العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

"التعليق على موضوع بعض الاعتراضات على أهل المذاهب

إنضم
3 يونيو 2013
المشاركات
307
التخصص
الاعلام
المدينة
المنيا
المذهب الفقهي
الشافعى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الإخوة الأكارم

قمت بافتتاح موضوع بعنوان

بعض الاعتراضات على أهل المذاهب .. (دعوة للمشاركة)

على هذا الرابط:

http://www.feqhweb.com/vb/showthread.php?t=17582&page=6#ixzz2x0ixr8xG



ولكن حصل خلط في الموضوع بسبب عدم الاطلاع على بعض المناقشات
فخرج
النقاش عن مساره الذي افتتح الموضوع لأجله

وحتى لا تضيع مشاركات الإخوة القيمة رأيت نقلها إلى موضوع منفصل لاستمرار التسلسل في الموضوع الأصلي

شاكراً كل من ساهم بالمشاركة في الموضوع بالرد والتعليق والتوضيح

********************
والآن إليكم المشاركات المحذوفة من الموضوع الأصلي

 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

أحمد محمد عوض

:: مخضرم ::
إنضم
4 مايو 2013
المشاركات
1,508
التخصص
صيدلة
المدينة
اسكندرية
المذهب الفقهي
شافعى
إنضم
3 يونيو 2013
المشاركات
307
التخصص
الاعلام
المدينة
المنيا
المذهب الفقهي
الشافعى
رد: بعض الاعتراضات على أهل المذاهب .. (دعوة للمشاركة)

رد: بعض الاعتراضات على أهل المذاهب .. (دعوة للمشاركة)

وجدنا فى العصر الحديث من يتكلم من الكتاب والمؤلفين يتكلم أن كتابات المتأخرين المعتمدة تخالف المتقدمين وأنها سيئة الأسلوب الخ .. وبعض الأخوة تأثر
بتلك الدعاوى .. حتى أننى وجدت موضوعا قديما فى الملتقى يقول كاتبه :​

وأنا أنصح بتجنب ترجيحات المتأخرين لضعف التحقيق عند المتأخرين. فهي وإن اشتهرت بين المتأخرين والمعاصرين، فأكثرها مخالف لما كان عليه الأئمة الأوائل. وأحذر بشكل خاصة من ترجيحات الهيتمي والرملي (رغم شهرتهما) لأنها على ضعفها كثيرا ما تخلو من دليل (وبخاصة فتاوى الرملي). والصواب هو العودة لكتب الشافعي نفسه، فنسبتها أقوى للإمام! ومن أراد مذهب أبا حنيفة فعليه بكتب المتقدمين من أصحابه كأبي يوسف ومحمد بن الحسن، بل حتى من جاء بعدهم كالطحاوي أو المتوسطين كالسرخسي. لكن بشكل عام (مع بعض الاستثناءات) كلما تأخر الزمن كلما ضعف التحقيق. طبعاً هناك استثناءات لكن هذا الغالب. خصوصا عند الأحناف بسبب تأثرهم بالمعتزلة (الذين غالبهم حنفية). ومن تأمل تحقيقات المتأخرين يجد فيها العجائب. فتجد الواحد منهم ينكر أن يكون أبا حنيفة قد قال كذا، بينما يكون قد نقلها محمد بن الحسن في السير! وهكذا.

قال الشيخ الأديب علي الطنطاوي: «كنت قبل أن ألي القضاء وبعد أن أنهيت عهد الطلب وأيام الدراسة، كنت عاكفاً على كتب الأدب والتاريخ. قلما أنظر في كتاب فقه أو أصول إلا إن احتجت إلى مراجعة مسألة أو تحقيقها. ولكني كنت على ذلك أقرأ في اليوم عشرين أو ثلاثين صفحة من مثل كتاب الخراج لأبي يوسف أو كتاب الأم للشافعي أو المبسوط للسرخسي، لا لاستيعاب ما فيه، ولكن إعجاباً بأسلوبه واستئناساً ببلاغة عبارته وسلامة لغته. كذلك كانت كتبنا الأولى، ثم فسد الأسلوب وغلبت عليه العجمة».


وقال في موضع آخر: «ولقد ظهر في هذه القرون الثلاثة علماء لا يحصيهم العد، ألفوا مؤلفات لا يحيط بها الحصر. ولم يكن هؤلاء جميعاً -على أغلب الظن- من هو أوثق في الفقه وأنفذ فيه فكراً من ابن عابدين، الذي كتب الله لمؤلفاته أن تكون أكثر الكتب ذيوعاً وأعهما نفعاً، وأن تكون حاشيته المشهورة عمدة المفتين في المذهب الحنفي من أكثر من مئة سنة، لا يضارعها في تحقيق مسائلها وفي إقبال الناس عليها كتاب من كتب الفقهاء المتأخرين في المذهب الحنفي، على بعض العجمة في أسلوبها وبعده عن الأسلوب العربي النير الذي تجدون مثاله في المبسوط للسرخسي الحنفي أو في كتاب الأم للشافعي».


وقال في موضع آخر: «كانت أكثر الكتب التي يعكفون عليها، بعيدة عن البيان بعد الأرض عن السماء معقدة العبارة أعجمية السبك، وإن كانت عربية الكلمات. فيأتي من يوضح غامض المتن، فيدخل جملة من عنده بين كل جملتين منه، كما يرقعون اليوم الجلد المحروق من الإنسان بقطعة من جلده السليم، فينجح الرتق أو يظهر الفتق. وهذا هو "الشرح".

ويأتي من يضع لهذا الشرح حواشي وذيولا يطوله فيها، فيجمله أو يقبحه ويعطله، وهذه هي "الحاشية". ويبدو ضعف الإنشاء في القرون المتأخرة، حتى في مثل حاشية ابن عابدين، التي هي اليوم عمدة المفتين على المذهب الحنفي. ثم يجيء من يعلق على هذه الحاشية تعليقات، وتسمى "التقريرات". فلا الأسلوب عربي فصيح، ولا المنهج قويم العبارة.

