العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

الحلال الذي حرمته النساء

د.محمد جمعة العيسوي

عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر
إنضم
12 يونيو 2008
المشاركات
212
الكنية
ابو عبد الله
التخصص
الفقه
المدينة
محافظة كفر الشيخ
المذهب الفقهي
الشافعي
لعلك وقبل أن تقرأ شيئا تعلم ما هو هذا الشيء
فمهما كانت المرأة متعلمة متفقهة فيندر أن تسلم لك امرأة من أول مرة بل ولا بعد عشرين مرة بحِل التعدد مطلقا دون أي شرط زائد على شروط الزواج من الأولى سوى العدالة الظاهرة بين النساء .
بل ستسمع تأويلات لظاهر النص القرآني والأحاديث والآثار القولية والفعلية لم ولن تسمع بها من قبل ولا من بعد ولو كانت تلك المرأة ظاهرية المذهب فسوف تستثني هذه المسألة من قواعد المذاهب .
وقد استغل أعداء الإسلام تلك الغيرة وهذه العاطفة عند المرأة أسوأ استغلال في وسائل الإعلام حتى أصبحت الشبه دليلا تقوله جماهير النساء في كل محفل وسببا لتحريف الشرع وإبطال النصوص وتحريم الحلال .
فبين قائلة : لابد من وجود عيب في الزوجة الأولى حتى يصح أو يجوز وربما قالت يحل أن يتزوج عليها ؟!
وبين قائلة : اين أنتم من النبي أو الصحابة تريدون أن تقلدوهم فيما لكم فيه شهوة فقط .- إذا قيل لها إن النبي أو الصحابة فعله .
وبين قائلة : هناك رأيين انا من يقول بمنع التعدد إلا في الضرورة !
وبين قائلة : لم يستطيع أن ينفق على بيته أولا يتزوج ثانيا !
وبين قائلة ، وقائلة وقائلة ...
أقول على عاجلة من أمري لعل صوتي يصل إلى كل مؤمنة بأن ربها حكيم لا ينبغي أن تعدل عليه شرعها :
النساء المسلمات الآن حال أكثرهن وللأسف يقول : الزانية لا الثانية .
هل ثبت أن النبي استأذن إحدى نسائه قبل أن يتزوج عليهن فلم رفضت ترك الزواج ؟
هل كان النبي لا يحب السيدة عائشة حتى يتزوج عليها ؟
هل الشرع وحق الرجل في التعدد متعلق برأي أي امرأة أو رجل ؟
هل الأخت التي تشجب التعدد وتطلب من زوجها أن يزوج غيره من الشباب بدلا من أن يتزوج الثانية هل تعلم أن الله الحكيم لم يطلب من الرجل أن يزوج المسلمين كلهم قبل أن يتزوج وأين هذا الفهم في فعل الصحابة الذين تزوج بعضهم بأربع في حين قال بعضهم بلسان الحال والمقال لو أذن في الخصاء لاختصينا .
هل تعلمي أن رزق الزوجة الثانية أو الثالة من عند الله وليس زوجها سوى سبب في وصوله إليهن.
أليست الثانية لها مثل ما لك وترغب في تحصين نفسها مثلك وترغب في ولد مثلك ...إلخ .
لأبي الزناد مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تسأل المرأة طلاق أختها لتستفرغ صحفتها ولتنكح فإنما لها ما قدر لها )
قال ابن عبد البر : في هذا الخبر من الفقه أنه لا ينبغي أن تسأل المرأة زوجها أن يطلق ضرتها لتنفرد به فإنما لها ما سبق به القدر عليها لا ينقصها طلاق ضرتها شيئا مما جرى به القدر لها ولا يزيدها وقال الأخفش كأنه يريد أن تفرغ صحفة تلك من خير الزوج وتأخذه هي وحدها قال أبو عمر وهذا الحديث من أحسن أحاديث القدر عند أهل العلم والسنة . التمهيد لابن عبد البر ج18/ص165
"أنه لا ينبغي أن تسأل المرأة زوجها أن يطلق ضرتها لتنفرد به " قلت : ولا ينبغي أن تطلب عدم زوجه منها ابتداء لنفس العلة فإن لها ما قدر لها ، إلا إذا كانت لا تؤمن بالقدر وأن رزقها لن يفوت بفعل زوجها الحلال .
أي عيب كان في أمهات المؤمنين حتى تزوج رسول الله عليهن يا من تشترط وجود عيب في الزوجة حتى يحل عنك وفي هواك وشرعك أن يتزوج الرجل على زوجته .
أليس هذا شرع الله أم تريدين الاستدراك عليه ؟!.
تقولين شهوة وليست سنة أليست هذه إذا وضعت في الحلال كانت سببا لتحصيل الحسنات فأي عيب فيها إذن وقد قال رسول الله :
" وفي بضع أحدكم صدقة "
ألا تخشى هذه المعارضة الشاجبة من قوله تعالى : ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ .
أما سمعتي يوما قوله تعالى ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً)
أقول للرجال جميعا :
لو كان الأمر بيد النساء ما تزوج رجل ولا حتى رسول الله على زوجته فدعك من غيرة النساء المبدلة لشرع الله واتق الله في نفسك وفي زوجات ولا تعدد إلا إذا كانت لك حاجة فيه ولا أقول بقول من لا عقل له في الضرورة فأي ضرورة في قوله : ما طاب -
فلقد غارت أمهات المؤمنين وكلمن رسول الله في زواجه فماذا كان الجواب كان من شاءت مكثت ومن شاءت طلقت .
وقد سئلت من رجل يحتاج الى التعدد فيقول لي:
إذا تحدثنا لنسائنا عن تعدد النبي وأصحابه قلن لنا بصوت واحد: وهل أنتم مثل الصحابة وعدلهم وتقواهم حتى تتزوجوا مثلهم؟؟ فما يكون الرد عليهن في ذلك؟؟
لأن النساء أيضاً كما يقول يتحججن بالنفقة فيقلن بأن الرجل لا يستطيع أن ينفق على واحدة فكيف له أن يتزوج وينفق على اثنتين؟؟
فقلت :
الجواب : يسير بإذن الله :
هذا الذي تفعله كثير من النساء إذ ذكر فعل النبي والصحابة وهو خروج بالدليل عن محله إذ هو ساق الدليل ليدل على المشروعية وأن من هو أفضل منه فعل ذلك فتخرج به إلى نقطة أخرى لا يدل عليها الدليل ألبتة وهو القول بأنك لست مثلهم في العدالة والتقوى أو تقول وهل فعلت كل ما فعلوا حتى تقلدهم في هذه وهي تفعل ذلك بوسوسة من إبليس ولا شك فقد سئل عن سبب ترك الاستجابة لأمر الله بالسجود فذهب يتكلم في أنه أفضل من آدم - وليس ثمة دليل على أنه أفضل ولم يكن السؤال موجها أصلا لمن هو الأفضل منكما ، ولو كان إبليس أفضل فهل هذا الفضل بفعل إبليس أم بفضل الله الذي عصى إبليس أمره ؟! فيكون جواب إبليس عليه وليس له ؛ لأنه إذا كان الله فضلك على آدم كما تدعي فإن ذلك أدعى لطاعة الله وليس لعصيانه .
وعلى كلٍ يقول من ابتلى بهذا السؤال
من الذي قال لك أن التعدد يشترط له عدالة وتقوى مثل عدالة الصحابة ؟
وسوف تقول وللمرة الثانية هروبا من السؤال أنت الذي ذكرت الصحابة وتريد أن تقتدي بهم في هذا الأمررغم أن السؤال عمن قال باشتراط التقوى والعدالة مثل الصحابة !!! .
فليقل قلت سأقلدهم في الزواج ولم أقل إنه يشترط أن أكون مثلهم لكنك بكل تأكيد لست في عدالة وتقوى زوجاتهم وقد تزوجوا عليهن .

