العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

منهجية الحفظ في التعلّم "قراءة موضوعية"

إنضم
20 أبريل 2008
المشاركات
122
التخصص
الشريعة..
المدينة
أم القرى
المذهب الفقهي
............
منهجية الحفظ في التعلّم
"قراءة موضوعية"

بقلم/ محمد بن حسين الأنصاري


المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه الأمين، وعلى آله وأصحابه الغر الميامين، ومن سار على منهجهم واتبع أثرهم إلى يوم الدين.

أما بعد: فإن تحصيل العلم النافع من أشرف الغايات، وأنفع النوافل عند الله تبارك وتعالى، وأخصّ ما يتقرّب به إلى ربنا جل جلاله: الفقه في الدين كما قال عليه الصلاة والسلام >من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين<، ومناهج تعلّم العلم متعددة عند طالبيه، ومعروفة لدى الراغبين فيه، إلا أنني في هذا البحث الموجز أتناول "منهجية حفظ العلم في التعلّم" أهميتها، وآثارها بشيء من البسط والدراسة؛ لما وقع فيها من الخلل في محافل التدريس بين مفَرِّطٍ ومفْرِط.

وبما أن "منهجية الحفظ" هي الغالبة والسائدة في عدد غير يسير من هذه المحافل؛ كان ذلك مسوغًا صحيحا للباحثين في دراسة أثرها، والبحث عن جدوى الاهتمام بها، والمشاركة في تعديل مسارها وتصحيحه.

وهذا البحث يتكون من:

مقدمة، ومبحثين، وخاتمة.

المبحث الأول: أهمية الحفظ، ودور المتون في تنميته وإشاعته.

المبحث الثاني: أثر المبالغة في الحفظ والإكثار منه على العلم وأهله.

هذا وأسأل الله تبارك وتعالى التوفيق في القول والعمل، والعفو في الخطل والزلل إنه ولي ذلك والقادر عليه.

=====================

عناصر البحث:

المبحث الأول: أهمية الحفظ، ودور المتون في تنميته وإشاعته، وفيه أمران:

الأول: أهمية حفظ العلم:

الثاني: دور المتون في تنمية الحفظ وإشاعته:



المبحث الثاني: أثر المبالغة في الحفظ والإكثار منه على العلم وأهله:


لذلك عدة آثار:

الأثر الأول: اختلال التوازن البنائي في التعلّم:

الأثر الثاني: ضعف الملَكة العلمية، والمهارة البحثية:

الأثر الثالث: نقص التكامل في مسالك العلم وطرقه:

الأثر الرابع: التجاوز لمبدأ التخصص:

الأثر الخامس: غياب الاجتهاد والتجديد:

الأثر السادس: اختلال مفهوم "العلم" و"العالم":

الأثر السابع: اغترار الحافظ بالمبالغة في رفع قدره:

الخاتمة:

البحث كامل في المرفق..

دمتم بسلام..
 

المرفقات

  • قراءة موضوعية في منهجية الحفظ.pdf
    184.6 KB · المشاهدات: 0

منيب العباسي

:: متخصص ::
إنضم
17 يناير 2010
المشاركات
1,204
التخصص
----
المدينة
---
المذهب الفقهي
---
شيخنا عبدالله السعد فكه الله الكريم لايحفظ أي متن في علم الحديث لاننثرا ولا نظما
وهو مع هذا حجة في الفن لايشق له غبار,لأن الحديث خبزه اليومي يمارسه ويعالجه
فلم يحتج أن يحفظ في تقعيد الفن شيئا من أجل ذلك مصداقا لما قال الشيخ الحبيب أبو حازم حفظه الله وسدده وتبقى المسألة نسبية كل بحسب حاله
 
إنضم
28 يوليو 2009
المشاركات
85
الكنية
أبو يحيى الحنبلى
التخصص
كلية الآداب (قسمE)
المدينة
المنصوره
المذهب الفقهي
حنبلى
إنضم
14 يونيو 2009
المشاركات
166
التخصص
فقه
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
حنبلي
الحفظ على ضربين:
- حفظ لمسائل العلم، وهو فرع عن فهمها، ثم إدامةِ النظر فيها مرة بعد أخرى .
- حفظ لمتونِ العلم المُصنَّفةِ للحفظ. وهو أخص من سابقه، ولايلزم منه أن يكون الحافظ واعيا بمعاني ماحفِظ ..


