العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

هام الدراسات الطبية الحديثة عن موت الدماغ ستغير الكثير عن هذه المسألة - موضوع تفاعلي

إنضم
31 مارس 2009
المشاركات
78
الكنية
أبو محمد
التخصص
الفقه
المدينة
مكة
المذهب الفقهي
---
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

أما بعد, فلي أكثر من ستة أشهر اقرأ في المجلات الأكاديمية العالمية الطبية وأوثّق ما أجد حول المستجدات في موضوع موت الدماغ, وقد قرأت المئات من الأبحاث والملخصات العميقة في الموضوع بفضل الله وحده, مبتعدا تماما عن المواد غير العلمية التي تنشر في وسائل الإعلام أو الكلام العاطفي والإنشائي والمبالغات ونحو ذلك, بل اعتمادي في المادة العلمية والتوثيق كان حصرا على المجلات الأكاديمية.

وقد كتبت قبل أربعة أشهر تغريدات سريعة عن الموضوع من باب تنبيه الباحثين وإثارة النقاش في الموضوع, ورغم أني وقفت على الكثير بعدها مما سأوثقه في رسالتي للدكتوراة, والتي لا تختص بموضوع موت الدماغ ( انظر ورقة عن موضوع رسالتي: http://www.feqhweb.com/vb/t14577 ), رغم ذلك سأكتفي هنا بإيراد تلك التغريدات مجموعة, بهدف إطلاع المهتمين على الحاجة الماسة لإعادة دراسة الموضوع؛ لأن المعلومات الطبية التي بني عليها خاطئة أو ناقصة بشكل فاجع, وقد نشر - خصوصاً - في السنوات الأخيرة ما ينقض بعضها ويشكك في آخر, أو يثبت عدم اطراده, وهناك كلام كثير لا يتسع وقتي لسرده عن الخلل في سبب اعتبار الحالة التي اشتهرت بموت الدماغ موتاً للإنسان, وعن قصور المعايير الطبية التي وضعت لتحقيق وجود هذا السبب في الحالة, وعن الفحوص التي تهدف لتثبيت تشخيص الحالة حسب التعريفات الطبية التي تحدّد حقيقتها, وعن كثير من الدراسات سواء كانت تشريحية أو من قبيل الملاحظة تثبت نقيض ما شاع من معلومات بني عليها هذا الموضوع.

أرجو أن يكون هذا الموضوع مجالا للتفاعل بيني وبين المهتمين وتبادل النقاش والاستفسارات والانتقادات بصدر رحب, بموضوعية ومنهج علمي دقيق بإذن الله. وسأترككم مع التغريدات, على أن أضيف لها بعض الأشياء في مشاركات قادمة تحت نفس الموضوع حسب اتساع الوقت.

#موت_الدماغ: جدل طبي عالمي مستمر وتجاهل محلي وتغييب لأبعاد مهمة ! #الشريعة #الفقه #الطب

(1) القول بأن اعتبار #موت_الدماغ موتاً للإنسان متفقٌ عليه طبيا, وأن الجدل حوله مصدره الفلاسفة والأخلاقيون وليس الأطباء غير صحيح أبدا

(2) ظهر الخلاف الطبي قديما من مثل بايرن وأوريلي وإيفانز وغيرهم, ومن أقوى المعارضين المعاصرين شومون, وقد تحول منذ 1997م لمعارض شرس #موت_الدماغ

(3) لاحظ شومون عدة ظواهر في الميت دماغيا دفعته لنشر عدة دراسات أثبتت وجود الخلل بمفهوم ومقومات تشخيص #الموت_الدماغي , واستطاع إثارة جدل كبير

(4) وصل الجدل إلى حد صدور تقرير في أكثر من 160 صفحة من اللجنة الرئاسية الأمريكية للأخلاق الحيوية, بعنوان: جدليات في تحديد الموت #موت_الدماغ

(5) اعترف التقرير الصادر عام 2007 بالخلاف الطبي ووجاهة بعض الاعتراضات الطبية إلى حد تغييره المصطلح من #موت_الدماغ إلى الفشل الكامل للدماغ

(6) لكن شومون رد على التقرير ليستمر الجدل الطبي. وعندما عقدت ندوة موت الدماغ بالرياض في 2012 أنكر د البار وجود خلاف طبي! #الموت_الدماغي

(7) جاء إنكار د البار بعد سؤال أحد الفقهاء وسط صمت الأطباء الحاضرين! وفي ظل وضوح الخلاف الطبي سأشير لنقطة هامة تتعلق بما يسمى:الخلاف الفلسفي

(8) يدعي كثير من الأطباء المسلمين أن الخلاف في #موت_الدماغ فلسفي لايلتفت له, وأن المعول هو على قول الأطباء فقط, وهذه الدعوى فيها خلل كبير

(9) يتبين الخلل من تقسيم الجدل الدائر لثلاث مستويات: مستوى تعريف الموت -مستوى مقومات تحقّق الموت - مستوى التشخيص بناء على المقومات #موت_الدماغ

(10) لا يمكن الاستغناء عن أي من هذه المقومات الثلاث, ولنبدأ بالعكس لنبين ذلك, أي من التشخيص إلى المقومات فالتعريف

(11)يشخص #موت_الدماغ بعدة فحوص للمريض ذي الغيبوبة العميقة على سريره,وتهدف لإثبات انقطاع التنفس التلقائي كلية وعدم استجابة جذع الدماغ للإثارة

(12) بعد استبعاد بعض الحالات القابلة للتشافي, إذا ثبت عدم استجابة جذع الدماغ للتنبيهات يستنتج من ذلك أن وظائفه توقفت, وبالتالي بقية الدماغ

(13) نظرا لتحمل جذع الدماغ وقدرته على التعافي يفترض أنه إذا توقفت وظائفه فمن باب أولى أن يكون بقية الدماغ تدمر, وتلزم بعض الدول فحوص تأكيدية

(14)يجرى تخطيط كهربائي لإثبات غياب الكهرباء عن الدماغ, وتصوير شعاعي لإثبات عدم تدفق الدم للدماغ, وذلك لتأكيد تدميره

(15) لاتعتبر هذه الفحوص أساساً في التشخيص بكثير من الدول, فالمعول على الفحص السريري, وأظهر كثير من الدراسات أن هذه الفحوص غير دقيقة ولا تثبت تدمير كل الدماغ

(16) الخلاصة أن التشخيص يفترض على أساسه أن كامل وظائف الدماغ قد توقفت, ومن هنا يتبين أن مقومات موت الدماغ هي التوقف الكامل لوظائفه

(17) ولذلك يعرّف موت الدماغ بأنّه التوقف الكامل الذي لارجعة فيه لوظائف الدماغ, والخطوة الأخيرة هنا أن نثبت أن توقف وظائف الدماغ موت للإنسان

(18) هنا مكمن هام الخلل, فتعريف الموت كمفهوم ليس مهمة طبيّة محضة, وهي أساس لكي يتم الربط بين التوقف الكامل لوظائف الدماغ وبين موت الإنسان

(19) وقد تجاهلت لجنة هارفرد عام 1968 التي وضعت مقومات معايير تشخيص موت الدماغ بيان هذا الرابط, والذي يسمى بالأساس الفلسفي لـ #موت_الدماغ

(20) واستمر تجاهل هذا الربط فترة, حتى بدأت الانتقادات تتكاثر, وبدأ الأطباء في محاولة الربط في مقالات ومساجلات نشرت بالمجلات الطبيّة الشهيرة

(21) اضطرب الأطباء في التبرير وظهرت عدة اتجاهات, فمن قائل أن الموت نهاية الحياة الواعية, وانتقد بأن ذلك يدخل حالات حية كالحالات النباتية..