على أنه يمكن الحسم هذا الجدال بثلاثة طرق :
1- بقوله لها عند المجادلة منه :" أنت متأكدة أنني لست مثلهم في العدالة والتقوى".
ستقول :نعم بكل تأكيد .
فيقول : إذا كانوا بهذه المنزلة من العدالة والتقوى ومع ذلك تزوجوا على زوجاتهم فليس من العيب أن أقلده لأمرين :
الأمر الأول : أنهم مع عدالتهم وتقواهم لم يمتنعواعن التعدد خوف عدم العدل وعدم النفقة وعدم التسوية في كل شيء ولا لأن التعدد ظلم للأولى حاشا لله فإذا فعل الصحابة ذلك دل ذلك أنها أوهم في عقول النساء لا يعبأ بها التقي الورع العادل .
الأمر الثاني : أنهم مع هذه العدالة وتلك التقوى التي لا يخشى معهما الوقوع في الفاحشة تزوجوا فما بالك بمن يخشى لأنه أقل منهم عدالة وتقوى بشهادتك ألا يكون أولى .
2- أن يقول سأتزوج لأن الله أباح لي ذلك وليس لأحد أن يحرم ما أباح لي الله إلا أن يكون إلها .
فإن تكلمت عن النفقة قال لها : هل انا الذي أرزقك.
ستقول : لا .
فيقول : وهي أيضا سيرزقها الله مثلك .
3- أن يتزوج ولا يتكلم معها أصلا فإذا حدث كلام بعد الزواج سيكون الأمر أيسر بإذن الله.
فإنه لا يشترط شرعا موافقة الزوجة الأولى فليست هذه الموافقة ركنا ولا شرطا ولا مانعا في صحة عقد الزواج .
 
إنضم
2 يوليو 2008
المشاركات
2,237
الكنية
أبو حازم الكاتب
التخصص
أصول فقه
المدينة
القصيم
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: الحلال الذي حرمته النساء

فضيلة الدكتور محمد جمعة بارك الله فيكم
موضوع يبدو أنه سيشتعل قريباً وستزيد المشاركات والمشاهدات مشاركتي هي الأولى بعد كتابة فضيلة الدكتور والمشاهدات 14 ، أعانكم الله فضيلة الدكتور على استقبال الردود القوية من قبل النساء .
فضيلة الدكتور في نظري أن هذا الموضوع لا يمكن أن يكون مسلكه العلاجي بالإقناع العقلي والجدل :
( فإن قالت فقل ) .
المرأة في هذا الموضوع بالذات :
1 - لا يوجد عندها آلة استقبال لأي معلومات أو أدلة او أي كلام وإنما هي ترسل فقط .
2 - المادة الهلامية في الرأس في ذلك الوقت معطلة أشبه ما يكون موت دماغي .
3 - الصور الخيالية لوجودك مع المرأة الأخرى وبجانبها هي التي تمر في خيالها فقط فتزداد غيظاً وغيرة ، وكلما كثرت الصور والمشاهد في مخيلتها كلما ازدادت حنقا وغضبا بل ربما أصابتها هيستيريا بصرية فظنتك الآن بجانبها وهي بجانبك وعندئذ تحصل عملية انفجار فانتبه من تسديد ضربة أو إلقاء آلة حادة او أي شيء آخر إذ لا يمكن التنبؤ بما يحدث عند حصول تلك الحالة .
4 - المرأة تعتقد أن الزواج بأخرى يعني أنها غير قادرة على كفاية الزوج أي بمعنى آخر هي غير جميلة هي غير عاطفية هي غير ... هي غير .. الخ من متطلبات الزوج .
جل النساء يعتقدن ذلك إن لم أقل كلهن وبالتالي فهي تخشى ما سيقال من قبل النساء لا سيما الحاسدات والغيورات في نظرها سيشمتون بها ويقولون : لو كنت جميلة ما تزوج زوجك بأخرى لو كان زوجك يحبك ما تزوج بأخرى لو كنت تقومين بواجباته في الأكل والشرب ما تزوج بأخرى.....الخ إذن هي زوجة ناقصة ليست مثلنا ، ثم تخيل ما يحدث من تناقل الخبر بين الشامتات ومن ثم يصبح هذا الأمر في نظرها جرحاً لكرامتها وتنقيصا لها عند النساء .
هي لا تفكر ان هذا ليس ما يدور في مخيلة الرجل لأن بعض الرجال عنده زوجة قبيحة ولا يتزوج بأخرى وبعض الرجال عنده زوجة من أجمل النساء ويتزوج بأخرى ، وبعض الرجال عنده زوجة يحبها ويتزوج بأخرى ، وبعض الرجال عنده زوجة يبغضها ولا يتزوج بأخرى وهكذا .
ولا تفكر أيضاً بأن للزوج أهدافا اخرى من الزواج ككثرة النسل والذرية ممن ينفعونه في الدنيا والآخرة في حياته وبعد مماته وتحصين امرأة مسلمة .
ولا تفكر أن الزوجة الأخرى ربما تكون خيرا لها رحيمة بها وربما يكون أولاد ضرتها أنفع لها من أولادها .
هي باختصار في هذا الموضوع : لا تفكر
لا تفكر
فحاول بحل للقضية غير داخل تحت نطاق التفكير .