أما الأول فلا شك في اعتباره وأهميةِ صرف العمر فيه ..
والثاني منه ما لا يسع الطالبَ القادرَ على الحفظ التفريطُ فيه، وذا القدرُ يتفاوت من طالب لآخر، ومن هذا الضرب مايدخل في حيز الندب المنهجي، ومنه مايُلحق بالترف العلمي، وكل ذلك على ضروب متفاوتة..

وليس بمستقيمٍ فرضُ التباين بين الحفظ والفهم، ولكن النَّهجَ أن تُبيَّن مراتبُ المحفوظات كما تُبيَّن مراتب الفهم والمعلومات ..
 
إنضم
16 ديسمبر 2007
المشاركات
238
التخصص
مهندس حاسب
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
حنبلي
شيخنا عبدالله السعد فكه الله الكريم لايحفظ أي متن في علم الحديث لاننثرا ولا نظما
وهو مع هذا حجة في الفن لايشق له غبار,لأن الحديث خبزه اليومي يمارسه ويعالجه
فلم يحتج أن يحفظ في تقعيد الفن شيئا من أجل ذلك مصداقا لما قال الشيخ الحبيب أبو حازم حفظه الله وسدده وتبقى المسألة نسبية كل بحسب حاله
الكلام عن حفظ المتون خاصة لا يجري على الحفظ عموما.
والشيخ عبد الله السعد لا يكاد يسأل عن مسألة في علم الحديث إلا وتجده يجيب من محفوظه
وهو نفسه يصرح بهذا الأمر كثيرا فتجده في بعض الأحيان يقول: وهذا من الرواة المشهورين يحفظ!
وعلم الحديث من أكثر العلوم التي تحتاج إلى حفظ، والمقصود من المتون التيسير على من عجز عن الأصل، فإذا تمكن من تحصيل الأصل فهو أولى.
فالاعتراض بالشيخ عبد الله السعد يشبه من هذا الوجه الاعتراض بأن الإمام أحمد لم يكن يحفظ متنا
فالمقصود أن هذا الاعتراض غير وارد أصلا .
 
إنضم
16 ديسمبر 2007
المشاركات
238
التخصص
مهندس حاسب
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
حنبلي
قبل أن أقرأ الدراسة أريد أن أقول
لله در الشيخ محمد حسين الأنصاري
ووالله ان قلبي يتفطر من منهج بعض المشايخ بمصر وقد حكى لي أحد الضحايا عن الوضع هناك، فالشيخ يلإرغ طلبة العلم ويوفر لهم الطعام والمسكن مجانا وأطباء مخصوصين لعلاج أحد الطلبة اذا تعب، ولايُسمح لأي طالب بالقراءة، لكن الحفظ فقط، الى أن ينتهي من الكتب التسعة، وهذا المشروع مفتوح لكل طلبة العلم بمن فيهم الذين لم يعرفوا الصلاة وتجنب الأغاني والتدخين الا بالأمس القريب! وحكى لي هذا الأخ(الذي قدم للأسكندرية - بعد أن حفظ في هذا المشروع 1500 حديث - فاراً يشتكي لشيخنا ياسر برهامي من عدم اهتمامهم بالفكر والمعاني والفهم - يعني هذا الأخ الذي لايعرف في دينه الا الحفظ، استطاع أن يفهم هذا الخلل المنهجي الفكري! وأخبرني أن هناك اخوة يُغشى عليهم من كثرة الحفظ ويبكون بالدموع! وسمعت مثل هذا الكلام من أخ أخر مختلط بهؤلاء!
ورأيت أخا أخر يشتكي لسبخنا ياسر من تسجيلات هؤلاء المشايخ الصوتية وأنها لاتعتني بمثل ما يعتني به شيوخ الاسكندرية - وظل الشيخ يستفسر منه عن مراده لكن الأخ لايستطيع التعبير عمافي نفسه - فقال له الشيخ أنا لاأعرف أنا لا أستمع لتسجيلات المعاصرين
وهذا الشيخ من الغلاة في هذا الموضوع، والأكثرية لايغلون مثله وان كان عندهم غلو وعدم توازن اطلاقا أيضا.
الذي يقرأ هذا الكلام يظن أن هذا المنهج شائع ومنتسر في مصر والعالم الإسلامي!!
مع أن هذه التجربة لا تكاد توجد، وأنا أول مرة أسمع بها، فالمقصود أنها تجربة فردية لا تدل على انتشار هذا الأمر.
وقديما دعا النبي صلى الله عليه وسلم لمن يحفظون على الأمة النصوص النبوية حتى ولو من غير فهم
فحتى لو فرضنا أن هذا المنهج خاطئ، في بناء طلبة العلم، فهو صواب من جهة حفظ أصول السنة المقصودة بالحفظ لا حفظ المتون التي لا تقصد إلا تبعا.
وخلاصة القول أن هذه التجربة إن كانت خطأ فهي نادرة لا تحتاج إلى تعليق ولا اهتمام لا سيما والأدواء المنتشرة بين طلبة العلم كثيرة جدا وأخطر من هذا بكثير.
وإن كانت صوابا فلا معنى للاعتراض.

