نوع المعارضة فيما يأتي:
1- قال المعلل: المسيح إله، والدليل عليه: إنه خلق من غير أب- وكل من خلق من غير أب فهو إله.
فقال السائل: المسيح عبد لله، والدليل عليه: إنه حملت به أمه وأنجبته- وكل من شأنه كذلك فهو عبد لله؟
2- قال المعلل: النية في الوضوء غير واجبة- والدليل عليه: لو كانت النية في الوضوء واجبة لوجبت في طهارة النجاسة- لكنها لا تجب فيها- فالنية في الوضوء ليست واجبة.
فقال السائل: النية في الوضوء واجبة- والدليل عليه: الوضوء طهارة غير معقول المعنى- وكل ما كان كذلك تجب فيه النية ؟
3- قال المعلل: الماء البالغ قلتين ينجس بملاقاة النجاسة، والدليل عليه: لو كان الماء البالغ قلتين لا ينجس بملاقاة النجاسة لما قال النبي إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث- لكنه قال ذلك- فالماء البالغ قلتين ينجس بملاقاة النجاسة.
فقال السائل: الماء البالغ قلتين لا ينجس بملاقاة النجاسة، والدليل عليه: لو كان الماء البالغ قلتين ينجس بملاقاة النجاسة لما قال النبي إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث- لكنه قال ذلك- فالماء البالغ قلتين لا ينجس بملاقاة النجاسة؟
 
إنضم
21 نوفمبر 2010
المشاركات
298
التخصص
الفقه المالكي وأصوله
المدينة
وهران
المذهب الفقهي
المالكي
رد: دروس في علم المناظرة سهلة وواضحة.

حياكم الله شيخنا, سأعيد صياغة الأجوبة.
أ) يقول المعلل: العالم قديم.
يقول السائل: أمنع, لما لا يكون العالم حادث.
يقول المعلل: العالم قديم, دليله: لأنه لا ينقص ولا يزيد في مادته شيء, وكل ما كان كذلك فهو قديم.
يقول السائل: العالم حادث, فالعالم متغير وكل متغير حادث, فالعالم حادث.
ب) يقول المعلل: العالم قديم, لأنه لا ينقص ولا يزيد في مادته شيء, وكل ما كان كذلك فهو قديم, ودليل الصغرى: أنه مجرد تحولات من نفس مادته ومن كان تحوله كذلك فهو قديم.
يقول السائل: العالم يزيد وينقص في مادته, لأن العالم يزيد اتساعا ومن النجوم والأشهب ما ينطفئ ويندثر وكل من كان كذلك فهو متغير وكل متغير حادث.
 

صفاء الدين العراقي

::مشرف ملتقى المذهب الشافعي::
إنضم
8 يونيو 2009
المشاركات
1,649
الجنس
ذكر
التخصص
.....
الدولة
العراق
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي
رد: دروس في علم المناظرة سهلة وواضحة.

حياكم الله شيخنا, سأعيد صياغة الأجوبة.
أ) يقول المعلل: العالم قديم.
يقول السائل: أمنع, لما لا يكون العالم حادث.
يقول المعلل: العالم قديم, دليله: لأنه لا ينقص ولا يزيد في مادته شيء, وكل ما كان كذلك فهو قديم.
يقول السائل: العالم حادث, فالعالم متغير وكل متغير حادث, فالعالم حادث.
ب) يقول المعلل: العالم قديم, لأنه لا ينقص ولا يزيد في مادته شيء, وكل ما كان كذلك فهو قديم, ودليل الصغرى: أنه مجرد تحولات من نفس مادته ومن كان تحوله كذلك فهو قديم.
يقول السائل: العالم يزيد وينقص في مادته, لأن العالم يزيد اتساعا ومن النجوم والأشهب ما ينطفئ ويندثر وكل من كان كذلك فهو متغير وكل متغير حادث.
نعم أحسنت أخي الآن الأمثلة صحيحة ودقيقة.
فتح الله عليك.
 
إنضم
21 نوفمبر 2010
المشاركات
298
التخصص
الفقه المالكي وأصوله
المدينة
وهران
المذهب الفقهي
المالكي
رد: دروس في علم المناظرة سهلة وواضحة.

