العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

صبغ الشعر بالسواد

عيد نهار الشمري

:: متابع ::
إنضم
14 مارس 2015
المشاركات
47
الكنية
أبو نهار
التخصص
علم مصطلح الحديث
المدينة
الجهراء
المذهب الفقهي
حنبلي
ادلة المانعين :
ما تفرد به ابو الزبير عن جابر قال: جيء بأبي قحافة يوم الفتح إلى النبيّ صلى الله عليه وسلّم وكان رأسه ثغامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «اذْهَبُوا به إلى بَعْضِ نِسائِهِ فَلْيُغَيِّرْهُ بشيءٍ وَجَنِّبُوهُ السَّوادَ».

قال ابن حجر : ابو الزبير المكي , محمد بن مسلم بن تدرس . صدوق , إلا انه يدلس . تقريب التهذيب

قال الخطيب البغدادي : والمدلس : رواية المحدث عمن عاصره ولم يلقه , فَيُتَوهم أنه سمع منه , أو روايته عمن لقيه ما لم يسمعه منه , هذا هو التدليس في الاسناد . الكفاية في علم الرواية

قال حماد الانصاري : وهو ان يحذف اسم شيخه الذي سمع منه ويرتقي إلى شيخ شيخه بلفظ يوهم السماع كــ عن . التدليس والمدلسون .

الرد على من احتج بصحته على اخراج مسلم للحديث :
1- ان درجة الاحاديث عند مسلم في الصحة تتفاوت كما صرح هو في مقدمته , وانه يقدم الاصح في الباب ثم يتبعه بما هو اقل درجة منه , (وهذا ان دل فإنه يدل على امامته في العلل و معرفة مراتب الاحاديث اخرج لنا الله كتابه العلل امين)

2- ان ابو الزبير المكي مدلس

3- ان ابو الزبير صرح انه لم يسمع هذه الزيادة من جابر ( وجنبوه السواد )

فقد روى ابو داود الطيالسي في مسنده و ابن الجعد في مسنده عن شبابة , كلاهما ( ابي داود و شبابة ) عن زهير بن معاوية ( ثقة ثبت ) قال : قلت له ( لأبي الزبير ) أحدثك جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلك قال لأبي قحافة : غيروا , وجنبوا السواد .
قال : لا .

- قلت : وهل هذا يعني انه قد فات مسلم ما مر بنا ؟ ابدا وهذا من امامته رحمه الله , وتجد هذا جليا في هذا الباب كما نص عليه في مقدمته تخريج الاحاديث على طبقات , لهذا تجد ان هذا الامام ( مسلم بن الحجاج النيسابوري) اخرج رواية زهير التي خلت من زيادة (وجنبوه السواد) قبل الرواية التي فيها (وجنبوه السواد) من طريق ابن جريج . فرحم الله الامام مسلم



دليل المانعين الثاني :

روى احمد و ابو عوانة , كلاهما عن محمد بن سلمة الحراني عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين قال سُئِل أنس بن مالك عن خضاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن شاب إلا يسيرا ولكن ابا بكرٍ وعمر بعده خضبا بالحناء والكتم قال وجاء ابو بكر بأبيه أبي قحافة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة يحمله حتى وضعه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر لو أقررت الشيخ في بيته لأتيناه مكرمة لأبي بكر فأسلم ولحيته ورأسه كالثغامة بياضا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم غيروهما وجنبوهما السواد .

قلت : وسوف نقرن من الادلة ما يفيد انه ادراج طارىء في المتن وليس من كلام انس رضي الله عنه
1- الاستئناف بقوله في منتصف الرواية (قال وجاء ابو بكر بأبيه...)
2- تجاوز البخاري ومسلم في روايتهما عن محمد بن سيرين عن انس هذه الزيادة فلم يخرجاها بهذا الاسناد .
3- المشهور عن اكثر اهل العلم الذين تلقوا هذا الحديث عن انس وتلامذته بغير الزيادة
4- قال البزار بعد ان روى حديث محمد بن سلمة الحراني عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن انس (بزيادة وجنبوه السواد)
- وهذا الحديث لا نعلم رواه عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أنس إلا محمد بن سلمة وهو غريب عن محمد عن أنس , ولم يكن بالبصرة ! . مسند البزار

قلت : يرويه عن انس بغير الزيادة

1- محمد بن سيرين ( عند البخاري ومسلم و أحمد ) من طرق ( هشام بن حسان - أيوب – عاصم الاحول) عن محمد بن سيرين عن انس

