رد: مدونة الفوائد
حكم التحنيك :
قال النووي : اتفق العلماء على استحبابه ،بل هو سنة بالاجماع .شرح مسلم [14 /122]
راجع: منح الجليل شرح على مختصر سيد خليل. [2 /491]،المجموع شرح المهذب [8 /443]،مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج [4 /296]،كشاف القناع عن متن الإقناع [3 /29]
الأحاديث الواردة في ذلك :
وعن عروة بن الزبير وفاطمة بنت المنذر بن الزبير أنهما قالا : خرجت أسماء بنت أبي بكر حين هاجرت وهي حبلى بعبدالله بن الزبير فقدمت قباء فنفست بعبدالله بقباء ثم خرجت حين نفست إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ليحنكه فأخذه رسول الله صلى الله عليه و سلم منها فوضعه في حجره ثم دعا بتمرة قال قالت عائشة فمكثنا ساعة نلتمسها قبل أن نجدها فمضغها ثم بصقها – وفي رواية البخاري ثم تفل - في فيه فإن أول شيء دخل بطنه لريق رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم قالت أسماء ثم مسحه وصلى عليه وسماه عبدالله – وكان أول مولود في الإسلام - ،ثم جاء وهو ابن سبع سنين أو ثمان ليبايع رسول الله صلى الله عليه و سلم وأمره بذلك الزبير فتبسم رسول الله صلى الله عليه و سلم حين رآه مقبلا إليه ثم بايعه . رواه البخاري 3697 [3 /1422]،مسلم 2146 [3 /1690] ،واللفظ له .
وعن أنس بن مالك قال ذهبت بعبد الله بن أبى طلحة الأنصارى إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين ولد ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- فى عباءة يهنأ بعيرا له فقال « هل معك تمر ». فقلت نعم. فناولته تمرات فألقاهن فى فيه فلاكهن – وفي رواية أحمد: ثم جمع بزاقه فأوجره إياه - ثم فغر فا الصبى فمجه فى فيه فجعل الصبى يتلمظه (يدير لسانه فى فيه ليتتبع ما فيه من آثار الطعام ) ،فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- « حب الأنصار التمر ». وسماه عبد الله. رواه مسلم 5736 [6 /174]،وأحمد 12028و12795 [19 /85]
فائدة:
وهناك أنواع أخرى من التحنيك عند الفقهاء :
تحنيك الميت: هو إدارة الخرقة تحت الحنك و تحت الذقن، و تفصيله في «الجنائز».
و تحنيك الوضوء: هو مسح ما تحت الحنك و الذقن في الوضوء، و تفصيله في «الوضوء».
و تحنيك العمامة: هو إدارة العمامة من تحت الحنك كورا، أو كورتين، و يسمّى التلحي.
المصباح المنير (حنك) ص 59، و معجم المقاييس (حنك) ص 286، و الموسوعة الفقهية 10/ 277»،معجم المصطلحات و الألفاظ الفقهية(ص 447)
الاعجاز العلمي في سنة التحنيك
إذ تبين أن الطفل يحتاج إلى سكر الجلوكوز ، وقد يتعرض بسبب نقصه لآفات كبيرة ، وأن التمر خير مصدر لهذا .
ونحن نسوق لك هنا مختصرا مما قاله المختصون من الأطباء ، فقد كتب الدكتور محمد علي البار مقالا في مجلة الإعجاز العلمي العدد الرابع عن التفسير العلمي لتحنيك الطفل ، ومما جاء فيه :
" إن مستوى السكر " الجلوكوز" في الدم بالنسبة للمولودين حديثا يكون منخفضا ، وكلما كان وزن المولود أقل ، كان مستوى السكر منخفضا .
وبالتالي فإن المواليد الخداج [وزنهم أقل من 2.5كجم] يكون منخفضا جدا بحيث يكون في كثير من الأحيان أقل من 20 ملليجرام لكل 100 ملليلتر من الدم . وأما المواليد أكثر من 2.5 كجم فإن مستوى السكر لديهم يكون عادة فوق 30 ملليجرام .
ويعتبر هذا المستوى (20 أو 30 ملليجرام) هبوطا شديدا في مستوى سكر الدم ، ويؤدي ذلك إلى الأعراض الآتية :
1-أن يرفض المولود الرضاعة .
2-ارتخاء العضلات .
3-توقف متكرر في عملية التنفس وحصول ازرقاق الجسم .
4-اختلاجات ونوبات من التشنج .
وقد يؤدي ذلك إلى مضاعفات خطيرة مزمنة ، وهي :
1-تأخر في النمو .
2-تخلف عقلي .
3-الشلل الدماغي .
4- إصابة السمع أو البصر أو كليهما .
5- نوبات صرع متكررة (تشنجات) .
وإذا لم يتم علاج هذه الحالة في حينها قد تنتهي بالوفاة ، رغم أن علاجها سهل ميسور وهو إعطاء السكر الجلوكوز مذابا في الماء إما بالفم أو بواسطة الوريد".
ثم قال الدكتور البار في مناقشة تحنيك النبي صلى الله عليه وسلم الطفل بالتمر :
"إن قيام الرسول صلى الله عليه وسلم بتحنيك الأطفال المواليد بالتمر بعد أن يأخذ التمرة في فيه ثم يحنكه بما ذاب من هذه التمرة بريقه الشريف فيه حكمة بالغة . فالتمر يحتوي على السكر " الجلوكوز " بكميات وافرة ، وخاصة بعد إذابته بالريق الذي يحتوي على أنزيمات خاصة تحول السكر الثنائي " السكروز " إلى سكر أحادي ، كما أن الريق ييسر إذابة هذه السكريات ، وبالتالي يمكن للطفل المولود أن يستفيد منها .
وبما أن معظم أو كل المواليد يحتاجون للسكر الجلوكوز بعد ولادتهم مباشرة ، فإن إعطاء المولود التمر المذاب يقي الطفل بإذن الله من مضاعفات نقص السكر الخطيرة التي ألمحنا إليها .
إن استحباب تحنيك المولود بالتمر هو علاج وقائي ذو أهمية بالغة وهو إعجاز طبي لم تكن البشرية تعرفه وتعرف مخاطر نقص السكر " الجلوكوز " في دم المولود .
وإن المولود ، وخاصة إذا كان خداجا ، يحتاج دون ريب بعد ولادته مباشرة إلى أن يعطى محلولا سكريا . وقد دأبت مستشفيات الولادة والأطفال على إعطاء المولودين محلول الجلوكوز ليرضعه المولود بعد ولادته مباشرة ، ثم بعد ذلك تبدأ أمه بإرضاعه .
إن هذه الأحاديث الشريفة الواردة في تحنيك المولود تفتح آفاقا مهمة جدا في وقاية الأطفال ، وخاصة الخداج " المبتسرين " من أمراض خطيرة جدا بسبب إصابتهم بنقص مستوى سكر الجلوكوز في دمائهم . وإن إعطاء المولود مادة سكرية مهضومة جاهزة هو الحل السليم والأمثل في مثل هذه الحالات . كما أنها توضح إعجازا طبيا لم يكن معروفا في زمنه صلى الله عليه وسلم ولا في الأزمنة التي تلته حتى اتضحت الحكمة من ذلك الإجراء في القرن العشرين" انتهى