العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

التقاط الصور للحاج رياء مذموم أم توثيق محمود ؟

إنضم
10 أغسطس 2008
المشاركات
11
الكنية
ابواحمد
التخصص
قانون
المدينة
الدوحة
المذهب الفقهي
عام
انتشرت شبكات التواصل الاجتماعي بين الناس انتشارا واسعا وانتشرت الجوالات الذكية والهواتف النقالة وأصبحت في متناول الجميع وأصبح الإنسان ينقل لأصدقائه ويوثق لنفسه عبر هذه الشبكات تحركاته صوتا وصورة كما ينقل لهم خواطره وآرائه العامة والخاصة وبالطبع لم تخلوا مناسك الحج أو العمرة من هذا التوثيق والتصوير فلاشك أنها ليست كأي رحلة فيحرص الحاج أو المعتمر بتصوير نفسه من أول خروجه من بيته و عند ارتدائه ملابس الإحرام وعند الكعبة وفي جميع المناسك فتلحظ الهواتف الذكية في يد العاكفين والطائفين بالبيت يلتقط بها الصور التذكارية مع نفسه أو مع أصدقائه , وينشرها على شبكات التواصل الاجتماعي ونظرا لانتشار هذه الظاهرة والمغالاة فيها فقد أفتى بعض العلماء بحرمة ذلك واعتباره رياءاً محبطا للعمل وقد تأملت في هذه الفتاوى فوجدتها رد فعل متسرع على أفعال استفزازية أكثر منها فتاوى علمية أخذت نصيبها من التأصيل الواقعي والشرعي بل صدرت ردا على أفعال وتصرفات ربما تكون مستفزة أحيانا , لكن ما ينبغي على المفتى أن يتحرك في الإفتاء بهواه أو بمزاجه أو برد فعل ,فهذه الطريقة تبطل الفتوى ,وأنا أحاول أن انظر إلى هذا الأمر بنظرة فقهية هادئة للوصول إلى حكم سليم في هذا الموضوع وأقول:-
أولا :-الاعلان عن تحركات الحاج أو المعتمر وإذاعتها , ذهابا وإيابا وإذاعة إخبارها بين الناس , والاحتفاء بها ,وتبادل التهاني حولها ,ليس أمرا مستحدثا, فهو أمر قديم جدا , وقد نشانا على رؤية مواكب الحجيج وتودعيهم وتلوين البيوت ,وتعليق الزينة عليها, فرحا بمقدمه فيدهن المنزل, ويرسم عليه طائرة أو سفينة تعبيرا, عن وسيلة السفر إلى بيت الله الحرام ,وما إلى ذلك ,من تقاليد قديمة, وفي بعض البلاد كانوا يزفون الحاج بالدفوف والأهازيج والأناشيد ,حتى ركوبه الطائرة ,أو السفينة ,ولم نرى فتاوى من العلماء وقتها بتحريم هذه المظاهر ,او اتهامهم بالرياء , والصورة واحدة وان اختلفت أدواتها فقديما كان يدهن البيت وتلون وتعلق عليها الزينة وتذهب الوفود لتوديعه واستقباله بالدفوف والأناشيد, أما اليوم فتصور كل لحظة من الرحلة وتوثق صوتا وصورة وتنشر في مواقع التواصل الاجتماعي بسبب وجود تقنية جديدة لم تكن من قبل فالمظهر واحد وان اختلفت أدواته .
ثانيا :- الحج ليس عبادة سرية مثل الصدقة التي ندب فيها السرية فصدقة السر تطفئ غضب الرب والرياء يبطلها بنص الآية وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا (38) النساء, أما الحج فلم يرد فيه ذلك بل هي عبادة علنية المقصود إظهارها أمام الجميع ومباهاة الأمم بها فذلك من تعظيم شعائر الله فقصد إظهارها مندوب بل مطلوب , وقد استعمل القران في نداء إبراهيم عليه السلام للناس بالحج لفظ"الآذان" وهو الإعلام والإعلان ومن ثم فالعلانية فيها مطلوب وعندما عزم النبي صلى الله عليه وسلم على الحج في العام العاشر أذن الناس وأعلمهم انه حاج سنته هذه, وتنادي المسلمون في سائر الأمصار , أن النبي صلى الله عليه وسلم سيحج هذا العام مما توافد عليه مائة ألف يريدون الحج مع النبي صلى الله عليه وسلم.
ثالثا :- الرياء هو الشرك الأصغر وهو محبط لجميع الأعمال التي يلحقها لكن الرياء ليس مرتبط بسلوك أو مظهر معين بل هو مرتبط بالقلب وبما تنعقد عليه النية لله أم لغيره فيمكن لشخصين أن يقوما بنفس السلوك ويقصد احدهما وجه الله ويقصد الآخر وجه الناس والخلاف ليس في السلوك ولكن في النية التي هي محلها القلب ويمكن أن يقتل شخصان في المعركة فتكون نية احدهما إعلاء كلمة الله فيعتبر شهيدا والأخر كانت نيته أن يقال بطل وشجاع فلا يقبل منه ويلقى في النار ومن ثم فمناط الرياء هو القلب والتحذير منه لا يكون بالنهي عن سلوك ما ولكن بتجريد القلب لله وبيان عواقبه الوخيمة فالصدقة التي ورد فيها النهي عن الرياء وجاءت السرية مطلوبة لذاتها فيها يمكن أن تكون العلانية مقبولة إذ قصد بالعلانية وجه الله كان يقصد بالتصدق حث غيره على الصدقة واستثارة فضيلة الإنفاق في نفسه وفي نفوس الناس ومن ثم جاء القران بمدح الذين ينفقون سرا وعلانية فكيف بشعيرة الحج .
من هنا فاني أري والله اعلم أن توثيق وتصوير رحلة الحج والعمرة لتكون ذكرى طيبة يذكر بها نفسه أو استثارة غيره ليقوم بمثله تعظيما لشعائر الله ليس أمرا مذموما بل ربما يكون مندوبا اذ قصد منه حث نفسه أو غيره لإتيان هذا الأمر ويبقي الرياء مرتبطا بنية القلب
فلا يمكن التحريم على أساس الرياء إذ انه أمر داخلي يختلف من شخص لآخر وما أمرنا ان نفتش عن النوايا والدوافع إذ ينبغي التفصيل فيها حتى لا نحرم على الناس ما هو مباح فتحريم المباح كتحليل الحرام سواء بسواء فإذ كانت هذه الظاهرة مبالغ فيها بحيث شغلت الحاج عن الاستفادة برحلته في الحرم فيكون النهى على هذا الأساس لا على أساس الرياء أي على أساس تضييع الفضائل فيكون مثلها مثل أن يضيع الحاج وقته في اللعب او الكلام فيما لا طائل منه وينصرف عن الذكر فهو أمر مذموم من هذا الجانب وليس من جانب التصوير فكل ما يشغل الحاج عن أداء العبادة أمر مذموم تصويرا كان أو غير ذلك ويكون التصوير مباحا إذا ظل في حدوده المعقولة التي لا تشغل الحاج عما ينفعه لا على أصل التصوير أو الرياء إذ الرياء أمر قلبي وينبغي أن يبتعد الحاج أو المعتمر عن المبالغة في مثل هذه الأمور والإسراف فيها ويستفيد بقربه من بيت الله الحرام بالذكر والطاعة والدعاء لنفسه ولبقية المسلمين والله اعلم .
 
