العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

النص والعقل .. أصول الفقه كنموذج

إنضم
17 نوفمبر 2009
المشاركات
439
التخصص
باحث إسلامي
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
مستقل
النص والعقل .. أصول الفقه كنموذج


لقد عُني علم أصول الفقه أول ما عُني بإيضاح مصادر التشريع الإسلامي، وعلى رأسها: القرآن الكريم والسنة النبوية.

والركيزة الأساسية للتصديق بهذين المصدرين المقدسين هي (ركيزة إيمانية) .. وعلم أصول الفقه اقترب من هذا (المجال الإيماني) بـ (منهج عقلي) يتعلق (بالثبوت) .. والثبوت مسألة معرفية .. فالقرآن الكريم ثابت بطريق "التواتر"، والتواتر هو ما ينقله جماعة يستحيل تواطؤهم على كذب .. وهذا منهج عقلي
أشد صرامة من "المعرفة الاجتماعية" - التي يقول الناس بها الآن- التي تصل للفرد منا ويصدق بها من غير أن يختبر بنفسه أدلة صوابها و/أو ثبوتها، مكتفيا بأنها تنتقل إليه من مصادر شتى

ثم أجرت علوم المنهج - أصول الفقه وعلوم الحديث- معايير (التحقيق العقلي) على الأحاديث السنة النبوية المطهرة التي لا تتوافر لثبوتها درجة التواتر؛ من حيث (الضبط) و(التحقيق) بمنهج
أكثر صرامة في نسقه العقلي من أساليب تحقيق الوقائع التاريخية، بل من كافة أساليب التحقيق التي عرفها البشر على امتداد تاريخ الإنسانية .. وهنا نلحظ أن النصوص الأساسية هذه، وهي إيمانية في التصديق بها، قد صارت عقلية في ثبوتها (أي قد تخللها العقل من هذا الوجه المعرفي)، ثم بدأ هذا التخلل يفرض سلطانه - الشرعي- على ما يتلو هذين المصدرين من مصادر أخرى .. فمن المعروف أن النصوص محدودة، سواء نصوص القرآن الكريم أو نصوص السنة النبوية المطهرة، فتفتقت أذهان العلماء عن مصادر أخرى فرعية -استنبطوها من مقررات الكتاب والسنة- .. وفي غالبها -بل في جميعها- نلمس دورا نامياً وفعالاً للعقل في تفاعله مع الواقع المعيش؛

فـ "القياس" مثلاً .. وهو منهج عقلي معرفي -مستمد من أصول التشريع الإسلامي- يتعلق بإدراك وجه الشبه الفعال بين الظواهر التي وردت فيها أحكام في القرآن أو السنة، والظواهر التي لم ترد فيها أحكام فيهما .. والمهم هنا هو المنهج المعرفي الذي وُضع لإدراك الشبه الفعال، وهو منهج يُعمِل الاستقراءَ لإدراك خواص الظواهر التي تعتبر "علة" للحكم، أي سبباً له، وهو ما يسمى بـ "المناط". وهنا نلحظ وجوه تجريبٍ واستقراءٍ وملاحظةٍ، ثم استخلاصٍ للصفةِ العلةِ وبلوغٍ للمشتَرَكِ الحاكمِ لما يمكن أن نعتبره متماثلا.

و"الاستصحاب" .. وهو منهج عقلي معرفي -مستمد من أصول التشريع الإسلامي- ومؤداه هو بقاء الحال على ما كان حتى يقوم دليل يغيره، فهو يتعلق "بالإدراك" البشري للواقع، ومؤداه أنه عند التيقن من وجود أمر ما، فنحن نتصرف على أساس أنه موجود بعد ذلك حتى يتبين لنا أن ثمة تغييرا أو تعديلا حدث. وما ثبت باليقين من ذلك لا يزول إلا بيقين مغاير.

و"الاستصلاح" أو المصالح المرسلة .. وهو منهج عقلي معرفي -مستمد من أصول التشريع الإسلامي- وحاصله هو التصدي المباشر للواقع الحادث والعمل بما فيه مصلحة الناس، وذلك فيما ليس فيه أمر أو نهي ديني ورد بالقرآن أو السنة. والنظر في هذا الشأن يكون بملاحظة أن كل الأوامر والنواهي الدينية إنما قُررت من الله سبحانه لنفع الناس ولإصلاح شؤونهم.