أما عن اشتراط موافقة الزوجة شرعاً فنعم لكني تعجبت حينما قرأت ان القانون المغربي يمنع زواج السعودي بمغربية دون موافقة الزوجة الأولى أي من السعودية ويكون ذلك بموافقة رسمية تسجل بالسفارة .
 

د.محمد جمعة العيسوي

عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر
إنضم
12 يونيو 2008
المشاركات
212
الكنية
ابو عبد الله
التخصص
الفقه
المدينة
محافظة كفر الشيخ
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: الحلال الذي حرمته النساء

اخي الفاضل فضيلة الدكتور / بداية شكرا على مروركم الكريم ومشاركتكم الطيبة ،وبعد
فمهما يكن الأمر فلابد من الطرح ومناقشة الأمر ووضع الأمور في نصابها الطبيعي لابد من مخاطبة العقل الذي هو مناط التكليف ،وبيان الحكم والآثار .
( لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ)
فلقد أصبحت دعوة تحريم التعدد وتجريمية كما حدث في بلاد يدين أكثر سكانها بالإسلام دعوة صريحة وقحة ألبسوها ثوب الدين أحيانا والتمدن أحيانا .
دعوة صارت فيها النساء بعاطفة وأنانية عمياء وهن لا يعرفن ما يحاك للإسلام من خلال المرأة المسلمة .
دعوة لتوحيد التشريع ليصبح المسلم كغيره ليس له إلا زوجة واحدة .
دعوة لتقليل عدد المسلمين ، ونشر الفاحشة بين أهله.
ولهم فيها أغراض أخر وأسماء أخرى منها :
1- مواجهة الزيادة السكانية التي تستوجب رفع سن الزواج لتقليل فترة الخصوبة والإنجاب .
2- قصر الرجل على امراة واحدة يساهم في نفس الغرض .
أما الأخريات اللاتي بلا أزواج فليذهبن إلى الجحيم وهذا يساهم أيضا في تقليل العدد .
وأما نشر الفاحشة فاستمع إلى قول المستشار عبد القادر عودة في التشريع الجنائي فلقد قال فأوفى :" نظرية تعدد الزوجات: جاءت الشريعة الإسلامية من يوم نزولها مبيحة لتعدد الزوجات بشرط أن يعلم الزوج من نفسه القدرة على عدل بينهن، فإن كان يعلم أنه لا يستطيع العدل بينهن أو يخشى أن لا يعدل بينهن فلا يجوز له أن يتزوج غير امرأة واحدة، وإذا كان يعلم أنه يستطيع العدل بينهن فليس له أن يجمع بين أكثر من أربع نسوة، وذلك قوله تعالى: {فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً} [النساء: 3].
وقد سايرت الشريعة الإسلامية منطقها الخاص، وسايرت الطبيعة البشرية، وجاءت متفقة مع الغرض من الزواج حينما قررت إباحة تعدد الزوجات.فأما أن الشريعة قد سايرت منطقها الخاص: فذلك أن الشريعة تحرم الزنا تحريماً كلياً وتعاقب عليه أشد العقاب حتى أنها لتعاقب الزاني المحصن بالرجم (أي القتل رمياً بالحجارة) فوجب أن لا تحرم الزنا على الناس من وجه وتدفعهم إلى الزنا من وجه آخر، ولا شك أن التحريم تعدد الزوجات يدفع الناس إلى الزنا، ذلك أن عدد النساء في العالم يزيد على عدد الرجال، ويزداد الفرق بينهما كلما نشبت الحروب وتعددت، فتحريم الزواج إلا من واحدة يؤدي إلى بقاء عدد كبير من النساء دون زواج، وحرمان المرأة من الزواج مع استعدادها له معناه أن تجاهد المرأة طبيعتها، وهو جهاد ينتهي غالباً بالفشل والاستسلام وإباحة الأعراض والرضا بالسفاح، وكذلك فإن الرجل والمرأة يختلفان من حيث استعدادهما للعملية الجنسية، فالمرأة ليست مستعدة في كل وقت لغشيان الرجل إياها؛ لأنها تحيض كل شهر أسبوعاً في المتوسط، وقد تصل أيام الحيض إلى أسبوعين، وغشيانها محرم في الحيض، ولأنها عندما تلد يحرم غشيانها مدة النفاس وهي أربعون يوماً تقريباً. كذلك فإن استعداد المرأة يضعف طول مدة الحمل أو على الأقل مدة الإثقال بالحمل، أما الرجل فاستعداده واحد لا يختلف باختلاف أيام الشهر والسنة، فإذا حرم على الرجل أكثر من واحدة كان معنى ذلك حمل الكثيرين على الزنا، لأنهم لا يستطيعون أن يكبتوا غرائزهم الجنسية أيام الحيض والنفاس والإثقال بالحمل.وأما أن الشريعة الإسلامية سايرت طبائع البشر في إباحة تعدد الزوجات: فإنها قدرت قوة الغرائز الجنسية حق قدرها، فلم تعرض الرجل أو المرأة لامتحان إن نجح فيه عشرات سقط المئات، ولم تفرض على الرجل أن يتزوج واحدة فقط حتى لا تحكم على بعض النساء بالبقاء عوانس مدى الحياة، يتمنين الرجل فلا يحصلن عليه، ويحملن بالأولاد والأسرة ولا سبيل إلى تحقيق حلمهن، ويقاومن الغرائز الجنسية فلا تعود عليهن المقاومة إلا بضعف الصحة والعقل وخسارة الشرف والعفة، ولم تفرض الشريعة على الرجل أن يتزوج واحدة فقط حتى لا تعرضه للوقوع تحت سيطرة الغرائز الجنسية في فترات الحيض والنفاس أو غيرها من الفترات التي يضعف فيها استعداد المرأة للاستجابة، لأن الرجل في الغالب يخضع لسلطان الغريزة أكثر مما يخضع لسلطان العقل، شأنه في ذلك شأن المرأة، وإن كانت طبيعة المرأة تساعدها على كبت غريزتها أكثر مما يستطيع الرجل.
وأما أن حكم الشريعة في إباحتها التعدد متفقاً مع الغرض من الزواج: فالأصل أن الغرائز الجنسية ركبت في الرجل والمرأة لحفظ النوع، وأن الزواج شرع للتناسل وتكوين الأسرة، فإذا تزوج الرجل امرأة عقيماً ولم يبح له أن يتزوج غيرها فقد تعطلت وظائفه الجنسية عن أداء الغرض الذي خلقت له، وتعطل الغرض من الزواج نفسه، كذلك فإن قدرة الزوج على التناسل غير محدودة أما قدرة المرأة فلها حد لا تتعداه؛ فالرجل يستطيع أن ينجب أولاداً حتى يبلغ الستين أو السبعين في المتوسط وهو في الغالب أقصى عمره، أما المرأة فتنعدم قدرتها على التناسل فيما بين الأربعين والخمسين، فلو حرم على الرجل أن يتزوج أكثر من واحدة لكان معنى ذلك تعطيل وظيفته التناسلية حوالي نصف المدة التي يستطيع فيها أن يؤدي هذه الوظيفة.هذه هي نظرية الشريعة في إباحة تعدد الزوجات، قررتها لدفع الضرر ورفع الحرج، ولتحقيق المساواة بين النساء ولرفع مستوى الأخلاق، وظاهر من النص الذي قررها أنه نص عام إلى آخر حدود العموم، مرن إلى آخر حدود من المرونة، وهذا جعله محتفظاً بصلاحيته التي كانت له من ثلاثة عشر قرناً، وما سيجعله محتفظاً بهذه الصلاحية إلى ما شاء الله.
ولم تأت الشريعة بهذا النص لتساير به حال الجماعة، فقد كان العرب يجيزون تعدد الزوجات إلى غير حد، ولم يكونوا يستسيغون تحديد عدد الزوجات، وقد اضطر الكثيرون منهم بعد نزول النص إلى إبقاء أربعة فقط من أزواجهم وتطليق الباقيات، لكن الشريعة جاءت بهذا النص لترفع به مستوى الجماعة، ولأن وجوده ضروري في شريعة دائمة كاملة لا تقبل التغيير والتبديل.
ونظرية الشريعة في تعدد الزوجات من النظريات التي لم تعترف بها القوانين الوضعية حتى الآن، بل كانت هذه النظرية قديماً مدعاة لتندر الأوروبيين واستهجانهم، وأداة يستخدمونها في طعنهم على الإسلام، أما اليوم فإن النظرية تجد لها في نفوس علمائهم ومصلحيهم مكاناً، وفي صحفهم السيارة موضعاً، ومن يدري لعل اليوم الذي تأخذ فيه القوانين الوضعية بهذه النظرية قد أقترب، فإن الحرب العظمى التي وقعت سنة 1914 والحرب الأخيرة التي وقعت سنة 1939 قد ساعدت كلاهما على تهيئة الأذهان لهذه النظرية، حيث قتل في كل من الحربين عدد كثير من الرجال وترمل عدد كبير من النساء، وزاد عدد النساء على عدد الرجال زيادة ظاهرة.والحق أن الحروب لم تكن هي الدافع الوحيد الذي حمل الأوربيين على التفكير في إباحة تعدد الزوجات، إنما حملهم على ذلك أسباب أخرى متعددة، منها انتشار المخاللة بحيث أصبح لكل رجل عدد من الخليلات يشاركن زوجته في رجولته وعطفه وماله، بل قد يكون لإحداهن في هذه أكثر من نصيب زوجته، ومنها شيوع الزنا وما يترتب عليه من جنايات أقلها كثرة أبناء السفاح الذين يقذف بهم إلى الشوارع خوف العار، وقتل الأجنة في بطون أمهاتها، ومنها الزيادة الطبيعية في عدد النساء وحاجة هؤلاء إلى أن يكنّ زوجات وأمهات، ومنها قلة النسل قلة ظاهرة في الشعوب الأوروبية، فهذه الأسباب مجتمعة مع غيرها دعت الناس إلى أن يفكروا في إباحة تعدد الزوجات باعتباره العلاج الطبيعي لهذه الظواهر والأمراض الاجتماعية الخطيرة. أ.هـ