إنضم
10 مايو 2015
المشاركات
219
الجنس
ذكر
الكنية
د. كامل محمد
التخصص
دراسات طبية "علاج الاضطرابات السلوكية"
الدولة
مصر
المدينة
الالف مسكن عين شمس
المذهب الفقهي
ظاهري
رد: التقاط الصور للحاج رياء مذموم أم توثيق محمود ؟

القضية الاساسية التى لم تذكر هى:
هل هذا التصوير كتصوير يدخل تحت ما ذكره البخارى:
[FONT=&quot]صحيح البخاري (16/ 419[/FONT])​
[FONT=&quot]حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ[/FONT]​
[FONT=&quot]لَعَنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ وَآكِلَ الرِّبَا وَمُوكِلَهُ وَنَهَى عَنْ ثَمَنِ الْكَلْبِ وَكَسْبِ الْبَغِيِّ وَلَعَنَ الْمُصَوِّرِينَ

صحيح البخاري (18/ 325)
بَاب عَذَابِ الْمُصَوِّرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

صحيح البخاري (18/ 326)
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ مُسْلِمٍ قَالَ كُنَّا مَعَ مَسْرُوقٍ
فِي دَارِ يَسَارِ بْنِ نُمَيْرٍ فَرَأَى فِي صُفَّتِهِ تَمَاثِيلَ فَقَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابًا عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمُصَوِّرُونَ

صحيح البخاري (18/ 332)
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْقَاسِمِ وَمَا بِالْمَدِينَةِ يَوْمَئِذٍ أَفْضَلُ مِنْهُ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي قَالَ سَمِعْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ سَفَرٍ وَقَدْ سَتَرْتُ بِقِرَامٍ لِي عَلَى سَهْوَةٍ لِي فِيهَا تَمَاثِيلُ فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَتَكَهُ وَقَالَ أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُضَاهُونَ بِخَلْقِ اللَّهِ قَالَتْ فَجَعَلْنَاهُ وِسَادَةً أَوْ وِسَادَتَيْنِ