ومن العجائب أن بعض من قرءوا هذا الموضوع يثني على صاحبه بما لا يقصده أصلا ويجعله هو محور الكلام والمقصود الأعظم
مع أنه لا ينبغي أن يختلف اثنان في أن طالب العلم لا يساوي شيئا من غير حفظ.
 
إنضم
20 أبريل 2008
المشاركات
122
التخصص
الشريعة..
المدينة
أم القرى
المذهب الفقهي
............
أشكر الاخوة الفضلاء الذين أكرموني بالتعليق على هذا البحث..

أشكرهم واحدا.. واحدا.. على ما أعطوني من وقتهم الثمين لقراءة كلماتي المتواضعة..

أخص منهم بالذكر أعمدة هذا الصرح الكبير، وغيرهم ممن له الأثر المبارك في هذا الموقع..


منهم على سبيل المثال:

فؤاد بن يحيى الهاشمي

أبو حازم الكاتب

عبدالحميد بن صالح الكراني

وائل سميح العوضي

د . مراد محمود السرحان

يوسف بن علي بن حسن

طارق عبد المنعم عبد العظيم

خالد محمد المرسي

مشاري بن سعد الشثري

وغيرهم.. وغيرهم.. ممن شكر وأثنى أو استدرك وعارض..

القصد في الجملة هو بحث هذه القضية المنهجية للبحث والمناقشة..

ومعرفة ما يحتاجه العلم..

وشيوع ظاهرة الحفظ وجعله المعيار الوحيد للعلم أظنه من الشيوع بمكان بحيث لا يحتاج إلى استدلال..!!

أشكركم مجددا..
 
إنضم
16 ديسمبر 2007
المشاركات
238
التخصص
مهندس حاسب
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
حنبلي
وشيوع ظاهرة الحفظ وجعله المعيار الوحيد للعلم أظنه من الشيوع بمكان بحيث لا يحتاج إلى استدلال..!!

أشكركم مجددا..
شكر الله سعيك، وبارك فيك

ولي تعليق على عبارتكم الأخيرة:
أما شيوع ظاهرة الحفظ فهذا أمر واضح لا ينكر، ولكنه ليس مختصا بعصرنا هذا بل هو من لوازم طلب العلم عند جمهرة العلماء في جميع العصور، وكلامهم في الثناء على حفظ العلم وحفظته لا يكاد يحصى.

وأما جعل الحفظ المجرد من غير فهم هو المعيار الوحيد للعلم فليس هذا أمرا شائعا فضلا عن أن يكون من الشيوع بالمكان الذي لا يحتاج للاستدلال
إذ لا أعلم أحدا ممن يلتفت إليه يقول بهذا.

ولو أشرنا إلى ظاهرة الاعتداد بالشهادات الجامعية وجعلها هي المعيار الوحيد للعلم لكان هذا أقرب .وأوضح
فهناك ألوف مؤلفة من الجهال الذي يحملون هذه الشهادات ولا يفقهون شيئا في تخصصهم فضلا عن غيره
ولكن هل هناك ألوف مؤلفة من الحفاظ الجهال؟

فالمقصود هو مراعاة الأهم فالأهم من علاج الأدواء المنتشرة في الأمة.
 

