رد: (بحث) البنوك الإسلامية بين المحاولات والتحايلات !!!
المبحث الثالث
مراحل تطور البنوك وشركات
الاستثمار الإسلامية
إن ظهور البنوك والمؤسسات المصرفية الإسلامية في البلاد العربية والإسلامية مر بعدة مراحل لكل مرحلة ما يميزها. مراحل تطور البنوك وشركات الاستثمار الإسلامية ومميزات كل مرحلة جاءت ملخصة في تقرير للمجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية[1]، والذي قسم المراحل التي مرت بها البنوك وشركات الاستثمار في العالم الإسلامي إلى خمسة مراحل على النحو التالي:
أولا: مرحلة دخول البنوك التقليدية في العالم الإسلامي:
تمتد هذه المرحلة من 1850م إلى 1950م، وهي تتميز بما يلي:
- تأخر ظهور البنوك التقليدية في البلدان الإسلامية إلى أواخر القرن التاسع عشر، والنصف الأول من القرن العشرين الميلادي، حيث كان ذلك متزامناً مع الحملة الاستعمارية التي واجهها العالم الإسلامي في تلك الفترة، والتي من خلالها تم وضع القوانين الوضعية للقوى الاستعمارية محل الشريعة الإسلامية أو جنباً إلى جنب معها، إضافة إلى إدخال الثقافة الغربية بما فيها من مفاسد ومحرمات عنوة إلى مجتمعاتنا العربية والإسلامية.
- وفي هذا الإطار التاريخي تمكنت المؤسسة المصرفية الغربية من الدخول إلى العالم الإسلامي، لأنه كان من ضرورات الاستغلال الاقتصادي للشعوب المستعمرة أن تتم فيها عمليات استثمار تتميز فيما تتخذ فيها من أنشطة أولية، وما يلزمها من عمليات تحويل رؤوس الأموال منها أو إليها، وكذلك تحويل متحصلات الصادرات ومدفوعات الواردات. وكل ذلك أصبح ممكنا وبمرونة عن طريق الشبكة المصرفية الدولية. لذلك تم تأسيس بنوك محلية داخل المستعمرات كفروع للبنوك الأم في البلدان الاستعمارية، وهكذا تم ربط اقتصاديات المستعمرات باقتصاد بقية العالم. ولم يكن غريباً أن تعمل فروع البنوك التي أنشئت في بلدان العالم الإسلامي بنظام الفائدة المعتاد في البنوك الأم، بل كان هذا منطقياً ومتوقعاً.
- اختلاف ردود أفعال أبناء البلدان المسلمة على دخول المؤسسة المصرفية الحديثة إلى عالمهم، ففي حين انبرى جمهور علماء المسلمين يحذرون من التعامل مع البنوك لأنها تتعامل بنظام "الفائدة التي لا تختلف في معناها عن الربا"، علت أصوات قلة قليلة من العلماء يبررون الفائدة البسيطة، وليس المركبة في حدود 4% إلى 5%، أو يبررون الاقتراض من البنوك لأغراض الإنتاج وليس الاستهلاك، أو يؤكدون على أن الفائدة محرمة: بسيطها ومركبها، ولكن يسمحون بالتعامل بالفائدة البسيطة تحت ظروف الضرورة.
وهكذا ما أن انتهت تلك المرحلة حتى استطاعت هذه البنوك أن ترسي دعائمها في البلدان الإسلامية بشكل واضح بسبب الدعم القوي الذي وجدته في تلك البلدان ممن كان يتعامل معها من الهيئات الحكومية، ورجال الأعمال، إضافة إلى الدعم المعنوي الذي وجدته من بعض أهل الرأي (خاصة العلمانيين) ممن برر أعمالها، أو دفع شبهة الحرام عنها.
_________________________
[1] - لمعرفة المزيد عن مراحل تطور البنوك الإسلامية يمكن الرجوع إلى موقع المجلس العام للبنوك والمؤسسات الإسلامية على شبكة الإنترنت، وهو
http://www.islamicfi.com/arabic/foundation/Results.asp