أقول وبكل صراحة : أصبحت الشبهة محكمة حتى إنك لتجد فتيات كثيرات في سن الزواج - فترة الغرور والخيال (لماذا أرضى بهذا سوف يأتني من هو أفضل منه )- لا يرضين مطلقا أن تكون أحداهن زوجة ثانية وقد رسخ في عقلهن خطأ أشياء تخالف الدين والعقل والفطرة .
فينبغي أن نتكلم ونعلم بناتنا وأخواتنا أن الحلال ما أحله الله والحرام ما حرمه ، وإذا جاءنا نحن الرجال أزواجا لأخواتنا وبناتنا متزوجين ألا يؤثر ذلك على موافقتنا ما دام يستطيع أن يفتح بيتا .
 

انبثاق

:: مخضرم ::
إنضم
5 يونيو 2010
المشاركات
1,228
التخصص
الدراسات الإسلامية..
المدينة
بريدة
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: الحلال الذي حرمته النساء


**غفر الله لمن ظن أن المرأة تتعمد كراهية التعدد كحكم شرعي ..وإنما جبلها على هذا الكره مَنْ شَرَع التعدد سبحانه ..

**غفر الله لمن عمَّم على النساء كلهن .. وتجاهل ما هو مشهور ..
وقد سمعت بأذني من تقول -وهي متزوجة من غير معدد- : (ينبغي للمرأة حين تتزوج أن تعلم أنها إنما لها من زوجها الربع ) ..
وسمعت أخرى بأذني تقول -وهي الزوجة الأولى لمعدد بالثلاث- : (إذا ذهبت فلانة إلى أهلها -تعني زوجته الثالثة- ضاقت علي الدنيا بما رحبت ، فإني حين تحضر أكون في فسحة من أمري لتأخر نوبتي) ..

**غفر الله لمن ظلم إحدى زوجتيه إذ تزوج فشوَّه صورة الحلال في أعين النساء ..

**غفر الله لمن رغبت بزوج حكمه عند الله الرجم !


غفر الله للجميع.. وأصلح أحوال المسلمين..
والله المستعان على ما تصفون..

وكتب الله الهداية والتوبة لمن اختارت طريق الردة هربا من حرقة التعدد ، فسلكت سبيل السحرة ! وما أعلم فعلا أغبى من فعل هذه !

**وأما من يستغل فطرة المرأة عمدا ، عامدا إلى هدم الديانات والأخلاق والمجتمعات والأمم ، فمثل هذا : عليه من الله ما يستحق .. وليس هو محل الكلام..

أتمنى حقا ألا ينقلب الموضوع إلى ساحة نزال !

