الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد.. فهذه تعليقات كافية إن شاء الله لفهم العلل الكبير للإمام الترمذي رحمه الله أوضح فيها الأحاديث المعلة من كتاب الطهارة وهي واحد وثمانون حديثا أسأل الله تعالى أن يتمها على خير.
ثم يليها كتاب الصلاة.
٢٩- حدثنا محمد بن حميد الرازي, حدثنا سلمة بن الفضل, عن محمد بن إسحاق, عن حميد, عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ لكل صلاة. فقلت لأنس: فكيف تصنعون أنتم؟ فقال: نتوضأ وضوءا واحدا([1]).
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: لا أدري ما سلمة هذا([2]), كان إسحاق([3]) يتكلم فيه, ما أروي عنه.
ورأيت محمدا يثني على الإفريقي خيرا ويقوي أمره، يعني: عبد الرحمن بن زياد([6]).
([1]) أخرجه الترمذي (58) وقال: حديث أنس غريب من هذا الوجه، والمشهور عند أهل الحديث حديث عمرو بن عامر عن أنس.
([2]) كأنه قاله مستنكرا حديثه وقد ترجم له في التاريخ الكبير (4894) وقال: عنده مناكير .. وهّنه علي.
([3]) ابن راهويه.
([4]) يريد أن البخاري لم يعرف هذا الحديث من حديث حميد عن أنس وإنما المعروف المحفوظ كما في صحيح البخاري (214) هو حديث عمرو بن عامر عن أنسقال: كان النبي ﷺ يتوضأ عند كل صلاة، قلت: كيف كنتم تصنعون؟ قال: يجزئ أحدنا الوضوء ما لم يحدث.
([5]) التلخيص: هذا الحديث غريب لا يعرف عن حميد عن أنس تفرد به سلمة عن ابن اسحاق عنه وهو صحيح من غير هذا الطريق.
([6]) هذا الكلام متعلق بحديث ذكره الترمذي في سننه (59) بعد هذا الحديث قال: قد روي في حديث عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من توضأ على طهر كتب الله له به عشر حسنات. وروى هذا الحديث الإفريقي، عن أبي غطيف، عن ابن عمر،عن النبي صلى الله عليه وسلم، حدثنا بذلك الحسين بن حريث المروزيقال: حدثنا محمد بن يزيد الواسطي، عن الإفريقي، وهو إسناد ضعيف اهـ. والبخاري هنا رفع من شان القاضي الإفريقي وفي سنن الترمذي (199) قال الترمذي: وحديث زياد إنما نعرفه من حديث الإفريقي، والإفريقي هو ضعيف عند أهل الحديث؛ ضعفه يحيى بن سعيد القطان وغيره، قال أحمد: لا أكتب حديث الإفريقي، ورأيت محمد بن إسماعيل يقوي أمره ويقول: هو مقارب الحديث. اهـ وقال في الضعفاء الصغير ص 70: في حديثه بعض المناكير.
٣٠ - حدثنا محمد بن بشار, حدثنا يحيى بن سعيد, عن أسامة بن زيد, عن سالم بن خَرَّبُوذ أبي النعمان, عن أم صُبَيَّةَ قالت: ربما اختلفت يدي ويد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الوضوء من إناء واحد([1]).
وهكذا روى أبو أسامة([2]) وغير واحد عن أسامة بن زيد.
وقال وكيع: عن أسامة بن زيد، عن النعمان بن خربوذ قال: سمعت أم صبية: ربما اختلفت يدي([3]).
فسألت محمدا عن هذا الحديث فقال: وهم وكيع, والصحيح: عن أسامة بن زيد، عن سالم بن خربوذ أبي النعمان.
قلت لمحمد: روى هذا الحديث قبيصة عن سفيان, عن أسامة فقال: عن أم صفية([4]).
قال أخطأ فيه قبيصة، حدثنا محمد بن يوسف, عن سفيان وقال: أم صبية([5]).
قال محمد: وهي خولة بنت قيس.
٣١ - حدثنا محمد بن إسماعيل, حدثنا ابن أبي أويس قال: حدثني خارجة بن الحارث بن رافع بن مكيث الجهني، عن سالم بن سرج مولى أم صبية ابنة قيس وهي خولة وهي جدة خارجة بن الحارث أنه سمعها تقول: اختلفت يدي ويد رسول الله صلى الله عليه وسلم في إناء واحد([6]).([7])
([1]) أخرجه أحمد (27068).
([2]) لم أقف على رواية أبي أسامة حماد بن أسامة، وممن رواه هكذا أنس بن عياض عند ابن ماجه (382).
([3]) أخرجه ابن أبي شيبة (371).
([4]) أخرجه الطبراني (409) قال: حدثنا حفص بن عمر بن الصباح الرقي، ثنا قبيصة بن عقبة، ثنا سفيان، عن أسامة بن زيد، عن النعمان بن خربوذ، عن أم صميتة صبية، قالت: ربما نازعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الوضوء من إناء واحد. وأخرجه الطبراني أيضا مرة أخرى (599) قال: حدثنا حفص بن عمر بن الصباح الرقي، ثنا قبيصة بن عقبة، ثنا سفيان، عن أسامة بن زيد، عن سالم بن النعمان، عن امرأة، من جهينة يقال لها أم صبية قالت: ربما نازعت النبي صلى الله عليه وسلم، في الإناء أتوضأ أنا، وهو من إناء واحد. اهـ هكذا وقع مرة أم صميتة ومرة أم صبية ومرة عن سالم ومرة عن النعمان، والظاهر أنه يوجد خطأ في المطبوع من معجم الطبراني فليحرر.
([5]) لم أقف عليه.
([6]) أخرجه البخاري في الأدب المفرد ( 1054).
([7]) التلخيص: حديث الوضوء في إناء واحد اختلف فيه على أسامة بن زيد:
فرواه يحيى بن سعيد وحماد بن أسامة وغير واحد عن أسامة بن زيد, عن سالم بن خربوذ أبي النعمان, عن أم صبية.
ورواه وكيع عن أسامة عن النعمان بن خربوذ، فوهم في اسمه.
كما قد رواه قبيصة عن الثوري عن أسامة عن سالم عن أم صفية، فأخطا قبيصة وصحف كنيتها، وإنما هي أم صبية واسمها خولة بنت قيس.
وقد تابع أسامة بن زيد خارجة بن الحارث عن أم صبية.
وسالم بن خربوذ هو سالم بن سرج، قال الحاكم أبو أحمد كما في تقريب التهذيب (2187): من قال ابن سرج فقد عربه ومن قال ابن خربوذ أراد به الأكاف بالفارسية. أي السرج.
٣٢ - حدثنا محمود بن غيلان, حدثنا وكيع, عن سفيان, عن سليمان التيمي, عن أبي حاجب عن رجل من بني غفار قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فضل طهور المرأة أو قال: سؤرها([1]).
ورواه شعبة, عن عاصم الأحول, عن أبي حاجب, عن الحكم الغفاري, عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه([2]).
وحديث عبد الله بن سرجس([4]) في هذا الباب هو موقوف([5]) ومن رفعه فهو خطأ([6]).
([1]) أخرجه الترمذي (63).
([2]) أخرجه الترمذي (64) قال: حدثنا محمد بن بشارومحمود بن غيلان، قالا: حدثنا أبو داود عن شعبة، عن عاصم، قال: سمعت أبا حاجبيحدث عن الحكم بن عمرو الغفاري أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يتوضأ الرجل بفضل طهور المرأة، أو قال: بسؤرها.
هذا حديث حسن، وأبو حاجب اسمه سوادة بن عاصم، وقال محمد بن بشار في حديثه: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتوضأ الرجل بفضل طهور المرأة، ولم يشك فيه محمد بن بشار. اهـ.
