العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

الوظيفة الأولى للزوجين

إنضم
5 مارس 2023
المشاركات
58
الإقامة
قطر الدوحة
الجنس
ذكر
الكنية
أبو عمار الرشيدي
التخصص
فقه وأصول
الدولة
قطر
المدينة
الدوحة
المذهب الفقهي
الحنبلي
٩٩. ما هي الوظيفة الأولى للزوج مع زوجته، وللزوجة مع زوجها؟!
الجواب:
جعل الله تعالى وظيفة الزوج إسعاد زوجته ووظيفة الزوجة إسعاد زوجها والبعد عن أسباب الهم والحزن والكآبة.
الزوج يسعد زوجته باعفاف نفسها بالحلال في الفراش
وكذلك بالحماية وتحقيق الأمان.
وكذلك بالكلمة الطيبة والمدح والثناء الجميل والمغازلة الطيبة الرقيقة.
وكذلك بالنفقة والسعي على الرزق وتوفير الطعام والكساء والمسكن والدواء والعلاج.
أما الزوجة فتسعد زوجها باعفاف نفسه أيضا وتطيعه إذا طلبها ولا تمتنع منه وتعرض نفسها عليه بلا طلب منه وتتزين له وتحس به وتشعر بحاجته ولا تحوجه أصلا للطلب، وإحواجها له للطلب يدل على خلل وقصر نظر.
وكذلك تسعده بالكلام الطيب كالمدح والثناء.
وتسعده بالمودة والملاطفة والملاعبة وتسبقه في اليقظة لتتهيأ له ولا تنام قبله بغير إذن وتسأله عن حاجته قبل نومها إن اضطرت للنوم قبله كأن تكون متعبة او مريضة.
وكذلك تسعده بخدمة بيته ورعايته وحراسته وتدبير شؤونه في غير إفراط ولا تفريط بأمانة وعقل وحكمة ولا تبذر في ماله ولا تهمل في عياله.
وتعف عينه بحسن طلعتها وبهاء طلتها.
وتعف أنفه بفوائح عطرها وعبير مسكها...الخ
وتعف رجولته وقوامته بحسن طاعته في غير معصية والتغافل عن عيوبه والمناصحة له بالحسنى واللطف.
فهو كالملك أو الأمير
وهي كالوالي او الوزير.
ويتعايشان مع الطباع المختلفة بالمناصحة والمداراة والصبر.
فإذا وقع الخلاف او الاختلاف تكون الموعظة من أحدهما للآخر.
وإذا لم تنفع الموعظة يهجر الرجل زوجته في الفراش.
وإذا لم يصلح معها ذلك ضربها ضربا لا يقطع أو يشق جلدا ولا يكسر عظما بعيدا عن الوجه.
والزوجة تكلم من أهل الخير والعلم من ينصح زوجها إذا لم يستمع لها.
فإذا خيف الشقاق بين الزوجين تكون مرحلة التحكيم بحكم من أهله وحكم من أهلها بنية الإصلاح وإنهاء الخلاف والحفاظ على الأسرة والعلاقة الزوجية، بتقريب وجهات النظر وتقديم تنازلات مناسبة من الطرفين أو من أحدهما.
فإن علم الله في قلوب الزوجين او الحكمين خيرا وفق بينهما، أي الزوجين، وإن علم في قلوبهما رغبة الفراق فرق بينهما بالمعروف ويغني الله كل طرف من سعته وفضله وخزائنه.
كل ذلك ورد النص عليه في كتاب ربنا سبحانه وتعالى في سورة النساء:
يقول تعالى (وَٱللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَٱهۡجُرُوهُنَّ فِي ٱلۡمَضَاجِعِ وَٱضۡرِبُوهُنَّۖ فَإِنۡ أَطَعۡنَكُمۡ فَلَا تَبۡغُواْ عَلَيۡهِنَّ سَبِيلًاۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيّا كَبِيرا ﴿٣٤﴾ وَإِنۡ خِفۡتُمۡ شِقَاقَ بَيۡنِهِمَا فَٱبۡعَثُواْ حَكَما مِّنۡ أَهۡلِهِۦ وَحَكَما مِّنۡ أَهۡلِهَآ إِن يُرِيدَآ إِصۡلَٰحا يُوَفِّقِ ٱللَّهُ بَيۡنَهُمَآۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرا ﴿٣٥﴾.
ولا يجوز للرجل أن يطلق زوجته في كل خلاف ومع كل أمر تافه عابر من أمور الحياة التي لا غنى عنها، فإن كان رجلا مطلاقا أو طلَّاقا، كثير الطلاق، فلابد أن يسأل أهل العلم ويستفتيهم ليعرف هل يعيش مع زوجته في حلال أو حرام.
لأنه لا يجوز أن يعيش معها بعد الطلاق الثالث ولو لم يعاشرها في الفراش.
لأن الخلوة بينهما ستكون حراما.
فإذا لم يسأل ومنع زوجته من السؤال باء بإثمه وإثمها وإن كان الطلاق قد وصل للثالثة أو زيادة فإن الجماع يعد زنا وفاحشة وفيه حد الرجم للمحصن.
والزوجة تجتهد وتسأل أهل العلم، وإن كان الأولى تواجد الزوجين في الاستفتاء لمعرفة حقيقة الوضع من كليهما.
وعلى الرجل أن يتق الله في دينه وعرضه ويعلم أنه مسؤول أمام الله وأنه راع ومسؤول عن رعيته.
وإهماله العلم والسؤال يعرضه لغضب الجبار القهار ذي العزة والجبروت والانتقام.
نسأل الله العافية لنا ولجميع المسلمين
 
أعلى