العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

الغربة تمنحك الرفاهية، وبلدك يمنحك الحياة !

إنضم
21 ديسمبر 2010
المشاركات
396
الإقامة
وهران- الجزائر
الجنس
ذكر
التخصص
الشريعة والقانون
الدولة
الجزائر
المدينة
سعيدة
المذهب الفقهي
مالكي

الغُربة تمنحك الرفاهية، وبلدُك يمنحك الحياة !

أجمل كلمة سمعتها عن الهجرة أو الغربة بعيدا عن الوطن، خصوصا الذين عاشوا في بلاد الغرب؛ الذي لا يشهد عبق الحياة الشرقية، لا يعرف معناها إلا من عاينها وعايشها لمدة طويلة.

كم سررت بهذه الكلمة لأني شربت من نفس الكأس بعيدا عن الوطن لسنين عديدة؛ لغرض دراسي بالجامعة الإسلامية بإسلام آباد، تزامن مع وجود الأزمة في بلادنا في التسعينيات، أصابني فيها ولعٌ شديد لرؤية بلدي ومدينتي وحيي الذي كنت أسكنه وأصدقائي ...

ذهبت إلى الطبيب أشكوه حالي، ففسر لي سبب ما جرى لي، وبعد تشخيص دقيق قال لي: أنت مصابٌ بداء خطير، إنه داء الحنين إلى الوطن" Home sickness " وعلاجه وجداني لا تفي الأدوية والمسكنات المؤقتة بعلاجه.
أمضيت أوقاتا جميلة، تعرفت فيها على معارف وأشخاص وأشياء مفيدة كثيرة، ورأيت فيها، رغم ظروف الدراسة، رفاهية مادية معتبرة، لكني ظللت على حالي..

يا الله هل تعرف بلادي الأمن والاستقرار ويكتب لي عمر آخر أرى فيها أقاربي وأحبائي؟ !
كم تمنيت أن أشم تراب بلادي وأحتضنه بكل شغف، وتمنيت أن أرتشف قهوةَ أمي؛ التي لها نكهة لا تضاهيها أي قهوة، مع أبي وإخواني وخلاني..

باختصار غير مخل، وبعيدا عن الاستطراد الممل، قد تمنحك الهجرة الرفاهية المادية، لكنها ممجوجة تفتقر إلى روح الحياة.. أما بلدك مهما كانت أحواله يمنحك الحياة. فلا تتردد في حبه، والعمل على تطويره؛ ليكون، على الأقل، ليس أقل من الدول الأخرى.

هذه خاطرة عفوية، خرجت من صميم فؤادي، تجاه نفوس أبية، راجيا أن تروق لهم، ويجودوا علينا بمساهمات سخية. مساءكم سعيد !
 
التعديل الأخير:

زياد العراقي

:: مشرف ::
إنضم
21 نوفمبر 2011
المشاركات
3,614
الجنس
ذكر
التخصص
...
الدولة
العراق
المدينة
؟
المذهب الفقهي
المذهب الشافعي
رد: الغربة تمنحك الرفاهية، وبلدك يمنحك الحياة !

بارك الله فيكم شيخنا وأستاذنا
لكن ماذا لو عايشتَ الظروف الصعبة التي كان يمر بها بلدك .
ماذا لو كنت تعيش وسط القتال ، ولا تستطيع أن تخرج من مدينتك ، وأنت تعلم أنك لو بقيت ، ودخل مدينتك أحد الطرفين ، فأنت في خطر شديد ، أنت وكل ما تملك : دمك وعرضك .
وأنت لا تستطيع أن تقاتل مع أحد الطرفين ، لأن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أمرنا أن نجتنب الفتن ، وأن نكون أحلاس بيوتنا .
نزحنا الى قرية مجاورة لأكثر من شهر ، ورغم المعاناة ، لم أشتق لبيتي ، ولا الى مدينتي .
كتبت مشاركتي للتذكير بأحوال يعيشها الكثير من المسلمين في مختلف بقاع الأرض .
وطلبا لدعائكم لنا ولهم .
برغم حبي لبلدي ، لكني أتمنى أن أشتاق له .
 