([3]) لم يذكر علته، وفي التاريخ الكبير في ترجمة سوادة (5269) قال: سوادة بن عاصم، أبو حاجب، العنزي، بصري، كناه أحمد، وغيره. ويقال الغفاري، ولا أراه يصح عن الحكم بن عمرو. حدثني محمد بن بشار، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة، عن عاصم، عن أبي حاجب، عن الحكم بن عمرو، هو الأقرع: نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يتوضأ بفضل وضوء المرأة. اهـ
وقال الدارقطني في سننه (142): أبو حاجب اسمه سوادة بن عاصم, واختلف عنه فرواه عمران بن جرير, وغزوان بن حجير السدوسي عنه موقوفا, من قول الحكم غير مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم. اهـ فهذة إشارة إلى علة الوقف.
وقد أخرج الترمذي في سننه (65) في باب الرخصة في ذلك قال: حدثنا قتيبةقال: حدثنا أبو الأحوص، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: اغتسل بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في جفنة، فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتوضأ منه، فقالت: يا رسول الله، إني كنت جنبا، فقال: إن الماء لا يجنب. هذا حديث حسن صحيح. وهو قول سفيان الثوري ومالك والشافعي اهـ.
وهو في مسلم 1/257 (323) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم كان يغتسل بفضل ميمونة.
قال ابن المنذر في الأوسط 1/296 : وحديث ابن عباس يدل على إغفال قول من قال: إذا خلت المرأة به فلا يتوضأ منه.
([4]) حديث عبد الله بن سرجس أخرجه ابن ماجه (374) قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا المعلى بن أسد قال: حدثنا عبد العزيز بن المختار قال: حدثنا عاصم الأحول، عن عبد الله بن سرجس، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن يغتسل الرجل بفضل وضوء المرأة، والمرأة بفضل الرجل، ولكن يشرعان جميعا.
([5]) أخرجه الدارقطني (418) قال: حدثنا الحسين بن إسماعيل, نا الحسن بن يحيى, نا وهب بن جرير, نا شعبة, عن عاصم, عن عبد الله بن سرجس قال: تتوضأ المرأة وتغتسل من فضل غسل الرجل وطهوره, ولا يتوضأ الرجل بفضل غسل المرأة ولا طهورها.
وهذا موقوف صحيح وهو أولى بالصواب. اهـ فخالف شعبة عبد العزيز بن المختار فوقفه.
([6]) التلخيص: روى عاصم الأحول وسليمان التيمي عن أبي الحاجب عن الحكم مرفوعا في النهي عن فضل طهور المرأة. وحكم عليه البخاري بأنه غير صحيح.
وكذا ورد النهي عن فضلها في حديث عبد العزيز بن المختار عن عاصم الأحول عن عبد الله بن سرجس مرفوعا، وحكم عليه البخاري بأنه خطأ وأن الصحيح ما رواه شعبة عن عاصم الأحول عن عبد الله بن سرجس موقوفا من قوله.
33- قال أبو عيسى: سألت محمدا عن حديث مالك, عن صفوان بن سليم, عن سعيد بن سلمة من آل بني الأزرق أن المغيرة بن أبي بردة أخبره أنه سمع أبا هريرة يقول: سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إنا نركب البحر... الحديث([1]).
فقال هو حديث صحيح.
قلت: هشيم يقول في هذا الحديث: "المغيرة بن أبي برزة"([2]) قال: وهم فيه, إنما هو المغيرة بن أبي بُردة, وهشيم ربما يهم في الإسناد, وهو في المقْطَعَات([3]) أحفظ.
قال محمد: سمعت عبد الله بن أبي شيبة يقول: سألت يحيى بن سعيد القطان من أحفظ من رأيت؟ قال: سفيان الثوري, ثم شعبة, ثم هشيم.
قال محمد: وقال علي: رأيت يحيى بن سعيد, وعبد الرحمن بن مهدي يسألان محمد بن عيسى بن الطباع عن حديث هشيم. ([4])
٣٤ - وسألت محمدا عن حديث ابن الفراسي في ماء البحر([5]).
فقال: هو مرسل, ابن الفراسي لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم, والفراسي له صحبة.
٣٥ - وسألت محمدا عن حديث أحمد بن حنبل, عن ابن أبي الزناد قال: أخبرني إسحاق بن حازم, عن ابن مقسم, عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في البحر: هو الطهور ماؤه الحل ميتته([6]).
فقال: لا أعرفه إلا من حديث أبي القاسم بن أبي الزناد([7]). قلت رواه غير أحمد بن حنبل؟ قال: نعم([8]).([9])
([1]) أخرجه مالك (47).
([2]) أخرجه من طريق هشيم أبو عبيدة في كتابه الطهور (234) قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا يحيى بن سعيد، عن المغيرة بن أبي بردة الكناني، عن رجل، من بني مدلج , عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك. اهـ وهو كما ترى هنا بردة. ونظرت في أصل مخطوط فوجدته بردة أيضا.
([3]) المقطعات أي المتون.
([4]) يدل على اتقان محمد الطباع لحديث شيخه هشيم وعلى الاعتناء بحديث هشيم.
([5]) أخرجه ابن ماجه (387) قال: حدثنا سهل بن أبي سهل قال: حدثنا يحيى بن بكير قال: حدثني الليث بن سعد، عن جعفر بن ربيعة، عن بكر بن سوادة، عن مسلم بن مخشي، عن ابن الفراسي، قال: كنت أصيد، وكانت لي قربة أجعل فيها ماء، وإني توضأت بماء البحر، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هو الطهور ماؤه، الحل ميتته.
([6]) أخرجه أحمد (15012).
([7]) جاء عن غير طريق أبي القاسم بن أبي الزناد ولكنه غير محفوظ فقد رواه عبد العزيز بن أبي ثابت عن إسحاق بن حازم عن وهب بن كيسان, عن جابر بن عبد الله, عن أبي بكر الصديق. عند الدارقطني (71)، قال ابن حبان في حديث عبد العزيز في المجروحين 2/139: وهو خطأ فاحش إنما هو عن إسحاق بن حازم، عن عبيد الله بن مقسم، عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم.
([8]) لم أقف عليه من غير طريق أحمد بن حنبل.
([9]) التلخيص: حديث الوضوء بما البحر ورد من حديث أبي هريرة، وابن الفراسي، وجابر، فأما حديث أبي هريرة فصحيح، وأما حديث ابن الفراسي فمرسل إذ ابن الفراسي لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم أما أبوه الفراسي فصحابي، وأما حديث جابر فمحفوظ من حديث أبي القاسم بن أبي الزناد.
٣٧ - قلت له فحديث أبي عوانة عن الأعمش, عن أبي صالح, عن أبي هريرة في هذا ([4]).
كيف هو؟ قال: هذا حديث صحيح, وهذا غير ذاك الحديث([5]).
([1]) أخرجه البخاري (1378) قال: حدثنا قتيبة: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن مجاهد، عن طاوس، قال ابن عباس: مر النبي ﷺ على قبرين فقال: إنهما ليعذبان، وما يعذبان من كبير. ثم قال: بلى، أما أحدهما فكان يسعى بالنميمة، وأما أحدهما فكان لا يستتر من بوله. قال: ثم أخذ عودا رطبا، فكسره باثنتين، ثم غرز كل واحد منهما على قبر، ثم قال: لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا.
([2]) أخرجه البخاري (216) قال: حدثنا عثمان قال: حدثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد، عن ابن عباس به.
([3]) قال الترمذي (70) وروى منصور هذا الحديث عن مجاهد، عن ابن عباس، ولم يذكر فيه عن طاوس، ورواية الأعمش أصح. وسمعت أبا بكر محمد بن أبان البلخي مستملي وكيع يقول: سمعت وكيعا يقول: الأعمش أحفظ لإسناد إبراهيم من منصور. اهـ
([4]) أخرجه أحمد ( 9059) قال: حدثنا عفان، حدثنا أبو عوانة، عن سليمان الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن أكثر عذاب القبر من البول ."