[/FONT]
[FONT=&quot]حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ[/FONT]​
[FONT=&quot]قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ سَفَرٍ وَعَلَّقْتُ دُرْنُوكًا فِيهِ تَمَاثِيلُ فَأَمَرَنِي أَنْ أَنْزِعَهُ فَنَزَعْتُهُ وَكُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ
[/FONT]​
[FONT=&quot]فتح الباري لابن حجر (17/ 63)[/FONT]​
[FONT=&quot]حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ[/FONT]​
[FONT=&quot]قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ سَفَرٍ وَعَلَّقْتُ دُرْنُوكًا فِيهِ تَمَاثِيلُ فَأَمَرَنِي أَنْ أَنْزِعَهُ فَنَزَعْتُهُ وَكُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ[/FONT]​
[FONT=&quot]5499 - قَوْله : ( عَبْد اللَّه بْن دَاوُدَ )[/FONT]​
[FONT=&quot]هُوَ الْخُرَيْبِيّ بِمُعْجَمَةٍ وَرَاء وَمُوَحَّدَة مُصَغَّر ،[/FONT]​
[FONT=&quot]وَهِشَام[/FONT]​
[FONT=&quot]هُوَ اِبْن عُرْوَة .[/FONT]​
[FONT=&quot]قَوْله : ( دُرْنُوكًا )[/FONT]​
[FONT=&quot]زَادَ مُسْلِم مِنْ طَرِيق أَبِي أُسَامَة عَنْ هِشَام " عَلَى بَابِي " وَالدُّرْنُوك بِضَمِّ الدَّال الْمُهْمَلَة وَسُكُون الرَّاء بَعْدهَا نُون مَضْمُومَة ثُمَّ كَاف وَيُقَال فِيهِ دُرْمُوك بِالْمِيمِ بَدَل النُّون ، قَالَ الْخَطَّابِيُّ : هُوَ ثَوْب غَلِيظ لَهُ خَمْل إِذَا فُرِشَ فَهُوَ بِسَاط ، وَإِذَا عُلِّقَ فَهُوَ سِتْر .[/FONT]​
[FONT=&quot]قَوْله : ( فِيهِ تَمَاثِيل )[/FONT]​
[FONT=&quot]زَادَ فِي رِوَايَة أَبِي أُسَامَة عِنْد مُسْلِم " فِيهِ الْخَيْل ذَوَات الْأَجْنِحَة " . وَاسْتُدِلَّ بِهَذَا الْحَدِيث عَلَى جَوَاز اِتِّخَاذ الصُّوَر إِذَا كَانَتْ لَا ظِلّ لَهَا ، وَهِيَ مَعَ ذَلِكَ مِمَّا يُوطَأ وَيُدَاس أَوْ يُمْتَهَن بِالِاسْتِعْمَالِ كَالْمَخَادِّ وَالْوَسَائِد ، قَالَ النَّوَوِيّ : وَهُوَ قَوْل جُمْهُور الْعُلَمَاء مِنْ الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ ، وَهُوَ قَوْل الثَّوْرِيّ وَمَالِك وَأَبِي حَنِيفَة وَالشَّافِعِيّ ، وَلَا فَرْق فِي ذَلِكَ بَيْن مَا لَهُ ظِلّ وَمَا لَا ظِلّ لَهُ ، فَإِنْ كَانَ مُعَلَّقًا عَلَى حَائِط أَوْ مَلْبُوسًا أَوْ عِمَامَة أَوْ نَحْو ذَلِكَ مِمَّا لَا يُعَدّ مُمْتَهَنًا فَهُوَ حَرَام . قُلْت : وَفِيمَا نَقَلَهُ مُؤَاخَذَات : مِنْهَا أَنَّ اِبْن الْعَرَبِيّ مِنْ الْمَالِكِيَّة نَقَلَ أَنَّ الصُّورَة إِذَا كَانَ لَهَا ظِلّ حَرُمَ بِالْإِجْمَاعِ سَوَاء كَانَتْ مِمَّا يُمْتَهَن أَمْ لَا ، وَهَذَا الْإِجْمَاع مَحَلّه فِي غَيْر لُعَب الْبَنَات كَمَا سَأَذْكُرُهُ فِي " بَاب مَنْ صَوَّرَ صُورَة " وَحَكَى الْقُرْطُبِيّ فِي " الْمُفْهِم " فِي الصُّوَر الَّتِي لَا تُتَّخَذ لِلْإِبْقَاءِ كَالْفَخَّارِ قَوْلَيْنِ أَظْهَرهُمَا الْمَنْع . قُلْت : وَهَلْ يَلْتَحِق مَا يُصْنَع مِنْ الْحَلْوَى بِالْفَخَّارِ ، أَوْ بِلُعَبِ الْبَنَات ؟ مَحَلّ تَأَمُّل . وَصَحَّحَ اِبْن الْعَرَبِيّ أَنَّ الصُّورَة الَّتِي لَا ظِلّ لَهَا إِذَا بَقِيَتْ عَلَى هَيْئَتهَا حَرُمَتْ سَوَاء كَانَتْ مِمَّا يُمْتَهَن أَمْ لَا ، وَإِنْ قَطَعَ رَأْسهَا أَوْ فُرِّقَتْ هَيْئَتهَا جَازَ ، وَهَذَا الْمَذْهَب مَنْقُول عَنْ الزُّهْرِيِّ وَقَوَّاهُ النَّوَوِيّ ، وَقَدْ يَشْهَد لَهُ حَدِيث النُّمْرُقَة - يَعْنِي الْمَذْكُور فِي الْبَاب الَّذِي بَعْده - وَسَيَأْتِي مَا فِيهِ . وَمِنْهَا أَنَّ إِمَام الْحَرَمَيْنِ نَقَلَ وَجْهًا أَنَّ الَّذِي يُرَخَّص فِيهِ مِمَّا لَا ظِلّ لَهُ مَا كَانَ عَلَى سِتْر أَوْ وِسَادَة ، وَأَمَّا مَا عَلَى الْجِدَار وَالسَّقْف فَيُمْنَع ، وَالْمَعْنَى فِيهِ أَنَّهُ بِذَلِكَ يَصِير مُرْتَفِعًا فَيَخْرُج عَنْ هَيْئَة الِامْتِهَان بِخِلَافِ الثَّوْب فَإِنَّهُ بِصَدَدِ أَنْ يُمْتَهَن ، وَتُسَاعِدهُ عِبَارَة " مُخْتَصَر الْمُزَنِيِّ " صُورَة ذَات رُوح إِنْ كَانَتْ مَنْصُوبَة . وَنَقَلَ الرَّافِعِيّ عَنْ الْجُمْهُور أَنَّ الصُّورَة إِذَا قَطَعَ رَأْسهَا اِرْتَفَعَ الْمَانِع . وَقَالَ الْمُتَوَلِّي فِي " التَّتِمَّة " لَا فَرْق . وَمِنْهَا أَنَّ مَذْهَب الْحَنَابِلَة جَوَاز الصُّورَة فِي الثَّوْب وَلَوْ كَانَ مُعَلَّقًا عَلَى مَا فِي خَبَر أَبِي طَلْحَة ، لَكِنْ إِنْ سَتَرَ بِهِ الْجِدَار مُنِعَ عِنْدهمْ ، قَالَ النَّوَوِيّ : وَذَهَبَ بَعْض السَّلَف إِلَى أَنَّ الْمَمْنُوع مَا كَانَ لَهُ ظِلّ وَأَمَّا مَا لَا ظِلّ لَهُ فَلَا بَأْس بِاِتِّخَاذِهِ مُطْلَقًا ، وَهُوَ مَذْهَب بَاطِل ، فَإِنَّ السِّتْر الَّذِي أَنْكَرَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ الصُّورَة فِيهِ بِلَا ظِلّ بِغَيْرِ شَكّ ، وَمَعَ ذَلِكَ فَأَمَرَ بِنَزْعِهِ . قُلْت : الْمَذْهَب الْمَذْكُور نَقَلَهُ اِبْن أَبِي شَيْبَة عَنْ الْقَاسِم بْن مُحَمَّد بِسَنَدٍ صَحِيح وَلَفْظه عَنْ اِبْن عَوْن " قَالَ دَخَلْت عَلَى الْقَاسِم وَهُوَ بِأَعْلَى مَكَّة فِي بَيْته ، فَرَأَيْت فِي بَيْته حَجَلَة فِيهَا تَصَاوِير الْقُنْدُس وَالْعَنْقَاء " فَفِي إِطْلَاق كَوْنه مَذْهَبًا بَاطِلًا نَظَر ، إِذْ يُحْتَمَل أَنَّهُ تَمَسَّكَ فِي ذَلِكَ بِعُمُومِ قَوْله : " إِلَّا رَقْمًا فِي ثَوْب " فَإِنَّهُ أَعَمّ مِنْ أَنْ يَكُون مُعَلَّقًا أَوْ مَفْرُوشًا ، وَكَأَنَّهُ جَعَلَ إِنْكَار النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عَائِشَة تَعْلِيق السِّتْر الْمَذْكُور مُرَكَّبًا مِنْ كَوْنه مُصَوَّرًا وَمِنْ كَوْنه سَاتِرًا لِلْجِدَارِ ، وَيُؤَيِّدهُ مَا وَرَدَ فِي بَعْض طُرُقه عِنْد مُسْلِم ، فَأَخْرَجَ مِنْ طَرِيق سَعِيد بْن يَسَار عَنْ زَيْد