والفقه الإسلامي - كما هو معلوم- يقوم على نوعين من المبادئ:

أ- مبادئ مستقاة من الوحي: قرآنا وسنة (باعتبارها - أي هذه المبادئ- مجسدةً للشريعة مقاصداً وضوابطاً)

ب- ومبادئ مستمدة من الخبرة التاريخية (لما تفيده في تعيين آليات تحقيق المقاصد وإعمال الضوابط)

وكلا الأمرين يتدخل فيه العقل (بمعنى أن للعقل في تلك الأمور عملاً يؤديه) بشكل كبير .. بدءً من فهم الوحي قرآناً وسنة .. ومروراً باستلهام المبادئ المستمدة من
الخبرة التاريخية (العلمية والعملية .. النظرية والتطبيقية .. الأكاديمية والواقعية)
لتحقيق المقاصد وإعمال الضوابط.

وإنما قصدت سوق الأمثلة للأساليب والمناهج التي يتفاعل بها الفكر الديني (بنصوصه الثابتة)
، مع مناهج إعمال العقل من ناحية، ومع أساليب التعرف على الواقع ومناهجه من ناحية أخرى .. وذلك كله ينفي قطعاً توهم وجود إشكالية في العلاقة بين (النص) و (العقل) .. بل يؤكد أن للعقل أهمية كبرى في التعميق التأسيسي والتأصيلي والتفريعي للفقه الإسلامي.

أما من يضع (العقل) نداً (لله) تعالى
، فلا نقاش له معنا، ولا نقاش لنا معه؛ لأنه مطيع لعقله لا مطيع لربه !! ولا أعلم لماذا آمن بالله أصلاً ؟!!

والله تعالى أعلى وأعلم


****************

المصادر والمراجع

1- ملامح البنية الأساسية للتفكير الإسلامي
، أستاذنا الجليل المستشار طارق البشري، موقع إسلام أون لاين, 5/ 9/ 2004م.

2- الإسلام والعقل
، يحيى رضا جاد. وهي دراسة ما تزال في طور الإعداد.

3- تجديد منهج النظر في النظام السياسي الإسلامي
، سامر رشواني، موقع إسلام أون لاين, 13/ 5/ 2005م.
 

أبو محمد المهداوي

بانتظار تفعيل البريد الإلكتروني
إنضم
14 مايو 2009
المشاركات
35
التخصص
علوم شرعية
المدينة
---
المذهب الفقهي
أهل الحديث
أحسنتَ حضرة الفاضل ، والموضوع لا زال يحتاج الكثير لعظمته...

سؤال :
هل العقل هاد أم داع؟
وما الأقوى : الصيغ اللفظية أم الدلالة العقلية؟

 
إنضم
17 نوفمبر 2009
المشاركات
439
التخصص
باحث إسلامي
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
مستقل
أحسنتَ حضرة الفاضل ، والموضوع لا زال يحتاج الكثير لعظمته...
سؤال :
هل العقل هاد أم داع؟

سؤال مهم للغاية .. انتظر إجابته في دراستي التي أشرتُ إليها قبل قليل في قائمة المصادر والمراجع .. فإني لا أتعجل بطرح ما عندي؛ حتى يستوي على سوقه إن شاء الله
 
إنضم
17 نوفمبر 2009
المشاركات
439
التخصص
باحث إسلامي
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
مستقل
وشكر الله للأستاذين الفاضلين الخليفي والمهداوي إشادتهما بما عرضتُّهُ من بضاعةٍ مزجاةٍ .. واللهَ أسأل أن أكون عند حسن ظنهما وظن كافة القراء
 
إنضم
17 نوفمبر 2009
المشاركات
439
التخصص
باحث إسلامي
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
مستقل

للرفع والتذكير .. سددوا إن وجدتم خللاً .. وقاربوا إن وجدتم خيراً

 
إنضم
17 نوفمبر 2009
المشاركات
439
التخصص
باحث إسلامي
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
مستقل

العقل - كما يقول ابن تيمية- "شرطٌ في معرفة العلوم وكمال وصلاح الأعمال، وبه يكمل العلم والعمل، والأحوال الحاصلة مع عدم العقل ناقصة، والأقوال المخالفة للعقل -أعني قَطْعِيَّهُ- باطلة" .. والعقل - كما يقول ابن خلدون- ميزان صحيح، وأحكامه القطعيةُ يقينيةٌ لا كذب فيها .. غير أنك لا تطمع أن تزِن به كل ما وراء طوره أو أن تعلم به ما يفوق حدود معرفته؛ فللعقول في إدراكها حدود تنتهى إليها لا تتعداها؛ فليس للعقل - كما يقول الشاطبي- سبيل إلى إدراك كل مطلوب

ومثال العقل - كما يقول غزالي الإحياء-: البصر السليم عن الآفات والآذاء، ومثال القرآن: الشمس المنتشرة الضياء .. فالعقل مع الشرع نور على نور