1- في ضوء ما تقدم ما هي أقسام المعارضة من حيث مشابهتها لدليل الخصم؟
- معارضة في القلب وهي أن يتحد دليل المعلل والسائل في الصورة والمادة معا.
- معارضة بالمثل وهي أن يتحد دليل المعلل والسائل في الصورة ويختلفا في المادة.
- معارضة بالغير وهي أن يختلف دليل المعلل والسائل في الصورة سواء اختلفا في المادة أو اتحدا.
2- كيف يتحقق الاختلاف في الصورة والمادة بالنسبة لدليل المعلل؟
يتحقق الاختلاف في الصورة بأن يختلف القياس كأن يكون عند المعلل قياس إقتراني ولسائل إستثنائي, أو معلل اقتراني حملي والسائل اقتراني شرطي, أو غيره من أوجه الأخرى, أو ان يكون الاختلاف في الشكل فيكون عند المعلل الشكل الأول ولسائل الشكل الثاني, أو أن يختلفان في الضرب من الشكل نفسه...
أما الاختلاف في المادة بأن يختلفا في الحد الأوسط.
3- مثل بمثال من عندك لكل قسم من أقسام المعارضة؟
المثال بالقلب:
قال المعلل: هذا الشكل مربع, والدليل عليه: أن له أضلاع متقاطعة - وكل من له أربع أضلاع متقاطعة فهو مربع, فإذا هذا الشكل مربع.
قال السائل: هذا الشكل مستطيل, دليله: أن أضلاعه متقاطعة - وكل من له أربع أضلاع متقاطعة فهو مستطيل, فإذا هذا الشكل مستطيل.
فالمعلل يقصد أربع أضلاع متساوية متقاطعة, والسائل يقصد أربع أضلاع متقاطعة متساوية مثنى مثنى.
المثال بالمثل:
قال المعلل: العالم قديم, والدليل عليه: لأنه أثر قديم, وكل ما هو أثر القديم قديم, فالعالم قديم.
قال السائل: العالم حادث وليس قديم, لأن العالم متغير, وكل متغير حادث, فالعالم حادث.
المثال بالغير:
أ) قال المعلل: هذا الحيوان من الثديات, لأن له أذنان, وكل من كان له أذنان فهو من الثديات.
قال السائل: هذا الحيوان بومة, لأنه لو كان من الثديات لما كان من يبيض, لكنه يبيض, فهو ليس منة الثديات.
ملاحظة: الطيور لها أذنان كالبوم, لكن ليست بارزتان كثيرا وهي ليس من الثديات, ماعدا الخفاش فهو طائر ومن الثديات.
ب) قال المعلل: هذا الشيء حيوان, لأنه يدب على الأرض, وكل من يدب على الأرض فهو حيوان, فهذا الشيء حيوان.
قال السائل: هذا الشيء ليس حيوان بل سيارة, إما أن الذي يدب على الأرض سيارة أو حيوان لكنه ليس حيوان فهو سيارة
 
إنضم
21 نوفمبر 2010
المشاركات
298
التخصص
الفقه المالكي وأصوله
المدينة
وهران
المذهب الفقهي
المالكي
رد: دروس في علم المناظرة سهلة وواضحة.