بشرى عمر الغوراني

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
29 مارس 2010
المشاركات
2,121
الإقامة
لبنان
الجنس
أنثى
الكنية
أم أنس
التخصص
الفقه المقارن
الدولة
لبنان
المدينة
طرابلس
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: الغربة تمنحك الرفاهية، وبلدك يمنحك الحياة !


الغُربة تمنحك الرفاهية، وبلدُك يمنحك الحياة !

أجمل كلمة سمعتها عن الهجرة أو الغربة بعيدا عن الوطن، خصوصا الذين عاشوا في بلاد الغرب؛ الذي لا يشهد عبق الحياة الشرقية، لا يعرف معناها إلا من عاينها وعايشها لمدة طويلة.

كم سررت بهذه الكلمة لأني شربت من نفس الكأس بعيدا عن الوطن لسنين عديدة؛ لغرض دراسي بالجامعة الإسلامية بإسلام آباد، تزامن مع وجود الأزمة في بلادنا في التسعينيات، أصابني فيها ولعٌ شديد لرؤية بلدي ومدينتي وحيي الذي كنت أسكنه وأصدقائي ...

ذهبت إلى الطبيب أشكوه حالي، ففسر لي سبب ما جرى لي، وبعد تشخيص دقيق قال لي: أنت مصابٌ بداء خطير، إنه داء الحنين إلى الوطن" Home sickness " وعلاجه وجداني لا تفي الأدوية والمسكنات المؤقتة بعلاجه.
أمضيت أوقاتا جميلة، تعرفت فيها على معارف وأشخاص وأشياء مفيدة كثيرة، ورأيت فيها، رغم ظروف الدراسة، رفاهية مادية معتبرة، لكني ظللت على حالي..

يا الله هل تعرف بلادي الأمن والاستقرار ويكتب لي عمر آخر أرى فيها أقاربي وأحبائي؟ !
كم تمنيت أن أشم تراب بلادي وأحتضنه بكل شغف، وتمنيت أن أرتشف قهوةَ أمي؛ التي لها نكهة لا تضاهيها أي قهوة، مع أبي وإخواني وخلاني..

باختصار غير مخل، وبعيدا عن الاستطراد الممل، قد تمنحك الهجرة الرفاهية المادية، لكنها ممجوجة تفتقر إلى روح الحياة.. أما بلدك مهما كانت أحواله يمنحك الحياة. فلا تتردد في حبه، والعمل على تطويره؛ ليكون، على الأقل، ليس أقل من الدول الأخرى.

هذه خاطرة عفوية، خرجت من صميم فؤادي، تجاه نفوس أبية، راجيا أن تروق لهم، ويجودوا علينا بمساهمات سخية. مساءكم سعيد !

بارك الله فيكم شيخنا وأستاذنا
لكن ماذا لو عايشتَ الظروف الصعبة التي كان يمر بها بلدك .
ماذا لو كنت تعيش وسط القتال ، ولا تستطيع أن تخرج من مدينتك ، وأنت تعلم أنك لو بقيت ، ودخل مدينتك أحد الطرفين ، فأنت في خطر شديد ، أنت وكل ما تملك : دمك وعرضك .
وأنت لا تستطيع أن تقاتل مع أحد الطرفين ، لأن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أمرنا أن نجتنب الفتن ، وأن نكون أحلاس بيوتنا .
نزحنا الى قرية مجاورة لأكثر من شهر ، ورغم المعاناة ، لم أشتق لبيتي ، ولا الى مدينتي .
كتبت مشاركتي للتذكير بأحوال يعيشها الكثير من المسلمين في مختلف بقاع الأرض .
وطلبا لدعائكم لنا ولهم .
برغم حبي لبلدي ، لكني أتمنى أن أشتاق له .