وانظروا "المبسوط"للسرخسي أو "البدائع" للكاساني، ثم انظروا "الحاشية". أو انظروا في مذهب الشافعية "الأم"، ثم "مغني المحتاج". إن ما بينهما كالذي بين "أسرار البلاغة" و"شروح التلخيص". في كتب الأولين البلاغة والبيان والأسلوب العربي النير، وفي حواشي الآخرين فيها ما تعرفون».
http://feqhweb.com/vb/showthread.php?t=1867&p=10013&viewfull=1#post10013

أنتظر الجواب بارك الله فيكم بوجوه ابطال هذه الكلام ومدى صحته علميا​
 
إنضم
3 يونيو 2013
المشاركات
307
التخصص
الاعلام
المدينة
المنيا
المذهب الفقهي
الشافعى
رد: بعض الاعتراضات على أهل المذاهب .. (دعوة للمشاركة)

رد: بعض الاعتراضات على أهل المذاهب .. (دعوة للمشاركة)

منتظر الجواب بارك الله فيكم​
 

د. أيمن علي صالح

:: متخصص ::
إنضم
13 فبراير 2010
المشاركات
1,023
الكنية
أبو علي
التخصص
الفقه وأصوله
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
الشافعي - بشكل عام
رد: بعض الاعتراضات على أهل المذاهب .. (دعوة للمشاركة)

رد: بعض الاعتراضات على أهل المذاهب .. (دعوة للمشاركة)

إخواني الكرام
أنا لم أقرأ كل المشاركات...ومع هذا فعندي كلمة:
المتمذهبون على خير إن شاء الله ما تحرروا من أمرين:
1. التعصب للمذهب، وهذا له مؤشرات باطنة وظاهرة، بعضها شديد وبعضها خفيف، وتاريخ المتمذهبين حافل بالتعصب فهو سمة ملازمة لأكثر المتمذهبين.
2.الإنكار على غيرهم عدم التمذهب بحد ذاته، لأن التمذهب غير واجب عند جمهور المتمذهبين أنفسهم، ولا يعدو حكمه الجواز ولا يصل إلى حد المندوب.

وغير المتمذهبين على خير إن شاء الله تعالى ما تحرروا من أربعة أمور:
1. الدعوى بأنهم بحفظهم لأدلة الرأي المختار لديهم من آراء أهل الاجتهاد، خرجوا عن التقليد.
2. الإتيان بقول محدث يخرجون به عن جميع أقوال أئمة الاجتهاد
3. التشهي في التنقل بين الآراء وتتبع الرخص وشواذ المسائل.
4. إنكارهم على المتمذهبين التمذهب ذاته لا ما يلزم عنه.
لو تحرر هؤلاء وهؤلاء من كل هذه الأمور، وربما غيرها، لحصل الوئام والاتفاق والألفة والتحاب، بدلا مما نراه من التباغض والتخالف والتدابر، ولكن لله في خلقه شؤوون، "ولايزالون مختلفين إلا من رحم ربك"
والله أعلم
 

د. أيمن علي صالح

:: متخصص ::
إنضم
13 فبراير 2010
المشاركات
1,023
الكنية
أبو علي
التخصص
الفقه وأصوله
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
الشافعي - بشكل عام
رد: بعض الاعتراضات على أهل المذاهب .. (دعوة للمشاركة)

رد: بعض الاعتراضات على أهل المذاهب .. (دعوة للمشاركة)

ما هو المقصود بالضبط من التعصب للمذهب؟
التعصّب للمذهب هو حالة نفسية لدى المقلّد تنتج عن اعتقاده في إمامه الأفضلية على غيره من المجتهدين بحيث يدفعه ذلك إلى أمور لا تُرضى:
منها: أن يرد أو يؤول ـ في مقام الحجاج ـ كل أو أكثر الأدلة التي تخالف مذهب إمامه تعويلا منه على الظن بأن لإمامه أدلة ولو لم نقف عليها.
ومنها: أن يوالي ويعادي ويحب ويكره ويقصي ويقرِّب على أساس المذهب.
ومنها أن ينكر على المخالفين لمذهبه اتباعهم غير إمامه من المجتهدين.
ومنها: أن يطعن في مذاهب الأئمة غير مذهبه أو في الأئمة أنفسهم.
ومنها أن يُعجب بنفسه ومذهبه بحيث يرى نفسه خيرا من أتباع المذاهب الأخرى.
ومنها: أن لا يصلي خلف شخص من غير مذهبه، وشر من ذلك أن لا يرى أو ترى الزواج برجل أو امرأة من غير مذهبه، كما قاله بعض الحنفية.
ومنها: أن يزدري أو ينكر أو يرى في نفسه غضاضة على رجل تحول من مذهبه إلى مذهب آخر أو لم يرَ اتباع مذهب أصلا بل أخذ بما يراه أهدى من أقوال الأئمة دون تتبع للشواذ والرخص.
والحاصل في كل هذه الأفعال أن الاعتزاء إلى المذهب حل محل الاعتزاء إلى الإسلام الذي سمانا الله به، وهذا هو ما قال فيه النبي، صلى الله عليه وسلم: عندما قال قائل المهاجرين: يا للمهاجرين، وقال قائل الأنصار يا للأنصار: "أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم"، و"دعوها فإنها منتنة"، و"من دعا إلى عصبية فليس منا".
وهو ما ينطبق عليه قوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ}، و{ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30) مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}.
والله أعلم.
 

