العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

بين الشعائر و المشاعر

إنضم
5 أغسطس 2010
المشاركات
837
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
أصول الفقه
المدينة
عين تموشنت
المذهب الفقهي
مالكي
التخلف عن الخطيئة حين بذل المطارف و الحشايا أشد على القلب من الوقوع فيها ، و حرقة الترك حال التمكين غير مقدور عليها إلا لمن تأيّد بالتوفيق و العصمة..
لا يحرج المكلف ترك الحرام البين و دفعه ، و لا عنت في درء ما يشبهه..و لكن الكلفة في تحصيل الحلال حيث احتفت به موانعه..
لا أقصد المانع الشرعي ؛ و إنما أتحدث عن رعي حظ لقرين تحبه ، أو جليس تجلّه ، أو عن نكاية قد تلحق بعشيرة ، أو كآبة تلازم المعاشر...
أخطر موازنة تشق على النظر ، التوفيق بين المشاعر و الشرائع.. و أعظم بلية ، ترك الحلال لكل ذي بال..
 
التعديل الأخير:

أم علي

:: مطـًـلع ::
إنضم
24 مايو 2013
المشاركات
170
الإقامة
الجزائر
الجنس
أنثى
التخصص
أصول الفقه
الدولة
الجزائر
المدينة
الجزائر
المذهب الفقهي
سنّي
رد: بين الشعائر و المشاعر


بسم الله والحمد لله والصّلاة والسّلام على رسول الله

أُختي في الله أمّ معتزٍّ: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما جعل الله لرجلٍ من قلبين في جوفه

إنّ هذا القلب لمن أعجب ما خلق الله في الإنسان فبه صلاحه وفساده ..وعليه صوابه وسداده
وفيه أُنسه وكدرُه ..وذلك على حسبِ ما أودع فيه من علمٍ نافعٍ ..ونورٍ ساطع ..ويقينٍ بالغ
لا سلطان عليه ..ولا حاجب لديه ..ولا آمر له ؛إلاّ ربّه ..فالقلوب بين أصابع الرّحمان يقلّبها كيفما يشاء
ففي قول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم
هذا قسمي فيما أملك على فرض صحّة الرّواية لأن فيها مقال ليس تقريرا أنّه لم يدخل قلبه صلى الله عليه وسلّم إلاّ عائشة رضي الله عنها بل قد حواهنّ كلّهنّ حبّاً وحناناً وعطفاً ورحمةً وبرّاً وإحساناً وكُنَّ في قلبه منازل؛ والحظوة لمن سبقت ولحقت للمنزل الأوّل وللمقام الأمثل في فؤاده صلى الله عليه وسلّم وقد كانت لخديجة رضي الله عنها فقد قال عنها صلّى الله عليه وسلّم (والله ما أبدلني الله خيراًمنها )وقال أيضاً (ولقد رُزقتُ حبّها )بأبي و أمّي وروحي صلّى الله عليه وسلّم ...

فالمسألة في اعتقادي ربّانيّة لا سلطان للمرء على قلبه فلا يلام على حبّه أو بغضه فلان دون فلان كما يقول المثل الدّارج عندنا: (المحبّة ماشي بالسِّيف).أي ليست جبراً.إلاّ إذا جاوز الحدود وتعدّى الحمى هنا الكلام والملام ..إنّ آية الحبّ الإكرام.. وآية البغض الإحجام ..فالمثل أو أحسن منها في الأولى.. والصّبر والتّجلّد في الثّانية ..ليس إلاّ ... وأمّا الحمل على المماثلة والمشاكلة فليس لكِ ولا له؛.. ولا خير في ودّ لا يكون إلاّعن كلفةٍ ولا في حبٍّ لا يكون عن طواعية..
ومن الخير للمؤمن أن لا يسأل النّاس شيئا ..
وقد تتعدّد المحآبّ وتتنوّع ..ويستلزم من التّنوّع الإشتراك المنافي للتفرّد والتّوحّد ولكن في الوصف لا في الصّفّ ..و النّاس مراتب ودرجات ،وأرواحهم جنودٌ مجنّدة ؛فقد أحبّ النّبيّ صلى الله عليه وسلّم كلّ أزواجه ولكنّ حبّه لخديجة لا كحبّه لعائشة وحبّه لعائشة لا كحبّه لزينب وحبّه لزينب لاكحبّه لحفصة ودواليك ...تفاوت القدر والمقدار
قال تعالى :
(ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودّةً ورحمة...)
فالمودّة والرّحمة ربّانيّتا المصدر ،..وسماويّتا الممطر ،..فلا تُطلبا إذن إلاّ من الله العليِّ الأكبر وذلك بابتغاء الوسيلة،.. ولزوم القصد والفضيلة ،..قال تعالى :(
إنّ الذين آمنوا وعملوا الصّالحات سيجعل لهم الرّحمان وُدّا )
فلا يكن هم المرأة جمع قلبه لها بقدر ما يكون جمع حقّه عند ربّها ولا تنتظر الجزاء إلاّ منه سبحانه وإن كفر العشرة وأنكر المعروف فالوفاء في النّاس عزيز ..وما كان لله دام واتّصل وإلاّ انقطع وانفصل..
وهكذا يسلم لكِ قلبك ويلمّ عليكِ شملك وتثبت بك قدمك..
فاجعلي الحبّ حبّا واحدا والهمّ همّاً واحدا وهو حبّ الله والأنس به والرّغبة إليه والمكانة لديه فليس من يأتيك هرولةً إذا أتيته ماشيةً إلاّ هو وليس من يتقرّب إليك باعاً إذا تقرّبت إليه ذراعاً إلاّ هو ولا أوفى منه وعداً ولا أكرم منه عهداً...
وأخيراً أخيّتي ليس الشّأن أن تُحبّ ولكنّ الشّأن أن تُحبّ
اللَّهُمَّ اجعل حبّنا لك أحبّ إلينا من أنفسنا وأهلنا ومن الماء البارد على الظّمأ
اللَّهُمَّ ما آتيتنا ممّا نحبّ فاجعله قوّةً لنا فيما تُحبّ وما زويت عنّا ممّا نُحبّ فاجعله فراغاً لنا فيما تحبّ ...وصلّى الله على خير من أَحبّ وأُحبّ...والسّلام