2- قتادة ( عند البخاري و مسلم و أحمد والترمذي في الشمائل و النسائي في الكبرى ) من طرق ( بهز – عفان – ابو نعيم – ابو داود – هدبة – عبد الصمد ) منهم عن همام ومنهم عن المثنى بن سعيد (وكلاهما) عن قتادة عن انس

3- ثابت البُناني عند ( البخاري و مسلم و احمد و ابو يعلى ) من طرق ( يونس – سليمان بن حرب – ابو الربيع العتكي – ابن عبيد ) كلهم عن حماد بن زيد عن ثابت البُناني عن انس

4- حُميد الطويل عند ( احمد و عبد حميد و ابن ماجة و ابو يعلى ) من طرق ( معتمر – ابن ابي عدي – سهل بن يوسف – معاذ بن معاذ – يزيد بن هارون – خالد بن الحارث – محمد بن عبد الله ) كلهم عن حُميد الطويل

وهذا يدل على شذوذ الزيادة

روى يونس بن عبد الاعلى قال : قال لي الشافعي رحمه الله : (ليس الشاذ من الحديث أن يروي الثقة مالا يروي غيره , إنما الشاذ أن يروي الثقة حديثا يخالف ما روى الناس .
حكى الحافظ القزويني ابو يعلى الخليلي نحو هذا عن الشافعي وجماعة من اهل الحجاز, ثم قال الذي عليه حفاظ الحديث ان الشاذ ما ليس له إلا اسناد واحد يشذ بذلك شيخ , ثقة كان أو غير ثقة , فما كان عن غير ثقة فمتروك لا يقبل , وما كان عن ثقةٍ يُتوقف فيه ولا يحتج به . معرفة انواع الحديث . ماهر ياسين الفحل



دليل المانعين الثالث : عن ابن عَبَّاسٍ ، قالَ قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلّم: «يَكُونُ قَوْمٌ يَخْضِبُونْ في آخِرِ الزَّمَانِ بالسَّوَادِ كَحَوَاصِلِ الْحَمَامِ لاَ يَرِيحُونَ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ».

قال ابن الجوزي معلقا على هذا الحديث : اعلم انه قد خضب جماعة من الصحابة بالسواد منهم الحسن والحسين وسعد بن ابي وقاص وخلق كثير من التابعين , وإنما كرهه قوم لما فيه من التدليس فأما أن يرتقي إلى درجة التحريم إذ لم يدلس فيجب فيه هذا الوعيد فلم يقل بذلك احد , ثم نقول على تقدير الصحة : يُحتمل أن يكون المعنى لا يريحون رائحة الجنة لفعل يصدر منهم أو إعتقاد , لا لعلة الخضاب , ويكون الخضاب سيماهم , فعرّفهم بالسيما كما قال في الخوارج , سيماهم التحليق , وإن كان تحليق الشعر ليس بحرام . الموضوعات

قلت ونحوه قال أبو حفص عمر بن بدر بن سعيد الموصلي الوراني توفي 622 هجري
في كتابه المغني عن حفظ الكتاب

- بعض من اجاز الصبغ بالسواد من السلف :
روى ابن ابي شيبة قال حدثنا شبابة قال حدثنا ليث بن سعد قال حدثنا ابو عشانة المعافري قال : رأيت عقبة بن عامر رضي الله عنه يخضب بالسواد ويقول : نسود أعلاها وتأبى اصولها .
روى ابن ابي شيبة حدثنا وكيع وابن مهدي عن سفيان عن سعد بن ابراهيم عن ابي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف : انه كان يخضب بالسواد
روى ابن ابي شيبة عن اسماعيل بن عليه عن يونس بن عبيد عن الحسن البصري انه كان لا يرى بأسا بالخضاب بالسواد
وروى ابن ابي شيبة عن اسماعيل بن علية عن ابن عون قال : كانوا يسألون محمدا (ابن سيرين) عن الخضاب بالسواد فقال : لا أعلم به بأسا
وجاء عند احمد في المسند بعد حديث ابي هريرة مرفوعا ان اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم ...
فروى عن معمر ان الزهري كان يصبغ بالسواد
قال يحيى سمعت مالكا يقول في صبغ الشعر بالسواد لم أسمع في ذلك شيئا معلوما وغير ذلك من الصبغ أحب إلي . الموطأ

وغيرهم
 
إنضم
12 نوفمبر 2011
المشاركات
54
الكنية
أبو هاجر
التخصص
فقه الأقليات المسلمة
المدينة
مراكش
المذهب الفقهي
سني مالكي
رد: صبغ الشعر بالسواد