أحمد محمد عوض

:: مخضرم ::
إنضم
4 مايو 2013
المشاركات
1,508
التخصص
صيدلة
المدينة
اسكندرية
المذهب الفقهي
شافعى
رد: بعض الاعتراضات على أهل المذاهب .. (دعوة للمشاركة)

رد: بعض الاعتراضات على أهل المذاهب .. (دعوة للمشاركة)

أعتقد والله أعلم أن هذه الأمور التى يتضمنها التعصب التي ذكرتها يا دكتورنا لا يختلف أحد على إنكارها
 

أحمد محمد عوض

:: مخضرم ::
إنضم
4 مايو 2013
المشاركات
1,508
التخصص
صيدلة
المدينة
اسكندرية
المذهب الفقهي
شافعى
رد: بعض الاعتراضات على أهل المذاهب .. (دعوة للمشاركة)

رد: بعض الاعتراضات على أهل المذاهب .. (دعوة للمشاركة)

ولكن بالنسبة لغير المتمذهبين إذا كانوا غير متأهلين للترجيح (لا فى مسألة ولا فى باب ولا مطلقاً)
هل يسوغ لهم أن ينظروا فى الأقوال الفقهية كلها فى كل مسألة خلافية وفى أدلة كل قول ليرجحوا أحد هذه الأقوال ليتعبدوا به لله تعالى ؟
فإذا لم يسغ لهم ذلك فأخذوا بترجيحات شيخهم الغير متقيد بمذهب فى هذه الحالة يكونون متمذهبين بترجيحات شيخهم
 

د. أيمن علي صالح

:: متخصص ::
إنضم
13 فبراير 2010
المشاركات
1,023
الكنية
أبو علي
التخصص
الفقه وأصوله
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
الشافعي - بشكل عام
رد: بعض الاعتراضات على أهل المذاهب .. (دعوة للمشاركة)

رد: بعض الاعتراضات على أهل المذاهب .. (دعوة للمشاركة)

أعتقد والله أعلم أن هذه الأمور التى يتضمنها التعصب التي ذكرتها يا دكتورنا لا يختلف أحد على إنكارها
هذا هو المأمول، لكن واقع التقليد المذهبي في مختلف العصور في أكثره بعيد عن ذلك، فإلي حد قريب كانت تقام جماعات مختلفة بحسب المذاهب في الأزهر وفي المسجد الأموي في دمشق وغيرها من الأماكن، وحتى الآن التنافر والتباغض بين المتمذهبين ودعاة اللامذهبية (اتباع الدليل) قائم شائع. "ربنا لا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا".
 

د. أيمن علي صالح

:: متخصص ::
إنضم
13 فبراير 2010
المشاركات
1,023
الكنية
أبو علي
التخصص
الفقه وأصوله
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
الشافعي - بشكل عام
رد: بعض الاعتراضات على أهل المذاهب .. (دعوة للمشاركة)

رد: بعض الاعتراضات على أهل المذاهب .. (دعوة للمشاركة)

ولكن بالنسبة لغير المتمذهبين إذا كانوا غير متأهلين للترجيح (لا فى مسألة ولا فى باب ولا مطلقاً)
هل يسوغ لهم أن ينظروا فى الأقوال الفقهية كلها فى كل مسألة خلافية وفى أدلة كل قول ثم يرجحون أحد هذه الأقوال ليتعبدوا به لله تعالى؟
إذا لم يخرجوا عن أقوال أئمة الاجتهاد وحفظوا للأئمة حرمتهم واحترامهم فلا وجه لإجبارهم على عدم التنقل بين المذاهب حسب ما يرونه راجحا إلا على رأي من يُلزم باتباع مذهب معين، وهذا رأي مرجوح أصوليا حتى عند المتمذهبين أنفسهم، ثم هو صادر عن أناس مقرين بأنهم مقلدون لم يبلغوا رتبة الاجتهاد فلا عبرة به في مقايسهم هم أنفسهم فكيف يلزمون به غيرهم.
نعم لا قيمة علمية كبيرة لترجيح من ليس من أهل النظر. لكن في رأيي المتطلبات العلمية في المرجح هي أقل منها في المجتهد لأن المجتهد مبدع والمرجح ناقد فقط، كالكاتب الأدبي والناقد الأدبي فقد يكون ناقدا لكنه لا يقوى على الإبداع الأدبي، وكذلك كلاعب كرة القدم والمدرب أو الخبير الرياضي، فقد لا يحسن الخبير اللعب لكنّه يحسن النقد والتوجيه.
المشكلة الأساس في غير المتمذهبين "أتباع الدليل" أن كثيرا منهم يرجح ببادي الرأي ودون تأهل قوي في الأصول واللغة ومع هذا تراه ـ إن لم يكن بلسان قوله فبلسان حاله ـ يكاد يكون جازما بأنه على الحق وأن غيره على الباطل. وهذا يدفعهم في كثير من الأحيان إلى الطعن في آراء لأئمة والتهوين من شأنها مع عدم إحاطتهم بمآخذهم والأصول التي بنوا عليها آراءهم.
وصِفات شائعة في كثير من"أتباع الدليل" هي:
1) أنهم ظاهريون سطحيون في النظر.
2) أنهم يتعلّقون في كثير من المسائل بالدليل الجزئي مع إهدار الدليل الكلي.
3) أنهم يعتبرون صحة خبر الواحد من حيث الإسناد كافية لوجوب العمل به فقها، مع أن هذا ليس هو ديدن أئمة الفقه على تفاوت بينهم في شروط اعتبار خبر الآحاد.
والله أعلم.
 