خالد محمد المرسي

:: مطـًـلع ::
إنضم
16 ديسمبر 2007
المشاركات
101
التخصص
لم يحن وقته
المدينة
الاسكندرية
المذهب الفقهي
حيث مادار الدليل بفهم المتنورين
الذي يقرأ هذا الكلام يظن أن هذا المنهج شائع ومنتسر في مصر والعالم الإسلامي!!
مع أن هذه التجربة لا تكاد توجد، وأنا أول مرة أسمع بها، فالمقصود أنها تجربة فردية لا تدل على انتشار هذا الأمر.
وقديما دعا النبي صلى الله عليه وسلم لمن يحفظون على الأمة النصوص النبوية حتى ولو من غير فهم
فحتى لو فرضنا أن هذا المنهج خاطئ، في بناء طلبة العلم، فهو صواب من جهة حفظ أصول السنة المقصودة بالحفظ لا حفظ المتون التي لا تقصد إلا تبعا.
وخلاصة القول أن هذه التجربة إن كانت خطأ فهي نادرة لا تحتاج إلى تعليق ولا اهتمام لا سيما والأدواء المنتشرة بين طلبة العلم كثيرة جدا وأخطر من هذا بكثير.
وإن كانت صوابا فلا معنى للاعتراض.

ومن العجائب أن بعض من قرءوا هذا الموضوع يثني على صاحبه بما لا يقصده أصلا ويجعله هو محور الكلام والمقصود الأعظم
مع أنه لا ينبغي أن يختلف اثنان في أن طالب العلم لا يساوي شيئا من غير حفظ.

أنت قلت
فالمقصود هو مراعاة الأهم فالأهم من علاج الأدواء المنتشرة في الأمة.
وأنا أتفق معك في هذه الخلاصة
والذي أشرتُ اليه منتشر وبكثرة - وأظن أنه ناتج عن الخلاف بين هؤلاء المشايخ وبين غيرهم في المنهج الدعوي - وهذا الخلاف نتج عنه انحرافات خطيرة جدا جدا أقول لكم أنها تكاد تهدم هذا الدين من أصوله في نفوس المسلمين عوامهم وطلبة العلم - واعذر بعضكم اذا لم يصدقني -
هذا الكلام أقوله بعد مخالطة قريبة جدا لهؤلاء المشايخ ولطلبتهم لمدة خمسة أعوام!
وهذا الخلل في عدم التوازن ليس قاصرا فقط على بعض السلفيين ولكنه متعدي الى طلبة الأزهر بل وحملة شهادات الكتوراة! واقرؤا مقال الدكتور محمد رجب بيومي رئيس تحرير مجلة الأزهر وعنونه ب ( قل الحق ولو على نفسك ) ومما اقترحه فيه أن لايُسمح للطالب بنيل شهادة الدكتوراة ولو نجح فيها بامتياز الا بعد أن يُمتحَن في الثقافة العامة وينجح فيها!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
 

خالد محمد المرسي

:: مطـًـلع ::
إنضم
16 ديسمبر 2007
المشاركات
101
التخصص
لم يحن وقته
المدينة
الاسكندرية
المذهب الفقهي
حيث مادار الدليل بفهم المتنورين
إنضم
21 سبتمبر 2009
المشاركات
188
الكنية
أبو عبدالله
التخصص
أنشد الفائدة
المدينة
وسط البحرين
المذهب الفقهي
حنبلي

اسير علي العلي

:: متابع ::
إنضم
6 أغسطس 2009
المشاركات
5
التخصص
علوم قران
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي
ملف pdf لم يفتح لموضوع قراءة موضوعية في منهجية الحفظ
تقبلوا شكريوتقديري
اسير علي العلي/ العراق
 
إنضم
20 أبريل 2008
المشاركات
122
التخصص
الشريعة..
المدينة
أم القرى
المذهب الفقهي
............
ملف pdf لم يفتح لموضوع قراءة موضوعية في منهجية الحفظ
تقبلوا شكريوتقديري
اسير علي العلي/ العراق

من لم يفتح معه الملف... لكنه أقل بقليل من الملف:

ط¨ط­ظˆط« ظˆط¯ط±ط§ط³ط§ط? آ» ط¯ط±ط§ط³ط§ط? ط¹ظ„ظ…ظ?ط© آ» ظ‚ط±ط§ط،ط© ظ…ظˆط¶ظˆط¹ظ?ط© ظپظ? ظ…ظ†ظ‡ط¬ظ?ط© ط§ظ„ط­ظپط¸
 