وليس ما قلت تقدماً بين يدي أساتذتي الكرام ولا تشدّقاً في حضرة الكبار وإنّما استخراجاً لما في الجعبة استصواباً واستطبابا فأنتم الخير والبركة
 

ام معتز

:: مشارك ::
إنضم
26 ديسمبر 2012
المشاركات
229
الكنية
ام معتز
التخصص
علوم شرعية
المدينة
قسنطينة
المذهب الفقهي
المالكي
رد: بين الشعائر و المشاعر

الجميع يسكن القلب ولكل مكانته فيهوالمشاعر لا مأخذ عليها ما لم تتحول إلى سلوكات وحينها يجب أن تنضبط بأحكام الشعائربمعنى قد يفضل الزوج واحدة في أغلب الأحوال لصفات راجحة أو تجانس الطبع وقد يفضل باعتبارات وأحوال مخلفةفربما في أوقات الصفاء فضل الصغرى التي تهتم به أكثروفي أوقات الشدة فضل الكبرى إن اتسمت بالحلم ورجاحة العقل وربما في حال الفاقة المادية الطارئة فضل قليلة المطالب وهكذا دواليك لكن هذا التفضيل يجب أن يبقى إلى حد بعيد تفضيلا وجدانيـا وهذا لا مأخذ عليه، وهو دليل على استيلاء الضعف على سائر البشرما لم يتحول إلى سلوك غير عادي أو غير مألوف؛ كأن يميـل ميلانـا بائنـاً، في الأمور الماديـة التي هي في متناول الإنسان من مأكل وملبس ومبيت ..فهنالك تخطت المشاعر حـدود الشعائر، فيحكم ببطلانها ويصار إلى تحكيم الشعائرومثله ينطبق على الأولاد فقد يفضل الوالد بوجدانـه أحدا بصفة عامة لمواصفات حسنة أولتجانس الطبعوقد يفضل باعتبارات مختلفة كتفضيل البعيد حتى يعود والمريض حتى يشفى والصغير حتى يكبر وهكذالكن ما لا يقبل هو التفضيل بينهم في الأمور الماديـة التي في متناوله؛ لأن هذا من شأنه أن ينزغ الشيطان بين الإخوة، فيكون التصرف آيلا إلى قطع صلة الرحم، فتسد ذريعته.
بارك الله فيكم الأخ مختار ...لكم تمنينا أن تكون مشاركتكم على شكل دروس نستفيد منها ..لما فيها من إرشادات نفسية معززة بالشرعية ،وهذا ما نحتاجه في العلاقات الزوجية، وهو ما أدركه سيد البشر عليه الصلاة والسلام قبل قرون ...وصار اليوم علما مستقلا بذاته بينما كان صلى الله عليه وسلم يلقيه بين أيدي أصحابه بكلمات بسيطة وتصرفات في متناول الجميع ،الجاهل والأمي الصغير والكبير الغني والفقير بأبي هوو أمي . ولعله هو وحده عليه الصلاة والسلام الموفق بين الشعائر والمشاعر...والله أعلم .
 
إنضم
21 ديسمبر 2010
المشاركات
396
الإقامة
وهران- الجزائر
الجنس
ذكر
التخصص
الشريعة والقانون
الدولة
الجزائر
المدينة
سعيدة
المذهب الفقهي
مالكي
رد: بين الشعائر و المشاعر

لا شكر على واجب، وما ذكرته في الحقيقة يعرفه أهل العلم
ولا يليق بي أن أتقدم بين يدي أستاذي الدكتور الأخضري فأخصص موضوعه العام دون مخصص
والمدارسة الناجحة هي النابعة من الإجابة عن إشكالات الممارسة
 

بنت من السويس

:: مطـًـلع ::
إنضم
26 فبراير 2011
المشاركات
147
التخصص
فلسفه
المدينة
السويس
المذهب الفقهي
الدليل
رد: بين الشعائر و المشاعر