أحمد محمد عوض

:: مخضرم ::
إنضم
4 مايو 2013
المشاركات
1,508
التخصص
صيدلة
المدينة
اسكندرية
المذهب الفقهي
شافعى
رد: بعض الاعتراضات على أهل المذاهب .. (دعوة للمشاركة)

رد: بعض الاعتراضات على أهل المذاهب .. (دعوة للمشاركة)

روضة الطالبين للإمام النووي:
والذي يقتضيه الدليل أنه لا يلزمه التمذهب بمذهب ، بل يستفتي من شاء ، أو من اتفق ، لكن من غير تلقط للرخص .
الإمام النووي الذي رجح من حيث الدليل عدم لزوم التمذهب قال بأن غير المتأهل للترجيح إذا لم يتمذهب فالبديل له أن يستفتي من شاء أو من اتُّفِق من أهل الفتوى (لا أن يرجح بنفسه بين الأقوال لنفسه)
والله أعلم
 

د. أيمن علي صالح

:: متخصص ::
إنضم
13 فبراير 2010
المشاركات
1,023
الكنية
أبو علي
التخصص
الفقه وأصوله
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
الشافعي - بشكل عام
رد: بعض الاعتراضات على أهل المذاهب .. (دعوة للمشاركة)

رد: بعض الاعتراضات على أهل المذاهب .. (دعوة للمشاركة)

الإمام النووي الذي رجح من حيث الدليل عدم لزوم التمذهب قال بأن غير المتأهل للترجيح إذا لم يتمذهب فالبديل له أن يستفتي من شاء أو من اتُّفِق من أهل الفتوى (لا أن يرجح بنفسه بين الأقوال لنفسه)
والله أعلم
قوله: "من شاء ومن اتفق" لا يعني أنه يحرم أن يرجح بل هذا استنتاج من عندك، وهو خطأ لأن الأكثرين نصوا على أنه يرجح ويجتهد بحسب التقوى وصفات المفتي إن استطاع، ولا شك أنه لو رجح بناء على الدليل في نظره أن هذا أفضل إن لم يورثه ذلك تعصبا للرأي الذي رجحه، لأن الترجيح كيفما كان، بصفة المفتي أو بالدليل، خيرٌ من التنقل المطلق بين المفتين، لأنه يخرج الإنسان عن داعية الهوى والشهوة، وهو مقصد من مقاصد التكليف.
ثم على فرض التسليم بما استنبطته من كلام الإمام النووي، فالنووي، رحمه الله، عند المتمذهبين، مقلِّد، وقوله المنفرد لا اعتماد عليه؛ لأنه ليس من أصحاب الوجوه في المذهب.
والله أعلم.
 

أحمد محمد عوض

:: مخضرم ::
إنضم
4 مايو 2013
المشاركات
1,508
التخصص
صيدلة
المدينة
اسكندرية
المذهب الفقهي
شافعى
رد: بعض الاعتراضات على أهل المذاهب .. (دعوة للمشاركة)

رد: بعض الاعتراضات على أهل المذاهب .. (دعوة للمشاركة)

لأن الأكثرين نصوا على أنه يرجح ويجتهد بحسب التقوى وصفات المفتي إن استطاع، ولا شك أنه لو رجح بناء على الدليل في نظره أن هذا أفضل
دكتورنا
لا خلاف على جواز الترجيح بالاجتهاد فى صفات المفتي قدر استطاعته وهو ما نصوا عليه كما ذكرتَ وهو كالاجتهاد حتى يعلم علم مثله أسد المذاهب وأصحها أصلا تماماً (فالإثنان متفقان على أنهما اجتهاد فى مَن يقلد لا فى أدلة القول الفقهي)
الخلاف فى الترجيح بالدليل فإذا كان أفضل كما ذكرت يا شيخنا لِمَ نصوا على المفضول بدلاً عنه واقتصروا عليه؟

وما دام الترجيح بالدليل غير منصوص عليه من أصحاب الوجوه وسلمنا فهمي لكلام الإمام النووي فلماذا هذا الفهم يكون غير معتبر فكلام الإمام النووي أولى من كلام من دونه وما نص عليه الاقتصار عليه أولى من تعديه؟
بارك الله فيكم

والله أعلم
 

د. أيمن علي صالح

:: متخصص ::
إنضم
13 فبراير 2010
المشاركات
1,023
الكنية
أبو علي
التخصص
الفقه وأصوله
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
الشافعي - بشكل عام
رد: بعض الاعتراضات على أهل المذاهب .. (دعوة للمشاركة)

رد: بعض الاعتراضات على أهل المذاهب .. (دعوة للمشاركة)

دكتورنا
لا خلاف على الترجيح بالاجتهاد فى صفات المفتي قدر استطاعته وهو ما نصوا عليه كما ذكرتَ وهو كالاجتهاد حتى يعلم علم مثله أسد المذاهب وأصحها أصلا تماماً (فالإثنان متفقان على أنهما اجتهاد فى مَن يقلد لا فى القول الفقهي نفسه)
الخلاف فى الترجيح بالدليل فإذا كان أفضل كما ذكرت يا شيخنا لِمَ نصوا على المفضول بدلاً عنه؟

وما دام الترجيح بالدليل غير منصوص عليه من أصحاب الوجوه وسلمنا فهمي لكلام الإمام النووي فلماذا هذا الفهم يكون غير معتبر؟
بارك الله فيكم

والله أعلم
ما دام سلمت أن الترجيح بالصفات أولى من التخير المطلق فأنت إذن تقر بأن استنباطك من كلام النووي أن غير المؤهل لا يجوز له الترجيح ليس دقيقا. وقصرك مقصود النووي على تحريم الترجيح بالدليل دون الترجيح بالصفة تحكم لا يقبل. وعلى أية حال النووي لم يصرح في كلامه المقتبس بهذا ولا ذاك، ولا ينسب لساكت قول.
أما لماذا لم ينصوا على أنه يرجح بالصفة لا بالدليل فلأنهم كانوا يفرضون الكلام في المفتي العامي العاجز عن النظر، بدليل أن كثيرا من أتباع المذاهب ممن يقرون بكونهم مقلدين كانوا يرجحون بالدليل أحيانا ويخرجون عن المذهب، منهم النووي نفسه في غير مسألة.
والله أعلم.
 
إنضم
3 يونيو 2013
المشاركات
307
التخصص
الاعلام
المدينة
المنيا
المذهب الفقهي
الشافعى
رد: بعض الاعتراضات على أهل المذاهب .. (دعوة للمشاركة)

رد: بعض الاعتراضات على أهل المذاهب .. (دعوة للمشاركة)

أظن أنه قد حصل نوع خلط فى الموضوع نتج من عدم الاطلاع على المشاركات ! .. فالكلام هاهنا ليس عن الزام الناس شرعاً بالتقيد بالمذاهب وعدم الخروج عنها .. وانما واقع وحقيقة الدراسة الفقهية للطالب ..

