السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى شيخنا الفاضل أبو حازم الكاتب
أعجبني ما تفضلت به ولكن لدي بعض المداخلات فيما قلت:
1 - أن تحقيق المخطوط يفيد الطالب بالمرور على مباحث ذلك الفن كلها أو جزء كبير منها فيعطيه تصوراً أكبر للتخصص وقاعدة جيدة يمكنه الاستفادة منها فيما بعد ، بينما الموضوع يكون محصوراً في جانب معين من التخصص ولذلك نجد كثيراً من الأكاديميين ممن بحث في الماجستير والدكتوراه في جانب معين لا يكاد يحسن إلا ذلك الجانب ويقع عنده خلل كبير في بقية مباحث تخصصه .
لاأعلم !! كيف يكون لطالب الماجستير أجدى نفعاً لكونه يعينه على المرور على معظم أجزاء ذلك الفن !!
والمعلوم أن عدد الألواح محدد من قبل الأقسام العلمية في الجامعات سواء في مرحلة الماجستير أو الدكتوراه
وعادةً تكون قليلة في الماجستير , فقد تكون واقعة فقط في جزء معين في ذلك الفن ولا تتعداه
نحوا لو عمدا طالب الماجستير إلى التحقيق في علم أصول الفقه قد يكون تحقيقه منصب على باب الأجماع أو النهي فقط ( أعني ان الحصر كذلك متأتي لدى من يختار المخطوط ) وبتالي لو أختار أهمية قاعدة من قواعد القياس وأثرها في المسائل المعاصرة في مرحلة الدكتوراه ( مثلاً)
أو أهمية سد الذرائع وأثرها على بعض المسائل المعاصرة
قد يحدث لديه الخلل لكونه لم يمر عليها أثناء مرحلة الماجستير, أليس كذلك؟؟
2 - أن المقصود من الرسائل العلمية تدريب الطالب على صناعة البحث فإذا كان ذلك هو أهم الأهداف في المرحلتين فإنه يتأكد في الماجستير أكثر من الدكتوراه والتحقيق يعطي دربة على صناعة البحث بدراسة المسائل وتحريرها بينما الدكتوراه يغلب عليها جانب التركيز على البحث ذاته لا صناعة البحث لأن المفترض أنه قد أحسن ذلك .
وباختصار أقول : الهدف من الرسائل العلمية هو صنع باحث لا صنع بحث وهذا الجانب يقوي في الماجستير ثم يبدأ التركيز على البحث نفسه في الدكتوراه فما بعدها فتصبح العلاقة بينهما عكسية فالبحث مقصد وصنع البحث وسيلة وحيث وجدت الوسيلة فالتركيز على المقصد حينئذٍ
كيف يكون هذا ؟؟؟؟
وهو(الهدف من الرسائل العلمية هو صنع باحث لا صنع بحث)
بل كلا الأمرين مطلوب ولهذا تجد جامعتنا الموقرة رفضت العديد من الموضوعات في مرحلة الماجستير لفقدانها شرط الأصالة
وفي مرحلة الدكتوراه لفقدانها ( الأصالة والتجديد ) ولو كان الأمر كما تفضلت ياشيخي الفاضل لما رفضت تلك المواضيع ( وقهروا أصحابها عليها )
أما قولكم
3 - أن تحقيق المخطوط يعطي دربة على التعامل مع كتب العلماء لكونه يقضي وقتاً طويلاً في فك العبارات ودراستها وتحليلها مما يعطي الطالب ملكة لفهم كلام العلماء والقدرة على تحليلها فيما بعد فيكون جاهزاً لطرح ما يراه فيما يستقبل من بحوث .
أنا معك في هذه النقطة , ولكن ليس في كل فن ( إذ علم الفقه ألفاظه ومعناها ظاهرة إذا تم البحث والتحري وكذلك في علم الحديث والتفسير ) ولكن بنسبة لي لايتأتى في علم أصول الفقه وخاصة إذا أقدم الباحث إلى تحقيق كتاب من كتب من عرفوا بأهل الكلام , وعلة ذلك لما أحتوته تلك الكتب من ألفاظ منطقية وفلسفية فأنه لابد منه البحث والتحري فيها لكونها في الأصل موجودة في المخطوط
ولايستطيع تركها أو أهمالها , لأن في ذلك إنتقاصاً في حق كاتبها ( وإن اختلفنا معه في عدم أهميتها)
ومن ثم (يصبح الطالب هنا هائم على وجهه ) في البحث عن مصداقية هذا القول من عدمه
أعطيك مثال
مثلاً تعرض لمسائلة في المخطوط (النسخ الأمر قبل التمكن من الإمتثال) وللمعتزلة والقدرية لهم فيها أقوال فلابد الرجوع للمصادره المباشرة حتى يتمكن من فهم مرادهم وقد يكون القول منسوب لهم أو الأمر لديهم مضبوط بضوابط معينة
( فهذه أحتمالات واردة في ذهن الباحث وعليه إيجاد إجابة
دقيقة لتحرير المسائلة )
وطالب الماجستير هنا صراحة عظمه غض ( فبدل مايعدلها يخربها) على رأي دكتورنا الفاضل في المنهجية
4 - تحقيق المخطوط في الماجستير يجعل الطالب على اطلاع بإمكانية وجود السقط والتحريف والخطأ في كثير من الكتب المطبوعة فيكون عنده تصور دقيق لكتب العلماء مما يجعله أكثر توثقاً في التعامل معها في كتابة البحوث لا سيما عند وجود الإشكالات العلمية فيها .
أنا معك هنا في هذه النقطة أن تحقيق المخطوط يعين الطالب إلى معرفة أماكن السقط والتحريف والخطاْ
ولكن ذلك لايستلزم التحقيق فقط , لأن الطالب يستطيع عمل ذلك في الموضوع من جهتين
1// الكثير من الكتب في علم أصول الفقه مطبوعة طبعة تجاريه وفيها من الخطأ والتحريف مافيها
والطالب يلجأ إلى التوثيق منها فعليه تدارك هذا الخطاْ والتحريف والسقط لأنه لو لم يفعل ذلك سيكون ناقلاً لا باحثاً
أضربلك مثال عندك كتاب الابهاج شرح المنهاج لابن السبكي
مطبوع طبعتان إحداهما علمية حققت لنيل درجة الكتوراه
والثانية تجاريه من مطبوعات دار الكتب العلمية وفيها من السقط والتحريف ما فيها إذ قارنت بينهما .
فلو أفترضنا وجود التجارية دون الطبعة العلمية المحققة
فكيف السبيل ؟؟؟ هنا يظهر إبداع الباحث
2// إحيانا الباحث يلجأ إلى التوثيق من مخطوطات لإثراء بحثه , وخاصة إذا كانت ذات علاقة مباشرة بذلك البحث ( اللهم عجل بالفرج )
ستجده كذلك يعمل على فك رموز ذلك المخطوط وما فيه من سقط وتحريف وخلل أليس كذلك ؟؟؟؟
والله أعلم ,,,,,,,,,,,,,