كيف غفلت عن هذا الموضوع منذ التسجيل فى الملتقى للان لقد انبت نفسى كثيرا وانى انتهز الفرصة لأضع اما شيخنا وكافة الفضلاء موقفا حدثتنى نفسى يوما ان فيه جرح للمشاعر لامراة ولكنى تأدبت لأن الفاعل رسول الله صلى الله عليه وسلم متهمة نفسى بالجهل وهذ حق تنزيها لجناب المصطفى ان يجرح مشاعر امراة ما
وما اقصده هو قول النبى لجابر هل تزوجت قال نعم قال له النبى بكرا ام ثيبا قال جابر ثيبا فقال له النبى ( هلا بكرا تلاعبها وتلاعبك )
كلما سمعت او قرات الحديث سرحت افكر فى حال الثيب هذه عندما بلغها قول المصطفى وهى التى تزوجت شابا عنده تسع اخوات تقوم على شئونهن فياليت شيخنا الاخضرى والفضلاء يفكون اشكالى زادكم الله علما
 
إنضم
21 ديسمبر 2010
المشاركات
396
الإقامة
وهران- الجزائر
الجنس
ذكر
التخصص
الشريعة والقانون
الدولة
الجزائر
المدينة
سعيدة
المذهب الفقهي
مالكي
رد: بين الشعائر و المشاعر

إقرار النبي صلى الله عليه وسلم -كما يبدو- لقرار جابر رضي الله عنه ليس فيه ما يدل على امتهان الثيب أو عدم مراعاة مشاعرها
بل على العكس فيه مراعـاة لمصلحـة كل الأطراف: الزوج والزوجة والأخوات
والزوجة قبلت بهذا الزواج بإخبار جابر ولم يأمرها النبي صلى الله عليه وسلم حتى يأتي هذا الإشكال

فالثيب خبرت الزواج ولها تجربة بمسراته ومضراته وهي تنظر إليه بعين العقل لا العاطفة وتدرك ماهي مقبلة عليه من التزامات عن طواعية لا إكراه
والبكر في هذه الحالة قد لا تستطيع احتواء أخواته الصغيرات في السن وربما وافقت تعلقا بالزوج دون إدراك العواقب التي قد تضر بها

مع ضرورة مراعاة وتقدير فعل النبي صلى الله عليه وسلم أنه حكم خاص يخضع لعرف صحيح في ذلك الزمن وما يساويه في الظروف الزمكانية
وليس حكما شرعيا عاما يجب اتباعه وإن استحب الاستئناس به في تقدير المسألة المعروضة
ففعل النبي صلى الله عليه وسلم ليس باعتباره مبلغا للوحي ولا مفتيا بحيث يجب اتباعه
وإنما كان مستشارا والمستشار مأتمن وهو يقرر مسألة خاصة وليس حكما شرعيا عاما

ويمكن الاستعانة لفهم ما ذكرت؛ من تباين تصرفات النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب القرافي المالكي المسمى ب: "
الإحكام في تمييز الفتاوى عن الأحكام وتصرفات الإمام".
وهو كتاب مختصر لكنه لا يُستغـنى عنه لفهم مسائل مهمة تتعلق بتصرفات النبي صلى الله عليه وسلم ( مبلغ للوحي، مفتي، قاضي، حاكم، قائد للجيش ...).
والله تعالى أعلم.
 

أم علي

:: مطـًـلع ::
إنضم
24 مايو 2013
المشاركات
170
الإقامة
الجزائر
الجنس
أنثى
التخصص
أصول الفقه
الدولة
الجزائر
المدينة
الجزائر
المذهب الفقهي
سنّي
رد: بين الشعائر و المشاعر

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

شيخنا الفاضل
مختار قوادري :السلام عليكم ونفع الله بعلمكم عندي استفسار لو تفضلتم ..

فهمت من جوابكم للأخت الكريمة أن ترغيبه صلى الله عليه وسلم جابراً البكر أوإقراره الثّيّب ليس من باب إقرارالحكم الشرعي وإنما هو حكم خاص تمثيلاً لعرف صحيحٍ سائدٍ آنذاك فلا يُعمّم ولا يعامل معاملة الحكم الشّرعي (
صح) ..؟!!وإن كنت أخطأت فهماً فصوّبني شيخنا ولكم كلّ الشّكر ..

ولقد قرأت الفصل المحال إليه من كتاب
الإحكام في تمييز الفتاوي من الأحكام

ذكرفيه
القرافي رحمه الله أن تصرفات النبي صلى الله عليه وسلم أربعة أقسام :

-
١)قسم اتفق العلماء أنه تصرف بالإمامة كإقامة الحدود وإرسال الجيوش
٢)وقسم هو تصرف بالقضاء كإلزام الديون وفسخ الأنكحة
٣) وقسم هو تصرف بالفتيا كإبلاغ الصلوات وإقامتها وإقامة المناسك
٤) وقسم مختلفٌ فيه بين هذه الأقسام الثلاث

وقال رحمه الله في ذكر آثار هذه الحقائق:

- وأما ما فعله بطريق الإمامة فلا يجوز لأحد الإقدام عليه إلا بإذن الإمام الوقت الحاضر لأنه فعله بطريق الإمامة وما استبيح إلاّ بإذنه فكان شرعاً مقرّراًلقوله تعالى: (
واتبعوه لعلكم تهتدون ) ..
- وأما ما فعله بطريق الحكم فلا يجوز لأحد أن يقدم عليه إلاّ بحكم الحاكم في الوقت الحاضر اقتداءً به صلى الله عليه وسلّم ..
- وأمّا ما تصرّفه بالفتيا والرسالة والتبليغ فذلك شرع يتقرّر على الخلائق إلى يوم الدّين يلزمنا أن نتّبع كلّ حكمٍ ممّا بلّغه إلينا عن ربّه بسببه .اهـ


-فلم أفهم- بارك الله فيكم -أن هناك تصرف من تصرفاته صلى الله عليه وسلم المذكورة لا يعامل معاملة الحكم الشرعي وأين يمكننا إدراج حديث جابر من هذه الأقسام .؟!!