([5]) التلخيص: جاء حديث عذاب الرجلين في قبرهما من طريق مجاهد واختلف عليه فقال: الأعمش: عن مجاهد عن طاوس عن ابن عباس، وقال منصور بن المعتمر: عن مجاهد عن ابن عباس. قال البخاري إن إسناد الأعمش هو الأصح، وأما حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة فهو صحيح أيضا ولكنه حديث آخر غير الأول -كما يدل عليه سياقه- الذي وقع الخلاف فيه بين منصور والأعمش لا أن الأعمش قد اضطرب بجعله من مسند أبي هريرة.
تنبيه: قال ابن حجر في الفتح 1/379: وإخراجه له على الوجهين يقتضي صحتهما عنده، فيحمل على أن مجاهدا سمعه من طاووس عن ابن عباس ثم سمعه من ابن عباس بلا واسطة أو العكس. اهـ. وأما مسلم فإنما أخرجه (292) من حديث الأعمش.
٣٨ - حدثنا محمد بن بشار, حدثنا معاذ بن هشام قال: حدثني أبي, عن قتادة, عن أبي حرب بن أبي الأسود, عن أبيه، عن علي بن أبي طالب أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال في بول الغلام الرضيع: ينضح بول الغلام, ويغسل بول الجارية. قال قتادة :وهذا إذا لم يطعما ([1]).
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: شعبة لا يرفعه([2]), وهشام الدستوائي حافظ([3]) ورواه يحيى القطان([4]), عن ابن أبي عروبة, عن قتادة فلم يرفعه ([5]). ([6])
([1]) أخرجه الترمذي (610) وقال: هذا حديث حسن. رفع هشام الدستوائي هذا الحديث عن قتادة وأوقفه سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة ولم يرفعه.
وقال البزار في مسنده (717) بعد أن ساق حديث علي: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد. وإنما أسنده معاذ بن هشام عن أبيه، وقد رواه غير معاذ، عن هشام، عن قتادة، عن أبي حرب، عن أبيه، عن علي موقوفا. اهـ
ولكن في مسند أحمد (563) قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث عن هشام به.
([2]) لم أقف على روايته عن قتادة موقوفا.
أقول: وقد يكون في عبارة العلل تصحيف وأنه لا وجود لمتابعة شعبة هذه من أصلها وأن أصل العبارة هو: سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: سعيد لا يرفعه. ومما يدل على هذا: أن الترمذي نفسه في الجامع-كما تقدم- لم يذكر شعبة بل قال: وأوقفه سعيد بن أبي عروبة. فكيف يترك ذكر شعبة وهو جبل في الحفظ!، كما أن من تكلم على هذا الحديث كالدارقطني في علله لم يذكر رواية شعبة. وفي السنن الكبرى للبيهقي5/85 قال: وفيما بلغنى عن أبى عيسى أنه قال: سألت البخارى عن هذا الحديث فقال: سعيد بن أبى عروبة لا يرفعه، وهشام الدستوائى يرفعه وهو حافظ.
([3]) قال البيهقي 5/87: وصوّب- أي البخاري- هشاما في رفع حديث علي.
([4]) في رواية يحيى القطان عن ابن أبي عروبة مزية وهي أن القطان كان من أثبت الناس سماعا من ابن أبي عروبة.
([5]) أخرجه أبو داود (377) قال: حدثنا مسدد، حدثنا يحيى، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي حرب بن أبي الأسود، عن أبيه عن علي رضي الله عنه قال :يغسل بول الجارية وينضح بول الغلام ما لم يطعم.
([6]) التلخيص: رفع هشام الدستوائي هذا الحديث عن قتادة، وأوقفه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة. وهشام الدستوائي حافظ فتصح زيادته الرفع.
٣٩- حدثنا الفضل بن سهل الأعرج البغدادي قال: حدثنا يحيى بن غيلان, حدثنا يزيد بن زريع, عن سليمان التيمي, عن أنس بن مالك, أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما سمل أعينهم لأنهم سملوا أعين الرعاة ([1]).
قال أبو عيسى: ولا أعلم أن أحدا ذكر هذا الحرف إلا هو ([3]). ([4])
([1]) أخرجه مسلم 3/1298 (1671) بنفس ها الإسناد، وأخرجه أبو عوانة في مستخرجه (6124) قال: حدثنا عثمان بن خرزاذ، قثنا إسحاق بن إبراهيم، وهارون بن سفيان، والفضل بن سهل، قالوا: ثنا يحيى بن غيلان به. ([2]) أي لم يعرفه عن غير يحيى بن غيلان.
([3]) قال الترمذي في سننه (73): هذا حديث غريب لا نعلم أحدا ذكره غير هذا الشيخ عن يزيد بن زريع. اهـ وهذا تضعيف للحديث. ([4]) التلخيص: تفرد يحيى بن غيلان عن يزيد بن زريع بحديث إنما سمل أعينهم لأنهم سملوا أعين الرعاة، ولم يذكر ذلك غيره، وأصل الحديث صحيح.
٤٠ - حدثنا قتيبة, وهناد قالا: حدثنا وكيع, عن عبد الملك بن مسلم, عن أبيه, عن علي قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إنا نكون بالبادية فتكون من أحدنا الرويحة فقال: إن الله لا يستحي من الحق, إذا فسا أحدكم فليتوضأ، ولا تأتوا النساء في أعجازهن([1]).
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: لا أعرف لعلي بن طلق, عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث, وهو عندي غير طلق بن علي, ولا يعرف هذا من حديث طلق بن علي([2]).
٤١ - حدثنا هناد, وأحمد بن منيع قالا: حدثنا أبو معاوية, عن عاصم الأحول, عن عيسى بن حطان، عن مسلم بن سلام , عن علي بن طلق قال: أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم أعرابي فقال: يا رسول الله الرجل منا يكون في الفلاة فتكون منه الرويحة ويكون في الماء قلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا فسا أحدكم فليتوضأ, ولا تأتوا النساء في أعجازهن فإن الله لا يستحي من الحق([3]).
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: علي بن طلق هذا أراه غير طلق بن علي, ولا أعرف لعلي بن طلق إلا هذا الحديث, وعيسى بن حطان الذي روى عنه هذا الحديث رجل مجهول. فقلت له: أتعرف هذا الحديث الذي روى علي بن طلق من حديث طلق بن علي؟ فقال: لا ([4]).
٤٢ - حدثنا عبد الله بن أبي زياد, حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال: حدثنا أبي, عن ابن إسحاق, عن هشام بن عروة, عن أبيه, عن عائشة قالت: جاءت سلمى امرأة أبي رافع إلى النبي صلى الله عليه وسلم تستعديه على أبي رافع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا رافع ما لك ولها؟ قال: يا رسول الله إنها لتؤذيني فقال النبي صلى الله عليه وسلم: بم آذيته؟
قالت: يا رسول الله إنما قلت: إن النبي صلى الله عليه وسلم أمر المسلمين إذا خرج من أحدهم الريح أن يتوضأ للصلاة, فقام يضربني فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنها لم تأمرك إلا بخير([5]).