(22)فالحالة النباتية تدمر فيها المراكز العليا في الدماغ ويبقى الجذع حيا وتعيش سنين, والتزم بعض الأطباء بذلك وطالبوا باعتبار هذه الحالات موتا

(23)ركز أطباء آخرون على وصول الميت دماغيا لللاعودة وحتمية الموت, وهذا التوجه لايبين كيف تستبعد كثير من حالات الأمراض النهائية من هذا التعريف

(24)عرّف التوجه الأقوى والأكثر شيوعا الموت بأنّه فقدان دائم لوظيفة الكائن الحي ككل,ويرتكز التوجه على وظيفة ترابط الأعضاء التي يحقّقها الدماغ

(25)انتقد هذا التعريف بأنّ الترابط نسبي, وكثير من صور الترابط توجد في الموتى دماغيا كما أثبته شومون, ولذلك وثقت حالات حمل وولادة

(26)استمر أحدها 107 أيام تحت الدعم العلاجي المكثف,والخلاصة من هذا العرض المختصر أن الخلاف الطبي موجود بقوة, وأن أساس موت الدماغ ليس طبيا محضا

(27) وأن تبرير مساواة #موت_الدماغ جاء متأخرا عن وجوده,على طريقة اعتقد ثم استدل! فأحببت بيان هذه النقاط لما حدث فيها من خلط مؤسف لبعض الأطباء

(28)علما بأن هناك انتقادات طبيّة كثيرة لامجال لتفصيلها هنا, فحتى لو أقرّت مقومات الموت على أنّها فشل كامل الدماغ, فتحقّقها محل نقد كبير

(29) فالطرق التي يتم بها الفحص لاتختبر كل الوظائف بل بعضها وتفترض الأكثر, كما أصبح من المسلم تقريبا بقاء وظائف الغدة النخامية في بعض الحالات

(30) وتم رصد إشارات كهربية في أخرى, وأجريت دراسات تشريحية أثبتت عدم التدمير الشديد بل ولا المتوسط لكل أجزاء الدماغ في كثير من الحالات

(31)وبيّن شومون وجود كثير من الترابط بين أجزاء الجسد في الميت دماغيا في ظل غياب دور الدماغ, داحضا نظرية سيطرة الدماغ على الترابط #موت_الدماغ

(32) وهذه النقطة تحتاج انتباه من المهتمين بـ #الإعجاز_العلمي, حيث أظهر شومون بالأدلة ترابط الأعضاء ببعضها, وقد قال صلى الله عليه وسلم..

(33) (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى ) مسلم #إعجاز_التداعي

(34) وأقول لأساتذتنا الأطباء, هذه دراسات منشورة من سنوات عن الموضوع فكيف تغفلونها وأنتم تشرحون الموضوع للفقهاء, وقد اشترط كثير من الفتاوى..

(35) وقد اشترطت الفتاوى موت كل الدماغ بل ذكر بعضها وجوب بدأ تحلله, وقد اعترف تقرير اللجنة الرئاسية الأمريكية بأن ذلك أمر تقريبي غير متحقق

(36) بل إن تقرير تعريف الموت في عام 1981م الصادر من اللجنة الرئاسية لدراسة مشكلات الأخلاق في الطب صرحت بأنّ موت الدماغ يعني توقف الوظائف..

(37) ولا يعني بالضرور التدمير, وأن النشاط الأيضي والكهربائي قد يستمر لفترة في أجزاء من الدماغ بعد تشخيص موت الدماغ.وهذا ما أثبتته الدراسات..

(38) الحديثة بوضوح, وأقرّ به التقرير الأخير في 2007, وحاول تقليل أهمية تلك الحياة ضمن الدماغ بأنّها لا تساند عمل الكائن الحي ككل! ثم عاد..

(39) ثم عاد فأقر بأن هناك استثناءات أوضحها عمل الغدة النخامية, حيث يفترض إصابة الميت دماغيا بمرض السكري الكاذب نتيجة لتوقف إفرازاتها, وهو..

(40) وهو ما لم يحدث في كثير من الحالات, وتم قياس مستويات عادية لإفرازات الغدة النخامية. ثم عاد ليشكك قائلا: هل إفراز تلك الهرمونات يعني أن..

(41)يعني أن الكائن ككل (كمجموع) لا زال موجوداً. انتهى, وهذا التقرير والدراسات الحديث تمثّل توجها واضحا للعودة لمعالجة تعريف الموت وربطه بالحالة

(42) وذلك بهدف تقديم تبرير فلسفي يبرر الحكم بالموت مع وجود أدلة علمية متزايدة على بقاء حياة بالدماغ فضلا عن الحياة العضوية الموجودة في الجسد

(43) والكلام في هذا يطول جدا, وهو جزء صغير من رسالة الدكتوراة يسر الله تمامها. والله الهادي وهو المستعان.
 
إنضم
4 ديسمبر 2011
المشاركات
451
التخصص
الوعظ والارشاد
المدينة
المسيلة
المذهب الفقهي
مالكي
رد: الدراسات الطبية الحديثة عن موت الدماغ ستغير الكثير عن هذه المسألة - موضوع تفاعلي

بارك الله فيك طارق بن طلال زادك الله علما وزادك الله حرصا عليه وبحثا وكتبك الله في العالِمين العاملين وكثًر الله من امثالكم
 
إنضم
15 مارس 2012
المشاركات
2
الكنية
أبو مصطفى
التخصص
الفقه المقارن
المدينة
طرابلس
المذهب الفقهي
سني
رد: الدراسات الطبية الحديثة عن موت الدماغ ستغير الكثير عن هذه المسألة - موضوع تفاعلي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأخ الفاضل طارق بن طلال بارك الله تعالى بكم على اختياركم الموفق للموضوع ، وقد يفيدكم أنت تعلموا ولعلكم قد وقفتم على الفتوى وهي صادوة عن وزارة الاوقاف الكويتية علمتها من الدكتور أحمد الحجي الكردي وهي أن المريض موت الدماغ لا يعتد به موتا للإنسان ويوجب ما يترتب عليه الموت من وصية وإرث إلا ان يصاحب ذلك توقف كامل للقلب والرئتان. فإن اجتمعت هذه الثلاث اعتبر ميتا وإلا فلا .
 
إنضم
31 مارس 2009
المشاركات
78
الكنية
أبو محمد
التخصص
الفقه
المدينة
مكة
المذهب الفقهي
---
رد: الدراسات الطبية الحديثة عن موت الدماغ ستغير الكثير عن هذه المسألة - موضوع تفاعلي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأخ الفاضل طارق بن طلال بارك الله تعالى بكم على اختياركم الموفق للموضوع ، وقد يفيدكم أنت تعلموا ولعلكم قد وقفتم على الفتوى وهي صادوة عن وزارة الاوقاف الكويتية علمتها من الدكتور أحمد الحجي الكردي وهي أن المريض موت الدماغ لا يعتد به موتا للإنسان ويوجب ما يترتب عليه الموت من وصية وإرث إلا ان يصاحب ذلك توقف كامل للقلب والرئتان. فإن اجتمعت هذه الثلاث اعتبر ميتا وإلا فلا .

بارك الله فيك د محمد وسعدت بمشاركتك

الفتوى التي تفضلتم بذكرها تمثل توجها عند بعض العلماء المعاصرين وممن نصر هذا د يوسف الأحمد في رسالته عن نقل الأعضاء, وهذا القول يمثل توجها طبيا أيضا - على الرغم من مزاعم من يحاول تصوير الخلاف بأنه فلسفي لا طبي - وهو توجه طبي متزايد وصل عدد المناصرين له ممن نشروا أبحاثا في الانتصار له 19 عالما عدّدهم كبير هذا التوجه آلان شومون في بحث نشره في 2010 م. ولكن..