-إذا لم تعامل مشورة النبي صلى الله عليه وسلم معاملة الحكم الشرعي والمستشار مؤتمن فكيف تعامل وما هي نظرة الشرع لها ..؟!!ثم إن النبي صلى الله عليه وسلّم لم يكن في مقام الإستشارة لأن جابراً لم يطلب المشورة فالنبي صلى الله عليه وسلم هو الذي بادر سائلاً فقام مقام النصيحة والنصيحة عمّت أو خصّت حكمٌ شرعي أليس كذلك ..؟!

-حتى وإن سلّمنا أنه يقرر حكماً خاصاً فهل الحكم الخاص يخرج عن مسمّى الحكم الشّرعي وبالتالي يخرج عن الأقسام التي ذكرها الإمام القرافي رحمه الله ..؟!

-إذا كان هناك قسم من تصرفات النبي صلى الله عليه وسلم غير أفعاله الجبلية والعادية لا يؤخذ كحكم شرعي فماهو هذا القسم وكيف يمكننا أن نسمّيه ..؟! وجزاكم الله خيراً ..... والسلام .

 

زياد العراقي

:: مشرف ::
إنضم
21 نوفمبر 2011
المشاركات
3,614
الجنس
ذكر
التخصص
...
الدولة
العراق
المدينة
؟
المذهب الفقهي
المذهب الشافعي
رد: بين الشعائر و المشاعر

روى الإمام مسلم عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَرَرْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقَوْمٍ عَلَى رُءُوسِ النَّخْلِ فَقَالَ: مَا يَصْنَعُ هَؤُلاَءِ؟ فَقَالُوا: يُلَقِّحُونَهُ يَجْعَلُونَ الذَّكَرَ فِى الأُنْثَى فَيَلْقَحُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا أَظُنُّ يُغْنِى ذَلِكَ شَيْئًا
قَالَ: فَأُخْبِرُوا بِذَلِكَ فَتَرَكُوهُ فَأُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِذَلِكَ فَقَالَ:
إِنْ كَانَ يَنْفَعُهُمْ ذَلِكَ فَلْيَصْنَعُوهُ فَإِنِّى إِنَّمَا ظَنَنْتُ ظَنًّا فَلاَ تُؤَاخِذُونِى بِالظَّنِّ وَلَكِنْ إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنِ اللَّهِ شَيْئًا فَخُذُوا بِهِ فَإِنِّى لَنْ أَكْذِبَ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ .

فنصيحة الرسول صلى الله عليه وسلم لجابر من باب أنه شاب في أول زواج له ، وهي نصيحة والله اعلم لكل شاب في أول زواج له ، وليست خاصة بجابر رضي الله عنه ، وإلا لما تسابق الصحابة للزواج من الأرامل ، بل هم يقتدون بفعله صلى الله عليه وسلم .
كذلك تلقيح النخل ، فهي نصيحة بالظن وليس بالوحي ، وهذه الرواية تعليم لنا أن الإمام لا يعلم كل شيء ، ونحن نرى من يرفع الحكام ويجعلهم يعلمون كل شيء ، وقد بالغ بعض من يحب إمامنا الشافعي ، فجعله يعلم بالفلك واللغات الأعجمية وغيرها ، والإمام الشافعي ليس بحاجة لها ، ولا تقلل من علمه لو جهلها .
والله اعلم
 

أم علي

:: مطـًـلع ::
إنضم
24 مايو 2013
المشاركات
170
الإقامة
الجزائر
الجنس
أنثى
التخصص
أصول الفقه
الدولة
الجزائر
المدينة
الجزائر
المذهب الفقهي
سنّي
رد: بين الشعائر و المشاعر


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

أحسن الله إليكم
الأستاذ الكريم زياد طارق وجزاكم الله خيراً ..

لقد ذكر محقق الكتاب أن حديث تأبير النخل ليس من قبيل الأقسام التي ذكرها القرافي في تصرفات النبي صلى الله عليه وسلم وإنما هو من أمور الدنيا التي وكلها إلى أهلها وقد قال صلى الله عليه وسلم :
إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه فإني إنما ظننت ظنّا فلا تؤاخذوني بالظّنّ ولكن إذا حدّثتكم عن الله شيئاً فخذوه فإنّي لا أكذب على الله عزّ وجلّ

فهل حديث جابر من أمور الدنيا المحضة التي تكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلّم بالظّنّ فيجوز نقضه ..؟!