قال: فسألت محمدا عن هذا الحديث فقال: هذا حديث محمد بن إسحاق, عن هشام بن عروة. وسألت أبا زرعة فقال: مثله([6]).([7])
([1]) أخرجه الترمذي (1166) وقال: وعلي هذا هو علي بن طلق. ([2]) يوجد اسمان: الأول طلق بن علي، قال البخاري فيه في التاريخ الكبير (5980) طلق بن علي، أبو علي، السحيمي، اليمامي له صحبة. حدثنا أبو معمر، ثنا ملازم، ثنا هوذة بن قيس بن طلق، عن أبيه، عن جده طلق بن علي: كنا إذا صلينا مع النبي صلى الله عليه وسلم رأينا بياض خده الأيمن، وخده الأيسر. اهـ
والآخر: علي بن طلق راوي هذا الحديث، قال البخاري: وهو عندي غير طلق بن علي. ولا يعرف هذا- الحديث- من حديث طلق بن علي السحيمي. وقال الترمذي: (1164): وكأنه- أي البخاري- رأى أن هذا رجل آخر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. اهـ أي فلا يوجد خطأ من أحد الرواة بأن قلب طلق بن علي وجعله علي بن طلق. وخالفه في ذلك أحمد بن حنبل فعدهما واحدا، قال مهنا: قال أبو عبد الله: عاصم الأحول يخطئ في هذا الحديث يقول: علي بن طلق، وإنما هو طلق بن علي. شرح سنن ابن ماجه لمغلطاي. 2/18.
([3]) أخرجه الترمذي (1164) وقال: حديث علي بن طلق حديث حسن.
([4]) فلو ورد في بعض طرق هذا الحديث طلق بن علي لتقوى القول بأنه قد قلب اسمه.
([5]) أخرجه أحمد (26339) .
([6]) يقصد أن محمد بن إسحاق انفرد به عن هشام بن عروة لم يتابعه عليه أحد من أصحاب هشام.
([7]) التلخيص: ورد في هذا الباب حديثان: حديث محمد بن إسحاق عن هشام بن عروة، وحديث علي بن طلق -وهو غير طلق بن علي المشهور بحديث مس الذكر- وقد ذكر له طريقان: طريق وكيع عن عبد الملك عن مسلم به، وطريق عاصم الأحول عن عيسى الطحان عن مسلم به.
قال الخطيب في تاريخ بغداد 12/141: هكذا روى الحديث وكيع بن الجراح عن عبد الملك بن مسلم عن أبيه، ولم يسمعه عبد الملك عن أبيه وإنما رواه عن عيسى بن حطان عن أبيه مسلم بن سلام كما سقناه عن شبابة عنه، وقد وافق شبابة عبيد الله بن موسى، وأبو نعيم، وأبو قتيبة سلم بن قتيبة، وأحمد بن خالد الوهبي وعلي بن نصر الجهضمي. فرووه كلهم عن عبد الملك عن عيسى بن حطان عن مسلم بن سلام. اهـ. وعيسى بن حطان رجل مجهول كما تقدم في قول البخاري.
٤٣ - حدثنا هناد, حدثنا عبد السلام بن حرب, عن أبي خالد الدالاني, عن قتادة, عن أبي العالية, عن ابن عباس, أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم نام وهو ساجد حتى غطّ أو نفخ, ثم قام يصلي قلت: يا رسول الله إنك قد نمت قال: إن الوضوء لا يجب إلا على من نام مضطجعا, فإنه إذا نام استرخت مفاصله([1]).
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: هذا لا شيء، رواه سعيد بن أبي عروبة, عن قتادة، عن ابن عباس قوله([2]). ولم يذكر فيه أبا العالية, ولا أعرف لأبي خالد الدالاني سماعا من قتادة.
قلت: أبو خالد كيف هو؟ قال: صدوق, وإنما يهم في الشيء.
قال محمد: وعبد السلام بن حرب صدوق.
٤٤ - حدثنا محمود بن غيلان, حدثنا علي بن الحسن, عن أبي حمزة, عن الأعمش, عن إبراهيم, عن علقمة, عن عبد الله, عن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينام حتى ينفخ, ثم يقوم فيصلي ولا يتوضأ([3]).
٤٥ - وقال وكيع: عن الأعمش, عن إبراهيم, عن الأسود, عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله([4]).
سألت محمدا عن هذا الحديث فقلت: أي الروايتين أصح؟ فقال: يحتمل عنهما جميعا ولا أعلم أحدا من أصحاب الأعمش قال: عن إبراهيم, عن الأسود, عن عائشة إلا وكيعا.
وسألت عبد الله بن عبد الرحمن فقال: حديث الأعمش, عن إبراهيم, عن علقمة, عن عبد الله أصح. ([5])
([1]) أخرجه أبو داود (202) وقال: قوله "الوضوء على من نام مضطجعا" هو حديث منكر لم يروه إلا يزيد الدالاني عن قتادة، وروى أوله جماعة عن ابن عباس ولم يذكروا شيئا من هذا، وقال عكرمة: كان النبي صلى الله عليه وسلم محفوظا.
وأخرجه الدارقطني (596) وقال: تفرد به أبو خالد عن قتادة ولا يصح.
([2]) لم أقف عليه.
([3]) أخرجه ابن أبي شيبة (1414) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، عن منصور بن أبي الأسود، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال كان النبي صلى الله عليه وسلم: ينام وهو ساجد فما يعرف نومه إلا بنفخه ثم يقوم فيمضي في صلاته. ولم أجده من رواية أبي حمزة السكري.
([4]) أخرجه ابن أبي شيبة (1409).
([5]) التلخيص: حديث الدالاني عن قتادة, عن أبي العالية, عن ابن عباس مرفوعا في الوضوء لا يجب إلا على من نام مضجعا. هذا لا شيء لا يصح، وإنما رواه سعيد بن أبي عروبة, عن قتادة، عن ابن عباس موقوفا عليه.
وأما حديث إبراهيم النخعي فقد رواه عنه الأعمش واختلف عليه: فرواه وكيع عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة، ورواه بقية أصحاب الأعمش فجعلوه عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله. فأما البخاري فقال يحتمل عنهما جميعا عن الأسود عن عائشة، وعن علقمة عن عبد الله.
وأما عبد الله الدارمي فقال: حديث الأعمش, عن إبراهيم, عن علقمة, عن عبد الله أصح.
٤٦ - حدثنا هناد, حدثنا أبو معاوية, عن الأعمش, عن عبد الله بن عبد الله, عن عبد الرحمن بن أبي ليلى, عن البراء بن عازب قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوضوء من لحوم الإبل فقال: توضئوا منها، وسئل عن لحوم الغنم فقال: لا توضئوا منها... الحديث([1]).
٤٧ - قال أبو عيسى: وروى الحجاج بن أرطاة, عن عبد الله بن عبد الله الرازي هذا الحديث فقال: عن عبد الرحمن بن أبي ليلى, عن أسيد بن حضير([2]).
وحديث الأعمش, عن عبد الله بن عبد الله, عن عبد الرحمن بن أبي ليلى, عن البراء, أصح.
وقال حماد بن سلمة, عن حجاج, عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي ليلى, عن أبيه, عن أسيد بن حضير, فخالف حماد بن سلمة أصحاب الحجاج وأخطأ فيه([3]).
٤٨ - وروى عبيدة الضبي, هذا الحديث عن عبد الله بن عبد الله, عن عبد الرحمن بن أبي ليلى, عن ذي الغرة, عن النبي صلى الله عليه وسلم([4]).
وذو الغرة لا يدرى من هو, وحديث الأعمش أصح.
حدثنا إسحاق بن منصور، حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: قد صحّ في هذا الباب حديثان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: حديث البراء، وحديث جابر بن سمرة([5]).
٤٩ - قال أبو عيسى: أخطأ شعبة في حديث سماك عن جعفر بن أبي ثور, عن جابر بن سمرة, عن النبي صلى الله عليه وسلم في الوضوء من لحوم الإبل؛ فقال: عن سماك, عن أبي ثور([6]).
وجعفر بن أبي ثور رجل مشهور، روى عنه سماك بن حرب, وعثمان بن عبد الله بن موهب, وأشعث بن أبي الشعثاء([7])، وهو من ولد جابر بن سمرة([8]).
([1]) أخرجه الترمذي (81).
([2]) أخرجه أحمد (19097).
([3]) أخرجه أحمد (19096).
([4]) أخرجه عبد الله بن أحمد في زيادات مسند أحمد (16629).
