سليم المصمودي
:: مخالف لميثاق التسجيل ::
- إنضم
- 26 يونيو 2008
- المشاركات
- 41
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم ..
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد خاتم الأنبياء والمرسلين ، أما بعد ..
فقد أخبرني بعض أصحابنا الظاهريين أنه يريد شرح وبيان لطريقة التشجير للعلوم الشرعية وغيرها ..
وإني إن شاء الله مجيب لذلك الطلب والرغبة سواء كان من الأصحاب أو من غيرهم فكل فائدة حق لها أن تنشر ..
وكل من حازها وأتقنها حق عليه أن يوصلها لمن طلبها ..
وما استجبت للشرح إلا لأجل ذلك ..
فإني لست بأفضل من السائل والراغب ولا من غيره من الأصحاب ..
وأما هذا الفن فهو نافع جيد يسهل الحفظ والفهم وترتيب المسائل وتصنيفها بحسب ما تندرج تحته فيأمن الباحث من الخطأ أثناء بحثه ..
وهناك عدد من الباحثين والعلماء الذين نشروا مثل هذه المشجرات في بعض العلوم والفنون ..
ومنهم جاسم مهلهل الياسين ومعه آخرين ..
ومنهم والدي وشيخي - حفظه الله - الأستاذ الدكتور محمد رواس قلعه جي ..
وطريقة الشيخ جاسم مهلهل الياسين ضعيفة علمياً ولا تجلي للناظر البحث المراد فهمه وبحثه ..
لذلك تركها الكثير من الباحثين ولم يرجعوا إليها ..
أما طريقة الوالد فهي نافعة وعلمية بحق ..
ولا أمدحها لأنه شيخي ..
وإنما ما فيها من طريقة فنية علمية تفيد الباحث ..
وقد وضعت له تشجير باب البيع هنا صورته من كتابه وأرفقته في المنتدى ..
وقد وضع مشجرات في أبواب شتى من الفقه ، كفقه الجنايات ، وفقه المعاملات ، وفقه العبادات ، والقواعد الفقهية الكلية الخمسة وغيرها ..
والمنشور منها فقه المعاملات فقط ، وأما غيرها فهي عند بعض طلبته فقط ..
قد يقول البعض ..
ما فائدة هذا العلم وكتب الفقه منتشرة وموجودة .. ؟!
فأقول له ..
كتب الفقه موجودة كما قلت ولكن فهم ما فيها من مسائل وأين تندرج تحتاج منك سنوات طويلة لفهمها ..
فمثلاً ..
إذا قال الفقهاء وتكلموا عن مسألة بيع الأعمى هل يصح .. ؟!
فهذه أين نضعها في تبويب باب البيع .. ؟!
هناك من يضعها تحت الكلام على العاقد وشروطه ..
وهذا مخطئ لم يع نظرية العقد ..
لأن الفقهاء لا يبحثون في شروط العاقد إلا عن مصطلحات : ( الرضا والاختيار والإكراه والبلوغ والعقل ونحوها ) وليس من بينها صحة النظر أو الرؤية ..وإنما محلها يكون في باب المعقود عليه تحت شرط العلم بالمبيع أو الثمن ..فالمعلوم أن العقد لا يصح إن لم يعلم المبيع أو الثمن لأن عدم العلم جهالة والجهالة تبطل العقد ..فإذا بحثها الفقهاء فإنهم يريدون هذا العلم ، هل يتحقق من الأعمى .. ؟!لذلك يقولون : يصح عقد الأعمى ويكفي اللمس ومعرفة الشيء ممن يصفه له ولا يشترط أن يرى المعقود عليه لأنه يعلمه ..
فهكذا كل مسألة في باب من أبواب الفقه إن فقه الرجل الباب بشكل جيد فيمكنه إرجاعها إلى محلها وبابها ..فتستطيع تلخيص كتاب فقهي أو باب فقهي بشكل علمي وبطريقة معاصرة دون الإخلال بعلمية الكتاب ..
......................
وأكثر من سيستفيد من فهم نظرية العقد على ماذا تقوم في باب البيوع ..
