العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

كتب في الذاكرة: الوسيلة الأدبية للمرصفي

إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
كتب في الذاكرة: الوسيلة الأدبية للمرصفي

كتب في الذاكرة ، للشيخ العلامة حسين المرصفي
الوسيلة الأدبية
يخلط كثيرون من غير أهل التحقيق، بين أصحاب النسبة الواحدة، وقد يذهبون في الخلط إلى حد أنهم ينسبون آثار شخص معين إلى آخر، مشابهه في النسب. وكثيرا ما يصادفنا اسم «المرصفي» فنجد أنفسنا محتاجين إلى تحديد أيهم، وهم جميعاً على اختلاف عصورهم، ينتسبون إلى قرية «مرصفا» من أعمال محافظة «القليوبية» في «مصر» حيث دخلت هذه القرية ميدان انجاب الرجال من العلماء والأدباء، من قديم الزمان وحتى الآن. أما مؤلف كتاب «الوسيلة الأدبية» فهو الشيخ «الحسين بن أحمد المرصفي» الذي كان كثير الشبه بأبيه العام الأزهري، وما أن أتم الشيخ حسين تعليمه في الأزهر، حتى عين فيه مدرساً، وقد أخذت اتجاهاته الأدبية تظهر في دروسه إلى حد أن بعض المؤرخين ذكر أنه كان يقرأ في دروسه، كتب أعلام البلاغة ودواوين متقدمي الشعراء.

وقد ظل الشيخ حسين المرصفي مواظباً على القاء محاضراته، التي وجد فيه المقبلون عليها والمستمعون لها، شيئاً جديداً لم يألفوه في المعاهد العالية، ولم يسمعه الشيوخ في الأزهر، فقد كان يعرض نصوصاً أدبية وينقدها، ويوزان بين بعض النصوص القديمة والحديثة، موازنات لم يعرفها ذوق ذلك العصر، ومن حسن الحظ، أن هذه المحاضرات، كانت النواة لإنشاء مدرسة «دار العلوم» ورأى أن تكون هذه الدروس منهجاً دراسيا لمعهد جديد اقترحه «علي باشا مبارك» سنة 1822، ومن ذلك التاريخ ترك الشيخ «حسين المصرفي» التدريس بالأزهر ليكون أول استاذ للأدب العربي والنقد في «دار العلوم» بل ليكون رائداً لهما في العصر الحديث، وكان الشيخ ممن فقدوا نعمة البصر، ونور العين في طفولتهم الباكرة، ولكنه أتقن فيما بعد طريقة «برايل» قبل أن يحاضر في دار العلوم، ثم ليتعلم اللغة الفرنسية ويتقنها كتابة وقراءة وكلاماً.

اشتهر الشيخ «حسين المرصفي» بكتابه «الوسيلة الأدبية» وهو مجموع المحاضرات التي ألقاها على طلبة «دار العلوم» في أول انشائها، وتعد الوسيلة أول كتاب في تدريس الأدب والنقد، على طريقة جديدة في القرن التاسع عشر مهدت بعد ذلك لما استحدث من طرائف في القرن العشرين. واذا كان «المرصفى» مجدداً في «الوسيلة الأدبية» على قدر ما سمح به عصره فقد جدد في دراسة التربية الوطنية، بكتابة الآخر «الكلم الثمان» ويقصد بها: الأمة، الوطن، الحكومة، العدل، الظلم السياسية، الحرية، التربية.

أما كتابه «الوسيلة الأدبية» فهو كتاب كان له دور كبير في النهضة الأدبية في القرن التاسع عشر، حيث اعتبره الدكتور «محمد مندور» ركناً اساسيا في النهضة الأدبية المعاصرة، حيث ساهم الشيخ حسين في حركة البعث الأدبي كله مساهمة فعالة، ويضيف الدكتور «مندور» بل اهتدى بفطرته السليمة الى بعض ما تردى فيه بعض نقاد العرب القدماء، مثل «قدامة بن جعفر» عندما عرف الشعر في كتابه «نقد الشعر» بقوله: إنه الكلام الموزون المقفى وجاراه في هذا التعريف، جميع من خلفه، على حين نرى الشيخ «حسين المرصفي» بفطرته الأدبية السليمة يقول: وقول العروضيين في حد الشعر أنه الكلام الموزون المقفى، ليس بحد لهذا الشعر، باعتبار ما فيه من الأعراب والبلاغة والوزن والقوالب الخاصة، فلا جرم ان حدهم ذلك لا يصلح له عندنا، فلا بد من تعريف يعطينا حقيقة من هذه الحيثية فنقول، إن الشعر هو الكلام البليغ المبنى على الاستعارة والأوصاف، المفصل بأجزاء متفقة في الوزن والروي مستقل كل جزء منها في غرضه ومقصده عما قبله وبعده، الجاري على اساليب العرب المخصوصة به.