([5]) أخرجه مسلم 1/275 (360) من طريق سماك، وعثمان بن عبد الله بن موهب، وأشعث بن أبي الشعثاء، كلهم عن جعفر بن أبي ثور، عن جابر بن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
([6]) أخرجه أحمد (20877) قال: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن سماك بن حرب، عن أبي ثور بن عكرمة عن جده وهو جابر بن سمرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الصلاة في مبارك الإبل.. الحديث. اهـ وشعبة أخطأ فيه فقال عن أبي ثور وإنما هو جعفر بن أبي ثور.
قال البخاري في التاريخ الكبير (2132): قال أهل النسب ولد جابر بن سمرة: خالد وطلحة وسلمة وهو أبو ثور.
([7]) قال: مغلطاي في شرح ابن ماجه 2/481: قال ابن خزيمة: هؤلاء الثلاثة من أجل رواة الحديث، وقال البيهقي: ومن روى عنه مثل هؤلاء، خرج من أن يكون مجهولا؛ ولهذا أودعه مسلم في صحيحه.
([8]) التلخيص: حديث الوضوء من لحوم الإبل صحّ فيه -كما قال إسحاق بن راهويه- عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثان: حديث البراء بن عازب، وحديث جابر بن سمرة.
فأما حديث البراء فقد جاء من طريق عبد الله بن عبد الله الرازي, واختلف عليه: فرواه الأعمش عن عبد الله بن عبد الله عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء.
ورواه الحجاج بن أرطاة عن عبد الله واختلف عليه: فرواه جل أصحابه عن الحجاج عن عبد الله بن عبد الله عن عبد الرحمن عن أسيد بن حضير.
ورواه حماد بن سلمة عن الحجاج عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن أسيد بن حضير، فأخطأ فيه الحجاج.
ورواه عبيدة الضبي عن عبد الله بن عبد الله, عن عبد الرحمن بن أبي ليلى, عن ذي الغرة. وذو الغرة لا يدرى من هو.
والصحيح هو طريق الأعمش عن عبد الله عن عبد الرحمن عن البراء.
وأما حديث جابر بن سمرة فقد جاء من طريق سماك، وعثمان بن عبد الله بن موهب، وأشعث بن أبي الشعثاء، كلهم عن جعفر بن أبي ثور، عنه.
وأخطأ شعبة في التسمية فقال: سماك بن حرب، عن أبي ثور بن عكرمة عن جده وهو جابر بن سمرة. وإنما هو جعفر بن أبي ثور.
قال :ما يصنع بهذا, هذا لا يشتغل به, ولم يعبأ بهما.
٥٤ - حدثنا محمد بن سهل بن عسكر البغدادي, حدثنا أبو مسهر, حدثني الهيثم بن حميد, حدثنا العلاء بن الحارث, عن مكحول, عن عنبسة بن أبي سفيان, عن أم حبيبة أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من مس فرجه فليتوضأ ([6]).
وسألت محمدا عن هذا الحديث فقال: مكحول لم يسمع من عنبسة, روى عن رجل, عن عنبسة عن أم حبيبة: من صلى في يوم وليلة ثنتي عشرة ركعة([7]).
وسألت أبا زرعة عن حديث أم حبيبة فاستحسنه, ورأيته كأنه يعده محفوظا.
٥٥ - قال محمد :وحديث عبد الله بن عمرو في مس الذكر([8]) هو عندي صحيح. ([9])
([1]) أخرجه مالك (58) عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عروة, عن مروان, عن بسرة. وقد روي على أوجه متعددة وأصحها عند البخاري ما ذكرنا.
([2]) أخرجه أحمد (21689).
([3]) أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3225). ولو كان عند الزهري عن عروة فلم يحدث به نازلا.
([4]) أخرجه البزار (131).
([5]) أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (7527).
([6]) أخرجه ابن ماجه (481).
([7]) حديث عنبسة عن أم حبية مرفوعا في صلاة اثنتي عشر ركعة أخرجه مسلم 1/503 (728) عن عمرو بن أوس عن عنبسة عن أم حبيبة.
وأما رواية مكحول هذا الحديث فأخرجها أحمد (26772) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا ابن لهيعة، قال: حدثنا سليمان بن موسى، أخبرني مكحول، أن مولى لعنبسة بن أبي سفيان، حدثه أن عنبسة بن أبي سفيان، أخبره عن أم حبيبة بنت أبي سفيان. اهـ قال أبو حاتم في العلل عقب هذا الحديث 2/425: هذا دليل على أن مكحولا لم يلق عنبسة.
([8]) أخرجه أحمد (7076).
([9]) التلخيص: ذكر الترمذي في الوضوء من مس الذكر ستة أحاديث:
فأصحها- عند البخاري- حديث بسرة ابنة صفوان والطريق الصحيح فيه عن عروة عن مروان عن بسرة.
ثم حديث عبد الله بن عمرو وهو صحيح أيضا.
وأما حديث زيد بن خالد فغير محفوط رواه محمد بن إسحاق, عن الزهري, عن عروة، عن زيد بن خالد، وهذا وهم على الزهري، وإنما رواه الزهري, عن عبد الله بن أبي بكر, عن عروة, عن بسرة.
وأما حديث عروة عن عائشة، وحديث عروة عن أروى بنت أنيس، فلا يصحان ولا يشتغل بهما.
وأما حديث مكحول عن عنبسة عن أم حبيبة فمنقطع لا يصح فإن مكحولا لم يسمع من عنبسة.
وأما أبو زرعة فالظاهر انه يعد حديث أم حبيبة ثابتا محفوظا.
٥٦ - وسألت محمدا عن حديث الأعمش, عن حبيب بن أبي ثابت, عن عروة, عن عائشة, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبّل بعض نسائه, ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ ([1]).
([1]) أخرجه الترمذي (86).
([2]) التلخيص: قال الترمذي (86): وإنما ترك أصحابنا حديث عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا؛ لأنه لا يصح عندهم، لحال الإسناد.
وسمعت أبا بكر العطار البصري يذكر عن علي بن المديني قال: ضعف يحيى بن سعيد القطان هذا الحديث، وقال: هو شبه لا شيء.
وسمعت محمد بن إسماعيل يضعف هذا الحديث وقال: حبيب بن أبي ثابت، لم يسمع من عروة.
وقد روي عن إبراهيم التيمي، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قبلها ولم يتوضأ.
وهذا لا يصح أيضا، ولا نعرف لإبراهيم التيمي سماعا من عائشة.
وليس يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب شيء. اهـ.
٥٧ - حدثنا أبو عبيدة بن أبي السفر, حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث, حدثنا أبي, عن حسين المعلم، عن يحيى بن أبي كثير قال: أخبرني عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي, عن يعيش بن الوليد المخزومي, عن أبيه, عن معدان بن أبي طلحة, عن أبي الدرداء, أن النبي صلى الله عليه وسلم قاء فأفطر. قال: فلقيت ثوبان في مسجد دمشق فذكرت ذلك له فقال: صدق, أنا صببت له وضوءه. وقال معمر: عن يحيى, عن يعيش بن الوليد, عن خالد بن معدان, عن أبي الدرداء, عن النبي صلى الله عليه وسلم([1]).
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: جوّد حسين المعلم هذا الحديث([2]).
([1]) أخرجه الترمذي (87).
([2]) أخرجه أحمد (27537).
([3]) التلخيص: قال الترمذي: (87): وقد جود حسين المعلم هذا الحديث، وحديث حسين أصح شيء في هذا الباب وروى معمر هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير فأخطأ فيه فقال: عن يعيش بن الوليد، عن خالد بن معدان، عن أبي الدرداء، ولم يذكر فيه الأوزاعي، وقال: عن خالد بن معدان، وإنما هو معدان بن أبي طلحة. اهـ
ولهذا قال البخاري: جوّد حسين المعلم هذا الحديث. فجاء بالإسناد من غير الخطئين.