[FONT=&quot]السلام عليكم إخوتي الأفاضل وأخواتي الفضليات،مواصلة لما تقدم أخي الكريم أبي نهار،أقول أنه بالنسبة لإرسال اللحي فقد عنى بها السلف مع صحة الأحاديث بالأمر بذلك،واختلفوا في كونه زينة ومخالفة لأهل الكتاب ،فكره بعضهم وحرمه آخرون بالسواد ، وقد صح أن أبا بكر كان يخضب بالحناء والكتم ، وفي حديث أبي ذر عند أحمد وأصحاب السنن الأربعة وصححه الترمذي : [/FONT][FONT=&quot]( إن أحسن ما غيرتم به[/FONT]
[FONT=&quot]هذا الشيب الحناء والكَتَم )[/FONT][FONT=&quot] والكتم - بوزن الجبل - نبات يمني صبغه أسود ضارب إلى الحمرة ، نعم صرح به كثيرون باستحباب [/FONT][FONT=&quot]صبغ الشعر[/FONT][FONT=&quot] وخضابه مطلقًا، وبعضهم بما عدا السواد لحديث أمره صلى الله عليه وسلم بتغيير شيب أبي قحافة[/FONT]
[FONT=&quot]مع قوله : ( وجنبوه السواد ) ولأحاديث أخرى لا يصح منها شيء مرفوع ، وقدسبق للشيخ محمد رشيد رضا أن حقق ذلك في المنار ، وحديث : ( جنبوه السواد ) لا يدل على تحريم[/FONT]
[FONT=&quot]السواد ، ولكنه لم يستحسنه صلى الله عليه وسلم لشيخ بلغ من الكبر عتيًّا كأبي قحافة ، وكان شعر رأسه ولحيته كالثغامة في بياضه ، كما قال بعضهم ، فالعلة ذوقية واضحة كما يأتي عن ابن شهاب قريبًا ، وذكر الحافظ في الفتح أن الذين أجازوا الصبغ بالسواد تمسكوا بالأمر المطلق بتغييره مخالفة للأعاجم ( ثم قال ):[/FONT]
[FONT=&quot]وقد رخص فيه طائفة من السلف منهم سعد بن أبي وقاص وعقبة بن عامر والحسن والحسين وجرير وغير واحد - أي من الصحابة - واختاره ابن أبي عاصم في كتاب الخضاب له ، وأجاب عن حديث ابن عباس عند أبي داود : ( [/FONT][FONT=&quot]يكون قوم في آخر الزمان يخضبون بالسواد كحواصل الحمام لا يريحون رائحة الجنة [/FONT][FONT=&quot]) بأنه إخبار عن قوم هذه صفتهم ، وذكر عن ابن شهاب أنه قال : كنا نخضب بالسواد إذ كان الوجه جديدًا ، فلما نغض الوجه والأسنان تركناه .[/FONT]
[FONT=&quot]ويخلص الشيخ محمد رشيد رضا إلى أن جملة القول : إن أكثر العلماء كرهوا الخضاب بالسواد ، وجعل النووي الكراهة للتحريم ، وهو كثير التشديد . وقد حقق ابن الأثير وغيره أن الخضاب بالحناء والكَتَم معًا يكون أسود ، وقد صح استحسان النبي صلى الله عليه وسلم له قولاً وفعلاً إذ رأى من خضب به ، وإن أبا بكر كان يخضب بهما معًا أو منفردين ،[/FONT]
[FONT=&quot]وهل يعقل إذا صح أن سواد خضابه يضرب إلى الحمرة أن يكون السواد الحالك سببًا للحرمان من رائحة الجنة ؟ أوليس الموافق لأصول الشريعة - إن صح هذا -أن نقول : إنه علامة لقوم من المبتدعة المجرمين في آخر الزمان يُحرمون الجنة بإجرامهم لا بخضابهم ، كما جعل حلق الشعر علامة للخوارج ، وإلا كان سعد بن أبي وقاص أحد العشرة وسيدا شباب أهل الجنة أول من يتناولهم هذا الوعيد الشديد ؟[/FONT] [FONT=&quot]أوليس من علامة وضع الحديث ترتيب الثواب العظيم ، أو العقاب الشديد فيه على التافه من العمل ؟ وقد قال ابن الجوزي بأن هذا الحديث موضوع ، وخطأه من صححوه وحسنوه من حيث السند على أن فيه عبد الكريم غير منسوب ، قيل : إن كان الجزري فقد روى عنه الشيخان نُقول، ومنع ابن حبان الاحتجاج بما ينفرد به كهذا الحديث ، وإن كان ابن أبي المخارق فضعيف ، وقد اضطروا إلى تأويل[/FONT] [FONT=&quot]الوعيد فيه بالتكلف .والله تعالى أعلم[/FONT]
 