إذ الكلام غير مجدِ -غالبا- في هذا الموضوع..
فمن أراد الزواج بثانية ؛
فليفعل دون أن يكثر الكلام ،
وليصبر على ما سيصيبه إذ إن زوجته أقل إيمانا ولا شك من عائشة رضي الله عنها ! فما له ينكر عليها من الأفعال ما لم ينكره الرسول صلى الله عليه وسلم على عائشة رضي الله عنها؟!..
وبعدما ينقضي الفعل ويتم ، يكلمها بهذا الكلام المنطقي ..
وليتق الله في زوجاته كلهن..
والسلام.
 
التعديل الأخير:

بشرى عمر الغوراني

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
29 مارس 2010
المشاركات
2,121
الإقامة
لبنان
الجنس
أنثى
الكنية
أم أنس
التخصص
الفقه المقارن
الدولة
لبنان
المدينة
طرابلس
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: الحلال الذي حرمته النساء

فضيلة الدكتور محمد جمعة بارك الله فيكم
موضوع يبدو أنه سيشتعل قريباً وستزيد المشاركات والمشاهدات مشاركتي هي الأولى بعد كتابة فضيلة الدكتور والمشاهدات 14 ، أعانكم الله فضيلة الدكتور على استقبال الردود القوية من قبل النساء .
فضيلة الدكتور في نظري أن هذا الموضوع لا يمكن أن يكون مسلكه العلاجي بالإقناع العقلي والجدل :
( فإن قالت فقل ) .
المرأة في هذا الموضوع بالذات :
1 - لا يوجد عندها آلة استقبال لأي معلومات أو أدلة او أي كلام وإنما هي ترسل فقط .
2 - المادة الهلامية في الرأس في ذلك الوقت معطلة أشبه ما يكون موت دماغي .
3 - الصور الخيالية لوجودك مع المرأة الأخرى وبجانبها هي التي تمر في خيالها فقط فتزداد غيظاً وغيرة ، وكلما كثرت الصور والمشاهد في مخيلتها كلما ازدادت حنقا وغضبا بل ربما أصابتها هيستيريا بصرية فظنتك الآن بجانبها وهي بجانبك وعندئذ تحصل عملية انفجار فانتبه من تسديد ضربة أو إلقاء آلة حادة او أي شيء آخر إذ لا يمكن التنبؤ بما يحدث عند حصول تلك الحالة .
4 - المرأة تعتقد أن الزواج بأخرى يعني أنها غير قادرة على كفاية الزوج أي بمعنى آخر هي غير جميلة هي غير عاطفية هي غير ... هي غير .. الخ من متطلبات الزوج .
جل النساء يعتقدن ذلك إن لم أقل كلهن وبالتالي فهي تخشى ما سيقال من قبل النساء لا سيما الحاسدات والغيورات في نظرها سيشمتون بها ويقولون : لو كنت جميلة ما تزوج زوجك بأخرى لو كان زوجك يحبك ما تزوج بأخرى لو كنت تقومين بواجباته في الأكل والشرب ما تزوج بأخرى.....الخ إذن هي زوجة ناقصة ليست مثلنا ، ثم تخيل ما يحدث من تناقل الخبر بين الشامتات ومن ثم يصبح هذا الأمر في نظرها جرحاً لكرامتها وتنقيصا لها عند النساء .
هي لا تفكر ان هذا ليس ما يدور في مخيلة الرجل لأن بعض الرجال عنده زوجة قبيحة ولا يتزوج بأخرى وبعض الرجال عنده زوجة من أجمل النساء ويتزوج بأخرى ، وبعض الرجال عنده زوجة يحبها ويتزوج بأخرى ، وبعض الرجال عنده زوجة يبغضها ولا يتزوج بأخرى وهكذا .
ولا تفكر أيضاً بأن للزوج أهدافا اخرى من الزواج ككثرة النسل والذرية ممن ينفعونه في الدنيا والآخرة في حياته وبعد مماته وتحصين امرأة مسلمة .
ولا تفكر أن الزوجة الأخرى ربما تكون خيرا لها رحيمة بها وربما يكون أولاد ضرتها أنفع لها من أولادها .
هي باختصار في هذا الموضوع : لا تفكر
لا تفكر
فحاول بحل للقضية غير داخل تحت نطاق التفكير .

أما عن اشتراط موافقة الزوجة شرعاً فنعم لكني تعجبت حينما قرأت ان القانون المغربي يمنع زواج السعودي بمغربية دون موافقة الزوجة الأولى أي من السعودية ويكون ذلك بموافقة رسمية تسجل بالسفارة .

حضرة الدكتور الفاضل أبا حازم
أكرمكم الله
كلامكم وإن كان الكثير منه صائباً، إلا أنه لا يخلو من القسوة!
فرفقاً بالقوارير...:(
 

بشرى عمر الغوراني

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
29 مارس 2010
المشاركات
2,121
الإقامة
لبنان
الجنس
أنثى
الكنية
أم أنس
التخصص
الفقه المقارن
الدولة
لبنان
المدينة
طرابلس
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: الحلال الذي حرمته النساء

**غفر الله لمن ظن أن المرأة تتعمد كراهية التعدد كحكم شرعي ..وإنما جبلها على هذا الكره مَنْ شَرَع التعدد سبحانه .. آمين




غفر الله للجميع.. وأصلح أحوال المسلمين..
والله المستعان على ما تصفون..

آمين

أتمنى حقا ألا ينقلب الموضوع إلى ساحة نزال ! وأنا كذلك

إذ الكلام غير مجدِ -غالبا- في هذا الموضوع..
فمن أراد الزواج بثانية ؛
فليفعل دون أن يكثر الكلام ،
وليصبر على ما سيصيبه إذ إن زوجته أقل إيمانا ولا شك من عائشة رضي الله عنها ! فما له ينكر عليها من الأفعال ما لم ينكره الرسول صلى الله عليه وسلم على عائشة رضي الله عنها؟!..
وبعدما ينقضي الفعل ويتم ، يكلمها بهذا الكلام المنطقي ..
وليتق الله في زوجاته كلهن..
والسلام.


كلامك أفضل حلّ؛ طالما قيل أن المرأة "لا تفكر" حيال هذا الموضوع!!
 
