رد: إعلال الحديث لا يعني مخالفته ،،،
السلام عليكم
الصحيح أن ننظر إلى الأدلة الأخرى الصحيحة في المسألة، بغض النظر عما ورد في الحديث المعلول ،، فلا نتقصد مخالفة ما ورد في الحديث المعلول بحجة أنه معلول !
أخانا الكريم نفع الله بك،،
جاء في نزهة النظر شرح الشيخ ابن عثيمين وتعليق الشيخ الألباني -رحمهما الله تعالى- ص(205): الحديث المعلل أو المعلول.
ثم الوهم إن اطُّلع عليه بالقرائن وجمع الطرق
فالمعلل. اهـ.
ويُنظر شرح الشيخ -رحمه الله- في ص(205- 206) في بيان ذلك.
وجاء في الباعث الحثيث شرح الشيخ أحمد شاكر وتعليق الشيخ الألباني -رحمهم الله تعالى- (1/ 196): النوع الثامن عشر/ معرفة المعلل من الحديث.
وهو فنٌ خفي
على كثير من علماء الحديث، حتى قال بعض حفاظهم: معرفتنا بهذا كهانة عند الجاهل! . روى ابن حاتم في العلل (1/ 10) نحو ذلك عن علي ابن المديني.
وإنما يهتدي إلى تحقيق هذا الفن الجهابذة النقاد منهم،
يُميزون بين صحيح الحديث وسقيمه، كما يُميز الصيرفي البصير بصناعته بين الجياد والزيوف، والدنانير والفلوس؛ فكما لا يتمارى هذا، كذلك يقطع ذاك بما ذكرناه ومنهم يّظن! ومنهم من يقف! بحسب علومهم وحذقهم واطلاعهم على طرق الحديث، وذوقهم حلاوة عبارة الرسول صلى الله عليه وسلم لا يُشبهها غيرها من ألفاظ الناس.
وقد يكون التعليل مُستفادًا من الإسناد. وبسطُ أمثلةِ ذلك يطول جدًّا، وإنما يظهر بالعمل.
-وفي الحاشية: وقال الحافظ في النكت (2/ 711): وقد تَقصُرُ عبارةُ المعلل منهم، فلا يُفصح بما استقر في نفسه
من ترجيح إحدى الروايتين على الأخرى؛ كما في نقد الصير في سواء.. . اهـ.
وقال الخطيب البغدادي في الجامع لأخلاف الراوي وآداب السامع (2/ 295): والسبيل إلى معرفة علة الحديث أن تجمع طرقه،
وينظر في اختلاف رواته، ويعتبر بمكانهم في الحفظ، ومنزلتهم في الإتقان والضبط. اهـ.
ويُراجع منه: الصفحات من(196) حتى(220) وفيه أمثلة كثيرة تبين المقصود.
فالمعلول يُرد اتفاقًا؛ فإنما يُعلّ لمُخالفته ما ورد في الصحاح دونه لوهم أو انفراد أو نحو ذلك، فورود القدح فيه بثبوت العلة به موجب لعدم العمل به ولا الاعتماد عليه احتجاجًا، وإنما يُميّز عن الضعيف بذا المصطلح حفظًا لمكانة رواته وإعلامًا بورود قدح خفي فيه -سندًا أو متنًا-، فحيث وجد الوهم فيه سُمي معلولًا، وإلا فإنه إن لم يرد الوهم به لما خالف الصحاح ولما سُمي معلولًا أصلًا! .
والله أعلم.