دروس في علم الوضع سهلة وواضحة

[صفاء الدين العراقي]

تم الفراغ من شرح الرسالة الوضعية كاملة
بتأريخ 5-6-2018
حمله من هنا:
http://www.feqhweb.com/vb/t24404

​

الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه.
أما بعد...
فقد كنت قد وضعت رسالة في علم الوضع بعنوان موجز في علم الوضع في عام 2003 ووزعت منها بعض النسخ، ثم جاء الاحتلال الأمريكي وضاعت معه مكتبتي ونسختي الشخصية وانقطعت أخبار الإخوة الذين وزعت عليهم النسخ، ثم لما تكرر عليّ سؤال الإخوة بوضع رسالة في هذا العلم المنسيّ نشطت لذلك وشرعت اكتب ما تيسر في شهر رمضان المبارك والله أسأل أن يتمها على خير وينفع بها.

مقدمة​

الوضع في اللغة: جعل الشيء في مكان. يقال: وضعتُ التمرَ في الكيسِ،أي جعلته فيه، فالكيس موضِع التمر.
وفي الاصطلاح: تعيين شيء ليدل على شيء آخر. وهو نوعان:
1- لفظي، كوضع لفظ زيد لشخص معين. فمتى قيل: جاء وقام وذهب زيد علم أن المقصود به الشخص المعين.
2- غير لفظي، كالكتابة والإشارة وعلامات الطريق والمرور.
والمقصود هنا هو المعنى الأول.
ويعرّف الوضع اللفظي بأنه: تعيين اللفظ للدلالة على المعنى. واللغة كلها عبارة عن ألفاظ معينة تدل على معنى معين.
وأما علم الوضع فهو: مسائل يبحث فيها عن أحوال اللفظ من حيث الوضع.
فهذا العلم يبحث عن المسائل المتعلقة بعملية وضع اللغة فيبحثون عن واضع اللغة هل هو الله سبحانه أو البشر وما هي أنواع الوضع.
ولا يبحث في هذا العلم عن معاني المفردات كسماء وأرض فإن هذا الأمر تكفل به علم متن اللغة مما تجده في القواميس، ولكن هو يبحث عن عملية وضع الألفاظ لمعانيها فقد أثار العلماء حولها أسئلة وإشكالات جمعوها فيما بعد في علم سموه بالوضع.

أركان الوضع​

إذا رزقت بابن فسميته عبد الله فهنا توجد أربعة أمور: الواضع وهو أنت أيها الأب، والموضوع وهو اسم عبد الله، والموضوع له وهو الابن، والوضع وهو الفعل أي التسمية وجعل اللفظ بإزاء المعنى.
فهذه أربعة أركان: الواضع، واللفظ الموضوع، والمعنى الموضوع له، والوضع.
فمن هو واضع اللغة ؟
قيل: واضع اللغة هو الله سبحانه وتعالى بأن يخلق في نفس بعض البشر علما ضروريا بأن هذا اللفظ يدل على هذا المعنى أو بواسطة الوحي.
وقيل: بل الواضع هم البشر، وقيل: بالوقف لأن الأمرين محتملان ولا دليل قاطع على أحدهما.
وهنا مسألة وهي: هل تشترط وجود المناسبة بين اللفظ الموضوع والمعنى الموضوع له أو لا تشترط ؟
فقيل: تشترط، فلفظ ماء مثلا لا بد أن يكون لاختيار الميم والألف والهمزة مناسبة بينه وبين السائل المعروف وهكذا بقية الألفاظ.
والمشهور أنها لا تشترط، فإنه وإن أمكن تلمّس مناسبات في بعض الكلمات لكنها لا تنطبق على كل كلمات اللغة.

 

[صفاء الدين العراقي]