هناك إشكال, وهو هل يحكم بالموت لمجرد وقوف القلب والتنفس؟ هذا بدوره يلاقي نقدا ممن يؤيد موت الدماغ حيث أنّ عمل القلب والتنفس يمكن تعويضه مؤقتاً بأجهزة تضمن دوران الدم المؤكسد ليستمر عمل الأعضاء في الجسم وتستمر الحياة, ولذلك يرفض شومون ربط الموت بوقوف القلب والتنفس ويربطه بوقوف الدورة الدموية بلا رجعة, سواء كان ذلك بوقوف القلب والتنفس مع عدم التعويض أو بوقوف هذه الأجهزة إن قدر أنها استعملت للتعويض, وهنا إشكال آخر عظيم في قضية اللارجعة, ولا أعرف أحدا تكلّم فيه من فقهائنا, وهناك اهتمام متزايد بهذا الإشكال في الغرب..

تعرّف الأطباء إلى أنّه قد يكون الإنسان حيا بعد وقوف القلب والتنفس من خلال ظاهرتين: 1- الإنعاش القلب الرئوي بعد توقف القلب 2- الإنعاش التلقائي الذاتي

1- من المعلوم أنّ المريض إذا توقف قلبه وسارع المنقذون بإنعاشه من خلال تقنيات المساندة القلبية فإنّه قد يعود للعمل, ونسبة نجاح ذلك تتفاوت لكنها في الجملة منخفضة, وخاصة إذا كانت الصحة متدهورة للمريض فإنّه لو عاد فسيعاني من اعتلالات عصبية سيئة. والشاهد هنا أنّ هذا المريض الذي توقف قلبه وعاد بعدها لم يكن ميتا, ومن هنا لا يمكن أن يكون موته هو وقوف الدورة الدموية ( أو القلب والتنفس بالتعبير الشائع), بل وقوفهما بلا رجعة.
2- الإنعاش القلبي الذاتي هي ظاهرة قليلة الحدوث يعود فيها قلب المريض للنبض تلقائيا بعد فشل محاولات الإنعاش, وتسمّى auto-resuscitation, وقد تحدث خلال ثوانٍ إلى دقائق من توقف القلب, وبالتالي لا يمكن أيضا أن نحكم بالموت لمجرد وقوف القلب فقد يعود خلال دقائق.

والمشكلة طبيا هنا في تحديد وضبط عدد من الدقائق لكي يجزم بأن الوقوف أصبح بلا رجعة وبالتالي يقال أن المريض قد مات فعلا, والذي تبين لي من الدراسات أن الجزم بذلك صعب ومربك, ولا يمكن الوصول إليه فعلا إلا بظهور علامات الموت التي تمثّل تغيرا في الجثة, أو بمرور وقت طويل من الدقائق يمكن أن يختلف من حالة لأخرى.

والأطباء مهتمون بهذا لأنّه يمثل بديلا لموت الدماغ في نقل الأعضاء, فميت الدماغ الذي يسمى بالمتبرع نابض القلب هو المكان المفضل لأخذ الأعضاء لأن وضع الأعضاء يبقى جيدا ببقاء الدورة الدموية, والحل الثاني الذي بدأ يطرح بشكل متزايد خلال السنوات الأخيرة هو التبرع بعد وقوف الدورة الدموية بثلاث إلى خمس دقائق مع الامتناع عن محاولة الإنعاش, وهذا بدا للبعض أنّه حل حيث يعتبر المريض ميتاً وتكون الأعضاء غير متأثرة لإمكان التدخل السريع للمحافظة عليها بعد ذلك , في حين شكّك في ذلك آخرون استنادا لقضية اللارجعة المذكورة, وإذا أردنا الانتظار لوقت طويل يضمن اللارجعة فإنّ الأعضاء تفقد صلاحيتها للعمل في جسد آخر ونفقد الهدف من كل الموضوع. والدكتور يوسف الأحمد عندما تطرق للتبرع بالأعضاء التي تؤدي لوفاة الإنسان بعد الموت قال أنّ المسالة لم توجد في الواقع بعد, ولكن الحقيقة أنّها وجدت ولكنّ تطبيقها عندنا لم يظهر بعد - فيما أعلم - , وأظن أنّنا سنسمع بها قريبا وستكون محل نقاش أيضا.

ولدي مجموعة من الدراسات حول الموضوع وهو من أمثلة النوازل التي يستجد فيها صور جديدة وتحتاج لإعادة بحث. والله أعلم.
 
إنضم
15 مارس 2012
المشاركات
2
الكنية
أبو مصطفى
التخصص
الفقه المقارن
المدينة
طرابلس
المذهب الفقهي
سني
رد: الدراسات الطبية الحديثة عن موت الدماغ ستغير الكثير عن هذه المسألة - موضوع تفاعلي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي الدكتور طارق، هل أعجبني جدا خوضكم غمار هذا الموضوع ، وتزويدكم لنا ببعض المعلومات المهمة في هذا السياق، ولكن هل يمكن ان يجتمع في المريض توقف الثلاث: الموت الدماغ وما يعنيه من انقطاع الكهربية والموت القلبي وما يعنيه من التوقف التام عن الانقباض، والتوقف الرئوي . وستكون معلومة مهمة جدا اتطلع لمعرفتها ، كما أتطلع صدقا لقرب مناقشتكم علنا نتمكن من الإطلاع على حيثيات رسالتكم المهمة.
أرجو اكم التوفيق ، والتميز الدائم
أخوكم الدكتور محمد الشقيري
 
إنضم
31 مارس 2009
المشاركات
78
الكنية
أبو محمد
التخصص
الفقه
المدينة
مكة
المذهب الفقهي
---
رد: الدراسات الطبية الحديثة عن موت الدماغ ستغير الكثير عن هذه المسألة - موضوع تفاعلي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي الدكتور طارق، هل أعجبني جدا خوضكم غمار هذا الموضوع ، وتزويدكم لنا ببعض المعلومات المهمة في هذا السياق، ولكن هل يمكن ان يجتمع في المريض توقف الثلاث: الموت الدماغ وما يعنيه من انقطاع الكهربية والموت القلبي وما يعنيه من التوقف التام عن الانقباض، والتوقف الرئوي . وستكون معلومة مهمة جدا اتطلع لمعرفتها ، كما أتطلع صدقا لقرب مناقشتكم علنا نتمكن من الإطلاع على حيثيات رسالتكم المهمة.
أرجو اكم التوفيق ، والتميز الدائم
أخوكم الدكتور محمد الشقيري
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا على إحسان الظن

بالنسبة لسؤالك لا بد من معرفة معنى قولهم "موت الدماغ", فهو حرفيا - عند المدرسة الأمريكية الأكثر شيوعاً - توقف لجميع وظائف الدماغ بلا رجعة ( غير قابل للعكس), وموت الدماغ مجرد تسمية, وهذه التسمية انتقدت مرارا من مؤيدي موت الدماغ وطرحت لها بدائل مثل: الفشل الكامل للدماغ, فلا تغرّك التسمية, فالحالة هي حالة توقف - مُفترض لجميع الوظائف. وأقول مُفترَض لأنّه فعلاً مفترض, فالمعايير المُطلوبة لتشخيص الحالة لا تطلب ولا تسعي لتأكيد وقوف جميع وظائف الدماغ, بل تعتمد على اختبارات سريرية يتم فيها قياس انعكاسات المفترض أن تصدر من جذع الدماغ مع التحفيز المريض وهو على سريره بعدة طرق, وبناء على عدم التجاوب مع تطبيق شروط معينة أخرى, وفحوص مساندة تطبقها بعض الدول دون بعض, يتم إعلان توقف وظائف الدماغ نهائيا. والفكرة من هذا الافتراض هو أنّ جذع الدماغ آخر أجزائه تأثراً بالإصابات, فدائرة التدهور تنتهي به بعد أن تكون قد أضرت بأغلب الأجزاء الأخرة, وبالتالي يُفترض أنّ فشل وظائفه - التي يتم اختبارها سريرياً ( ليست جميع وظائفه تختبر بالمناسبة بل هناك وظائف مهمة لا تختبر ) - , أقول يفترض أن ذلك يعني توقف وظائف بقية الدماغ ( وقد ثبت أنّ ذلك غير صحيح في كثير من الحالات واعترف بذلك أهم مراجع موت الدماغ الرسمية, ومن أشهر الأمثلة استمرار عمل الغدة النخامية التي تعد من أجزائه المهمة ولها دور هام تكاملي للجسد ).

