العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

التحلي بروح المبادرة،

إنضم
5 مارس 2023
المشاركات
58
الإقامة
قطر الدوحة
الجنس
ذكر
الكنية
أبو عمار الرشيدي
التخصص
فقه وأصول
الدولة
قطر
المدينة
الدوحة
المذهب الفقهي
الحنبلي
بين الأخذ والعطاء
التحلي بروح المبادرة:

من يمتلك روح المبادرة يمتلك زمام القيادة،
ويكون شخصا قياديا، مركزيا في تحريك الأحداث،
وتتأثر المواقف بوجوده،
والإنسان الخالي من روح المبادرة هو إنسان تعود على الأخذ وليس على العطاء، لذلك لا تتأثر الأحداث بوجوده من عدمه،
ومع الوقت والتراكم يصبح ثقيلا على المجتمع والأفراد والنظام العام، قد يتحمله الآخرون لصلة قرابة أو صداقة أو زمالة، لكن مع شدة وطأته على نفوسهم وقلوبهم وعقولهم تأتي اللحظة التي يقررون فيها التخلي عنه.

وقد يكون شخصا نرجسيا يرى أن له حق على الآخرين وليس للآخرين حق عليه، أو يرى أنه الوحيد صاحب النفس العزيزة التي لا تطلب ولا تعطي في وقت واحد، ومن يريده فعليه أن يطلبه ويعطيه، وهذه نرجسية مرفوضة دينيا واجتماعيا وتشخص في علم النفس على انها حالة نفسية، ربما تسببت فيها مواقف متراكمة ومركبة عبر سنين العمر، وخاصة في مرحلة الطفولة والمراهقة، حيث يتعالى الشخص على المجتمع الذي يرفض الاعتراف بقدراته الذاتية، أو يرفض أن يمنحه التقدير المناسب أو الكافي من وجهة نظر الشخص ذاته.
لذلك يكره المجتمع ويرفض أن يقوم بمبادرات لصالح الأفراد أو الجماعات.
وقد يكون السبب في عدم المبادرة والعطاء المتبادل؛ الخوف من الخطأ، وهو ما يسمى في علم النفس بالرهاب، وهو أنواع منه الرهاب الاجتماعي والرهاب النفسي من الفشل والخطأ...الخ.
فتخاف الفتاة من الزواج، ويخاف الشاب من عمل مشروع أو فتح محل أو قيادة سيارة، أو صعود أماكن مرتفعة مثلا...

والمبادرة تختلف عن المخاطرة، لأن الأولى تقوم على العقلانية والتخطيط، وحساب المكسب والخسارة، أما المخاطرة فتقوم على الاندفاع والاقتحام دون روية أو تخطيط.
والله تعالى يقول: (وخذوا حذركم).
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز.
ويقول: أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس.
ويقول: وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على أخيك المسلم.
ويقول: كان الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.
ويقول الشاعر:
ومن تهيب صعود الجبال
يبقى أبد الدهر بين الحفر.

والإسلام دين أخذ وعطاء
(واليد العليا خير من اليد السفلى) أي أن العطاء أعلى من الأخذ، فمن آثر الأخذ دوما دون عطاء فهذه أنانية وأثرة..
ومن آثر العطاء دوما فهذا إيثار وتضحية..
ومن أخذ وأعطى فهذه وسطية واعتدال.
وهو منهج الإسلام.
دمتم بخير
د. ياسر جابر
باحث وكاتب.
 
أعلى