العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

دروس في شرح المنطق سهلة وواضحة.

صفاء الدين العراقي

::مشرف ملتقى المذهب الشافعي::
إنضم
8 يونيو 2009
المشاركات
1,645
الجنس
ذكر
التخصص
.....
الدولة
العراق
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي
#للوصول إلى الفهرس اضغط#
هنا
# ولتحميل الكتاب كاملا اضغط #
هنا
تم الفراغ من شرح الكتاب كاملا بتاريخ 30-1-2012


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد...
فقد بدأت أكتب شرحا ميسرا في علم المنطق على متن إيساغوجي للشيخ أثير الدين الأبهري رحمه الله.
وسأضع ما أكتبه على شكل فقرات صغيرة بحسب ما يتيسر لي كتابته ثم يكون المجال مفتوحا للمناقشة والمباحثة بعد كل فقرة.
فإذا فرغت من الدرس الأول جمعته في ملف وأضفت عليه المخططات وهكذا أفعل إلى النهاية.
راجيا من الإخوة أن يساعدوني على تذليل هذا العلم بمناقشاتهم وإضافاتهم.
والله أسأل أن يعيننا على الإتمام على خير إنه هو السميع العليم.

( الفقرة الأولى )

بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة

المنطق: مسائل يبحث فيها عن أحوال التعريف والدليل.
وفائدته: صون الذهن عن الخطأ في أثناء صياغة التعريف أو الدليل.

بمعنى أن التعريف والدليل لا غنى عنهما للإنسان إذْ هما الطريق للكشف عن أي مجهول ذلك أنه تارة يجهل الإنسان معنى شيء من الأشياء فيطلب العلم به وذلك بتعريفه كأن يجهل ما هو الغاز أو الماس أو الفيزياء أو الفقه أو المتواتر أو المنطق فيقال له هو كذا وكذا فهذا الجواب يسمى تعريفا لأنه يعَرِّفك بالشيء الذي تجهله. وتارة لا يجهل معنى شيء من الأشياء ولكن يريد أن يعرف أهو صحيح أو لا كأن يجهل هل أن الابتعاد عن الدين سبب لنهوض الأمة أو هل أن الفاعل مرفوع أو هل أن الله واحد أو هل أن لمس المرأة ينقض الوضوء فيطلب ما يثبت له صحة تلك القضايا وهذا هو الدليل وسمي دليلا لأنه يدلك ويرشدك إلى المطلوب. فعلم أنه تارة يواجه الإنسان مفردا يجهل معناه وتارة تواجهه قضية لا يعرف صحتها. فالمجهول الأول يرتفع بالتعريف والثاني يرتفع بالدليل. ثم إن التعريف والدليل كثيرا ما يتطرق إليهما الخطأ فلا يحصل معهما الإنسان على العلم فاحتيج إلى علم يبحث عن كيفية صياغة التعريف والدليل بشكل صحيح وتبيين الشروط اللازمة لذلك كي يتجنب الوقوع في الزلل فلذا وضعوا علم المنطق.

مثال: حينما تدرس المنطق فستعلم أن من مسائله هي: ( أن التعريف الصحيح للشيء لا بد أن يكون مانعا من دخول غير المعرّف في التعريف ). فإذا قيل لك ما الصلاة ؟ فقلت هي: عبادة ذات وضوء، فقد صار التعريف قاصرا وغير مانع لأن الطواف بالبيت الحرام عبادة ذات وضوء أيضا مع أنها ليست من الصلاة فحصل الخلل وهو دخول غير المعرف في التعريف أي دخول الطواف في تعريف الصلاة مما يسبب للمخاطب الخطأ وهو أنه سيفهم أن الطواف صلاة مع أنها ليست كذلك لأن القصد من التعريف هو جعله علامة على المعرّف يعرف به ما يدخل في التعريف وما لا يدخل.


مثال آخر: حينما تدرس المنطق فستعلم أن من مسائله هي: ( أنه يشترط في الدليل أن لا ينتقض ) أي لا توجد صورة ومثال يوجد فيها الدليل ولا يوجد معها المدلول.
فإذا قال النصراني: إن عيسى إله والدليل عليه هو أنه خُلق من غير أب فدل على أنه ليس مثل البشر. قلنا فيلزم على دليلك هذا أن يكون آدم إلها أيضا لأنه خلق من غير أب بل ومن غير أم ولا قائل بإلوهيته فدل على أن خلق الإنسان من غير أب لا يدل على إلوهيته. فهنا أبطلنا الدليل ببيان تخلفه وهو المسمى بالنقض.

وهنا نصل إلى نقطة مهمة وهي ما حاجتنا لدراسة المنطق؟
والجواب: إن الحاجة تكمن في وضع ضوابط علمية للتعريف والدليل تمنع الزلل فيهما.

فإن قيل: فإذا كانت حاجته بهذه الأهمية فلم استغن عنه السلف؟
والجواب: لاستقامة عقولهم وصحة فطرهم وهذا بخلاف من جاء بعدهم فقد زاغت كثير من العقول عن النهج السليم في التفكير، وذلك نظير النحو فقد استغنى الصحابة عن تدوينه لاستقامة ألسنتهم فلمّا تطرق الخلل للنطق وضِع علم النحو.

فإن قيل: فلم ذمه كثير من السلف؟ قلنا: لاختلاطه في بدايته بمسائل فلسفية مبنية على عقائد اليونان التي تخالف عقيدة المسلمين.

فإن قيل: ولكنه أيضا بعد أن صفاه المسلمون واجه نقدا قويا من قبل بعض العلماء وألفوا كتبا في الرد على المنطق؟
قلنا: لم نجد عالما طعن في المنطق إلا وهو يعترف بأن بعض مباحثه ومسائله هي حق وإنما انتقد بعض أبحاثه ورأى أنها مجانبة للصواب فحينئذ نقول لهم: لا بأس ارفعوا المبحث الفلاني من المنطق وضعوا بدله المبحث الذي ترونه صوابا فكان ماذا!!.

والخلاصة هي أننا مع نقد المنطق اليوناني ولكننا لسنا مع هدمه من أساسه بل مع منطق إسلامي لا يستطيع أن ينقده حتى الكارهين له لاستقامة أبحاثه وتوافقها التام مع النقل والعقل.

فإن قيل: لا يوجد منطق إسلامي ومنطق يوناني المنطق هو المنطق وهو ضلال.
قلنا: قد عرفت في المقدمة أن أبحاث هذا العلم تدور حول تصحيح الفكر في التعريف والدليل فهل يخالف واع حاجتنا إلى مثل هذه الأبحاث وهل يستغني عنها أحد وهل تجد علما من العلوم يستغني عن التعاريف والأدلة كل ما في الأمر أن بعض الأبحاث غير مستقيمة عندك فارفعها وضع بدلا عنها مبحثا مستقيما. فإذا تم هذا فحينئذ سيكون المنطق خادم العلوم كلها على وجه الحقيقة فتأمل يرحمك الله.

( مباحثات )

1- في ضوء ما قرأت أين تكمن أهمية المنطق؟
2- في ضوء ما مر عليك هل ترى أن الصواب في ترك دراسة هذا العلم؟وهل ترى أن المناقشة المذكورة مقنعة؟
3- اذكر بعض التعاريف البديلة للمنطق وناقشها إذا أمكن؟
 

صفاء الدين العراقي

::مشرف ملتقى المذهب الشافعي::
إنضم
8 يونيو 2009
المشاركات
1,645
الجنس
ذكر
التخصص
.....
الدولة
العراق
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي
رد: دروس في شرح المنطق سهلة وواضحة.

( الفقرة الرابعة والأربعون )

( قياس المساواة )

قد علمتَ أن الدليل هو: ما يلزم من العلم به العلم بشيء آخر، وذكرنا أن أول أقسام الدليل هو القياس وهو نوعان اقتراني واستثنائي.