توقف وظائف جذع الدماغ يعني توقف وظيفة التحكم بالتنفس وبالتالي اختلالات في الدم سرعان ماتؤدي إلى توقف القلب, ومن هنا إذا حصلت إصابة دماغية فإن الأطباء يسارعون لدعم دماغ المريض واستعمال العلاجات المساندة للحياة للحفاظ على بقية جسده ريثما يتجاوز المريض الإصابة ويتضمن ذلك استعما لجهاز التنفس الصناعي, وإذا فشل في تجاوزها وتدهورت حالته لحد معين فإنهم يبحثون - أثناء استعمال الأجهزة المساندة - وصوله لحالة توقف وظائف الدماغ بلا رجعة من عدمه, فإذا وصل لتلك الحالة فإنّهم يتجهون لأهله لأخذ الموافقة على نقل الأعضاء, فإذا حصلت استمر دعمه حتى يحين موعد إجراء العملية والتي تؤدي لتوقف قلبه وبقية أعضائه لانتزاعها منه, وإذا لم تحصل الموافقة أو كان غير صالح للعملية فإنّهم يوقفون جهاز التنفس الصناعي ليتوقف تبادل الغازات عبر الرئة ثم يتوقف قلبه.

فإذا ما دام الميت دماغيا على أجهزة العلاجات المساندة للحياة فإنّه قد يستمر لفترة فيها حياة جسدية وتكامل بين أجهزة الجسم كما وثّق ذلك شومون بوضوح أرغم خصومه على الإقرار به, بل إنّه قد يتحسّن ويصبح أقل حاجة للتدخلات الطبية من حالات أخرى توجد في العناية المركزة وقد يخرج للمنزل ويصطحب معه جهاز التنفس الصناعي وبعض الأجهزة الأخرى! ومع تقدم العناية المركزة وثقت حالات استمر فيها المريض أشهرا, وبعضها لحوامل ولدوا بنجاح وهم في هذه الحالة, وإحداهن حالتها موثّقة قد ماتت دماغياً قبل الأربعة أشهر من عمر الجنين وقدّم لها دعم العناية المركزة حتى وضعت جنينها سليما معافاً. بل هناك حالة لطفل عاشت أكثر من عشرين سنة وهي موثقة أيضا, وقد بلغ الطفل وظهرت عليه علامات الذكورة ثم قررت أمه أن لا تنعش قلبه إذا توقف فمات, وهذه الحالة ثبت من التشريح أنها كانت ميتة دماغيا, ولكن مؤيدي موت الدماغ بين مصدّق لها كبيرنات - وهو أحد أكبر المؤثرين المشاهير في تأييده - ومكذب يدعي أنّها تدهورت للموت الدماغ قبل وفاته بفترة أقل.

واستكمالا للجواب يمكن أن يتوقف القلب رغم دعم العلاجات المساندة للحياة ويمكن عندها تقديم الإنعاش القلبي الرئوي وتصحيح اللانظميات القلبية ( علاج كهربائي للقلب ), ويمكن أن ينجو عندها, وقد لا تنجح المحاولة ويموت, وذلك يعتمد بعد قدر الله على مدى تدهور الحالة من النواحي الجسدية ومدى حماس الأطباء وجديتهم لدعمها ( إذا لم يقرر نقل الأعضاء فإن الغالب سحب الدعم أو التراخي فيه حتى يتم تصريف الحالة سريعا, والاستثناء الوحيد هنا هو حالات الحمل أو في الحالات التي يعتقد أهلها أن مريضهم حي ويوافق الأطباء على مواصلة دعمه ).

أتمنى أكون أجبتك, ومرحبا بأي سؤال وكذلك للقاء إذا أحببت.

والسلام عليكم ورحمة الله
 
إنضم
31 مارس 2009
المشاركات
78
الكنية
أبو محمد
التخصص
الفقه
المدينة
مكة
المذهب الفقهي
---
رد: الدراسات الطبية الحديثة عن موت الدماغ ستغير الكثير عن هذه المسألة - موضوع تفاعلي

من الدراسات المهمة الحديثة دراسة تشريحية لأدمغة موتى دماغيا نشرت في مجلة الأعصاب الشهيرة, أشار الباحثان في مقدمتها إلى ما كان يعرف بظاهرة " دماغ المنفسة", حيث تظهر الدراسات التشريحية - وهي قليلة على أية حال - دمارا واسعا بالدماغ, وقالا أن الفترة التي كانت تمر إلى حدوث التشريح قصرت مع البروتوكولات الزمنية لنقل الأعضاء التي تهدف لتقصير المدة قدر الإمكان, وفي هذه الدراسة التي نشرت عام 2008م وجد الباحثان تغيرات ناتجة عن احتباس الدم من متوسطة إلى شديدة في بعض الحالات دون بعض, ولكن تغيرات خفيفة ( من 0 إلى 5% فقط ) ظهرت في نصفا كرة الدماغ في ثلث الحالات, وفي جذع الدماغ لنصف الحالات, ولم يلاحظ في حالات الدراسة وجود دماغ المنفسة مع الفقد العصبي الواسع الناتج عن الاحتباس أو دمار الأنسجة الواسع, وبالتالي خلص الباحثان إلى أنّ تشخيص موت الدماغ من خلال التشريح متعذر لعدم إمكان التمييز بينه وبين حالات الإغماء الأخرى كالحالات النباتية, يبقى الفحص السريري هو الوسيلة التي تميّز.


يعلق على هذه الدراسة د دايفيد إيفانز قائلا: " الخلاصة العلمية المناسبة من هذه النتائج التشريحية العصبية هي أن التشخيص السريري يجب أن يوضع تحت التساؤل. إنّ غياب حتّى التغييرات المتوسطة الناتجة عن احتباس الدم في الوطاء والدماغ المتوسط ]وهو جزء من جذع الدماغ[ في 66% و 63% من المرضى على التوالي يضع شكاً في افتراض التوقّف الكلّي الدائم للوظائف داخلها, وبالتالي يُبطل تشخيص موت جميع الدماغ المبني على هذه الأرضية السريرية ".


ويقول الباحثان أيضا: " لقد حاول باحثون سابقون معادلة موت الدماغ بدماغ المنفسة أو التحلل الكامل. لكن دراستنا تظهر أنّ مثل هذه النتيجة يجب أن تفسّر على أنّها ناتجة عن الدعم الطويل في الميت دماغيا مع تزايد الضغط داخل الجمجمة " أي ليس ذلك ناتجة عن ذات الحالة مباشرة بحيث يصاحب تشخيصها وإعلان تحققها.
انظر:


Wijdicks, E. F. M., & Pfeifer, E. A. (2008). Neuropathology of brain death in the modern transplant era. Neurology, 70(15), 1234-1237.
 