ويتبادر إلى ذهني سؤال أضيفه إلى الأسئلة السّابقة كيف لي أن أضبط ما كان من أمور الدّنيا عمّن كان من أمور التّشريع من أفعال الرسول صلى الله عليه وسلّم ..؟! وجزاكم الله خيراً
والسّلام
 

بنت من السويس

:: مطـًـلع ::
إنضم
26 فبراير 2011
المشاركات
147
التخصص
فلسفه
المدينة
السويس
المذهب الفقهي
الدليل
رد: بين الشعائر و المشاعر

دار بخاطرى تساؤلات اختى ام على حفظها الله لكن نظرا لعاميتى لم استطع ان اترجمها كتابة كما فعلت هى
واضيف ان الموضوع عن المشاعر وكسر الخاطر وبالتالى مامردوده على زوجة جابر

 
إنضم
21 ديسمبر 2010
المشاركات
396
الإقامة
وهران- الجزائر
الجنس
ذكر
التخصص
الشريعة والقانون
الدولة
الجزائر
المدينة
سعيدة
المذهب الفقهي
مالكي
رد: بين الشعائر و المشاعر

بارك الله فيكم وأغدق عليكم من نعمه ورمضان مبارك إن شاء الله
الزواج له اعتبـاران فهو شركة دنيوية، تضبطها أحكام ومبادىء عامة في التشريع.
فمن جهة الضوابط والأحكام استحباب الزواج بذات الدين وبالولود...
الخ ما تعرفون.
أما من جهة أنه شركة دنيوية، فيراعى فيه العرف وطبيعة الشخصية والمنزلة الاجتماعية
ونحو ذلك.فقد لا ينسجم اثنان مع صلاحهما، وقد سمعت من بعض أساتذتي الأجلاء: لبنات من طوب متماسكة خير من لبنات من ذهب متناثرة.
مع الإشارة إلى أن هنالك مسائل تختلف فيها الأنظار، فاشتراط الكفاءة في الزوج مثلا اشترطه الإمام أبوحنيفة رضي الله عنه، فقال بعدم صحة نكاح القرشية ممن لا يساويها في الكفاءة. بينما ذهب الإمام مالك رضي الله عنه إلى أن المعتبر في ذلك التقوى، ولا ضرورة لاشتراط الكفاءة.
الملاحظ أن الكفاءة لا زال يشترطها أقوام حتى في البلاد التي ينتشر فيها المذهب المالكي، وإن بدأ جيل الشباب يخرج عن هذا الحظر من الجيل القديم، ليس بالضرورة لدواعي دينية تتعلق بما ذكره الإمام مالك رحمه الله، وإنما هم ينظرون أن هذا الشرط؛ أي الكفاءة يتعلق بعرف قديم يجب اندثاره، وإن كان فعل الناس ليس بحجة شرعية، لكني أريده مقدمة لما يأتي.

ما أريد توضيحه مما ذكرت سابقا أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يعلم نفسية هذا الصحابي، وأنه يناسبه الزواج ببكر يلاعبها وتلاعبه، وأنه في مثل سنه كان سيتوجه إلى هذا الاختيار، لولا موانع صرفت نطره ليختار الثيب حتى تستوعب أخواته. ففعله(قوله) صلى الله عليه وسلم مراعاة لمشاعره، وليس فيه أي دليل على عدم مراعاة زوجه الثيب. فالثيب حينما يتاح لها الفرصة أن تتزوج، وأن تتزوج بفتى يافع هو منتهى الأماني، وإقرار النبي صلى الله عليه وسلم لفعل الصحابي دليل على تفضيل الثيب على البكر في مثل هذه الحيثيـات وهو محض مراعاة مشاعرها.
. إذن فهو حكم خاص، وليس حكما عاما.
أما الحكم العـام: جـواز الزواج من المسلمـة سواء كانت بكرا أم ثيبا.
قد يفهم من زواج النبي صلى الله عليه وسلم بالثيبات -ما عدا عائشة- استحباب الثيب على البكر، وهذا ليس صحيحا، فالمعلوم أن السنة الفعلية يدخلها الاحتمال، ولا يقوى بها الاستدلال مثل السنة القولية في الدلالة على الحكم الشرعي.
كما لا يفوتني أن أشكر الأخت أم علي على استدراكها، وعلى رجوعها إلى المرجع الذي شجعت على قراءته، والمرجع ليس بين يدي الآن.
ويبدو لي والله أعلم أن إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لفعل الصحابي أنه حكم شرعي خاص، أقرب إلى الفتوى، منه إلى الحكم الشرعي العـام، الذي هو عدم المفاضلة في الزواج بين البكر والثيب، ولو أخذ منه المفاضلة لما جاز للصحابي أن يخالف النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يستدع سؤال النبي صلى الله عليه وسلم الصحابيَ.
ما أقصد قوله أن تفضيل الثيب على البكر في مثل هذه الحال ليس ملزماً، فيمكن لشخص رغم هذه الحال أن يتزوج البكر. وأقصى ما يفهم أن فعل النبي صلى الله عليه وسلم في مثل هذه الملابسات يُستأنس به.
والله تعالى أعلم.