 
إنضم
17 نوفمبر 2009
المشاركات
439
التخصص
باحث إسلامي
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
مستقل

ولله در ابن القيم إذ قال: إن عقل رسول الله صلى الله عليه وسلم أكمل العقول على الإطلاق .. وقد أخبر سبحانه أنه قبل الوحي لم يكن يدري الإيمان كما لم يكن يدري الكتاب؛ فقال تعالى : "وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا" [الشورى 52] وقال تعالى: "ألم يجدك يتيما فآوى ووجدك ضالا فهدى" [الضحى 7] وتفسير هذه الآية بالآية التي في آخر الشورى ؛ فإذا كان أعقل خلق الله على الإطلاق إنما حصل له الهدى بالوحي كما قال تعالى: "قل إن ضللت فإنما أضل على نفسي وإن اهتديت فبما يوحي إلي ربي" [سبأ 50] فكيف يحصل لسفهاء العقول الاهتداء إلى حقائق الإيمان [لا إلى إثبات وجود قوة خفية موجِدَةٍ للكون؛ تصوُّرُها فوق طاقة البشر] بمجرد عقولهم دون نصوص الوحي. اهـ بتصرف

 
إنضم
17 نوفمبر 2009
المشاركات
439
التخصص
باحث إسلامي
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
مستقل

1- العقل مناط التكليف .. وغير العاقل لا ينال شرف التكليف من الله تعالى؛ إذ التكليف لا يكون إلا لمن أمكنه علم الحق والعمل به ومعرفة الباطل وتركه، وهذا لا يمكن إلا من أهل العقول.

2- العقل هو إحدى الضرورات (أو الكليات) الخمس التي لا تكون الحياة في الأرض مستقرة ولا قائمة بدون حفظها وهي: الدين، والنفس، والعقل، والنسل، والمال

3- لقد أرسل الله تعالى رسله وأنزل كتبه لإبلاغ الناس دينه الحق، مبينا لهم بالحجج والبراهين أن ذلك الدين حق وأن ما خالفه باطل، ملجئا تلك العقول - بتلك الجج والبراهين- إلى التسليم الاختياري بأن دين الله حق وأنه الهدى والرشاد، وأنه جالب لمصالحهم في الدارين، واقٍ لهم من المفاسد فيهما.
فأقام الله قضية الإيمان - وهي رأس القضايا- على الحجة والبينة - لا على شيء سواها- التي لا يسع عاقلاً إلا أن يقر بها

.. أرأيتَ منزلة التعقل والتفكر والتدبر في شرع الله .. إنها واللهِ لعظيمة !

 
إنضم
17 نوفمبر 2009
المشاركات
439
التخصص
باحث إسلامي
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
مستقل
[لا إلى إثبات وجود قوة خفية موجِدَةٍ للكون؛ تصوُّرُها فوق طاقة البشر]

أقصد تصور ماهيتها وكنهها .. أما مجرد إثبات وجود إله حكيم قادر يحكم هذا الكون؛ فقضية يمكن البرهنة عليها بطريق عقلي صرف

 
إنضم
17 نوفمبر 2009
المشاركات
439
التخصص
باحث إسلامي
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
مستقل
فأقام الله قضية الإيمان - وهي رأس القضايا- على الحجة والبينة - لا على شيء سواها- التي لا يسع عاقلاً إلا أن يقر بها

أعني أن العقل هو (أداة) الإيمان به
 
إنضم
17 نوفمبر 2009
المشاركات
439
التخصص
باحث إسلامي
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
مستقل