بين نوع المعارضة فيما يأتي:
1- قال المعلل: المسيح إله، والدليل عليه: إنه خلق من غير أب- وكل من خلق من غير أب فهو إله.
فقال السائل: المسيح عبد لله، والدليل عليه: إنه حملت به أمه وأنجبته- وكل من شأنه كذلك فهو عبد لله؟
المعارضة بالمثل اتحدت الصورة واختلفت المادة.
2- قال المعلل: النية في الوضوء غير واجبة- والدليل عليه: لو كانت النية في الوضوء واجبة لوجبت في طهارة النجاسة- لكنها لا تجب فيها- فالنية في الوضوء ليست واجبة.
فقال السائل: النية في الوضوء واجبة- والدليل عليه: الوضوء طهارة غير معقول المعنى- وكل ما كان كذلك تجب فيه النية ؟
معارضة بالغير اختلفت في الصورة والمادة.
3- قال المعلل: الماء البالغ قلتين ينجس بملاقاة النجاسة، والدليل عليه: لو كان الماء البالغ قلتين لا ينجس بملاقاة النجاسة لما قال النبي إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث- لكنه قال ذلك- فالماء البالغ قلتين ينجس بملاقاة النجاسة.
فقال السائل: الماء البالغ قلتين لا ينجس بملاقاة النجاسة، والدليل عليه: لو كان الماء البالغ قلتين ينجس بملاقاة النجاسة لما قال النبي إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث- لكنه قال ذلك- فالماء البالغ قلتين لا ينجس بملاقاة النجاسة؟
المعارضة بالقلب اتحدت في الصورة والمادة.
 

أم عبد الله السرطاوي

:: نائبة فريق طالبات العلم ::
إنضم
13 يونيو 2010
المشاركات
2,308
التخصص
شريعة/ هندسة
المدينة
***
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: دروس في علم المناظرة سهلة وواضحة.

( أسئلة )

1- في ضوء ما تقدم ما هي أقسام المعارضة من حيث مشابهتها لدليل الخصم؟
أقسامها ثلاثة باعتبار مشابهة دليل الخصم، وهي:
1- المعارضة بالقلب: أن يتحد الدليلان مادة وصورة
2- المعارضة بالمثل: أن يتحد الدليلان صورة فقط
3- المعارضة بالغير: إما أن يتحد الدليلان مادة دون الصورة، أو لا يتحدا في شيء من المادة والصورة معا.

2- كيف يتحقق الاختلاف في الصورة والمادة بالنسبة لدليل المعلل؟
الاختلاف في الصورة أي في شكل القياس المستخدم مثل قياس اقتراني أو استثنائي و نحو ذلك
أما الاختلاف في المادة فهو في الحد الأوسط أو المكرر في القياس

3- مثل بمثال من عندك لكل قسم من أقسام المعارضة؟
المعارضة بالغير (الاختلاف في الصورة والمادة):
المعلل: الدولة العادلة قائمة وإن كان كانت كافرة، بدليل: أن العدل أساس الحكم والاستقرار- وكل ما هو أساس للحكم والاستقرار فهو يقيم أمر الدولة ويرفعها- إذا الدولة العادلة قائمة وإن كانت كافرة
السائل: الدولة العادلة ليست قائمة وإن كانت كافرة، بدليل: لو كانت الدولة العادلة قائمة وإن كانت كافرة لما حدث الفساد والاضطراب بسبب الكفر والبعد عن التشريع الحق- لكن ذلك الفساد حدث فهي ليست قائمة

المعارضة بالمثل (الاختلاف في المادة فقط):
المعلل: الطقس اليوم دافىءٌ والدليل: أن الشمس ساطعة - وكلما تسطع الشمس يكون الدفء - فالطقس اليوم دافىء
السائل: الطقس اليوم بارد والدليل: أن السماء غطتها الغيوم - وكلما تغطي الغيوم السماء يكون البرد - فالطقس اليوم بارد

المعارضة بالقلب (الاتحاد في الصورة والمادة):
المعلل: اللوم والعتاب بين الأصدقاء حسن والدليل: أن عتاب الصديق لصديقه يظهر مقدار المحبة - وكلما ظهرت المحبة توطدت الصداقة فاللوم والعتاب حسب
السائل: ترك اللوم والعتاب بين الأصدقاء حسن والدليل: أن ترك اللوم والعتاب بين الأصدقاء يظهر مقدار المحبة- وكلما ظهرت المحبة توطدت الصداقة، فترك اللوم والعتاب حسن

------
 

أم عبد الله السرطاوي

:: نائبة فريق طالبات العلم ::
إنضم
13 يونيو 2010
المشاركات
2,308
التخصص
شريعة/ هندسة
المدينة
***
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: دروس في علم المناظرة سهلة وواضحة.