رد: دروس في علم الوضع سهلة وواضحة

الحادي عشر: ذو وفوقَ مفهومُهما كليٌّ لأنهما بمعنى صاحبٍ وعلوٍ وإنْ كانا لا يستعملانِ إلا في جزئيينِ لعروضِ الإضافةِ فلا يكونانِ جزئيينِ.
الثاني عشر: لا يُريبكَ تعاورُ الألفاظِ بعضها مكانَ بعضٍ إذْ المعتبرُ الوضع.
..........................................................................
التنبيه ( ذو وفوقَ مفهومُهما كليٌّ لأنهما بمعنى صاحبٍ وعلوٍ ) المقصود من هذا التنبيه هو الإشارة إلى التفرقة بين الأسماء التي تشابه الحرف في التزام ذكر المتعلق بعدها وذلك مثل ذو وفوق تقول: جاءني ذو علم، وزيد فوقَ الشجرةِ، فيلتزم فيهما دائما الإضافة إلى ما بعدهما كما يلتزم في الحرف ذكر متعلقه فكان المفروض أن يعدا من الحروف، وحاصل الفرق هو: أن المعتبر في الكلية والجزئية هو الوضع أي المعنى الذي وضعه له الواضع، فذو بمعنى صاحب وفوق بمعنى علو وهذا معنى مستقل بالفهم فإذا ذكرا مفردين فُهم منهما ذلك فلا يكونان حرفين، ومعناهما كلي لصدقهما على كثيرين من أفراد الصاحب والعلو فهما داخلان فيما وضعهما كلي، وأما التزام ذكر المتعلق فقد عرض لهما حين استعمالهما في الجملة لا في أصل الوضع بخلاف الحرف فإن التزام ذكر المتعلق فيه هو في أصل وضعه لأنه لا معنى له يعقل بدونه ( وإن كانا لا يستعملانِ إلا في جزئيينِ لعروضِ الإضافةِ فلا يكونانِ جزئيينِ ) يعني أن ذو وفوق يضافان إلى جزئي نحو: زيدٌ ذو المال، وزيدٌ فوقَ السطحِ، تريد مالا وسطحا معهودا، فهنا لا نقول إن ذو وفوق جزئيان لأن أصل وضعهما كلي والجزئية عرضت عليهما حين الاستعمال لا في أصل الوضع لأن أصل معناهما هو مطلق صاحب ومطلق علو فلا يكونان جزئيين.
التنبيه ( الثاني عشر: لا يُريبكَ ) أي لا يوقعك في ريب وشك ( تعاورُ الألفاظِ بعضها مكانَ بعضٍ ) أي تناوبها ووقوع بعضها موقع بعض ( إذْ المعتبرُ الوضع ) أي المنظور إليه في الحكم بالكلية والجزئية والعلمية والموصولية وأمثالها هو الوضع لا الاستعمال، وهذا التنبيه كالدليل للتنبيه السابق. مثال: إذا قلت: جاءَني ذو مالٍ، وأردت به زيدًا فيحتمل أن يتوهم أنه جزئي لاستعماله في الجزئي، ووجه دفع هذا الوهم ما ذكر وهو أن المعتبر في الألفاظ هو الوضع، والموضوع له في ذو أمر كلي وإن استعمل هنا في مشخص فلا يكون جزئيا، بخلاف زيد فإنه جزئي لوضعه لذلك المشخص، مثال آخر: إذا انحصر في بلدة حفظ التوراة في زيد فقلتَ: الذي حفظ التوراة في هذه البلدة حاضر، فربما يتوهم أن الذي علم شخصي وليس كذلك لأن معنى الذي حال الوضع هو الجزئيات المستحضرة بقانون كلي وهو: مفرد مذكر مشار إليه بمضمون الصلة، ويكون الانحصار في زيد قرينة معينة للمراد من تلك الجزئيات، بخلاف زيد فإنه موضوع لجزئي معين، فزيد يصدق عليه تعريف العلم الشخصي دون الذي وإن اتحد المراد منهما في ذلك المثال فافهم.

 

[صفاء الدين العراقي]

رد: دروس في علم الوضع سهلة وواضحة

وبه نختم شرح الرسالة الوضعية ختم الله لنا بالحسنى والحمد لله رب العالمين.

 

[د. عبدالحميد بن صالح الكراني]

رد: دروس في علم الوضع سهلة وواضحة

وبه نختم شرح الرسالة الوضعية ختم الله لنا بالحسنى والحمد لله رب العالمين.

اللهم اختم لشيخنا بالحسنى وزيادة، والقارئين، ومن قال آمين شفاهاً أو كتاباً ...
وأطل في عمره على عافية ويقين، وانفع به، وزده توفيقاً، ويسِّر يا ربِّ أموره ...

 

[أمين إبراهيم رضوان]

رد: دروس في علم الوضع سهلة وواضحة

وبه نختم شرح الرسالة الوضعية ختم الله لنا بالحسنى والحمد لله رب العالمين.

آمين رب العالين
جزاكم الله خيرا على الدروس الطيبة المباركة
يسر الله لكم أموركم وبلغكم مبتغاكم في الآخرة والأولى

 

[صفاء الدين العراقي]

رد: دروس في علم الوضع سهلة وواضحة

اللهم آمين يا رب العالمين ولكم بالمثل بارك الله فيكم.
بدعواتكم تنشرح الصدور وتنشط النفوس لا حرمنا الله من خيرها.

 

[رشيد بانتي هملين]

رد: دروس في علم الوضع سهلة وواضحة

جزاكم الله خيراً شيخنا الكريم ووفق الجميع للاستفادة من هذا الخير العظيم الذي تنشرونه.

وإذا يسر الله لكم الاستمرار في الإفادة فاقتراحي المتواضع أن يكون الدرس في أحد الكتابين: إما ألفية ابن مالك في النحو أو عمدة السالك في الفقه.

الله يبارك فيكم.

 

[وضاح أحمد الحمادي]

رد: دروس في علم الوضع سهلة وواضحة

الحمد لله الذي سخرك لهذا الملتقى
والله اللسان عاجز عن شكرك. شكر الله لك
محبكم

 

[أم طارق]

رد: دروس في علم الوضع سهلة وواضحة

وبه نختم شرح الرسالة الوضعية ختم الله لنا بالحسنى والحمد لله رب العالمين.

ما شاء الله تبارك الله،،
زادكم الله علما وفهما،،
وجعل ما كتبتم في موازين حسناتكم،،