والقرآن الكريم لا يذكر العقل إلا في مقام التعظيم والتنبيه إلى وجوب العمل به والرجوع إليه، ولا تأتى الإشارة إليه عارضة ولا مقتضبه في سياق الآية، بل هي تأتى في كل موضع من مواضعها مؤكَّدة جازمة باللفظ والدلالة، وتتكرر في كل معرض من معارض الأمر والنهى التي يحث فيها المؤمن على تحكيم عقله، أو يلام فيها المنكر على إهمال عقله وقبول الحجر عليه؛ قال تعالى: "ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون" [الأنعام 151] .. "يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده أفلا تعقلون" [آل عمران 65] .. إذن الغاية من وجود العقل أن يدل الإنسان ويعرفه على الطريق السليم ويفرق به بين الحق والباطل ويقيم به الأمور وهو حجة على الإنسان يوم القيامة .. وإلا فكيف سيحاسبنا الله إن كان العقل ليس بحجة ؟! ؛ فالإسلام قد جعل العقل مناط التكليف، أي جوهر إنسانية الإنسان .. والقرآن وهو المعجز لم يأت ليدهش العقل، فيشله عن التفكير كحال المعجزات المادية، وإنما جاء القرآن معجزة عقلية، تحتكم إلى العقل في فهمه وتدبره، وفي استنباط الأحكام من نصوصه، والتمييز بين المحكم والمتشابه في آياته، بل لقد جعل القرآن الكريم من البراهين العقلية السبيل للبرهنة على وجود الخالق، وعلى الخلق في هذا الوجود؛ فالمنهاج القرآني يقدم الإيمان بوجود الخالق الواحد على الإيمان بالنقل وبالرسالة التي حملت إلى الناس هذا النقل، وذلك لأن الإيمان بصدق النقل متوقف على الإيمان بصدق الرسول، والإيمان بصدق الرسول متوقف على الإيمان بوجود من أرسل هذا الرسول، فلا بد من الإيمان أولا بوجود الخالق، الذي بعث الرسول، وأنزل عليه الكتاب.. وطريق ذلك هو العقل، الذي يتدبر المصنوعات فيؤمن بالصانع القدير لهذه المصنوعات.. فربنا "عرفوه بالعقل".. كما يقول الناس أجمعون !!

 
إنضم
17 نوفمبر 2009
المشاركات
439
التخصص
باحث إسلامي
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
مستقل

وآيات القرآن الكريم التي تحض على العقل والتعقل تبلغ 49 آية .. أما الآيات التي تتحدث عن “اللُّب” بمعنى عقل وجوهر الانسان فهي 16 آية .. كما يتحدث القرآن عن “النُّهى” بمعنى العقل في آيتين، وعن الفكر والتفكر في 18 آية .. ويذكر الفقه والتفقه بمعنى العقل والتعقل في 20 موضعاً .. ويأتي العقل بمعنى التدبر في أربع آيات، وبمعنى الاعتبار في سبع آيات .. أما الآيات التي تحض على الحكمة فهي 19 آية .. ويذكر القلب كأداة للفقه والعقل في 132 موضعً .. ناهيك عن آيات العلم والتعلم والعلماء التي تبلغ في القرآن اكثر من 800 آية.. وبهذا يتضح - بمجرد دليل الإحصاء لا غير- لكل مَنْ له عقل أن النقل الاسلامي - وهو الشرع الالهي- هو الداعي للتعقل والتدبر والتفقه والتعلم، وأن العقل الإنساني هو أداة فقه الشرع، وشرط ومناط التدين بهذا الشرع الالهي .. ولذلك لا أثر للشرع من دون العقل، كما أنه لا غنى للعقل عن الشرع - وخاصة فيما لا يستقل العقل بإدراكه من أمور الغيب وأحكام الدين- ، لأن العقل مهما بلغ من العظمة والتألق في الحكمة والإبداع هو ملكة من ملكات الانسان، وكل ملكات الانسان - بحكم الخبرة التاريخية والمعاصرة؛ أعني بحكم الاستقراء والواقع- هي نسبة الإدراك والقدرات؛ تجهل اليوم ما تعلمه غداً، وما يقصر عنه عقل الواحد يبلغه عقل الآخر.


 
إنضم
17 نوفمبر 2009
المشاركات
439
التخصص
باحث إسلامي
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
مستقل
ولا أجد - في ختام الكلام- أفضل من قول أستاذنا د/ محمد عمارة : "إن مقام العقل في الإسلام مقام لا تخطئه البصيرة ولا البصر"
 
إنضم
17 نوفمبر 2009
المشاركات
439
التخصص
باحث إسلامي
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
مستقل

نسبية العقل
يقول شيخنا د/محمد عمارة :

«العقل» ملكة من ملكات الانسان، تميز بينه وبين الحيوان.. وهو من أعظم نعم الله، سبحانه وتعالى، على الانسان..
لكنه على عظمته وضرورته ـ ككل ملكات الانسان ـ «نسبي» الادراك.. ولذلك، فان الاعتماد على العقل وحده ـ دون «الوحي»، الذي هو علم الله المطلق والكلي والمحيط ـ يقف بالانسان عند «النسبي» و«الظني»، اللذين هما غاية الاجتهاد الانساني، ويحرم الانسان من «اليقين» الذي سبيله «القلب» والعلم الإلهي ونبأ السماء العظيم.

