أبو عبد الله المصلحي
:: متخصص ::
- إنضم
- 4 فبراير 2010
- المشاركات
- 785
- التخصص
- شريعة
- المدينة
- ------
- المذهب الفقهي
- اهل الحديث
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
ذكر المصنفون في علم مقاصد الشريعة طرق معرفة المقاصد.
قال الشيخ جمال الدين عطية :
(( وقد تجاهلوا جميعاً ما قرره السابقون على الشاطبي من دور العقل والفطرة في معرفة المصالح والمفاسد في حالة غياب النص )).
ينظر: نحو تفعيل مقاصد الشريعة ، ص16، ط1، المعهد العالمي للفكر الاسلامي.
ثم ذكر كلام ابن سينا في كتاب (النجاة) ، وكلام الجويني في (البرهان)، وكلام ابن عبد السلام في (قواعد الاحكام) فيما يخص دور العقل.
وذكر كلام ابن تيمية في (نقض المنطق)، وكلام ابن القيم في (اعلام الموقعين).
ثم كلام الشاطبي، وكلام علال الفاسي، وكلام ابن عاشور، واخيرا كلام الخادمي.
السؤال الاول:
ان كون احكام الشريعة الاسلامية موافقة للفطرة، لايلزم منه ان تكون الفطرة طريقا من طرق معرفة الاحكام، وكذلك كون مقاصد الشريعة الاسلامية موافقة للفطرة، لايلزم منه ان تكون الفطرة طريقا من طرق معرفة المقاصد.
بيانه:
ان مقاصد الشريعة جاءت موافقة لمعان كثيرة، لكن هذا المعاني لاتصلح طرقا لكشف المقاصد.
امثلة:
مثال1:
مقاصد الشريعة جاءت موافقة للعدل.
لكن لايصلح العدل ان يكون طريقا من طرق كشف المقاصد.
مثال2:
مقاصد الشريعة جاءت موافقة للسماحة.
لكن لاتصلح السماحة ان تكون طريقا من طرق كشف المقاصد.
وهكذا ...
فقل مثل ذلك في الاوصاف الاخرى التي جاءت الشريعة على وفقها مثل: الحرية، الكرامة الانسانية، الاستخلاف في الارض، العالمية، الشمولية،......الخ
وهكذا الشان مع العقل.
فهو اداة لفهم النص.
وليس مصدرا للاحكام.
وكذلك الفطرة.
الاحكام موافقة لها
وهي ليست طريقا من طرق كشف المقاصد.
هذا فيما يتعلق بالسؤال الاول.
السؤال الثاني:
اذا كان ابن تيمية وابن القيم يقصدان مثل قصد المؤلف لم يبق وجه لايراد كلامه اعلاه، وان قصدا قصدا يختلف عن قصد المؤلف فكيف يستشهد بكلامهما ؟
السؤال الثالث:
ألم يتكلم ابن عاشور عن دور الفطرة في كتابه مقاصد الشريعة الاسلامية (ص259) دار النفائس، تحقيق الميساوي،ط2 ؟
ويبدو ان تعبيره ادق ، اذ قال:
(( ابتناء المقاصد على وصف الشريعة الاسلامية الاعظم وهو الفطرة)) ص259، ثم اردف ذلك قائلا في ص (268): (( السماحة اول اوصاف الشريعة واكبر مقاصدها)).
وهذا يتفق تماما مع ما قلناه من ان الفطرة والسماحة من اوصاف الشريعة الكثيرة التي جاءت على وفقها، وليست من طرق كشف المقاصد.
السؤال الثالث:
لو جعلنا الفطرة من طرق كشف المقاصد فأي فطرة نرجع اليها، والى اي فطرة عالم سنحتكم عند الاختلاف؟ هل هي فطرة العلماء، ام العوام، ام طلبة العلم؟
ومن الذي يحدد صاحب الفطرة السليمة؟
ومن له الحق في ذلك بحيث يمتلك صلاحية يحدد ان العالم الفلاني نرجع الى فطرته؟
ام المقصود ان كل انسان يرجع الى فطرته ؟
فهذا ترك للعوام واهواءهم.
وان كان المقصود بالفطرة هي ذلك المعنى العام الذي لايوجد الا في الاذهان فكيف نرجع اليه وهو امر ذهني؟
والامور الذهنية لاتوجد في الخارج الا على شكل اعيان في عالم نرجع الى فطرته في الخارج؟
وان كان المقصود هو الاذهان فكيف يتم تفعيل ذلك (تطبيقا)؟
اذن وصف الفطرة هو امر عام مشترك ذهني لايمكن ان نجعله طريقا من طرق كشف المقاصد لانه ان كان امرا ذهنيا فهذه امور ذهنية لاوجود لها في الخارج الا على شكل افراد ان كان امرا وجوديا في الخارج فالى اي فطرة نرجع اي من هو الفرد او الجماعة التي نرجع الى فطرتها ومن يحدد افراد هذه الجماعة ؟ الخ الاسئلة التي تتطلب الاجابة عليها لكي يصح ان نجعل الفطرة من طرق كشف المقاصد.
ويقال في العقل مثما قيل في الفطرة.
خلاصة القول:
الشريعة جاءت موافقة للعقل والفطرة.
هذا شئ
وكون العقل والفطرة من وسائل كشف المقاصد شئ اخر.
