العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

وصايا لضبط الحوار

إنضم
2 يوليو 2008
المشاركات
2,237
الكنية
أبو حازم الكاتب
التخصص
أصول فقه
المدينة
القصيم
المذهب الفقهي
حنبلي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فقد تكلم العلماء كثيراً في آداب الجدل والمناظرة والحوار سواء في كتب الآداب العامة أو في كتب الجدل والمناظرة أو في كتب مفردة في أدب الحوار وقد كنت كتبت شيئاً من ذلك تحت موضوع (
المناظرة آدابها وقواعدها ) في ملتقى أهل الحديث وأظن أني وضعتها هنا أيضاً ولست هنا أريد الكلام في ذلك لأن الآداب والوصايا في الباب كثيرة وهي مبسوطة في مظانها ولكني أحببت أن أضع أهم الوصايا التي أنصح بها نفسي أولاً وإخوتي ثانياً للعمل بها في ضبط الحوار والمناظرة والنقاش وهي وصايا عملية دقيقة لحظتها من واقع التجربة العملية :
الوصية الأولى : تأكد من صفات محاورك الشخصية قبل البدء بالحوار ( حدته - سهولته - غلوه – جفوته - عقلانيته – عاطفته – ردود فعله ...)

الوصية الثانية : حاول أن تغلب نفسك أمام ظهور الحق أي عود نفسك أن تروضها عند تبين الحق لتكون حاكماً لنفسك لا أن تكون هي الحاكمة لك .

الوصية الثالثة : ليس بالضرورة أن ينتهي الحوار بنتيجة يتفق عليها الطرفان قد ينتهي ببقاء كل طرف على قوله لأن النظر الترجيحي يعتمد على ظنية قوة أدلة القول الراجح وهذا يختلف من شخص لآخر بناء على أصوله وبناء على توارد الأدلة على القول عنده وغير ذلك فيبقى كل على قوله وكثير من مناظرات السلف تنتهي ببقاء كل على قوله .

الوصية الرابعة : عندما يكون الحوار كتابياً لا تستعجل بالرد لسببين :
أحدهما : أن لا تكون تحت ضغط الغضب أو الاستفزاز .
والثاني : أن تتأمل في كلام محاورك وتراجع معلوماته ومعلوماتك .

الوصية الخامسة : حاول أن لا يتغير أسلوب خطابك بتغير طرح محاورك ولا بتغير ألفاظه تجاهك بل ابق على مستوى واحد .

الوصية السادسة : اختر الوقت المناسب للحوار فتجنب الحوار في مسألة حال التهابها أو حال غضب محاورك .

الوصية السابعة : ابتعد عن تشقيق النقاش والدخول في جزئيات المسألة وحاول التركيز على صلب المسألة .

الوصية الثامنة : اعرف قدر المسألة وصعوبتها وطولها قبل الدخول فيها وهل الحوار والوقت يكفيان للوصول إلى نهايتها .

الوصية التاسعة : هناك نقطة تحول في الحوار متى وصلت إليها أوقف الحوار وانسحب وليس هذا انقطاعاً ولكن لأنه لم يبق للحوار بعد ذلك فائدة وهذا في حالات منها :
1 – أن ينقلب الحوار من حوار فكرة إلى حوار شخصي .
2 – أن يبدأ الحوار بالعودة إلى نقطة الصفر فيتكرر الكلام نفسه .
3 – أن يخرج الحوار عن الموضوع الأصلي إلى مسائل أخرى ولوازم وآثار ...

الوصية العاشرة : احذر الاحتكار في الحوار وهذا له صور :
1 – احتكار الصواب بأن تقطع بصحة قولك وتقطع بخطأ محاورك في مسائل الاجتهاد .
2 – احتكار التقوى والخوف من الله والنية الصادقة فتبدأ بخطاب المخالف بألفاظ الترهيب ( اتق الله - تذكر عذاب الله - أخلص نيتك - احذر الهوى ...) وهذه الألفاظ وإن كانت حقاً ويشرف المرء بالتذكير بها لكن استعمالها في الحوار للترهيب ليس مسلكاً علمياً فللخصم أن يقلب ذلك عليك مهما كانت نوعية المسألة لأن الكلام في الشرع كله توقيع عن الله ومن قال على الله بغير علم فهو معرض للوعيد سواء أحل حراماً أو حرم حلالاً والتقوى تكون بالتزام القول الراجح عند القائل به .
3 – احتكار اتباع السلف في المسألة مع عدم مصداقية ذلك وواقعيته إما بأن يكون للسلف فيها أكثر من قول أو أن لا تكون من المسائل التي يقال فيها قول السلف وقول الخلف .
4 – احتكار فهم القرآن والسنة بهذا الفهم الذي تدعيه مع عدم مصداقية ذلك وواقعيته بأن يكون للنصوص أكثر من فهم عند أهل العلم
.
 
التعديل الأخير:
أعلى