إنضم
4 ديسمبر 2011
المشاركات
451
التخصص
الوعظ والارشاد
المدينة
المسيلة
المذهب الفقهي
مالكي
رد: الدراسات الطبية الحديثة عن موت الدماغ ستغير الكثير عن هذه المسألة - موضوع تفاعلي

بارك الله فيك زادك الله علما وعملا افدتنا واستفدت وان شاء الله اجرا وثوابا
 
إنضم
4 ديسمبر 2011
المشاركات
451
التخصص
الوعظ والارشاد
المدينة
المسيلة
المذهب الفقهي
مالكي
رد: الدراسات الطبية الحديثة عن موت الدماغ ستغير الكثير عن هذه المسألة - موضوع تفاعلي

شيخنا الكريم طارق طرقت القلوب فاتنبهت الى موضوعك العلمي الجميل فعشنا معه بإهتمام وقرأناه بشغف ولهف لأهميته ولما مافيه من جديد وقديم يعاد وهو ذو شجون وذا قيمة خام يتفرًع الى عدة نقاط مهمة عظيمة
اخرجني موضوعك الى موضوع قديم كان العلماء القدماء قبل مجيىء الاسلام وبعده من بعض العلما ء وان كان القرآن العظيم قد فصل فيها والحيرة التي كانوا فيها اين توجد الموت بمفهوم البعض او اين الروح بالمفهوم الشرعي وقد ذكرها القرآن العظيم في سورة الاسراء قال تعالى < ويسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي وما اوتيتم من العلم الا قليلا >
شيخنا الكريم اذا سمحت لنا مادام ان الصينين قديما يقولون ان الروح<او الموت> في البطن وآخرون يقولون انها في القلب اي اذا توقف القلب هو موت الانسان والآخرون قالوا موت الدماغ هو موت الانسان لي في هذا سؤالين
الاول هو ان الله يبين لنا في الآية بعد ويسألونك عن الروح قال وماأوتيتم من العلم الا قليلا اذن مازال لم يعرف العلماء بالتدقيق عن اي شيء من اعضاء الانسان اذا توقف توقًف كل شيء اي نهاية الانسان <موته> او هل كل عضو من الاجهزة الاساسية كالقلب والرئة ثم يتبين موت الانسان كما قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم < مثل المومنين كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى تداعى له سائر الجسد .....>
ثانيا رأيت موت انسان لما اصيب في انفجار عرق في راسه اي في المخ كما قال الاطباء وهو كان مصاب بالضغط الدموي فقالو ا هذا يموت ليس لكم امل في حياته وبقى يومان بالشحن الكهربائي ثم مات وآخر بقي تقريبا 20يوما ثم مات فهل هذا النوع وهم كثًر كما يقول الاطباء من الناحية العلمية الطبية حقيقة ما يقولون ليس فيها انقاذا لبعض المرضى وبارك الله فيك
 
إنضم
31 مارس 2009
المشاركات
78
الكنية
أبو محمد
التخصص
الفقه
المدينة
مكة
المذهب الفقهي
---
رد: الدراسات الطبية الحديثة عن موت الدماغ ستغير الكثير عن هذه المسألة - موضوع تفاعلي

شيخنا الكريم طارق طرقت القلوب فاتنبهت الى موضوعك العلمي الجميل فعشنا معه بإهتمام وقرأناه بشغف ولهف لأهميته ولما مافيه من جديد وقديم يعاد وهو ذو شجون وذا قيمة خام يتفرًع الى عدة نقاط مهمة عظيمة
اخرجني موضوعك الى موضوع قديم كان العلماء القدماء قبل مجيىء الاسلام وبعده من بعض العلما ء وان كان القرآن العظيم قد فصل فيها والحيرة التي كانوا فيها اين توجد الموت بمفهوم البعض او اين الروح بالمفهوم الشرعي وقد ذكرها القرآن العظيم في سورة الاسراء قال تعالى < ويسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي وما اوتيتم من العلم الا قليلا >
شيخنا الكريم اذا سمحت لنا مادام ان الصينين قديما يقولون ان الروح<او الموت> في البطن وآخرون يقولون انها في القلب اي اذا توقف القلب هو موت الانسان والآخرون قالوا موت الدماغ هو موت الانسان لي في هذا سؤالين
الاول هو ان الله يبين لنا في الآية بعد ويسألونك عن الروح قال وماأوتيتم من العلم الا قليلا اذن مازال لم يعرف العلماء بالتدقيق عن اي شيء من اعضاء الانسان اذا توقف توقًف كل شيء اي نهاية الانسان <موته> او هل كل عضو من الاجهزة الاساسية كالقلب والرئة ثم يتبين موت الانسان كما قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم < مثل المومنين كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى تداعى له سائر الجسد .....>

حياك الله وجزاك خيرا على إحسان الظن

بالنسبة للروح فخروجها هو الموت, لكن خروجها يعرف بآثاره اللاحقة له, ولا يعرف بدقة فاصلة عند حدوثه, وهذا ما يدفع بعض الأطباء المسلمين من مؤيدي موت الدماغ إلى استبعادها من النقاش تماما, بحجة أنّا لا نعلم عنها إلا القليل ولا يمكننا تحديد لحظة خروجها, وهذا الذي يذكرونه فيه صواب من جهة وغلط من جهة, فجهة الصواب أنّ تحديد لحظة الخروج متعذّر, وجهة الخطأ هي استبعادها من موضوع تحديد الموت تماما, بل لا بد من اعتبارها,وطريقة اعتبارها هي الطريقة الشرعية من الاعتبار بعلامات خروجها التي تعرف بعلامات الموت, وباعتبار علامات وجودها التي تعرف بعلامات الحياة, فمتى وجدت علامات الحياة لا يمكن الحكم بخروجها حتى تنعدم جميع العلامات, وهكذا نكون قد اعتبرنا الروح.

ولكن ما يطلبه الأطباء في سياق الموت الدماغي ليس الحكم بموت الإنسان بهذه الطريقة, بل يريدون الوصول للحظة الموت الفاصلة دون تأخير, وسبب رغبتهم تجنب التأخير هو أنّ انتظار علامات الموت يعني انتظار موت أعضاء وأنسجة الجسم لكي تظهر تلك العلامات من تيبس وغيره, وهذا يفسد عملية نقل الأعضاء من الميت دماغيا, والذي يعرف بالمتبرع نابض القلب, وهذه التسمية تعرفك بالمطلوب, وهو أن يكون القلب نابضا والدورة الدموية جارية لتستمر حياة الأعضاء ويستفاد منها.

لكن كيف يمكن أن تحدد لحظة فاصلة للموت؟ هذا يحتاج إلى أحد أمرين: إما معرفة لحظة خروج الروح, وإما استبعادها من معالجة الموضوع واستبدالها بحدث بيولوجي ( حيوي) آخر يمكن أن يمثّل تحديداً للحظة الموت, ولا شك أنّ الأمر الأول مستبعد, فلم يبق إلا الثاني, والواقع أنّ هذا الذي يتجه له الأطباء رغم زعم بعض الأطباء المسلمين بأن ذلك الحدث يمثّل في نفس الوقت خروجا للروح, وهذه دعوى صعبة جدا ولا دليل عليها.

إذاً قلنا أن علامات الموت - رغم أنها حدث بيولوجي - لاتناسب الحاجة لاعتبار المتبرع نابض القلب ميتاً, فما هو الحدث الآخر الذي يصاحب تشخيص حالة " موت الدماغ"؟ اختلف الأطباء في ذلك كثيرا, ولكن الشائع بينهم اليوم هو أنّ ذلك الحدث هو فقدان التكامل الجسدي أو فقدان عمل الجسد ككلّ, حيث يعتبرون أنّ حدوث "موت الدماغ" يمثل نهاية هذا التكامل, وعنده يتحول الجسد إلى مجموعة أعضاء غير مترابطة نتيجة لفقدان مركز الترابط وهو الدماغ, وهذا الفقدان أثبت آلان شومون بأنّه لا يحدث في حالة موت الدماغ من خلال أبحاث كثيرة نشرها منذ العام 1997م, وأنّ التكامل باق والدماغ مهم ولكنه ليس ضروري لحدوث التكامل,واعترف تقرير لجنة الرئيس بذلك مؤخرا في 2007م.

هناك من قال أن هذا الحدث هو فقدان الوعي الدائم, وهناك من قال بأنّه فقدان القدرة على حس, وهناك أقوال كثيرة تدور حول محاولة التفريق بين الميت دماغيا وبين الإنسان الحي, باعتبار أن الكائن الحي فيه صفات تميزه عن الجمادات والنباتات, وأن تلك الصفات فقدت في لحظة حدوث موت الدماغ, ولكن الجميع مقر بأن علامات لنوع من الحياة موجودة, ولكن ينفي دلالتها على بقاء الحياة ذات المعنى المميز للإنسان.

يمكن أن يستثنى مما سبق الطبيب البريطاني الشهير باليس, حيث قدّم تبريرا اجتماعياً لمساواة ميت الدماغ بالميت, ويعتمد ذلك التبرير على أن المجتمعّ البريطاني يهودي ونصراني في مجمله, وأن التنفس والوعي في الثقافة اليهودية والنصرانية صفات مميّزة لروح الإنسان, واعتبر باليس أنّ فقد القدرة على الوعي مماثل لخروج الروح الواعية من الجسد, وفقد القدرة على التنفس مماثل لفقد ما يسمى بنَفَس الحياة, وهذا التبرير يعتمد على أن التنفس والوعي هما الصفات الأساسية الضرورية لتمييز وجود الروح, ويهمل بقية علامات الحياة في الجسد.

أما ارتباط الروح بعضو معين بحيث يزول بزواله ولو تبقت علامات للحياة في بقية الأجهزة والأعضاء فليس عليه دليل صحيح, وقد تحدّث عن ذلك طبيب الأعصاب الشهير آلان شومون عن إثبات الروح وعدم ارتباطها بالدماغ وحده, وذكر أنّ الجانب العقلي في الإنسان لايمكن إرجاعه للمستوى الحيوي الجسدي فقط, حيث تَجري في الدماغ عمليات كهربائية كيميائية معّقدة, لكنّها لاتفسّر أشيا ًمثل الوعي بالذات الناتج عن التفكّر والاستنتاج المعقّد والإرادة الحرّة, فهذه الأشياء برأيه لاتنبثق من شبكة كهربائية كيميائية, ولكنها مشتقة من مبدأ غير مادي يفسّر طبيعتها غير المادية, وهذا المبدأ وضع ليعمل في وعبر الجسد. وعزوها لتلك الشبكة لايستند في رأيه لدليل مادي أو فلسفي, واستسخف عزوها هي والأفعال الناتجة عن إرادة لمجرد حسابات مبرمجة, مشيرا إلى أنّ ذلك يلغي أساس التفريق بين الخير والشر ويجعله بلامعنى, وأشار لتجذّر هذه النظرة الاختزالية في علم الأعصاب المعاصر. وفي النهاية أشار لصعوبة استكشاف حقيقية هذه الشيء غير المادي لكنّه موجود وأكثر قبولا من التفسير المادي الذي يراه تسطيحا واختزالا.

أما ارتباطها بالقلب فهناك دراسات في السنوات الأخيرة أظهرت أنّ لدى القلب شبكة عصبية معقّدة جدا تشبه نوع التعقيد في الدماغ, وبالتالي أطلق آرمور عليها مسى " دماغ القلب ", وهناك كلام كثير عن القلب يثبت أنه ليس مجرد مضخة للدم بل يقوم بدور تكاملي للجسد من خلال وظائف عصبية وهرمونية, وهناك حديث أيضا لدى علماء النفس وتجارب مستمرة, ولكن في نظري مهما أظهرت تلك التجارب من عجائب حول هذ المضغة التي لا شك أنها من عجائب الخلق يبقى الجزم بارتباط الروح بها دون دليل شرعي صعب, ومن رأيي أن محاولات ربط الروح بعضو فيها نوع من المجازفة ويصعب الركون إليها. والله أعلم
 
إنضم
31 مارس 2009
المشاركات
78
الكنية
أبو محمد
التخصص
الفقه
المدينة
مكة
المذهب الفقهي
---
رد: الدراسات الطبية الحديثة عن موت الدماغ ستغير الكثير عن هذه المسألة - موضوع تفاعلي

ثانيا رأيت موت انسان لما اصيب في انفجار عرق في راسه اي في المخ كما قال الاطباء وهو كان مصاب بالضغط الدموي فقالو ا هذا يموت ليس لكم امل في حياته وبقى يومان بالشحن الكهربائي ثم مات وآخر بقي تقريبا 20يوما ثم مات فهل هذا النوع وهم كثًر كما يقول الاطباء من الناحية العلمية الطبية حقيقة ما يقولون ليس فيها انقاذا لبعض المرضى وبارك الله فيك

لم أفهم سؤالك بالضبط, لكن يبدو لي أنك تسأل عن إمكانية علاج هذه الحالات, هو لا بد أن نعرف أولا أن حالة موت الدماغ هي الطرف الأقصى في مجموعة الحالات العصبية الخطيرة التي تنتج عن إصابات الدماغ, وقد تشتبه بها بعض الحالات القريبة منها, ولكن تلك الحالات الشبيهة قد يحدث نادرا تعافي البعض منها, أما الموت الدماغي فيمكن أن تستمر لفترات متفاوتة حسب عوامل كثيرة تختلف من حالة لأخرى, وإذا استمرت فالمريض يكون معتمدا على جهاز التنفس الصناعي والدعم العلاجي المكثف, ويرد السؤال: هل هذه جثة ميت تعمل دورته الدموية بمساعدة الأجهزة أو إنسان حي في أقصى درجات الإعاقة والمرض, وبالتالي يسهل نفسيا - إذا اعتبرناه ميتاً - اتخاذ قرار بإيقاف التدخل العلاجي عنه, أو حتى نقل أعضائه.

وهناك تساؤلات ترد عموما في الحالات التي تعاني من اعتلالات عصبية سيئة وإغماء طويل ولا يرجى برؤها, حتى تلك التي يجزم بحياتها, هل يجوز الامتناع عن تقديم العلاجات المساندة للحياة عن هذه الحالات وهل يجوز إيقاف العلاجات بعد البدأ فيها؟ هذا بالضبط ما أدرسه في رسالتي للدكتوراة. وإذا أحببت يمكنك مراجعة موضوعي الآخر لمعلومات عن البحث الشرعي والطبي فيها:

http://www.feqhweb.com/vb/t14577
 
إنضم
4 ديسمبر 2011
المشاركات
451
التخصص
الوعظ والارشاد
المدينة
المسيلة
المذهب الفقهي
مالكي
رد: الدراسات الطبية الحديثة عن موت الدماغ ستغير الكثير عن هذه المسألة - موضوع تفاعلي

شكر الله لك اعمالك شيخنا استسمحك في هذه الاسألة <طويلب علم> بالنسبة للسؤال الذي قلت لم افهمه فهاك قد جاوبتني عنه ويبقى سؤال هل حال موت الدماغ مستحيلا انقاذه اي رجوعه الى الحياة غير ممكنة ابدا من الناحية الطبية ؟ ثم و قد ذكرتنا عن وظيفة القلب وعجائبه وغرائبه قلت<فهناك دراسات في السنوات الأخيرة أظهرت أنّ لدى القلب شبكة عصبية معقّدة جدا تشبه نوع التعقيد في الدماغ, وبالتالي أطلق آرمور عليها مسى " دماغ القلب ", وهناك كلام كثير عن القلب يثبت أنه ليس مجرد مضخة للدم بل يقوم بدور تكاملي للجسد من خلال وظائف عصبية وهرمونية,>
هل القلوب الاصطناعية او مانسميه العملية الجراحية لتغيير قلب مكان قلب تتغير مزاج الانسان من انسان الى انسان في افكاره وسلوكاته وفكره واعتقاداته واسمح لي توضيحا اكثر هل المسلم لو اجريت له عملية بقلب كافر او كافر بقلب مسلم تتغير الافكار والعقليات والمزاجات وبارك الله فيك زادك الله علما وعملا صالحا
 
إنضم
31 مارس 2009
المشاركات
78
الكنية
أبو محمد
التخصص
الفقه
المدينة
مكة
المذهب الفقهي
---
رد: الدراسات الطبية الحديثة عن موت الدماغ ستغير الكثير عن هذه المسألة - موضوع تفاعلي

هل حال موت الدماغ مستحيلا انقاذه اي رجوعه الى الحياة غير ممكنة ابدا من الناحية الطبية ؟