( تمارين )

بين نوع المعارضة فيما يأتي:
1- قال المعلل: المسيح إله، والدليل عليه: إنه خلق من غير أب- وكل من خلق من غير أب فهو إله.
فقال السائل: المسيح عبد لله، والدليل عليه: إنه حملت به أمه وأنجبته- وكل من شأنه كذلك فهو عبد لله؟
الاتحاد في الصورة: قياس اقتراني، والاختلاف في المادة فهو المعارضة بالمثل

2- قال المعلل: النية في الوضوء غير واجبة- والدليل عليه: لو كانت النية في الوضوء واجبة لوجبت في طهارة النجاسة- لكنها لا تجب فيها- فالنية في الوضوء ليست واجبة.
فقال السائل: النية في الوضوء واجبة- والدليل عليه: الوضوء طهارة غير معقول المعنى- وكل ما كان كذلك تجب فيه النية ؟
الاختلاف في الصورة (قياس استثنائ للمعلل وقياس اقتراني للسائل) والاختلاف في المادة: المعارضة بالغير

3- قال المعلل: الماء البالغ قلتين ينجس بملاقاة النجاسة، والدليل عليه: لو كان الماء البالغ قلتين لا ينجس بملاقاة النجاسة لما قال النبي إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث- لكنه قال ذلك- فالماء البالغ قلتين ينجس بملاقاة النجاسة.
فقال السائل: الماء البالغ قلتين لا ينجس بملاقاة النجاسة، والدليل عليه: لو كان الماء البالغ قلتين ينجس بملاقاة النجاسة لما قال النبي إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث- لكنه قال ذلك- فالماء البالغ قلتين لا ينجس بملاقاة النجاسة؟
الاتحاد في الصورة : قياس استثنائي، والاتحاد في المادة: قال النبي إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث --- المعارضة بالقلب
 

صفاء الدين العراقي

::مشرف ملتقى المذهب الشافعي::
إنضم
8 يونيو 2009
المشاركات
1,649
الجنس
ذكر
التخصص
.....
الدولة
العراق
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي
رد: دروس في علم المناظرة سهلة وواضحة.

( الدرس العاشر )

الغصب

قد علمتَ أن وظائف السائل ثلاثة: المنع، والنقض، والمعارضة. وقد تقدم بيانها مفصلا وقبل أن نبدأ ببيان وظائف المعلل نتحدث عن الغصب لكثرة ارتكابه والوقوع فيه من طرف السائل وهو وظيفة غير مقبولة.
والغصب هو: الاستدلال على بطلان الدعوى أو المقدمة قبل أن يستدل الخصم عليها.
وسمي غصبا لأنك تأخذ منصب غيرك ووظيفته؛ فإن منصب المعلل هو الاستدلال ومنصب السائل هو طلب الدليل على تلك الدعوى أو المقدمة ليظهر له حقيقة قول الخصم فإن استدل الخصم جاز لك الإبطال وإقامة الدليل لا قبل أن يستدل.
وقد ذكروا علامة لمعرفة الغصب فقالوا: ( كل ما جاز منعه فالاستدلال عليه غصب ).

مثال: قال النصراني المعلل: المسيحُ إلهٌ.
فقال السائل: هذا باطل لأن المسيح حملته أمه وأنجبته- وكل من كان شأنه كذلك فهو عبد لله. فهذا غصب لا يجوز؛ لأن المعلل لم يقم دليلا على دعواه فلا حق للسائل لا بالنقض ولا بالمعارضة والوظيفة الوحيدة الصحيحة المتجهة هنا هي المنع أي طلب الدليل على تلك الدعوى، فإذا أقام الدليل عليها صارت للسائل وظيفتان جديدتان هما: النقض، والمعارضة.
وعلامة الغصب أنه يجوز لك أن تمنع هذى الدعوى فاستدلالك عليها غصب.

مثال: قال المعلل: المسيح إله، والدليل عليه: إنه خلق من غير أب- وكل من خلق من غير أب فهو إله.