وأما النوع الثاني من أنواع الدليل فهو قياس المساواة.
وقياس المساواة هو: قول مؤلف من قضايا متحدة في المحمول يكون متعلِّقُ محمولِ الأولى موضوعا للثانية.

مثال: زيدٌ أفضلُ مِن عمروٍ- وعمروٌ أفضلُ من سعيدٍ- فزيدٌ أفضلُ من سعيدٍ.
فقولنا: (زيدٌ أفضلُ مِن عمروٍ ) - ( وعمروٌ أفضلُ من سعيدٍ ) هو قياس مساواة لأنه توفر فيه ما يلي:
1- هو قول مؤلف من قضيتين.
2- محمول القضيتين واحد وهو ( أفضل ).
3- المتعلق بمحمول القضية الأولى وهو ( عمرو ) هو نفسه موضوع للقضية الثانية.
وهو بديهي الإنتاج يعلم كل شخص من نفسه ووجدانه صحة تلك النتيجة.

والملاحظ على هذا النوع من الأدلة أن فيه خاصتين هما:
1- لا حد أوسط فيه وهذا أغرب ما في أمره لأنه بما أن متعلق محمول القضيتين مختلف فهذا يعني أنه لا حد أوسط فقولنا ( أفضل من عمرو ) و ( أفضل من سعيد ) المتعلق بمحمول الأول هو عمرو، والمتعلق بمحمول الثانية هو سعيد فلا يوجد حد أوسط، وإنما يوجد بينهما جزء مشترك وهو نفس المحمول مع قطع النظر عن متعلقه، وكذا متعلق محمول الأولى وهو عمرو هو نفسه موضوع القضية الثانية.

2- إنه يعتمد في صدقه على مقدمة خارجية خفية هي التي تسبب صدق قياس المساواة.
وهي في المثال السابق ( الأفضل من الأفضل من شيء أفضل من ذلك الشيء ) ولولا صحة هذه القاعدة لم يصدق القياس.
فبما أن زيدا أفضل من عمرو، وأن عمرا أفضل من سعيد، فيكون زيد أفضل من سعيد.

مثال: أ مساو لـ ب- وب مساو لـ ج- فـ أ مساو لـ جـ.
يلاحظ أن المحمول وهو مساو واحد في القضيتين، وأن متعلق المحمول الأول وهو ب قد صار موضوعا في القضية الثانية، فهو إذاً قياس مساواة.
وصدق ذلك المثال معتمد على قاعدة خارجية وهي ( مساوي المساوي لشيء مساو لذلك الشيء ).

مثال: الساعة موجودة في الحقيبة- والحقيبة موجودة في السيارة- فالساعة موجودة في السيارة.
وإنما صدق لصدق القاعدة المضمرة وهي: ( ظرف الظرف لشيء ظرف لذلك الشيء ).

مثال: الحجر جزء من الغرفة- والغرفة جزء من البيت- فالحجر جزء من البيت.
وإنما صدق لصدق القاعدة المضمرة وهي: ( جزء الجزء من شيء جزء من ذلك الشيء ).

ولأجل أن قياس المساواة معتمد في صدقه على مقدمة خارجة عن القياس لم تذكر فيه لم يصدق المثال الآتي:
مثال: الاثنان نصفُ الأربعةِ- والأربعةُ نصفُ الثمانية- فالاثنان نصفُ الثمانية.
وهي نتيجة كاذبة لأن مقدمتها الخارجية كاذبة وهي: ( نصف النصف من شيء نصف لذلك الشيء ).
بل نصف النصف هو ربع وليس نصفا.

مثال آخر: زيدٌ عدوٌ لبكرٍ- وبكرٌ عدوٌ لسعيدٍ- فزيد عدوٌ لسعيد.
وهي نتيجة كاذبة لأن مقدمتها الخارجية كاذبة وهي: ( عدو العدو عدوٌ )، بل قد يكون عدو العدو صديقا.

تنبيهات:
الأول: هذا القياس يطرد بشكل صادق في أمثلة أفعل التفضيل مثل ( أفضل- أعلم- أكرم- أجمل- أتقى أشجع- أحسن.... ).

الثاني: هذا القياس كما يختلف عن القياس المتعارف عليه ذي الأشكال الأربعة من جهة الحد الأوسط فهو يختلف عنه في أمر أساسي آخر وهو أن القياس المتعارف لا بد أن تكون إحدى مقدمتيه إما الصغرى أو الكبرى كلية ولهذا يقولون: لا ينتج القياس من جزئيتين، وكذلك لا ينتج من قضيتين شخصيتين، بينما في قياس المساواة قد أنتج القياس من قضيتين شخصيتين مثل زيد أفضل من عمرو، وهذه موجبة شخصية لأن موضوعها جزئي وهو زيد، وعمرو أفضل من سعيد، وهذه أيضا مثلها، فزيد أفضل من سعيد، فالنتيجة أيضا شخصية مثل حال المقدمتين.

( مناقشات )

1- في ضوء ما تقدم ما هي أوجه الشبه والتمايز بين قياس المساواة والقياس المتعارف عليه؟
2- بيّن كيف يتوقف قياس المساواة على المقدمة الخارجية؟
3- مثل بمثالين من عندك لقياس مساواة؟

( تمارين )

استخرج النتائج من الأقيسة التالية:
1- أبو بكر أفضل من عمر- وعمر أفضل من عثمان؟
2- مكة أفضل من المدينة- والمدينة أفضل من بيت المقدس؟
3- الشرك بالله أشد حرمة من القتل- والقتل أشد حرمة من الزنا؟
 
إنضم
21 نوفمبر 2010
المشاركات
298
التخصص
الفقه المالكي وأصوله
المدينة
وهران
المذهب الفقهي
المالكي
رد: دروس في شرح المنطق سهلة وواضحة.

صغ قياسا وبين نوع الضرب المنتج وغير المنتج من الأمثلة التالية:
1- إما أن يكون الإنسان حرا أو عبدا ـ لكنه حر ـ فهو ليس بعبد. مانعة جمع وخلو, الضرب الأول, إثبات المقدم يقتضي نفي التالي, (منتج).
ـ إما أن يكون الإنسان حرا أو عبدا ـ لكنه عبد ـ فهو ليس بحرّ. مانعة جمع وخلو, الضرب الثاني, إثبات التالي يقتضي نفي المقدم, (منتج).
ـ إما أن يكون الإنسان حرا أو عبدا ـ لكنه ليس بحر ـ فهو عبد. مانعة جمع وخلو, الضرب الثالث, نفي المقدم يقتضي إثبات التالي, (منتج).
ـ إما أن يكون الإنسان حرا أو عبدا ـ لكنه ليس بعبد ـ فهو حرّ. مانعة جمع وخلو, الضرب الرابع, نفي التالي يقتضي إثبات المقدم, (منتج).
2- إما أن يكون اللفظ اسما أو فعلا ـ لكنه اسم ـ فهو ليس بفعل.
مانعة جمع فقط, من الضرب الأول, إثبات المقدم يقتضي نفي المقدم (منتج).
ـ إما أن يكون اللفظ اسما أو فعلا ـ لكنه فعل ـ فهو ليس باسم.
مانعة جمع فقط, من الضرب الثاني, إثبات التالي يقتضي نفي المقدم (منتج).
ـ إما أن يكون اللفظ اسما أو فعلا ـ لكنه ليس باسم ـ فلا يلزم أن يكون فعلا لاحتمال أن يكون حرفا.
مانعة جمع فقط, من الضرب الثالث, فنفي المقدم لا يقتضي إثبات التالي, (عقيم).
ـ إما أن يكون اللفظ اسما أو فعلا ـ لكنه ليس بفعل ـ فلا يلزم أن يكون اسما لاحتمال أن يكون حرفا.
مانعة جمع فقط, من الضرب الرابع, فنفي التالي لا يقتضي إثبات المقدم, (عقيم).
ـ 3- إما أن يكون اللفظ غير اسم أو غير فعل ـ ولكنه غير اسم ـ فلا يلزم أن يكون فعلا لاحتمال أن يكون حرفا.
مانعة خلو فقط, من الضرب الأول, فإثبات المقدم لا يقتضي انتفاء التالي, (عقيم).

ـ إما أن يكون اللفظ غير اسم أو غير فعل ـ ولكنه غير فعل ـ فلا يلزم أن يكون اسما لاحتمال أن يكون حرفا.
مانعة خلو فقط, من الضرب الثاني, فإثبات التالي لا يقتضي انتفاء المقدم, (عقيم).

ـ إما أن يكون اللفظ غير اسم أو غير فعل ـ ولكنه فعل ـ فهو ليس باسم.
مانعة خلو فقط, من الضرب الثالث, فنفي المقدم يقتضي إثبات التالي, (منتج).

ـ إما أن يكون اللفظ غير اسم أو غير فعل ـ ولكنه اسم ـ فهو ليس بفعل.
مانعة خلو فقط, من الضرب الرابع, فنفي التالي يقتضي إثبات المقدم, (منتج).
 
إنضم
21 نوفمبر 2010
المشاركات
298
التخصص
الفقه المالكي وأصوله
المدينة
وهران
المذهب الفقهي
المالكي
رد: دروس في شرح المنطق سهلة وواضحة.

1- في ضوء ما تقدم ما هي أوجه الشبه والتمايز بين قياس المساواة والقياس المتعارف عليه؟
أ) أوجه الشبه:
ـ هو قول مؤلف من قضيتين.
ـ محمول القضيتين واحد.
ـ المتعلق بمحمول القضية الأولى هو نفسه موضوع للقضية الثانية.
ب) أوجه التمايز:
ـ ليس فيه حد أوسط, فمتعلق المحمول مختلف.
ـ أنه يعتمد في صدقه على مقدمة خارجية خفية هي التي تسبب صدق قياس المساواة.
ـ على خلاف القياس الاقتراني والاستثنائي, القياس المساوي ينتج من قضيتين شخصيتين.
2- بيّن كيف يتوقف قياس المساواة على المقدمة الخارجية؟
ذالك أن القياس المساوي لا يكون في جميع حالاته صادقا بل قد يكون كاذبا أيضا, فهل عدو العدوِ عدو؟ ليس دائما, فقد يكون صديق.
ولهذا من الأشكال التي تنتج قضايا صادقة ما كان المتعلق فيه من أفعال التفضيل.
3- مثل بمثالين من عندك لقياس مساواة؟
ـ الأعداد الطبيعية محتواة في الأعداد الصحيحة ـ والأعداد الصحيحة محتواة في الأعداد الحقيقية ـ فالأعداد الطبيعية محتواة في الأعداد الحقيقية.
ـ الشمس أكبر حجما من الأرض ـ والأرض أكبر حجما من القمر ـ فالشمس أكبر حجما من القمر.
 
إنضم
21 نوفمبر 2010
المشاركات
298
التخصص
الفقه المالكي وأصوله
المدينة
وهران
المذهب الفقهي
المالكي
رد: دروس في شرح المنطق سهلة وواضحة.

استخرج النتائج من الأقيسة التالية:
1- أبو بكر أفضل من عمر- وعمر أفضل من عثمان ـ فأبو بكر أفضل من عثمان. رضي الله عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أجمعين.
2- مكة أفضل من المدينة- والمدينة أفضل من بيت المقدس ـ فمكة أفضل من بيت المقدس.
حفظكم الله لا يخفى عليكم أنا عند السادة المالكية المدينة أفضل. ( أحاول إدخال السرور عليكم فقط).
3- الشرك بالله أشد حرمة من القتل- والقتل أشد حرمة من الزنا ـ فالشرك بالله أشد حرمة من الزنا.
 

صفاء الدين العراقي

::مشرف ملتقى المذهب الشافعي::
إنضم
8 يونيو 2009
المشاركات
1,645
الجنس
ذكر
التخصص
.....
الدولة
العراق
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي
رد: دروس في شرح المنطق سهلة وواضحة.

1- في ضوء ما تقدم ما هي أوجه الشبه والتمايز بين قياس المساواة والقياس المتعارف عليه؟
أ) أوجه الشبه:
ـ هو قول مؤلف من قضيتين.
ـ محمول القضيتين واحد.
ـ المتعلق بمحمول القضية الأولى هو نفسه موضوع للقضية الثانية.
كون محمول القضيتين واحدا، وكون متعلق المحمول الأول هو موضوع المقدمة الثانية هذا من مختصات قياس المساواة فلا يصح إدراجه في أوجه التشابه.
بل وجه الشبه اشتراكهما في مقدمتين وحصول نتيجة من تلك المقدمتين.
مع التقدير.
 

صفاء الدين العراقي

::مشرف ملتقى المذهب الشافعي::
إنضم
8 يونيو 2009
المشاركات
1,645
الجنس
ذكر
التخصص
.....
الدولة
العراق
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي
رد: دروس في شرح المنطق سهلة وواضحة.

( الفقرة الخامسة والأربعون )

( التمثيل )

قد علمت أن القياس المتعارف عليه هو أول الأدلة، وأن ثانيها هو قياس المساواة وهو قول مؤلف من قضايا متحدة في المحمول يكون متعلق محمول الأولى موضوعا للثانية.

وأما الدليل الثالث فهو التمثيل وهو: إثبات حكم في شيء لوجوده في شيء آخر يشترك معه في علة الحكم.
مثال: النبيذ مسكر كالخمر- والخمر حرام- فالنبيذ حرام.
فهنا أعطينا حكم الخمر وهو الحرمة للنبيذ لاشتراكهما في علة الحكم وهي الإسكار، بمعنى أنه إنما حرّمت الخمر لأنها مسكرة وبما أن الإسكار موجود في النبيذ أيضا فيكون حراما مثل الخمر.

فالتمثيل هو عملية عقلية يتم فيها تشبيه شيء بشيء آخر لوجود وصف جامع بينهما، فننقل حكم المشبَّهِ به إلى المشبَّهِ، وحياتنا اليومية ممتلئة بهذا النوع من الاستدلال، ويسمى التمثيل عند الأصوليين والفقهاء قياسا.
فالخمر مشبَّهٌ به، والنبيذ مشبَّهٌ، والوصف الجامع هو الإسكار، وحكم المشبه به هو الحرمة فننقل هذا الحكم إلى النبيذ.

ولهذا فأجزاء التمثيل وأركانه أربعة هي:
1- الأصل وهو المشبّه به المعلوم حكمه.
2- الفرع وهو المشبه الذي يراد معرفة حكمه.
3- العلة وهي الوصف الجامع بين الأصل والفرع.
4- الحكم وهو المعنى الثابت في الأصل والذي يراد نقله للفرع.

مثال: أن يعلم الإنسان أن شرب الماء الملوث يسبب مرض التيفوئيد، فيقيس عليه اللبن الملوث لأن العلة واحدة فيهما وهي التلوث والاحتواء على الفيروسات.
فالأصل هو الماء الملوّث، والفرع هو اللبن الملوّث، والعلة هي التلوّث، والحكم هو الإصابة بالتيفوئيد.

مثال: أن يرى الإنسان الطيور وهي تحلِّقُ في السماء فيتأمل كيف أنها ترتفع وتطير بسبب أجنحتها، فيصل إلى نتيجة أنه لو استطاع أن يصنع أجنحة ويتحكم بها كما تتحكم الطيور لاستطاع أن يطير مثلها.
وبهذا التمثيل فكر عباس بن فرناس وطار في السماء، ومن نفس الفكرة استمد الإنسان فيما بعد فكرة الطائرات.

ومن هذا الباب معرفة أساس عمل شيء من الأشياء فيفكر الإنسان بإيجاد بديل له يشابهه كي يحصل على نفس النتائج مثل أن يعرف مكونات بعض الأدوية وسبب تأثيرها فيجد بديلا لها على أساس التشابه في المكونات الرئيسية المؤثرة، أو يعرف طريقة عمل بعض الأسلحة فيصنع مثيلا لها.

مثال: أن يصاب زيد بالزكام فيذهب للطبيب فينصحه بتناول عصير البرتقال لاحتوائه على فيتامين سي فيجد زيد الليمون أمامه فيستعمله عوضا عن البرتقال ويقول الليمون كالبرتقال لاحتوائهما على فيتامين سي فيساعد مثل البرتقال على الشفاء من الزكام.

مثال: أن يدرس الإنسان التاريخ ويعلم أحوال الأمم الماضية ويعلم سبب دمارها وانتهاء حضارتها فيصل لنتيجة هي أن أمته وأي أمة أخرى إن سارت على نفس خطأ من سلفها من الأمم فستكون النتيجة واحدة.

ومن هذا القبيل ما قصه الله علينا من أحوال الأمم التي كذبت رسلها فأصابها بسبب التكذيب عذاب الله ثم أمر بعدها بالاعتبار فقال: ( فاعتبروا يا أولي الأبصار ) والاعتبار مشتق من العبور أي اعبروا وانتقلوا من حال تلك الأمم إلى حالكم إذا كذبت رسولكم فسيصيبكم مثل ما أصابهم فهذا تمثيل.

( إمكان رد التمثيل إلى القياس المنطقي )

كما أن روح القياس المنطقي هو الحد الأوسط، فكذلك روح التمثيل هو العلة التي تجمع بين الأصل والفرع، وعليه فيتأتى جعل العلة حد أوسطا وتحويل التمثيل إلى قياس منطقي بديهي الإنتاج من الشكل الأول.
مثال: النبيذ مسكر كالخمر- والخمر حرام- فالنبيذ حرام.
النبيذ مسكر- وكل مسكر حرام- فالنبيذ حرام.
فجعلنا العلة حد أوسطا وحذفنا المثال وهو كالخمر أي الأصل.

فالعبرة بما يقع بعد لأن إذْ هو الدليل، ويتأتى عرضه وتصويره بأكثر من حالة.
يقال: لمَ كان النبيذ حراما؟ فتقول: لأنه ( مسكر ) فالإسكار هو الدليل.
ويمكن عرض هذا الدليل أعني الإسكار بأكثر من هيئة فتقول:
1- النبيذ مسكر كالخمر- والخمر حرام- فالنبيذ حرام. ( تمثيل ).
2- النبيذ مسكر- وكل مسكر حرام- فالنبيذ حرام. ( قياس اقتراني ).
3- إذا كان النبيذ مسكرا فهو حرام- لكنه مسكر- فهو حرام. ( قياس استثنائي ).
والعبرة- كما رأيت- في الإسكار، ويتأتى عرضه بأكثر من هيئة وإلباسه أكثر من ثوب.

( التمثيل يفيد الظن أو اليقين )

هل أن التمثيل يفيد الظن فقط أو أنه يمكن أن يفيد اليقين؟
ذهب عامة المناطقة إلى أن التمثيل إنما يفيد الظن ولا يفيد اليقين.
واختار بعض المحققين كالإمام ابن تيمية أنه قد يفيد اليقين، وأن العبرة في المادة والمثال التي توضع في التمثيل فإذا كان يقينيا فالتمثيل يفيد اليقين، وإذا كان يفيد الظن فالتمثيل يفيد الظن، ولهذا يتأتى رد التمثيل بسهولة إلى القياس المنطقي.

والتحقيق أن التمثيل كي يفيد اليقين يحتاج إلى ما يلي:
أولا: أن يقطع بشكل يقيني أن العلة في الأصل هي هذا الشيء لا غيره.
ثانيا: أن يقطع بشكل يقيني أن الفرع تتحقق فيه العلة.
ثالثا: أن يقطع بشكل يقيني أنه لا يوجد خصوصية في الأصل ولا مانع في الفرع.

وهذه الأمور تؤخذ من كلام المناطقة أنفسهم فقد عللوا ظنية القياس بتلك الأسباب وذكروا أنه من الصعب أن تتوفر في التمثيل، وعليه فإذا توفرت كما في بعض الموارد فهو يفيد اليقين.
فمتى ثبت بالدليل اليقيني أن العلة في تحريم الخمر هو الإسكار، وليس لشيء آخر، وأن النبيذ مسكر كما هو مشاهد محسوس، وأن كون الخمر مصنوعا من العنب والنبيذ مصنوعا من غيره لا يمنع من الإلحاق لأن العبرة هي في الإسكار لا في شيء آخر فحينئذ لا خلاف في إفادة التمثيل اليقين.
وإنما لصعوبة تحقق تلك الأمور في شيء قال المناطقة بإفادة التمثيل الظن.

وبهذا يتضح أهمية التمثيل في الحياة اليومية وفي العلوم واستخراج النظريات وفي الفقه والأصول ولو كان يفيد الظن لأن الظن قد يكتفى به كما في العمل بالأحكام الشرعية فليس المقصود أن يصل المسلم في كل مسألة فقهية إلى اليقين بل يكفي الظن الذي تطمئن به النفس ولأجل ذلك كان الاجتهاد في الشريعة محمودا رغم أن الاجتهاد لا يؤدي إلا إلى الظن لوجود آراء مختلفة وأدلة متجاذبة.

تنبيهات:
أولا: اشتراك الأصل والفرع في العلة لا يعني أن الأصل والفرع متشابهان في كل شيء وإلا لو كانا متشابهين تماما في كل شيء لكانا شيئا واحدا فلا قياس حينئذ.

ثانيا: الفرع يعرف حكمه بالقياس على الأصل فإذا كان معلوما من قبل فلا فائدة من القياس كما هو ظاهر.

ثالثا: كما أن أساس عمل القياس المنطقي هو اللزوم، فأساس عمل التمثيل هو اللزوم أيضا لأن هذا شأن كل دليل يلزم من العلم به العلم بشيء آخر.
ففي التمثيل يلزم من ثبوت العلة في الفرع ثبوت حكم الأصل للفرع فالنبيذ يستلزم السكر، والسكر يستلزم الحرمة فيستلزم النبيذ الحرمة كما أن الخمر يستلزم السكر والسكر يستلزم الحرمة فيستلزم الخمر الحرمة.
فأساس عمل القياس المنطقي والتمثيل واحد، وإنما يزيد التمثيل على القياس بذكر مثال وهو الأصل كما حققه الإمام ابن تيمية يرحمه الله.

رابعا: أحيانا يكون الأمر الجامع بين الأصل والفرع ليس هو علة الحكم بل يوجد تشابه بينهما في بعض الصفات مما ينتقل الذهن بسبب ذلك إلى أن حكمهما واحد وهذا فيه ضعف ولا يفيد إلا الظن لأن اشتراكهما في بعض الأوصاف لا يقتضي بالضرورة اتحادهما في الحكم ومع هذا فكثيرا ما يستعمل الناس مثل هذا الأمر.

( مناقشات )

1- في ضوء ما تقدم ما هو التمثيل وما هي أركانه؟
2- ما هي أهمية التمثيل وهل يفيد اليقين أو الظن وضح ذلك؟
3- مثل بمثالين من عندك للتمثيل؟

( تمارين )

اجعل ما يلي تمثيلا ووضِّح أركانه:
1- يحرم ضرب الوالدين للإيذاء كالتأفف؟
2- الكاكاو ينفع في التنبيه لاحتوائه على الكافيين كالقهوة؟
3- الجبس ينفع في تثبيت العضو المكسور لمنعه من الحركة كالخشب؟
 
إنضم
21 نوفمبر 2010
المشاركات
298
التخصص
الفقه المالكي وأصوله
المدينة
وهران
المذهب الفقهي
المالكي
رد: دروس في شرح المنطق سهلة وواضحة.

1- في ضوء ما تقدم ما هو التمثيل وما هي أركانه؟
هو إثبات حكم في شيء لوجوده في شيء آخر يشترك معه في علة الحكم.
أركانه:
ـ الأصل وهو المشبّه به المعلوم حكمه.
ـ الفرع وهو المشبه الذي يراد معرفة حكمه.
ـ العلة وهي الوصف الجامع بين الأصل والفرع.
ـ الحكم وهو المعنى الثابت في الأصل والذي يراد نقله للفرع.
2- ما هي أهمية التمثيل وهل يفيد اليقين أو الظن وضح ذلك؟
التمثيل عملية عقلية تكمن أهميتها في إيجاد واستنطاق أحكام جديدة لأمور جمع بينها وبين المشبه به اتحاد العلة,
ومجالها واسع يجمع بين أمور الحياة اليومية والنظريات والأمور الشرعية وغيرها.
وهو عند المناطقة يفيد الظن لا يقين, على خلاف ما ذهب إليه شيخ الإسلام ابن تيمية أنه قد يفيد اليقين, وهذا على
حسب المثال المضروب, إن كان يفيد اليقين فاليقين وإلا أفاد الظن, والتحقيق أنه يفيد اليقين إن توفرت الأمور تالية:
ـ أن يقطع بشكل يقيني أن العلة في الأصل هي هذا الشيء لا غيره.
ـ أن يقطع بشكل يقيني أن الفرع تتحقق فيه العلة.
ـ أن يقطع بشكل يقيني أنه لا يوجد خصوصية في الأصل ولا مانع في الفرع.
3- مثل بمثالين من عندك للتمثيل؟
أ) التدخين خبيث ـ وكل خبيث حرام ـ فالتدخين حرام.
ب) الألماس غالي الثمن فهو حجر كريم ـ والياقوت حجر كريم ـ فالياقوت غالي الثمن.
 
إنضم
21 نوفمبر 2010
المشاركات
298
التخصص
الفقه المالكي وأصوله
المدينة
وهران
المذهب الفقهي
المالكي
رد: دروس في شرح المنطق سهلة وواضحة.

اجعل ما يلي تمثيلا ووضِّح أركانه:
1- يحرم ضرب الوالدين للإيذاء كالتأفف؟
حرام التأفف على الوالدين فهو إيذاء ـ والضرب إيداء ـ فضربهما حرام.
المشبه به التأفف, المشبه ضرب الوالدين, العلة الإيذاء, الحكم حرام.
2- الكاكاو ينفع في التنبيه لاحتوائه على الكافيين كالقهوة؟
القهوة منبه لاحتوائه على الكافيين ـ والكاكاو يحتوي على الكافيين ـ الكاكاو منبه.
المشبه به القهوة, المشبه الكاكاو, العلة الكافيين, الحكم أنه منبه.
3- الجبس ينفع في تثبيت العضو المكسور لمنعه من الحركة كالخشب؟
الخشب يثبت العضو المكسور ويمنعه من الحركة ـ والجبس يمنع حركة العضو ـ فالجبس يثبت العضو المكسور.
المشبه به الخشب, المشبه الجبس, العلة منع حركة العضو, الحكم يثبت العضو المكسور.
 

صفاء الدين العراقي

::مشرف ملتقى المذهب الشافعي::
إنضم
8 يونيو 2009
المشاركات
1,645
الجنس
ذكر
التخصص
.....
الدولة
العراق
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي
رد: دروس في شرح المنطق سهلة وواضحة.


3- مثل بمثالين من عندك للتمثيل؟
أ) التدخين خبيث ـ وكل خبيث حرام ـ فالتدخين حرام.
ب) الألماس غالي الثمن فهو حجر كريم ـ والياقوت حجر كريم ـ فالياقوت غالي الثمن.
جزاك الله خيرا.
عندي تعليق وهو أن التدخين خبيث ـ وكل خبيث حرام ـ فالتدخين حرام هذا قياس وليس تمثيلا لأنك لم تشبه التدخين بشيء آخر يماثله في الخباثة.
وبالنسبة لمثال الياقوت أنبه إلى أن التمثيل فائدته أن يعرف حكم الفرع من خلال الأصل أي من خلال تشبيهه به فإذا كان معلوما من قبل فأي فائدة في التمثيل.
أفضل أن تمثل بمثالين جديدين يكون التمثيل فيهما واضحا.

مثل أن يتردد الناظر لأول وهلة في الجبس كأن يكون أول مرة يستعمل فيقول بما أن العيدان تمنع من الحركة فالجبس مثلها أو أولى فسيفيد في علاج العضو المكسور.
 

صفاء الدين العراقي

::مشرف ملتقى المذهب الشافعي::
إنضم
8 يونيو 2009
المشاركات
1,645
الجنس
ذكر
التخصص
.....
الدولة
العراق
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي
رد: دروس في شرح المنطق سهلة وواضحة.

( الفقرة السادسة والأربعون )

( الاستقراء )

قد علمتَ أن الأدلة أنواع أولها القياس المنطقي الذي ينقسم إلى الاقتراني والاستثنائي، وثانيها قياس المساواة وثالثها التمثيل وهو: إثبات حكم لشيء لوجوده في شيء آخر يشترك معه في علة الحكم.

وأما الدليل الرابع فهو الاستقراء وهو: تتبع الجزئيات للوصول إلى حكم كلي.
مثال: أن يتتبع الناظر الفاعل في كلام العرب فيجد أن الكلمة كلما وقعت فاعلا كانت مرفوعة فيصل إلى حكم كلي وقاعدة عامة هي: ( كل فاعل مرفوع ).

مثال: أن يدخل المعلم الصف فيطلب من زيد أن يقرأ أسماء الطلاب ليعرف الحضور فلما فعل أعلمه بالحكم الكلي النهائي وهو ( كل طلاب الصف حاضرون ).
فالاستقراء في حقيقته يتكون من قضايا كثيرة تتصفح للوصول إلى حكم شامل فالاستقراء في مثالنا السابق يحكم فيه على زيد بأنه حاضر، وعمرو بأنه حاضر، وعلي بأنه حاضر... إلى أن يصل إلى حكم نهائي.

مثال: أن يستقري الفقيه الأحكام الشرعية للمياه فيجدها ثلاثة طهور وطاهر ونجس فيقول المياه ثلاثة أقسام.

والاستقراء مهم جدا في العلوم وبسببه حصلت كثير من الاكتشافات فالكيميائي والفيزيائي والصيدلي وغيرهم يجرون تجارب عديدة ويتتبعون الجزئيات ليستخرجوا في النهاية قواعد في العلوم كأن يقال إن الماء إذا بلغ 100 درجة فإنه يتبخر، وأن كل معدن يتمدد بالحرارة.

وللاستقراء قسمان:
أولا: الاستقراء التام وهو: تتبع جميع الجزئيات لا يخرج منها واحد.
كما في استقراء طلاب الصف، وهذا النوع من الاستقراء يفيد اليقين، ولكنه قليل ولا يجري إلا فيما له جزئيات محدودة.

ثانيا: الاستقراء الناقص وهو: تتبع كثير من الجزيئات لا كلها.
وقد قالوا إنه يفيد الظن لجواز أن تكون الجزئيات التي لم تتصفح تخالف في حكمها للجزئيات المتصفحة.
مثال: أن يتتبع الناظر الحيوانات فيجد أن الإنسان يحرك فكه الأسفل عند المضغ، والأسد والفرس والغزال والحمار وغيرها كذلك فيصل إلى نتيجة هي أن كل حيوان يحرك فكه الأسفل عند المضغ.
ولكن تبين أن هذا الحكم غير تام لأن التمساح يحرك فكه الأعلى عند المضغ، فلذا لا يفيد هذا النوع إلا الظن.

مثال: أن يتتبع الطبيب أفراد الإنسان فيتتبع الألوف فيجد أن قلوبهم في الجهة اليسرى من الجسم، فيحكم بأن كل إنسان يكون قلبه في الجهة اليسرى من جسمه.
ولكن تبين أن هذا الحكم غير تام لأن بعض أفراد الإنسان تكون قلوبهم في الجهة اليمنى من الجسم.

ثم الاستقراء الناقص نوعان:
1- استقراء معلّل.
2- استقراء غير معلّل.

فالاستقراء المعلّل هو: ما يعتمد في تعميم أحكامه على وجود علة في كل جزئياته.
والاستقراء غير المعلل هو: ما لا يعتمد في تعميم أحكامه على وجود علة في كل جزئياته.

مثال: أن يجري العالم اختبارا على الأشياء المشتعلة ويمنع عنها الهواء فلا تشتعل ويكرر الاختبار على أكثر من عينة ثم يصل إلى تعميم الحكم ويخرج بقاعدة هي: ( الأوكسجين سبب الاشتعال وبانقطاعه لا تشتعل المواد ).
فهنا على أي أساس عمم الحكم فهل اختبرت كل المواد المشتعلة وفي كل الظروف حتى يصل إلى هذه النتيجة ؟ الجواب: لا ولكن بما أن العالِم اكتشف العلة وهي الأوكسجين وعلم أن طبيعة الاحتراق والاشتعال واحدة وهي متوقفة على الأوكسجين فإذاً لن تشتعل المواد بدون أوكسجين.
فهذا النوع لا مانع أن يفيد اليقين إذا وقف على العلة وعلم أنها متحققة في كل الجزئيات ولا تختص مادة دون مادة بشيء يمنع تحقق العلة فيها.
وهذا النوع هو أساس العلوم وبه تعمم القواعد.
وعند التأمل في هذا النوع من الاستقراء نجد أنه يعتمد اعتمادا كاملا على التمثيل الذي سبق شرحه.
بيانه:
بعدما يستقري الشخص بعض الأشياء ويعلم أن سبب اتحاد حكمها هو وجود علة ما ويعلم أن الأشياء التي لم يستقريها تتوفر فيها نفس العلة، فيقول: فتلك الأشياء التي لم تستقري مثل الأشياء التي استقريت لاتحادهما في العلة مما يجعل حكمهما واحدا فيعمم حينئذ.
وهذا مما يؤكد أهمية التمثيل وخطأ التقليل من شأنه.

مثال: كل حيوان يحرك فكه الأسفل عند المضغ، فهذا الاستقراء ناقص وهو لم يعتمد على علة يعتمد عليها في تعميم الحكم فلا يفيد إلا الظن، فإن وقفنا على جزئية تخالف ذلك الحكم فستنتقض القاعدة ويعلم أنها خاطئة وأن الصواب أن يقال أكثر الحيوانات تحرك فكها الأسفل عند المضغ.
وإن فرض أنها لم تنتقض فيبقى الاحتمال قائما فلا نظفر بغير الظن.

( مناقشات )

1- في ضوء ما تقدم ما هو الاستقراء وما هي أقسامه؟
2- هل يمكن أن يفيد الاستقراء اليقين بين هذا؟
3- مثل بمثالين للاستقراء؟

( تمارين )

بيّن نوع الاستقراء من حيث كونه تاما أو ناقصا معللا أو غير معلل فيما يأتي:
1- كل شيء يقذف إلى الأعلى يرجع إلى الأرض؟
2- كل إنسان يحتاج لصحته إلى فيتامين a ؟
3- كل خلفاء الرسول صلى الله عليه وسلم حكموا بالعدل؟
4- كل ما في بستان زيد إما النخيل وإما البرتقال؟
5- أقل الحيض يوم وليلة وأكثره خمسة عشر يوما؟
 

أم عبد الله السرطاوي

:: نائبة فريق طالبات العلم ::
إنضم
13 يونيو 2010
المشاركات
2,308
التخصص
شريعة/ هندسة
المدينة
***
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: دروس في شرح المنطق سهلة وواضحة.

( مناقشات )

1- في ضوء ما تقدم ما هو القياس الاستثنائي المنفصل؟
هو القياس الاستثنائي الذي مقدمته الكبرى شرطية منفصلة

2- ما هي الضروب المنتجة في كل قسم من أقسام المنفصلة؟
في مانعة الجمع والخلو: 4 ضروب منتجة وهي:
اثبات المقدم يقتضي نفي التالي، والعكس: نفي التالي يقتضي ثبوت المتقدم
اثبات التالي يقتضي نفي المقدم، والعكس: نفي المقدم يقتضي إثبات التالي
أما مانعة الجمع: فيها ضربين فقط: وهما: إثبات المقدم يقتضي نفي التالي، وإثبات التالي يقتضي نفي المقدم
أما مانعة الخلو: فيها ضربين فقط: عكس مانعة الجمع حيث: نفي التالي يقتضي ثبوت المقدم، ونفي المقدم يقتضي ثبوت التالي

3- مثل بمثال من عندك لكل قسم من أقسام القياس الاستثنائي المنفصل؟
مانعة الجمع والخلو: الرجل إما أن يمسي كافرا أو مؤمنا، لكنه يمسي مؤمنا، فهو ليس بكافر (ضرب منتج)
مانعة الجمع فقط: الطالب إما متفوق أو راسب، لكنه متفوق، فهو ليس براسب (ضرب منتج)
مانعة الخلو فقط: الطالب إما غير متفوق أو غير راسب، لكنه متفوق، فهو غير راسب (ضرب منتج)


( تمارين )

صغ قياسا وبين نوع الضرب المنتج وغير المنتج من الأمثلة التالية:
1- إما أن يكون الإنسان حرا أو عبدا؟
هذا قياس جامعة منع فقط حيث هناك نوع: وهو نصفه حر ونصفه عبد كالمكاتب ... والله أعلم
وضروبه كالتالي:
إما أن يكون الإنسان حرا أو عبدا، لكنه حر، فهو ليس بعبد (منتج)
أو لكنه عبد، فهو ليس بحر، (ضرب منتج)
أو لكنه ليس حرا، فلا يلزم منه أن يكون عبدا (ضرب عقيم)
أو لكنه ليس عبدا، فلا يلزم منه أن يكون حرا (ضرب عقيم)

2- إما أن يكون اللفظ اسما أو فعلا؟
جامعة منع فقط لوجود نوع ثالث وهو الحرف، وضروبه كالتالي:
لكنه اسم فهو ليس بفعل (منتج)
أو لكنه فعل فهو ليس باسم (منتج)
أو لكنه ليس باسم فلا يلزم منه أن يكون فعلا (عقيم)
أو لكنه ليس بفعل فلا يلزم منه أن يكون فعلا (عقيم)

3- إما أن يكون اللفظ غير اسم أو غير فعل؟

جامعة خلو فقط: وضروبها كالتالي:
لكنه اسم فهو ليس بفعل (منتج)
أو لكنه فعل فهو ليس باسم (منتج)
أو لكنه ليس باسم فلا يلزم منه أن يكون فعلا (عقيم)
أو لكنه ليس بفعل فلا يلزم منه أن يكون اسما (عقيم)

والله أعلم
 
إنضم
21 ديسمبر 2011
المشاركات
14
التخصص
لغة عربية ودراسات إسلامية
المدينة
السويس
المذهب الفقهي
شافعي
رد: دروس في شرح المنطق سهلة وواضحة.

جزاك الله خيرا
 

أم عبد الله السرطاوي

:: نائبة فريق طالبات العلم ::
إنضم
13 يونيو 2010
المشاركات
2,308
التخصص
شريعة/ هندسة
المدينة
***
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: دروس في شرح المنطق سهلة وواضحة.

( مناقشات )

1- في ضوء ما تقدم ما هي أوجه الشبه والتمايز بين قياس المساواة والقياس المتعارف عليه؟
يتشابهان أن كلا منهما قول مؤلف من قضيتين
ويختلفان في أمور عدة وهي ما يميز القياس المساوي:
1- أن صدق النتيجة في القياس المساوي يعتمد على مقدمة خارجية خفية، فصدق المقدمة الخارجية يجعل النتيجة صادقة، بينما في المتعارف عليه فإن صدق النتيجة يعتمد على صدق القضيتين.
2- أنه لا يوجد فيه حد أوسط كما القياس المتعارف عليه، وإنما موضوع ومحمول في كلا القضيتين، والمحمول هو نفسه في كليهما
3- أنه يرد أن تكون القضيتين شخصيتين في القياس المساوي ولا يصح هذا في المتعارف عليه.

2- بيّن كيف يتوقف قياس المساواة على المقدمة الخارجية؟
يتوقف صدق نتيجته عليها، فإن صحت المقدمة الخارجية صحت النتيجة وإن كذبت كذبت النتيجة

3- مثل بمثالين من عندك لقياس مساواة؟
الورقة داخل الكتاب، والكتاب داخل الخزانة، النتيجة: الورقة داخل الخزانة
الأنبياء أعلى درجة من الأولياء، والأولياء أعلى درجة من عامة الناس، النتيجة: الأنبياء أعلى درجة من عامة الناس


( تمارين )

استخرج النتائج من الأقيسة التالية:
1- أبو بكر أفضل من عمر- وعمر أفضل من عثمان؟
أبو بكر أفضل من عثمان

2- مكة أفضل من المدينة- والمدينة أفضل من بيت المقدس؟
مكة أفضل من بيت المقدس

3- الشرك بالله أشد حرمة من القتل- والقتل أشد حرمة من الزنا؟
الشرك بالله أشد حرمة من الزنا
 

أم عبد الله السرطاوي

:: نائبة فريق طالبات العلم ::
إنضم
13 يونيو 2010
المشاركات
2,308
التخصص
شريعة/ هندسة
المدينة
***
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: دروس في شرح المنطق سهلة وواضحة.

( مناقشات )

1- في ضوء ما تقدم ما هو التمثيل وما هي أركانه؟
التمثيل هو إلحاق الثاني بالأول في الحكم لعلة تجمع بينهما
وأركانه: الأصل والفرع والحكم والعلة

2- ما هي أهمية التمثيل وهل يفيد اليقين أو الظن وضح ذلك؟
هو مهم في حياتنا اليومية، حيث هو عملية عقلية تساعد على الاستدلال على الأشياء، ومهم أكثر شيء عند الأصوليين والفقهاء لاستخراج الأحكام، أما من ناحية أنه يفيد الظن أو اليقين فهذا يعتمد على أمور إن توفرت أفاد اليقين، فإن لم تتوفر فهو يفيد الظن/ وهذه الأمور:
أن تكون العلة مقطوع بها، وبالتالي فالأصل مقطوع به، وأن تكون العلة مقطوع توفرها في الفرع، فهنا يكون التمثيل مفيدا لليقين.
والله أعلم

3- مثل بمثالين من عندك للتمثيل؟
القتل بالمثقل عمد وعدوان كالقتل بالحاد، والقتل بالحاد يجب فيه القصاص، فالقتل بالمثقل يجب فيه القصاص.
السيارة أداة ركوب كالجمل، والجمل جائز ركوبه، فالسيارة جائز ركوبها

( تمارين )

اجعل ما يلي تمثيلا ووضِّح أركانه:
1- يحرم ضرب الوالدين للإيذاء كالتأفف؟
ضرب الوالدين إيذاء كالتأفف، والتأفف حرام، فضرب الوالدين حرام
الاصل: التأفف/ الحكم: حرام/ العلة: الإيذاء/ الفرع: ضرب الوالدين

2- الكاكاو ينفع في التنبيه لاحتوائه على الكافيين كالقهوة؟
الكاكاو يحتوي الكافيين كالقهوة، والقهوة نافعة للتنبيه، فالكاكاو نافع للتنبيه.
الاصل: القهوة/ الحكم: نافع للتنبيه/ العلة: احتواء الكافيين/الفرع: الكاكاو

3- الجبس ينفع في تثبيت العضو المكسور لمنعه من الحركة كالخشب؟
الجبس مانع من الحركة كالخشب، والخشب نافع في تثبيت العضو، فالجبس نافع في تثبيت العضو
الاصل: الخشب/الحكم: نافع في تثبيت العضو/العلة: مانع من الحركة/ الفرع: الجبس
 
إنضم
21 نوفمبر 2010
المشاركات
298
التخصص
الفقه المالكي وأصوله
المدينة
وهران
المذهب الفقهي
المالكي
رد: دروس في شرح المنطق سهلة وواضحة.

حياك الله شيخنا الفاضل
بالنسبة للمثال الأول قلتَ شيخنا أنه يمكن عرضه بأكثر من حالة, ولهذا عرضته بذالك الشكل,
وفي الباقي (المثال 2 ـ والتمرين) أدركت الخطأ الذي وقعت فيه, فجزاكم الله عنا كل خير.
 
إنضم
21 نوفمبر 2010
المشاركات
298
التخصص
الفقه المالكي وأصوله
المدينة
وهران
المذهب الفقهي
المالكي
رد: دروس في شرح المنطق سهلة وواضحة.

1- في ضوء ما تقدم ما هو الاستقراء وما هي أقسامه؟
الاستقراء هو تتبع الجزئيات للوصول إلى حكم كلي.
أقسامه:
ـ الاستقراء التام: وهو تتبع جميع الجزئيات لا يخرج منها واحد.
ـ الاستقراء الناقص: وهو تتبع كثير من الجزيئات لا كلها, وهو نوعان معلّل وغير معلّل.
2- هل يمكن أن يفيد الاستقراء اليقين بين هذا؟
ـ يمكن أن يفيد الاستقراء اليقين, بأن تكون جزئيات الموضوع أو المادة محصورة ومعدودة ويتم استقراءها كلها.
ـ فإن كانت جزئياته لم تتصفح كلها, لا يفيد اليقين لجواز وجود بعض جزئياته تخالف ذلك الحكم.
3- مثل بمثالين للاستقراء؟
ـ كل طائر يبيض, فهذا استقراء ناقص, لأنه ثبت أن هذا الحكم لا يعمم على جميع الطيور, ذلك أن الخفاش ولود,
وأنه اعتمد في هذا تعميم الحكم لا العلة, فهو يفيد الظن لا اليقين.
ـ كل الثديات ترضع, فهذا استقراء تام. فقد اكتشف أنه ما من مولود من هذا الصف إلا وهو متعلق بأمه في بداياته يحتاج للرضاع
حتى ينمو ويعتمد على نفسه, وهو يفيد اليقين لعتماده على علة متحققة في كل الجزئيات.
 
إنضم
21 نوفمبر 2010
المشاركات
298
التخصص
الفقه المالكي وأصوله
المدينة
وهران
المذهب الفقهي
المالكي
رد: دروس في شرح المنطق سهلة وواضحة.

بيّن نوع الاستقراء من حيث كونه تاما أو ناقصا معللا أو غير معلل فيما يأتي:
1- كل شيء يقذف إلى الأعلى يرجع إلى الأرض. هذا المثال قد يناقش من عدة اعتبارات, كاعتبار الشيء صلب. فباعتبار الجادبية هذا استقراء تام معلّل, أو اعتبار الشيء غاز أو بخار ماء والنظر إلى كيفية عودته. لكن على العموم هو استقراء ناقص, لخروج الأقمار الاستكشافية للكون من المجال الجوي الأرضي, وهذه لها أن ترجع بإرادة الإنسان كما يمكن بقاءها تسبح في الكون, وهذا معلّل بانعدام الجادبية خارج المجال الجوي الأرضي. والله أعلم.
2- كل إنسان يحتاج لصحته إلى فيتامين a. استقراء تام, معلّل, لأن الفتامينات مواد حيوية للتبادلات الأنزيمية والهرمونية, المسؤلة على النمو عند الإنسان (metabolisme).
3- كل خلفاء الرسول صلى الله عليه وسلم حكموا بالعدل. استقراء تام, معلّل بقوله صلى الله عليه وسلم " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضو عليها بالنواجد " رواه أبو داوود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
4- كل ما في بستان زيد إما النخيل وإما البرتقال. إن كان كذلك, فهو استقراء تام معلّل لتصفح جميع جزئياته, أي بعدِّها.
5- أقل الحيض يوم وليلة وأكثره خمسة عشر يوما. باعتبار الشرع استقراء تام لأن كل ما زاد عن الخمسة عشر يوما فهو استحاضة, وباعتبار العلم التجريبي فهو استقراء ناقص لأن عندهم حالات استمرت معها الحيض إلى أربع وخمسون يوما. والله تعالى أعلم.
ملاحظة: أعتذر على ذكر الاعتبارات فلم أصل إلى مرادكم بالتمام للاحتمالات الواردة, شكرا.
 
إنضم
19 يوليو 2009
المشاركات
8
التخصص
قانون
المدينة
الموصل
المذهب الفقهي
حنفي
رد: دروس في شرح المنطق سهلة وواضحة.


أخي الكريم صفاء الدين العراقي سلمت يداك على هذه الدروس القيّمة والمفيدة ولكن اسمح لي ان أسجل هنا بعض الملاحظات
منها: إن قياس المساواة ليس دليلاً مستقلاً مقابل القياس المعروف المركب من صغرى و كبرى وحد أوسط بل هو قياس عادي غاية الأمر هو قياس مركب يعتمد كما أشرتم إلى ذلك على مقدمّة مضمرة
فمثلاً قولنا (أبو بكر أفضل من عمر- وعمر أفضل من عثمان والنتيجة أبو بكر أفضل من عثمان) هذا قياس مركب من قياسين
القياس الأوّل:
أبو بكر أفضل من عمر( وهذه الصغرى مذكورة)
وكل من هو أفضل من عمر أفضل من كل ما يكون عمر أفضل منه(وهذه الكبرى مضمرة)
النتيجة
أبو بكر أفضل من كل ما يكون عمر أفضل منه
وهذه النتيجة تكون صغرى لكبرى مستفادة من المقدمة الثانية
فيتشكل لدينا قياس آخر وكما يلي:
أبو بكر أفضل من كل ما يكون عمر أفضل منه(الصغرى حاصلة من القياس الاوّل)
وكل من هو أفضل من كل ما يكون عمر أفضل منه أفضل من عثمان(وهذه الكبرى مستفادة من قولنا عمر أفضل من عثمان)
والنتيجة هي:
أبو بكر أفضل من عثمان
وعلى ضوء ذلك لا يصحّ تعريف قياس المساواة بأنّه: قول مؤلف من قضايا متحدة في المحمول يكون متعلِّقُ محمولِ الأولى موضوعا للثانية.
والسبب في عدم صحته
هو أنّ هذا لتعريف سوف يدخل مثل قولنا:
الإثنان نصف الاربعة والأربعة نصف الثمانية
والحال فإنّ هذا التركيب غير منتج
و
هناك ملاحظات آخرى سنذكرها فيما بعد إن شاء الله تعالى
 

أم عبد الله السرطاوي

:: نائبة فريق طالبات العلم ::
إنضم
13 يونيو 2010
المشاركات
2,308
التخصص
شريعة/ هندسة
المدينة
***
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: دروس في شرح المنطق سهلة وواضحة.

( مناقشات )

1- في ضوء ما تقدم ما هو الاستقراء وما هي أقسامه؟
الاستقراء هو تتبع الجزئيات للوصول إلى حكم كلي
وأقسامه: استقراء تام واستقراء ناقص

2- هل يمكن أن يفيد الاستقراء اليقين بين هذا؟
يفيد اليقين إن كان استقراء تاما
ويفيده أيضا في الاستقراء الناقص إن كان معللا والعلة متحققة في كل الجزئيات

3- مثل بمثالين للاستقراء؟
ليست كل الأجسام تطفو على سطح الماء
أسانيد البخاري ومسلم من أجود الطرق وأقواها صحة

( تمارين )

بيّن نوع الاستقراء من حيث كونه تاما أو ناقصا معللا أو غير معلل فيما يأتي:
1- كل شيء يقذف إلى الأعلى يرجع إلى الأرض؟
استقراء ناقص، فالبالون مثلا قد لا يرجع وتسحبه الريح

2- كل إنسان يحتاج لصحته إلى فيتامين a ؟
استقراء ناقص معلل بالصحة

3- كل خلفاء الرسول صلى الله عليه وسلم حكموا بالعدل؟
استقراء تام وهم الخلفاء الأربعة


4- كل ما في بستان زيد إما النخيل وإما البرتقال؟
استقراء تام، حيث حصر الموجود

5- أقل الحيض يوم وليلة وأكثره خمسة عشر يوما؟

استقراء ناقص حيث الصحيح أنه لا أكثر له ولا أقل
والله أعلم

شيخنا الفاضل
واجهتُ صعوبة في فهم التمارين .. لا أعلم لمَ
؟!
 
إنضم
19 يوليو 2009
المشاركات
8
التخصص
قانون
المدينة
الموصل
المذهب الفقهي
حنفي
رد: دروس في شرح المنطق سهلة وواضحة.

أخي العزيز صفاء الدين العراقي تقبل خالص تحياتي واحترامي لشخصكم الكريم
والمأمول منكم ان تتقبلوا بصدر رحب بعض ما يختلج في ذهني القاصر من ملاحظات
وهي في الحقيقة قد تكون شبهات قابلة للنقاش ولا أدّعي أنّها الحقّ الذي لا ريب فيه
فمن الملاحظات بأنّكم قلتم : (( وأما الدليل الثالث فهو التمثيل )
ثم قلتم في موضع آخر نقلاً عن الإمام ابن تيمية بأنّ التمثيل: ((قد يفيد اليقين، وأن العبرة في المادة والمثال التي توضع في التمثيل فإذا كان يقينيا فالتمثيل يفيد اليقين، وإذا كان يفيد الظن فالتمثيل يفيد الظن))
ولا إشكال في صحّة عبارة الإمام ابن تيمية ولكن الإشكال فيما ذكرتموه من جعل التمثيل أحد الأدلة
فإن الدليل من الدلالة وهي عند المناطقة : ((كون الشيء بحالة يلزم من العلم به العلم بشيء آخر)) ولذا يطلقون على الدليل بالحجّة
والتمثيل في أي مورد أفاد اليقين رجع إلى القياس كما أنّكم تقبلون ذلك وإن أفاد الظن خرج عن كونه دليلاً وحجّة عند المناطقة لأنه لا يلزم منه في هذه الحالة العلم كما مقتضى تعريف الدليل والحجّة.
نعم قد يكون دليلاً وحجّة في الشرع وهذا بحث آخر وبحثتنا فعلاً في علم المنطق هو في الأدلة العقليّة، وطرق الإستدلال العقلي
 
أعلى