هناك عدة جوانب يجب وضعها في الاعتبار لجواب هذا السؤال:

1- التفريق بين من يقطع بموته عادة وبين من مات فعلا. وأنت قلت في سؤالك (رجوعه للحياة) وهذا مبني على افتراض أنّه مات فعلاً, وهذا هو محل البحث فلا يصلح أن يفترض ثبوته ثم يبنى عليه سؤال آخر. وبناء عليه أقول لك أن الشائع هو أنّ هذه الحالة إذا صحّ تشخيصها بدقة فإنّه يقطع بموت صاحبها عادة بعد التشخيص بفترة ما, لكن متى؟ الغالب أن الأطباء إما أن يقوموا بجراحة نقل الأعضاء التي يموت المريض فيها لأنّها تنزع عنه أعضائه الأساسية من قلب وغيره, وإما أن يوقفوا جهاز التنفس الصناعي فيتوقف قلبه ويموت, وإما أن يتركوه على العلاجات المساندة لحياته, والغالب في هذه الحالات أنّ الأطباء يتركونها دون قناعة, لأنه لا توجد حالة تشخّص بدقة وتتحسن, بل تستمر على الأجهزة فترة دون تحسن حتى يتقوف القلب, وبالتالي يرى الطبيب أن هذا هدر للأجهزة والموارد ومشقة على الطاقم الطبي دون جدوى, ومن هنا تنتهي هذه الحالات في فترة ساعات أو أيام, وهذا في غالب الحالات, إذا من حيث الواقع يمكن القول أن الميت دماغيا يتوقف قلبه خلال فترة قصيرة نسبيا في هذه الحالات السابقة, وهناك حالات سجّلت في الدراسات الموثّقة استمرت أشهرا وبعضها لحوامل استمروا حتى وضعوا, وقد كان لحماس الأطباء لهذه الحالات وتقدّم العناية المركزة دورا في طول فترة استمرارها على الأجهزة مع استمرار عمل الأعضاء الرئيسية بالجسم وبقاء علامات الحياة, وهناك حالة نادرة أشرت لها سابقا استمرت أكثر من عشرين سنة وقلّ اعتمادها على الأجهزة بعد فترة مما يدل على حصول استقرار جسدي في بعض الحالات.

لكن ينبّه هنا إلى أنّ هناك فرق بين أن يشرف الإنسان على الموت حتى لو قطع بموته عن قرب, وبين أن يموت فعلا, ولذلك توجد الكثير من الحالات في العناية المركزة يقطع بموتها عن قرب ومع ذلك يعتبر أصحابها أحياء, وبعض هذه الحالات يتطلّب تدخلاً مكثّفاً أكثر من بعض حالات الموت الدماغي, فاليأس من تعافي الحالة والقطع بموتها عادة ليس حكماً بموت الإنسان.

2- إشكالات تشخيص الحالة. هذا جانب مهم جدا, فهناك العشرات من الدراسات تبيّن أنّ هناك إشكالات كبيرة في تشخيص الموت الدماغي, من جهة اشتباهه بحالات أخرى يرجى تحسّنها ولو نادرا, ومن جهة الخطأ في التشخيص لأسباب كثيرة جدا, ومن جهة الوسائل السريرية المستخدمة في التشخيص وعدم شموليتها, وعدم قطعية الاختبارات التي تسمّى بالمؤكّدة. فإذا وضعنا هذا الجانب في الاعتبار فيمكن القول أنّ بعض ( وربما كثير) من الحالات التي تشخّص بالموت الدماغي لاينطبق عليها ما في النقطة (1),

هل القلوب الاصطناعية او مانسميه العملية الجراحية لتغيير قلب مكان قلب تتغير مزاج الانسان من انسان الى انسان في افكاره وسلوكاته وفكره واعتقاداته واسمح لي توضيحا اكثر هل المسلم لو اجريت له عملية بقلب كافر او كافر بقلب مسلم تتغير الافكار والعقليات والمزاجات وبارك الله فيك زادك الله علما وعملا صالحا

القلب الاصطناعي إن كنت تقصد تعويض عمل القلب بمضخة وأكسجة صناعية للدم فهذا موجود ويستخدم في بعض عمليات القلب ولكنه ليس حلا دائما بل تعويض مؤقت. أما تغير المزاج ونحو ذلك, فتوجد أبحاث عن ذلك بالفعل وقد سجّل بيرسال وزملائه - مثلا - تغيّرات في من زرع فيهم قلوب متبرعين تماثل شخصيات المتبرعين, علماً بأنّ القلب يزرع مع مجموعة الأعصاب الخاصة به. وهذه الدراسة التي قام بها بيرسال:

Paul Pearsall, et al. Changes in Heart Transplant Recipients That Parallel the Personalities of Their Donors. Journal Of Near Death Studies, March 2002, Volume 20, Issue 3, pp 191-206.
 
إنضم
31 مارس 2009
المشاركات
78
الكنية
أبو محمد
التخصص
الفقه
المدينة
مكة
المذهب الفقهي
---
رد: الدراسات الطبية الحديثة عن موت الدماغ ستغير الكثير عن هذه المسألة - موضوع تفاعلي

اسمح لي أخي عبد الحفيظ أن أعود لسؤالك بنقطة أخرى قد تزيد الجواب وضوحا, فأقول استكمالا للجوانب التي يجب وضعها في الاعتبار:

3- هناك فرق بين حالة المريض وقت التشخيص وما بعد التشخيص بفترة, وبيان ذلك في دراسات كثيرة بيّنت أنّ بعض وظائف الدماغ أمكن إثبات بقائها بعد التشخيص, فهناك نشاط كهربائي أمكن قياسه في بعض الحالات, وهناك استمرار عمل الغدة النخامية, وهناك الدراسات التشريحية ودراسات قياس إنزيم معيّن يدل مستواه في الدم على استمرار موت الخلايا العصبية لفترة بعد صدور التشخيص, كل هذه الدراسات تدل على أنّ عملية توقف وظائف الدماغ ونتخّر (موت) خلاياه تأخذ وقتاً, ولا تكون قد اكتملت بالضرورة عند صدور التشخيص, ولذلك يمكن أن ننظر للتشخيص على أنّه دليل على أنّ هذه العلمية بدأت, ولكنّه لا يدل على أنّها بلغت منتهاها.

ومما ينبني على ذلك احتمال إمكان تحسّن الحالة بعض الشيء بحيث تخرج عن مسمى الموت الدماغي, فهناك نظرية طرحها كويمبرا تتلخّص في أنّ هناك حالة انتقالية بين التروية الدموية العادية لبعض مناطق الدماغ وبين انقطاعها تماما, في تلك الحالة الانتقالية يكون تدفق الدم ضعيفا بحيث لا يكفي لظهور وظائف دماغية, ولكنه يكفي لسلامة المنطقة, وهذه الحالة يمكن عسكها إذا مورست تدخلات طبية مكثّفة, مما يضع ظلالا من الشك في حكم الأطباء بعدم إمكانية تحسن الحالة, وفي الدول التي تجري اختبار انقطاع التنفس لإثبات عدم محاولة المريض التنفس ذاتيا مما يؤكد توقف وظائف جذع الدماغ, في تلك الدول يؤدي هذا الاختبار في هذه الحالات إلى تلف تلك المناطق التي تكون في مرحلة انتقالية وانتقالها فعلا إلى مرحلة لا يمكن عكسها.

والخلاصة أنّ هذا الموضوع يلقي مزيدا من الشكوك في الحكم بعدم إمكانية التحسّن وقت التشخيص بناء على توقف وظائف الدماغ الذي يفترض من نتائج الفحوص السريرية, حتى لو كان ذلك التحسن لا يعني إفاقة المريض من الإغماء الدائم وإنما تحسن حالته العصبية إلى الحالة النباتية والتي لا يحكم عامة الأطباء بموتها.
 