فالعقل ـ على عظمته وضرورته ـ إنما يدرك الأعراض والظواهر والخصائص والآثار، أما ادراك الكنه واليقين فسبيله الايمان والعلم الإلهي الكلي والمطلق والمحيط.. ولذلك اختص المنهاج الاسلامي في المعرفة بتزامل وتكامل آيات الله في كتابيه: كتاب الوحي المسطور.. وكتاب الكون المنظور.. واختل هذا التوازن في معارف الحضارات التي أخذت بشق منهما دون الآخر، فغرق البعض في «المادية» وحدها .. واستغرق البعض في «الباطنية» دون سواها !

وبهذا البيان ندفن الى الأبد صيحات عبيد التنوير الغربي التي تقول : لا سلطان على العقل إلا للعقل وحده دون سواه ؟!! . اهـ
 
إنضم
17 نوفمبر 2009
المشاركات
439
التخصص
باحث إسلامي
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
مستقل

يقول العلامة الكبير/ عبد الرزاق السنهوري

العقل أداة العلم، والعقل البشري ناقص، فالعلم حتماً ناقص .. ومن نعم الله علينا أن جعل العقل هو الذي يدرك بنفسه عجزه وقصوره عن إدراك ما حوله، وبذلك عرفنا عجز العقل بالعقل نفسه، فكان هذا أشد إقناعاً .. إن العقل هو الذي يكشف الحقيقة، ولكنها حقيقة نسبية مفيدة بظروف الزمان والمكان، وهي ـ بعد ـ ليست كل الحقيقة .. إن الصلة بيننا وبين الله تعالى هي: القلب والعقل .. والقلب الرحيم يشد أزره خلق قوي، يقوده عقل؛ يرشده علم. اهـ

 
إنضم
17 نوفمبر 2009
المشاركات
439
التخصص
باحث إسلامي
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
مستقل
يقول العلامة الكبير/ عبد الرزاق السنهوري

طبعاً سيعترض عدد من القراء؛ كيف تنقل عن هذا الطاغوت ؟!!

والحق أن ما شاع عن عبد الرزاق السنهوري في كتابات بعض من ينسب نفسه للسلف والسلفية؛ هي كذب محض؛ لأن كاتبها لم يلم بمشروع السنهوري ولا بكتاباته ولا بمراحل تطوره الفكري ولا بتدرجه في خطوات الإصلاح (أعني أخذه بسنة التدرج في الإصلاح) .. وللتفصيل مقام آخر .. والإشارة تكفي.
 
إنضم
17 نوفمبر 2009
المشاركات
439
التخصص
باحث إسلامي
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
مستقل
يقول أستاذنا د/ أحمد الريسوني

من القواعد الخاصة بتسديد الفكر والعقل والنظر :


* أولاً: الدعوة إلى اعتماد الحجة والبرهان: وذلك بأن يكون الفكر والحكم في أي شيء قائماً على الحجة والبرهان والدليل. ولذلك دعا القرآن الكريم كل من يعتقد شيئاً، أو يؤمن بشيء، أو يحكم بشيء، أن يقدم على ذلك الحجة والبرهان:
{وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاّ مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة:111]. وقد تكرَّر هذا المعنى كثيراً في القرآن الكريم.

* ثانياً: الدعوة إلى
استعمال العقل والحواس: والآيات القرآنية الداعية إلى استعمال العقل والسمع والبصر لأجل الفهم والعلم والتحقق من الأمور، كثيرة ومتنوعة في سياقاتها وتعابيرها. ومعلوم أن هذه النِّعَم الثلاث (العقل والسمع والبصر)، هي أهم وسائل الإنسان للعلم والبحث والفهم؛ فاستعمالها وتنميتها هو طريق العلم والهداية، وتعطيلها هو طريق الجهل والعماية.

ومن الآيات الواردة في هذا الشأن:

- قوله تعالى: {وَالله أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ . أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاّ الله إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [النحل: 78-79].
- {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤولاً} [الإسراء:36].

* ثالثاً: استنكار التبعية والانقياد الغبي: فنجد القرآن الكريم انتقد مراراً وبشدة، ما يقع فيه كثير من الناس من تعطيل لعقولهم، والانسياق والتبعية لغيرهم، دون تفكير ولا تمييز. ومن ذلك:

- قال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ الله قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلا يَهْتَدُونَ} [البقرة:170].
- وقال سبحانه: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ الله وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آَبَاؤُهُمْ لا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلا يَهْتَدُونَ} [المائدة:104] . اهـ

 
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
1,762
الإقامة
ألمانيا
الجنس
ذكر
التخصص
أصول الفقه
الدولة
ألمانيا
المدينة
مونستر
المذهب الفقهي
لا مذهب بعينه
بدأ الموضوع متراصا ، وكنتُ أجهز ما عندي للمناقشة : ثم انتهى مفككا مع إقحام ما لا يجوز.
 
أعلى