فأكثر العلماء المعاصرون على أنه لا "سبيل" ولا "فكاك" لمن أراد دراسة الفقه الا بدراسة مدرسة فقهية محررة، حتى من له عن التمذهب بشكل عام تحفظات كالشيخ الألبانى قال :

"لا سبيل لدارس الفقه فى عصرنا الا بهذا= يعنى التمذهب"، وقال : "ولكن بسبب هذا الزمن المديد الطويل لم يعد بإمكان طالب العلم أن يفهم كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الا بطريق المذاهب" وقد اشترط شروطاً منها عدم التعصب ونحوها .. الفتوى رقم 3 من الشريط رقم 39 من سلسلة الهدى والنور

ولم يكن هذا سوى الطريق الذى اتبعه الدارسون للفقه على مر العصور كما تم توضيحه فى الصفحات الأولى من موضوعنا هذا ..

وهذا الرأى كذلك هو رأى دار الافتاء المصرية :

"وأما اتباع المذاهب فى اطار الدراسة والتفقه فهذا مما لا فكاك منه؛ لأن هذه المذاهب المتبعة قد خُدمت خدمة لو تتوفر لغيرها فاعتنى بنقلها وتحريرها ومعرفة الراجح فيها واستدل لها وترجم لأئمتها بما جعل كل واحدة منها مدرسة مستقلة لها أصول معلومة وفروع محررة يتحتم على من أراد التفقه فى الدين أن يسلك أحدها متعلماً ودارساً، فتكون دراسته من حيث انتهوا هم"
http://dar-alifta.org/ViewResearch.aspx?ID=9&LangID=1

فالقضية ليست كما تصورت يا دكتور أيمن تماماً فالموضوع عن الدراسة الفقهية، والمبدأ كما تعلم الحكم على الشىء فرع عن تصوره، وأما ما تفضلت به من وجود جماعات بالأزهر، ففعلا كان بالأزهر الشريف المذاهب الأربعة المتبوعة لدى أهل السنة وكان الجميع يعيشون فى جو علمى محض فى منتهى الود والتآخى فالحنفى يدرس على الشافعى والمالكى على الحنفى فى شتى العلوم بل ويأكلون من طبق واحد ..

حتى أنه قد احتضن من قد يكون ليس له مذهباً محدداً كشيخ الأزهر أحمد الدمنهورى فهو كان يفتى فى المذاهب الأربعة .

وأن يكون لكل مذهب مفت أو شيخ فلا شىء فيها، وقد ولى أئمة كبار مشيخة المذاهب، كشيخ الاسلام ابن تيمية شياخة الحنابلة بعد وفاة والده وغيره .. وهذا حال كبار الأئمة الجميع ساروا على طريق مفصلة واضحة من الانتساب لمدرسة فى دراسة الفقه ولم يعقهم ذلك فيما بعد عن الابداع أو الاجتهاد قدر طاقتهم، ولك أن تطالع فى تراجم علماء الأزهر فى العصور الماضية لترى بنفسك أنه قلما يوجد عالم لم يدرس على مشايخ

من مذاهب أخرى من غير مذهبه حتى فى الفقه والأصول ..

ومسألة التعصب الجميع يقر أنها قد انحسرت جداً فى عصرنا كظاهرة، وعموماً ليس سببها المذاهب بل بعض أتباعها وما لديهم من نمط معرفى ونفسى معين، ولا يحمل ذلك الوزر تلك المدارس التى نظمت للدارس طريقه وأن يسير بخطى منتظمة الى النهاية ويفهم الكتاب والسنة على بصيرة، أما سبب أنها انحسرت جداً، فهو الاهتمام و الاعتناء بقراءة وتدريس كتب ومواد تاريخ التشريع والفقه المقارن فضلا عن انتشار تلك الكتب وطباعتها ..

كذا انتشار الوعى والتعليم و الدعوات والأطروحات التى تنتقد بشدة ذلكم التعصب الذى كان فى بعض الأعصار من بعض المتمذهبة

فالانكار ممن تمذهب على من لم يتمذهب والعكس، يكون له حظ من النظر فى بعض الاعتراضات، والبعض الآخر نتج عن سوء الفهم ..
فالمسألة لها طرفان ووسط، طرف يغالى فى التمذهب ويلزمه للناس جميعاً وطرف يحقر من شأن المذاهب وأتباعها، وكلاهما قد يكون برغم ذلك لبعض كلامه وجاهة فهذا يخشى الفوضى والتطفل على الشريعة ممن ليسوا بأهلها وهو محق فى هذا، والآخر يخشى من التعصب الجمود وهو محق فى هذا، والمغالون فى الزام الناس بالتمذهب لا نكاد نراهم أيضاً فى عصرنا الا فيما ندر، لكن المغالون من الطرف الآخر للأسف موجودون، لذا وجب فهم الكلام بشكل صحيح فمن يشدد على التمذهب يعنى به فى حق الطالب الدارس للفقه بعدما رأى ظواهراً نتجت من عدم دراسة الفقه بشكل صحيح، ظواهر من التخبط والتشتت فى الدراسة والتعدى على الشريعة بالخوض فيها دون علم والتطاول على العلماء ..

والوسط؛ أن الدراسة للفقه تخصصاً عبر مذهب- قد تكون لازمة لكن ليس شرعاً بل تنظيماً- فى أمر التذليل والتسهيل لدارس الفقه ووضع قواعد واضحة يسير عليها الطالب ثم الفقيه فيما بعد بحسب مدرسته، ان أراد أن يفتى الناس .. وكل هذا دونما تعصب أو جمود

والأخيران يندران فى عصرنا كما أسلفت .. فالزمان قد تغير ولله الحمد​
 
إنضم
3 يونيو 2013
المشاركات
307
التخصص
الاعلام
المدينة
المنيا
المذهب الفقهي
الشافعى
رد: بعض الاعتراضات على أهل المذاهب .. (دعوة للمشاركة)

رد: بعض الاعتراضات على أهل المذاهب .. (دعوة للمشاركة)

لا أحد الآن عندما يرى عالماً مبدعاً .. أو بحثاً أو كتاباً مفيدين .. يتكلف السؤال ما مذهب أصحابهم .. بل يستفيد ويفيد ان شاء الله .. فالعقلية تغيرت ونرى الكثير من الطلبة والعلماء يؤلفون دراسات مفيدة فى مذاهب بينما لا تكون مذاهبهم حتى ..

وأنصح الجميع بسماع النصف الأول من هذه المحاضرة عن تاريخ المذاهب ونشأتها للعلامة هاشم جميل :



وقراءة البحث الآتى :
http://www.dar-alifta.org/ViewFatawaConcept.aspx?LangID=1&ID=111

 

أحمد محمد عوض

:: مخضرم ::
إنضم
4 مايو 2013
المشاركات
1,508
التخصص
صيدلة
المدينة
اسكندرية
المذهب الفقهي
شافعى
رد: بعض الاعتراضات على أهل المذاهب .. (دعوة للمشاركة)

رد: بعض الاعتراضات على أهل المذاهب .. (دعوة للمشاركة)

المجموع شرح المهذب للإمام النووي:
فصل ( في آداب المستفتي وصفته وأحكامه ، فيه مسائل ) : " إحداها " في صفة المستفتي : كل من لم يبلغ درجة المفتي فهو فيما يسأل عنه من الأحكام الشرعية مستفت مقلد من يفتيه ، والمختار في التقليد أنه قبول قول من يجوز عليه الإصرار على الخطأ بغير حجة على عين ما قبل قوله فيه ، ويجب عليه الاستفتاء إذا نزلت به حادثة ، يجب عليه علم حكمها ، فإن لم يجد ببلده من يستفتيه وجب عليه الرحيل إلى من يفتيه ، وإن بعدت داره ، وقد رحل خلائق من السلف في المسألة الواحدة الليالي والأيام
http://library.islamweb.net/newlibra...bk_no=14&ID=67

المجموع شرح المهذب للإمام النووي:
" الرابعة " : إذا اختلف عليه فتوى مفتيين ففيه خمسة أوجه للأصحاب . أحدها : يأخذ بأغلظهما والثاني : بأخفهما ، والثالث : يجتهد في الأولى فيأخذ بفتوى الأعلم الأورع كما سبق إيضاحه واختاره السمعاني الكبير ونص الشافعي رضي الله عنه على مثله في القبلة ، والرابع : يسأل مفتيا آخر فيأخذ بفتوى من وافقه ، والخامس : يتخير فيأخذ . بقول أيهما شاء وهذا هو الأصح عند الشيخ أبي إسحاق الشيرازي المصنف ، وعند الخطيب البغدادي ، ونقله المحاملي في أول المجموع عن أكثر أصحابنا واختاره صاحب الشامل فيما إذا تساوى المفتيان في نفسه . وقال الشيخ أبو عمرو : المختار : إن عليه أن يبحث عن الأرجح فيعمل به فإنه حكم التعارض فيبحث عن الأوثق من المفتين فيعمل بفتواه ، وإن لم يترجح عنده أحدهما استفتى آخر ، وعمل بفتوى من وافقه ، فإن تعذر ذلك وكان اختلافهما في التحريم والإباحة ، وقبل العمل ، اختار التحريم ، فإنه أحوط ، وإن تساويا من كل وجه خيرناه بينهما ، وإن أبينا التخيير في غيره ; لأنه ضرورة وفي صورة نادرة .

قال الشيخ : ثم إنما نخاطب بما ذكرناه المفتين ، وأما العامي الذي وقع له فحكمه أن يسأل عن ذلك ذينك المفتيين أو مفتيا آخر وقد أرشدنا المفتي إلى ما يجيبه به وهذا الذي اختاره الشيخ ليس بقوي بل الأظهر أحد الأوجه الثلاثة ، وهي : الثالث والرابع ، والخامس ، والظاهر أن الخامس أظهرها ; لأنه ليس من أهل الاجتهاد ، وإنما فرضه أن يقلد عالما أهلا لذلك ، وقد فعل ذلك بأخذه بقول من شاء منهما والفرق بينه وبين ما نص عليه في القبلة أن أمارتها حسية فإدراك صوابها أقرب ، فيظهر التفاوت بين المجتهدين فيها ، والفتاوى أمارتها معنوية فلا يظهر كبير تفاوت بين المجتهدين والله أعلم .

http://library.islamweb.net/newlibra...bk_no=14&ID=70

أن اقتنعت بكلام حضرتك يا دكتورنا فالقول بالتخيير مطلقاً (بشرط عدم تلقط الرخص) استظهره الإمام النووي فترجيح المستفتي لنفسه بينهما بالأدلة يكون لا مشكلة فيه بناءً على هذا القول
ولكني فى نفسي مائل جداً للتقيد بقول الحافظ ابن الصلاح الذي ضعفه الإمام النووي (وهو قول مفرع على عدم التمذهب)
والله أعلم

وقال الشيخ أبو عمرو : المختار : إن عليه أن يبحث عن الأرجح فيعمل به فإنه حكم التعارض فيبحث عن الأوثق من المفتين فيعمل بفتواه ، وإن لم يترجح عنده أحدهما استفتى آخر ، وعمل بفتوى من وافقه ، فإن تعذر ذلك وكان اختلافهما في التحريم والإباحة ، وقبل العمل ، اختار التحريم ، فإنه أحوط ، وإن تساويا من كل وجه خيرناه بينهما ، وإن أبينا التخيير في غيره ; لأنه ضرورة وفي صورة نادرة .