فقال السائل: المقدمة الكبرى باطلة لأن المسيح حملته أمه وأنجبته- وكل من كان شأنه كذلك فهو عبد لله.
فهذا غصب لا يجوز أيضا لأن السائل أبطل المقدمة الكبرى قبل أن يستدل المعلل عليها، ولكن لو ساق هذا الدليل إبطالا لأصل الدعوى ومعارضة لها فهو صحيح لأنه يبطل قضية قد استدل عليها بخلاف المقدمة الكبرى فالمفروض به إذا أراد أن يبطلها أن يطلب عليها الدليل ثم إذا أتي به أبطلها.
وعلامة الغصب هنا أنه يجوز منع الكبرى فاستدلاله عليها غصب، ولا يجوز منع أصل الدعوى لأن المنع طلب الدليل وقد أقامه المعلل فلا معنى لطل الدليل بعد ذلك فلمّا لم يجز المنع جاز الاستدلال والمعارضة.

ثم إن الغصب نوعان:
أولا: غصب مع المنع.
ثانيا: غصب بلا منع.
مثال: قال المعلل: المسيح إله.
فقال السائل: أمنع هذا لأن المسيح حملته أمه وأنجبته- وكل من كان شأنه كذلك فهو عبد لله.
فهذا غصب جلي لأن السائل منع أي طلب الدليل فبدل أن يسكت وينتظر الإجابة ذهب وأتى بالدليل وتعدى على منصب المعلل.
فهذا غصب مع المنع.

مثال: قال النصراني المعلل: المسيحُ إلهٌ.
فقال السائل: هذا باطل لأن المسيح حملته أمه وأنجبته- وكل من كان شأنه كذلك فهو عبد لله. فهذا غصب بلا منع.

ثم لا يغب عن ذهنك أن السند إذا جيء به مع المنع لا يكون غصبا لأنه لم يسق للاستدلال به بل هو لتقوية المنع فكأنه يقول إنني أطلب الدليل على كذا لأني أجوز كذا أو أقطع بكذا.

( أسئلة )


1- في ضوء ما تقدم ما هو الغصب وما هي أقسامه ؟
2-ما هي علامة الغصب اذكرها وأتبعها بالشرح؟
3- مثل بمثال من عندك لكل قسم من أقسام الغصب؟
 
إنضم
21 نوفمبر 2010
المشاركات
298
التخصص
الفقه المالكي وأصوله
المدينة
وهران
المذهب الفقهي
المالكي
رد: دروس في علم المناظرة سهلة وواضحة.

[FONT=&]1- في ضوء ما تقدم ما هو الغصب وما هي أقسامه ؟
هو[FONT=&] الاستدلال على بطلان الدعوى أو المقدمة قبل أن يستدل الخصم عليها[/FONT]
[FONT=&].
وأقسامه:
[FONT=&]- غصب مع المنع[/FONT][FONT=&].[/FONT]
[FONT=&]- غصب بلا منع[/FONT][FONT=&].[/FONT][/FONT]
[/FONT][FONT=&]2-ما هي علامة الغصب اذكرها وأتبعها بالشرح؟
[/FONT]علامة الغصب: [FONT=&]كل ما جاز منعه فالاستدلال عليه غصب.
[/FONT]
فلما يأخذ السائل وظيفة المعلل يكون الغصب, كأن يقابل السائل دعوى المعلل بالمنع من قبل أن يدلي هذا الأخير بدليله, فيعترض عليه السائل بقول "أمنع" أو بدونها مع تقديمه دليل على ذلك, فهذا هو الغصب, والله أعلم.
[FONT=&]3- مثل بمثال من عندك لكل قسم من أقسام الغصب؟
الحق أن لي سابقة في الغصب لعلي أجد نفسي معفيا من طرح المثال ... أضحك الله سنك شيخنا, فأنا أمازحك.
المثال:
أ) قال المعلل: العالم قديم.
قال السائل: أمنع, العالم حادث, لأنه متغير وكل متغير حادث, فهو حارث.
فهنا لم يترك السائل الفرصة للمعلل بعرض الدليل.
ب) قال المعلل: العالم قديم, لأنه لا يفنى من مادته شيء, وكل ما كان كذلك فهو قديم.
يقول السائل: أمنع الصغرى, لأن الكون في اتساع وبعض نجومه وشهبه تنطفئ وكل من كان كذلك فهو متغير وكل متغير حادث.
وهنا امتنع السائل على الصغرى مع أن المعلل لم يقم عليها الديل.[/FONT]
 

أم عبد الله السرطاوي

:: نائبة فريق طالبات العلم ::
إنضم
13 يونيو 2010
المشاركات
2,308
التخصص
شريعة/ هندسة
المدينة
***
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: دروس في علم المناظرة سهلة وواضحة.