ويكفيه فخراً في هذا التعريف، أنه فطن إلى خاصيته اساسية تميز الأدب عامة والشعر خاصة عن غيره من الكتابات، وهي التصور البياني، بدلا من التعريف الجاف.

وقد ظهر فضل «الشيخ حسين» في النقد الأدبي الذي أحيا حركته في محاضراته التي جمعت في كتابه هذا، ويظهر جليا ذوقه السليم في الموازنات التي كان يعقدها بين الأدباء والشعراء. وقد أورد في الجزء الثاني من كتابه، كلاما جيداً لابن خلدون في تفسير كلمة الذوق، التي تدور على ألسنة البلاغيين وأصحاب البيان. ولكنه كعادته في عدم قبول الآراء قضايا مسلماً بها مهما كان مصدرها، لم يكن راضيا كل الرضى عن تعريف «ابن خلدون» للذوق، فعقب عليه وبين رأيه. ويكفي «المرصفي» فضلا في «الوسيلة الأدبية» أنه نبه الناس في عصره إلى كتب لم يكونوا يقرؤونها، فجاءت آراؤه توكيداً لبيان حاجة الأدباء الى القراءة، ونبهت الناس إلى قيمة تلك الكتب التي كاد العهد ينقطع ما بينها وبينهن».

وقد نقل من دواوين الشعر العربي، وكتب الأمثال والمقامات والرسائل ما يخبر عن ذوقه الرفيع، ويدل على حسن اختياره، ولم يقف بالنقل عند القدماء، فقد جاء الى المعاصرين يروي لهم، وينقل عن بعض كتبهم فروى «لمحمود سامي البارودي» و«لعبد الله فكري». ويبدو أن هدف المصرفي من «الوسيلة الأدبية» كان في أن يجعل منها موسوعة أدبية واسعة الأطراف، ويقول «علي مبارك»: إن المرصفي جمع فيها نحو اثنى عشر فناً، ولكننا من طول تتبعنا لها، وجدناها تشتمل على فنون كثيرة، علوم النحو والصرف والبلاغة والعروض والقوافي والكتابة والإنشاء وقرض الشعر والنقد واللغة والتاريخ وتواريخ نشأة الفنون وتاريخ التربية وتدوين العلوم.

------------
رحم الله شيخنا الجليل وأورثنا بمثله على أرض بلدتي الطاهرة مرصفا كي يسجل التاريخ أصالة هذه البلدة الصغيرة التي تنجب كبار العلماء والعظماء ؟؟؟؟ ولنا وقفة أخرى مع ابن من أبناء هذه القرية .
محمد مراد المرصفي
http://mouradelmarsafy.jeeran.com/الشيخ حسين المرصفي.htm
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
يقول الأمير شكيب أرسلان في كتابه "أحمد شوقي أو صداقة أربعين سنة":