 

بنت من السويس

:: مطـًـلع ::
إنضم
26 فبراير 2011
المشاركات
147
التخصص
فلسفه
المدينة
السويس
المذهب الفقهي
الدليل
رد: بين الشعائر و المشاعر

بوركت استاذنا قوادرى وقد استوعبت ماقلته ولكن اسمح لى ان اعرض عليك خاطره عندى واذكركم ان محدثتكم عاميه

من خلال القصة نفهم ان النبى بأبى هو وأمى يريد ان يسرى عن جابر لما رآه شاردا مهموما ( ليس فى النص وصف جابر بهذا لكنه تصورى ) فأراد النبى ان يخرجه من هذه الحالة ويتبسط معه تزوجت ياجابر نعم يارسول الله ثيبا ام بكرا قال ثيبا الى ان قال له النبى هلا تزوجت بكرا تلاعبها وتلاعبك هنا وهذا مااعرضه عليكم كأن مراد النبى ان يقول انت شاب والعرف ان مثلك يتزوج بكرا صغيره فما حملك على هذا وليس هذا تنقصا من زوجته لكن يستوضح منه لما خالف العرف فلما بين له جابر عذره سكت واقر هذا
هل فى فهمى هذا اى مخالفه او تجاوز لقدرى بارك الله فيكم ؟
 
إنضم
21 ديسمبر 2010
المشاركات
396
الإقامة
وهران- الجزائر
الجنس
ذكر
التخصص
الشريعة والقانون
الدولة
الجزائر
المدينة
سعيدة
المذهب الفقهي
مالكي
رد: بين الشعائر و المشاعر

بارك الله فيك وزادك علما وأدبا
أنا ممتن لك على ذكر الحديث فهو يساعد على استيعاب المسألة
 

أم علي

:: مطـًـلع ::
إنضم
24 مايو 2013
المشاركات
170
الإقامة
الجزائر
الجنس
أنثى
التخصص
أصول الفقه
الدولة
الجزائر
المدينة
الجزائر
المذهب الفقهي
سنّي
رد: بين الشعائر و المشاعر


بسم الله والحمد لله والصلاة والسّلام على رسول الله

جزاكم الله خيراً شيخنا الفاضل ورمضان مبارك علينا وعلى الأمّة الإسلاميّة جمعاء
لقد فهمت من الجواب مقصوده من سؤال الأخت الكريمة بنت السويس ولكنّي لم أتّضح التقعيد والتأصيل وأريد المزيد من التّحليل والتحصيل ولكم الشّكر الوفير والجزيل ..

وإقرار النبي صلى الله عليه وسلم لفعل الصحابي دليل على تفضيل الثيب على البكر في مثل هذه الحيثيـات وهو محض مراعاة مشاعرها
أليس الظّاهر من الحديث أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلّم لم يقرّ جابراً لأجل محض مراعاة مشاعرها ، بل ما أقرّه إلاّ بعد أن علم صلى الله عليه وسلّم أنّ ذلك كان بسبب رعاية أخواته رضي الله عنه اعتباراً وتغليباً لمصلحتهنّ ..؟ فنلاحظ بهذا أنّ منظومة المشاعر في الشريعة الإسلاميّة قائمة على المصلحة بالدرجة الأولى تقديماً للعامّة منها على الخآصّة لا على مجرّد الشّعور
. إذن فهو حكم خاص، وليس حكما عاما.
الحكم على إقرار النبي صلى الله عليه وسلم جابراً زواجهُ الثّيّب بأنّه حكمٌ خاص؛ في النّفس منه شيء ذلك أنّه كما قلتم :
1) أنّ الحكم العـام هو: جـواز بل وتفضيل الزواج من المسلمـة سواء كانت بكرا أم ثيبا.

2) أن الأفضليّة لا تقتضي الخصوصيّة فالشرع رغّب الزّواج بالمسلمة لكن دون تخصيصٍ بها إذ أباح الكتابيّة، فكذلك إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لتفضيل جابرٍ الثّيّب لا يقتضي الخصوصيّة لأنه ما أقره إلا بعد أن ذكر له ما أراد من الرعاية لأخواته فلم يشأ أن يأتي بخرقاء مثلهنّ فتتعبه وتتعبهنّ ..
فالرعاية والقيام بشؤون البنات أو الأخوات قد تقوم به البكر أحسن قيام أفضل من الثّيّب إذا قصّرت هذه الأخيرة أو عجزت لأنّ صلاح بيوت الرّجال لا يقوم على مجرّد الثّيوبيّة إذا صحّ التّعبير أو البكارة في المرأة وإنّما يرجع إلى رجاحة عقلها وكرم أخلاقها وحسن تدبيرها وإدارتها..