٥٩ - حدثنا يحيى بن طلحة اليربوعي, حدثنا شريك, عن زياد بن علاقة, عن المغيرة بن شعبة, أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح على خفيه([4]).
سألت محمدا عن هذا الحديث فأنكره ولم يعرفه من حديث زياد بن علاقة, عن المغيرة بن شعبة.
٦٠ - حدثنا أبو كريب, حدثنا محمد بن فضيل, عن فرات بن أحنف, عن عقبة بن حريث قال: سأل رجل ابن عمر عن المسح على الخفين فقال: امسح فكأن ذلك ثقل على الرجل فقال: وإن بال؟ وإن ضرب الخلاء؟ قال: نعم, ورفعه ابن عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم([5]).
([1]) أخرجه ابن حبّان (5830).
([2]) أخرجه ابن المنذر في الأوسط (447) قال: حدثنا علي، ثنا حجاج، ثنا أبو عوانة، عن أبي يعفور، قال سألت أنس بن مالك عن المسح على الخفين، فقال: امسح عليهما.
وأخرجه البيهقي في الكبرى (1313) عن سفيان، عن أبي يعفور العبدي، أنه رأى أنس بن مالك في دار عمرو بن حريث دعا بماء فتوضأ ومسح على خفيه.
([3]) التلخيص: حديث أنس في مسح الخفين رواه أبو عوانة واختلف عليه: فرواه قتيبة بن سعيد عن أبي عوانة عن أبي يعفور عن أنس أن النبي × كان يمسح على الخفين.
ورواه حجاج بن المنهال عن أبي عوانة عن أبي يعفور عن أنس من فعله موقوفا.
وكذا رواه سفيان بن عيينة عن أبي يعفور عن أنس موقوفا وهو الصواب ورواية قتيبة خطأ.
([4]) أخرجه الطبراني 20/422 (1018).
([5]) لم أقف عليه.
([6]) التلخيص: حديث زياد بن علاقة عن المغيرة في المسح على الخفين غير محفوظ وإن كان المتن محفوظا عن المغيرة من غير هذا الوجه.
وحديث فرات بن أحنف عن عقبة بن حريث عن ابن عمر في المسح على الخفين أيضا لا يعرف وابن عمر لا يصح له رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب.
٦١ - حدثنا محمد بن حميد الرازي, حدثنا زيد بن حباب, عن عمر بن عبد الله بن أبي خثعم, عن يحيى بن أبي كثير, عن أبي سلمة, عن أبي هريرة, عن النبي صلى الله عليه وسلم في المسح على الخفين للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن, وللمقيم يوم وليلة. ([1])
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: عمر بن أبي خثعم منكر الحديث ذاهب, وضعّف حديث أبي هريرة في المسح.
٦٢ - قال محمد: حديث أبي سلمة, عن ابن عمر, في المسح صحيح ([2]).
٦٣ - وحديث محمد بن سعد في المسح أرجو أن يكون صحيحا([3]).
٦٤ - حدثنا القاسم بن دينار الكوفي قال: حدثنا حسين بن علي, عن زائدة, عن منصور قال: كنا في حجرة إبراهيم النخعي ومعنا إبراهيم التيمي فتذاكرنا المسح على الخفين فقال إبراهيم: حدثنا عمرو بن ميمون, عن أبي عبد الله الجدلي عن خزيمة بن ثابت قال: جعل لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا, ولو استزدناه لزادنا([4]).
سألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث فقال :لا يصح عندي حديث خزيمة بن ثابت في المسح؛ لأنه لا يعرف لأبي عبد الله الجدلي سماع من خزيمة بن ثابت.
وكان شعبة يقول: لم يسمع إبراهيم النخعي من أبي عبد الله الجدلي حديث المسح([5]).
وحديث عمرو بن ميمون, عن أبي عبد الله الجدلي هو أصح وأحسن([6]).
وذكر عن يحيى بن معين أنه قال: حديث خزيمة عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث صحيح.
٦٥ - حدثنا القاسم بن دينار, حدثنا مالك بن إسماعيل, حدثنا ذوّاد بن علبة, عن مطرف, عن الشعبي, عن أبي عبد الله الجدلي, عن خزيمة بن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في المسح على الخفين: ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر, ويوم للمقيم([7]).
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: إنما روى هذا الحديث ذوّاد بن علبة([8]): عن مطرف, عن الشعبي, ولا أرى هذا الحديث محفوظا ولم يعرفه إلا من هذا الوجه.
٦٦ - وسألت محمدا فقلت: أي الحديث عندك أصح في التوقيت في المسح على الخفين؟
٦٨ - وسألته عن حديث هشيم, عن داود بن عمرو, عن بسر بن عبيد الله, عن أبي إدريس الخولاني عن عوف: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمسح... الحديث([11]).
فقال: هو حديث حسن.
٦٩ – قلت: حماد بن سلمة روى عن أيوب, عن أبي قلابة, عن أبي إدريس, عن بلال([12]).
قال: أخطأ فيه ابن سلمة, أصحاب أبي قلابة رووا عن أبي قلابة, عن بلال, ولم يذكروا فيه عن أبي إدريس([13]). ([14])
([1]) أخرجه ابن ماجه (555). ([2]) أخرجه البخاري (202) عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن عمر، عن سعد بن أبي وقاص، عن النبي ﷺ: أنه مسح على الخفين، وأن عبد الله بن عمر سأل عمر، عن ذلك فقال: نعم، إذا حدثك شيئا سعد عن النبي ﷺ فلا تسأل عنه غيره.
([3]) أخرجه ابن أبي شيبة (1865) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا حجاج بن أرطاة، عن يحيى بن عبيد النهراني، عن محمد بن سعد قال: وكان يتوضأ بالراوية، فخرج علينا ذات يوم من البراز، فتوضأ ومسح على خفيه، فتعجبنا، وقلنا: ما هذا؟ فقال: حدثني أبي، أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل مثل ما فعلت. اهـ ولعل البخاري لم يجزم بصحته لحال حجاج بن أرطاة ولم أقف عليه من غير طريق يزيد بن هارون عن الحجاج به، قال في التاريخ الكبير 3/306: حجاج بن أرطاة، أبو أرطاة الكوفي، النخعي سمع عطاء. سمع منه شعبة، والثوري. قال ابن المبارك: كان الحجاج يدلس، يحدثنا عن عمرو بن شعيب بما يحدث محمد العرزمي، والعرزمي متروك لا نقربه. اهـ
([4]) أخرجه البيهقي في الكبرى(1319) من طريق زائدة بن قدامة، قال: سمعت منصورا يقول: كنا في حجرة إبراهيم النخعي ومعنا إبراهيم التيمي فذكرنا المسح على الخفين فقال إبراهيم التيمي: ثنا عمرو بن ميمون عن أبي عبد الله الجدلي عن خزيمة بن ثابت قال: " جعل لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا ولو استزدته لزادنا " يعني المسح على الخفين للمسافر. اهـ
([5]) أخرجه أبو داود (157) من طريق إبراهيم النخعي، عن أبي عبد الله الجدلي عن خزيمة بن ثابت، عن النبي صلى الله عليه وسلم، فهما طريقان:
الأول: إبراهيم التيمي عن عمرو بن ميمون عن أبي عبد الله الجدلي عن خزيمة. وفيه يقال لم يسمع أبو عبد الله الجدلي من خزيمة.
والثاني إبراهيم النخعي عن أبي عبد الله الجدلي عن خزيمة، وفيه علتان: لم يسمع إبراهيم من أبي عبد الله الجدلي هذا الحديث، ولم يسمع أبو عبد الله الجدلي من خزيمة. وإنما قالوا لم يسمع إبراهيم النخعي من أبي عبد الله الجدلي هذا الحديث بعينه للحكاية المارة فإن النخعي سمع في المجلس يحدث عن عمرو بن ميمون عن أبي عبد الله الجدلي، فحدث هو به عن الجدلي مباشرة فيكون معضلا. والله أعلم.
