رد: المعتمد إذا خالف أحداً من الشافعية كلام الشافعي نفسه
وأما الإشكالان اللذان ذكرهما الأخ الفاضل أحمد بن سعد الأزهري فهما إشكالان وجيهان ..
والجواب عنهما أن فقهاء الشافعية المتأخرين هم الفيصل في معرفة معتمد المذهب من غيره .. وهم الذين يحددون ما هو معتمد المذهب الشافعي .. وما هو الخارج عنه من الأقوال ولو قوي دليلها .. مع إفتائهم بهذه الأقوال المخالفة لمعتمد المذهب وتبنيها .. لكنهم لا يعدونها من المذهب ..
فأهل البيت هم أدرى بما فيه .. وما نحن إلا متتبعون لكلامهم لأنهم هم أهل الصنعة .. ولعلهم اطلعوا على نصوص أخرى للنووي أو نصوص للشافعي أخرى تؤيد ما ذهبوا له .. وتقرير ذلك يحتاج لدراسة هذه المسائل دراسة استقرائية ليتبين لنا وجه عدم اعتماد ترجيح رأي النووي في هذه المسألة .. وهو ما أشرت إليه في رسالتي أنه من المسائل التي تحتاج لبحوث معمقة ورسائل جامعية .
وأما بالنسبة لاتباع الحديث الصحيح المخالف لقول الإمام الشافعي .. فهو نفسه النووي يقر بصعوبة ذلك جدا .. انظر قوله :
وهذا الذي قاله الشافعي ليس معناه أن كلَّ واحد رأى حديثاً صحيحاً قال : هذا مذهبُ الشافعيِّ وعمل بظاهره , وإنما هذا فيمَنْ له رتبة الاجتهادِ في المذهب على ما تَقَدَّمَ من صِفَتِهِ أو قريبٌ منه , وشرطه : أن يغلِبَ على ظنه أنَّ الشافعيَّ - رحمه الله - لم يَقِفْ على هذا الحديثِ أو لم يعلم صِحَّتَهُ , وهذا إنما يكونُ بعد مطالعةِ كُتُبِ الشافعيِّ كلِّها ونحوها من كتبِ أصحابه الآخذين عنه وما أشبهَها ، وهذا شرطٌ صَعْبٌ قَلَّ من يتَّصِفُ به , وإنما اشترطوا ما ذكرنا ; لأن الشافعيَّ - رحمه الله - تركَ العملَ بظاهرِ أحاديثَ كثيرةٍ رآها وعلمها , لكن قامَ الدليلُ عنده على طَعْنٍ فيها أو نَسْخِها أو تخصيصِها أو تأويلِها أو نحو ذلك) .
وأشكركم على تفاعلكم المثمر ..