( أسئلة )

1- في ضوء ما تقدم ما هو الغصب وما هي أقسامه ؟
الغصب أن يستدل السائل لإبطاله أصل الدعوى أو المقدمة قبل أن يستدل لها المعلل
وهو قسمين:
غصب مع المنع، حيث فيه وظيفة المنع بالإضافة للغصب
وغصب بلا منع،

2-ما هي علامة الغصب اذكرها وأتبعها بالشرح؟
علامته: كل ما جاز منعه فالاستدلال عليه غصب
أي أن المعلل يقيم دعوى ما بلا دليل فيأتي السائل فيمنع أصل الدعوى سواء منعا مجردا أو منعا بالسند، فهنا يجوز المنع فقط لأن الدليل للمعلل لم يذكره بعد
بينما لا تجوز وظيفتي النقض والمعارضة فهما لا يتوجهان إلا مع وجود الدليل مسبقا
فلو قام السائل هنا بوظيفة النقض أو المعارضة فهو قد فعل غصبا حيث المعلل لم يستدل بدليل أصلا.

3- مثل بمثال من عندك لكل قسم من أقسام الغصب؟

غصب مع المنع
يقول المعلل: هذا الشكل مربع
فيقول السائل: أمنع ذلك، هذا الشكل مستطيل والدليل: أن الشكل أضلاعه غير متساوية الطول، وكل ما ذلك شأنه فهو مستطيل

غصب بلا منع
يقول المعلل: هذا الشكل مربع
يقول السائل: أبطل كلامك هذا، حيث هذا الشكل مستطيل والدليل أن الشكل أضلاعه غير متساوية الطول، وكل ما ذلك شأنه فهو مستطيل
 

صفاء الدين العراقي

::مشرف ملتقى المذهب الشافعي::
إنضم
8 يونيو 2009
المشاركات
1,649
الجنس
ذكر
التخصص
.....
الدولة
العراق
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي
رد: دروس في علم المناظرة سهلة وواضحة.

وإلى هنا قد وصلنا بفضل الله إلى نصف الكتاب أو أكثر.
وقد جمعت الدروس السابقة مع شرح المتن وإضافة المخططات وحل الأسئلة والتمارين في ملف تجده في المرفقات.
 

المرفقات

  • الباب الأول.rar
    217.1 KB · المشاهدات: 1
إنضم
3 مايو 2010
المشاركات
1
التخصص
الحديث النبوي
المدينة
الإسكندرية
المذهب الفقهي
حنفي
جزاكم الله خيرا

جزاكم الله خيرا

جزاكم الله خيرا، وزادكم علما، ونفع بكم.
 

صفاء الدين العراقي

::مشرف ملتقى المذهب الشافعي::
إنضم
8 يونيو 2009
المشاركات
1,649
الجنس
ذكر
التخصص
.....
الدولة
العراق
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي
رد: دروس في علم المناظرة سهلة وواضحة.

( الدرس الحادي عشر )

وظائف المعلل

قد علمتَ أن علم المناظرة يبِّينُ وظائف المتناظرينِ، وقد تقدم الكلام مفصلا حول وظائف السائل وآنَ الأوان أن نبين وظائف المعلل حيث إن له وظيفة أو أكثر مقابل كل وظيفة من وظائف السائل.
فلنبدأ بوظائفه مقابل المنع الذي يوجهه له السائل وهي:
أولا: إثبات الممنوع.
فالسائل وجه له المنع وطلب الدليل فيقوم المعلل بالرد عليه بإقامة الدليل الذي طلبه.
مثال: قال المعلل: هذا الماء نجس.
فقال السائل: أمنع.
فقال المعلل: هذا الماء تغيّر بالنجاسة- وكل ماء تغيَّر بالنجاسة فهو نجس- فهذا الماء نجس.
فهنا أقام المعلل الدليل على الدعوى الممنوعة.