3)أن الزواج بالثّيّب كان سائداً جاهليّةً وإسلامًا من شيبٍ وشبابٍ عزّاباً وعُدّادا اختياراً و اضطرار كما رأينا من زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم من خديجة رضي الله عنها قبل الإسلام وهذا يخرجه من وصف الخصوصية

قد يفهم من زواج النبي صلى الله عليه وسلم بالثيبات -ما عدا عائشة- استحباب الثيب على البكر، وهذا ليس صحيحا، فالمعلوم أن السنة الفعلية يدخلها الاحتمال، ولا يقوى بها الاستدلال مثل السنة القولية في الدلالة على الحكم الشرعي

أيدخلها الإحتمال وقد أكثر منه صلى الله عليه وسلم هو وأصحابه من بعده
ولماذا لا نقول أنه صلى الله عليه وسلم نظر إلى مصلحة الشّاب مجردة حين رغّبه في البكر تحقيقا للتوافق والتناسق فشابّ غير مسبوق الزّواج لا تلائمه إلاّ بكراً فلمّا بيّن له ما غاب عنه صلى الله عليه وسلم من تفويتٍ للمصلحة العآمّة وهي مصلحة أخواته أقرّه صلى الله عليه وسلم تغليباً للصّالح العام وترغيباً في الثّيب التي يتحقّق بها النّافع التّامّ من دون تخصيصٍ بها لأن جابراً أحاط الأمر بالمرأة الراعية القيّمة وهذا يكون في الثّيّب غالباً لا لمجرّد الثّيوبيّة وقد يكون في البكر ..وهذا هو المُلاحَظ

ولقد جاء في السيرة أن النبي صلى الله عليه وسلم لمّا ماتت خديجة عُرض عليه الزّواج والخيار، بين ثيّبٍ ؛وكانت سودة بنت زمغة ،وبكرٍ ؛وهي عائشة ،رضي الله عنهما ،فاختار الثّيّب أولاً ولو شاء لتزوج من الأبكار ما يشاء

وبهذا نستطيع القول أن الإسلام يراعي مشاعر المرأة كمرأة لا بكونها ثيّباً أو بكراً وذلك بتعليق الخيريّة بأمرٍ ممكنٌ تحصيلُه إذا فُقد وفقدُه إذا وُجد فلا تغترّ الواحدة منهما ولا تنكسر الأخرى ..


ويبدو لي والله أعلم أن إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لفعل الصحابي أنه حكم شرعي خاص، أقرب إلى الفتوى منه إلى الحكم الشرعي العـام، الذي هو عدم المفاضلة في الزواج بين البكر والثيب
لقد ذكر الإمام القرافي أن ما تصرفه صلى الله عليه وسلم بالفتيا يتقرر على الخلائق إلى يوم الدين
ولو أخذ منه المفاضلة لما جاز للصحابي أن يخالف النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يستدع سؤال النبي صلى الله عليه وسلم الصحابيَ.

لا شك أن ّالصحابي فهم المفاضلة ولم يفهم من قول النبي صلى الله عليه وسلم الإلزام خاصةً بعد إقراره صلى الله عليه وسلم الذي لم يكن على مجرّد الوصف الذّاتي وإنما كان على الوصف المعنوي وهو الكفاية والرعاية لليتامى والولايا..

ما أقصد قوله أن تفضيل الثيب على البكر في مثل هذه الحال ليس ملزماً، فيمكن لشخص رغم هذه الحال أن يتزوج البكر. وأقصى ما يفهم أن فعل النبي صلى الله عليه وسلم في مثل هذه الملابسات يُستأنس به.

ولماذا لا نقول أن الأمر في الحقيقة مناط بالمصلحة فأينما كانت فثمّ شرع الله ..
صحّ فطوركم ..والسلام​


 
إنضم
21 ديسمبر 2010
المشاركات
396
الإقامة
وهران- الجزائر
الجنس
ذكر
التخصص
الشريعة والقانون
الدولة
الجزائر
المدينة
سعيدة
المذهب الفقهي
مالكي
رد: بين الشعائر و المشاعر

بارك الله قلمك السيال الدال على رجاحة العقل وإتقان فن السجال
أعذريني أن أجيب جوابا عاما حتى لا أكرر أمورا ذكرتها فيما سبق
في الحقيقة هذا الإشكال لم يصادف محلا
وقد انسقنا معه للتدرب على معرفة بعض الأمور المعينة على تصرفات النبي صلى الله عليه وسلم ليس إلا وقد رأيت من المصلحة الإشارة إليها لمسيس الحاجة إليها.
وأنا أرى أن من لم يقرأ كتبا تتعلق بفهم السنة كـ"الإحكام في تمييز الفتاوى عن الأحكام وتصرفات الإمام" للقرافي. فسوف لن يستوعب شيئا مما يتعلق بالسنة.
فهذا الكتاب لا يقل أهمية عن أمهات الكتب: كمقدمة الفتح لابن حجر أو مقدمة معالم السنن للخطابي ... الخ

أعود إلى موضوعنا: الأمر فعلا مناط بالمصلحة التي هي موجودة في مثل هذه الحال -في الغالب- في الثيب
والعلة تدور مع المعلول وجودا وعدما، سواء أكانت بكرا أم أم ثيبا
وفعل النبي صلى الله عيه وسلم المبني على المصلحة مثل أفعال الحكم والإمارة في الجيش ليس ملزماوإنما يستأنس به، وإنما يلزم ما يذكر من مبادىء عامة وأحكام تفصيلية.
أكتفي بمثالين للتوضيح:
1-النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن ينزل مكانا في معركة بدر فسأله الصحابي هل هذا وحي ملزم أم هو تصرف يتعلق بالإمارة، مبني على المصلحة، فلما علم ذلك اقترح الخباب ابن المنذر بدرا والقصة معروفة. (هنا فعل النبي صلى الله عليه وسلم ليس ملزمـا)
2-نهى النبي صلى الله عليه وسلم في المعركة عن قتل النساءو قطع الأشجار وقتل أصحاب الصوامع مع ما في بعضها من التفاصيل، وإنما أقصد المعنى العام (هنا دائرة تصرفات النبي صلى الله عليه وسلم ملزمـة)

