رد: اختطاف ابني العشريني وتلفيق تهمة له
هذا موضوع كنت قد كتبته منذ فترة قصيرة، أردتُ أن أنشرها، وأدعو الله تعالى بالقبول
أثر عمل رجل على الأمة الإسلامية
قد تستعدينا الدنيا ليخرج لبعضنا البعض أسوء ما فينا، ولكن إذا كان الأمر متوقفا على همّ الدنيا فقط ولن يتبعه حياة أخرى متوقف درجة مكاننا فيها على ما كان منا في الدنيا لهان الأمر.لذا فكل مصيبة ليست في الدين فأمرها هين، ولكن عندما تكون المصيبة متعلقة فقط بالدين فهنا يكون المصاب جلل والفتنة عظيمة والأمر خطير، لأن الأمر سيكون متعلقا برضا الله أو غضبه، والخلود؛ ويا ليت كان الخلود في عدم، ولكنه سيكون إما في جنة أو جهنم، أعاذنا الله وإياكم منها.
وما حدث في مصر يوم 30 يونيو وما تبعه يوم 3 يوليه لهو يوم الفرقان، يوم فرق الله تعالى بين الحق والباطل، وبين الطيب والخبيث وبين أهل الحق وأهل الضلال، فما حدث من انقسام وشقاق بين العائلة الواحدة ليدعو كل ذي لب للوقوف والتأمل في هذا الزلزال المدمر والمخير والحوادث العجيبة والغريبة في الأسرة الواحدةفإذا الساعات ما هي إلا أعمالنا، وهذه الأعمال إما ترضي الله تعالى أو لا، وإن المصائب ما هي إلا أعمال بعض البشر.
وكمثل بالنظر لما فعله السيسي وزبانيته وإعلامه المأجور في مصر التي هي نبض الأمة العربية لهوله عظيم وخطرة لا يتصوره عقل، وبالنظر لما فعله محمد الفاتح أو صلاح الدين الأيوبي لأثره عظيم على الأمة وكان الأمل التي أشرقت به شمس الحرية على الأمة الإسلامية، لهذا وجب علينا أن ننظر في أعمالنا قبل الشروع فيها ونسأل: لمن هذا العمل يُقدم؟ هل يرضي الله أم لا؟ هل أخلصت النية فيه لله سبحانه؟هل قُبل أم لا؟هل سيعود على نفسي وأهلي وأمتي بالخير أم لا؟فإن حياتنا ليست عمل وأكل وشرب وتربية أولاد وساعات تنقضي إلى أن نلقى الله تعالى، إنما هي مرحلة يأتي بعدها خلودا دائما! فيا تُرى أي خلود نعمل له في دنيانا؟
اللهم سلم
مع حسن الظن يأتي الفرج
يأخذنا حدسنا في بعض الأوقات إلى أن شيئا ما سوف يحدث، وأغلب الحدس يكون سيئا، ونظل نردد هذا طويلا داخل أنفسنا، وعندما يحدث –ما حدثتنا ظنوننا به- نقول أقوالنا المشهورة: (كان قلبي دليلي أن هذا سوف يحدث)، أو (صدري مخنوق وأشعر أن شيئا سيئا سوف يحدث)، أو (((((عيني بترف! يا رب استر)! ودليل عدم صدق هذه الأقوال ما ورد في الجامع الصغير من الحديث القدسي قوله تعالى: "أنا عند ظن عبدي بي، إن ظن خيرا فله، وإن ظن شرا فله".
فقلوبنا لا تقرأ الغيب والحقيقة أن المسؤول عن بعض الأشياء الغير سارة أو السارة التي تحدث لنا هو ظننا وتفكيرنا الإيجابي أو السلبي للأحداث، ونحن غالبا لا نعي أن ظنا؛ هو ما سنحصل عليه! وسؤالي لنا جميعا: ما دام الأمر كذلك! فلماذا لا نرسم لحياتنا عالما ورديا كله تفاءل ونجاحات متتالية، وأمل عريض بأن الغد سيكون أفضل، وعلاقاتنا مع محيطنا ستكون أطيب وأحسن، ويحكم كل ما نرسمه قوانين الله تعالى، وليست أهوائنا ولا ظنوننا. دعوة لنا جميعا؛ دعونا نحيا ونحن نظن بالله سبحانه كل الخير لأنفسنا ولأمتنا الإسلامية.
ولكن يجب وضع في الاعتبار ما ورد عنسيدناعمر-رضي الله عنه-: (لا يقعد أحدكم عن طلب الرزق ويقول اللهم ارزقني فقد علمتم أن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة)، فحسن الظن وحده لا يُنبت شجرة ولا يبني بيتا ولا يجني مالا!فيجب السعي للرزق والصبر لنيل حسن الخلق، والعمل للنجاح، والمحافظة على النعم بالطاعة وشكر المنعم، وغض الطرف عن نعم من حولنا، حتى لا ندع فسحة لأنفسنا أن تشتهي ما ليس لها، فتحسد وتحقد وتنقطع أواصر الإخوة، وإن المحافظة عليها من مقاصد الشريعة.
جعل الله عز وجل العقل يسعى لشغل النفس بتحقيق ظنونها لمن توكل عليه سبحانه ثم أخذ بالأسباب، وهكذا يكون أمام النفس مهمة لعلو الشأن الفرد والأمة فتنشغل لتحقيقها، فالنفس كما ورد عن شيخ الإسلام ابن تيميه: (نفسك إن لم تشغلها بالحق؛ شغلتك بالباطل)، وقد قالسيدنا عبد الله ابن مسعود -رضي الله عنه-: (إني لأكره أن أرى الرجل فارغا لا في أمر دنياه ولا في أمر آخرته)، قال الحسن البصري –رحمه الله تعالى- عن بعض الناس يقعد عن الطاعات ويقول أنا أُحسن الظن بالله، قال: (كذبوا والله، لو أحسنوا الظن بالله لأحسنوا العمل).
وأخيرا، ها نحن وقد خرجنا من حضّانة شهر رمضان المبارك، تمنيتُ على الله تعالى أن يرزقنا توبة نصوح ونُتبع السئية الحسنة تمحها، ونقبل على العمل بحسن الظن في الله سبحانه أن غدا سيكون أفضل بأيدينا، نستودعه بالإخلاص لفلذات أكبادنا، ليحفظ الله ذريتنا بحفظه وينمون في رعايته، ونكون بإذنه تعالى قد أدينا ما علينا تجاه أمتنا وديننا وذريتنا.
فإن الأحداث التي تحدث في مصر وسوريا وكل بلاد المسلمين تدعو للرجوع إلى الله تعالى وتجديد التوبة وحسن الظن في الله تعالى والمدوامة على الطاعات، ولا نترك النفس للإحباط، قال تعالى: (مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ)، فإن النصر صبر ساعة متى يشاء مدبر الأمر القوي العزيز.
اللهم إنا لا نحسن التدبير فدبر لنا، ولقد تقطع حولنا والأسباب إلا منك وحدك سبحانك، فلا حول لنا ولا قوة إلا بك يا نعم المولى ونعم النصير.
أختكم في الله سهير علي