وإثبات الممنوع يكون بإقامة الدليل إن كانت القضية الممنوعة نظرية، أو بإقامة التنبيه إن كانت القضية الممنوعة بديهية خفية.
ونقصد بالتنبيه هو: قياس يقصد به إزالة الغموض عن البديهي الخفي.
بمعنى أن التنبيه هو قياس يؤتى به مع البديهي الخفي كالمجربات والمتواترات التي لا تكون مشتركة بين الناس، وهذا اصطلاح للعلماء متى كانت القضية نظرية فيكون ما يستعمل لإثباتها يسمى دليلا، ومتى كانت بديهية فيكون ما يستعمل معها تنبيها.
مثال: قال المعلل: حرمة أكل الحمر الأهلية قطعية.
فيقول السائل: أمنع لم لا تكون ظنية.
فيقول السائل: حرمة أكل اللحم الأهلية روى الحديث فيه عن النبي صلى الله عليه عدد كثير يستحيل معهم التواطؤ على الكذب- وكل ما روى الحديث فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم عدد كثير يستحيل معهم التواطؤ على الكذب فهو قطعي- فحرمة أكل اللحم الأهلية قطعية.
فهذا القياس المركب من الصغرى والكبرى يسمى تنبيها لأن المتواترات من البديهيات.

مثال: قال المعلل: نور القمر مستفاد من الشمس.
فقال السائل: أمنع.
فقال المعلل: لو لم يكن نور القمر مستفادا من الشمس لما اختفى نور القمر عند حيلولة الأرض بين الشمس والقمر- لكنه يختفي- فهو مستفاد من الشمس.
فهذا تنبيه لأن الحدسيات من البديهيات.
فتبين أن إثبات الممنوع يكون إما بالدليل إن كانت القضية الممنوعة من النظريات أو بالتنبيه إن كانت القضية الممنوعة من البديهيات الخفية.
أما إذا كان الممنوع من البديهيات الجلية فيكون المنع من أصله مرفوضا لأنه مكابرة كما تقدم.

ثانيا: إبطال سند السائل إن كان السند نقيض القضية الممنوعة أو مساويا لها.
وقد مر عليك أن السند ستة أقسام ثلاثة منها مفيدة وهي: إذا كان السند نقيض القضية الممنوعة، أو مساويا لنقيضها، أو أخص من نقيضها.
فمتى جاء السائل مع المنع بالسند وكان نفس النقيض أو مساويا له فيكون إبطال المعلل لسند السائل مفيدا له لأنه متى بطل أحد النقيضين ثبت الآخر.

مثال: قال المعلل: هذا الماء نجس.
فقال السائل: أمنع كيف وهو غير نجس.
فقال المعلل: لا يصح أن يكون غير نجس لأن هذا الماء تغيّر بالنجاسة- وكل ماء تغيَّر بالنجاسة فهو نجس- فهذا الماء نجس.
فهنا السند ( غير نجس ) نفس نقيض الدعوى، فأبطل المعلل هذا السند بدليل.
وبهذا المثال يتضح أن الدليل الواحد إن جيء به لإثبات الممنوع دون التعرض للسند فهو من الحالة الأولى وإن جيء به لإبطال السند فهو من الحالة الثانية.
وعلم أنه متى أبطلنا السند المناقض للممنوع ثبت الممنوع لأن هذا الماء إما أن يكون نجسا أو غير نجس فلما أثبتنا بطلان عدم نجاسته فقد ثبتت نجاسته لأن النقيضين لا يرتفعان.

مثال: قال المعلل: الله موجود.
فقال الملحد السائل: أمنع كيف وهو معدوم.
فقال المعلل: ما قلته باطل لأنه لو كان معدوما لما وجد الكون- لكن الكون موجود- فالله موجود.
فهنا السند ( معدوم )= النقيض الذي هو غير موجود، فلما أبطلنا عدمه ثبت وجوده لأنه لا يخلو عنهما.