هذا ما افهمه
والله اعلم
وانا سعيد بفوائدالاخوة الكرام
فلست هنا الا للاستفادة وربما الافادة.
والحمد لله رب العالمين
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
ذكر المصنفون في علم مقاصد الشريعة طرق معرفة المقاصد.
قال الشيخ جمال الدين عطية :
(( وقد تجاهلوا جميعاً ما قرره السابقون على الشاطبي من دور العقل والفطرة في معرفة المصالح والمفاسد في حالة غياب النص )).
ينظر: نحو تفعيل مقاصد الشريعة ، ص16، ط1، المعهد العالمي للفكر الاسلامي.
ثم ذكر كلام ابن سينا في كتاب (النجاة) ، وكلام الجويني في (البرهان)، وكلام ابن عبد السلام في (قواعد الاحكام) فيما يخص دور العقل.
وذكر كلام ابن تيمية في (نقض المنطق)، وكلام ابن القيم في (اعلام الموقعين).
ثم كلام الشاطبي، وكلام علال الفاسي، وكلام ابن عاشور، واخيرا كلام الخادمي.
السؤال الاول:
ان كون احكام الشريعة الاسلامية موافقة للفطرة، لايلزم منه ان تكون الفطرة طريقا من طرق معرفة الاحكام، وكذلك كون مقاصد الشريعة الاسلامية موافقة للفطرة، لايلزم منه ان تكون الفطرة طريقا من طرق معرفة المقاصد.
بيانه:
ان مقاصد الشريعة جاءت موافقة لمعان كثيرة، لكن هذا المعاني لاتصلح طرقا لكشف المقاصد.
امثلة:
مثال1:
مقاصد الشريعة جاءت موافقة للعدل.
لكن لايصلح العدل ان يكون طريقا من طرق كشف المقاصد.
مثال2:
مقاصد الشريعة جاءت موافقة للسماحة.
لكن لاتصلح السماحة ان تكون طريقا من طرق كشف المقاصد.
وهكذا ...
فقل مثل ذلك في الاوصاف الاخرى التي جاءت الشريعة على وفقها مثل: الحرية، الكرامة الانسانية، الاستخلاف في الارض، العالمية، الشمولية،......الخ
وهكذا الشان مع العقل.
فهو اداة لفهم النص.
وليس مصدرا للاحكام.
وكذلك الفطرة.
الاحكام موافقة لها
وهي ليست طريقا من طرق كشف المقاصد.
هذا فيما يتعلق بالسؤال الاول.
السؤال الثاني:
اذا كان ابن تيمية وابن القيم يقصدان مثل قصد المؤلف لم يبق وجه لايراد كلامه اعلاه، وان قصدا قصدا يختلف عن قصد المؤلف فكيف يستشهد بكلامهما ؟
السؤال الثالث:
ألم يتكلم ابن عاشور عن دور الفطرة في كتابه مقاصد الشريعة الاسلامية (ص259) دار النفائس، تحقيق الميساوي،ط2 ؟
ويبدو ان تعبيره ادق ، اذ قال:
(( ابتناء المقاصد على وصف الشريعة الاسلامية الاعظم وهو الفطرة)) ص259، ثم اردف ذلك قائلا في ص (268): (( السماحة اول اوصاف الشريعة واكبر مقاصدها)).
وهذا يتفق تماما مع ما قلناه من ان الفطرة والسماحة من اوصاف الشريعة الكثيرة التي جاءت على وفقها، وليست من طرق كشف المقاصد.
السؤال الثالث:
لو جعلنا الفطرة من طرق كشف المقاصد فأي فطرة نرجع اليها، والى اي فطرة عالم سنحتكم عند الاختلاف؟ هل هي فطرة العلماء، ام العوام، ام طلبة العلم؟
ومن الذي يحدد صاحب الفطرة السليمة؟
ومن له الحق في ذلك بحيث يمتلك صلاحية يحدد ان العالم الفلاني نرجع الى فطرته؟
ام المقصود ان كل انسان يرجع الى فطرته ؟
فهذا ترك للعوام واهواءهم.
وان كان المقصود بالفطرة هي ذلك المعنى العام الذي لايوجد الا في الاذهان فكيف نرجع اليه وهو امر ذهني؟
والامور الذهنية لاتوجد في الخارج الا على شكل اعيان في عالم نرجع الى فطرته في الخارج؟
وان كان المقصود هو الاذهان فكيف يتم تفعيل ذلك (تطبيقا)؟
اذن وصف الفطرة هو امر عام مشترك ذهني لايمكن ان نجعله طريقا من طرق كشف المقاصد لانه ان كان امرا ذهنيا فهذه امور ذهنية لاوجود لها في الخارج الا على شكل افراد ان كان امرا وجوديا في الخارج فالى اي فطرة نرجع اي من هو الفرد او الجماعة التي نرجع الى فطرتها ومن يحدد افراد هذه الجماعة ؟ الخ الاسئلة التي تتطلب الاجابة عليها لكي يصح ان نجعل الفطرة من طرق كشف المقاصد.
ويقال في العقل مثما قيل في الفطرة.
خلاصة القول:
الشريعة جاءت موافقة للعقل والفطرة.
هذا شئ
وكون العقل والفطرة من وسائل كشف المقاصد شئ اخر.
هذا ما افهمه
والله اعلم
وانا سعيد بفوائدالاخوة الكرام
فلست هنا الا للاستفادة وربما الافادة.
والحمد لله رب العالمين