إنضم
2 يوليو 2008
المشاركات
2,237
الكنية
أبو حازم الكاتب
التخصص
أصول فقه
المدينة
القصيم
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: الحلال الذي حرمته النساء

الأستاذة الفاضلة إنبثاق بارك الله فيكم
ليت كل النساء يعين هذا الكلام ويتقبلنه بالرضا والقبول وإني أنبه إلى ما يقوله بعض النساء - ومنه ما نقلتموه عن إحداهن - : إن المرأة تتزوج نصف رجل حينما تكون زوجة ثانية أو ثلث رجل حينما تكون ثالثة او ربع رجل حينما تكون رابعة ، وفي نظري هذا الكلام غير صحيح بل الرجل الحقيقي العاقل هو من يكون رجلا كاملا لكل واحدة منهن وإن كن أربعاً فيؤدي حق كل واحدة منهن كاملاً في النفقة والمعاشرة والمحبة والمودة وغير ذلك ، والرجل الذي يكون ناقص الرجولة والعقل لن يكون رجلاً كاملاً ولو كان لزوجة واحدة فسيفرط في هذه الحقوق .
 
إنضم
2 يوليو 2008
المشاركات
2,237
الكنية
أبو حازم الكاتب
التخصص
أصول فقه
المدينة
القصيم
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: الحلال الذي حرمته النساء

حضرة الدكتور الفاضل أبا حازم
أكرمكم الله
كلامكم وإن كان الكثير منه صائباً، إلا أنه لا يخلو من القسوة!
فرفقاً بالقوارير...:(
بارك الله فيكم يا أستاذة بشرى ووالله ما أردت القسوة ولست هنا أعمم ، وإنما أتكلم عن جنس المرأة من حيث الجبلة ومن حيث الواقع المشاهد ، وإن كان هناك بلا شك نساء مؤمنات وعاقلات يدركن المصالح في ذلك لكن هذا قليل ونادر في النساء ، وغالب من تقول ذلك وتؤيده تقوله قبل الزواج أما حينما تتزوج يتغير التفكير وتغلبها الغيرة إلا من شاء الله .
 

د.محمد جمعة العيسوي

عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر
إنضم
12 يونيو 2008
المشاركات
212
الكنية
ابو عبد الله
التخصص
الفقه
المدينة
محافظة كفر الشيخ
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: الحلال الذي حرمته النساء

**غفر الله لمن ظن أن المرأة تتعمد كراهية التعدد كحكم شرعي ..وإنما جبلها على هذا الكره مَنْ شَرَع التعدد سبحانه ..

**غفر الله لمن عمَّم على النساء كلهن .. وتجاهل ما هو مشهور ..

الدكتور / أبو حازم راجع الخاص - فضلا . وقد بدأت والله المستعان
الأخت الفاضلة / انبثاق
99% بالمائة من الرجال هنا إن لم يكن مائة بالمائة يعلمون واقعية ما قلته وأما قولك :"**غفر الله لمن عمَّم على النساء كلهن .. وتجاهل ما هو مشهور .." فهذا غير مشهور بل نادر أن توافق وتدعو بالبركة وتقول هذا الكلام وخاصة في بلادنا .
أما قولك :"**غفر الله لمن ظن أن المرأة تتعمد كراهية التعدد كحكم شرعي ..وإنما جبلها على هذا الكره مَنْ شَرَع التعدد سبحانه .."
فالواقع أنها تناقش الحكم الشرعي وتشرط له شروطا من خيالها وأسبابا من وحي شيطانها أوتحاول أن تبين أن الحكم لا ينطبق على زوجها على أقل تقدير.
اما لو قالت مثل قولك : إنها فطرتي أن أغار وأكره ذلك ، لكن أما وقد أباح الله لك ذلك فلا قول لي إلا سمعا لله وطاعة .فأظن أن هذه لن يتزوج عليها أبدا إلا للضرورة القسوة فهي من الحور العين .
أما قولك :
"فليفعل دون أن يكثر الكلام ، وليصبر على ما سيصيبه " فهذا هو الحل الذي ذكرته في آخر المشاركة الأولى أما قولك وليصبر على ما سيصيبه فهو تهديد مقنع وهو الواقع .
غاية الأمر : أنني أحاول هنا أن أثير الموضوع حتى نصل إلى :
1- عدم مناقشة الحكم الشرعي في هذه المسألة الشرعية فهذه كارثة كبرى تحبط العمل تقع فيها الملتزمات وغيرهن .
2- أن نبين أن الفطرة السليمة تأبى إلا طاعة لله وشرعه فلا ينبغي أن نقول إن فطرة المرأة تأبى التعدد لأننا نقول بذلك إنها تأبى بعض شرع الله ، ولكن نقول تغار على زوجها ، تطمع أو تتمنى أن يكون لها وحدها .
3- أن نبين أن التعدد حق مشروع خالص للزوج لا يتوقف على رضا الزوجة الأولى أو غيرها .
4- بيان المخاطر التى تنبي على الإعراض جملة عن ممارسة هذه الحق إرضاء للزوجة أو خوفا من كلام الناس ونظرة المجتمع الذي استنكر الشرع وأطمأن إلى الباطل والبهتان .
5- رصد آراء الأخوات عن قرب لعلنا نكتشف أبعاد جديدة لما تغلغل في النفوس ظلما وعدوانا .


 
إنضم
13 أغسطس 2010
المشاركات
143
التخصص
شريعة وقانون
المدينة
تريم
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: الحلال الذي حرمته النساء

قال صلى الله عليه وسلم : (( ألا إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون ، ولكن في التحريش بينكم ، فاتقوا الله في النساء ، فإنهن عندكم عوان ، لا يملكن لأنفسهن شيئا)).
ومن أراد التعدد فليتحل بالحكمة ولنتذكر قول امنا ام سلمة رضي الله عنها: استأذن عليَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا أدبغ إهابا لى فغسلت يدى من القرظ وأذنت له فوضعت له وسادة أدم حشوها ليف فقعد عليها فخطبنى إلى نفسى فلما فرغ من مقالته قلت يا رسول الله ما بى أن لا تكون بك الرغبة فى ولكنى امرأة فى غيرة شديدة فأخاف أن ترى منى شيئا يعذبنى الله به وأنا امرأة قد دخلت فى السن وأنا ذات عيال. فقال « أما ما ذكرت من الغيرة فسوف يذهبها الله عز وجل منك وأما ما ذكرت من السن فقد أصابنى مثل الذى أصابك وأما ما ذكرت من العيال فإنما عيالك عيالى ».
 

د.محمد جمعة العيسوي

عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر
إنضم
12 يونيو 2008
المشاركات
212
الكنية
ابو عبد الله
التخصص
الفقه
المدينة
محافظة كفر الشيخ
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: الحلال الذي حرمته النساء

بين لها ما أشكل عليها فقنعت ورضيت وهذا ما نود الوصول إليه .
 