إنضم
2 يوليو 2008
المشاركات
2,237
الكنية
أبو حازم الكاتب
التخصص
أصول فقه
المدينة
القصيم
المذهب الفقهي
حنبلي
وما البرامج التي تكفل للحفاظ التَّرقِّي في سلَّم الفهم؟.
شيخنا الكريم عبد الحميد لعل في هذه المشاركة العاجلة ما يفيد في الموضوع فأقول : للفهم ركنان :
أحدهما : القوة الذهنية وهذه هبة ربانية يهبها الله لمن يشاء من خلقة .
الثاني : المعلومة وهي متعلق الفهم وهي مكتسبة ، وهذا يفيد أنه لا فهم بدون علم فمن طمع التصدر والتسلق السريع ففر من الحفظ فلا مفر له من سعة الاطلاع وسعة العلم حتى يستحضر مسائله ومن لم يسلك هذين المسلكين ( الحفظ وسعة العلم ) واكتفى بالقوة الذهنية فلن يفلح وسيكون خطؤه أكثر من صوابه ، وأمثلة سعة اطلاع العلماء ونماذجها كثيرة جداً حتى إنهم يجردون المطولات ويكررون قراءتها عدة مرات ، وقد قرأ شيخ الإسلام ابن تيمية مائة وعشرين تفسيراً حتى تمكن من الإجابة عن تفسير آيات أشكلت ، ولذا نقول إن الفهم يحتاج مع الهبة الربانية إلى تنمية باكتساب ما يزيد في الفهم ولذلك طريقان :
الطريق الأول : التتلمذ على الشيوخ المحققين الذين يملكون الملكة الفقهية وينهجون منهج التحليل والاستنباط ويكتسب ذلك منهم عن طريق :
1 – سؤال الشيخ لتلاميذه :
وهذا هدي نبوي ولذا بوب البخاري في صحيحه فقال : ( باب طرح الإمام المسألة على أصحابه ليختبر ما عندهم من العلم ) ثم ساق حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المسلم حدثوني ما هي ) . قال فوقع الناس في شجر البوادي قال عبد الله فوقع في نفسي أنها النخلة ثم قالوا حدثنا ما هي يا رسول الله ؟ قال ( هي النخلة ) .
2 – تكرار المسألة حتى يفهمها الطالب :
وقد بوب البخاري في صحيحه فقال : ( باب من أعاد الحديث ثلاثا ليفهم عنه )

ثم ساق تحته حديث أنس كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سلم ثلاثا وإذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا وكذا حديث ويل للأعقاب من النار كررها مرتين أو ثلاثاً .

3 – أن يراعي قدرة الطالب الذهنية في الفهم فيحدثه بما يفهم ابتداء حتى يتمكن من العلم .
بوب البخارب في صحيحه فقال : ( باب من ترك بعض الاختيار مخافة أن يقصر فهم بعض الناس عنه فيقعوا في أشد منه )

ثم ساق حديث عائشة مرفوعا : " يا عائشة لولا قومك حديث عهدهم بكفر .. الحديث
ثم بوب بقوله : ( باب من خص بالعلم قوما دون قوم كراهية أن لا يفهموا ) ثم ساق تحته حديث معاذ - رضي الله عنه - المشهور : " لا تبشرهم فيتكلوا "
4 – التطبيق العملي لكيفية الاستنباط والتحليل لمسائل العلم :
بأن يذكر الشيخ لتلاميذه نصاً ويستنبط منه عددا من المسائل والفوائد وهكذا في التعامل مع نصوص العلماء يذكر نصاَ ويطالب التلاميذ بفهمه وفكه وتحليله .
وكذلك يورد عليهم بعض الإشكالات العلمية ويحاورهم ويدربهم على كيفية الإجابة عنها .
5 – أن يكلف الشيخ الطالب ببحث بعض المسائل ويدربه على التحليل والاستنباط ثم يقومه ويصوبه بعد ذلك .
6 – تدريس الشيخ لطلابه القواعد العامة للفهم :
( القواعد الأصولية والفقهية والمقاصدية ) والتي عن طريقها يمكن التخريج وتحقيق المناط والاستنباط مع ذكر قيود تلك القواعد وضوابطها وشروطها .
الطريق الثاني : الجهد الذاتي للطالب ويدخل في هذا :
1 - سعة الاطلاع في كتب العلماء والاستقراء التام للمسائل قدر الإمكان فبقدر سعة العلم يحصل الفهم السالم من الخطأ ؛ إذ الفهم قد يكون مفرداً خاصا في مسألة جزئياتها مندرجة فيها ومنفصلة عن غيرها وقد يكون فهم المسألة مركباً من تلك المسألة وغيرها وهنا يرد الكلام على الناسخ والمنسوخ والعام والخاص والمطلق والمقيد وطرق دفع التعارض كالجمع والترجيح وكل ذلك يستلزم اطلاعاً واستقراء لكتب العلماء في التفسير والحديث والفقه والأصول .
2 – كثرة القراءة في كتب المحققين أهل التحرير والتدقيق والنقد والتحليل كابن عبد البر وابن حزم والعز بن عبد السلام والنووي وابن العربي والقرطبي وابن دقيق العيد والقرافي وابن تيمية وابن القيم وابن حجر والعيني وكذلك الجويني والغزالي والرازي والآمدي والباجي وابن الحاجب والشاطبي .
فإنه بكثرة القراءة في هذه الكتب يصبح عنده قدرة على التحليل والاستنباط والنقد بسبب كثرة الممارسة .
3 القراءة في كتب الخلاف والفقه المقارن كالمجموع والمغني وبداية المجتهد ونحوها من الكتب .
4 دراسة القواعد التي يستعين بها في الفهم وتشمل القواعد الأصولية والقواعد الفقهية والمقاصد الشرعية .
5 المشاركة في الردود والمناظرات العلمية لا سيما في الشبكة العنكبوتية حتى يحصل عنده الدربة على نقد قول الخصم ومناقشته والجواب عنه .
 
