رد: إلى الاخوة المنتمين إلى المذهب الشافعي
قال ابن القيم عن الامام الشافعي : ونبين انه لم يختلف مذهبه أن قول الصحابي حجة , ونذكر من نصوصه في الجديد على ذلك ان شاء الله , وان من حكى عنه قولين في ذلك فإنما حكى ذلك بلازم قوله لا بصريحه . اعلام الموقعين .ا
وقال في موضع اخر : وأما الجديد فكثير منهم يحكي فيه أنه ليس بحجة , وفي هذه الحكاية نظرٌ ظاهرٌ جدا , فإنه لا يحفظ له في الجديد حرف واحد ان قول الصحابي ليس بحجة , وغاية ما يتعلق به من نقل ذلك انه يحكي اقوالا للصحابة في الجديد ثم يخالفها ولو كانت عنده حجة لم يخالفها , وهذا تعلقٌ ضعيف جدا , فإن مخالفة المجتهد الدليل المعين لما هو اقوى في نظره منه لايدل على انه لا يراه دليلا من حيث الجملة , بل خالف دليلا لدليلٍ ارجح عنده منه , وقد تعلق بعضهم بأنه يراه في الجديد إذا ذكر اقوال الصحابة موافقا لها لا يعتمد عليها وحدها كما يفعل بالنصوص بل يعضدها بضروب الاقيسة فهو تارى يذكرها ويصرح بخلافها وتارة يوافقها ولا يعتمد عليها بل يعضدها بدليل اخر , وهذا تعلق أضعف من الذي قبله , فإن تظافر الادلة وتعاضدها وتناصرها من عادة اهل العلم قديما وحديثا , ولايدل ذكرهم دليلا ثانيا وثالثا على ان ما ذكروه قبله ليس بدليل .
وقال ايضا بعد ذكر قول الامام الشافعي في ( الرسالة ) في حجية اقوال الصحابة :
ولما كان رأي الصحابة عند الشافعي بهذه المثابة قال في الجديد في كتاب الفرائص في ميراث الجد والاخوة : وهذا مذهب تلقيناه عن زيد بن ثابت , وعنه اخذنا أكثر الفرائض . وقال : القياس عندي قتل الراهب لولا ما جاء عن ابي بكر رضي الله عنه . فترك الشافعي صريح القياس لقول الصديق .