وفى نظري القاصر اختيارات الإمام النووي تدل على أنه متأهل للاجتهاد فى هذه المسائل على الأقل (تجزؤ الاجتهاد) فهو لن يقدم على مخالفة المذهب وينص على مخالفته له فى كتب المذهب إلا إذا كان متأهلاً لذلك
والله أعلم

بارك الله فيكم (وأرجو ألا يكون صدركم قد ضاق بالحوار معي)


 

د. أيمن علي صالح

:: متخصص ::
إنضم
13 فبراير 2010
المشاركات
1,023
الكنية
أبو علي
التخصص
الفقه وأصوله
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
الشافعي - بشكل عام
رد: بعض الاعتراضات على أهل المذاهب .. (دعوة للمشاركة)

رد: بعض الاعتراضات على أهل المذاهب .. (دعوة للمشاركة)

ولكني فى نفسي مائل جداً للتقيد بقول الحافظ ابن الصلاح الذي ضعفه الإمام النووي (وهو قول مفرع على عدم التمذهب)
إذا كنت مقلدا متمذهبا فلا ينبغي لك ترجيح قول ابن الصلاح لسببين: أحدهما أنه قول ينبني على الإلزام بالتمذهب وهو قول مرجوح في المذهب، والثاني لأن ما صححه النووي هو المعتمد في المذهب فينبغي عليك الالتزام بالمعتمد كونك شافعي المذهب.

وفى نظري القاصر اختيارات الإمام النووي تدل على أنه متأهل للاجتهاد فى هذه المسائل على الأقل (تجزؤ الاجتهاد) فهو لن يقدم على مخالفة المذهب وينص على مخالفته له فى كتب المذهب إلا إذا كان متأهلاً لذلك
أكثر أهل المذهب إن لم يكن جميعهم، على أن النووي لم يبلغ رتبة الاجتهاد لا المستقل ولا المنتسب وإنما هو مرجح في إطار المذهب فقط (الأقوال والوجوه) حتى إنهم لا يعدون قوله وجها في المذهب.
وفي نظري القاصر فإن أمثال النووي والغزالي وإمام الحرمين ينبغي أن لا تقل رتبتهم عن رتبة أصحاب الوجوه.
بارك الله فيكم (وأرجو ألا يكون صدركم قد ضاق بالحوار معي)
وفيكم بارك، بالعكس آنسني حديثكم.
 

أحمد محمد عوض

:: مخضرم ::
إنضم
4 مايو 2013
المشاركات
1,508
التخصص
صيدلة
المدينة
اسكندرية
المذهب الفقهي
شافعى
رد: بعض الاعتراضات على أهل المذاهب .. (دعوة للمشاركة)

رد: بعض الاعتراضات على أهل المذاهب .. (دعوة للمشاركة)

أحدهما أنه قول ينبني على الإلزام بالتمذهب وهو قول مرجوح في المذهب
كيف يكون قوله مبنياً على التمذهب والتمذهب ليس فيه إلا جهة فقهية واحدة يأخذ منها المتمذهب الأحكام
وموضع الكلام على اختلاف فتوى مفتيين إثنين
فالظاهر لي كون كلام ابن الصلاح مبني على عدم التمذهب
والله أعلم

والثاني لأن ما صححه النووي هو المعتمد في المذهب فينبغي عليك الالتزام بالمعتمد كونك شافعي المذهب.
صحيح وأنا ليس لي الترجيح أصلاً أنا فقط أظهر ما تميل إليه نفسي
وبالنسبة لي شخصياًَ أنا لم أخرج عن المذهب فى مسألة التمذهب فالمذهب على جواز التمذهب
 

د. أيمن علي صالح

:: متخصص ::
إنضم
13 فبراير 2010
المشاركات
1,023
الكنية
أبو علي
التخصص
الفقه وأصوله
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
الشافعي - بشكل عام
رد: بعض الاعتراضات على أهل المذاهب .. (دعوة للمشاركة)

رد: بعض الاعتراضات على أهل المذاهب .. (دعوة للمشاركة)