([6]) أي من حديث إبراهيم النخعي.
([7]) أخرجه الطبراني (3761).
([8]) قال البخاري في التاريخ الكبير4/147: ذواد بن علبة الحارثي، الكوفي سمع ليثا، ومطرفا. يخالف في بعض حديثه. اهـ وهذا مما خالف فيه إذ لم يروه أحد عن مطرف عن الشعبي غيره.
([9]) أخرجه الترمذي (96) عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش، عن صفوان بن عسال قال: كان رسول الله يأمرنا إذا كنا سفرا أن لا ننزع خفافنا ثلاثة أيام ولياليهن إلا من جنابة، ولكن من غائط وبول ونوم.
([10]) أخرجه ابن ماجه (556) عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رخص للمسافر إذا توضأ ولبس خفيه، ثم أحدث وضوءا، أن يمسح ثلاثة أيام ولياليهن، وللمقيم يوما وليلة.
([11]) أخرجه أحمد (23995) عن أبي إدريس الخولاني، عن عوف بن مالك الأشجعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالمسح على الخفين في غزوة تبوك ثلاثة أيام للمسافر ولياليهن.
([12]) أخرجه أحمد (23917).
([13]) قال البخاري في التاريخ الكبير 2/122: وقال حماد بن سلمة: عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي إدريس، عن بلال؛ مسح النبي صلى الله عليه وسلم. وقال غير واحد: عن أيوب، عن أبي قلابة، عن بلال، مرسل. اهـ
وقد أخرج عبد الرزاق في مصنفه (732) قال: عن معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة قال: مسح بلال على موقيه فقيل له: ما هذا؟ قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يمسح على الخفين والخمار. اهـ.
([14]) التلخيص: سأل الترمذي البخاري عن ثمانية أحاديث ثلاثة في مسح الخفين بدون توقيت، وخمسة في التوقيت:
1- حديث أبي هريرة ولا يصح تفرد به عمر بن أبي خثعم وهو منكر الحديث ذاهب.
2- حديث ابن سلمة عن ابن عمر في المسح على الخفين وهو حديث صحيح.
3- حديث محمد بن سعد عن أبيه سعد بن أبي وقاص ويميل البخاري إلى كونه صحيحا.
4- حديث أبي عبد الله الجدلي عن خزيمة بن ثابت ولا يصح لعدم سماع الجدلي من خزيمة، وقد ورد من ثلاثة وجوه:
إبراهيم التيمي عن ميمون بن ثابت عن أبي عبد الله الجدلي عن خزيمة، وهذا الوجه هو أحسنها.
وإبراهيم النخعي عن أبي عبد الله الجدلي عن خزيمة، وإبراهيم لم يسمع من أبي عبد الله الجدلي هذا الحديث.
وذوّاد بن علبة, عن مطرف, عن الشعبي, عن أبي عبد الله الجدلي, عن خزيمة بن ثابت، وهو غير محفوظ أخطأ فيه ذوّاد.
5- حديث صفوان بن عسّال وهو أصح حديث في توقيت المسح.
6- حديث أبي بكرة وهو حسن.
7-حديث أبي إدريس عن عوف بن مالك وهو حسن أيضا. 8- حديث بلال وقد رواه حماد بن سلمة عن أيوب, عن أبي قلابة, عن أبي إدريس, عن بلال. وهذا خطأ من حماد بن سلمة؛ لأن أصحاب أبي قلابة رووه عن أبي قلابة, عن بلال, ولم يذكروا فيه عن أبي إدريس، فيكون الحديث منقطعا.
٧٠ - حدثنا أبو الوليد الدمشقي, حدثنا الوليد بن مسلم, أخبرني ثور بن يزيد, عن رجاء بن حيوة, عن كاتب المغيرة بن شعبة, عن المغيرة بن شعبة, أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمسح على أعلى الخف وأسفله([1]).
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: لا يصح هذا، روي عن ابن المبارك عن ثور بن يزيد قال: حدثت عن رجاء بن حيوة, عن كاتب المغيرة, عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا.([2]) وضعف هذا .
وسألت أبا زرعة فقال: نحوًا مما قال محمد بن إسماعيل. ([3])
([1]) أخرجه الترمذي (97) وقال: وهذا حديث معلول.
([2]) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (11817) قال: وقال أحمد بن حنبل حدثنا ابن مهدي قال حدثنا ابن المبارك عن ثور حدثت عن رجاء بن حيوة عن كاتب المغيرة ليس فيه المغيرة.
([3]) التلخيص: هذا الحديث- حديث مسح أسفل الخف- رواه ثور بن يزيد واختلف عليه: فرواه الوليد بن مسلم عن ثور بن يزيد عن رجاء بن حيوة عن كاتب المغيرة عن المغيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ورواه ابن المبارك عن ثور بن يزيد قال حدثت عن رجاء بن حيوة عن كاتب المغيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا منقطعا. وهو المحفوظ والأول لا يصح.
٧١ - حدثنا محمد بن بشار, حدثنا ابن مهدي, حدثنا داود بن أبي الفرات, عن محمد بن زيد, عن أبي شريح, عن أبي مسلم مولى زيد بن صوحان قال: كنت مع سلمان الفارسي فرأى رجلا يتوضأ فأراد أن ينزع خفيه فأمره سلمان أن يمسح على خفيه وعلى ناصيته قال سلمان: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح على خفيه وعمامته([1]).
سألت محمدا عن هذا الحديث قلت: أبو شريح ما اسمه؟قال: لا أدري لا أعرف اسمه. ولا أعرف اسم أبي مسلم مولى زيد بن صوحان, ولا أعرف له غير هذا الحديث.
ورواه عبد السلام بن حرب, عن سعيد, عن قتادة وقلبه فقال: عن أبي مسلم, عن أبي شريح([2]). ([3])
([1]) أخرجه ابن ماجه (563).
([2]) أخرجه ابن أبي حاتم في العلل معلقا (157): عن أبي غسان النهدي، عن عبد السلام بن حرب، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي مسلم، عن أبي شريح، عن سلمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم في المسح على الخفين والعمامة.
وقد خولف عبد السلام خالفه شعيب بن إسحاق، فرواه عن سعيد بن أبي عروبة، عن داود بن أبي الفرات، عن محمد بن زيد، عن أبي شريح، عن أبي مسلم، عن سلمان، به. أخرجه الطبراني (٦١٦٦).
وقال أبو زرعة في العلل (157): هذا حديث وهم فيه عبدالسلام بن حرب.
([3]) التلخيص: حديث سلمان هذا رواه داود بن أبي الفرات, عن محمد بن زيد, عن أبي شريح, عن أبي مسلم مولى زيد بن صوحان عن سلمان.
وقد رواه عبد السلام بن حرب، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي مسلم، عن أبي شريح، عن سلمان.
ولكن خالفه شعيب بن إسحاق فرواه عن سعيد بن أبي عروبة، عن داود بن أبي الفرات، عن محمد بن زيد، عن أبي شريح، عن أبي مسلم، عن سلمان.
وهو المحفوظ فوهم عبد السلام في إسناده فرواه عن قتادة وليس هو بمحفوظ من حديث قتادة وقلب سنده فقال: عن أبي مسلم عن أبي شريح.
فعاد الحديث إلى داود بن أبي الفرات، عن محمد بن زيد، عن أبي شريح، عن أبي مسلم عن سلمان.
وأبو شريح وأبو مسلم العبدي لا يعرف اسمهما وليس لأبي مسلم غير هذا الحديث ولم يرو عنه غير أبي شريح ولم يرو عن أبي شريح غير محمد بن زيد وقتادة- وليس بمحفوظ- فهذا إسناد لا يصح.
