رد: ما معنى الخيل البلق؟
قال غير واحد من أئمتنا : دعوى الاتفاق على تضعيف إبراهيم بن محمد إلا الشافعي ممتنعة لأنه قد وثقه غير الشافعي كالثوري وابن جريج وابن عدي وابن الأصبهاني ، نقل ذلك الشيخ ماجد الحموى في تعليقه على متن الغاية والتقريب.
ترجمة إبراهيم بن أبي يحيى من تهذيب التهذيب:
إبراهيم" بن محمد بن أبي يحيى واسمه سمعان الأسلمي مولاهم أبو إسحاق المدني. روى عن الزهري ويحيى بن سعيد الأنصاري وصالح مولى التوأمة ومحمد بن المنكدر وموسى بن وردان وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة وغيرهم. وعنه إبراهيم بن طهماز ومات قبله
والثوري وهو أكبر منه وكنى عنه اسمه وابن جريج وكنى جده أبا عطاء والشافعي وسعيد بن أبي مريم وأبو نعيم والحسن بن عرفة وهو آخر من روى عنه. قال يحيى بن سعيد القطان سألت مالكا عنه أكان ثقة قال: لا ولا ثقة في دينه", وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه: "كان قدريا معتزليا جهميا كل بلاء فيه", وقال أبو طالب
عن أحمد: "
لا يكتب حديثه ترك الناس حديثه كان يروي أحاديث منكرة لا أصل لها وكان يأخذ أحاديث الناس يضعها في كتبه",
وقال بشر بن المفضل سألت فقهاء أهل المدينة عنه فكلهم يقولون: "كذاب", وقال علي بن المديني
عن يحيى بن سعيد: "كذاب" وقال المعطي
عن يحيى بن سعيد: "كنا نتهمه بالكذب", وقال البخاري: "جهمي تركه ابن المبارك والناس كان يرى القدر" وقال عباس
عن ابن معين: "ليس بثقة" وقال ابن أبي مريم قلت له فابن أبي يحيى
قال: "كذاب في كل ما روى", قال
وسمعت يحيى يقول: "كان فيه ثلاث خصال كان كذاباوكان قدريا وكان رافضيا" وقال لي نعيم بن حماد أنفقت على كتبه خمسين دينارا ثم أخرج إلينا يوما كتابا فيه القدر وكتابا آخر فيه رأي جهم فدفع إلي كتاب جهم فقرأته فعرفته فقلت له هذا رأيك قال نعم قال: "فخرقت بعض كتبه وطرحتها" وقال الجوزجاني: "غير مقنع ولا حجة فيه ضروب من البدع", وقال النسائي: "متروك الحديث" وقال في موضع آخر: "ليس بثقة ولا يكتب حديثه" وقال الربيع سمعت الشافعي يقول: "كان إبراهيم بن أبي يحيى قدريا" قيل للربيع فما حمل الشافعي على أن روى عنه قال كان يقول لأن يخر إبراهيم من بعد أحب إليه من أن يكذب وكان ثقة في الحديث, وقال أبو أحمد بن عدي سألت أحمد بن محمد بن سعيد -يعني بن عقدة- فقلت له تعلم أحدا أحسن القول في إبراهيم غير الشافعي, فقال: "نعم حدثنا أحمد بن يحيى الأودي سمعت
حمدان بن الأصبهاني قلت أتدين بحديث إبراهيم بن أبي يحيى قال نعم ثم قال لي أحمد بن محمد بن سعيد نظرت في حديث إبراهيم كثيرا وليس بمنكر الحديث"
قال ابن عدي: "وهذا الذي قاله كما قال وقد نظرت أنا أيضا في حديثه الكثير فلم أجد فيه منكرا إلا عن شيوخ يحتملون وإنما يروي المنكر من قبل الراوي عنه أو من قبل شيخه
وهو في جملة من يكتب حديثه وله الموطأ أضعاف موطأ مالك", وقال سعيد بن أبي مريم سمعت إبراهيم بن يحيى يقول سمعت من عطاء سبعة آلاف مسألة قيل أنه مات سنة "184". قلت: وفي كتاب الغرباء لابن يونس مات سنة "91"
وجزم ابن عدي في ترجمة محمد بن عبد الرحمن أبي جابر البياضي بأن إبراهيم هذا ضعيف و
قال علي ابن المديني: "كذاب وكان يقول بالقدر", وقال الدارقطني: "متروك"
وقال ابن حبان: "كان يرى القدر ويذهب إلى كلام جهم