إنضم
31 مارس 2009
المشاركات
1,277
الإقامة
عدن
الجنس
ذكر
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
لغة فرنسية دبلوم فني مختبر
الدولة
اليمن
المدينة
عدن
المذهب الفقهي
شافعي
ادلة المانعين :
ما تفرد به ابو الزبير عن جابر قال: جيء بأبي قحافة يوم الفتح إلى النبيّ صلى الله عليه وسلّم وكان رأسه ثغامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «اذْهَبُوا به إلى بَعْضِ نِسائِهِ فَلْيُغَيِّرْهُ بشيءٍ وَجَنِّبُوهُ السَّوادَ».

قال ابن حجر : ابو الزبير المكي , محمد بن مسلم بن تدرس . صدوق , إلا انه يدلس . تقريب التهذيب

قال الخطيب البغدادي : والمدلس : رواية المحدث عمن عاصره ولم يلقه , فَيُتَوهم أنه سمع منه , أو روايته عمن لقيه ما لم يسمعه منه , هذا هو التدليس في الاسناد . الكفاية في علم الرواية

قال حماد الانصاري : وهو ان يحذف اسم شيخه الذي سمع منه ويرتقي إلى شيخ شيخه بلفظ يوهم السماع كــ عن . التدليس والمدلسون .

الرد على من احتج بصحته على اخراج مسلم للحديث :
1- ان درجة الاحاديث عند مسلم في الصحة تتفاوت كما صرح هو في مقدمته , وانه يقدم الاصح في الباب ثم يتبعه بما هو اقل درجة منه , (وهذا ان دل فإنه يدل على امامته في العلل و معرفة مراتب الاحاديث اخرج لنا الله كتابه العلل امين)

2- ان ابو الزبير المكي مدلس

3- ان ابو الزبير صرح انه لم يسمع هذه الزيادة من جابر ( وجنبوه السواد )

فقد روى ابو داود الطيالسي في مسنده و ابن الجعد في مسنده عن شبابة , كلاهما ( ابي داود و شبابة ) عن زهير بن معاوية ( ثقة ثبت ) قال : قلت له ( لأبي الزبير ) أحدثك جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلك قال لأبي قحافة : غيروا , وجنبوا السواد .
قال : لا .

- قلت : وهل هذا يعني انه قد فات مسلم ما مر بنا ؟ ابدا وهذا من امامته رحمه الله , وتجد هذا جليا في هذا الباب كما نص عليه في مقدمته تخريج الاحاديث على طبقات , لهذا تجد ان هذا الامام ( مسلم بن الحجاج النيسابوري) اخرج رواية زهير التي خلت من زيادة (وجنبوه السواد) قبل الرواية التي فيها (وجنبوه السواد) من طريق ابن جريج . فرحم الله الامام مسلم



دليل المانعين الثاني :

روى احمد و ابو عوانة , كلاهما عن محمد بن سلمة الحراني عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين قال سُئِل أنس بن مالك عن خضاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن شاب إلا يسيرا ولكن ابا بكرٍ وعمر بعده خضبا بالحناء والكتم قال وجاء ابو بكر بأبيه أبي قحافة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة يحمله حتى وضعه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر لو أقررت الشيخ في بيته لأتيناه مكرمة لأبي بكر فأسلم ولحيته ورأسه كالثغامة بياضا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم غيروهما وجنبوهما السواد .

قلت : وسوف نقرن من الادلة ما يفيد انه ادراج طارىء في المتن وليس من كلام انس رضي الله عنه
1- الاستئناف بقوله في منتصف الرواية (قال وجاء ابو بكر بأبيه...)
2- تجاوز البخاري ومسلم في روايتهما عن محمد بن سيرين عن انس هذه الزيادة فلم يخرجاها بهذا الاسناد .
3- المشهور عن اكثر اهل العلم الذين تلقوا هذا الحديث عن انس وتلامذته بغير الزيادة
4- قال البزار بعد ان روى حديث محمد بن سلمة الحراني عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن انس (بزيادة وجنبوه السواد)
- وهذا الحديث لا نعلم رواه عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أنس إلا محمد بن سلمة وهو غريب عن محمد عن أنس , ولم يكن بالبصرة ! . مسند البزار