من الذي راض شوقي وحافضا


في الشعر


الوسيلة الأدبية ومأخذها من القلوب بما تضمنته من شعر محمود سامي


مراسلات المؤلف مع محمود سامي


------------

يقول الأستاذ الرافعي:
" إن الكتاب الأول الذي راض خيال شوقي وصقل طبعه وصحح نشأته الأدبية هو بعينه الذي كانت منه بصيرة حافظ وذكرناه في مقالنا عنه أي كتاب الوسيلة الأدبية للمرصفي.
وليس السر في هذا الكتاب ما فيه من فنون البلاغة ومختارات الشعر والكتابة فهذا كله كان في مصر قديما ولم يغن شيئا ولم يخرج لها شاعرا كشوقي ولكن السر ما في الكتاب من شعر البارودي لأنه معاصر والمعاصر اقتداء ومتابعة على صواب إن كان صواب وعلى خطأ إن كان الخطأ.
وقد تصرمت القرون الكثيرة والشعراء يتناقلون ديوان المتنبي وغيره ثم لا يجيئون إلا بشعر الصناعة والتكلف ولا يخلد الجيل منهم إلا لما رأى في عصره ولا يستفتح غير الباب الذي فتح له.
إلى أن كان البارودي وكان جاهلا بفنون العربية وعلوم البلاغة لا يحسن منها شيئا وجهله هذا هو كل العلم الذي حول الشعر من بعد فيا لها عجيبة من الحكمة وهي دليل على أن أعمال الناس ليست إلا خضوعا لقوانين نافذة على الناس.
واكب البارودي على ما أطاقه وهو الحفظ من شعر الفحول إذ لا يحتاج الحفظ إلى غير القراءة ثم المعاناة والمزاولة وكانت فيه سليقة فخرجت مخرج مثلها في شعراء الجاهلية والصدر الأول من الحفظ والرواية وجاءت بذلك الشعر الجزل الذي نقله المرصفي بإلهام من الله تعالى ليخرج به للعربية حافظ وشوقي وغيرهما.
فكل ما في الكتاب أنه ينقل روح المعاصرة إلى روح الأديب الناشيء فتبعثه هذه الروح على التمييز وصحة الاقتداء فإذا هو على ميزة وبصيرة وإذا هو على الطريق التي تنتهي به إلى ما في قوة نفسه ما دام فيه ذكاء وطبع.
وبهذا ابتدأ شوقي وحافظ من موضع واحد وانتهى كلاهما إلى طريقة غير طريقة الآخر، والطريقتان معا غير طريقة البارودي."ا.ه.
يقول الأمير شكيب أرسلان:
والظاهر أن الوسيلة الأدبية للمرصفي بما فيها من شعر شوقي قد أنشأت أكثر من شوقي وحافظ وبعثت الشعر من مرقده وأحيت للأدب العربي دولة جديدة بعد أن كان الناس يظنون أن الشعر هو عبارة عن النكتة......
وبقي الأمر كذلك حتى نبغ البارودي بانطباعه على شعر الأولين وإرساله تلك القصائد التي عارض فيها آياتهم الكبر فلم يقصر عنهم وصار الناظر في شعرهم وشعره لا يفرق بين النسجين
وسواء عرف البارودي شيئا من قواعد النحو والصرف أو لم يعرف فقد كان المثل الأعلى في نقاء اللغة وبداعة الأسلوب ومتانة التركيب.
وكنت إذا قرأت شعره ملك عليك مشاعرك وهزك هزة لا تجدها إلا في شعر الفحول المفلقين مثل زهير وعنترة والأعشى...كأنهما قميصه زُرَّ على واحد من هؤلاء.....
ثم قال الأمير:
وقصارى ما لحظته من شوقي هو إجلال البارودي كشاعر
وما عرفت أن محمود سامي كان صيقل حافظ وشوقي في الشعر إلا من رواية الرافعي هذه .
وهذا القول جدير بأن يكون صحيحا لأني أعرف ذلك من نفسي.
فقد كان اطلاعنا على شعر محمود سامي بواسطة الأستاذ الإمام حجة الإسلام الشيخ محمد عبده يوم كان منفيا في بيروت..فهو الذي عرفنا بالوسيلة الأدبية ....
فلما قرأنا شعر محمود سامي سكرنا بأدبه ورقصنا على قصبه وبعث لنا نشأة روحية لم نعهدها في أنفسنا من قبل أن عرفناه وعلمنا أن في المعاصرين من قدر أن يضارع الأولين وأن يسامي بنفسه أنفاسهم....."
قال أبو فراس:
بقي في المقالة ما يكتب ولكن ماذا أصنع وقد كل القلم ويكفي من القلادة ما أحاط بالعنق، ومن أراد استتمامها فليقرأها في كتاب الأمير "أحمد شوقي أو صداقة أربعين سنة" ص 99
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
هل الكتاب موجود في السوق؟
 
إنضم
21 مارس 2009
المشاركات
97
الكنية
أبو فهر
التخصص
متفنن
المدينة
المنصورة
المذهب الفقهي
لا أتقيد بمذهب
نادر جداً خاصة مع قلة الطلب عليه ؛لأنه مكانته الآن ليست كمكانته يوم ظهر وهذه ظاهرة في كثير من الكتب التي كان لها أثر في زمن الإحياء وما بعده ثم هي اليوم ليست شيئاً ذا بال..
 
إنضم
14 يونيو 2009
المشاركات
166
التخصص
فقه
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
حنبلي
هذا الكتاب يباع بمكتبة الفيصلية بمكة المكرمة 2مج بخمسين ريالا
 
أعلى