فرَّج الله عنكم وأعانكم، وكشف الغمّة عن بلادكم وبلاد المسلمين قاطبة، وجعل عودكم إلى دياركم عوداً قريباً حميداً..
إذا آلمكم البعد عن الديار؛ فتذكروا رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين قال، وهو واقف بالحزورة في سوق مكة :"إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلي، ولولا أني أُخرجت منك ما خرجت". أخرجه البيهقي في دلائل النبوة، وقال: هذا هو المحفوظ. (والحزورة: موضع بمكة عند باب الحناطين، كذا في النهاية في غريب الحديث والأثر).
 
إنضم
21 ديسمبر 2010
المشاركات
396
الإقامة
وهران- الجزائر
الجنس
ذكر
التخصص
الشريعة والقانون
الدولة
الجزائر
المدينة
سعيدة
المذهب الفقهي
مالكي
رد: الغربة تمنحك الرفاهية، وبلدك يمنحك الحياة !


أخي الفاضل زياد طارق علي بارك الله فيكم ونفع بكم وحفظكم الله في أنفسكم وأولادكم وكل ما تملكون وأخرج العراق والشام ومصر وليبيا
واليمن وكل بلاد المسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن آمين !

فعلاً ما أوردته في العراق الآن وعندنا سابقا في التسعينات من القرن الماضي يعتبر ابتلاء عظيماً، وعلى المرء أن يسعى للتهدئة والصلح في المجتمع ما استطاع إلى ذلك سبيلا بالموعظة الحسنة والحوار البناء، إن خانته المبادرة السياسية الناضجة، وإلا لاذ بالدعاء.

وقد ضاع الحق بين الغالي فيه والجافي عنه، والفضيلة وسط بين طرفين ذميمين:

1- فقد رأيت بعض الشباب الحالي لا يبالون بإصلاح الشأن العام ولو بالكلمة الطيبة، ومنتهى أحلامهم وآمالهم أن ينالوا
حظا وفيرا من متع الدنيا ومباهجها، ولو من وراء البحار في بلاد الغرب التي تترصد سوءا ببلادهم. فأردت أن أشعرهم بأهمية الوطن؛ حتى لا تأتي عليهم الفتن فيقولوا كما ذكرت: " نزحنا الى قرية مجاورة لأكثر من شهر ، ورغم المعاناة ، لم أشتق لبيتي ، ولا الى مدينتي" .
وأنا أقدر أنه
شعور مؤقت، مرتبط بالموقف المعيش ليس إلا، وإلا فإذا كنا نحن الجزائريين وكل المسلمين في كل مكان نحب عراق الرشيد والمأمون، فكيف بك وقد عايشتها وشربت من دجلة والفرات ومن علم أهل العراق المبرزين قديما وحديثا حتى الثمالة.

2- وفي نفس الوقت هذا الكلام موجه لمن أراد أن يصلح الشأن العام بلا علم وجنح إلى العنف، وأصبح أداة في يد أجندة غربية من حيث يدري أو لا يدري فأصبح لا هم له إلا أن يدعو إلى لغة الكراهية والاقتتال بين الأحزاب والإيديولوجيات والمذاهب و الطوائف والعرقيات والشعوب والدول والأمم وتقطيع أوصال الإنسانية جمعاء. وظاهرة الجنوح للتمرد والفوضى أصبحت ظاهرة عالمية للشباب في كل مكان، لا فرق بين الدول الإسلامية والدول الغربية، وإن كانت الدول الغربية محصنة أكثر للتصدي لها بشكل وقائي ثم علاجي بشكل فردي ومنسق.

ألم يعلم شبابنا الذي تحتقر صلاتك إلى صلاته و في مدى محافظته على السنة أن التقوة بلا علم تضر صاحبها أكثر مما تنفع، حيث سمعت بمن كان يتورع في قتل العصافير، بينما لا يتورع في إصدار فتوى لقتل أخيه الإنسان سواء كان مسلما أو من أهل الذمة بدواعي وأسانيد لا تقرها قواعد الشريعة، يكون نتيجتها تشويه الإسلام وتعريض الديار للفرنجة يفعلون بها ما يشاءون.