أظن أنه قد حصل نوع خلط فى الموضوع نتج من عدم الاطلاع على المشاركات ! .. فالكلام هاهنا ليس عن الزام الناس شرعاً بالتقيد بالمذاهب وعدم الخروج عنها .. وانما واقع وحقيقة الدراسة الفقهية للطالب ..
فأكثر العلماء المعاصرين على أنه لا "سبيل" ولا "فكاك" لمن أراد دراسة الفقه الا بدراسة مدرسة فقهية محررة، حتى من له عن التمذهب بشكل عام تحفظات
أخي أحمد عيسوى، جزاك الله خيرا على هذا التعقيب.
دعوى أنّه "لا فكاك لمن أراد دراسة الفقه إلا بدراسة مدرسة فقهية محررة"، مع احترامي وتقديري لأصحاب هذه الدعوى، محلُّ نظر.
لأن الأمر يتوقف على المقصود بالفقه، وهو يُطلق باعتبارين:
أحدهما: باعتباره فعل الفقيه (المجتهد) وهو علمه ـ لا عن تقليد ـ بالأحكام العملية استنباطا لها من أدلتها التفصيلية.
والثاني: باعتباره نتيجة لفعل الفقيه: وهنا يطلق الفقه على الأحكام المستنبطة نفسها لا على عملية استنباطها، كما نقول: "كتاب فقه"، أي كتاب يشتمل على ذكر أحكام فقهية، وكما نقول "فقه المعاملات": أي مجموع الأحكام التي تتعلق بباب المعاملات وهكذا.
فالفقه بالاعتبار الأول خاص بالمجتهد أما بالاعتبار الثاني فهو يشمل المقلد إذا عَلِم بالفروع وحفظها.
والإطلاق الشرعي لـ "الفقه في الدين" كما في قوله تعالى "ليتفقهوا في الدين ثم لينذروا قومهم..." وكما في الحديث: "اللهم علمه التأويل وفقهه في الدين، و"من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين"، " ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه" هو أقرب إلى الإطلاق الأول، لأن أعلم الصحابة كان أحفظهم للنصوص وأكثرهم قدرة على فهمها والاستنباط فيها وتنزيلها على الوقائع، ولم يكن في عصرهم هذه الفروع والمسائل التي أضافها العلماء على مر الزمان.
وبناء على هذا الإطلاق للفقه فطريقة التفقّه بالنظر في النصوص مباشرة مع تدبر آراء أهل العلم في تفسيرها وشرحها والاستنباط منها لزوما وقياسا والجمع بين ما ظاهره التعارض فيها، أدعى إلى تربية ملكة الاجتهاد (العلم بالنصوص والاستنباط فيها) من طريقة حفظ المتون بدرجاتها المختلفة، ثم شروحها وما ضمته من فروع جديدة ثم حواشيها وما تضمنته من استطرادات وتقييدات. هذا فضلا عن تربية ملكة الفصاحة والبلاغة التي تنجم عن مطالعة نصوص الشارع والسلف الكرام وتدبرها مقارنة باللغة المبتسرة المتسمة بالتعقيد اللفظي في الغالب التي كتبت بها متون الفروع الفقهية، وكثير من شروحها.
لكن يحتاج المتفقه عن طريق النظر في النصوص وشروحها إلى اتقان العلوم اللغوية وعلم أصول الفقه وعلوم الحديث؛ إذ هو بدون ذلك لا يمتلك أدوات تمكنه من الاستنباط والموازنة بين الآراء. وما يُرى من تخبط وسطحية عند بعض الذين تفقهوا أو يتفقهون عن طريق النصوص إنما هو بالدرجة الأولى نتيجة لعدم إحكامهم أصول الفقه وعلوم اللغة العربية.
أما الفقه بالاعتبار الثاني، أي بمعنى حفظ أكبر قدر ممكن من الفروع الفقهية، فهذا هو الذي يصح أن يُقال إنه لا انفكاك لمن أراده عن دراسة أحد المذاهب.
وهذا المعنى للفقه هو الذي كان سائدا ومطلوبا في عصور التقليد، وكان يتوقف عليه التعيين في المناصب القضائية والتعليمية والإفتاء وغير ذلك، ولذلك ازدهرت في هذه الأعصار دراسة الكتب المذهبية، ولكن لما توقف هذا الآن بسبب تعطيل الشريعة في القضاء وإحلال القوانين الوضعية محلها، مع انتشار وسائل حفظ المعلومات وقلة تكلفتها وسهولة استرجاعها وسرعة ذلك، خفّت أهمية هذا النوع من الفقه وضعف الدافع إليه فقلّ طالبوه. وصار لسان حال بعض طلبة العلم الشرعي في هذا الزمان: لماذا أضيّع عمري في حفظ فروع:
أكثرها يخلو من ذكر الدليل ووجه الاستدلال،
وأكثرها غير مخرّج على القواعد والأصول، وقد قال القرافي: "كل فقه لم يخرج على القواعد فليس بشيء"،
وكثير منها مبني على عادات وأعراف قديمة تغيرت فأصبحت غير ذات قيمة في زمننا،
وكثير منها افتراضي أو نادر الحدوث،
وكثير منها لن أحتاج إليه في حياتي العملية لا في نفسي ولا في أهلي ولا فيما يتوقع أن يسألني عنه الناس.
وفوق كل ذلك لماذا أضيّع عمري في فك طلاسم المتون والشراح ومعاناة كثير من كتبهم،
فلأرجع إلى كتاب الله تعالى وكلام رسوله، صلّى الله عليه وسلم، وكلام السلف، البليغ الوجيز في عبارته، الكبير الكثير في معناه، فمن كان عنده البحر لماذا يستقل السواقي؟!،
ولأكتفِ من الفقه بالإلمام برؤوس المسائل بأدلتها كما يعرضها ابن المنذر وابن عبد البر وابن رشد في البداية، وإن دعت الحاجة إلى مزيد حفظ في الفروع فلأضم إلى المأثور عن السلف من الصحابة والتابعين ما كتبه علماء الأمصار كأمّ الشافعي وموطأ مالك والمدونة وخراج أبي يوسف وكتب محمد بن الحسن، فهل تفقه القدماء إلا بهذه الكتب. وقد قال الشاطبي في مقدماته، وهو من أهل القرن السابع: عليك بكتب المتقدمين ودع عنك كتب المتأخرين.
وإن احتجتُ إلى بحث مسألة معينة بحثا موسعا لسبب ما فحينئذ وحينئذ فقط أعودُ إلى كل ما أمكنني من كتب طرقت الموضوع، قديمها وحديثها، وبهذا المنهج في تلقي العلم، أوفِّر عمري المحدود ووقتي المثقل بالواجبات لأداء ما هو أهم من مطالعة ما فرَّعه الفقهاء في مسألة المتحيّرة في الحيض، أو ما فرعوه في مسائل الأيمان والطلاق مما لا يقول به أحد من الناس في عصرنا، وغير ذلك من المسائل طويلة الذّيْل قليلة النَّيْل التي تزدحم بها كتب الفقه المذهبية.
فمثل هذا المنطق، في نظري، ينبغي أن يُحترم، ولا ينبغي للمتمذهبين أن يحصروا طرق العلم إلا من خلالهم؛ لأن الفقه الذي ينشده "أتباع النصوص" ليس هو الفقه الذي يتحدث عنه "أتباع المذاهب"، و"لكلٍّ وجهة هو موليها"، وقد قيل لأحد العارفين: ما عدد الطرق إلى الله؟ فقال: بعدد أنفاس الخلائق.
وأنا شخصيا بدأت الفقه على الطريقة التقليدية المذهبية، ولكني لم أشعر بعمق الفهم فيه والقدرة على الغوص في جوانبه وتذوق حلاوته إلا بعد أن تحرّرت من قيود التمذهب، وذلك بعد أن درست الأصول. ولو استقبلت من أمري ما استدبرت لما سلكت طريقا إلا طريق النظر في النصوص وكلام أهل التفسير والفقه فيها وحولها من الصحابة فمن دونهم.
والله أعلم.
 
أعلى