والمتن المرفوع ثابث في البخاري (205) عن جعفر بن عمرو، عن أبيه قال: رأيت النبي ﷺ يمسح على عمامته وخفيه.
٧٢ - حدثنا محمد بن المثنى, حدثنا الوليد بن مسلم, عن الأوزاعي, عن عبد الرحمن بن القاسم, عن أبيه, عن عائشة قالت: إذا جاوزَ الخِتانُ الختانَ وجبَ الغسل. فعلته أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم فاغتسلنا([1]).
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: هذا حديث خطأ إنما يرويه الأوزاعي عن عبد الرحمن بن القاسم مرسلا([2]).
وروى الأوزاعي عن عبد الرحمن بن القاسم, عن أبيه عن عائشة شيئا من قولها: فأخذ الخرقة فمسح بها الأذى([3]). ([4])
وقال أبو الزناد: سألت القاسم بن محمد: سمعت في هذا الباب شيئا؟ قال: لا ([5]).([6])
([1]) أخرجه الترمذي (108). ([2]) لم أقف عليه من هذا الوجه مرسلا. وقال أبو زرعة في الفوائد المعلة (207): وسألت أبا عبد الله عن حديث حدثنا به أبو مسهر عن ابن سماعة عن الأوزاعي عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت: فعلته أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم فاغتسلنا.
فقال أحمد بن حنبل ثنا به الوليد بن مسلم يعني عن الأوزاعي فلم يعجبه.
فقلت له ليحسن عنده: حدثنا أبو مسهر عن أبي سماعة عن الأوزاعي.
فقال لي- أي أحمد بن حنبل- كان الأوزاعي يحدث بهذا الحديث فإذا بلغ هذا الموضع زاد: عن يحيى بن أبي كثير بلغني عن عائشة أنها قالت: "فعلته أنا ورسول الله فاغتسلنا" هذا عنده-أي عند أحمد- الصواب. اهـ.
وتحصل أن العلة في الفقرة الأخيرة "فعلته أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم فاغتسلنا".
([3]) أخرجه ابن خزيمة باب الرخصة في غسل الثوب من عرق الجنب. والدليل على أن عرق الجنب طاهر غير نجس (280) قال: أخبرنا أبو طاهر، نا أبو بكر، نا محمد بن ميمون المكي، نا الوليد -يعني ابن مسلم-، حدثني الأوزاعي، حدثني عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه القاسم بن محمد، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: تتخذ المرأة الخرقة، فإذا فرغ زوجها ناولته، فيمسح عنه الأذى، ومسحت عنها، ثم صليا في ثوبيهما.
([4]) قال ابن أبي حاتم (1425): وسألت أبي عن حديث رواه عمر بن عبد الواحد، عن الأوزاعي، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة، عن النبي قال: إذا أراد الرجل أن يجامع امرأته، اتخذت خرقة، فإذا فرغ ناولته إياها فمسح عنه الأذى ومسحت عنها؟
قال أبي: إنما هو: عن عائشة، موقوف. اهـ فكأن سبب إيراد البخاري له هو توهيم من يرويه مرفوعا.
([5]) لم أقف عليه. ومعناه أن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق سأله أبو الزناد عبد الله بن ذكوان هل سمعت من حديث في باب الغسل من التقاء الختانين، فقال: لا. فدل على أنه لا يحفظ فيه شيئا، فكيف يستقيم أن يروى عنه عن عائشة: "إذا جاوز الختان الختان فقد وجب الغسل فعتله أنا وسول الله × فاغتسلنا!" والظاهر أنه يقصد أنه لم يسمع حديثا مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب وإلا فقد أخرج ابن أبي شيبة (936) قال: حدثنا ابن علية، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، وعن نافع، قالا: قالت عائشة: إذا خالط الختان الختان فقد وجب الغسل.
([6]) التلخيص:حديث الأوزاعي, عن عبد الرحمن بن القاسم, عن أبيه, عن عائشة قالت: فعلته أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم فاغتسلنا، الصواب فيه أنه مرسل، ومما يدل على ذلك ما ورد عن أبي الزناد أنه سئل القاسم هل سمعت شيئا في هذا الباب فقال لا. فدل على أنه لا يحفظ فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئا. تنبيه: حديث عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الغسل عند التقاء الختانين في مسلم (439) عن أبي موسى الأشعري عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا جلس بين شعبها الأربع، ومس الختان الختان، فقد وجب الغسل. وقد أخرجه البخاري (291) عن أبي رافع عن أبي هريرة.
٧٣ - حدثنا قتيبة بن سعيد, حدثنا شريك, عن أبي اليقظان, عن عدي بن ثابت, عن أبيه, عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم في المستحاضة تدع الصلاة أيام أقرائها التي كانت تحيض فيها, ثم تغتسل وتتوضأ لكل صلاة, وتصوم وتصلي([1]).
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: لا أعرفه إلا من هذا الوجه.
ولا أعرف اسم جد عدي بن ثابت.
قلت له: ذكروا أن يحيى بن معين قال: هو عدي بن ثابت بن دينار, فلم يعرفه, ولم يعده شيئا.([2])
([1]) أخرجه الترمذي (126و 127).
([2]) التلخيص: قال الترمذي (127): هذا حديث قد تفرد به شريك عن أبي اليقظان، وسألت محمدا عن هذا الحديث فقلت: عدي بن ثابت، عن أبيه، عن جده: جد عدي ما اسمه؟ فلم يعرف محمد اسمه، وذكرت لمحمد قول يحيى بن معين: أن اسمه دينار فلم يعبأ به. اهـ.
٧٤ - قال محمد: حديث حَمْنَة بنت جحش في المستحاضة ([1]) هو حديث حسن إلا أن إبراهيم بن محمد بن طلحة هو قديم([2]) لا أدري سمع منه عبد الله بن محمد بن عقيل أم لا.
([1]) أخرجه الترمذي (128) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو عامر العقدي، قال: حدثنا زهير بن محمد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن إبراهيم بن محمد بن طلحة، عن عمه عمران بن طلحة، عن أمه حمنة بنت جحش، قالت: كنت أستحاض حيضة كثيرة شديدة، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم أستفتيه وأخبره، فوجدته في بيت أختي زينب بنت جحش فقلت: يا رسول الله، إني أستحاض حيضة كثيرة شديدة، فما تأمرني فيها... الحديث، وقال: هذا حديث حسن صحيح.. وسألت محمدا عن هذا الحديث فقال: هو حديث حسن، وهكذا قال أحمد بن حنبل: هو حديث حسن صحيح. اهـ.
([2]) إبراهيم بن محمد بن طلحة التيمي أبو إسحاق المدني ولد عام 36 هـ وتوفي عام 110 عن 74 سنة من الطبقة الثالثة وهي طبقة أواسط التابعين. كما في التقريب (ترجمة234) وعبد الله بن محمد بن عقيل أبو محمد المدني من الطبقة الرابعة وهم من أغلب روايتهم عن كبار التابعين مات بعد سنة 140 هـ كما في التقريب (3592).
([3]) التلخيص: حديث حمنة في المستحاضة قال عنه أحمد صحيح، وقال عنه البخاري حسن.
وقد أثير سؤال وهو كيف حسّن البخاري الحديث مع تشككه في سماع عبد الله بن محمد بن عقيل من محمد بن طلحة؟
فقيل: هذا دليل على أن البخاري لا يشترط السماع ويكتفي بإمكان المعاصرة خارج كتابه الصحيح.
وقيل: حسنه بالشواهد لا لذاته.
وقيل: معنى الكلام أن الحديث حسن لولا أن عبد الله لا يعلم سماعه من محمد بن طلحة فلا يكون تحسينا له. والله أعلم.
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز ) للمساعدة في تخصيص المحتوى وتخصيص تجربتك والحفاظ على تسجيل دخولك إذا قمت بالتسجيل.
من خلال الاستمرار في استخدام هذا الموقع، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.