د. مختار بن طيب قوادري
:: متخصص ::
- إنضم
- 21 ديسمبر 2010
- المشاركات
- 396
- الإقامة
- وهران- الجزائر
- الجنس
- ذكر
- التخصص
- الشريعة والقانون
- الدولة
- الجزائر
- المدينة
- سعيدة
- المذهب الفقهي
- مالكي
الغُربة تمنحك الرفاهية، وبلدُك يمنحك الحياة !
أجمل كلمة سمعتها عن الهجرة أو الغربة بعيدا عن الوطن، خصوصا الذين عاشوا في بلاد الغرب؛ الذي لا يشهد عبق الحياة الشرقية، لا يعرف معناها إلا من عاينها وعايشها لمدة طويلة.
كم سررت بهذه الكلمة لأني شربت من نفس الكأس بعيدا عن الوطن لسنين عديدة؛ لغرض دراسي بالجامعة الإسلامية بإسلام آباد، تزامن مع وجود الأزمة في بلادنا في التسعينيات، أصابني فيها ولعٌ شديد لرؤية بلدي ومدينتي وحيي الذي كنت أسكنه وأصدقائي ...
ذهبت إلى الطبيب أشكوه حالي، ففسر لي سبب ما جرى لي، وبعد تشخيص دقيق قال لي: أنت مصابٌ بداء خطير، إنه داء الحنين إلى الوطن" Home sickness " وعلاجه وجداني لا تفي الأدوية والمسكنات المؤقتة بعلاجه.
أمضيت أوقاتا جميلة، تعرفت فيها على معارف وأشخاص وأشياء مفيدة كثيرة، ورأيت فيها، رغم ظروف الدراسة، رفاهية مادية معتبرة، لكني ظللت على حالي..
يا الله هل تعرف بلادي الأمن والاستقرار ويكتب لي عمر آخر أرى فيها أقاربي وأحبائي؟ !
كم تمنيت أن أشم تراب بلادي وأحتضنه بكل شغف، وتمنيت أن أرتشف قهوةَ أمي؛ التي لها نكهة لا تضاهيها أي قهوة، مع أبي وإخواني وخلاني..
باختصار غير مخل، وبعيدا عن الاستطراد الممل، قد تمنحك الهجرة الرفاهية المادية، لكنها ممجوجة تفتقر إلى روح الحياة.. أما بلدك مهما كانت أحواله يمنحك الحياة. فلا تتردد في حبه، والعمل على تطويره؛ ليكون، على الأقل، ليس أقل من الدول الأخرى.
هذه خاطرة عفوية، خرجت من صميم فؤادي، تجاه نفوس أبية، راجيا أن تروق لهم، ويجودوا علينا بمساهمات سخية. مساءكم سعيد !
التعديل الأخير: