د. فؤاد بن يحيى الهاشمي
:: مشرف سابق ::
- إنضم
- 29 أكتوبر 2007
- المشاركات
- 9,059
- الكنية
- أبو فراس
- التخصص
- فقه
- المدينة
- جدة
- المذهب الفقهي
- مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
كتب في الذاكرة: الوسيلة الأدبية للمرصفي
وقد ظل الشيخ حسين المرصفي مواظباً على القاء محاضراته، التي وجد فيه المقبلون عليها والمستمعون لها، شيئاً جديداً لم يألفوه في المعاهد العالية، ولم يسمعه الشيوخ في الأزهر، فقد كان يعرض نصوصاً أدبية وينقدها، ويوزان بين بعض النصوص القديمة والحديثة، موازنات لم يعرفها ذوق ذلك العصر، ومن حسن الحظ، أن هذه المحاضرات، كانت النواة لإنشاء مدرسة «دار العلوم» ورأى أن تكون هذه الدروس منهجاً دراسيا لمعهد جديد اقترحه «علي باشا مبارك» سنة 1822، ومن ذلك التاريخ ترك الشيخ «حسين المصرفي» التدريس بالأزهر ليكون أول استاذ للأدب العربي والنقد في «دار العلوم» بل ليكون رائداً لهما في العصر الحديث، وكان الشيخ ممن فقدوا نعمة البصر، ونور العين في طفولتهم الباكرة، ولكنه أتقن فيما بعد طريقة «برايل» قبل أن يحاضر في دار العلوم، ثم ليتعلم اللغة الفرنسية ويتقنها كتابة وقراءة وكلاماً.
اشتهر الشيخ «حسين المرصفي» بكتابه «الوسيلة الأدبية» وهو مجموع المحاضرات التي ألقاها على طلبة «دار العلوم» في أول انشائها، وتعد الوسيلة أول كتاب في تدريس الأدب والنقد، على طريقة جديدة في القرن التاسع عشر مهدت بعد ذلك لما استحدث من طرائف في القرن العشرين. واذا كان «المرصفى» مجدداً في «الوسيلة الأدبية» على قدر ما سمح به عصره فقد جدد في دراسة التربية الوطنية، بكتابة الآخر «الكلم الثمان» ويقصد بها: الأمة، الوطن، الحكومة، العدل، الظلم السياسية، الحرية، التربية.
أما كتابه «الوسيلة الأدبية» فهو كتاب كان له دور كبير في النهضة الأدبية في القرن التاسع عشر، حيث اعتبره الدكتور «محمد مندور» ركناً اساسيا في النهضة الأدبية المعاصرة، حيث ساهم الشيخ حسين في حركة البعث الأدبي كله مساهمة فعالة، ويضيف الدكتور «مندور» بل اهتدى بفطرته السليمة الى بعض ما تردى فيه بعض نقاد العرب القدماء، مثل «قدامة بن جعفر» عندما عرف الشعر في كتابه «نقد الشعر» بقوله: إنه الكلام الموزون المقفى وجاراه في هذا التعريف، جميع من خلفه، على حين نرى الشيخ «حسين المرصفي» بفطرته الأدبية السليمة يقول: وقول العروضيين في حد الشعر أنه الكلام الموزون المقفى، ليس بحد لهذا الشعر، باعتبار ما فيه من الأعراب والبلاغة والوزن والقوالب الخاصة، فلا جرم ان حدهم ذلك لا يصلح له عندنا، فلا بد من تعريف يعطينا حقيقة من هذه الحيثية فنقول، إن الشعر هو الكلام البليغ المبنى على الاستعارة والأوصاف، المفصل بأجزاء متفقة في الوزن والروي مستقل كل جزء منها في غرضه ومقصده عما قبله وبعده، الجاري على اساليب العرب المخصوصة به.
ويكفيه فخراً في هذا التعريف، أنه فطن إلى خاصيته اساسية تميز الأدب عامة والشعر خاصة عن غيره من الكتابات، وهي التصور البياني، بدلا من التعريف الجاف.
وقد ظهر فضل «الشيخ حسين» في النقد الأدبي الذي أحيا حركته في محاضراته التي جمعت في كتابه هذا، ويظهر جليا ذوقه السليم في الموازنات التي كان يعقدها بين الأدباء والشعراء. وقد أورد في الجزء الثاني من كتابه، كلاما جيداً لابن خلدون في تفسير كلمة الذوق، التي تدور على ألسنة البلاغيين وأصحاب البيان. ولكنه كعادته في عدم قبول الآراء قضايا مسلماً بها مهما كان مصدرها، لم يكن راضيا كل الرضى عن تعريف «ابن خلدون» للذوق، فعقب عليه وبين رأيه. ويكفي «المرصفي» فضلا في «الوسيلة الأدبية» أنه نبه الناس في عصره إلى كتب لم يكونوا يقرؤونها، فجاءت آراؤه توكيداً لبيان حاجة الأدباء الى القراءة، ونبهت الناس إلى قيمة تلك الكتب التي كاد العهد ينقطع ما بينها وبينهن».
وقد نقل من دواوين الشعر العربي، وكتب الأمثال والمقامات والرسائل ما يخبر عن ذوقه الرفيع، ويدل على حسن اختياره، ولم يقف بالنقل عند القدماء، فقد جاء الى المعاصرين يروي لهم، وينقل عن بعض كتبهم فروى «لمحمود سامي البارودي» و«لعبد الله فكري». ويبدو أن هدف المصرفي من «الوسيلة الأدبية» كان في أن يجعل منها موسوعة أدبية واسعة الأطراف، ويقول «علي مبارك»: إن المرصفي جمع فيها نحو اثنى عشر فناً، ولكننا من طول تتبعنا لها، وجدناها تشتمل على فنون كثيرة، علوم النحو والصرف والبلاغة والعروض والقوافي والكتابة والإنشاء وقرض الشعر والنقد واللغة والتاريخ وتواريخ نشأة الفنون وتاريخ التربية وتدوين العلوم.
------------
رحم الله شيخنا الجليل وأورثنا بمثله على أرض بلدتي الطاهرة مرصفا كي يسجل التاريخ أصالة هذه البلدة الصغيرة التي تنجب كبار العلماء والعظماء ؟؟؟؟ ولنا وقفة أخرى مع ابن من أبناء هذه القرية .
كتب في الذاكرة ، للشيخ العلامة حسين المرصفي
الوسيلة الأدبية
يخلط كثيرون من غير أهل التحقيق، بين أصحاب النسبة الواحدة، وقد يذهبون في الخلط إلى حد أنهم ينسبون آثار شخص معين إلى آخر، مشابهه في النسب. وكثيرا ما يصادفنا اسم «المرصفي» فنجد أنفسنا محتاجين إلى تحديد أيهم، وهم جميعاً على اختلاف عصورهم، ينتسبون إلى قرية «مرصفا» من أعمال محافظة «القليوبية» في «مصر» حيث دخلت هذه القرية ميدان انجاب الرجال من العلماء والأدباء، من قديم الزمان وحتى الآن. أما مؤلف كتاب «الوسيلة الأدبية» فهو الشيخ «الحسين بن أحمد المرصفي» الذي كان كثير الشبه بأبيه العام الأزهري، وما أن أتم الشيخ حسين تعليمه في الأزهر، حتى عين فيه مدرساً، وقد أخذت اتجاهاته الأدبية تظهر في دروسه إلى حد أن بعض المؤرخين ذكر أنه كان يقرأ في دروسه، كتب أعلام البلاغة ودواوين متقدمي الشعراء. الوسيلة الأدبية
وقد ظل الشيخ حسين المرصفي مواظباً على القاء محاضراته، التي وجد فيه المقبلون عليها والمستمعون لها، شيئاً جديداً لم يألفوه في المعاهد العالية، ولم يسمعه الشيوخ في الأزهر، فقد كان يعرض نصوصاً أدبية وينقدها، ويوزان بين بعض النصوص القديمة والحديثة، موازنات لم يعرفها ذوق ذلك العصر، ومن حسن الحظ، أن هذه المحاضرات، كانت النواة لإنشاء مدرسة «دار العلوم» ورأى أن تكون هذه الدروس منهجاً دراسيا لمعهد جديد اقترحه «علي باشا مبارك» سنة 1822، ومن ذلك التاريخ ترك الشيخ «حسين المصرفي» التدريس بالأزهر ليكون أول استاذ للأدب العربي والنقد في «دار العلوم» بل ليكون رائداً لهما في العصر الحديث، وكان الشيخ ممن فقدوا نعمة البصر، ونور العين في طفولتهم الباكرة، ولكنه أتقن فيما بعد طريقة «برايل» قبل أن يحاضر في دار العلوم، ثم ليتعلم اللغة الفرنسية ويتقنها كتابة وقراءة وكلاماً.
اشتهر الشيخ «حسين المرصفي» بكتابه «الوسيلة الأدبية» وهو مجموع المحاضرات التي ألقاها على طلبة «دار العلوم» في أول انشائها، وتعد الوسيلة أول كتاب في تدريس الأدب والنقد، على طريقة جديدة في القرن التاسع عشر مهدت بعد ذلك لما استحدث من طرائف في القرن العشرين. واذا كان «المرصفى» مجدداً في «الوسيلة الأدبية» على قدر ما سمح به عصره فقد جدد في دراسة التربية الوطنية، بكتابة الآخر «الكلم الثمان» ويقصد بها: الأمة، الوطن، الحكومة، العدل، الظلم السياسية، الحرية، التربية.
أما كتابه «الوسيلة الأدبية» فهو كتاب كان له دور كبير في النهضة الأدبية في القرن التاسع عشر، حيث اعتبره الدكتور «محمد مندور» ركناً اساسيا في النهضة الأدبية المعاصرة، حيث ساهم الشيخ حسين في حركة البعث الأدبي كله مساهمة فعالة، ويضيف الدكتور «مندور» بل اهتدى بفطرته السليمة الى بعض ما تردى فيه بعض نقاد العرب القدماء، مثل «قدامة بن جعفر» عندما عرف الشعر في كتابه «نقد الشعر» بقوله: إنه الكلام الموزون المقفى وجاراه في هذا التعريف، جميع من خلفه، على حين نرى الشيخ «حسين المرصفي» بفطرته الأدبية السليمة يقول: وقول العروضيين في حد الشعر أنه الكلام الموزون المقفى، ليس بحد لهذا الشعر، باعتبار ما فيه من الأعراب والبلاغة والوزن والقوالب الخاصة، فلا جرم ان حدهم ذلك لا يصلح له عندنا، فلا بد من تعريف يعطينا حقيقة من هذه الحيثية فنقول، إن الشعر هو الكلام البليغ المبنى على الاستعارة والأوصاف، المفصل بأجزاء متفقة في الوزن والروي مستقل كل جزء منها في غرضه ومقصده عما قبله وبعده، الجاري على اساليب العرب المخصوصة به.
ويكفيه فخراً في هذا التعريف، أنه فطن إلى خاصيته اساسية تميز الأدب عامة والشعر خاصة عن غيره من الكتابات، وهي التصور البياني، بدلا من التعريف الجاف.
وقد ظهر فضل «الشيخ حسين» في النقد الأدبي الذي أحيا حركته في محاضراته التي جمعت في كتابه هذا، ويظهر جليا ذوقه السليم في الموازنات التي كان يعقدها بين الأدباء والشعراء. وقد أورد في الجزء الثاني من كتابه، كلاما جيداً لابن خلدون في تفسير كلمة الذوق، التي تدور على ألسنة البلاغيين وأصحاب البيان. ولكنه كعادته في عدم قبول الآراء قضايا مسلماً بها مهما كان مصدرها، لم يكن راضيا كل الرضى عن تعريف «ابن خلدون» للذوق، فعقب عليه وبين رأيه. ويكفي «المرصفي» فضلا في «الوسيلة الأدبية» أنه نبه الناس في عصره إلى كتب لم يكونوا يقرؤونها، فجاءت آراؤه توكيداً لبيان حاجة الأدباء الى القراءة، ونبهت الناس إلى قيمة تلك الكتب التي كاد العهد ينقطع ما بينها وبينهن».
وقد نقل من دواوين الشعر العربي، وكتب الأمثال والمقامات والرسائل ما يخبر عن ذوقه الرفيع، ويدل على حسن اختياره، ولم يقف بالنقل عند القدماء، فقد جاء الى المعاصرين يروي لهم، وينقل عن بعض كتبهم فروى «لمحمود سامي البارودي» و«لعبد الله فكري». ويبدو أن هدف المصرفي من «الوسيلة الأدبية» كان في أن يجعل منها موسوعة أدبية واسعة الأطراف، ويقول «علي مبارك»: إن المرصفي جمع فيها نحو اثنى عشر فناً، ولكننا من طول تتبعنا لها، وجدناها تشتمل على فنون كثيرة، علوم النحو والصرف والبلاغة والعروض والقوافي والكتابة والإنشاء وقرض الشعر والنقد واللغة والتاريخ وتواريخ نشأة الفنون وتاريخ التربية وتدوين العلوم.
------------
رحم الله شيخنا الجليل وأورثنا بمثله على أرض بلدتي الطاهرة مرصفا كي يسجل التاريخ أصالة هذه البلدة الصغيرة التي تنجب كبار العلماء والعظماء ؟؟؟؟ ولنا وقفة أخرى مع ابن من أبناء هذه القرية .
محمد مراد المرصفي
http://mouradelmarsafy.jeeran.com/الشيخ حسين المرصفي.htm