التعديل الأخير:

بشرى عمر الغوراني

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
29 مارس 2010
المشاركات
2,121
الإقامة
لبنان
الجنس
أنثى
الكنية
أم أنس
التخصص
الفقه المقارن
الدولة
لبنان
المدينة
طرابلس
المذهب الفقهي
حنبلي
الطريق الثاني : الجهد الذاتي للطالب ويدخل في هذا :
1 - سعة الاطلاع في كتب العلماء والاستقراء التام للمسائل قدر الإمكان فبقدر سعة العلم يحصل الفهم السالم من الخطأ ؛ إذ الفهم قد يكون مفرداً خاصا في مسألة جزئياتها مندرجة فيها ومنفصلة عن غيرها وقد يكون فهم المسألة مركباً من تلك المسألة وغيرها وهنا يرد الكلام على الناسخ والمنسوخ والعام والخاص والمطلق والمقيد وطرق دفع التعارض كالجمع والترجيح وكل ذلك يستلزم اطلاعاً واستقراء لكتب العلماء في التفسير والحديث والفقه والأصول .
2 – كثرة القراءة في كتب المحققين أهل التحرير والتدقيق والنقد والتحليل كابن عبد البر وابن حزم والعز بن عبد السلام والنووي وابن العربي والقرطبي وابن دقيق العيد والقرافي وابن تيمية وابن القيم وابن حجر والعيني وكذلك الجويني والغزالي والرازي والآمدي والباجي وابن الحاجب والشاطبي .
فإنه بكثرة القراءة في هذه الكتب يصبح عنده قدرة على التحليل والاستنباط والنقد بسبب كثرة الممارسة .
3 القراءة في كتب الخلاف والفقه المقارن كالمجموع والمغني وبداية المجتهد ونحوها من الكتب .

وماذا يفعل الطالب الذي إذا قرأ في تلك الكتب، برز أمامه ألف سؤال وسؤال، واحتار وارتبك، و ربما لم يجد من يستفسره عنها؟
فهل يتابع القراءة ويُغفل ما لم يفهمه -عسى يتّضح له يوماً ما- أو يتوقّف ريثما تنضج أفكاره أكثر؟
 

بشرى عمر الغوراني

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
29 مارس 2010
المشاركات
2,121
الإقامة
لبنان
الجنس
أنثى
الكنية
أم أنس
التخصص
الفقه المقارن
الدولة
لبنان
المدينة
طرابلس
المذهب الفقهي
حنبلي
ماذا يفعل؟؟؟
 