انبثاق

:: مخضرم ::
إنضم
5 يونيو 2010
المشاركات
1,228
التخصص
الدراسات الإسلامية..
المدينة
بريدة
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: الحلال الذي حرمته النساء

فهذا غير مشهور بل نادر أن توافق وتدعو بالبركة وتقول هذا الكلام وخاصة في بلادنا .
عنيت أن القصص مشهورة متداولة في هذا.. لم يقصِّر العلماء في نقلها صوتا وكتابة .. بدءا من قولها رضي الله عنها "لست لك بمخلية ، وأحب من شاركني في خير أختي" .. وانتهاء بالمعاصرات اللاتي ذكرت طرفا من أخبارهن ..
ولم أقصد أن المواقف ذاتها منتشر فعلها بين النساء .. أبدا .. بل إن إحداهن قامت بقص جملة من كتاب مفيد ستهديه لزوجها ، لكون هذه الجملة تشير إلى التعدد !
...
عموما يا دكتورنا الكريم:
الأمر أكبر من طرف أنف المرأة ومحيط شخص الرجل أليس كذلك؟
فطوفان الشهوات هو السبب الأكبر لكثير من الجرائم الخُلُقية وقد تجر ورائها الجنائية أيضا..
وهو السلاح الذي صرَّح (سفهاء صهيون) باستخدامه ضد (الأمميين) ..
...
وأما كون وصيتي بالصبر تهديدا ، فقد عجبت من هذا التأويل البعيد ، إذ لم يطرأ لي على بال حال كتابته..
إنما قصدت به محض الإرشاد ، لأنه إن صبر عادت الأمور إلى مجاريها بعد فترة ، وإن واجهها بمثل ما ستواجهه هي به انهدم أحد السقفين اللذين بناهما ! إن لم يهدم حقيقة فسينهدم معنى ..

و مرة أخرى : أسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين ..
 
إنضم
2 يوليو 2008
المشاركات
2,237
الكنية
أبو حازم الكاتب
التخصص
أصول فقه
المدينة
القصيم
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: الحلال الذي حرمته النساء

بارك الله فيكم شيخنا الدكتور محمد

[/indent]
غاية الأمر : أنني أحاول هنا أن أثير الموضوع حتى نصل إلى :
1- عدم مناقشة الحكم الشرعي في هذه المسألة الشرعية فهذه كارثة كبرى تحبط العمل تقع فيها الملتزمات وغيرهن .
من حيث المناقشة الشرعية فلن تجد من يعارض من طالبات العلم بلا شك لكن التطبيق خارج حدود بيتها

5- رصد آراء الأخوات عن قرب لعلنا نكتشف أبعاد جديدة لما تغلغل في النفوس ظلما وعدوانا .

أرجو أن تكون نسبة المؤيدات للتعدد تتجاوز 2% فإن تم ذلك فنحن على خير مع ظني أن هذا الموقع سيحذف من المفضلة بضعة ايام عن كثير من أجهزة الأعضاء حتى ينزل إلى صفحة بعيدة لا سيما من كان زوجها يتصفح هذا الموقع .
 

د.محمد جمعة العيسوي

عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر
إنضم
12 يونيو 2008
المشاركات
212
الكنية
ابو عبد الله
التخصص
الفقه
المدينة
محافظة كفر الشيخ
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: الحلال الذي حرمته النساء

أرجو أن تكون نسبة المؤيدات للتعدد تتجاوز 2%
مش مهم تأيد المهم لا تعارض ( ابتسامة ).
مع ظني أن هذا الموقع سيحذف من المفضلة بضعة ايام
أيضا مش مهم ممكن نثبت الموضوع ولكن أخشى أن يتم إرسال فيروسات للخادم الموجود عليه الموقع عندها .
 

د.محمد جمعة العيسوي

عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر
إنضم
12 يونيو 2008
المشاركات
212
الكنية
ابو عبد الله
التخصص
الفقه
المدينة
محافظة كفر الشيخ
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: الحلال الذي حرمته النساء

أخي الدكتور أبو حازم
"أرجو أن تكون نسبة المؤيدات للتعدد تتجاوز 2% "
مش مهم تأيد المهم لا تعارض ( ابتسامة ).

"مع ظني أن هذا الموقع سيحذف من المفضلة بضعة ايام "
أيضا مش مهم ممكن نثبت الموضوع ليبقى الدهر ولكن أخشى أن يتم إرسال فيروسات للخادم الموجود عليه الموقع بأكمله .
 

الدرَة

:: نشيط ::
إنضم
26 أكتوبر 2010
المشاركات
653
التخصص
الفقه
المدينة
..
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: الحلال الذي حرمته النساء

فالواقع أنها تناقش الحكم الشرعي وتشرط له شروطا من خيالها وأسبابا من وحي شيطانها أوتحاول أن تبين أن الحكم لا ينطبق على زوجها على أقل تقدير.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المرأة المسلمة لا تعترض على حكم الله الشرعي ولو حصل اعتراض أو انكار لكانت داخلة تحت قوله تعالى ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما )
فالمرأة لا تعترض على الحكم الشرعي لكن قمة الاعتراض هو على تقصير الزوج وذهابه مع الزوجة الثانية وأولادها وأهمال الزوجة الأولى إلا ماشاء الله والواقع يشهد كثيرا بذلك ولا يمكن إنكاره ولا ينكره إلا من ليس له إطلاع على أحوال المجتمعات لا توجد حادثة اجتماعية ويبحث في أسبابها إلا تجد الأب كان مقصر ويكون التقصير كبيرا إذا كان متزوج بأخرى فهذا ماترفضه المرأة وإن كانت متعلمة العلم الشرعي لأن إهمال المسؤليات قد حذر الله منه بقوله على لسان رسوله ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) فهي ترفض ما يرفضه ربها ولا ترفض شرع ربها ، أما إن كان الرجل قد قم بجميع الحقوق فاعتقد أنه ربما من مصلحة المرأة أن ترضى وإن كان دكتورنا الفاضل والمتفضل دائما أبو حازم قد وصف شعور المرأة بمجرد أو زواج زوجها بأخرى وصف دقيق وهو فعلا ماتشعر به المرأة فهو يهز عرش مملكتها وكيف لملك أن يسمح أن تداس حدود مملكته وزوجها رأس مملكتها فهنا تعذر لعاطفتها ، وقد تحدثت كثيرا مع النساء في ذلك وتبين أن الحكم الشرعي لايرفض لكن يرفض من يحتج بألاحكام الشرعية لتنفيذ مايريد ، ثم لا يطبق ماتطلب منه الأحكام الشرعية .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 