مثال: قال المعلل: ذلك الشاخص ليس بحيوان.
فقال السائل: أمنع كيف وهو فرس.
فقال المعلل: هو ليس بفرس لأنه لو كان فرسا لكان صاهلا- لكنه ليس بصاهل- فهو ليس بفرس.
فهذا الدليل جيء به لإبطال السند الأخص من النقيض وهو غير مجد لأنه إذا انتفى كونه فرسا لم ينتف كونه حيوانا آخر كالبقر أي لم يثبت به الممنوع.

فتبين أن إبطال السند يكون نافعا فيما إذا كان السند نفس النقيض أو مساويا له لأنه متى أبطلنا النقيض أو مساويه ثبت المطلوب لأن النقيضين لا يرتفعان.
ثم لا يخفى أن إبطال السند يحصل إذا كان المنع مقترنا بالسند إما إذا كان مجردا فلا مجال لهذه الوظيفة.

بقي أن ننبه إلى أن منع السند من قبل المعلل غير مقبول مثل أن يقول المعلل في المثال السابق أمنع أنه فرس ولا يقيم على ذلك دليلا، فهذا غير مفيد لأن منع السند لا يثبت الممنوع فيبقى يتجه عليه المطالبة بالدليل.
بمعنى أن المنع هو طلب الدليل فيجب على المعلل إقامة الدليل ومنع السند لا يسقط عنه المطالبة بالدليل فهب أن السند قد سقط بمنعك له فالمنع المجرد لا يزال متجها عليك.

3- إثبات الممنوع بدليل آخر.
مثال: قال المعلل: هذا الماء نجس والدليل عليه: أنه متغير بالنجاسة- وكل متغير بالنجاسة.
فقال السائل: أمنع الصغرى.
فقال المعلل: هذا الماء حلت فيه نجاسة وهو دون القلتين- وكل ماء شأنه كذلك يكون نجسا.
فهنا منع السائل: مقدمة الدليل فبدل أن يثبتها المعلل ترك الدليل بكامله وانتقل إلى دليل آخر يثبت أن هذا الماء نجس.
وقد قال العلماء: إن انتقاله لدليل آخر إن كان لعجزه عن إثبات المقدمة الممنوعة فذلك يعد إفحاما بالنسبة للدليل الأول، وإن كان انتقاله لدليل آخر لا لعجزه ولكن لكونه أوضح وأبعد عن الإشكالات فلا يعد إفحاما.

فتلخص من ذلك أن للمعلل عند المنع ثلاث وظائف: إثبات الممنوع، وإبطال السند إن كان نفس النقيض أو مساويا له، والانتقال لدليل آخر.

( أسئلة )

1- في ضوء ما تقدم ما هي وظائف المعلل عند المنع ؟
2- ما الفرق بين الدليل والتنبيه؟
3- مثل بمثال لكل وظيفة من وظائف المعلل عند المنع ؟

( تمارين )

عيّن نوع وظيفة المعلل فيما يلي:
1- قال المعلل: محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال النصراني السائل: أمنع كيف وهو غير رسول.
فقال المعلل: لو لم يكن محمد رسول الله لما أيده الله بالمعجزات وأتم دينه ونصره- لكن ذلك قد حصل فمحمد رسول الله؟
2- قال المعلل: كتابكم المقدس أيها النصارى محرّفٌ.
فقال النصراني السائل: أمنع.
فقال المعلل: كتابكم المقدس فيه تناقض واضطراب- وكل كتاب سماوي شأنه كذلك فهو محرف.
فقال السائل: أمنع الصغرى.
فقال المعلل: كتابكم المقدس ليس فيه أي إسناد – وكل كتاب شأنه كذلك فهو محرّف ؟
3- قال المعلل: عيسى عبد لله.
فقال النصراني السائل: أمنع كيف وهو إله.
فقال السائل: لو كان عيسى إله لما كان يمشي في الأسواق ويأكل الطعام ويأتي الحاجة- لكن قد حصل ذلك منه- فهو ليس بإله؟
 
أعلى