بْن خَالِد الْجُهَنِيّ قَالَ . " دَخَلْت عَلَى عَائِشَة " فَذَكَرَ نَحْو حَدِيث الْبَاب لَكِنْ قَالَ : " فَجَذَبَهُ حَتَّى هَتَكَهُ وَقَالَ : إِنَّ اللَّه لَمْ يَأْمُرنَا أَنْ نَكْسُو الْحِجَارَة وَالطِّين . قَالَ فَقَطَعْنَا مِنْهُ وِسَادَتَيْنِ " الْحَدِيث ؛ فَهَذَا يَدُلّ عَلَى أَنَّهُ كَرِهَ سَتْر الْجِدَار بِالثَّوْبِ الْمُصَوَّر ، فَلَا يُسَاوِيه الثَّوْب الْمُمْتَهَن وَلَوْ كَانَتْ فِيهِ صُورَة ، وَكَذَلِكَ الثَّوْب الَّذِي لَا يُسْتَر بِهِ الْجِدَار . وَالْقَاسِم بْن مُحَمَّد أَحَد فُقَهَاء الْمَدِينَة ، وَكَانَ مِنْ أَفْضَل أَهْل زَمَانه ، وَهُوَ الَّذِي رَوَى حَدِيث النُّمْرُقَة ، فَلَوْلَا أَنَّهُ فَهِمَ الرُّخْصَة فِي مِثْل الْحَجَلَة مَا اِسْتَجَازَ اِسْتِعْمَالهَا ؛ لَكِنَّ الْجَمْع بَيْن الْأَحَادِيث الْوَارِدَة فِي ذَلِكَ يَدُلّ عَلَى أَنَّهُ مَذْهَب مَرْجُوح ، وَأَنَّ الَّذِي رُخِّصَ فِيهِ مِنْ ذَلِكَ مَا يُمْتَهَن ، لَا مَا كَانَ مَنْصُوبًا . وَقَدْ أَخْرَجَ اِبْن أَبِي شَيْبَة مِنْ طَرِيق أَيُّوب عَنْ عِكْرِمَة قَالَ : كَانُوا يَقُولُونَ فِي التَّصَاوِير فِي الْبُسُط وَالْوَسَائِد الَّتِي تُوطَأ ذُلّ لَهَا . وَمِنْ طَرِيق عَاصِم عَنْ عِكْرِمَة قَالَ : كَانُوا يَكْرَهُونَ مَا نُصِبَ مِنْ التَّمَاثِيل نَصْبًا ، وَلَا يَرَوْنَ بَأْسًا بِمَا وَطِئَتْهُ الْأَقْدَام . وَمِنْ طَرِيق اِبْن سِيرِينَ وَسَالِم بْن عَبْد اللَّه وَعِكْرِمَة بْن خَالِد وَسَعِيد بْن جُبَيْر فَرَّقَهُمْ أَنَّهُمْ قَالُوا : لَا بَأْس بِالصُّورَةِ إِذَا كَانَتْ تُوطَأ . وَمِنْ طَرِيق عُرْوَة أَنَّهُ كَانَ يَتَّكِئ عَلَى الْمَرَافِق فِيهَا التَّمَاثِيل الطَّيْر وَالرِّجَال .[/FONT]​
[FONT=&quot]قَوْله فِي آخِر الْحَدِيث[/FONT]​
[FONT=&quot]( وَكُنْت أَغْتَسِل أَنَا وَالنَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ إِنَاء وَاحِد )[/FONT]​
[FONT=&quot]كَذَا أَوْرَدَهُ عَقِب حَدِيث التَّصْوِير ، وَهُوَ حَدِيث آخَر مُسْتَقِلّ قَدْ أَفْرَدَهُ فِي كِتَاب الطَّهَارَة مِنْ وَجْه آخَر عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَة ، وَأَخْرَجَهُ عَقِب حَدِيث عَائِشَة فِي صِفَة الْغُسْل مِنْ طَرِيق عَبْد اللَّه بْن الْمُبَارَك عَنْ هِشَام بْن عُرْوَة بِهِ ، وَتَقَدَّمَ شَرْحه هُنَاكَ ، وَكَأَنَّ الْبُخَارِيّ سَمِعَ الْحَدِيث عَلَى هَذِهِ الصُّورَة فَأَوْرَدَهُ كَمَا هُوَ وَاغْتُفِرَ ذَلِكَ لِكَوْنِ الْمَتْن قَصِيرًا مَعَ أَنَّ كَثْرَة عَادَته التَّصَرُّف فِي الْمَتْن بِالِاخْتِصَارِ وَالِاقْتِصَار . وَقَالَ الْكَرْمَانِيُّ : يُحْتَمَل أَنَّ الدُّرْمُوك كَانَ فِي بَاب الْمُغْتَسَل ، أَوْ اِقْتَضَى الْحَال ذِكْر الِاغْتِسَال إِمَّا بِحَسَبِ سُؤَال وَإِمَّا بِغَيْرِهِ .[/FONT]​