إنضم
2 يوليو 2008
المشاركات
2,237
الكنية
أبو حازم الكاتب
التخصص
أصول فقه
المدينة
القصيم
المذهب الفقهي
حنبلي
وماذا يفعل الطالب الذي إذا قرأ في تلك الكتب، برز أمامه ألف سؤال وسؤال، واحتار وارتبك، و ربما لم يجد من يستفسره عنها؟
فهل يتابع القراءة ويُغفل ما لم يفهمه -عسى يتّضح له يوماً ما- أو يتوقّف ريثما تنضج أفكاره أكثر؟
بارك الله فيكم
هذا الأمر طبيعي وهو ورد في حق كبار العلماء فكثيرا ما يرد إلى بعض العلماء إشكال في مسألة فيبحث عنها ويسأل حتى يجد جوابها وقد ذكر القرافي أنه أشكل عليه بعض المسائل فبقي يسأل ويبحث عدة سنوات ذكر أنه بحث عن الفرق بين الرواية والشهادة ثمان سنوات .
الإشكال هو بذاته علم يدل على أن الذهن يفهم ويدرك ما يقرأ لأن كثيرا من المسائل ترد فيها الإشكالات ولذا وجد عند العلماء باب التعارض والترجيح ووجد كتب لرفع الوهم والالتباس وكتب في مختلف الحديث ومشكل القرآن .
لكن الأمر يزول تدريجيا مع زيادة العلم أشبه ما يكون بشخص يصعد سلما او بناية كلما صعد درجة او طابقا انكشف له من السطح مساحة أكبر حتى إذا صعد في أعلى الطبقات انكشف له كثير من العلم وزالت عنه كثير من التساؤلات والإشكالات .
وعموما فالإشكالات مراتب وأولويات فمتى أشكلت مسألة مهمة سأل الطالب عنها أو بحثها في مظانها .
 

بشرى عمر الغوراني

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
29 مارس 2010
المشاركات
2,121
الإقامة
لبنان
الجنس
أنثى
الكنية
أم أنس
التخصص
الفقه المقارن
الدولة
لبنان
المدينة
طرابلس
المذهب الفقهي
حنبلي
بارك الله فيكم
هذا الأمر طبيعي وهو ورد في حق كبار العلماء فكثيرا ما يرد إلى بعض العلماء إشكال في مسألة فيبحث عنها ويسأل حتى يجد جوابها وقد ذكر القرافي أنه أشكل عليه بعض المسائل فبقي يسأل ويبحث عدة سنوات ذكر أنه بحث عن الفرق بين الرواية والشهادة ثمان سنوات . من أين لي بجَلد مثل جلد هؤلاء العلماء؟ إنني إذا سمعتُ أنّ أحداً قضى في رسالة الدكتوراه خمس سنوات، أعدُّه رقماً خيالياً!!
الإشكال هو بذاته علم يدل على أن الذهن يفهم ويدرك ما يقرأ لأن كثيرا من المسائل ترد فيها الإشكالات ولذا وجد عند العلماء باب التعارض والترجيح ووجد كتب لرفع الوهم والالتباس وكتب في مختلف الحديث ومشكل القرآن .
لكن الأمر يزول تدريجيا مع زيادة العلم أشبه ما يكون بشخص يصعد سلما او بناية كلما صعد درجة او طابقا انكشف له من السطح مساحة أكبر حتى إذا صعد في أعلى الطبقات انكشف له كثير من العلم وزالت عنه كثير من التساؤلات والإشكالات .
وعموما فالإشكالات مراتب وأولويات فمتى أشكلت مسألة مهمة سأل الطالب عنها أو بحثها في مظانها .
أثابكم الله خيراً.
في مكان آخر في الملتقى سألتُ هذا السؤال:
"بصراحة تامة، أحياناً أحتار ماذا أقرأ، وكيف، وأتساءل ما هي الكتب التي يجب أن تحتويها مكتبتي؟" (كوني على الدرجة الأولى)
 

أحلام

:: متميز ::
إنضم
23 ديسمبر 2009
المشاركات
1,046
التخصص
أصول فقه
المدينة
........
المذهب الفقهي
.......
بوركتِ ووفقكِ الله
ابدئي يا أخيتي بشيء السهل من مؤلفات العلماء وتدرجي حتى تصلي إلى الأصعب , لأن بالتدرج تتفتح لديكِ المدارك
ويصبح لديكِ وعي في رد أي استفسار يرد على ذهنكِ
فقد ذكر لكِ الشيخ الفاضل بعض العلماء وهم في الفقه والأصول بمكان كالجويني والغزالي والقرافي وغيرهم
فكتبهم احتوت من الألغاز الأصولية الشيء الوفير , حتى قيل أن كتاب البرهان للجويني لغز هذه الأمة
لما فيه من محارات العقول
فعليك أولا البدء بالكتب المعاصرة حتى يصبح لديك مراس في فهم المادة ومن ثم الكتب السهلة في اللفظ وذات دلالة واضحة عند العلماء المتقدمين فبعد قرائتها وفهمها يصبح لديك تصور شامل للمادة المقروءة وعليه بعد ذلك
قومي بالولوج في الكتب ذات العمق في المادة كالبرهان والمستصفى والمحصول وغيرها
ومدار هذا الكلام هو نفسه في كتب الفقه
مقولة اعجيتني
لعبد العزيز البخاري عندما عصى على عقلة فهم مرامي كلام شيخه البزدوي قال : ( ... وفي الجملة لم يتضح لدي معنى حقيقة كلام الشيخ في هذه المسألة , ولا غرو , إذ هو كان رحمه الله في أعلى طبقات أهل التحقيق , متغلغلا في مضايق مسالك التدقيق , فأين نحن من العثور على مقصوده ومرامه والوقوف على حقائق نُكته وأسرار كلامه
_ فلما عجز عن فهم قول شيخة _قال اخترنا قول الجمهور والله أعلم )
2/ 23 من كشف الأسرار
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
 