ويكذب في الحديث إلى أن قال وأما الشافعي فإنه كان يجالس إبراهيم في حداثته ويحفظ عنه فلما دخل مصر في آخر عمره وأخذ يصنف الكتب أحتاج إلى الأخبار ولم تكن كتبه معه فأكثر ما أودع الكتب من حفظه وربما كنى عن اسمه. وقال العقيلي قال إبراهيم ابن سعد كنا نسمي إبراهيم بن أبي يحيى ونحن نطلب الحديث: "خرافة", وقال سفيان بن عيينة: "احذروه ولا تجالسوه" وقال أبو همام السكوني سمعت إبراهيم بن أبي يحيى يشتم بعض السلف وقال عبد الغني بن سعيد المصري هو إبراهيم بن محمد بن أبي عطاء الذي حدث عنه ابن جريج وهو عبد الوهاب الذي يحدث عنه مروان بن معاوية وهو أبو الذئب الذي يحدث عنه ابن جريج وقال يعقوب بن سفيان: "متروك الحديث" وقال ابن سعد: "كان كثير الحديث ترك حديثه ليس يكتب", وقال الحاكم أبو أحمد: "ذاهب الحديث" وقال أبو زرعة: "ليس بشيء" وقال ابن المبارك: "كان صاحب تدليس" وقال عبد الرزاق: "ناظرته فإذا هو معتزلي فلم أكتب عنه" وقال العجلي: "كان قدريا معتزليا رافضيا وكان من أحفظ الناس وكان قد سمع علما كثيرا وقرابة كلهم ثقات وهو غير ثقة" ثم نقل عن ابن المبارك: كان مجاهرا بالقدر وكان صاحب تدليس عن عبد الوهاب بن موسى الزهري قال لي إسماعيل بن عيسى العباسي وكان من أورع من رأيت قال لي إبراهيم بن أبي يحيى غلامك خير من أبي بكر وعمرو في سؤلات الآجري أبا داود عنه: "كان رافضيا شتاما مأبونا1" و
قال البزار:"كان يضع الحديث وكان يوضع له مسائل فيضع لها إسنادا وكان قدريا وهو من استاذي الشافعي وعز علينا" وقال الحربي: "رغب المحدثون عن حديثه" وروى عنه الواقدي ما يشبه الوضع ولكن الواقدي تالف وقال الشافعي: في كتاب اختلاف الحديث بن أبي يحيى أحفظ من الداروردي, و
قال إسحاق بن راهويه: "ما رأيت أحدا يحتج بإبراهيم بن أبي يحيى مثل الشافعي", ولقد
قلت للشافعي وفي الدنيا أحد يحتج بإبراهيم بن أبي يحيى, وقال الساجي لم يخرج الشافعي عنه حديثا في فرض إنما أخرج عنه في الفضائل. قلت: هذا خلاف الموجود والله الموفق وقد فرق أبو حاتم بين إبراهيم بن محمد الذي روى عنه الحسن بن عرفة بين وصاحب الترجمة.
http://shamela.ws/browse.php/book-3310#page-163
1- ابن عدي ضعفه فقال في ترجمته (وهو في جملة من يكتب حديثه) فهو ضعيف يصلح للاستشهاد عند ابن عدي ، كما صرح بضعفه أيضاً في ترجمة
محمد بن عبد الرحمن أبي جابر البياضي
2- ليس في الترجمة أن ابن جريج وسفيان الثوري وثقاه هما فقط رويا عنه
3- من هو حمدان ابن الأصبهاني في علم الجرح والتعديل حتى يضاف إلى كفة التوثيق؟
النتيجة:
توثيق الإمام الشافعي لم يعضده أي توثيق ممن يعتد بهم بل صرح عدد من كبار أئمة الجرح والتعديل بضعفه وكذبه فيكون توثيق الإمام الشافعي حينئذ ليس بحجة لا سيما أن الجرح مقدم على التعديل وهو جرح مفسر
فكلام الإمام النووي لا غبار عليه بالنسبة لتضعيف إبراهيم بن أبي يحيى
كما أن صدقة الذي روى عنه إبراهيم الأثر ضعيف ذكره الحافظ في تلخيص الحبير
فهذا الطريق المشهور للأثر غير معتبر
أما بالنسبة لتضعيف الأثر نفسه
فإن الحافظ ابن حجر ذكر طريقاً آخر ثابت لأثر عمر رضي الله عنه
تلخيص الحبير للحافظ ابن حجر:
ولحديث عمر الموقوف هذا طريق أخرى رواها الدارقطني من حديث إسماعيل بن عياش: حدثني صفوان بن عمرو عن حسان بن أزهر عن عمر قال: "لا تغتسلوا بالماء المشمس فإنه يورث البرص".
وإسماعيل صدوق فيما روى عن الشاميين ومع ذلك فلم ينفرد بل تابعه عليه أبو المغيرة عن صفوان أخرجه بن حبان في الثقات في ترجمة حسان2.
http://islamport.com/w/krj/Web/1446/166.htm
ملحوظة: صفوان بن عمرو الذي روى عنه إسماعيل بن عياش من الشاميين فهو حمصي
والله أعلم