وفهم باب العبادات على ماذا يقوم ( الركن والشرط والواجب والفرض والصحة والإجزاء والأداء والقضاء والفساد والبطلان ونحوها ) ..
وما يلزم من ترك كل واحد من هذه الأشياء أو فعلها ..
وكذلك من فهم نظرية الملك والحق والنيابة ونحوها من النظريات الفقهية ..
ولا أعني حفظها وتطبيق كلام الفقهاء كما قالوا ، وإنما أعنى أنك تفهم على ماذا يقوم الباب وما فيه من عناوين ومسائل رئيسة يقوم عليها ..
فمثلاً باب الطهارة يقوم على أمور منها ..
1- تعريفها ..
2- مشروعيتها ..
3- حكمها ..
4- أقسامها ..
كقولك طهارة حسية وحكمية ..
5- مبطلاتها ..
6- كيفيتها ..
فإذا كانت حكمية لها كيفية ..
كرفع الحدث ..
وندخل هنا الوضوء وكيفيته وشروطه ونحوه ..
وكذلك الغسل بأنواعه للجنابة أو الحيض أو الميت ونحوها ..
وإذا كانت حسية لها كيفية ..
كإزالة النجس ..
7- أدواتها ..
أي الأشياء التي نستعين بها حال التطهر ..
كالآنية أو القرب من الجلد ونحوها ..
فيدخل الكلام على آنية الذهب أو الجلد المدبوغ وغير ذلك ..
8- وسائلها ..
الأشياء التي نتطهر بها أو يمكن أن تُطهر الأشياء ..
كالماء والتراب للتطهر ..
والكلام على أقسام الماء ونحو ذلك ..
أو الاستحالة ، أو النضح ، أو المكاثرة ، ونحوها مما يُطهر الشيء ..
9- الأعيان والأشياء الطاهرة ..
يدخل تحته كل شيء تكلم عنه الفقهاء وقالوا أنه طاهر أو اختلفوا فيه ..
سواء في محل أو عين ..
10- الأعيان والأشياء النجسة ..
وكذلك هذا في الأشياء التي قالوا فيها أنها نجسة ..
سواء في محل أو عين أو أي شيء ..
وهكذا كل باب فيه مسائل رئيسة يقوم عليها الباب ..
وبعضهم يجعلها بقريب مما قلته وبعضهم يغير العنوان الأصلي فلا مشاحة في ذلك ..
وإنما التبويب للتقريب وتسهيل التصور فقط ..
ولكل أحد أن يجتهد في ذلك لإيصال مرداه ..
وعلى هذا التبويب يمكننا بناء شجرة لكل ما يتعلق بمبحث الطهارة ..
ولا يعني نسياني شيء هنا أو عدم ذكري أن ما ذكرته لم يستوعب كل باب الطهارة ..!
فأنا لم أقصد بالمثال الاستيعاب ، وإنما ذكرت لك ذلك لبيان ما أعنيه فقط ..
وقد يزيد الباحث بعد البحث أو أثنائه عناوين أصلية أو فرعية بحسب ما يظهر له من الكتاب الذي يقوم بتشجيره ..
وهذا زيادة فائدة وعلم لا بد منها .....
..........
وهو فن ممتع في الحقيقة وفيه مشاركة واستفادة كبيرة ويجعلك تفهم الباب بشكل سريع ويمكنك من فهم كتب الفقهاء بشكل أفضل ..
صحيح أن هناك بعض الأبواب تحتاج ضبط لنظرية معينة كباب البيع ..
ولكن بالشرح والتبسيط والتشاور والمشاركة يستطيع الراغب أن يفهمها بشكل بسيط أثناء التبويب والتشجير ..
........
........
وقد أخذت هذا الفن من الوالد - حفظه الله - وهو ما أقوم به كلما نظرت في بحث فقهي أو غيره ..
فسهل الله لي الكثير من هذه الأبحاث بمنه وفضله ..
والله تعالى الموفق ..
[/align]
جزى الله شيخنا ابن تميم حفظه الله
http://www.aldahereyah.net/forums/showthread.php?p=3377#post3377
التعديل الأخير: