العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

حصري (بحث) البنوك الإسلامية بين المحاولات والتحايلات !!!

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,490
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
البنوك الإسلامية
(بين المحاولات والتحايلات)

بحث مقدم لمادة (النظام المالي في الإسلام)

إعداد:
أم طارق

1427هـ - 2007م

# انظر البحث كاملاً بصيغة بي دي إف مع المرفقات #


 

المرفقات

  • بحث البنوك الإس&#1.pdf
    901.6 KB · المشاهدات: 5
التعديل الأخير:

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,490
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: (بحث) البنوك الإسلامية بين المحاولات والتحايلات !!!

ما شاء الله، تبارك الله. جزيت خيراً
الأمور المستفادة من هذا البحث كالتالي:
وجزاك الباري أستاذنا الفاضل على المتابعة والإثراء
سوف أعقب على الفوائد التي ذكرتم بعد الانتهاء من البحث بإذن الله
وفي انتظار المزيد من الفوائد والمشاركات
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,490
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: (بحث) البنوك الإسلامية بين المحاولات والتحايلات !!!

المبحث الرابع
البنوك الإسلامية بين التحديات والطموحات


  • أهداف البنوك الإسلامية:
عندما أسست البنوك الإسلامية كبديل للبنوك الربوية كان لها أهداف محددة تميزها عن المؤسسات الربوية. الأهداف العامة للبنوك الإسلامية يمكن إيجازها فيما يلي:

  1. تطهير المعاملات المصرفية من الربا وسائر أنواع المعاملات الأخرى التي تتعارض مع الشريعة الإسلامية.
  2. المساعدة على إيجاد حركة تنمية اقتصادية واجتماعية بإيجاد قاعدة إنتاجية في المجتمعات الإسلامية المحلية.
  3. مساعدة الحكومات على إيجاد أسس للسياستين النقدية والمالية، تخفف من عبء الضرائب والديون على الاقتصاد العام للدولة.
  4. تنمية حركة التجارة والتبادل بين الدول الإسلامية.
  5. إيجاد نموذج نظري وعملي لعلم الاقتصاد الإسلامي يمكن أن تستفيد منه المجتمعات الأخرى ويكون أحد وسائل الدعوة إلى الإسلام[1].

  • ولكن: إلى أي حد نجحت البنوك الإسلامية في تحقيق أهدافها المذكورة آنفاً؟
يرى كثير من المحللين الاقتصاديين الذين درسوا أداء هذه البنوك، والنتائج التي حققتها في مجال التنمية والنهوض الاقتصادي للدول التي قامت فيها أن البنوك الإسلامية لم تبلغ التحقيق الكامل لأي واحد من أهدافها فضلاً عن أن تحقق كل تلك الأهداف.
وإذا أردنا أن نستعرض الانتقادات التي توجه إلى البنوك الإسلامية فإنه يمكن تصنيفها كما يلي:

أ - انتقادات تتعلق بطبيعة النشاطات الاستثمارية من ناحية تغليب النشاطات قصيرة المدى كبيع وشراء العملات والمعادن وتمويل التصدير والاستيراد بدلاً من التركيز على المشاريع الإنتاجية طويلة المدى.

ب - انتقادات تتعلق بالتوزيع الجغرافي لهذه النشاطات من حيث أن جزءاً كبيراً من نشاطات هذه البنوك ( وليس كلها ) هو في دول غير إسلامية حتى وإن حققت هذه النشاطات أرباحا وعوائد مجزية في بعض الأحيان.

ج- انتقادات تتعلق بطبيعة العقود التي تحكم علاقة البنوك الإسلامية بالغير من ناحية أن بعضها لا يخلو من شبهة الربا ومن ناحية النمو الكبير لعقود المرابحة[2].

د- انتقادات تتعلق بالتأهيل الشرعي أو الفني ( أو كليهما ) لبعض القائمين على إدارة البنوك الإسلامية؛ حيث أن بعض تلك البنوك استعجلت في ظهورها قبل أن تهيئ الكوادر التي تجمع بين العلم المصرفي والفقه الشرعي، والالتزام الإسلامي[3].

إذا كان هذا حال أغلب البنوك الإسلامية، فما السبب الذي أوصل البنوك الإسلامية إلى هذا الوضع؟ ومن الذي يتحمل مسؤولية الإخفاق في تحقيق الغاية من تأسيس مثل هذه البنوك؟


  • أسباب عدم نجاح كثير من البنوك الإسلامية في تحقيق الهدف الذي أسست من أجله :
إن المسؤولية لا يجب أن تلقى فقط على البنوك الإسلامية -رغم أن ساحتها لا تبرأ من التقصير- فهي لا تعمل في فراغ ولم تنشأ في ظروف مثالية كي تقوم بدور مثالي.
الأسباب التي كانت وراء المشاكل التي تواجه البنوك الإسلامية يمكن تقسيمها إلى قسمين:

  1. أسباب محلية: وهي الأسباب التي يكون منشؤها البنك نفسه أو الظروف المحيطة به من المودعين والمتعاملين.
  2. أسباب خارجية: وتتمثل في الضغوط التي تمارس على تلك البنوك من قبل جهات خارجية بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
_________________________

[1] -- البنوك الإسلامية بين الواقع والآمال- (د. أسامة أحمد عثمان) مقال نشر في جريدة الشرق الأوسط بتاريخ 14/6/1414هـ (17/11/1993م)- العدد: 5467
[2] - عقود المرابحة: نوع من العقود المباحة شرعاً والمنتشرة في البنوك الإسلامية، وسوف يتم الحديث عنها بالتفصيل في الفصل الثالث إن شاء الله
[3] - البنوك الإسلامية بين الواقع والآمال- (د. أسامة أحمد عثمان) مقال نشر في جريدة الشرق الأوسط بتاريخ 14/6/1414هـ (17/11/1993م)- العدد: 5467.
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,490
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: (بحث) البنوك الإسلامية بين المحاولات والتحايلات !!!

1 .الأسباب المحلية:
وهي الأسباب التي منشؤها البنك نفسه أو الظروف المحيطة به، وهي كثيرة كما أن لها أثر كبير على البنك ومعاملاته. ومنها:

  1. الظروف المحيطة بتلك البنوك:
فالبنوك الإسلامية لا تعمل في فراغ ولم تنشأ في ظروف مثالية كي تقوم بدور مثالي، ولا يمكن فصل ممارسات البنوك عن الظروف السياسية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية المحيطة بها. فالقائمون على البنوك الإسلامية، وهي تنتشر على مساحة جغرافية واسعة من العالم يواجهون أشد العنت في بعض البلدان، مما دعا بعضهم إلى الهرب بأنفسهم وأموالهم، فضلاً عن أموال ائتمنوا عليها إلى خارج المنطقة الإسلامية[1].


  1. جهل العاملين في تلك البنوك بفقه المعاملات الاقتصادية الإسلامية:
إن البنوك الإسلامية قد استعجلت في ظهورها قبل أن تهيئ لها الكوادر المطلوبة على مهل. هذه الكوادر التي تجمع بين العلم المصرفي، والفقه الشرعي، والالتزام الإسلامي، والحماس للفكرة والإيمان بها. بل قامت البنوك الإسلامية أول ما قامت على أناس جاؤوا من البنوك الربوية، فليس عند أكثرهم أي فقه شرعي، ولا عندهم أي إيمان بفكرة بنك إسلامي، ولا عندهم أي التزام بخلق إسلامي. كل هذا كان له الأثر السيئ على نظرة المساهمين المتدينين لتلك البنوك مما جعلهم يترددون كثيراً قبل التعامل معها.


  1. السلوك الادخاري للأفراد في البلاد الإسلامية:
فالادخار بقدر ما يتأثر بمستويات الدخل وتوزيع الثروة فانه يتأثر أيضا بالعادات والمفاهيم الاجتماعية. ونتيجة لذلك فإن كثيراً من المدخرين لا يستثمرون أموالهم إلا في مضاربات قصيرة المدى هي أقرب إلى الحساب الجاري منها إلى الاستثمار الحقيقي. وهذا النوع من "الاستثمار" لا يمكن أن يكون العائد منه إلا متدنياً نتيجة الطلب الحاد على السيولة وقصر فترة الاستثمار. وليس أمام البنك ( إسلاميا كان أو غيره ) في هذه الحالة إلا الدخول في مجالات يمكن تسييلها في أقصر وقت كبيع وشراء العملات وتمويل التصدير والاستيراد وما إلى ذلك[2].


  1. عدم وجود جهاز مصرفي متكامل يُطَبق أيضاً على علاقة المصارف الإسلامية بالمصارف الربوية:
فالطبيعة الخاصة للعلاقة القانونية بين البنك الإسلامي والمتعاملين معه والتي تستند أساسا إلى قاعدة " الغنم بالغرم " لابد وأن تنعكس على علاقة هذه البنوك بالبنوك المركزية للحكومات. إن القوانين المنظمة لهذه العلاقة الأخيرة إنما تهدف إلى حماية النشاط الاقتصادي وحماية المتعاملين في القطاع المصرفي (بنوك ورجال أعمال وأفراد عاديين) من أن تطغى تصرفات جانب على آخر، وذلك بناء على ما استقر من أعراف وقوانين تنظم العلاقة بين أولئك المتعاملين، فإذا تغيرت طبيعة هذه العلاقة (من علاقة مداينة إلى علاقة مضاربة أو مشاركة )، كان لابد لسياسة البنوك المركزية تجاه تلك البنوك أن تتغير[3].


  1. القيود الاقتصادية التي تقيد البنوك الإسلامية عند معاملتها مع الجمهور:
ذلك أن على البنوك الإسلامية أن تدفع لعوامل "إنتاجها" (وخاصة العنصر البشري ) القيمة السوقية لهذه العوامل؛ بمعنى أن البنوك الإسلامية لا تستطيع أن تحصل على سعر تفضيلي في السوق لمجرد كونها إسلامية. فإذا أضفنا إلى ذلك أن البنوك الإسلامية مطالبة بأن يكون لدى عناصرها فهم والتزام بنصوص الشرع وروحه أكثر مما هو لدى الفرد العادي، بالإضافة إلى المعرفة الفنية بالصناعة المصرفية، أدركنا أي نوع من القيود يواجه البنوك الإسلامية في هذا المجال[4].


  1. عدم وجود وعي مصرفي إسلامي بين الجمهور:
إن من العوائق والضغوط التي تواجهها تلك البنوك عدم تفهم بعض المسلمين لطبيعة أعمال البنوك الإسلامية وعدم إدراكهم لحساسية وضعها وحداثة نشأتها. فالفرد العادي يتوقع من البنوك الإسلامية أن توفر للمساهمين والمودعين معدل أرباح لا يقل في متوسطه عما توفره مجالات الاستثمارات الأخرى، بما فيها البنوك التقليدية الربوية. صحيح أن بعض الناس قد يقبل بمعدل ربح اقل في بعض الأحيان، طالما كان مطمئناً إلى خلوه من شبهة الربا، إلا أن هذا الأمر ليس على إطلاقه دائماً. وما دام الأمر كذلك فإنه ليس هناك من مفر أمام البنوك الإسلامية ( في بعض الحالات على الأقل ) من تقديم رضا المستثمر على أي اعتبارات اقتصادية أو اجتماعية أخرى.


  1. عدم استعداد تلك البنوك للسيولة المالية التي ضخت فيها فور الإعلان عن تأسيسها:
عندما أعلن عن وجود البنوك الإسلامية كانت عاطفة الجماهير العارمة ورغبتها في التخلص من الربا دافعاً لإغراق تلك البنوك بكميات كبيرة من السيولة المالية، ولم تكن تلك البنوك استعدت بمنتجات ملائمة لاستخدام فيض السيولة المالية، ومن هنا بدأت في البحث عن مخرج من هذا المأزق فلجأت إلى اللجان والهيئات الشرعية ملتمسة المخرج. ولم يكن أمام تلك الهيئات إلا أن تقدم لها حلولاً تتمثل في صيغ تعتمد التركيز على ضمان رأس المال والعائد، على أساس أن تكون حلولاً مؤقتة. ولكن البنوك بعد ممارستها لتلك الحلول واكتشافها أنها وإن كانت أقل كفاءة من نظام الفائدة الربوية إلا أنها لا تبعد عنها من ناحية الوظيفة، أصرت على أن تكون عماد عملياتها وأن تولد منها صوراً مشابهة، حتى صارت طابعاً مميزاً لها. وبذلك لم تخرج هذه البنوك كثيراً عن واقع البنوك الربوية، ولم تحقق الهدف المقصود وهو رفع الربا[5].


  1. الصراعات داخل المجتمع المحلي:
فمن الواضح أنه منذ بدأت تلك البنوك ونشطت واتسعت عطلت مصالح بعض القوى الاقتصادية المحلية حتى أصبح بعضها يخشى على أصل وجوده في السوق واستمراره به. ومن هنا بدأت تلك القوى بمحاربة البنوك الإسلامية بشتى الوسائل والطرق.

هذه هي بعض الأسباب الداخلية التي أثرت على أداء تلك البنوك وأوصلتها إلى هذا المستوى من الإخفاق في تحقيق الغاية من وجودها. ولكن ثمة أيادٍ خفيةٍ كانت ولا تزال تخطط من الخارج وتعمل على إفشال هذا المشروع الإسلامي الكبير لأسباب متعددة تحملها على ذلك.
________________


[1] - المصدر السابق
[2] - البنوك الإسلامية بين الواقع والآمال- (د. أسامة أحمد عثمان) مقال نشر في جريدة الشرق الأوسط بتاريخ 14/6/1414هـ (17/11/1993م)- العدد: 5467
[3] - المصدر السابق
[4] - المصدر السابق
[5] - الهيئات الشرعية (الواقع وطريق التحول لمستقبل أفضل) – صالح بن عبد الرحمن الحصين- مقال على موقع www.alhorr.net
 

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,140
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
رد: (بحث) البنوك الإسلامية بين المحاولات والتحايلات !!!

بارك الله فيكم على هذه المدارسة النافعة ..
متابع ومستفيد ...
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,490
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,490
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: (بحث) البنوك الإسلامية بين المحاولات والتحايلات !!!

2.الأسباب الخارجية:
وتتمثل الأسباب الخارجية في الضغوط التي تمارس على البنوك الإسلامية من قبل جهات خارجية بصورة مباشرة أو غير مباشرة. فإذا نظرنا إلى علاقة تلك البنوك مع المؤسسات المالية في العالم فإننا نجد أنها لم تسلم من ضغوط متعمدة ومقصودة تهدف إلى الحد من توسع تلك البنوك أو خنقها وإفشالها. هذه الضغوط التي تشهدها ظاهرة بارزة أو خفية مستترة، ومباشرة أو غير مباشرة يمكن إرجاع أسبابها إلى ما يلي:


  1. الحقد على الإسلام وأهله:
إن كثيراً من تلك الضغوط التي تمارس ضد البنوك الإسلامية مدفوعة بالحقد على الإسلام وأهله. والحقد على الإسلام ومحاربة المسلمين في مؤسساتهم وأسلوب حياتهم سمة بارزة في العصر الحديث، تتمثل في تشويه كل ما هو مستمد من الإسلام ومرتبط به فكراً وسلوكاً وعملاً وممارسة وذلك بإلصاق تهمة التأخر أو الجمود أو القِدم، أو صفة الرجعية أو الإرهاب أو تهديد المكتسبات الحضارية المعاصرة وهذا الحقد والافتراء هو الوجه الجديد للحقد الصليبي اليهودي على الإسلام[1].


  1. الترويج والدعاية للبنوك الربوية:
وللأسف هذا الحقد على الإسلام لم يقتصر على أعداء الدولة الإسلامية من اليهود والنصارى، بل شمل كذلك كثيراً من أبناء المسلمين ممن تأثروا بالغزو الثقافي الغربي. فكان بلاء المسلمين من داخل أنفسهم بتبني بعضهم أفكار الغرب العلمانية التي تريد إبعاد الدين عن الحياة.
لهذا لما أثرت الصحوة الإسلامية على المسلمين الحريصين على دينهم وعلى تنقية أموال المسلمين من وباء الربا، ونشط هؤلاء المسلمون لتلافي المخالفات الشرعية والعودة إلى استثمار أموال المسلمين على أساس اقتصاد إسلامي صحيح، فقاموا بإنشاء مؤسسات اقتصادية إسلامية، وأقبل المسلمون على إيداع أموالهم في هذه البنوك الإسلامية، مما كان له الأثر على البنوك الربوية التي قلَّ الإيداع فيها. عندئذ ضاق هؤلاء العلمانيون بها كما يضيقون بكل ما هو إسلامي، فأخذوا يكيدون لهذه المؤسسات ويلصقون بها كل نقيصة، وشاركوا في الحملة ضد هذه المؤسسات الإسلامية ونددوا بهيئات الفتوى التي تؤيد مثل هذه الأعمال.
وتزعمت الصحف هذه الحملات، وأخذوا يتصيدون بعض الأخطاء التي وقعت فيها البنوك الإسلامية ويضيفون إليها من عندهم حتى يشوهوا صورة هذا العمل الإسلامي أمام عامة الناس حتى يصدوهم عن الإيداع فيها.


  1. طبيعة المنافسة والصراع ومبدأ سيطرة القوي على الضعيف:
إن طبيعة المنافسة والصراع ومبدأ سيطرة القوي على الضعيف صفة واضحة من صفات الحضارة المعاصرة - غربية كانت أم شرقية، أوروبية أميركية أم يابانية كورية، إلى آخر ما هناك من تكتلات وقوى اقتصادية عالمية تحاول كل منها جاهدة التفرد بالسوق المالي العالمي في مجال استقطاب الأموال أو استثمارها أو التحكم فيها مما ينعكس حتماً بالسلب على السوق المحلي الناشئ، بما في ذلك البنوك الإسلامية[2].


  1. حداثة البنوك الإسلامية:
إن البنوك الإسلامية بنوك حديثة ناشئة، وهي في معظمها بنوك صغيرة محلية أو إقليمية إذا قورنت بالبنوك الكبيرة العالمية. كما أن انفتاح التجارة العالمية وحرية حركة رؤوس الأموال بين الدول والكتل الاقتصادية قد جعل البنوك الإسلامية تقف في مواجهة عمالقة المال وفراعنته وأسياده العالميين مما يحملها مسؤوليات جسيمة خطيرة تجاه أموال المودعين والمستثمرين فيها.
إن البنوك الإسلامية تعيش الفقه العملي لا الفقه النظري، وتحتاج إلى خبرات وكفاءات عالية لتقديم أحسن الخدمات، وما توفير ذلك بسهل، وهي مطالبة من المتعاملين معها وجلهم مضاربون شركاء بتحقيق أفضل العوائد في مواجهة أعرق بيوت المال العالمية والمحلية[3].


هذه أهم الضغوط التي تمارس على البنوك الإسلامية···!! وهذه هي أهم أسباب فشلها في تحقيق ما وعدت به!!
فما الواجب على تلك البنوك لتعدي هذه العقبات والوصول إلى ما تصبو إليه من النهوض بالاقتصاد الإسلامي ؟؟؟؟

____________________

[1] - د أحمد الحجي- الخبير في الموسوعة الفقهية- الكويت ( عن مقال : المؤسسات المصرفية بين التحديات والطموحات- ( تحقيق: تمام أحمد- د. عماد الدين عثمان) على موقع www.islamonline.com على الانترنت).
[2] - المصدر السابق
[3] - المصدر السابق
 
إنضم
16 ديسمبر 2007
المشاركات
52
الكنية
أبو عبد الله
التخصص
علوم الحديث
المدينة
دبي
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: (بحث) البنوك الإسلامية بين المحاولات والتحايلات !!!

أتقدم بالشكر على هذا البحث الماتع.

كذلك تقسيم البحث تقسيماً سلساً ومنطقياً بحيث يجعل المتتبع له يأخذ خلاصة نظام التعاملات المصرفية ويعلم ماهية النظام المعمول به بطريقة مبسطة .
وأيضاً التتبع بحسب طريقة العشر سنوات (العقد) مهم جداً لأنه أعطى صورة مقسمة ومجزأة وواضحة عن كيفية تطور هذا النظام الذي هو، في هذا العصر، مما له أهمية، أليس عصرنا عصر القوة الاقتصادية.
من فوائده كذلك الاهتمام بذكر التسلسل المنطقي والتاريخي وعدم الخوض في الأحكام الشرعية ابتداء، ذلك لأن الأمور الحادثة تتطلب روية في معالجتها، فإذا كان الحكم على الشيء فرع عن تصوره، فبهذه الطريقة التي استخدمتها الأستاذة الباحثة – حفظها الله تعالى – تسهل وتوصل إلى العمل وفق القاعدة التي ورد ذكرها.


مما شدني هو النمطية التي سلكتها المصارف الإسلامية عند إنشائها، كأنني ألحظ السببَ في إنشاء هذه المصارف هو تخليص الناس من المال الربوي الخبيث، وهذا في حد ذاته أمر مطلوب شرعاً ويتقرب به إلى الله سبحانه وتعالى، وكفى بها من قربة.
لكن دنيوياً هذا الأمر لا يكفي (أرجو عدم إساءة الفهم، فأنا أشير إلى ما طلبه الله سبحانه وتعالى منا؛ أن نعيش في الأرض ونعمرها ونتقوى والأدلة على ذلك صريحة وواضحة)

إذا سُمحِ لي أن أدلي بدلوي، فالذي أريد أن أقوله: نحن الآن مررنا بعقود طويلة من العمل المصرفي الإسلامي المنفصل عن بعضه البعض، وإن كان هناك نوع من التقارب عن طريق المؤتمرات الحقيقية الجادة الموجودة والتي لا تخفى على صاحب عينين، فضلاً عن أصحاب العقول.
لكن ما أعنيه بالضبط هو التحالف بين الاقتصاديين المهرة والعلماء بحيث تكون المؤتمرات منصبة حول تأسيس سوق إسلامية عالمية تشمل العالم الإسلامي، حتى تكون منظومة متكاملة تعنى بالعمل الاقتصادي والمصرفي الإسلامي مع أفكار اقتصادية متوافقة مع الشريعة الغراء وذات مدد زمنية طويلة جداً
وذلك لأن الدول والحكومات لا تستطيع أن تبني مسيرتها وخططها على أفكار ذات مدد زمنية قصيرة.


كذلك ما أعجبني في هذا البحث الماتع هو محاولة بناء منهج تاريخي منطقي بعيداً عن الحكم الشرعي، ذلك لأن هذا النظام المصرفي، في أغلبه، حادث فحتى نصل إلى مدارسة الأحكام الشرعية حوله لا بد لنا من تصوره تصوراً شاملاً ثم بعد ذلك تأتي مرحلة مدارسة الأحكام الشرعية حوله.


وأخيراً... بانتظار باقي البحث الماتع وقد طال الشوق إلى الفصول التي تعنى بالفقة والأحكام الشرعية.




ملاحظة:
أتوجه بالشكر لكم على إتاحة الفرصة للمدارسة، وكذلك أتقدم بالاعتذار عن الكتابة غير الجيدة من قبلي، بسبب تفضيلي الكلام على الكتابة، فكان أحد أسباب المشاركة في الكتابة لأتقوى عليها وأقلل (ولا أقوي) ضعفي في الكتابة. فإن كان هناك من الذي أكتبه غير مفهوم فأرجو تنبيهي على ذلك.
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,490
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: (بحث) البنوك الإسلامية بين المحاولات والتحايلات !!!

أستاذنا الفاضل عمر السويدي:
جزاك الله خيراً على هذه القراءة العلمية التحليلية للبحث
وقد أسعدني وصفكم للدراسة وتعليقكم عليها
كما لمست من خلال استنتاجاتكم وعيا بحقيقة المسألة وقراءة عميقة للمشكلة وأسبابها
أما عن اقتراحاتكم وتوصياتكم التي ذكرتم فيسعدني - بعد إذنكم - أن أضيفها في نهاية البحث للنتائج والاقتراحات على الدراسة
وقد تكون هذه التوصيات بذرة لمشروع مستقبلي
مقترح يحل مشاكل البنوك الإسلامية القائمة والمستقبلية
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,490
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: (بحث) البنوك الإسلامية بين المحاولات والتحايلات !!!

لكن ما أعنيه بالضبط هو التحالف بين الاقتصاديين المهرة والعلماء بحيث تكون المؤتمرات منصبة حول تأسيس سوق إسلامية عالمية تشمل العالم الإسلامي، حتى تكون منظومة متكاملة تعنى بالعمل الاقتصادي والمصرفي الإسلامي مع أفكار اقتصادية متوافقة مع الشريعة الغراء وذات مدد زمنية طويلة جداً
وذلك لأن الدول والحكومات لا تستطيع أن تبني مسيرتها وخططها على أفكار ذات مدد زمنية قصيرة.
ما شاء الله ،،
حسب علمي فإن عددا من المشاريع تدرس هذه الأيام وتطرح في المؤتمرات المستمرة للصيرفة الإسلامية
أسأل الله أن يكللها بالنجاح وأن يعيننا على المشاركة فيها ولو بالقليل
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,490
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: (بحث) البنوك الإسلامية بين المحاولات والتحايلات !!!

ملاحظة:
أتوجه بالشكر لكم على إتاحة الفرصة للمدارسة، وكذلك أتقدم بالاعتذار عن الكتابة غير الجيدة من قبلي، بسبب تفضيلي الكلام على الكتابة، فكان أحد أسباب المشاركة في الكتابة لأتقوى عليها وأقلل (ولا أقوي) ضعفي في الكتابة. فإن كان هناك من الذي أكتبه غير مفهوم فأرجو تنبيهي على ذلك.
لا نملك إلى أن نقول:
جزاكم الله خيرا
ونفع بكم وبقلمكم ،،،
وفي انتظار تعقيبكم على الفصول التالية
،،،
 

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,140
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
رد: (بحث) البنوك الإسلامية بين المحاولات والتحايلات !!!

البنوك الإسلامية

(بين المحاولات والتحايلات)
بسم الله الرحمن الرحيم.
العنوان موفق، وقد أحسنتم اختياره.
وتقديم "المحاولات" فيه إحسان ظنٍ بالقائمين على هذه الجهود؛ وهذا هو الأصل.
وتأخير "التحايلات" فيه إشارة إلى الوقوع في التباطؤ أو عدم مقدرة القائمين على هذه الجهود أمام طوفان المعاملات المصرفية من أسلمتها حقيقة دونما شبهة!
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,490
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: (بحث) البنوك الإسلامية بين المحاولات والتحايلات !!!

بسم الله الرحمن الرحيم.
العنوان موفق، وقد أحسنتم اختياره.
وتقديم "المحاولات" فيه إحسان ظنٍ بالقائمين على هذه الجهود؛ وهذا هو الأصل.
وتأخير "التحايلات" فيه إشارة إلى الوقوع في التباطؤ أو عدم مقدرة القائمين على هذه الجهود أمام طوفان المعاملات المصرفية من أسلمتها حقيقة دونما شبهة!
بارك الله فيكم مشرفنا الفاضل،،
صحيح،،
هذا هو الواقع،،
فالبداية تكون محاولات للأسلمة،، وعند الفشل فيها تبدأ التحايلات،،
والحيل -كما هو معروف- باب في كتب الأصوليين قد يُحسن استخدامه أو يُساء
ويجب التفريق بين الحيل المباحة والحيل المحرمة
 

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,140
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
رد: (بحث) البنوك الإسلامية بين المحاولات والتحايلات !!!

أتقدم بالشكر على هذا البحث الماتع.
ملاحظة:
أتوجه بالشكر لكم على إتاحة الفرصة للمدارسة،
شكر الله لكم يا شيخ عمر على هذه المشاركات الطيبة؛ وأستحثكم على المواصلة ...
كما أشكر للأخت الفاضلة أم طارق همتها العالية في طرق مواضيع بهذا الحجم من الإشكالات والمعاصرة!
وتذكرت أنني طرحت موضوعاً يلتقي مع هذا البحث فيما مضى؛ وقد عثرت عليه الآن:
موضوع للمدارسة: الصيرفة الإسلامية هل هي أداة استيراد واستهلاك؛ أم إنتاج وبناء؟!.

فلعل فيه إفادة بوجه ما ...
ومثل هذه الموضوعات التخصصية الدقيقة حريٌ بطلبة العلم المتخصصين أن يسهموا في إثرائها؛ لإنها واقع المجتمع المُعاش، ومدخلهم الذي لا مفر لهم منه في الرزق والمَعاش!!
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,490
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: (بحث) البنوك الإسلامية بين المحاولات والتحايلات !!!

كما أشكر للأخت الفاضلة أم طارق همتها العالية في طرق مواضيع بهذا الحجم من الإشكالات والمعاصرة!
وتذكرت أنني طرحت موضوعاً يلتقي مع هذا البحث فيما مضى؛ وقد عثرت عليه الآن:
موضوع للمدارسة: الصيرفة الإسلامية هل هي أداة استيراد واستهلاك؛ أم إنتاج وبناء؟!.
الشكر لله أولاً
ثم لمشرفنا الفاضل على تشجيعه ومتابعته
وقد كانت فكرة طرح البحث في الملتقى على حلقات لفتح المجال للمناقشة والإثراء فكرته
فجزاه الله خيراً
وسوف نستأنف المباحث الباقية
بانتظار الإخوة المتخصصين ومساهماتهم
 
إنضم
16 ديسمبر 2007
المشاركات
52
الكنية
أبو عبد الله
التخصص
علوم الحديث
المدينة
دبي
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: (بحث) البنوك الإسلامية بين المحاولات والتحايلات !!!

شكر الله لكم يا شيخ عمر على هذه المشاركات الطيبة؛ وأستحثكم على المواصلة ...

شكراً وجزاكم الله تعالى خيراً

أسأل الله تعالى النفع، فذلك من فضله
 
إنضم
16 ديسمبر 2007
المشاركات
52
الكنية
أبو عبد الله
التخصص
علوم الحديث
المدينة
دبي
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: (بحث) البنوك الإسلامية بين المحاولات والتحايلات !!!

أما عن اقتراحاتكم وتوصياتكم التي ذكرتم فيسعدني - بعد إذنكم - أن أضيفها في نهاية البحث للنتائج والاقتراحات على الدراسة
وقد تكون هذه التوصيات بذرة لمشروع مستقبلي مقترح يحل مشاكل البنوك الإسلامية القائمة والمستقبلية

أسأل الله تعالى أن يجعلني ممن يفرح بهذه الإضافة يوم لا ينفع مال ولا بنون.
وأسأل الله تعالى أن يجعلنا ويجعلكم مفاتيح للخير مغاليق للشر.
 

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,140
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
رد: (بحث) البنوك الإسلامية بين المحاولات والتحايلات !!!

جزاكم الله خيراً، وبارك فيكم ...
حقيقة موضوع "البنوك الإسلامية بين المحاولات والتحايلات" صريح ومباشر.
وأرجو أن يوفق الله الباحثة لتسديد بحثها بالجرأة ووقوف علماء المصرفية الإسلامية لإعادة حسابات الأسلمة! والنظر في مسيرة الإصلاح الماضية؛ لينطلقوا برؤية تجديدية متمايزة!
وليكون هذا البحث (معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون) [الأعراف:164].
أقول هذا؛ لأن الواقع العملي مريرٌ جدا!!
إذ كل البنوك المحلية عندنا بلا استثناء -فيما يبدو- إسلامية!!
ولا تعجبون! ولم تعجبون؟!
هذا ما صنعته الصيرفة الإسلامية بلباسها المعاصر!
مررت على البنوك الآتية:
سامبا، الرياض، الأهلي، الفرنسي، الراجحي، البلاد، الجزيرة، العربي، واتصلت بأخرى كالاستثمار، والإنماء ...
فهذه عشرة بنوك ليس منها بنك إلا ولديه هيئة شرعية! وغالب أسمائها هي هي!!
سواءً في البنوك التجارية أو الإسلامية!!
فمع "اللجان الشرعية"! لم يعد لدينا بنوك ربوية! ولا معاملات ربوية ولله الحمد!!
فالمنتج المؤسلم هو هو في غالب البنوك!!
والناس تعمد لتسيير شؤونها من شتى البنوك وتتكئ على الهيئات الشرعية!
وهل الأمر بهذه البساطة! وبهذا التصور؟
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,490
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: (بحث) البنوك الإسلامية بين المحاولات والتحايلات !!!

أقول هذا؛ لأن الواقع العملي مريرٌ جدا!!
مشرفنا الفاضل
بارك الله فيكم على متابعة الموضوع المستمرة
والواقع فعلا مرير!!!
ويحتاج من طلاب العلم والعلماء الربانيين إلى اهتمام متزايد
فتصور المشكلة جزء من حلها
وكم تمنيت عندما كتبت هذا البحث أن يكون هناك تنسيق بين المؤسسات المالية هذه والجامعات الإسلامية على دراسة تلك المعاملات الحادثة
فكم من طالب دراسات عليا يبحث عن موضوع لرسالته للماجستير وأطروحته للدكتوراة ولا يجد أو قد يجد ويفشل في إقناع الجامعة بموضوعه
فلو أن الجامعات اهتمت بمثل هذه القضايا الحادثة والنوازل المستجدة وحددت موضوعات للطلاب يختارون من بينها لأفادت جميع الأطراف
[أذكر أن أحد الأساتذة الكرام أشار علي عندما كنت أبحث عن موضوع لرسالة الماجستير بأن أتصل بأحد البنوك أو اللجان الشرعية التابعة لها وأسألهم عن معاملاتهم الجديدة التي اقتبسوها من البنوك الربوية ويحتاجون لمعرفة حكم الشرع فيها بناء على دراسات علمية شرعية]


غدا سوف أكمل الموضوع بإذن الله،،

 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,490
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: (بحث) البنوك الإسلامية بين المحاولات والتحايلات !!!

انتهينا من الحديث عن أهم الضغوط التي تمارس على البنوك الإسلامية···!! عن أهم أسباب فشلها في تحقيق ما وعدت به!!
وكان سؤالنا الأخير:
ما الواجب على تلك البنوك لتعدي هذه العقبات والوصول إلى ما تصبو إليه من النهوض بالاقتصاد الإسلامي ؟؟؟؟


 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,490
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: (بحث) البنوك الإسلامية بين المحاولات والتحايلات !!!

بعض الوسائل التي يمكن أن تساعد البنوك الإسلامية في مواجهة الضغوط عليها وتخفف وطأتها:
إن مواجهة هذه الضغوط ينبغي أن تتم من خلال خطة متكاملة بعيدة المدى تدرك الواقع المرير والآمال الواسعة المعقودة على هذه البنوك وتجنبها في الوقت نفسه المحاذير والمطبات التي تقع فيها أحياناً لسبب أو لآخر. ويمكن أن نسرد بعض النقاط التي ذكرها أحد الخبراء الاقتصاديين الإسلاميين والتي يمكن أن تساعد في مواجهة تلك الضغوط وتخفف من وطأتها:

1- استخدام الإعلام المركز والهادف إلى شرح مبادئ عمل البنوك الإسلامية:
وتوضيح ارتباطها بالعقيدة الإسلامية في عالم جعل العقائد الفاسدة أساس الحياة المادية وسخر من أجل ذلك الأبواق الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة بشكل رهيب.

فعلى البنوك الإسلامية ألا تدخر وسعاً، بل يجب عليها وجوباً مؤكداً أن تتعامل بجدية واهتمام أكبر مع وسيلة ترويج الفكرة ودعمها وإبراز محاسنها وإثارة تعاطف الجمهور معها مهما كانت تلك الفكرة صغيرة أو صحيحة أو ثانوية، فكيف إذا كان الأمر يتعلق بأصل مبدأ الاقتصاد الإسلامي ومؤسساته ورموزه. إن الإعلام سلاح وأي سلاح واستخدامه بمهارة يحتاج إلى كفاءات إعلامية متمرسة وإمكانات مادية مفتوحة مع ديمومة واستمرار وصبر.

2- البحث في الفقه الإسلامي عن حلول أصيلة مرنة لصور من المعاملات جديدة متشعبة: وإذا كان الأصل في العبادات المنع حتى يرد الدليل بالحل والأمر، فإن الأصل في المعاملات الإباحة حتى يرد الدليل على التحريم. والأدلة في مجال المنع أو التحريم إن لم تكن نصية واضحة أو إجماعية قطعية فالأولى بنا أن نرجح الجانب الأيسر والعمل بالقول الأسهل أو الأنسب، لأننا نكون في حل من التقيد بنص في مذهب معين أو قول إمام ولو جليل، إن ظهرت لنا مصلحة في مخالفته التي لا يترتب عليها اصطدام بنصوص قرآنية أو حديثية أو إجماع للأمة قطعي. ومما لا شك فيه أن تطبيق هذا ليس بالأمر السهل ولا هو بالمتروك لضعاف العلم والإيمان العميق أو أصحاب الشهوات المالية والتجارية، بل ينبغي أن يكون تحت إشراف طائفة من أهل العلم الراسخ والوعي النير والإيمان العميق.


3- أما في المجال العالمي، فإن على البنوك الإسلامية أن تلجأ إلى التكتل فيما بينها والتضامن
مع بعضها بعضاً لمواجهة ضغوط بيوت المال العالمية المتربصة، ولتفتيت الخسائر الكبرى بالاشتراك في تحملها في حالات معينة، ولرفع الوتيرة الإعلامية التي تروج لفكرة البنوك الإسلامية التي تحارب الربا والاستغلال وإثارة المشتري بالباطل وتعتمد على المضاربة وغيرها مما أباحه الشرع لمصلحة المجتمع
[1].


4- توفير مناخ عام فيه جهد من الجميع، لإحياء العمل بالشريعة الإسلامية
دون إفراط أو تفريط: مناخ فيه نضج تدريجي من حيث التعرف على الثقافة الإسلامية والوعي بعقيدتها، خاصة في مجال الرزق. وفيه مساعدة من الجهات التشريعية ومن البنوك المركزية لمن يسعون لمحو الربا من المعاملات حتى لا يُفَضّل من يتعامل بالربا على هؤلاء، ومناخ فيه مؤسسات تعليمية وتدريبية تمد البنوك الإسلامية بحاجتها من الكفاءات البشرية.


مما سبق نستنتج أن هناك طريقاً طويلاً ما يزال على البنوك الإسلامية أن تقطعه في سبيل إتمام أهدافها على النحو الذي يراه المنظرون لها. ولكن يبقي أمر واحد لا بد من الحديث عنه، وهو لا يقل في الأهمية عن كل الوسائل التي ذكرت؛ ألا وهو موضوع المرجعية الشرعية في تلك المؤسسات والبنوك الإسلامية.

___________________

[1] - الدكتور أحمد الحجي- الخبير في الموسوعة الفقهية- الكويت ( عن مقال المؤسسات المصرفية بين التحديات والطموحات- ( تحقيق: تمام أحمد- د. عماد الدين عثمان) على موقع www.islamonline.com على الانترنت)
 
أعلى