د.محمد جمعة العيسوي

عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر
إنضم
12 يونيو 2008
المشاركات
212
الكنية
ابو عبد الله
التخصص
الفقه
المدينة
محافظة كفر الشيخ
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: الحلال الذي حرمته النساء

ولا ينكره إلا من ليس له إطلاع على أحوال المجتمعات
لماذا هذا الحكم المسبق المانع من النقاش وكأنه مما اتفقت عليه الشرائع .
الواقع أختي الفاضل أنها ترفض قبل أن يتزوج وليس على تقصير الزوج وإلا كان رجما بالغيب ، ولو قلنا إنه قطعا كحكمك السابق سيهمل وسيفعل فإن الأمر أخطر لأنها تهم الشريعة بأنها تشرع ما يؤدي قطعا للظلم وحاشا لله أن يكون شرعه كذلك .
فالأمر إذن كما قلت : لا يعدو أن يكون أسبابا من وحي شيطانها تحاول أن تبين بها أن الحكم لا ينطبق على زوجها على أقل تقدير
 

الدرَة

:: نشيط ::
إنضم
26 أكتوبر 2010
المشاركات
653
التخصص
الفقه
المدينة
..
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: الحلال الذي حرمته النساء

ولا ينكره إلا من ليس له إطلاع على أحوال المجتمعات
لماذا هذا الحكم المسبق المانع من النقاش وكأنه مما اتفقت عليه الشرائع .
على العكس تماما لم أقصد بقولِ هذا إغلاق باب النقاش والمنع منه وإنما هو حصيلة من الواقع الذي تعايشه المرأة ، بحيث من يطلع عليه لا يستغرب منها هذا التصرف وهذا الرفض الشديد
الواقع أختي الفاضل أنها ترفض قبل أن يتزوج وليس على تقصير الزوج وإلا كان رجما بالغيب ،
يا أستاذي الفاضل : إذا عُرف الزوج بتقصيره قبل الزواج فلابد أن ترفض الزوجه زواجه بأخرى وحينئذ لن يكون رجما بالغيب .
ولو قلنا إنه قطعا كحكمك السابق سيهمل وسيفعل فإن الأمر أخطر لأنها تهم
الشريعة بأنها تشرع ما يؤدي قطعا للظلم وحاشا لله أن يكون شرعه كذلك
فالأمر إذن كما قلت : لا يعدو أن يكون أسبابا من (وحي شيطانها ) تحاول أن تبين بها أن الحكم لا ينطبق على زوجها على أقل تقدير
لربما كان الأمر كذلك ، لكن لابد أن يكون هناك مايدعوا إلى هذا التفكير من قبل المرأة فلذلك علينا أن نعالج الأسباب الداعية إليه بدلا من أن نقول هذه من (وحي شيطانها) لأن مثل هذه الأمور غالبا ما تبنى على نتائج استقرائية من قبل المرأة
وهذا كله ليس معارضا لشرع الله أو أعتقاد منها أن الله يشرع ما يؤدي إلى ظلم المرأة فهذا نقول فيه كقولكم حاشا لله أن يشرع ما فيه ظلم لأي من الجنسين
[/quote]
 

د.محمد جمعة العيسوي

عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر
إنضم
12 يونيو 2008
المشاركات
212
الكنية
ابو عبد الله
التخصص
الفقه
المدينة
محافظة كفر الشيخ
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: الحلال الذي حرمته النساء

إذا عُرف الزوج بتقصيره قبل الزواج فلابد أن ترفض الزوجه زواجه بأخرى وحينئذ لن يكون رجما بالغيب .
هل هذا هو العدل والشرع ؟!!!!!
المرأة هنا القاضي والخصم ، تتهم وتحكم وتعاقب ، تتهم الزوج بالتقصير ثم تحكم بأنه مقصر ثم تعاقب بالحبس على ذمة الزوجة الأولى مدى الحياة .

لو كان مقصرا وتقصيره ثابتا فلها أن تطلب الطلاق للضرر، وليس لها أن تمنعه من الزواج من أخرى إذ الأول حقها وثاني ليس حقا لها قطعا ولم يشرع عقابا قط في شريعتنا " الحرمان من الزوجة الأخرى " أخطر من الرجم بالغيب ألم أقول : ( يكون من وحي شيطانها )
ألست معي فيما تقدم وليكن الحق مقصدنا ولعل أحدنا يسلم للآخر قوله إن شاء الله ابتغاء للحق
 
إنضم
2 يوليو 2008
المشاركات
2,237
الكنية
أبو حازم الكاتب
التخصص
أصول فقه
المدينة
القصيم
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: الحلال الذي حرمته النساء

هل هذا هو العدل والشرع ؟!!!!!
المرأة هنا القاضي والخصم ، تتهم وتحكم وتعاقب ، تتهم الزوج بالتقصير ثم تحكم بأنه مقصر ثم تعاقب بالحبس على ذمة الزوجة الأولى مدى الحياة .

بارك الله فيكم يا دكتور
وهل توجد زوجة يرغب زوجها الزواج بأخرى لا تتهمه بالتقصير ؟
لو لم يكن من تقصير إلا زواجه بأخرى لكان كافياً .
بل هذا التفكير منه يخرج عيوبه وتقصيره بأثر رجعي محفوظ بالهارديسك وانت تعلم حفظ النساء ذاكرة حديدية في مثل هذه الأمور لو كن يحفظن المتون بهذا الشكل لأصبحت الدنيا مليئة بالحافظات حتى إن الواحدة تعرف ما صنعت من اليوم الأول للزواج إلى وقت تفكيرك بالزواج :
ماذا اكلت ؟ وماذا لبست ؟ وماذا شربت ؟
وماهي الكلمات التي قلتها ؟
وكم مرة سافرت بها وماذا صنعت في السفر ؟
وكم هدية أعطيتها ؟
وكم كلمة ازعجتها ؟ وكم مرة مدحتها ؟
وماذا قلت عن طبخها يوم كذا ويوم كذا ؟
وماذا قلت لأختك وأمك امامها قبل خمس سنوات ؟
وماذا قلت لما ذكرت امك أو أختك اسم فلانة المطلقة أو التي لم تتزوج بعد ....
هذه كلها عيوب وتقصير كيف تنسى عيوبك وتقصيرك بهذه السهولة تظن الأمر عبثاً ؟
وراءك هارديسك لا يدع صغيرة ولا كبيرة إلا يحفظها .
ضغظة زر واحدة تخرج لك برنت بكل ما حصل .

 
أعلى