بشرى عمر الغوراني

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
29 مارس 2010
المشاركات
2,121
الإقامة
لبنان
الجنس
أنثى
الكنية
أم أنس
التخصص
الفقه المقارن
الدولة
لبنان
المدينة
طرابلس
المذهب الفقهي
حنبلي
بوركتِ ووفقكِ الله وانت بارك فيك ووفقك!

ابدئي يا أخيتي بشيء السهل من مؤلفات العلماء وتدرجي حتى تصلي إلى الأصعب , لأن بالتدرج تتفتح لديكِ المدارك
ويصبح لديكِ وعي في رد أي استفسار يرد على ذهنكِ
فقد ذكر لكِ الشيخ الفاضل بعض العلماء وهم في الفقه والأصول بمكان كالجويني والغزالي والقرافي وغيرهم
فكتبهم احتوت من الألغاز الأصولية الشيء الوفير , حتى قيل أن كتاب البرهان للجويني لغز هذه الأمة
لما فيه من محارات العقول
فعليك أولا البدء بالكتب المعاصرة حتى يصبح لديك مراس في فهم المادة ومن ثم الكتب السهلة في اللفظ وذات دلالة واضحة عند العلماء المتقدمين فبعد قرائتها وفهمها يصبح لديك تصور شامل للمادة المقروءة وعليه بعد ذلك
قومي بالولوج في الكتب ذات العمق في المادة كالبرهان والمستصفى والمحصول وغيرها حقيقةً، لقد كشفتِ ما يدور في خلَدي!
قصتي أنّ محبتي للفقه وعلومه حديثة وليدة، لكنّني لا زلتُ أجد حاجزاً بيني وبين الكتب الفقهية، كالتي ذكرها الأخ الفاضل أبو حازم، وربما كسْر الحاجز ذاك كما ذكرتِ بارك الله فيك..

ومدار هذا الكلام هو نفسه في كتب الفقه
مقولة اعجيتني
لعبد العزيز البخاري عندما عصى على عقلة فهم مرامي كلام شيخه البزدوي قال : ( ... وفي الجملة لم يتضح لدي معنى حقيقة كلام الشيخ في هذه المسألة , ولا غرو , إذ هو كان رحمه الله في أعلى طبقات أهل التحقيق , متغلغلا في مضايق مسالك التدقيق , فأين نحن من العثور على مقصوده ومرامه والوقوف على حقائق نُكته وأسرار كلامه
_ فلما عجز عن فهم قول شيخة _قال اخترنا قول الجمهور والله أعلم )
2/ 23 من كشف الأسرار

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

استرعى انتباهي توقيع لأحد الإخوة : أن تقرأ كتاباً ثلاث مرات، أفضل من أن تقرأ ثلاثة كتب.
ما قولكم ؟
 

مصطفى سعد احمد

:: متابع ::
إنضم
7 فبراير 2010
المشاركات
80
التخصص
تبريد
المدينة
اسكندرية
المذهب الفقهي
الحنابلة
رد: منهجية الحفظ في التعلّم "قراءة موضوعية"

مازالت مداخلاتك ممتعة يا ابا حازم والرسالة هى رسالة تحذير
لكل من يتكىء على الحفظ وحده دون فهم فالمتون هى تدريبات لطلبة العلم
على المسائل ليكون الطالب قويا متمرسا دقيق الفهم وليكون مفتيا صالحا او محدثاصحيح الفهم او مفسرا متقنا لان هذه المتون كتبت بدقة متناهية واختصرت بمهارة عالية تدل على ان كاتبها من المتقنين فى العلم ولاشك انها تيسر طلب العلم
وتختصر الوقت
 
أعلى