ألم يعلموا أن الله تعالى قال -وهو أصدق القائلين- في عبارة صريحة لبيان العلة والحكمة والمبتغى والفريضة العليا من رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم:
(وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)
. اللهم قد بلغت، اللهم اشهد!

 
التعديل الأخير:

زياد العراقي

:: مشرف ::
إنضم
21 نوفمبر 2011
المشاركات
3,614
الجنس
ذكر
التخصص
...
الدولة
العراق
المدينة
؟
المذهب الفقهي
المذهب الشافعي
رد: الغربة تمنحك الرفاهية، وبلدك يمنحك الحياة !

بارك الله فيكم أختنا الأستاذة بشرى ، وبارك الله فيكم شيخنا وأستاذنا مختار
أختنا بشرى وفقكم الله : لكن رسول الله بعد مقامه في المدينة طاب له المقام فيها ودعا لها بضعف ما لمكة من البركة
أستاذنا مختار حفظكم الله : أما بالنسبة لعراق الرشيد والمأمون ، فنحن جميعا نحنّ إليه ، ونقلب كتب التأريخ لنعيش عز الإسلام وأمجاد سلفنا .
وأعود الى موضوعنا
لا أختلف معكم شيخنا في ضرر السفر الى بلاد الغرب ، وأرفضه بشكل قاطع ، لكن سأتحدث بلسان الشباب .
حيث أن منهم من يريد عرض الدنيا ، أو تعجبه الأفكار الهدامة والحريّة في التعبير عنها عند الغرب ، وهؤلاء ليسوا من أتحدث عنهم .
بل عن الذين عندهم أفكار وابتكارات علمية تحتاج الدعم والتشجيع ، وكما تعلمون فإن بلادنا لا تدعم البحث العلمي ولا تنشيء مراكزا لذلك كما يفعل الغرب ، وإن أنشأتها : قتلها الروتين .
وهناك شباب يرغب بالدعوة الى الله ، ولا يجد الأرض الخصبة في بلادنا ، بل الناس من أمرهم بمعروف مقتوه وتآلبوا عليه ، والغرب والشرق يحتاجون أن نعرفهم بديننا .
ولا أنسى الشريحة الأكبر من الشباب ، الذين يطمحون الى تحسين وضعهم المادي ، بدل الإنتظار لسنوات ، يمر بها العمر ، وما زالوا في نقطة الصفر*، وحيث أن البلاد العربية ، لا تفتح أبوابها إلا للأجنبي ، وهذه حقيقة مؤسفة ، فيضطر الى البحث عن البديل .
وأختم كلامي بشعر الإمام الشافعي في السفر :
سافر تجـد عوضـاً عمـن تفارقـه --- وانصَبْ فإن لذيذ العيش في النصـب
إني رأيـت وقـوف المـاء يفسـده --- إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطـب
والأسدُ لولا فراق الأرض ما افترست --- والسهم لولا فراق القوس لم يصـب
والشمس لو وقفت في الفلك دائمـة ً --- لملها الناس من عجـم ومـن عـرب
والتبر كالترب ملقـي فـي أماكنـه --- والعود في أرضه نوع من الحطـب
فـإن تغـرب هـذا عـز مطلـبـه --- وإن تغـرب ذلـك عـز كالـذهـب
 
إنضم
21 ديسمبر 2010
المشاركات
396
الإقامة
وهران- الجزائر
الجنس
ذكر
التخصص
الشريعة والقانون
الدولة
الجزائر
المدينة
سعيدة
المذهب الفقهي
مالكي
رد: الغربة تمنحك الرفاهية، وبلدك يمنحك الحياة !

يسر الله أمر عراق الرشيد وأهلها الفضلاء. وأهل مكة أدرى بشعابها
 
أعلى