طبعا من حقك أن ترفضي هذا الاستدلال، ولا مشاحة في الاستدلال ما دام الحكم الشرعي محل اتفاق.
وهذا كما يرفض أهل الظاهر (ولا تقل لهما أف)
للدلالة على حرمة ضرب الوالدين بناء على القيـــاس
ويرون أن هذا مبني على دلالـــــــة اللغـــة
والجمهور والظاهرية متفقون في الحكم
هذا ومن أراد الاستزادة فليقف مع الإحكام للقرافي ولا يستعجل حتى يصل إلى درجة الإحكام

أما بالنسبة للسنة الفعلية يدخلها الاحتمال وهي أضعف من السنة القولية لكونها قد تكون من خصائصه صلى الله عليه وسلم أو فتوى خاصة بحالة معينة وهذه مقررة في كتب العلم الخاصة بالسنة وأصول الفقه..
وبالله التوفيق
 
إنضم
7 يناير 2015
المشاركات
6
التخصص
الشريعة و القانون
المدينة
أم البواقي
المذهب الفقهي
مالكي
رد: بين الشعائر و المشاعر

شكرا للأستاذ د. الأخضر بن الحضري الأخضري ...عبارات أعحبتني :
- لا يحرج المكلف ترك الحرام البين و دفعه ، و لا عنت في درء ما يشبهه..و لكن الكلفة في تحصيل الحلال حيث احتفت به موانعه..
لا أقصد المانع الشرعي ؛ و إنما أتحدث عن رعي حظ لقرين تحبه ، أو جليس تجلّه
- و عليه : فإن المكلف المحب قد يترك أبوابا من الحلال تطييبا لخاطر من أحب ، أو حفظا لودّ من قاسمه الضراء...و لعلك انتبهت إلى تأخر سنية التعدد حيث اقترن حبيبنا المصطفى ـ صلى الله عليه و سلم ـ بخديجة أم المؤمنين...
- و الضابط الذي انتهيت إليه : رعي مشاعر و حظوظ غيرك أصل يهرع إليه مالم يوقعك ذلك في المحظور..
نكتة : قد يكون من الرحمة أن تجد من يستمع إليك و إن بكشف مستورك ، و لكن من الفساد الذي لا ينجبر أن لا تجد من يستمع إليك..!!!
-
المشاعر و الشعائر و جهان لعملة واحدة .....

موضوع رائع و جميل .... فيه لمسات جمالية يحتاجها الدعاة في مجالسهم و الخطباء عل منابرهم ...كيف لا و الاسلام يعيش أحلك أيام تفنن سفهاء الاحلام في تشويه صورته الناصعة ...حتى صار التكلم عن المشاعر و مراعاة أحاسيس الآخرين من الامور التي تخل بالمروءة و دليل على ضعف صاحبها ....و نسينا قوله تعالى " ... فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ .." ....فالمشاعر قيمة ثابتة لا يمكن فصلها عن الشعائر بأي حال من الاحول فالإسلام جاء يخاطب الانسان كلا متكاملا ....فكل شعيرة من الشعائر تحمل بين طياتها مشاعر و أحاسيس تدغدغ الوجدان فتنطلق به عاليا في سماء القرب من الله عزوجل ..
لذلك أضيف صوتي لصوت د. الأخضر بن الحضري الأخضري في إقنراحه " أثر رعي الشعائر و المشاعر في الفتوى و الاجتهاد "
... من أجل أن يلتفت العلماء و المفتين لهذا الامر و أن يأخذوا هذا العامل المهم في إصدار فتاويهم و أحكامهم ...
 

شيماء محمد باغي

:: متابع ::
إنضم
4 يوليو 2021
المشاركات
2
الجنس
أنثى
الكنية
أم هريرة
التخصص
فقه مقارن وأصوله
الدولة
الجزائر
المدينة
الجزائر العاصمة
المذهب الفقهي
مالكية
بعد سنوات طوال أقع على هذه المقالة البديعة والمناقشات الجميلة صراحة اعجبت
إن كان أحد المناقشين لا يزال في الموقع ويستطيع الاجابة عندي بعض الاستشكالات
 

شيماء محمد باغي

:: متابع ::
إنضم
4 يوليو 2021
المشاركات
2
الجنس
أنثى
الكنية
أم هريرة
التخصص
فقه مقارن وأصوله
الدولة
الجزائر
المدينة
الجزائر العاصمة
المذهب الفقهي
مالكية
استشكالي هو بالنسبة الأحكام المعللة بمراعاة المشاعر وهي كثيرة وقد ذكر منها في التعليقات
لم لم يتعرض لها الفقهاء بالتعريف و...، كاعتراضهم للتعليل بالحكمة وهما متقاربان؟!
 
أعلى