 
إنضم
1 أكتوبر 2013
المشاركات
44
الجنس
أنثى
التخصص
ماستر فقه مقارن
الدولة
الجزائر
المدينة
.
المذهب الفقهي
إذا صح الحديث فهو مذهبي
رد: التقاط الصور للحاج رياء مذموم أم توثيق محمود ؟

ضف إلى ما قاله الأخ بأن المعاصي تتضاعف لشرف المكان،،
ثم إنني رأيت في الحرم المكي أن في هذه المظاهر نوعا من التنطع حيث لما يقوم أحدهم بتصوير أخيه يقول الذي يريد الصورة أنا أرفع يدي للدعاء وأنت صورني!!!!،، والآخر يقرأ الدعاء وهو يصور،، ألا يدخل في هذا الرياء؟؟؟؟
كل الناس انشغلت عن العبادة بالتصوير فما لهذا جاء،،
 
إنضم
15 أغسطس 2016
المشاركات
120
الإقامة
مكناس - المغرب
الجنس
ذكر
الكنية
امصنصف
التخصص
الدراسات الإسلامية
الدولة
المغرب
المدينة
مكناس
المذهب الفقهي
مالكي
رد: التقاط الصور للحاج رياء مذموم أم توثيق محمود ؟

اما التصوير أثناء مناسك الحج فلا إذ لا شك انها تفسد الحج. اللهم إذا كان الحاج مدرسا يحتاجها إلى توثيق درسه بعد الحج أو مؤرخا يحتاجها لتوثيق بحته أو شيء من هذا القبيل. أما التقاط الصور لذكرى أثناء مناسك الحج فمكروه. وبعد الحل فيحل له التقاط ما شاء الله من الصور.وهذا على مذهب من يجيز التصوير في الاصل أما من لا يجوز التصوير أصلا فمذهبه بين في المسألة والله أعلم.
 
أعلى