قلت : يرويه عن انس بغير الزيادة

1- محمد بن سيرين ( عند البخاري ومسلم و أحمد ) من طرق ( هشام بن حسان - أيوب – عاصم الاحول) عن محمد بن سيرين عن انس

2- قتادة ( عند البخاري و مسلم و أحمد والترمذي في الشمائل و النسائي في الكبرى ) من طرق ( بهز – عفان – ابو نعيم – ابو داود – هدبة – عبد الصمد ) منهم عن همام ومنهم عن المثنى بن سعيد (وكلاهما) عن قتادة عن انس

3- ثابت البُناني عند ( البخاري و مسلم و احمد و ابو يعلى ) من طرق ( يونس – سليمان بن حرب – ابو الربيع العتكي – ابن عبيد ) كلهم عن حماد بن زيد عن ثابت البُناني عن انس

4- حُميد الطويل عند ( احمد و عبد حميد و ابن ماجة و ابو يعلى ) من طرق ( معتمر – ابن ابي عدي – سهل بن يوسف – معاذ بن معاذ – يزيد بن هارون – خالد بن الحارث – محمد بن عبد الله ) كلهم عن حُميد الطويل

وهذا يدل على شذوذ الزيادة

روى يونس بن عبد الاعلى قال : قال لي الشافعي رحمه الله : (ليس الشاذ من الحديث أن يروي الثقة مالا يروي غيره , إنما الشاذ أن يروي الثقة حديثا يخالف ما روى الناس .
حكى الحافظ القزويني ابو يعلى الخليلي نحو هذا عن الشافعي وجماعة من اهل الحجاز, ثم قال الذي عليه حفاظ الحديث ان الشاذ ما ليس له إلا اسناد واحد يشذ بذلك شيخ , ثقة كان أو غير ثقة , فما كان عن غير ثقة فمتروك لا يقبل , وما كان عن ثقةٍ يُتوقف فيه ولا يحتج به . معرفة انواع الحديث . ماهر ياسين الفحل



دليل المانعين الثالث : عن ابن عَبَّاسٍ ، قالَ قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلّم: «يَكُونُ قَوْمٌ يَخْضِبُونْ في آخِرِ الزَّمَانِ بالسَّوَادِ كَحَوَاصِلِ الْحَمَامِ لاَ يَرِيحُونَ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ».

قال ابن الجوزي معلقا على هذا الحديث : اعلم انه قد خضب جماعة من الصحابة بالسواد منهم الحسن والحسين وسعد بن ابي وقاص وخلق كثير من التابعين , وإنما كرهه قوم لما فيه من التدليس فأما أن يرتقي إلى درجة التحريم إذ لم يدلس فيجب فيه هذا الوعيد فلم يقل بذلك احد , ثم نقول على تقدير الصحة : يُحتمل أن يكون المعنى لا يريحون رائحة الجنة لفعل يصدر منهم أو إعتقاد , لا لعلة الخضاب , ويكون الخضاب سيماهم , فعرّفهم بالسيما كما قال في الخوارج , سيماهم التحليق , وإن كان تحليق الشعر ليس بحرام . الموضوعات

قلت ونحوه قال أبو حفص عمر بن بدر بن سعيد الموصلي الوراني توفي 622 هجري
هذا النقد قاصر جداً ؛ فإن غاية ما استفدناه من نقد حديث أبي الزبير عن جابر وجود الإنقطاع بينهما؛ فهو صالح في الشواهد، وقد تابعه أبو سفيان عن جابر كما في منتقى حديث محمد بن مخلد.
وما استفدناه من نقد حديث أنس انفراد محمد بن سلمة عن ابن هشام عن ابن سيرين عن أنس؛ وبعضهم لا يجعل هذا مانعاً من الاستشهاد بالحديث؛ إذ لا قطع بالشذوذ.
وليس في نقد حديث ابن عباس شيء يصلح الاعتماد عليه؛ إذ ليس فيه إلا تفقه لابن الجوزي.
وللحديث شواهد أخرى لم يذكرها كحديث أسماء بنت أبي بكر وأبي هريرة وابن عباس ومرسل قتادة ومرسل الزهري.
وقد أشار لبعضها الشيخ الألباني في (السلسلة الصحيحة) فما أدري لما لم ينظر فيها أخونا ويبين ما فيها.

والله أعلم
 
أعلى