إنضم
4 ديسمبر 2011
المشاركات
451
التخصص
الوعظ والارشاد
المدينة
المسيلة
المذهب الفقهي
مالكي
رد: الدراسات الطبية الحديثة عن موت الدماغ ستغير الكثير عن هذه المسألة - موضوع تفاعلي

اسمح لي اخي طارق دخلت علي افكارا اخرى اشفاقا ورحمة بالمريض هذا حفظنا الله واياك وجميع اهل الملتقى والمسلمين من هذه ا لامراض المستعصية وخفًف الله عن مصابيها اخي طارق بارك الله فيك اعذرني على هذ ا التطفًل استاذي قلت<وهناك حالات سجّلت في الدراسات الموثّقة استمرت أشهرا وبعضها لحوامل استمروا حتى وضعوا, وقد كان لحماس الأطباء لهذه الحالات وتقدّم العناية المركزة دورا في طول فترة استمرارها على الأجهزة مع استمرار عمل الأعضاء الرئيسية بالجسم وبقاء علامات الحياة, وهناك حالة نادرة أشرت لها سابقا استمرت أكثر من عشرين سنة وقلّ اعتمادها على الأجهزة بعد فترة مما يدل على حصول استقرار جسدي في بعض الحالات>
الا ترى اخي الكريم اليس هو تعذيبا للمريض اكيد ان المريض يشعر بالالم ويحس بمن بجانبه ولا يستطيع ان يتكلًم او ينبًه على ان هذه الآلات ما هي الا تعذيبا لي يقول بلسان الحال هلا تركتموني لمولايا وإلهي يرحمني أو يعذبني خير مما انتم ايها الاطباء تعذًبوني ؟
وسؤالي عن القلب اقصد اخي الكريم فأقصد زراعة القلب لشخص ما مثلا من كبير الى صغير او العكس الا تتغير العقليات والافكار والمزاج
وأخيرا اعذرني اخي طارق اكثرت عليك من اسأئلة لطفل صغير
 
إنضم
31 مارس 2009
المشاركات
78
الكنية
أبو محمد
التخصص
الفقه
المدينة
مكة
المذهب الفقهي
---
رد: الدراسات الطبية الحديثة عن موت الدماغ ستغير الكثير عن هذه المسألة - موضوع تفاعلي

اليس هو تعذيبا للمريض اكيد ان المريض يشعر بالالم ويحس بمن بجانبه ولا يستطيع ان يتكلًم او ينبًه على ان هذه الآلات ما هي الا تعذيبا لي يقول بلسان الحال هلا تركتموني لمولايا وإلهي يرحمني أو يعذبني خير مما انتم ايها الاطباء تعذًبوني ؟
وسؤالي عن القلب اقصد اخي الكريم فأقصد زراعة القلب لشخص ما مثلا من كبير الى صغير او العكس الا تتغير العقليات والافكار والمزاج
وأخيرا اعذرني اخي طارق اكثرت عليك من اسأئلة لطفل صغير
إذا كنت تسأل عن حالة الموت الدماغي تحديدا فالذي يقرره الأطباء أن المريض لايشعر بشيء لان مراكز الوعي بالذات تعطلت وكذلك مراكز الاحساس. اما اذا تحدثنا عن حالات الاغماء وحالات الاعتلالات العصبي عموما بل وحالات الامراض الميئوس منها عموما التي يضعف وعي المريض فيها وتسوء حالته فيرد كلامك، وهو مما يدفع الاطباء وبعض اهالي المرضى للمطالبة بإيقاف العلاجات المساندة للحياة لتسهيل موت المريض، وهذا موضوع بحث آخر أشرت له سابقا، وفيه إشكالات كبيرة تحتاج لبحث معمق وهذا ما اسأل الله أن ييسر تمامه على الوجه الذي يرضيه. وسؤالك عن القلب اجبته وهو أن هناك دراسات رصدت حدوث التغيرات المذكورة مما يؤكد أن القلب ليس مجرد مضخة للدم
 

زياد العراقي

:: مشرف ::
إنضم
21 نوفمبر 2011
المشاركات
3,614
الجنس
ذكر
التخصص
...
الدولة
العراق
المدينة
؟
المذهب الفقهي
المذهب الشافعي
رد: الدراسات الطبية الحديثة عن موت الدماغ ستغير الكثير عن هذه المسألة - موضوع تفاعلي

بارك الله فيكم دكتور طارق على هذا البحث القيم
ذكرت دكتور أن هناك حالات لحوامل استمرت حتى وضعن الحمل
سؤالي : هل يكون الجنين في حالة جيدة ، سواء قبل الوضع وبعده ، وهل يولد كاملا معافى
 
إنضم
31 مارس 2009
المشاركات
78
الكنية
أبو محمد
التخصص
الفقه
المدينة
مكة
المذهب الفقهي
---
رد: الدراسات الطبية الحديثة عن موت الدماغ ستغير الكثير عن هذه المسألة - موضوع تفاعلي

بارك الله فيكم دكتور طارق على هذا البحث القيم
ذكرت دكتور أن هناك حالات لحوامل استمرت حتى وضعن الحمل
سؤالي : هل يكون الجنين في حالة جيدة ، سواء قبل الوضع وبعده ، وهل يولد كاملا معافى
نعم اخي الكريم هذا ماتذكره كل الدراسات التي وثقت حالات الحمل والوضع، وهناك حالة بدأ الموت الدماغي قبل المئة وعشرون يوما التي ينفخ فيها الروح واستمر الحمل إلى أن تم التوليد والطفل خرج طبيعيا وعاش
 

زياد العراقي

:: مشرف ::
إنضم
21 نوفمبر 2011
المشاركات
3,614
الجنس
ذكر
التخصص
...
الدولة
العراق
المدينة
؟
المذهب الفقهي
المذهب الشافعي
رد: الدراسات الطبية الحديثة عن موت الدماغ ستغير الكثير عن هذه المسألة - موضوع تفاعلي

بارك الله فيكم دكتور
ألا يعد هذا دليلا على الحياة ، وأن الميت دماغيا حي لا يجوز إنهاء حياته ، وأن إنهاء حياته يعني قتل عمد .
مجرد خواطر
 
إنضم
31 مارس 2009
المشاركات
78
الكنية
أبو محمد
التخصص
الفقه
المدينة
مكة
المذهب الفقهي
---
رد: الدراسات الطبية الحديثة عن موت الدماغ ستغير الكثير عن هذه المسألة - موضوع تفاعلي

بارك الله فيكم دكتور
ألا يعد هذا دليلا على الحياة ، وأن الميت دماغيا حي لا يجوز إنهاء حياته ، وأن إنهاء حياته يعني قتل عمد .
مجرد خواطر
دليل قوي وليس أي دليل، فاحتضان الجسد لمخلوق آخر يتخلق وينمو ويخرج سليما دليل على أن الجسد فيه حياة تتكامل فيها أجزاؤه وتتفاعل حتى تقوم بدور معقد كهذا، لاتنسى أن الأعضاء تعمل وتتفاعل والجسد فيه عمليات تكاملية أخرى مثل الإفادة من الأكسجين على مستوى الخلايا وانتاج الطاقة وافراز الفضلات والتخلص منها، كما تعترف مراجع موت الدماغ باستقرار الضغط والحرارة نسبيا في بعض الحالات وتزعم أن ذلك كله لاينافي كون المريض ميتا، هذا كله لو استوعبته سيقودك للتساؤل عن سبب مساواة هذه الحالة بالموت، وستجد أن أول لجنة قررت هذه المساواة ١٩٦٨م لم تقدم أي سبب سوى ذكرها الحاجة لإيقاف الأجهزة ونقل الأعضاء، ثم بدأت محاولات التبرير بعدها بسنوات ينقض بعضها بعضا، في جدل لم يتوقف حتى هذه اللحظة ، في محاولات لتعريف الحياة والموت بطريقة ما تمكن من تبرير الحكم بالموت مع بقاء هذه العلامات في جسد الميت دماغيا
 
أعلى